مواقف من حياتي .. موعد مع الشيطان - حوارات حول القضاء والقدر - وإنكار الرحمة الإلهية والوجود الإلهي

بسم الله الرحمن الرحيم

.. الجزء الثالث ..

..:: مواقف من حياتي ::..

  موعد مع الشيطان - حوارات حول القضاء والقدر - وإنكار الرحمة الإلهية والوجود الإلهي

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. فهذا هو الجزء الثالث .. من لمحات من حياتي .. ولكن هذه المرة مع مواقف صادمة و مواجهات شيطانية ونفسية .. ولعل ذلك حدث حتى أتحرر من ضيق العجز الإيماني في المعرفة إلى فضاء الوسع الإيماني .. 
فهذه مواقف حدثت معي في بداية فترة إلتزامي ورغبتي الحقيقية في التحرر من النفس وما أصابها من فترات سابقة من كنا قد تكلمنا عنها ..
وكأني كنت انتظر يد العون الإلهية تمتد إلى لتنقذني من أوحال النفس التي أصبحت أغرق فيها .. ولكن هيهات فقد كنت متوهما .. وأدركت أنه حتى أنال يد العون .. فعلي أن أكون صادقا ومخلصا .. ويتبين ذلك .. بالفتن والمحن .. وليس بمجرد الكلام ..
عموما في هذه المقالة محاورات كانت تدور حول تسليطات من الأسئلة لزرع بذور الشك في النفس .. ولا تستغرب أني كنت أنظر إلى أنوار تحيط بي .. إلا أنها تسمح للظلام بأن يدخل .. للابتلاء .. ولا حول لهم ولا قوة إلا بالله .. فأمر الله نافذ .. وكل مخلوق عليه أن يواجه قدره .. وعليك أن يكون شعارك ( اللهم لا منجا منك إلا إليك ) .. 

** وأحب أن أذكر هنا نقطة هامة .. وهو أن كثيرين يعتقدون أنه طالما نحن نذكر الله .. فنحن بعيدون عن الشيطان .. !!

لا .. كلام غير صحيح .. فكلما اقتربت من طريق الله كلما زادت لك الفتن .. وقد سبق وشرحنا ذلك في مقالة سابقة ..
والحوارات والأسئلة التي هنا ليست نوع من المجادلة التصورية مع بعض الشياطين أو مع بعض الملحدين .. ولكنها أسئلة حدثت بالفعل معي أثناء اعتزالي كثيرا عن الناس .. ومواقف حقيقية ..  سواء شيطانية أو نفسية .. أسأل الله ان يعافيكم منها ..  

ولندخل في الموضوع مباشرة ..

بسم الله ..

****************************

..:: المجادلة الإبراهيمية ::..

تعلمت في مرحلة الشك أمر هام جدا .. وهو كيف تكون إبراهيميا .. من خلال معرفتك بشخصية سيدنا إبراهيم عليه السلام .. ولهذا مقالة خاصة إن شاء الله تعالى ..

وكان من الخصائص الإبراهيمية هي عدم المجادلة في قول الخصم .. بل إلزام الحجة عليه بلا جدل .. فمثلا .. حينما قال له النمرود :

قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) البقرة258

فسيدنا إبراهيم لم يجادل النمرود في فكرة الإحياء والإماتة .. ولكنه عدل إلى فكرة أخرى .. لإقامة الحجة ..

وكذلك سيدنا علي رضي الله عنه .. سأله ملحد وقال له : منذ متى كان الله ؟ .. فقال له سيدنا علي : ومنذ متى لم يكن ؟

وكان لهذا الفكر في التناظر .. عظيم الأثر فيما بعد ..

**************************

..:: الفضول .. آفة نفسية أم صفة بحثية ::..

الفضول لا يؤدي إلا إلى نهايات غير سعيدة .. حتى أن لفظ كلمة الفضول يوحي بأنك تتدخل فيما لا شأن لك به .. والفضول في العلم لا يسمى فضولا وإنما يسمى بحثا .. ولكن التدخل فيما لا يحق لك وفيما ليس من شأنك معرفته .. هو ما يسمى الفضول ..

ولا أطيل عليكم حتى لا تملوا من الكلام .. فقد أحسست أنني أريد الذكر بالأسماء الحسنى .. وخاصة بإسم معين .. وكنت ممتنع منها في هذا الوقت إلا بقدر معين .. ولكن أحببت أن أخوض التجربة .. حتى أعرف لماذا تم منعي من الذكر بالأسماء الحسنى .. وكان هناك خواطر في داخلي تمنعني من الذكر بالأسماء الحسنى بأعداد كبيرة .. فقط يكفيني مائة أو مائتين .. ولكن الزيادة بعد ذلك .. تكون على قدر الاستعداد القلبي والنفسي ..

ولكن الفضول أخذني إلى التجربة ..

******************************

..:: فضول النفس .. والرغبة في التحقق مما يقوله الأولياء ::..

نعم لقد تم تحذيري .. ولكني كنت لازلت عنيدا جدا وعندي عزيمة قوية تصل إلى حد أن لا أتراجع أبدا .. وقلت في نفسي لماذا يتم منعي من الإكثار من الذكر بالأسماء ؟

فقررت أن أزيد عن الحد المسموح لي .. ولكن ترتب عليه أمرا لم يكن يخطر على البال ..

***************************************

..:: موعد مع الشيطان ::..

فجلست متوضأ .. في غرفتي وأغلقت النور ووضعت ظهري على الحائط متربعا على الأرض .. وبدأت في ذكر أسم من أسماء الله تعالى ... وكنت قد نويت وعزمت أن أذكر هذا الاسم ( 1000 مرة ) وهو عدد بسيط .. ولكن كلما اقتربت من الختام كلما شعرت بقبض وضيق في قلبي .. حتى توقف لساني فعليا عن الاستكمال وسمعت خاطر بداخلي يخبرني أن لا أكمل لعدم استعدادي لهذا الأمر .. ولكن قلت : سأكمل .. فتركني الخاطر أكمل وأواجه مصيري  ..

ولا أستطيع أن أحكي لكم أن المائة الأخيرة فيها من الخوف القلبي ما لم يصادفني من قبل .. حتى أكملت الألف .. وحدث أن رأيت الحائط المقابل لي أمام وجهي .. ينشق ويخرج منه نورا كاد أن يذهب ببصري .. ووجدت نفسي ازحف الى الخلف هربا .. ولكن إلى أين؟ فإن ظهري كان مسندا على الحائط .. وإذا بي أجد من الدعاء النبوي يحيط بقلبي ( اللهم لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ) وأخذت أكررها كثيرا حتى أغلق الحائط على النور الذي انشق من خلاله .. وعاد الوضع لطبيعته .. وهدأت نفسي وذهب الروع عنها ..

*********************************

..:: س: لماذا لم يخطر ببالي أن استعذ بالله من الشيطان الرجيم ؟ ::..

لأني لم ألتفت إلى عالم الجن والشياطين في هذه المرحلة من حياتي لأنه طالما كنت انظر إلى هذه الروحانيات من حياتي .. بنظرة دُونيَّة وساقطة .. وكنت أعتقد أن مجرد الإستعاذة من هذا العالم نوع من التقدير لهذا العالم .. فلم أكن أبالي بهذا العالم تماما .. وكأنه غير موجود .. أو كأنه أمر غير ذي بال .. ولعل هذا الأمر نفعني بعد ذلك في مراحل متقدمة .. !!

ولكني كنت أستعيذ بالله في أورادي من الشيطان .. أدبا مع أمر الله .. وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ..

فالذي حدث معي نوعا ما من التجلي الذي لا أريد الحديث أو الخوض فيه .. ولذلك قلت الدعاء السابق .. فتأمل ماذا قلت .. وستفهم ما حدث ..

فالأمر ليس مثل ما يحدث مع بعض المكاشفين الذين يقرأون العزائم .. من ظهور روحانية صعاليك الجن أو ملوكهم أوغير ذلك ..

فإذا فهمت الأمر كذلك .. فعفوا أنت لم تفهم شيئا ..

******************************

..:: بعد سكون النفس ::..

وبعد أن هدأت نفسي رجعت إلى نفس الجلسة التي كنت عليها ولكن مستغفرا الله .. وفوجئت بأمر غريب .. وجدت كأن شيطان جلس عن يميني .. وشيء روحاني كريم جلس عن يساري وكأنه ملك .. واصبحت في حالة سبات زمني ولكن عقلي مدرك للواقع تماما .. ولكن أصبحت أرى نفسي واقفة أمامي تنظر إلي وأنا جالس وبجواري شيطان وملك .. وبدأت الأسئلة الشيطانية .. وكان عمري وقتها تخطى الثامنة عشر بقليل ..

**************************

..:: الأسئلة الشيطانية ::..

1- هل الله موجود وما دليل وجوده ؟

قلت:  و لماذا الله لا يكون موجودا  ؟

ودليل وجوده هو أنك تفكر فيه .. وتقول هل هو موجود أم لا ؟

2- لماذا لا نراه ؟

قلت: لو كنت أستطيع رؤيته بعيني .. لكنت قادرا عليه بالرؤية .. ولشك عقلي في كونه إلها .. لأن العين لا ترى إلا المخلوق .. فكيف سأعترف به خالقا ؟

إذا.. فكيف نرى الله الخالق بعيون المخلوق ؟ فلهذا حجب نفسه عنا حتى لا نشك فيه .

3- أين الله ؟

قلت : لو عرف له أين ؟  لكان مخلوقا .. لأنه يكون في حيز ومكان محدد حينئذ .. والله نور في كل مكان .. وبخاصة القلب

4- قال أليس في السماء ؟

قلت : بلى . هو كذلك ولكن بقدرته التي أوجدت كل شيء .. والإشارة في الحديث للدلالة على علو المكانة الإلهية وليس علو ارتفاع ,, تعالى الله عن ذلك علو كبيرا .

5- فأين الذات الإلهية ؟

قلت : حيث لا حيث ولا جهة ولا مكان .. ولا يحصره حد ولا يحيط به مكان ولا يحدثه زمان ..

إذا عبدته ربا .. أعطاك .. وإذا عبدته إلها .. ولاك .. وإذا عبدته ذاتا اصطفاك ..

6- الله قد ظلمني لأنه خلقني للمعصية .. ولماذا يعذبني بعد ذلك ؟

قلت : ان الله خالق وعادل .. فلو كان ظالما لكن مخلوقا .. لأن الظلم صفة المخلوق ؟ فكيف نقول انه خالق ونقول انه ظالم ؟

 فلو اعترفنا بكونه خالق فليس لنا الا ان نعترف بكونه عادل .

وهل استعملت هذه المعصية لتكون سببا للطاعة كما فعل آدم ؟

فأنت رددت الأمر على الله .. وآدم استسلم للأمر بين يدي الله

فكيف يكون ظلمك ؟

ألست كنت طاووس الملائكة .. ؟ فلماذا قلت أنه ظلمك ولم تقل أنه رفعك من قبل ..؟ فما ذلك إلا لكونك كذابا .. والكذاب يخلط الحقائق بالباطل .. فلو كنت صادقا لقلت أنه رفعك قبل أن تقول أنه خفضك !!

ولماذا لم تقل أنه قدر عليك الرفع من قبل .. كما قدر عليك الخفض من قبل ؟

ولماذا لم تقل أنه كافأك على طاعتك من قبل .. وقلت أنه سيجازيك على معصيتك من بعد ؟

ولماذا لم تطلب الغفران كما طلبه آدم ؟

7- ولكنه حكم علي قبل الأزل وقت ان كتب الآجال والأعمال .. وفريق في الجنة وفريق في السعير .. ولا يبدل القول لديه ؟

قلت : أنت كذاب .. لأنه تعالى قال ( ورحمتي وسعت كل شيء ) وقال ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) .. فلو أنك توسلت برحمته إليه لمحا عنك خطيئتك وأثبت لك الغفران ..

فهذا ما حدث لآدم .. كتب عليه من قبل .. فتوسل إليه برحمته .. فقبله الله .. فمحا عنه ما كان ..

8- ولكن هذا أيضا كان مقدرا في الكتاب أن آدم سيعصي وسيتوب وأنا سأعصى ولا أتوب .. فلماذا خلقني من أساسه طالما عرف عني أني سأعصيه على الدوام ؟

قلت : لماذا لم تحتج بالقدر امام الله وقت عدم السجود لآدم ؟ .. لأنك تعرف أن الحكم الإلهي هو حكم كشفي وليس حكم فرضي .. ومن كمال عدل الله أن يشهدك اعمالك .. لتكون شاهدا على نفسك أنك تستحق أن تكون من أصحاب الجحيم .. وأن الله لا يظلم احدا.

فمن الظالم أنت أم الله .. ؟

9- فلماذا لا تعبد الريح ؟

فالتزمت الصمت ثواني .. وكأني أبحث عن إجابة عقلية .. فأخذ الشيطان يزين لي قدرات الريح القويه ويعرض علي بعضا من خواصها .. فوجدت من يجلس عن شمالي يضربني ضربة في جنبي ويقول قل له : لأنها فاقدة الإرادة ..

فقلت : إنها فاقدة الإرادة .. ( ثم أكملت ) .. فثبت لها العجز .. والعاجز مخلوق .. والمخلوق لا يعبد

10- لماذا لا تعبد الجبال والشمس والقمر ؟

قلت : لأني أراهم .. وطالما رايتهم .. فقد قدرت عليهم بعيني .. وطالما قدرت عليهم بعيني .. فهم مخلوقات .. والمخلوق لا يعبد .. ولو كان أحدا أحق بالعبادة في المخلوقات لكانت نفسي

11- فلماذا لا تعبد نفسك ؟

قلت : لعجزي عن نفعها أو ضرها .. ولجهلي بما أمامي و بما خلفي .. من أمري

12- فلماذا لا تعبدني وأعطيك ما لا يحيط به وهمك ولا خيالك ؟

قلت : فلماذا لم تنفع نفسك بما لم يحيط به خيالي ولا وهمي ؟

وماذا ستعطيني .. ؟

قال : إذا طلبت الدنيا أعطيتك مالا ونساءا

وإذا طلبت سلطان الدين أعطيتك ما تؤيد به ولايتك

فقلت : فهل ستعطيني ما تخالف به القدر أم ما يتفق مع القدر ؟

فإن كنت ستعطيني ما تخالف به القدر .. لكنت خالفت انت قدرك ؟

ولو كنت ستعطيني ما يتفق مع القدر .. فلماذا اعترضت على القدر ؟

ولو كنت معترفا بالقدر .. فانت معترفا بالله .. واعترافك بالله يدل على عجزك أمام القدر .. ؟

فبماذا ستنفعني وبأي شيء ستضرني .. إن كنت لا تملك نفعا ولا ضرا ؟!!

يا هذا .. كفى بك عجزا .. أن تتوسل إليَّ لأعبدك .. وكفي بي سلطانا عليك .. أني جعلتك تتوسل إليَّ وتسترضيني لأنضم إليك ..

يا هذا .. إن ضللت فمن نفسي ، وإن اهتديت فمن ربي .. ولا عذر لي في ذنبي .. وأشهد أنه حكم وعدل في قدري .. ولا يظلم ربك أحدا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

** وهنا انتهى مجمل الحوار  .. وارتفع الجالسين الذين كانا على جانبي .. سواء الخير والشر ..

( وقد زدت عليه بعضا من حوارات تالية قد حدثت ) وظللت اتذكر الحوار واستغرب عما حدث معي .. وكيف ثبتني الله .. ولماذا حدث معي هذا ؟ ..

 وبالمناسبة كانت هذه الأسئلة هي جزء من الاسئلة التي كنت أسألها للمشايخ وقتئذ .. ولا يجيبون .. ويتهموني بأني على شفا الكفر .. !! ههههههه

****************************************

..:: شبهات شيطانية ونفسية ::..

سأعرض عليكم أيضا بعض الشبهات الشيطانية والنفسية التي واجهتني أثناء العبادة .. عسى أن تكون لكم نفعا .. وهي كانت على فترات متفرقة ..

-1 ما سبب اختلاف الناس والاديان ؟

قلت : لقدرة الله على خلقه بالقهر واللطف .. فهو ذو الجلال والاكرام

2- الله قدر كل شيء  فلماذا نعمل ؟

قلت : وكيف أعرف المقدر ان لم أعمل وأشهد على نفسي ؟

3- لماذا ديني على الحق ؟

قلت : ولماذا يكون هو الباطل !!

4- واذا سألتك نفسك بان كل مخلوق له خالق .. فمن خلق الله ؟

قلت : كيف يكون خالقا ومخلوقا في نفس الوقت ؟ كيف يكون صانعا ومصنوعا ؟ وكيف يكون له خالق إلا إذا اعترفنا له بصفة العجز والضعف ؟ وهذا مستحيل لانه خالق

ومن له صفة القدرة والقهر فلا يكون إلا خالق .. والخالق لا يخلق نفسه وانما يخلق غيره

5- من كان قبل الله ؟

قلت : لو كان له قبل لكان مخلوقا ؟ ولكنه خالق فكيف يكون قبله أحد ؟ والقبل والبعد زمان وكلاهما مخلوق .. وطالما هو خالق فهو قبل الزمان والمكان .. فكيف نقول أن له قبلا ؟

6- من سيكون بعد الله ؟

قلت : لو كان له بعدا .. لكان مخلوقا ؟ ولكنه خالق فكيف يكون له بعد ؟

7- ان الله يعلم بأني سأكون كافرة او عاصية .. فلماذا خلقني ؟  

قلت : كثرة الذنوب ليست دليلا على سخط الله على العبد .. وكثرة الطاعات ليست دليلا على محبة الله للعبد .. فلا أحد يعلم من الذى تقبل منه اعماله .. فالعبرة بالاخلاص وخواتم الاعمال .. فمن يقول أن الكافر سيظل كافر والمؤمن سيظل مؤمن .. فعلى أي أساس افترضت سؤالك ؟

و ان سلب منك الاعتراف بوجوده .. فسؤالك باطل من أساسه

8- كثرة الذنوب .. تحبط الاعمال ؟

قلت : وكثرة الطاعات لا تشفع عند الله بغير الاخلاص .. والعبرة بالخواتيم

9- لا وجود لله .. فكلما دعوت لم أجده مجيب الدعاء ؟

قلت : يجيب فى الوقت الذي يريد لا فى الوقت الذي أريد .. لأنه قاهر ، والقاهر يجيب بقدر ما يريده هو وليس بقدر ما تريده أنت .. وإلا أصبح مغلوبا على أمره ومقهورا . فكيف يعبد بعد ذلك !!

10- لماذا نحرم أنفسنا من متع الدنيا ونضيق عليها بأحكام لإله غير موجود ؟

قلت : وما الفرق بين الانسان والحيوان في اطلاق شهوات النفس في غابات الدنيا ..!! بل الحيوان ارقى لأنه يسير وفق ضوابط في حياته لا يخالفها .. فهل أنت انسان ام حيوان ؟

واعترافك به كونه خالقا .. إذا فهو مدبرا ومالكا للأمر .. والمالك يفعل في ملكه ما يشاء ويدبره كيفما أراد .. فلماذا نبيح لأنفسنا أن نضع قوانين في منازلنا .. ولا نسمح لمالك الملك بوضع قوانين تدبر كونه .

11- لماذا يفرض علينا الإله أحكاما يضيق بها علينا حركتنا في الكون ؟

قلت : وهل التضييق في حركة الكون ام في شهوة النفس !! وبما ان التضييق في شهوات النفس فلأن الخالق اراد لك اطلاق انسانيتك في الكون وحجب الصفات الدونية عنك .. أما عن كونك تريد استباحة صفات الخنزير في نفسك فهذا شيء آخر .

12- لماذا خلق الله القبيح ؟

قلت : وما مقياس الجمال والقبح في النفس .. إن كان الانسان يختلف اذواقه وتوجهاته من بيئة لبيئة .. !! فلا يوجد قبيح الا قبيح القلب ولا يوجد جميل إلا جميل القلب  .. 

13- لماذا افعل المعاصي ولا افعل الطاعات ؟

قلت : ولماذا قدرت على المعصية ولم اقدر على الطاعة !! الا لتحقيق شهوة في النفس !! وهذه الشهوة قد تكون الرغبة في التحرر من القيود الدينية !! إذن فالقدرة موجودة في كل الاحوال . أليس كذلك

14-  كيف يكون الله إلها ورحيما ويفعل الزلازل والبراكين ويترك الحروب ؟

قلت : وهل عدم الاعتراف بكونه إلها ورحيما سيمنع الحروب والزلازل والبراكين  !!!

15-  لماذا الاختلاف في الدين مادام الحق واحدا ؟

قلت : الاختلاف صفة نفسية وليست صفة إلهية .. فالذي اختلف في الفهم هو النفس الانساني .. أما الدين فهو حق في ذاته .. لأنه من الحق الأحد .. فالاختلاف كان بسب شهوات النفس ورغباتها في تطويع الدين وفق أهواء رجال الدين ليأكلوا أموال الناس بالباطل ..

فالله واحد ودينه واحد .. ولكن النفس هي من حرفت في الواحديه وجعلت في وهمها التعددية .

16- اذا أحب الله خلقه فلما يعذبهم ؟

قلت : وهل عذبهم عندما عبدوه أم جحدوه ..؟

*********************************

..:: خواطر شيطانية .. تأتيك وقت الضعف ::..

1- الوسواس حاضر معك ويأتيك .. فهذا دليل على ضعف علاقتك مع الله ؟

لا .. فالوسواس دليل على قوة اتصالي بالله وإلا ما كان هناك وساوس .. فكلما زادت الوصال زاد الابتلاء .. ليزيد الإتصال .

2- أعمالك غير مقبولة .. لأنك دائم المعصية ؟

القبول وعدم القبول .. أمر لا يخصني .. فكوني عبدا لله .. لا يحق لي الإلتفات إلى خصوصيات الذات الإلهية .. والله رؤوف بالعباد

3- أنت غير مستجاب الدعوة .. تدعو ولا يستجاب لك ؟

لست بآمر لله ليستجيب دعائي .. فالأمر أمره والحكم حكمه .. والمقادير تحدث في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد .. وكوني عبدا .. فلا يحق لي في التدخل في الشأن الإلهي .

4- كيف تسمح لنفسك بالوسوسة بالسوء .. وأنت تزعم أنك تحب الله ؟

الحساب على الأفعال وليس على الوساوس .. إلا أن اعتقدت فيها .. وبالتأكيد لا أعتقد في وسواس شيطان ..

 5- ما الذي أضافه لك إيمانك بالله .. حتى تظل مؤمن به ؟

وما الذي أضافه كفرك له .. حتى تكفر به ؟

*************************************

اكتفي هنا معك مع هذه الخواطر والحوارات التي كانت تحدث معي .. فلازال منها الكثير قد قمت بتدوينه في فترات سابقة .. ومنها ما ذكرته في مواضيع في المدونة ومنها ما يزال مخطوطا في مذكراتي ..

ولعل هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها خواطر بمثل هذه الطريقة على العام .. ولا أعتقد أن أحد يملك الجرأة على طرح هذا على العام .. خوفا من أن يتهم باللعنات والكفريات .. هههههه .

ولكن إلى متى سنظل نخاف أن نواجه مخاوفنا .. وأسئلتنا .. ؟

فإما أن نكون على حق .. وإما أن نكون على باطل .. !!

ولكن عن شخصي فأرفض أن أعيش جبانا مختبأ من ملحد ساقطا .. أو أن أخضع لشيخ جاهلا يدرس دينا هو به جاهلا ..

 علينا أن نكون أقوياء بقلوبنا مع الله .. موقنين بكونه ربا إلها حقا .. وإلا فلتكن كما ترغب ملحدا أو سافلا أو أحمقا  .. ولكن لا تكذب و تقل أنك تعاملت مع الله ولم تجده .. لأنك كنت قد تعاملت مع نفسك وعبدت نفسك وطلبت نفسك .. ثم تقل بعد ذلك طلبت الله ولم تجده .. فكيف ذلك ؟

فالله يطلب بالقلوب ولا يطلب بالنفوس ..

..:: ختاما ::..

أسأل الله لي ولكم الثبات في الأمر .. والعزيمة في الرشد .. والتوفيق إلى العمل الصالح كما يحب ربنا ويرضى ..

وعسى أن تكون هذه الإجابات على المواقف النفسية والشيطانية .. نورا وطريقا لمن يأتي من بعد .. وعونا له وقوة وحجة في صراع الإنسان مع النفس والشيطان ..

تحياتي لكم .

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .