الروحانيات فى الإسلام: كيف تصل إلى اليقين ؟ واسباب ضعفه وفساده والتحذير من تركه .. وطرق الارتقاء باليقين فى تربية النفس ..

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 19 أبريل 2014

كيف تصل إلى اليقين ؟ واسباب ضعفه وفساده والتحذير من تركه .. وطرق الارتقاء باليقين فى تربية النفس ..

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تصل إلى اليقين ؟
وأسباب ضعف اليقين وفساده والتحذير من تركه
.. طرق الارتقاء باليقين فى تربية النفس .. 

ذكرنا فى مقال سابق أن اليقين هو الإعتقاد بلا شك .. وشرحنا المعنى شرحا وافيا .. ويمكنك الرجوع الى الموضوع من هنا ( اضغط هنا )
وكنا توقفنا عند كيفية الوصول الى اليقين وذكرنا أربع نقاط على الانسان أن يفعلهم حتى يصل الى اليقين ..
1- بالدعاء
2- بالتعرف على قصص الصالحين
3- الفهم ان كل الوجود هو فعل الله
4- الاستسلام والتفويض وتوكيل الامور لله تعالى 

ونبدأ بشرح كل خطوة مما سبق

 السؤال هو كيفية الوصول الى اليقين ؟

( أولا : بالدعاء .. )

اعلم أن الدعاء هو مخ العبادة وروحها .. فلو لم تدعو فلماذا سوف يهتم الله بك .. فادعو الله أنت متيقن بالاجابة .. ولكن تذكر ما قلناه سابقا .. ان اجابة الدعاء تكون فى الوقت الذى يريده الله .. وليس فى الوقت الذى تريده أنت .. فافهم

عموما هذه مجموعة من الادعية التى تعينك على تمكين اليقين من قلبك .. ان شاء الله تعالى 
1- ( اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ , ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك ، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا , ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا , واجعلْه الوارثَ منا , واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا , وانصرْنا على منْ عادانا , ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا , ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا , ولا مبلغَ علمِنا , ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا )

2 - ( اللهم اقذف في قلبي رجاءك واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك. اللهم وما ضعفت عنه قوتي، وقصر عنه علمي ولم تنته إليه رغبتي ولم تبلغه مسألتي. ولم يجر على لساني، مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين، فخصني به يا أرحم الراحمين ). 

3- ( اللهم إني أسألك إيماناً دائما، وأسألك قلباً خاشعاً، وأسألك علماً نافعاً، وأسألك يقيناً صادقاً، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية وأسألك الغنى عن الناس ) 

4- ( اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فأقبل معذرتي. وتعلم حاجتي فأعطنى سؤالي. وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي. ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته علي؛ والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام ). 

5- ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم )

6- ( بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله.. ما شاء الله كل نعمة من الله.. ما شاء الله الخير كله بيد الله.. ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله )

7- ( اللهم اجعَلْنِي أَخْشَاكَ حتى كأني أراكَ ، وأَسْعِدْنِي بتَقْواكَ ، ولا تُشْقِنِي بمعصيتِك ، وخِرْ لي في قضائِك ، وبارِكْ لي في قَدَرِكَ ؛ حتى لا أُحِبُّ تعجيلَ ما أَخَّرْتَ ، ولا تأخيرَ ما عَجَّلْتَ ، واجعلْ غِنَايَ في نفسي ، وأَمْتِعْنِي بسَمْعِي وبصري ، واجعَلْهُما الوارِثَ مِنِّي ، وانصُرْنِي على مَن ظلمني ، وأَرِنِي فيه ثَأْرِي ، وأَقِرَّ بذلك عَيْنِي )

8- ( اللهمَّ إني أسألُك حُبَّكَ ، وحُبَّ من يُحبَّك ، وحُبَّ عملٍ يُقرِّبُنِي إلي حُبِّكَ ، اللهمَّ إني أسألُك إيمانًا يُباشِرُ قلبي حتى أعلمَ أنَّهُ لن يُصيبني إلا ما كتبتَ لي ، و رَضِّني بما قسمتَ لي . )

9- ( اللهمَّ اكفِني بحلالِكَ عن حرامِكَ ، و أغنِني بفضلِكَ عمَّنْ سِواكَ )

واجعل من هذه الأدعية وردا لك .. تقرأه صباحا ومساءا .. حتى يرزقك الله اليقين ..

 ( ثانيا : قصص الصالحين .. )

ونكتفي بذكر قصة واحدة وهى للإمام أبي الدرداء .. 
قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه قد احترقت دارك! ـ وكانت النار قد وقعت في محتله ـ فقال: ما كان الله ليفعل ذلك. ثم أتاه آت فقال: يا أبا الدرداء أن النار حين دنت من دارك أطفئت!! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يقول هؤلاء الكلمات في ليل أو نهار لم يضره شيء وقد قلتهن وهي: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) .. حديث ضعيف

تأمل يقين الصحابي فى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .. فهو يقول ان النبي طالما قد قال فقد صدق النبي .. وانا معتقد فى كلام النبي .. فالنبي قال : من يقول هذه الكلمات لم يضره شيئا .. إذن الامر كذلك .. وانا مطمئن الى صدق النبي ..

فهذا هو حال الصحابي الجليل فى فهمه لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. فأي يقين هذا ..!!

* انتبه : ولكن هذا اليقين لا يمنع نزول الإبتلاء .. وهذا الذكر لا يمنع نزول الابتلاء لو أراد الله .. لأن الابتلاء جزء من حكمة الله في الكون ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء35

 ( ثالثا : الوجود هو فعل الله تعالى )

عليك أن تفهم أن الوجود كله هو فعل الله تعالى .. فإذا كان الله هو الفاعل .. فلماذا تتضايق من احكامه ؟
ألا تعتقد أنه عادل فى حكمه ؟
فاجعل فى داخلك يقينا .. بأن كل ما فى الوجود لن يخرج عن مراد الله طرفة عين ..
فلن يؤذيك احدا .. إلا بما قدرة الله لك .. وكل ما يفعله إنما هو تنفيذ مراد الله
ولن ينفعك أحدا .. لأن الله هو النافع
ولن يضرك احدا .. لأن الله هو الضار
ولن يرزقك احدا .. لأن الله هو الرزاق

هكذا عليك أن تكون متيقنا فى الله .. بأنه الفاعل الوحيد فى الوجود .. أن لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه .. سبحانه وتعالى 

ما معنى يقيني بالله يقيني ؟
ومعنى اليقين بالله ، واليقين فى الله

كثيرا ما تقرأ هذه الجملة ( يقيني بالله يقيني ) .. ولكن من يفهمها ؟ .. 
فمعنى هذه الجملة عظيم جدا .. وهو ان يقيني بأنه سبحانه وتعالى هو الخالق والفاعل والقادر والشافي الوحيد فى الوجود .. هو اليقين الحقيقي فى الوجود
يعنى اليقين فى الله هو اليقين الحقيقي الذى يجب على الانسان ان يعيش به .. وما عدا ذلك فهو يدخل فى مدار الشك ..

وللتفرقة بين اليقين بالله ، واليقين فى الله ( تفرقة لغوية )

* اليقين بالله : هو الاعتقاد بأن الله هو الخالق يقينا ولا خالق غيره .. وكانك تقول  : لا إله إلا الله
* واليقين فى الله : هو الاعتقاد فى كل صفات الله تعالى .. كونه شافى وقادر ورحيم ومنتقم ورحمن ومحيي ومميت وغالب ....

ولكن كثير من الناس حينما يقولون يقيني بالله يقينى .. فهم يقصدون بها كل المعاني السابقة

( رابعا : التسليم بالقضاء والقدر .. )

وهو أن لا تعترض على ما أخطأك من حظ .. ولا تعتقد أن ما أصابك من نصيب كان بقدرة منك .. 
ولكن كن على يقين أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك .. ولا يظلم ربك أحدا
وعموما لن نطيل فى هذه الجزئية لوجود موضوعين خاصين به . 
يمكنك الرجوع الى مواضيع التسليم والتفويض من هنا 


1- ما هو اليقين ؟ ومراتب اليقين ؟ وطرق الوصول إليه ؟ اضغط هنا

2- التسليم والتفويض عبادة قلبية اضغط هنا

3- طريق الوصول للعزيمة والارادة والهمة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله اضغط هنا 



ملحوظة هامة : فيما يتعلق بقصة سيدنا ابراهيم وسؤاله عن كيفية احياء الموتى .. وقول الله له : أولم تؤمن .؟ ...( سيكون له موضوع آخر .. اسمه اليقين فى القرآن .. ان شاء الله تعالى )



( جزاء اليقين فى الله )

1- إنَّ الميِّتَ يصيرُ إلى القبرِ ، فيجلسُ الرَّجلُ الصَّالحُ في قبرِهِ ، غيرَ فزعٍ ، ولا مشعوفٍ ، ثمَّ يُقالُ لَهُ : فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ : كنتُ في الإسلامِ ، فيُقالُ لَهُ : ما هذا الرَّجلُ ؟ فيقولُ : محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، جاءَنا بالبيِّناتِ مِن عندِ اللَّهِ فصدَّقناهُ ، فيُقالُ لَهُ : هل رأيتَ اللَّهَ ؟ فيقولُ : ما ينبغي لأحدٍ أن يرَى اللَّهَ ، فيُفرَجُ لَهُ فُرجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا ، فيُقالُ لَهُ : انظر إلى ما وقاكَ اللَّهُ ، ثمَّ يُفرَجُ لَهُ قِبَلَ الجنَّةِ ، فينظرُ إلى زَهْرتِها ، وما فيها ، فيُقالُ لَهُ : هذا مَقعدُكَ ، ويُقالُ لَهُ : علَى اليقينِ كنتَ ، وعلَيهِ مِتَّ ، وعلَيهِ تُبعَثُ ، إن شاءَ اللَّهُ ، ويجلسُ الرَّجلُ السُّوءُ في قبرِهِ ، فزِعًا مَشعوفًا ، فيُقالُ لَهُ : فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ : لا أدري ، فيُقالُ لَهُ : ما هذا الرَّجلُ ؟ فيقولُ : سمِعتُ النَّاسَ يقولونَ قَولًا ، فقلتُهُ ، فيُفرَجُ لَهُ قِبَلَ الجنَّةِ ، فينظرُ إلى زَهْرتِها وما فيها ، فيُقالُ لَهُ : انظر إلى ما صرفَ اللَّهُ عنكَ ، ثمَّ يُفرَجُ لَهُ فُرجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فينظرُ إليها ، يحطِمُ بعضُها بعضًا ، فيُقالُ لَهُ : هذا مَقعدُكَ ، علَى الشَّكِّ كنتَ ، وعلَيهِ مِتَّ ، وعلَيهِ تُبعَثُ، إن شاءَ اللَّهُ تعالى




( .. التحذير من ترك اليقين فتكون مثل هؤلاء .. )

1- {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }الأعراف175
رجل من بني اسرائيل أتاه الله العلم والبراهين والحجج .. ثم ضل عن طريق الله .. ترك اليقين فى الله .. وتمسك بوهم الدنيا .. فكان من الهالكين

2- ( كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ) الأنعام71
فمثل الذى لا يستمع الى الهدى ( الذى هو اليقين فى الله ) .. كمثل الذى يتخبط فى الدنيا فى شكوك وظلمات .. حيران وتائه .. وله أصحاب يقولون له : تعالى إلينا نأخذ بيدك الى اليقين .. إلا أنه يظل فى الأوهام والشكوك .. 
فأي حمق هذا ..!!

اسباب ضعف اليقين
سبب واحد فقط

* الاعتراض على القضاء والقدر .. عدم التسليم والتفويض والتوكل على الله


فساد اليقين يؤدى الى :
الغيرة والحسد والنظر الى ما فى يد الغير

أمثلة ذلك : 

" وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [البقرة: 109] 

" وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " [النساء 32 ]

"أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً " [النساء: 54]

" لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ " "الحجر : 88 "

"وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى " [طه:131]

"وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً "[الكهف:39]

" وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ " [القلم:51]


والله اعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم



هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف

هناك 13 تعليقًا:

  1. غير معرف23/4/14 2:14 ص

    درجات اليقين

    إن اليقين صفة ذات مراتب ودرجات، وليس كل المؤمنين الموقنين على درجة واحدة من اليقين، فاليقين عند الأنبياء (عليهم السلام) غير اليقين عند الأوصياء، ويقين الأوصياء غير يقين العلماء، ويقين الشهداء غير يقين الآخرين، وهكذا الأمثل فالأمثل؛ ولذلك كانت الجنة مراتب مختلفة، فمناصب الأنبياء غير مناصب الناس العاديين، ومنصب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يفوق كل مناصب أهل الجنة، فاليقين الذي تحلّى به الإمام علي (عليه السلام)، ويصفه بقوله: (لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً)(2)، ذلك اليقين بالله هو قطعاً غير يقين همّام، الذي ما إن سمع كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين(3)، حتى زهقت روحه، فكيف الحال به لو انكشف له الغطاء؟ إن يقين أمير المؤمنين (عليه السلام) يمتاز بان ذاته القدسية قد وصلت إلى مقام الاستغراق في الله فأصبح بعيداً عن فكرة الجنة والنار، بل إنه يرى الله في كل آن، أما يقين همّام فقد كان عبارة عن الخشية من عذاب الله، فهذا فرق واضح، وأعظم من ذلك يقين الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فلولا عظمة درجة يقينه لما تحمّل رحلة الإسراء والمعراج، فليس كل قلب يستطيع أن يتحمل ذلك.
    بل الكثيرين في عصرنا الحاضر ممن يشكك في مسألة الإسراء والمعراج؛ لأنه يراها ثقيلة على فكره الصغير.
    ثم إنه لابد من الإشارة إلى أن اليقين قابل للضعف والشدة، وذلك مرتبط بمقدار المعرفة التي يحملها الإنسان عن ربه، فكلما ازدادت معرفته به فقد ارتفع يقينه، وازداد عمله الخيّر، وكلما ضعفت معرفته بربه فقد قلّ يقينه، وخفّت أعماله في الميزان؛ فلذلك ذكر العلماء درجات اليقين، استلهاماً من القرآن الكريم، وهي: عين اليقين، وحق اليقين، وعلم اليقين.
    فقط ل- إثراء الموضوع.........
    متتبع من دالاس تكساس أمريكا

    ردحذف
    الردود
    1. ورد في تعليق لخضر الآتي:
      يقين الانبياء غير يقين الأوصياء...
      فهل هناك ضبط لمفهوم كلمة وصي؟
      أرجو أن يجد سؤالي توضيح عندكم لأني تهت في البحث وتشعبت بي السبل...

      وما مدى صحة حديث
      وفي حديث عن أم هاني بنت ابي طالب رضي الله عنه عن رسول الله (ص) : (ان الله جعل لكل نبي وصيا , فشيث وصي آدم عليه السلام و شمعون وصي عيسى عليهما السلام وعلي وصيي ).
      والذي يفهم من هذا الحديث ان هناك أنبياء أوصياء لاختلاف درجاتهم عند الله..

      حذف
    2. #- فيما يتعلق بالجزء الأول من الطلب فهو يختص بصاحب التعليق أخونا لخضر وهو من يتفضل بالإجابة عليه ..

      #- أما فيما يتعلق بصحة الحديث المذكور:
      - فالحديث لا وجود له في كتب أهل السنة والجماعة بهذا اللفظ .. فضلا عن أن سيدنا عيسى لم يكن له وصيا إلا الحواريين وليس واحدا فيهم مخصص .. فالرواية بالمفهوم البسيط هي مكذوبة على النبي بكل تأكيد ..!!

      - أما عن الحديث المنسوب للنبي وهو بلفظ: (إنَّ لكلِّ نبيٍّ وصِيًّا ووارثًا ، فإنَّ وصيِّي ووارثي عليُّ بنُ أبي طالبٍ) فهو من ما بين حديث مكذوب أو ضعيف جدا وذلك حسب سند الروايات ..

      - ويوجد روايات أخرى تقال في الوصيا والوراثة .. ولم يصح منها شيء .. ولكن يتبقى سؤال مهم:
      - لو كان الإمام علي رصي الله عنه قد اوصى إليه النبي بالخلافة كما يزعم البعض .. فكيف يتركها ولا يقاتل من اجل حقه واتباع نبيه ؟!! وكيف لا يعرف الصحابة كلهم بامر هذه الوراثة إذ أنها من الامور التي يجب أن تكون معلومة بالضرورة للأمة كالصلوات الخمسة ..!!

      #- فمن يزعم الوراثة أي الخلافة الظاهرة أو الوصاية بمعنى الخلافة أيضا .. للإمام علي .. فهنا أقول له :
      - لو كانت عن أمر نبوي لكان علمها الصحابة كلهم وبجعل أبو بكر خليفة فحينئذ جميع الصحابة آثمون بما فيهم سيدنا علي لأنه تهاون وتخاذل عن تنفيذ أمر النبي حينئذ (وحاشاهم جميعا) .. وطالما لم تكن الوراثة عن أمر نبوي ولا يعلمه الصحابة ولم يعصي أحد كلام النبي .. فأين المشكلة ؟!!

      - بل أن إرادة الله كانت في أن يترك النبي مسألة الخلافة للقدر .. ولو كان من قدر الله أن يتم تعيين خليفة محدد لكان جهر النبي بذلك أمام كل المسلمين وقال فلانا خليفتي من بعدي .. ولكن لم يحدث .

      - إذن هناك كذابين يبغون الفتنة في الأرض .. لنشر الفتنة بين المسلمين .. وللمحافظة على سلطانهم الديني ..

      - والله أعلم.

      #- و بخصوص فهمك من الحديث .. فالحديث ليس بحديث .. ولكن نعم يوجد أوصياء .. وهم الامناء على دين الله إذ يقول تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) البقرة:130-132.
      - والوصية يقصد بها: الإهتمام بأمر الدين من المحافظة على التوحيد ومنهج الشريعة .
      - والله أعلم .
      *********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  2. غير معرف23/4/14 2:27 ص

    يقين في ما عند الله
    - (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (يوسف : 86 )
    قال علماء التفسير ان العلم الذي يعلمه يعقوب عليه السلام ويقصده هنا هو اليقين
    غاب عنه ولده يوسف ، إخوته ألقوه في الجب وهو صغير ، مرت أربعين سنة ، ولكن كان عند نبي الله يعقوب عليه السلام يقين في الله ، وصاحب اليقين لا يلجأ للحسابات الدنيوية ، أو الأستدلالات والنتائج التي تبنى على منطق ضعيف ، المنطق يقول أربعين سنة كفيلة أن تنسى يوسف يا يعقوب ، قد يكون هلك أو أو فلما لازلت تتنظره ، أهذا منطق؟!! (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف : 85 ) فكان الرد من صاحب اليقين وأعلم من الله ما لا تعلمون ، ولأن يقينه راسخ فأمله بالله موجود بل ويبث الأمل في أولاده ويأمرهم بعدم اليأس (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف : 87 ) حتى يأتي الفرج من الله ويثبت للعالم أن يقينه كان في محله وأن الله لا يخزي المتقين (فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (يوسف : 96 ).
    فقط ل- إثراء الموضوع
    متتبع من دالاس تكساس أمريكا

    ردحذف
  3. اظن ان سيدنا يعقوب كان يرى في منامه رؤى تبشيرية هدا مما زاده اكثر يقينا رغم مر السنين

    ردحذف
    الردود
    1. بالطبع انه نبي الله واراد ان يزيد يقينه حتى يتحمل فراق يوسف ,والله يعلم ونحن لا نعلم الهم زدنا يقينا وقربنا ليك وان اعمل صالحا ترضاه وادخلنا في عبادك الصالحين ,آمين

      حذف
  4. يقينى بالله31/12/15 11:02 ص

    اليقين بالله ان تقول لااله الا الله ...سبحان الله كأنك كشفت لى اخى الكريم الخير ...سر من الاسرار كانت محجوبه عنى
    لم اعلم منذ زمن لم اتخذت فى المنتديات هذا الأسم سوى (يقينى بالله )غير انى لجأت الى ربى وفوضت امرى له بسبب ما مر بى
    فكان سبحان الله من فضله ورحمته ان فتح لى باب الذكر بــ لااله الا الله ..سبحان ربى العلى الاعلى الوهاب
    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وعليك وجعلك الله عز وجل ممن انار الله قلوبهم بنوره منه عز وجل وجعل زادك التقوى ورزقك يقينا دائما وقلبا خاشعا ...تحياتى

    ردحذف
  5. أستاذي و معلّمي الاكرم، خالد:
    إنّي و أنا أتنسّم عبق الإيمان هنا في جنّة مدوّنتكم من زهرة لاخرىن و من معنى لمعنى - فقد أردت الإستزادة من تلكم المعاني القلبيّة كالصبر و الرّضى و التوكّل و اليقين و الحب - إنّي و أنا كذلك قد وجدَتْ نفسي لَبسًا و سؤالا و رجاءا منكم فلو تتكرّمون عليّ بالإفادة:
    -السّؤال الأوّل
    إنّ حديثكم عن إي الدّرداء قد أثار في نفسي بعض اللّبس، إذ تارةَ أرى اليقين في حديث الرّسول الأكرم قد عصم منزله من الإحتراق، و حيث انّ هذا الحديث الذّي دعا به أبو الدّرداء موجود ضمن أحاديث الحزب الكبير، و حيث أنّكم قلتم سابقا أنّ هذا التّحصين هو تحصين قلبي و ليس جسدي بالضّرورة فإنّه قد حُجِب عن بصيرتي نور فهم المعضلة، إذ كيف يكون الدّعاء بيقينٍ بهذا الدّعاء يمنع الأذى تارة و بصفة قطعيّة - أيُّ أذًى بنصّ كلام النبيّ في الواقع - و تارةَ أخرى يحصذن القلب دوما و ليس الجسد بالضّرورة؟ بطريقة أخرى: كيف تقلّصت نسبة التحصين بهذا الدّعاء - إذا كان الدّاعي موقنا به - من مائة بالمائة إلى نسبة تقلُّ عنها لإعتبار شرحكم المفيد بتعدم التحصين الجسديّ بالضّرورة؟ أريد قهر النّفس لتكفّ عن طرح هكذا حُجَجٍ.
    السّؤال الثاني:
    لطالما بحثت عن معنى القضاء و القدر و كيف تُقدّر علينا أعمال فنقوم بها بل و نحاسب عليها، و لطالما إستمعت لكثير من التّفاسير والتّي منها، على ما أظن، تنويهكم له هنا في المدوّنة - و لكن نسيت أين تحديدا - عند ذكركم لأسبقيّة علم اللهن ثمّ إنّي بحثت عن هكذا مواضيع فلم اجد منها هنا سوى نَزْرًا قليلا في مواقفَ من حياتكم في جزئها الثّالث، هذا جزء من السُّؤال الثاني و الجزء الآخر حول معنى كون الإنسان مخيّرا و مسيّرا، توجد إجابات متناقضة طورا و متجانسة اطوارا اخرى في النِّت، لكن الذّي لا يوجد هو تفسير عميق روحي يبثّ السّكينة في قلوبنا نطمع فيه منكم لغاية قطعنا للأشواط القلبيّة المرجُوّة لتحقيق غيضٍ من فيضٍ المعرفة فتهدأَ النّفسُ به و تسكنَ، فما أحوجنا لمعرفة شهادة خلقنا الأولى و ما أقلّ زادنا من سلاح العلم فنقضّ به مضجع قطّاعِ طريق الحقّ.
    - رجائي:
    أرجو ان لا تنسوني من صالح دعائكم.
    رزقكم الله إقتفاء اثر نبيّه فتتمثّلون حاله دنيا و آخرة وجعلكم من ورثته صلذى الله عليه و سلّم.
    ختاما سلامي للجميع هنا، أعضاءا بالمدوّنة و القائمين عليها بأسئلتهم و إجاباتهم و رزقنا الله جميعا حبّه و حبّ نبيّه.

    ردحذف
    الردود
    1. أخي نزار ..
      1- بخصوص حديث ابو هريرة .. (وهو حديث ضعيف) ولكن يعمل به في فضائل الأعمال .. ومثله أحاديث كثير صحيحة تؤدي نفس المعنى .. مثل من يقرا خواتيم البقرة في ليلة كفتاه .. ومثل ذلك ..
      فالشاهد هو سؤالك هنا :
      كيف يكون التحصين قلبي وليس مادي ؟!!
      الجواب :
      وهل وجدتني منعت الحماية المادية في المدونة ؟!! فلماذا أضع طرق للحماية من الجن والشيطان ؟!! حتى نمنعهم من التسليط على الأذى البدني ..!! أليس هذا تحصين مادي ؟!!

      * ولكني رفضت فكرة أن يقول أحد أن الدعاء النبوي أو الذكر .. معناه تحصين ظاهري من كل شيء .. ليه ؟
      لأن النبي عارف أن الشيطان هيتسلط على الانسان والقرآن أخبرنا بذلك .. وعارف ان الاذى هيطول كل انسان حتى ولو بالمرض ..
      ولكن الشيء الوحيد الذي يظل محفوظ بحفظ الله هو القلب .. فالاذى قد يطول ظاهرك .. ولكن باطنك يظل ثابت مع الله (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ..

      * فالاذى الظاهري أمر محقق لك .. ولكن الإيمان الذي ياتي نتيجة العمل مع الله بالإخلاص .. هو ما يحمي قلبك من الزيغ والإنحراف مهما طالك من الاذى .. وهذه كرامة الذاكرين والعاملين مع الله ..
      ولذلك قلت في مواضيع المدونة لا يوجد تحصين .. وشرحت هذا الامر ..
      فهو ليس حماية كلية .. وإلا كان حماية من مجريات القضاء والقدر ؟!! .. وهذا لا يصح ..!!

      * لكن عبادة الذكر والدعاء يجد الانسان أثره في عالم الباطن لأن كلمة الله لها قوة في الروح والقلب خلاف عالم المادة .. لأن الروح الإنساني فيها من أثر النفخة الإلهية .. (ومع ذلك أيضا هذا الذكر لا يمنع التسليط بالوسوسة لفتنتك واختبارك ..!!) !!

      * فالتحصين قد يكون مطلق .. ولكنه لأنه ذكر فإنه يؤثر في الباطن لقوة الروح الإلهي في الإنسان فيستقبلها وتقوي إيمانه ..
      وإلا فلماذا لم نستخدم التحصينات من الأعداء الظاهرة ومن الامراض ومن كل شيء ؟!!

      *************************
      يتبع ...

      حذف

    2. * ما الذي سيفيده الايمان ؟
      في مثال حديث ابو هريرة : ماذا لو كانت احترقت داره ؟!!
      وماذا يقول المؤمن لو قرأ خواتيم البقرة وحدث له ما يكره ؟!!
      كان سيقول ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة) .. اي ان الله أوقف خاصية عطاء الحديث النبوي ليختبرني .. !!

      فهذا هو الإيمان .. الذي لا يجعلك تتوقف مع عطاء .. لأنك تعلم الحكمة الإلهية ..!!
      وهذا راجع لكرامة كثرة الذكر والعمل بالإخلاص مع الله .. فرزقك الإيمان لقبول أي شيء من مجريات القضاء والقدر ..

      * ولكن لا يأتي أحد ويقول ان هذا الذكر تحصين كلي للإنسان .. فهذا يكون انسان إما جاهل او نصاب ..!!
      لأن ابسط سؤال يتم سؤاله له : وهل يحميه من الموت ؟ وهل يحميه من مجريات الحكمة الإلهية عليه (القضاء والقدر) .. !!
      بالتأكيد لأ .. يبقى ليه بيقول تحصين كلي وشامل ويمنع عنك وووووو ..!!
      ولو حدث للإنسان الذي يقرأ ما يسمونه تحصينات .. مشكلة وأذي .. فيقولون له مشايخ الرقية .. هذا ابتلاء ..!!
      طيب لماذا لم يقولوا من البداية ان العبادة لا تمنع الابتلاء ..؟!! بل تكون سبب في نزول اللطف الإلهي ؟!!
      السبب بسيط : لانهم يخترعون دين على هواهم ..
      والنتيجة هي ظهور الإلحاد .. لأنهم لم يجدوا النتيجة المرجوة التي ذكرها لهم هؤلاء المشايخ ..!! هداهم الله !!

      * نعود فنقول :
      يبقى أثر الذكر ينطبع في القلب والقلب يوجه الانسان لكيفية قبول القضاء والقدر برضا .. نتيجة الإيمان الذي رزقه الله نتيجة اخلاصه .. فكانت عوائد الذكر الروحية المتمثلة في الإيمان .. قاهرة لكل أذى ظاهري يحدث للإنسان بان يقبله برضا وليس بسخط .. لأن الباطن أصبح حاكم على الظاهر ..!!
      ولكن أغلب الناس تعيش بنفس ظاهرها يحكم باطنها .. فانزعاج الظاهر يؤثر في الباطن .. ولكن اهل الإيمان باطنهم يؤثر في ظاهرهم ..!! فهذا هو كرامة الذكر وفائدته .. طبعا مع العمل بالإخلاص مع الله طلبا لله ..

      * ولذلك هذه هذه الامور لا تُخلَّ باليقين .. لسبب بسيط .. لأن يقين المؤمن أن فعل الله خير سواء جاء فيه أذى أو فيه خير .. لان له حكمة ..
      وحتى ترى فعل الله خير .. فعليك استقبال الحدث برضا وليس بسخط .. حتى تتعلم من حكمة الله ..!!

      * ختاما : لا يقين بدون إيمان .. !! ولا إيمان بغير اخلاص في المعاملة مع الله !! ولا إخلاص إلا بمحبة !! ولا محبة إلا برضا عن الله !! ولا رضا عن الله إلا لو جاهدت نفسك طلبا لمرضاة مولاك ..!!

      * لا تنسى : أني لم أمنع تأثير الذكر على الظاهر .. ولكن بحدود ضعيفة جدا وتكون على سبيل الكرامة .. لأن النصوص القرآنية والنبوية تشير ان الذكر ثمرته دوام الحضور بين يدي مولاك ..
      ولكن الذي يمنع عنك الأهوال فعلا .. ليس الذكر التعبدي (فهذا يصرف عنك عالم النار) .. وإنما معاملتك مع الناس طلبا لرضا الله .. فهذه كرامة الكرامات .. فصنائع المعروف تقي مصارع السوء .. وأحب الناس إلى الله أنفعهم ..!!
      فهي تقيك مصارع السوء وتدخلك محبة الله .. وتزل إليك من الألطاف الإلهية ما لا يتصوره عقلك ..
      لذلك أقول للجميع شارك .. ولو بحكمة او معلومة او بتشجيع للآخرين .. او بأي شيء .. لأن العمل مع الآخرين له كرامة غير طبيعية ..!! (ولكن اكثر الناس لا يعقلون كلام النبي لأنهم يخترعون دين باهوائهم) !!
      فالنبي يقول (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَتَمَ غَيْظَهُ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا ، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ) ..
      ولكنهم يقولون الصلاة والقرآن والصوم .. ويتجاهلون العمل بحقوق الصلاة والقرآن والصوم .. !! (هؤلاء كذبه)

      * ملحوظة أخيرة :
      ابو هريرة فسر الحديث باجتهاده هو .. وكانه اوقفه على فعل الضرر الظاهري .. وهذا ليس نص كلام النبي ..!!
      بل يُحمل كلام النبي على أنه حماية مطلقه سواء ظاهرا او باطنا .. لمن واظب على هذا الدعاء .. والتأثير الباطني أرجح .. خاصة وان كله تفويض إلى الله .. وفيه اشارة إلى أن قائله قد يكون محفوظا من أحوال الناس التي تبات مؤمنة وتصبح كافرة ..!!

      * أخي نزار : تعامل مع الله بالإيمان .. حتى تجد اليقين ..
      تحياتي لك

      حذف
    3. أما عن معنى القضاء والقدر ..؟
      فقد ذكرت لك شبهات الشيطان معي .. بما لا مزيد عليه ..
      وعموما :
      والقضاء هو الامر الإلهي ، والقدر هو تنفيذ القضاء الإلهي ..
      فالقضاء هو حكم الله ، والقدر هو قدرة الله ..
      هذا اجتهادي الخاص .. بعيدا عن تعقيدات كتب العقيدة ..

      * وإذا كنت تظن أن معلومية العليم بالعلم المسبق تقتضي فرضه عليك .. فهذه خدعه نفسية ..
      فسأبسط لك الأمر .. بمثال واجبني عليه ؟
      ماذا لو أذن الاذان في المسجد الذي أمام بيتك .. ولم تذهب للصلاة ؟
      فقد تقول لا أذهب للصلاة لأن الله قدر عليه كده .. وحاسس ان رجلي بتكون مربوطة !!
      أوكيه هعمل موافقك ..
      ولكن بعد قليل جاء شخص وقف أما المسجد الذي أمام منزلك ونادى عليك وقال لك أنزل فقد ربحت جائزة قيمتها مليون جنية ؟
      فهل ستنزل أم لا ؟
      بالتأكيد ستنزل ...
      فلماذا لم تعتذر لهذا الشخص وتقول له : انا اسف مش هقدر انزل عشان القدر منعني وحاسس ان رجلي مربوطة ؟!!

      الإجابة ببساطة : لأن الفعل الاول لا يتفق مع هوى نفسك .. والفعل الثاني تريده نفسك وتهواه ..
      وهكذا في كل أحوال حياتك .. ستجد أن كل ما هو فيه منهج شرعي .. ثقيل جدا على النفس .. وتتحجج انه قدر منعك ..!!
      ولكن أمورك الحياتية وما تهواه نفسك .. قد فعلته ؟!!

      * تذكرني بقصة واقعية :
      جاء واحد ملحد ووقف بسيارته في الشارع بطريقة مخالفة .. وحينما اعترضه شخص وقال له هذا خطأ ..
      فقال له الملحد : اهو قضاء وقدر اني اقف هنا بالطريقة دي .. مش كده يا راجل يا مؤمن ؟
      فذهب الرجل وعاد بعد دقائق .. وهشم زجاج سيارته .. وقال له : انت وجدت قدرك وانا وجدت قدري ؟!!
      ثم وجد الملحد انه سيجد اقدار اخرى كثيرة من حوله قد تحطم سيارته بالكامل ... فهرب !!

      * الخلاصة :
      لو لم يكن الله عليم بأفعالنا قبل فعلها .. لكان جاهلا .. ؟!!
      ولو كان فرض علينا أفعالنا .. لكان ظالما ؟!!

      فمن يقل أن الله منعه الطاعة .. وحركة للمعصيه ..
      فيكون وصف نفسه بالعدل .. وقد اتهم الله بالظلم ..!!
      فيكون جعل من نفسه إلها .. ومن الله عبدا ..!!
      ووصف نفسه بالكمال .. ووصف الله بالنقص ..!!
      وحاشا لله رب العالمين الذي له الجمال والجلال والكمال المطلق ..

      وبعبارة أخرى :
      (ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها) ..

      تحياتي لك

      حذف
  6. ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله
    اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علما
    بارك الله فيكم و لكم جزيل الشكر .. والحمد لله رب العالمين

    ردحذف
  7. أستاذي ومعلّمي الأكرم، خالد:
    جزاكم الله خير الجزاء عنّي و عن جميع المستفيدين من ردِّكم هذا، شكرا جزيلا على صبركم الجميل معي و بارك الله فيكم. إنّني والله أسعى لهذا الذّي الإيمان الذّي نصحتموني به للوصول إلى اليقين، لعلّ أسباب ضعفه المنهجُ العقلاني الذّي يؤثّر عليّ بفعل الإختصاص، لكن ليس الإيمان يُبَرهنُ عليه بل هو تسليم قبل كلّ شيئ: هذا ما احاول ان أربّي نفسي عليه.
    أشكركم على كلّ هذا الوقت الذّي تخصّصونه للإجابة، ولست أدري كيف تطاوعكم نفسكم لمساعدتنا ولكنّه حتما إيمانكم و سعيكم لإتّباع سنّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم. اجزل الله إليكم العطاء وجعلكم من ورثة نبيّنا و رسولنا محمّد وأمدّكم اضعاف مالانهايات المرّات ما تريدون و تطلبون إنّه سميع مجيب.
    شكرا استاذ خالد على كلّ شيئ

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف