الروحانيات فى الإسلام: ما هو اليقين ؟ ومراتب اليقين ؟ وطرق الوصول إليه ؟

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 12 سبتمبر 2013

ما هو اليقين ؟ ومراتب اليقين ؟ وطرق الوصول إليه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو اليقين ؟
تعريفه فى اللغة : 

1 - يقن الأمر يقن يقنا: ثبت ووضح والوصف يقين ويقال اليقين للعلم الذي انتفت عنه الشكوك والشبه ويقال: خبر يقين: لا شك فيه ويقال: اليقين للموت لأنه لا يمتري فيه أحد .. قال تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) " 99/ الحجر" فسر اليقين بالموت.

2 - أيقن الأمر، وأيقن به: علمه علما لا شك فيه والوصف موقن 

* والإيقان عند الإطلاق هو الإيقان بما يجب الإيمان به في الدين ، ومنها قوله تعالى : (يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) " 2/ الرعد ".

3- استيقن الأمر، واستيقن به: أيقننه وعلمه والوصف مستيقن ، ومنها قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) " 14/النمل".
(من كتاب معجم وتفسير لغوى للقران باب يقن ) مع تصريف بسيط بوضع جملة ( ومنها قوله تعالى ) ..


المفهوم الايمانى لليقين :

اليقين هو ضد الشك .. وهو كمال الاعتقاد بحسن الظن بالله .. يعنى الرضا بكل القضاء والقدر .. لأن صاحب القضاء والقدر هو الله .. 

ودليل اليقين فى النفس :

هو محو سؤ الظن بالله عن القلب .. أى عدم الشك فى الله بأى حال من الاحوال .. وذلك باستحضار المعانى الاسمائية لله فى قلبك والتعلق بها ( أى ترتبط بها وتعتقد فيها بحق ) ..

حقيقة اليقين :

الصبرعلى قضاء الله وقدره .. لرؤيتك أن مدبر الكون هو من أذن بهذا القضاء والقدر .. ثم بعد الصبر يأتى الرضا .. ثم المحبة

ما هو الطريق الى اليقين ؟

1- بأن لا ترى فاعل فى الكون إلا الله .. فلا تلتفت الى أفعال البشر .. ولكن انظر الى خالق البشر دائما .. ليطمئن قلبك أن الله هو الفاعل .. فإن اطمئن قلبك لهذه الفكرة .. وهو أن الله هو الفاعل ( أى أذن بأن يكون هذا الفعل موجود ) .. 
فيتولد بداخلك يقين .. بإن الله لن يضيّعك أبدا .. مادام هو من أذن بوجود هذا الفعل معك .. فهذا كفيل بإن يورث طمأنينة فى نفسك وسكينة ..

2- لا تنظر الى الحكمة من مراد الله ولا تنتظرها .. بل انظر الى كيف ستتعامل مع مراد الله برضا ومحبة ..
انتبه : إن شاء الله أعطاك الحكمة وإن شاء منعها عنك .. والله يحكم ولا معقب لحكمه ..

3- ادعو الله بأن يرزقك اليقين .. فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء فى الحديث عنه أنه ( قَلَّمَا كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقومُ من مَجْلِسٍ حتى يدعوَ بهؤلاءِ الكَلِماتِ لأصحابِه ...
اللهم اقْسِمْ لنا من خشيتِكَ ما يَحُولُ بيننا وبين مَعاصِيكَ ومن طاعتِكَ ما تُبَلِّغُنا به جنتَكَ ومن اليقينِ ما تُهَوِّنُ به علينا مُصِيباتِ الدنيا ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أَحْيَيْتَنا واجعلْه الوارثَ منا واجعلْ ثأرَنا على من ظلمنا وانصُرْنا على من عادانا ولا تجعلْ مُصِيبَتَنا في دينِنا ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مَبْلَغَ علمِنا ولا تُسَلِّطْ علينا من لا يَرْحَمُنا )

مراتب اليقين

علم اليقين - عين اليقين - حق اليقين

يقول الشيخ بن عجيبه فى تفسير سورة الحاقة عند قوله تعالى .. ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) ) .. 
وبعد ان شرح الايات شرحا وافيا ثم قال : "
الإشارة: أقسم تعالى بذاته المقدسة، ما وقع به التجلِّي وما لم يقع، أي: ما ظهر منها في عالَم الشهادة، وما لم يظهر، على حقيّة القرآن، وأنه خرج من حضرة الحق، إلى الرسول الحق، ناطقاً بالحق، على لسان السفير الحق، متجلِّياً من ذات الحق، واصلاً من الحق إلى الحق، مشتملاً على علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين..

فعلم اليقين  : ما أدراك من جهة البرهان
وعين اليقين : ما أدراك بالكشف والبيان
وحق اليقين : ما أدراك بالشمول والبيان

ومثال ذلك تقريباً، وجود مكة مثلاً، فمَن لم يرها فقد حصل له بالإخبار علم اليقين ، ومَن رآها ، ولم يدخلها، فقد حصل له عين اليقين، ومَن دخلها وعرف أماكنها وأزقتها ، فقد حصل له حق اليقين

وكذلك شهود الحق تعالى .. فمَن تحقق بوجوده من جهة الدليل فعنده علم اليقين ، ومَن كشف له عن حس الكائنات ، وشاهد أسرار الذات ، لكنه لم يتمكن من دوام شهودها ، فعنده عين اليقين ، ومَن تمكن مِن شهودها ورسخ في المعرفة ، فعنده حق اليقين . وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم." انتهى كلام الشيخ


مرويات عن اليقين ..

و قال صلى الله عليه وسلم "سَلوا اللهَ العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيرًا منَ العافيةِ

وفى الحديث اليقينُ الإيمانُ كلُّه . "

وفى الحديثما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين "

وفى الحديثأولُ صلاحِ هذهِ الأمةِ : اليقينُ والزهدُ، وأولُ فسادِها : البخلُ والأملُ ."

فى الحديثسلوني عما شِئتُم فنادى رجلُ يا رسولَ اللهِ ما الإسلامُ قال إقامُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ قال فما الإيمانُ قال الإخلاصُ قال فمااليقينُ قال التَّصديقُ "



مقولات عن اليقين

 قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكَارِهِ مِنْ حُسْنِ الْيَقِينِ , وَإِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ كَمَالًا وَغَايَةً , وَكَمَالُ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ وَالْيَقِينُ "

قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ: «الْإِيمَانُ سَبْعُ حَقَائِقَ , وَلِكُلِّ حَقِيقَةٍ مِنْهَا حَقِيقَةٌ , الْيَقِينُ , وَالْمَخَافَةُ , وَالْمَعْرِفَةُ , وَالْهُدَى , وَالْعَمَلُ , وَالتَّفَكُّرُ , وَالْوَرَعُ , فَحَقِيقَةُ الْيَقِينِ الصَّبْرُ , وَحَقِيقَةُ الْمَخَافَةِ الطَّاعَةُ , وَحَقِيقَةُ الْمَعْرِفَةِ الْإِيمَانُ وَحَقِيقَةُ الْهُدَى الْبُصَيْرَةُ , وَحَقِيقَةُ الْعَمَلِ النِّيَّةُ وَحَقِيقَةُ التَّفَكُّرِ الْفِطْنَةُ , وَحَقِيقَةُ الْوَرَعِ الْعَفَافُ»

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «الْيَقِينُ أَنْ لَا تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ , وَلَا تَحْمَدَ أَحَدًا عَلَى رِزْقِ اللَّهِ , وَلَا تَلُمْ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ , وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ , فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِسْطِهِ وَعِلْمِهِ وَحِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا , وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ»


والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هناك 8 تعليقات:

  1. غير معرف26/4/14 3:29 م

    موضوع مفيد جداً لمن حصل الفهم من الله .......كثيراً من الناس يطلبون مني مساعدات.......فالله يشهد .....دايماً أحاول أن أربطهم بالله.....و- احثهم على الدعاء لله وحده.....و- حيث أنهم لا يتذوقون معنى و حقيقة ما أحكي ......ينظرون إلي كاني أخرف عليهم.......فلو قلت لهم فلان أعرفه جيداً و- يمكن حل مشكلتكم.....لستمعوا بكل إصغاء......و عندما أقول الله .....يقولون نعم نعم نعم نعرف هذا ......سبحان الله أتعجب من فهمهم .....هذا هو ضعف اليقين ....يجعلون الله في لمرحلة الأخيرة ........الله يجب أن يكون أول شي يستنجد به ......و- لكن القلب فارغ مين الله ......فيه فقط الأسباب ...الجمادات ...المخلوقات .......
    لخضر مين دالاس

    ردحذف
  2. اخي الخضر .. الناس لا يهتمون بالنواحي القلبية ولكن يهتمون بالنواحي الكسبية ..
    ولكن نذكر الحقائق للناس عسى ان تصادف قلب تائه .. فيجد مبتغاه
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    ردحذف
  3. يقينى بالله11/1/16 10:15 م

    اما عن يقينى فهو ان الله عز وجل رحيم ودود كريم عظيم لم يتركنا بدون معين فان سبحانه جل وعلا هو المعين لنا من رحمته جل وعلا انه بعث الينا احب الخلق اليه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ومن محبته لنا ان جعلنا من امة رسول الله ومن كرمه واحسانه اليناان جعلنا من المسلمين الموحدين يكفينا شرفا وسعاده اننا ولدنا مسلمين ويكفينا من السعادة واليقين ان هدنا الى الايمان والاسلام سبحان ربنا العظيم الجواد الكريم فتح لنا باب التوبه ليل نهار والهمنا الدعاءو الاستغفار وهدانا الى معرفه اسمائة الحسنى وما فيها من انوار وهبات ويقين مادلنا به به عليه فسبحانه الحى القيوم المنان ذو الجلال والاكرام علمنا اذا ابتلينا بما لانحب لهو خيرا لنا وان الله جل وعلاا منع عنا ما نحب ليكون فراغا لنا فيمايحب والمنحه الحقيفية بل الفوز المبين هو القرب منه عز وجل واللجوء اليه دائما وابدا
    فاللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا واجعل عاقبته رشدا اللهم كما كنت دليلناعليك فكن ياربناشفيعنا اليك اللهم خذ بايدينا اليك اخذ الكرام عليك ..اللهم انقلنى من ذل المعصية الى عز الطاعة اَللّـهُمَّ اقْسِمْ مِنْ خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طْاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ وجنتك، وَمِنَ الْيَقينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصيباتُ الدُّنْيا، اَللّـهُمَّ اَمْتِعْنا بِاَسْماعِنا وَاَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما اَحْيَيْتَنا، وَاجْعَلْهُ الْوارِثَ مِنّا، واجْعَلْ ثأرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرنا عَلى مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصيبَتَنا في دينِنا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا اَكْبَرَ هَمِّنا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

    ردحذف
  4. غير معرف21/2/16 2:36 م

    شكرا على هذا الموضوع المفيد

    ردحذف
  5. أختى الفاضلة أمل

    جعلك الله من أهل الحمد .. آمين

    تحياتى لك

    ردحذف
  6. فعلا هذه المدونة نعمة أنعم بها الله علينا ولهذا اشكر الشيخ خالد أبو عوف على هذه المواضع القيمة التي تسموا بالنفس إلى درجات عالية من الهداية كما اشكر حتى المعلقين بالمدونة الذي يرجع ايضا لهم الفضل في إزالة بعض اللبس والغموض الذي كان يلازمني واتمنى من الله عز وجل أن يتقبل توبتي ويغفر دنوبي وينور بصيرتي وأن أصل إلى درجة اليقين

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا بك ومرحبا اختنا عائشة
      سعيدة بمشاركتك ⚘⚘
      ربي يتقبل دعاءك ويستجيب آمين 🤲
      نفعنا الله بك وزادنا جميعا نورا ومعرفة
      وياحبذا تشاركينا في جروب اهل المدونة
      على قناة الروحانيات في الاسلام / التليجرام
      كما هو موضح اعلى يمين الصفحة
      وفقك الله وفتح عليك 🤲💐

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف