الروحانيات فى الإسلام: ج23: رسالة الإحسان خواطر قلبية - ما هي تزكية النفس وفائدة ذلك للمؤمن - ما المقصود بإلهام النفس بالفجور والتقوي - ما المقصود بقوله (خَابَ مَن دَسَّاهَا) - ما هي التخلية والتحلية في تزكية النفس - أين نجد التخلية والتحلية في كلام الله - ما هو إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية النفس - هل يوجد دعاء يعين على تزكية النفس - كيف تصل للتزكية وتطهير النفس لتستقيم في عبوديتك لله

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 25 يونيو 2022

Textual description of firstImageUrl

ج23: رسالة الإحسان خواطر قلبية - ما هي تزكية النفس وفائدة ذلك للمؤمن - ما المقصود بإلهام النفس بالفجور والتقوي - ما المقصود بقوله (خَابَ مَن دَسَّاهَا) - ما هي التخلية والتحلية في تزكية النفس - أين نجد التخلية والتحلية في كلام الله - ما هو إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية النفس - هل يوجد دعاء يعين على تزكية النفس - كيف تصل للتزكية وتطهير النفس لتستقيم في عبوديتك لله

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الإحسان بشرح معاني العرفان

مفاهيم وخواطر قلبية حول معاني إيمانية وروحية

 (الجزء الثالث والعشرون)

* فهرس: (خواطر عن تزكية النفس) ..
1- س1: ما هي تزكية النفس وفائدة ذلك للمؤمن ؟
2- س2: ما المقصود بإلهام النفس بالفجور والتقوي ؟
3- س3: ما المقصود بقوله (خَابَ مَن دَسَّاهَا) ؟
4- س4: ما هي التخلية والتحلية في تزكية النفس ؟
5- س5: أين نجد التخلية والتحلية في كلام الله ؟
6- س6: ما هو إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية النفس ؟
7- س7: هل يوجد دعاء يعين على تزكية النفس ؟
8- س8: كيف تصل للتزكية وتطهير النفس لتستقيم في عبوديتك لله ؟
*****************
 
..:: س1: ما هي تزكية النفس وفائدة ذلك للمؤمن ؟ ::..
 
 
- إذا كنا قد تكلمنا على العبودية .. وذكرنا أن الإرتقاء في العبودية إنما يأتي من خلال تزكية النفس .. فما هو المقصود بتزكية النفس ؟
 
#- أولا: معنى التزكية في اللغة ..
1- بمعنى التطهير .. يقال: زكاه الله .. أي: طهره وأصلحه.
2- بمعنى الزيادة .. يقال زكى المال يزكوا إذا نما وزاد ..
- والزكاة سميت بذلك زكاة .. لأنها تطهير من الحقوق التي عليك فيه .. وزيادة لك في البركة وفي الأجر عند رب العالمين ..
 
#- ثانيا: المقصد من تزكية النفس ..
- هو تطهيرها من كل وصف ذميم  .. وتنميتها بكل وصف حميد .
- وبمعنى آخر: يقصد من التزكية هو تطهير النفس مما عابها من المخالفات والذنوب في حق الله .. وذلك طلبا لرضا الله وعفوه وغفرانه ومحبته .
 
#- ثالثا: فائدة تزكية النفس ..
 
1- الفوز برضا الله ورحمته يوم القيامة وما يترتب على ذلك من غفران الذنوب ودخول الجنة ..
- يقول تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات40-41.
- فطريق الجنة هو مجاهدة النفس وتزكيتها ..
 
- ويقول تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس 7-10 .
 
- المعنى – والله أعلم: وبحق من خلق النفس في أحسن تقويم، وأرشدها ووضح لها وعرفها طريق الخير والشر والحسن والقبيح من خلال التمييز العقلي مع منحها منهج سماوي لمعرفة ماهية الحسن والقبيح .. فإن من يتبع طرق الصلاح والتزكية وتطهير النفس من الأهواء والشهوات المذمومة فهو الذي ينجح ويفوز برضوان الله ورحمته .. ومن يتبع طريق الفساد والإنحراف السلوكي عن طريق الله بفعل المعاصي واتباع شهوات النفس المذمومة .. فهذا هو الشخص الذي قد خسر وخاب سعيه في الحياة الدنيا وسيجد عقابه عند رب العالمين.
 
2- الهداية والتوفيق للعمل الصالح ..
- يقول تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت69.
- وإذا كانت التزكية لا تكون إلا بمجاهدة النفس .. فالمجاهدة في الله تكسبك الهداية من الله والتوفيق إلى طرق الخير الموصلة لمرضاة الله ..
 
3- الإخراج من الظلمات إلى النور ..
- طالما أنت تتجه إلى تزكية نفسك .. فأنت تريد أن ترتقي بإيمانك العملي مع الله .. وطالما أنت تريد الإرتقاء بالإيمان فالله ولي الذين آمنوا .. وبالتالي يخرجك من ظلمة المعصية والغفلة والكفر وكل ما هو مقبوح عاقبته .. إلى نور الطاعة واليقظة القلبية والهدى وكل ما هو محمود عاقبته .. ولذلك يقول تعالى (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ) البقرة 257.
 
4- التزكية تفيد الإنسان لينجو بنفسه ..
- يقول تعالى: (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر18.
- والمعنى – والله أعلم: أي ومن تطهر من أوحال الذنوب فإنما يتطهر لنفسه حتى ينجو بنفسه من غضب الله وعقابه وليجد رحمة الله ورضوانه .. وإلى الله المرجع في النهاية ليجد عاقبة سعيه ..
 
**********************
..:: س2: ما المقصود بإلهام النفس بالفجور والتقوي ؟ ::..
 
- يقول تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس 7-10 .
 
1- مفهوم (الإلهام): حدوث علم في النفس بدون تعليم مسبق أو تفكير .. والمقصود في الآية أن الله أودع في النفس إدراكا تعلم به التمييز بين الشر والخير ..
 
- وقوله (ألهمها) : أي بين وأظهر في النفس لها طريق الخير والشر .. كما يقول تعالى (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) القيامة 14 ..
 
* فمعنى الآية: أي جعل في النفس إدراك لفعل الفجور وإدراك لفعل التقوى .. حتى تتجنب فعل الفجور .. وتسعى لفعل التقوى .. وأنت واختيارك .. !!
فالإلهام هو إلهام علم للتمييز بين الفجور والتقوى ..
 
2- وجاء لفظ الإلهام مع الفجور لتحترز منه فلا تفعله .. فكان الإلهام لتعريف الفجور هو حارسا لك من ارتكاب الفجور .. كمن يحذرك ويقول لك انتبه من طريق الشيطان .. فهو لا يرشدك للشيطان وإنما يحذرك منه .. !!
 
3- وتقديم لفظ الفجور على التقوى .. للتنبيه والإهتمام بهذا الجانب في حياة الإنسان ليحترز منه .. وكانه يقول لك انتبه إلى أن التخلية من الرذائل مقدم على التحلية بالفضائل .. لأنه كلما تخلى العبد عن أخطاءه كلما كان ذلك سببا في أن يرتقى في أوصافه وفضائله بالتبعية .. حيث لم يعد موجود ما يحجبه عن التحلي بالفضائل كلما تخلص تاب من ذنوبه وغفلته .. 

- لأن التوبة تكسب الإنسان حالة من اليقظة في القلب وتجعله محلا لاستقبال الأنوار الربانية والإرشاد والتوجيه الرباني في القلب بفعل كل ما هو نور .. بل وتسكنه الأنوار الربانية في قلبه مثل نور الطاعة ونور الرضا ونور الإخلاص ونور المحبة ونور اليقين ونور العمل الصالح ونور يحجب العمل الطالح وغير ذلك كثير جدا من كل أنوار الخير .. وهكذا يمتليء قلبك بأنوار الله التي في حقيقتها أرواح تسكن في القلب لتعين العبد على دوام الإستقامة مع الله وتكسبه حالة من الإنس بالله ..   
 
- ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ) صحيح البخاري .
 
- فهذه الثلاث المشار إليها في الحديث .. هي أنوار ربانية تسكن القلب وتكسبه حلاة الإيمان .. نور حب الله ورسوله .. ونور حب العباد في الله بدون مصلحة .. ونور يحجبك عن الكفر وأفعال اهل الكفر .. فهذه أنوار إذا ظهرت في قلب العبد فبشرى له بظهور حلاوة الإيمان في قلبه .. 
- والله أعلم .
 
**********************
..:: س3: ما المقصود بقوله (خَابَ مَن دَسَّاهَا) ؟ ::..
 
- يقول تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس 7-10 .
 
1- معنى (أفلح من زكاها): أي طهرها بدوام العمل الصالح وفعل الخير ابتغاء وجه الله .. !!
 
2- ومعنى (خاب من دساها): خسر من أخفى نفسه في المعاصي مداوم عليها ولم يتب .. !!
 
3- والدَّس معناه الإخفاء .. كما يقال دس السم في الطعام أي أخفاه .. فكذلك الفجور يَدِسُّ في النفس المعايب والمعاصي والآثام فيها .. فتدخل النفس في ظلمة الحجاب حتى لا تعد تدري الصواب من الخطأ لكثرة الذنوب .. !!
 
****************************
 
..:: س4: ما هي التخلية والتحلية في تزكية النفس ؟ ::..
 
- اعلم أخي الحبيب .. أن تزكية النفس تنقسم إلى قسمين:
 
1- الأول .. وهو تخلية النفس ..
- ويقصد به أن يتم خلو النفس وتطهيرها من كل ما هو مذموم ظاهرا وباطنا ..
أ- فتخلية الظاهر: هو أن تترك كل ما فيه مخالفة لله وتفعله بجوارحك مثل غيبة اللسان ونظرة الحرام وسماع الباطل واستعمال اليد والرجل فيما لا يحبه الله ..
 
ب- وتخلية الباطن: هو تطهير النفس من كل صفة باطنة فيك ولا يحبها الله مثل النفاق والرياء والغل والحسد والطمع والبخل والعُجب والكبر .. وما شابه لك ..
 
2- الثاني .. وهو تحلية النفس ..
- ويقصد به تحلية النفس وتجميلها بكل ما هو محمود ظاهرا وباطنا ..
أ- فتحلية الظاهر .. هو أن تستخدم جوارحك في مرضاة الحق .. مثل أن تستخدم اللسان في قول الحق والصدق .. والنظر بالعين والسماع بالأذن فيما هو مباح .. واستعمال اليد والأرجل فيما يحبه الله مثل مساعدة الناس ..
 
ب- وتحلية الباطن .. هو أن تتجمل وتتحلي بكل صفة طيبة أرادها الله منك مثل الإخلاص في العبادة والرضا بما قسمه لك واليقين في الإيمان والتوكل على الله والحب في الله والرغبة الدائمة في السعي إلى الخير ..
 
#- وأقصد بالمذموم والمحمود ..
- أي ما كانت عاقبته مذمومة أي ستؤاخذ عليها ويحاسبك عليها الله .. وأقصد بالمحمود هو ما كانت عاقبته محمودة أي سيشكرك الله عليها ويكافئك على ما فعلته .
 
********************
 
..:: س5: أين نجد التخلية والتحلية في كلام الله ؟ ::..
 
- أولا: من الآيات التي ترشدك إلى وجوب التحلية في كلام الله ..
- قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) الشمس9 .. ومثله قوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) الأعلى14 .. أي قد فاز من تطهر من الكفر والمعاصي ..
 
- قوله تعالى: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) طه75-76.
 
- ثانيا: ومن الآيات التي ترشدك إلى وجوب التخلية في كلام الله ..
1- يقول تعالى: (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) الأنعام120.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- واتركوا -أيها الناس- جميع المعاصي، ما كان منها علانية وما كان سرًّا. إن الذين يفعلون المعاصي سيعاقبهم ربهم; بسبب ما كانوا يعملونه من السيئات. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وقد قال بعض العلماء في بعض معاني الآية السابقة .. بخصوص ظاهر الإثم وباطنه .. ما ملخصه ..
أ- قوله (ظَاهِرُ الْإِثْمِ): ما يراه الناس .. وهو مما يتعلق بأفعال الجوارح.
ب- قوله (وَبَاطِنُهُ): ما لا يراه الناس ويكون في داخل الإنسان .. وهو مما يتعلق بأعمال القلب كالكبر والعُجب والرياء والحسد والنفاق وغير ذلك ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والأمر بترك ظاهر الإثم وباطنه قد استغرق لكل أنواع المعاصي .. وهو دلالة على وجوب تزكية النفس وتخليتها من كل ما لا يحبه الله .
 
- واعلم أن القلب يأثم .. بدليل قوله تعالى: (وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) البقرة283.
 
#- ومما يخطر ببالي في بيان مفهوم معنى الإثم:
- هو الذنب المتعمد فعله عن قصد ظاهرا أو باطنا في حق نفسك أو حق غيرك .. والله أعلم .
 
2- يقول تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الأنعام151.
- ويقول تعالى: (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف33.
 
- وهذه الآيات تدل على وجوب تخلية النفس من المعاصي والذنوب في حق نفسك وحق غيرك مما تفعله بظاهرك أو بباطنك ..
 
- قوله (الفواحش): جمع فاحشة .. وهي كما قال الراغب في مفرداته- ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال .
- والمعنى هو أني أنهاكم عن أن تقتربوا من الأقوال والأفعال القبيحة ما كان منها ظاهرا وما كان منها خافيا.
 
#- ومما يخطر ببالي في بيان مفهوم معنى الفاحشة:
- لعل لفظ الفاحشة يتعلق بكبائر الأفعال والأقوال التي إذا سمعها أحد انزعجت نفسه منها انزعاجا شديدا وكأنه لا يتصور ذلك .. ولعل الفاحشة تتعلق بفعلك مع الآخر وليس بفعلك مع نفسك .. بخلاف الإثم الذي يشمل ما تفعله بنفسك وبغيرك .. والله أعلم .
 
- ثالثا: وهناك آيات جمعت بين التخلية والتحلية معا في سياق واحد ..
1- مثل قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات40-41.
 
- فإن الخوف من مقام الله هو تحلية للنفس بدوام الخوف من الله حتى تستقيم في علاقتها بالله .. ونهي النفس عن الهوى هو تخلية النفس من كل ما لا يحبه الله لتفعل كل ما يحبه الله ..
 
2- يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة103.
- والتطهير .. هنا بمعنى تخلية النفس من السيئات ..
- والتزكية .. هنا بمعنى تحلية النفس بالحسنات ..
- والمقصد من الآية هو أن هذه الصدقة تطهرهم من الذنوب وتزكيهم بالحسنات .. والله أعلم.
- ومعنى الصلاة عليهم أي الدعاء لهم ..
 
********************
..:: س6: ما هو إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية النفس ؟ ::..
 
- جاء في الحديث: عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ، وَلَمْ يُعْطِ الْهَرِمَةَ وَلَا الدَّرِنَةَ وَلَا الْمَرِيضَةَ وَلَكِنْ مِنْ أَوْسَطِ أَمْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهَا وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بَشَّرِهَا، وَزَكَّى نَفْسَهُ " , فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا تَزْكِيَةُ النَّفْسِ؟ فَقَالَ: «أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ») رواه الطبراني في الصغير .. وقال الألباني في الصحيحة: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
 
- وفي رواية بلفظ: (وَزَكَّى عَبْدٌ نَفْسَهُ " فَقَالَ رَجُلٌ: مَا تَزْكِيَةُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ مَعَهُ حَيْثُ مَا كَانَ ) رواه البيهقي في السنن الكبرى ..
 
#- أولا: شرح ألفاظ الحديث:
- قوله (عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ): أي لم يشرك به شيئا وأخلص له في العبادة يبتغي وجه الله ومرضاته .. كما قال صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَومَ القِيَامَةِ، يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي به وجْهَ اللَّهِ، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه النَّارَ) صحيح البخاري..، وقال صلى الله عليه وسلم: (اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ) صحيح البخاري.
 
- قوله (يُعْطِ الْهَرِمَةَ وَلَا الدَّرِنَةَ وَلَا الْمَرِيضَةَ) : أي لا يعطي من زكاة ماله في المواشي .. الْهَرِمَةَ الكبيرة في السن العجوز التي لا خير فيها .. ولا الدَّرِنَةَ وهي المصابة بالجرب ..، ولا المريضة التي فيها مرض يتلفها ويفسدها ويؤدي لهلاكها ..
 
- قوله (أوسط أموالكم): أي لا التي فيها خير عظيم وهي الغالية الثمن .. ولا الرخيصة الثمن لعلة فيها .. وإنما يؤخذ المتوسط لا الغالي ولا الرخيص .
 
- والزكاة عموما تشمل حتى زكاة المال التي مر عليها الحول وفيها ربع العشر .. وإنما خص ذكر زكاة المواشي هنا لغلبة هذه الأملاك على أهل زمانها ..
 
#- ثانيا: تأمل نقطة هامة جدا في الحديث نفهمها .. وهي:
 
- أن تزكية النفس مطلوبة حتى تذوق طعم الإيمان ..
 
#- ثالثا: تأمل شرح النبي صلى الله عليه وسلم لتزكية النفس:
- حيث قال: (أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ) .. أي أنه يرشدك إلى أن تكون لديك علم يقين في قلبك بأن الله رقيبا ومطلع عليك في كل أحوالك .. فإن التزمت بذلك ستزكو نفسك .. لأنك ستمتنع عن فعل ما لا يحبه الله وستفعل ما يحبه الله لأنه تجده رقيبا عليك ..


************************
..:: س7: هل يوجد دعاء يعين على تزكية النفس ؟ ::..
 
- هناك بعض الدعوات التي إن اتبعتها قد تكون وسيلة لتزكية نفسك .. ولكن الدعاء وحده ليس كافيا بدون مجاهدة نفس .. ولكن الدعاء هو وسيلة من وسائل الوصول لتزكية النفس .. فمن ذلك ..
 
1- كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا) صحيح مسلم.
 
- استعاذ النبي مما يضر النفس فلجأ واحتمى بالله خالق النفس والقادر على تقويمها .. فاستعاذ مما يفسدها في عمل العبادات مثل الكسل الذي هو ترك الشيء مع القدرة عليه .. والعجز الذي هو سلب القدرة منك على فعل الشيء .. وبدأ بالكسل لأنه غالب حال النفس الإنسانية .
 
- واستعاذ مما يفسد النفس في المعاملات مثل الجبن والبخل ..
 
- واستعاذ مما يفسد على النفس حالها بالكلية من المعاملات والعبادات وهو داء الهرم وهو تقدم العمر الذي يصاحبه اختلال وضعف في صحة البدن وقد يصاحبه اختلال وضعف في قوى العقل ..
 
- وبعد أن استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مما يضر النفس .. طلب من الله من يطهر به النفس وينقلها إلى مراتب أهل الكمال من أهل الإيمان .. فطلب التزكية التي هي طهارة الظاهر والباطن حتى يستقيم الإنسان في عبوديته لله ..
 
- وقوله (أنت وليها ومولاها) .. اعتراف بأنه المتصرف فيها لأنه خالقها ويعرف كيف يقهرها ويقومها لأحسن الطرق المستقيمة .. ولذلك لجأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى خالق النفس المتولي تدبيرها حتى يحسن له تدبيرها على وفق مراد الله .. لأنه بغير معونة الله .. فلا قدرة لأحد للوصول إلى تزكية النفس كما اراد الله إلا بالله ..
 
- والقلب الذي لا يخشع .. هو القلب الذي لا يستجيب لنداء الحق وموعظة الحق ..
 
2- الدعاء الثاني هو ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أوصيك يا معاذُ لا تدَعْ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح .
 
- فاطلب المعونة من الله دائما على العبادة وحسن المعاملة .. حتى يعطيك المدد اللازم لتقهر نفسك .. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

 

3- الدعاء الثالث .. عن أم معبد عاتكة بنت خالد الخزاعية قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ، وَعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ، وَلِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ، وَعَيْنِي مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ، وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) رواه البيهقي والدعوات الكبير .. وذكره الألباني في ضعيف الجامع.

 

4- الدعاء الرابع .. قال النبي صلى الله عليه وسلم داعيا ربه: (اللهمَّ إني أسألُكَ فِعْلَ الخيراتِ وتَرْكَ المنكراتِ وحُبَّ المساكينِ وأن تَغفرَ لي وتَرحمَني وإذا أردتَ فتنةً في قومٍ فتوفَّني غيرَ مفتونٍ وأسألُك حُبَّكَ وحُبَّ من يُحبُّكَ وحُبَّ عملٍ يُقرِبُ إلى حُبِّكَ) صحيح الترمذي.

   
5- ومن الآيات التي أظن وقد خطر على بالي لو تعبدت بها لله قد يكون لها أثر في تزكية نفسك هو قوله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) البقرة257..
- وأقصد بالتعبد بها هو دوام تلاوتها في أي وقت وبلا عدد .. وإنما تتلوها راجيا من الله أن ينعكس أنوارها على قلبك او ينفحك الله من وراء تلاوتها نفحة خير فيزكيك بها وينقلك من حال الظلمة إلى حال النور .. والله أعلم.
- وهذا الخاطر بهذه الآية أتى من خلال قرائتي لدعاء النبي (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا) ..
 
#- وخلاصة القول أخي الحبيب ..
1- كلما خرجت من نفسك الظالمة لك بالغفلة عن الله .. كلما أشرق نور العبودية في قلبك وظهر فيه تجليات اسم الله الولي النصير .. فيؤيدك بروح منه أي برحمته ولطفه وغفرانه ويكرمك بحبه وحب نبيه في قلبك .. ويؤيدك بالثبات على الايمان ويلقنك الحكمة والبرهان .. ويواليك بالمحبة والنصرة على نفسك والشيطان ..
 
2- كلما تحررت من قيود النفس .. كلما ارتقيت في الرابطة الروحية مع الله والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ...
 
- والارتقاء في الرابطة الروحية لا يكون إلا بمحبة قلبية وصدق توجه إلى الله .. ولن يكون ذلك إلا بالأدب مع الله ورسوله والمؤمنين ..  
وغير ذلك .. فلا تطمع ..
 
3- حاول أن تكسر أصنامك أو قيودك النفسية التي تؤثر فيك مثل النفاق والرياء والكراهية والغل والبخل والأنانية والحسد والسخط على حالك والغيبة والنميمة .. وغير ذلك .. ولن تستطيع أن تكسر أوثانك النفسية إلا بدوام طلب المعونة من الله على أن يخلصك من قيود نفسك .. وبغير طلب المعونة من الله في كل أوقاتك .. فلا سبيل للتطهير والتزكية مع نفسك لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ..
- يقول تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور21.
 
- فإذا كانت تزكية النفس من فضل الله علينا فلماذا لا نسأله من فضله وهو قد طلب منا ذلك حيث يقول تعالى: (وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) النساء32.. ؟!!
 
*******************
..:: س8: كيف تصل للتزكية وتطهير النفس لتستقيم في عبوديتك لله ؟ ::..
 
كثيرا ما يسأل الناس كيف يتم تطهير النفس وتزكيتها .. وكثيرا أقول لهم يكون ذلك بالله .. أي بطلب المعونة من الله .. ومجاهدة النفس بجعلها تنفذ ما يريده الله .. ولكن البعض يتوهم وكأن هناك من سيحول لهم أنفسهم من الشمال لليمين من خلال بعض الأذكار أو بعض المواعظ .. أو بغمضة عين .. لا ..
 
- وإنما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن تزكية النفس للإنسان هي أن (يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ مَعَهُ حَيْثُ مَا كَانَ) أي يكون مستشعر في قلبه أن الله رقيبا ومطلعا عليه في كل أحواله ..
 
- وقد تسأل فتقول وكيف يظهر هذا الإستشعار الداخلي في النفس دائما بأن الله رقيبا على أحوالك والذي يرتقي لعلم يقين مؤكد ؟
 
- قلت لك: أن هذا الإستشعار في النفس بأن الله رقيبا عليك .. فهذا يظهر في نفسك من خلال مجاهدة النفس ..
- فتزكية النفس .. لا تكون إلا بمجاهدة النفس ..
 
#- وإذا كان مجاهدة النفس هي أساس تزكية النفس لأنها تشمل محاربة النفس لتمنعها عن الذنوب والسيئات .. وتقهرها لعمل الطاعات والحسنات .. فهنا يكون من الضروري التعرف أكثر على مجاهدة النفس .. ويكفيك ما قاله الله ورسوله ..
 
- حيث قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات40-41.
  
- وقد جاء في الحديث عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه) راه أبو نعيم في الحلية والديلمي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.
 
#- وما سبق يجعلنا نبحث في معرفة مجاهدة النفس التي بها تزكو نفوسنا وبالتالي نرتقي في عبوديتنا لله ..
 
- وبهذا يكون ختام الكلام على تزكية النفس .. وننتقل للكلام على مجاهدة النفس ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 18 تعليقًا:

  1. اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وسلم ...
    تسلم ايدك وقلبك وروحك يارب ويجعل لك نور ..... كما تنير عقولنا وقلوبنا ❤
    جزاك الله خيرا ياسيدنا ❤️

    ردحذف
  2. ماشاء الله لاقوة إلا بالله

    مدد ياالله مدد

    يارب أتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها = أنت وليها ومولاها

    يارب أكفني شر نفسي الأمارة بالسؤ وشر من حولي

    ردحذف
  3. الله الله الله ماشاء الله تبارك الرحمان
    طيب الله قلبك و بارك وزاد في خواطرك
    فعلا هذه الخواطر جاءت لنا في وقتها
    يا نقطة التخلي ارحلي من أجل التحلي وعودي من أجل التجلي
    مدد يا رب مدد

    ردحذف
  4. اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

    اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها

    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعلنا من الراشدين

    اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك

    اللهم اجعل في قلوبنا نورا وفي سمعنا نورا وفي بصرنا نورا واحطنا بنورك واحجبنا عن الظلام .. واجعل لنا نورا واجعلنا نورا.. ظاهرا وباطنا يارب العالمين

    ردحذف
  5. حوار مع النفس:
    أما آن الآون يا نفس توبي
    أو كلما ناديتك لحضرة الجبار
    سحبتي لظلمة الأغيار
    أو كلما رأيت ما إشتهيتي إلتفتي
    أو كلما ذقتي طمعتي و رغبتي
    أوما علمتي بأن المتلف لا يصل
    أوما علمتي أن من تعلق بالأغيار حجبته عن الأنوار
    يا نفس قولي ماذا جرى
    أو لم نتفق و تعاهدنا سويا على التخلي
    مالي آراكي قد نفضت العهد و إسترحتي
    مالي آراكي قد إنغمست حتى عميتي
    وليتك بهذا رضيتي
    أوما رأيت كلما تعلقتي بكيتي
    أوما رأيت كلما إلتفتي صفعتي
    أوما رأيت كلما إنغمست إنطفئت
    قولي هل سعدتي بما رأيتي أم حزنتي
    قالت النفس:
    قد نسيت بما عهدت ،وحين نظرت خلفي وقعت
    وحين وقعت إنغمست في وحل الظلام وتهت
    وحين تعلقت قد ضقت مر التعلق
    وحين وقعت في ذنوب قيدت
    ما سعدت بما رأيت بل بكيت وندمت
    وقد علمت بأن نور الله لا يهدى لعاص
    قلت : إذا قومي بنا نشد الرحال
    عسى نتوب و في حب الله نذوب
    قالت : هيا بنا قد نهضت
    قلت: من أخلف العهد مرة يخلف ألف مرة
    ولك من اليوم أنا أخالف كل ما قلتي
    قالت : أعطني فرصة
    قلت : زمامك من الآن في يد الخالق
    قالت: ربي أعني
    ربي قد قيدتني ذنوب نفسي
    فأطلق سراحي
    و قيدني بنور حبك
    عطر الجنة

    ردحذف
  6. من أعلى درجات الجهاد؛ جهاد الحزن، جهاد الخذلان، جهاد التخلّي والترفُّع رغم التعلُّق، جهاد التمسُّك بنقاءك وطيبتك ومعدنك الأصيل رغم قبح وتلوّن ﺍلوجوه، جهادك في معركتك مع الحياة، جهادك ضد اليأس، جهادك في المعافرة للنجاة من الاستسلام، جهادك في الاستمرار وطول النفس والسير لآخر الطريق مهما تعثَّرت، جهادك في أن تبتسم رغم انكسارك، جهادك في الرضا بالمكتوب، جهادك في ألا تفقد حبك للحياة، جهادك في أنك كلما تعثَّرت ازداد إيمانك ويقينك بالله.

    - آية خير الدين

    ردحذف
  7. اللهم نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكهما الا انت
    وبارك فيك استاذنا الفاضل وحواليك
    ونفع بك وبحروفك وجعلها نورا ساطعا في قلب كل من توجه الى الله .. وأعاننا على انفسنا فألهمها رشدها وأعاذنا من شرها .. امين امين امين يارب العالمين

    ردحذف
  8. جزاكم الله خيرا أستاذنا.
    " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا. أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا "
    ********************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم

    ردحذف
  9. يقول تعالى: «فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ». ( البقرة:249 )
    (( في القران طالوت قائد الجيوش يقول لجنوده أثناء الزحف " إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ "،
    شوف معي ربط الانتصار في المعركة بالانتصار على النفس " فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي " .. رغم العطش لا تشربوا .. فإذا اشتد بكم العطش حسبكم يغرف غرفة من النهر .. فكانت النتيجة إيه " فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ "، و هؤلاء هم القليل في كل عصر شعارهم " نقاوم ما نحب و نتحمل ما نكره " ..
    الدنيا كلها في الكلمتين دول " نقاوم ما نحب و نتحمل ما نكره " .. الدنيا هي النهر اللي بيجري تحت رجلينا و كل و احد منا بيغترف منه ..
    فواحد بياخذ على قد كفافه و واحد ثاني بيشيل و يحمل " فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ "، هؤلاء القليل هما اللي ربنا خلق الدنيا علشان يفرزهم .. يفرز هؤلاء القليل من الكثرة .. خلق الدنيا علشان يفرزهم و علشان يفرد لهم جنات كرمه في الآخرة لأنهم هؤلاء هم أهلو .. الذين هم أهلو .. أما الباقي فهم حطب الشهوات في الدنيا و حطب النار في الآخرة .. ربنا يجعلنا ممن يقاوم ما يحب و يتحمل ما يكره " )). .. تسجيل كنت سمعته من الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه

    ردحذف
  10. "أظن أنه من أعظم الهبات الإلهية للإنسان القلب المبصر تلك الحساسية الروحية الصادقه التي تستشعر بها الأشياء والأشخاص، تتلمس بها الجمال حيث كان. فاللهم أرنا الأشياءَ كما هي." جزاك الله خيرا يا أستذنا أروع وأجمل ما قرأة اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    ردحذف
  11. نكمل ما بدأناه من " أقوال السلف في الدنيا "
    8- قال سفيان الثوري:
    " - سميت الدنيا لأنها دنِيّة.
    - طلب الدنيا غاية لا تدرك.
    - من أحب الدنيا وسُرّ بها، نُزِعَ خوف الآخرة من قلبه.
    - اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، واعمل للآخرة بقدر بقائك فيها.
    - الزهد في الدنيا قصر الأمل، و إذا زهد العبد في الدنيا أنبت الله الحكمة في قلبه، و أطلق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا و داءها و دواءها ".

    ردحذف
    الردود
    1. 9- قال محمد بن كعب القرظي:
      " الدنيا أشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها " .
      10- قال الفضيل بن عياض:
      - اللهم زهدنا في الدنيا فإنه صلاح قلوبنا وأعمالنا، وجميع طلباتنا، ونجاح حاجاتنا.
      - لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفًا يبقى على ذهب يفنى.
      11- قال سعيد بن مسعود:
      " إذا رأيت العبد تزداد دنياه، وتنقص آخرته، وهو به راض، فذلك المغبون الذي يلعب بوجهه، وهو لا يشعر ".
      12- قال الحسين بن منصور بن جعفر بن عبدالله بن رزين:
      " رُبَّ معتزل للدنيا ببدنه، مخالطها بقلبه، ورُبَّ مخالط للدنيا ببدنه، مفارقها بقلبه وهو أكيسهما. "
      13- قيل لحكيم: الدنيا لمن هي؟ .. قال: لمن تركها
      فقيل: الآخرة لمن هي؟ .. قال: لمن طلبها.

      حذف
    2. 14- قال يحيى بن معاذ:
      (( لا تأخذ من الدنيا ما يمنعك من الآخرة.
      " من حرص على الدنيا فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له، ويدخل عليه من العيوب ثلاث خصال:
      أولها: أن تراه أبدًا غير شاكر لعطية الله له.
      و الثاني: لا يواسي مما قد أعطى من الدنيا.
      و الثالث: يشتغل و يتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوت عمل الدين ". ))
      15- قال عبد الله الداري:
      " الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن".

      حذف
    3. 17- قال الحافظ ابن الجوزي:
      " من تلمح أحوال الدنيا علم أن مراد الحق سبحانه اجتنابها، فمن مال إلى مباحها ليلتذ وجد مع فرحة ترحة، وإلى جانب كل راحة تعبًا. وما رفع شيء من الدنيا إلا وضع...فيعلم العاقل أن مراد الحق بهذا التكدير التنفير من الدنيا، فيبقى أخذ البلغة منها ضرورة، وترك الشواغل، فيجتمع الهم في خدمة الحق ومن عدل عن ذلك ندم. "
      18- قال أحمد أبي الحواري:
      " من عرف الدنيا زهد فيها، ومن عرف الآخرة رغب فيها ".

      حذف
  12. جزاك الله الجنة و والديك أستاذنا الغالي .. و ربنا يمدك بمدده أكثر و أكثر يا رب.. و يديم عليك الصحة و العافية .. اللّهم أعنّا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك .. و صلى الله على سيّدنا محمد و على آله و سلم

    ردحذف
  13. ما شاءالله عليك يااستاذنا ربي يزيدك علم ونور وبركه يارب العالمين 🤲🏻
    وجزاك الله عنا كل الخير
    اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب واعيينا من الخيانة فانك تعلم خائنه الاعين وماتخفي الصدور ..
    اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم 🌿

    ردحذف
  14. إني بُلِيتُ بأربَعٍ ما سُلِّطوا .. إلا لطُولِ شقاوتي وعنائي
    إبليسَ والدنيا ونفسي والهوى .. كيفَ الخَلاصُ وكلُّهُمْ أعدائي؟!
    إبليس يسلك بي طريق مهالكي .. والنفس تأمرني بكل بلائي
    وأرى الهوى تدعو إليه خواطري .. في ظلمة الشبهات والآراء
    وزخارف الدنيا تقول أما ترى .. حسني وفخر ملابسي وبهائي
    العبد حر ما قنع .. والحر عبد ما طمع
    راغبة إذا رغبتها .. وإذا ترد إلى قليل تقنع
    ******************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  15. النفس هي "السر الأعظم" وهي الغيب المطلسم.
    هي غيب حتى عن صاحبها.. لا تنكشف له إلا من خلال المعاناة.. وهي في مكر دائم تظهر وجهًا من وجوهها وتخفي ألف وجه..
    والله غيب مطلق وخفاء تام.. وهو سبحانه ذروة المكر إن صح القول..
    لماذا وصف الله نفسه بالمكر؟! وقال:
    «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين » ( ٣٠ – الأنفال )
    وما الفرق بين مكر الله ومكرنا .. وكيف يمكر الله..
    الله يمكر لإظهار الحقيقة.
    ونحن نمكر لإخفائها..
    ولهذا كان مكر الله خيرًا كله ومكرنا سوءاً كله.
    مكر الله نور ومكرنا ظلمة..
    مكر الله عدل ومكرنا ظلم..
    ..
    ولمن يتصور أن المكر الإلهي ينافي العدل.. نقول بل هو عين العدل.. فالله لا يمكر إلا بماكر.
    « يمكرون ويمكر الله ». ( 30 – الأنفال ).
    « يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا ». ( 16 – الطارق ).
    وحقيقة الأمر أن الله يسلط على الإنسان الذي يخفى شيئاً في نفسه إنساناً آخر يخفى شيئًا في نفسه .. وهذا منتهى العدل..
    بل نحن أمام ميزان مضبوط تماماً.. ففي كلتا الكفتين نفس ماكرة تخفى شيئاً.
    ثم أنه من تماكر الاثنين بعضهما ببعض تظهر الحقيقة..
    وهذه هي الدنيا
    ولهذا خلقها
    لإحقاق الحق
    ما خلق السموات والأرض إلا بالحق.
    وهذا عين الخير في أمر خلق الدنيا رغم ما ييدو من دم وجريمة وشر وبشاعة..
    فالعبرة بالخواتيم.. وشرور الدنيا زائلة مهما استحكمت
    ولا أهمية لشر زائل مادام سوف يكشف لنا في الختام عن خير باق.. ولو فكر الواحد منا في الأمر تفكيرًا هادئًا ولو تأمل ما يجري في الدنيا حوله في عمق لأدرك أن الأمر جاد رغم ما يبدو في الظاهر من هزل وعبث فكل شيء محسوب وكل شيء يجري بموازين دقيقة.
    د/مصطفى محمود
    كتاب/ القرآن كائن حي
    *****************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف