الروحانيات فى الإسلام: اليقين فى الله .. من أعظم أبواب الوصول الى الله

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 10 أبريل 2014

اليقين فى الله .. من أعظم أبواب الوصول الى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اليقين فى الله .. من أعظم أبواب الوصول الى الله


هناك معاني ربانية فى الحياة يغفلها الكثيرون .. بل قد لا يسمعون بها .. وذلك إما لانطماس البصيرة أو لاستيلاء الغفلة على القلب .. أو لانكار المعنى جحودا وذلك لعجزهم عن تحقيقه فى أنفسهم .

ومن هذه المعانى الربانية .. صفة اليقين .. التي طالما تكون صديقة النفس المطمئنة وملازمة لها .. فبدون اليقين فلن يكون هناك نفس مطمئنة .. ولن يكون هناك راحة بال .. ولا سلام داخلي فى النفس ..
وللوصول الى ظهور هذه الصفة الربانية فى النفس .. فيجب على الانسان سلوك منهاج معين لتحقيق ذلك الامر .. منها التسليم والتفويض لأمر الله .. وارجع الى هاتين المقالتين لفهم التسليم والتفويض ..

( مقالات سابقة متعلقة بالتسليم واليقين .. )

1- التسليم والتفويض عبادة قلبية اضغط هنا
2- طريق الوصول للعزيمة والارادة والهمة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله اضغط هنا

و قبل ذكر هذا السلوك الواجب اتباعه للوصول الى اليقين .. يجب علينا فهم معنى هذا اللفظ .. 

أولا: معنى اليقين ..

هو الاعتقاد بلا شك .. وهو استقرار العقيدة فى النفس بصورة لا تهتز تحت اى ظرف من الظروف

ولنضرب لذلك مثالا .. : فأنت على يقين من ان الله هو الرازق .. ولكن إن ضاقت عليك الظروف المادية فى الحياة .. فهل تظل ثابت على عقيدتك ويقينك .. أم أنك تهتز داخليا ويظل أعباء الظروف المادية مسيطر عليك ؟

فإن اهتززت داخليا خوفا من الفقر أو الفضيحة امام الناس .. أو ما شابة .. إذن فأنت لست على يقين فى ان الله هو الرزاق .. 

نعم انت مؤمن بأن الرزاق صفة من صفات الله .. إلا إنك لم تتحقق من هذا الامر فعلا بقلبك .. 
يعنى هذه الصفه لم تتجاوز حدود عقلك لتصل الى قلبك لتعمل بها .. وإلا لما كان اهتز يقينك فى الله فى كونه هو الرزاق ..

إذن فاليقين هو عمل القلب مع الله ليتحقق بصفات الله تعالى .. فيطمئن قلبه .. ولا ينشغل القلب بغير الله تعالى ..

فكلما كان القلب موقنا فى الله .. كلما اطمئنت نفسه وسكنت وعاشت فى راحة ابدية .. وكلما اضطرب القلب مع الاحداث التى يعيشها الانسان .. فهذا يعنى ان الانسان قد افتقد جزء كبير من اليقين فى الله ..

والمؤمن .. قد يكون موقنا ببعض الصفات الربانية .. ولكنه مضطرب فى يقينه ببعض الصفات الربانية الاخرى .. فليس دائما ما يكون الانسان كامل اليقين فى كل شيء إلا أنه يجب عليه ان يطهر باطنه باليقين فى الله كليا .. وليس جزئيا كلما استطاع ذلك ..

فيكون هناك يقين فى وجود الله وهذا شرط الايمان
ويقين فى انه رزاق
ويقين فى انه مميت 
ويقين فى انه هادي
ويقين فى انه غفور رحيم
...و هكذا ..

فكلما عصيت الله فلا تيأس من رحمة الله .. لأنك على يقين من مغفرته إن تبت وعملت صالحا وواظبت على ذلك
وكلما استشغرت اقتراب الاجل نتيجة مرض او حادثة فأكون متقبل الامر .. لأنك على يقين من ان الله هو المميت .. فلا احزن
وكلما ضاقت على الامور .. فانا على يقين بأن الله سيفرج عنى لأنه وعد بذلك ..
وكلما دعوت الله .. فأنا على يقين بأن الله مجيب دعوتى وان دعوتى قد اجيبت فعلا .. ولكن فى الوقت الذى يريد وليس فى الوقت الذى أريد ..

** وهكذا يكون الأمر فى التعامل مع اليقين فى الله .. فما دمت موقنا لإانا مطمئن النفس والبال .. لأنه لا يخطر ببالي أحد سوى الله فقط دائما وأبدا ..

كيف أصل الى الارتقاء فى يقيني بالله ؟

1- بالدعاء
2- بالتعرف على قصص الصالحين
3- الفهم ان كل الوجود هو فعل الله
4- الاستسلام والتفويض وتوكيل الامور لله تعالى 

وسنشرح كل نقطة مما سبق بشيئ من التفصيل فى مقال آخر


****************
ملحوظة هامة جدا :
جميع مقالات المدونة .. 
هى حقوق محفوظة .. للأستاذ/ خالد ابوعوف .. صاحب مدونة " الروحانيات فى الاسلام "


وأهيب بكل من ينقل مقالاتي على الانترنت فى اى موقع روحاني .. أو غير روحاني .. أن يبين ويشير كتابة الى أصل كاتب الموضوع والى المدونة  ..وما عدا ذلك فإني غير مسامح  له على الاطلاق ..

*********
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هناك 10 تعليقات:

  1. جزاك الله كل خير

    ردحذف
    الردود
    1. اعزك الله بعز الدارين .. عز الدنيا بالايمان والمعرفة ، وعز الاخرة باللقاء والمشاهدة

      حذف
  2. سلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخي خالد اردت ان تساعدنا في طريق الى الله كي يرضى عني ويرحمني برحمته الواسعه وجزاك الله خير

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      أخي الفاضل فرج ..
      أهلا ومرحبا بك بيننا .. يسعدنا تواجدك معنا وتشريفك لنا ..
      ودائما حاول ان تكتب تعليقك على اول موضوع يكون على الصفحة الرئيسية .. حتى يظهر تعليقك للجميع ..
      *************************
      سيتواصل معك أحد الأعضاء .. السيدة قطر الندى او السيدة هالة نبيل .. وسيدلوك إلى طريق للذكر ومنهج للعمل مع الله ..
      وتواصل معنا دائما على المدونة خاصة على اخر موضوع يتم رفعه على المدونة ستجده على زر الصفحة الرئيسية ..
      تحياتي لك وسعدت بوجودك أخي الحبيب ..

      حذف
    2. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أي الفاضل فرج ..


      يمكنك التواصل مع الأخت قطر الندى او معي من خلال الايميل .. و أهلا و مرحبا بك

      ايميل (قطر الندى) :
      qatrelnada046@gmail.com

      إيميلي (هالة نبيل):
      hala83846@gmail.com

      تحياتي لك

      حذف
  3. جزاك الله كل خير..
    اتعرف ما معنى اليقين بالله؟
    اليقين بالله ..هو الذي يحقق المستحيل ..
    اليقين بالله ..هو ان تكون كل الابواب مغلقة ..وكل الظروف صعبة ..وكل المؤشرات توحى بعكس ما تتمناه وتريده..لكنك على يقين بان الله سيصلح كل شئ ..ويتكفل بكل شئ ..
    يقول ابن القيم ..متحدثا عن اليقين بالله ..
    اليقين اذا وصل لقلب الانسان امتلا قلبه نورا واشراقا..فيكون القلب مستريحا مطمئنا ..باليقين بالله نتخطى ازماتنا ونتحمل وندعو ونستمر فى الدعاء ..حتى لو كانت كل الابواب مغلقة ..والظروف ليست ميسرة ..وكل الاسباب توحى بعكس ما نتمنى ..لكننا على يقين بان الله سيصلح كل شئ فى الوقت المناسب ..
    اليقين بالله ..يجعلك تمشي سهلا مطمئنا ..موكلا مجري حياتك لله حتى قلبك ..يقلبه كيفما يشاء برحمتة راضيا ..طالما الامر بيد الله سبحانه وتعالى ..
    اليقين ..ان تدعو الله وانت موقن بالاجابة..

    ردحذف
    الردود
    1. اليقين والسكينة والطمأنينة.

      من عبد الله بأسمائه وصفاته وتحقق من معرفة خالقه جل وعلا، وعظمه حق تعظيمه فإنه ولا شك يصل إلى درجة اليقين.

      قال ابن القيم:
      (فاليقين هو الوقوف على ما قام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده) .

      وباليقين مع الصبر تنال الإمامة في الدين،
      قال تعالى:
      {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُون} َ [السجدة: 24].

      وتلك المنزلة العالية الرفيعة هي روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقية،
      ↩️ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورا وإشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم وامتلأ محبة لله وخوفا منه ورضى به وشكرا له وتوكلا عليه وإنابة إليه،
      قال أبو بكر الدقاق:
      (اليقين ملاك القلب وبه كمال الإيمان، وباليقين عرف الله، وبالعقل عقل عن الله).
      وإذا تيقن القلب نزلت السكينة، وهي الطمأنينة والسكون الذي ينزل في القلب عند اشتداد المخاوف والبلاء،
      فيزداد ذلك القلب إيماناً وثباتا، ويكسو الجوارح خشوعا ووقارا، ويضفي على اللسان حكمة وصوابا .

      حذف
  4. اليقين
    هو أن تأخذ بالأسباب وأنت معتقد ومعتمد كل الإعتماد في مسبب الأسباب
    لو تأملنا كلمة  أسباب لرأينا نهايتها باب
    فالحقيقة أن الأسباب مجرد باب
    تطرقه ولكن الله هو من يملك هذا الباب كل شيء بيد مالك هذا الباب فتحه وغلقه وإزالته
    لذا وجب النظر إلى الأسباب على انها الوقوف بباب من أبواب الله عز وجل
    فالمتيقن بالله يأخذ بالأسباب لإن الله أمره بالسعي اما النتيجة فبيد الله وحده
    قلبه معلق وناظر ومتوكل على مسبب الأسباب
    فإذا حالت بينه وبين ما يريده وإستحالت كل الأسباب لم يتغير شيء بقلبه و لم يتسلل القلب لقلبه لانه ناظر إلى مسبب هذه الأسباب فلا ينقطع أمله بإنقطاع هذه الأسباب لأن مدد الله لا ينقطع ويمتدد بأسباب ويتجلى بلا أسباب
    والله أعلى وأعلم

    ردحذف
  5. أنت على يقين أن الله هو الرزاق....
    لكن!... اذا ضاقت عليك الظروف المادية فهل تهتز داخليا؟

    نعم أنت مؤمن بأن الرزاق صفة من صفات الله...
    الا أنك لم تتحقق من هذا الأمر فعلا بقلبك...
    يعني هذه الصفة لم تتجاوز عقلك لتصل إلى قلبك لتعمل بها...

    ☆ خالد أبو عوف☆

    ردحذف
  6. ❤ نسمة صباح❤

    سبحان الله...
    وجدت أن أسهل شيء هو الكلام...
    والصعوبة هو يوم تنوي التطبيق...
    عندها تجد أن فهمك يتغير ١٨٠ درجة...
    فتجد مسافة شاسعة بين الكلام والفهم...
    هذا بينك وبين نفسك فما بالك مابينك وبين غيرك...

    كم كنت مخطئة حين كنت أدل غيري على قراءة شيء معين... ظنا مني حتى يفهم عني...
    واذا به يصبح ضدي... لأن نفس الكلمة حين توضع في وعاء غيري تأخذ فهمهم لا فهمي...
    ولله في خلقه شؤون...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف