ج20: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - ما هي التحصينات القرآنية التي تطرد الشيطان - ما هي تحصينات الأدعية النبوية التي تطرد الشيطان - ما الذي يفعله القرآن في حمايتنا من عالم الجن والشيطان .. إذا كان الجن والشيطان لا يحترق ولا يتعذب بالقرآن .

             بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء العشرون)

* فهرس:

:: الفصل العشرون :: التحصين من الشيطان ::

1- س64: ما الذي يفعله القرآن في حمايتنا من عالم الجن والشيطان .. إذا كان الجن والشيطان لا يحترق ولا يتعذب بالقرآن  ؟

2- س65: ما هي التحصينات القرآنية التي تطرد الشيطان ؟

3- س66: ما هي تحصينات الأدعية النبوية التي تطرد الشيطان ؟

**************************
:: الفصل العشرون ::
:: التحصين من الشيطان ::
******************************

..:: س64: ما الذي يفعله القرآن في حمايتنا من عالم الجن والشيطان .. إذا كان الجن والشيطان لا يحترق ولا يتعذب بالقرآن  ؟ ::..

 
#- بعد معرفتك أخي الحبيب بأن القرآن لا يستحضر أو يستنطق ولا يحرق أو يقتل أو يعذب جن ولا شيطان .. وبعد ان كشفت لك عن بعض الطرق المنحرفة والضالة في العلاج بالحرق .. فقد تسأل وتقول: ماذا يفعل القرآن لحمايتنا من الشيطان أو الجن المعتدي .. وما هي بعض الخصائص التي من الممكن أن تكون سبب حماية لنا من الشيطان أو الجن المعتدي ؟!!
 
- كما سبق وأخبرتك أخي الحبيب .. بأن القرآن يطرد الجن المعتدي والشيطان .. ويجعلهم ينفروا من المكان الذي فيه القرآن أو يبتعدوا عن تحصينات المسلم التي يتحصن بها معتصما بالله .. وإليك بعض النقاط التي عليك أن تستوعبها أخي الحبيب حين قرائتك للقرآن ..
 
1- مع قراءة القرآن فأنت في حال ذكر لله .. فتحضر الملائكة وتدعو للحاضرين أن يرفع هذا الابتلاء .. فهذا أمر يسبب للشيطان انزعاج أكثر .. لأن الإنسي قد يكون غير مجاب الدعاء ولكن الملائكة أطهار فقد يستجيب الله لها ويأذن لها أن تتفاعل مع هذا العارض .. فتكون مصيبة كبيرة على هذا العارض المعتدي من الجن والشيطان ..!!
 
2- بل وينزل حجاب الستر ببركة القرآن على من يتوجه بصدق إلى الله .. كما يقول تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) الإسراء45.
- فإذا اطمأننت بالقرآن وثبت على العمل به قدر استطاعتك كانت قرائتك في ذاتها حجاب لك من كل سوء بفضل من الله أي يتم تفعيل خاصية قوله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) الإسراء45 .. فتكون في ستر الله ظاهرا وباطنا ولا يفسد عليك أحد حالك مع القرآن لا إنس ولا جن .. لأن حجاب الستر قد تجلى به عليك ..
 
3- الجن المعتدي أو الشيطان .. ينزعج من كلمات الله .. خاصة التي فيها وعيد وانذار بالانتقام والموت والحرق في جهنم .. لأنها تكون مثل التهديد المتكرر الذي يترك أثر نفسي سيء بداخله .. فهو يختنق ويتضايق نفسيا من سماع تهديد ووعيد القرآن وأنه الحق من الله .. ولذلك هو يكره سماع الحق لأنه يفعل الباطل والقرآن يقول الحق ..!!
 
- حتى في عالم الإنس .. إذا وجدت أحد يعصي ومبتعدا عن منهج الله .. ويفعل ما فيه مخالفة للشريعة وأتيت تذكره بالله .. تجده يغضب وينفعل ثم يتركك ويرحل .. !!
 
- وهذه الحقيقة القرآنية ذكرها الجن الذين آمنوا عند سماعهم للقرآن .. حيث قالوا لقومهم مبشرين لهم ومنذرين : (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ) الأحقاف30.
 
- ولكن الشيطان ليس يختنق ولا يتعذب لأن القرآن ينزل بالحرق عليه ..!! بل لأنه كلام الله الحق .. وهم أهل الباطل .. ولذلك يبغضون سماع الحق ويتضايقون منه فيرحلون .. وأحيانا القرآن ينزل بحجاب الستر والحفظ فيمنع الجن المعتدي من الإقتراب لك كما سبق وأوضحنا ذلك في آية الكرسي وغيرها ..!!
 
* ولكن انتبه أخي الحبيب: 
- فرق بين من يقرأ كلام الحق (كلام الله) ولا يعمل به .. وبين من يقرأ الحق ويعمل بالحق ..!!
- فالذي يقرأ فقط قد اكتفى بالحسنات .. والذي يقرأ ويعمل فقد وجد مدد من السموات مع علو الدرجات والمقامات .. لأنه يكون دخل معية الكرامة من الله (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) يونس62-63 ..
- وعلى قدر عملك يكن مددك ..!!
 
- وانتبه لهذا الحديث .. وانتبه لأهمية العمل بالقرآن .. حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يُؤتَى بِالقُرآنِ يَومَ القِيَامَةِ وَأَهلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعمَلُونَ بِهِ، تَقدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وَآلُ عِمرَانَ. كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَو ظُلَّتَانِ سَودَاوَانِ بَينَهُمَا شَرقٌ، أَو كَأَنَّهُمَا حزقَانِ مِن طَيرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَن صَاحِبِهِمَا) صحيح مسلم.
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (الغمام): قال الإمام القرطبي .. والغمام: السحاب المُلتَفّ، وهي: (الغياية) إذا كانت قريبًا من الرأس، والظُّلَّةُ أيضًا.
 
- قوله (ظُلَّتَانِ سَودَاوَانِ): لفظ سوداوان كناية عن كثافتهما فوق بعض.
 
- قوله (بينهما شرق): أي يظهر من خلالهما ضياء من نور .. حتى لا تتوهم أن هذا السواد يقصد منه ظلمة عتماء .. لا .. وإنما يقصد منهما كثافة وتراكم السحاب فوق بعضه البعض .. ولكن يتخلله ضياء النور سكينة ورحمة من الله .
 
- قوله (فِرْقانِ "حِزقان" مِن طَيْرٍ صَوافَّ): أي جماعتين من طير مصطف في صفوف ينشر أجنحته ليحمي المؤمن من حر يوم القيامة .. والله أعلم .
 
- قوله (تحاجان عن صاحبهما): أي تشفعان له إما بغفران ذنوبه أو برفع درجاته ومقامه أو بكلاهما والله ذو الفضل العظيم .
 
#- أما عن الإجابة عن باقي سؤالك أخي الحبيب الذي سألته في بداية هذا السؤال.. وهو عن كيفية الإعتصام من الشيطان الرجيم بالقرآن وبالأذكار النبوية .. فهذا أذكره لك في الأسئلة التالية ..

 

***************************

..:: س65: ما هي التحصينات القرآنية التي تطرد الشيطان ؟ ::..

#- من التحصينات القرآنية:

1- المعوذات الثلاثة .. سورة الإخلاص والفلق والناس ..

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمهم في حال الصحة (للتحصين) .. ويستخدمهما في حال المرض (للعلاج) ودليل ذلك :

- أولا: في حال الصحة :

- عن السيدة عائشة قالت : ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ ب "قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ" و "بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ" جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا اشْتَكَى كانَ يَأْمُرُنِي أنْ أفْعَلَ ذلكَ به ) صحيح البخاري .

- قوله (المعوذتين) : هما سورة الفلق والناس ..

 

- ثانيا: في حال المرض :

- عن السيدة عائشة قالت : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ ) صحيح مسلم ..

 

- والمعوذات هنا المقصود بهم .. سورة الإخلاص والفلق والناس ..

- وهذه أقوى الطرق التي وجدت بركتها في حياتي .. وهو أن تقرأ المعوذات الثلاثة ثم تنفث (تنفخ) على كفي يديك وتمسح بهما على كل جسمك (من الامام والخلف) بداية من رأسك حتى قدمك وكأن تطرد السوء عن نفسك .. وتكرر المسح فقط ثلاث مرات .. 

 

- وهذه طريقة رائعة وقوية جدا للعلاج من الحسد .. وبعض الآلام العضوية بفضل الله .. خاصة لو تم إضافة سورة الفاتحة سبعة مرات للعلاجات من الأمراض العضوية .. والله اعلم .. ويمكنك للتوسع الرجوع إلى رسالة (طرق العلاجات الربانية) للأستاذ خالد أبوعوف .

 

#- ويمكنك قراءة المعوذات الثلاثة بعد صلاة الفرض .. عن عقبة بن عامر قال: (أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَقرَأَ بالمُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ) صحيح أبي داود.

- وقوله (المعوذات): قد يقصد به سورتي الفلق والناس .. وقد يقصد به سورة الإخلاص وسورتي الفلق والناس .. والله أعلم.

 

- وبعد قرائتهم كسنة بعد الصلاة .. فانفث على يديك وامسح بهما على جسمك تبركا بهم ..

 

# ويكفيك فضيلة في المعوذات هو نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي عبد الله بن خبيب .. حيث يقول رضي الله عنه: (خرَجنا في ليلةٍ مطيرةٍ وظُلمةٍ شديدةٍ نطلُبُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يصلِّي لنا .. قالَ فأدرَكتُهُ .. فقالَ: قلْ .. فلم أقل شيئًا .. ثمَّ قالَ: قلْ .. فلم أقُلْ شيئًا .. قالَ: قل .. فقلتُ: ما أقولُ .. قالَ: قُلْ (هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و (المعوِّذتينِ) حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ) صحيح الترمذي.

- قوله (يصلي لنا): أي يصلي بنا إماما ..

 

2- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ" .. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ) صحيح مسلم .

 

- وفي رواية بلفظ: (يُؤتَى بِالقُرآنِ يَومَ القِيَامَةِ وَأَهلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعمَلُونَ بِهِ، تَقدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وَآلُ عِمرَانَ. وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ أَمثَالٍ. مَا نَسِيتُهُنَّ بَعدُ، قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَو ظُلَّتَانِ سَودَاوَانِ بَينَهُمَا شَرقٌ، أَو كَأَنَّهُمَا حزقَانِ مِن طَيرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَن صَاحِبِهِمَا) صحيح مسلم.

 

- قوله (الزَّهْراوَيْنِ): قال أبو العباس القرطبي  رحمه الله .. وفي تسمية البقرة وآل عمران بالزهراوين وجهان:

أحدهما: أنهما النيرتان، مأخوذ من الزهر، والزَّهرة، والزُّهرة، فإما لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما، وإما لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة.

- قلت (أي الإمام القرطبي): ويقع لي أنهما سميتا بذلك؛ لأنهما اشتركتا في تضمن اسم الله الأعظم؛ كما ذكر أبو داود من حديث أسماء بنت يزيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحمَنُ الرَّحِيمُ} والتي في سورة آل عمران: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ}) . (انتهى كلام القرطبي من المفهم ج2 ص430) .

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): والحديث السابق الذي ذكره القرطبي قد رواه الترمذي وبن ماجه .. وقال السيوطي عنه في الجامع الصغير: صحيح .. وحسنه الألباني في تحقيق بن ماجه .. وكذلك حسنه شعيب الأرنؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء..

 

- قوله (الغمام): قال الإمام القرطبي .. والغمام: السحاب المُلتَفّ، وهي: (الغياية) إذا كانت قريبًا من الرأس، والظُّلَّةُ أيضًا.

 

- قوله (ظُلَّتَانِ سَودَاوَانِ): لفظ سوداوان كناية عن كثافتهما فوق بعض.

- قوله (بينهما شرق): أي يظهر من خلالهما ضياء من نور .. حتى لا تتوهم أن هذا السواد يقصد منه ظلمة عتماء .. لا .. وإنما يقصد منهما كثافة وتراكم السحاب فوق بعضه البعض .. ولكن يتخلله ضياء النور سكينة ورحمة من الله .

 

- قوله (فِرْقانِ "حِزقان" مِن طَيْرٍ صَوافَّ): أي جماعتين من طير مصطف في صفوف ينشر أجنحته ليحمي المؤمن من حر يوم القيامة .. والله أعلم .

- قوله (تحاجان عن صاحبهما): أي تشفعان له إما بغفران ذنوبه أو برفع درجاته ومقامه أو بكلاهما والله ذو الفضل العظيم .

 

- قوله (قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ): هو أحد رواة الحديث .. ويقول أنه بلغه أن معنى البطلة هو السحرة .. فهذا تفسير اجتهادي من رواة الحديث .. وليس تفسير النبي صلى الله عليه وسلم .

#- قوله (البطلة): له كذا تفسير ..

- التفسير الأول: يقصد به السحرة خاصة .. وهو تسمية لهم باسم فعلهم .. لأن ما يأتون به هو الباطل .. ولكن لا يوجد تخصيص على ذلك في الحديث ..!!

- ولو على افتراض ان المقصد بهم السحرة .. فيكون المعنى: لا يستطيع أن يخترق السحرة تحصينها للمحافظ على قرائتها والعمل بها ولعل الراوي "معاوية" أخذ تفسير ذلك من قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف117-118 ..

 

- التفسير الثاني: هم سحرة البيان أي من لهم علم باللغة والبلاغة .. وإنما لا يستطيعونها من حيث التحدي فلا يأتون بمثلها .. (قاله الطيبي) .

 

- التفسير الثالث: يقصد به جماعة الكافرين والمنافقين .. ويكون المعنى: لا يستطيع الكفرة والمنافقين ومن سار على نهجهم أن يأخذوا بركاتها ويعرفوا ما فيها من أنوار وأسرار وحكم ..

 

- التفسير الرابع: يقصد به جماعة المسلمين الذين تكاسلوا عن الطاعات واشتغلوا بملذات الدنيا حتى غلبته نفسه بالانصراف عن طاعة الله كما قال تعالى: (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ مَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) هود15-16 ..

 

- التفسير الخامس: أن الحديث يشمل كل ما سبق .. وهذا هو الأصوب من وجهة نظري .. لأن لفظ الحديث مطلق وعام ولا تخصيص فيه .. وتفسير الراوي ليس بحجة ملزمة .. وبالتالي يكون كل من غلب الباطل فيه عن الحق فهو لا يستطيع قراءة سورة البقرة والعمل بها دوما .. والله أعلم .

 

3- قال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) صحيح مسلم.

- وتأمل قول النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ (ينفر) .. فسورة البقرة لا تستحضر الجن الشيطاني .. ولا تقتل ولا تحرق ولا تعذب الشيطان ..!!

 

4- آية الكرسي .. عن أبي هريرة قال: (وكلني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زكاةِ رمضانَ، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعامِ، فأخذتُه فقلتُ: لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - فقصَّ الحديثَ - فقال: إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكرسيِّ ، لن يزال معك من الله حافظٌ ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبحَ . وقال النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: صدقك وهو كذوبٌ، ذاك شيطانٌ ) صحيح البخاري (معلقا) .. وروي موصولا عند النسائي وغيره .

 

- فقراءة القرآن جعلت لك حافظا من الله يحفظك .. وحجابا من الشيطان فلا يقترب إليك ..

 

- (وفي حديث مختلف على صحته وضعفه): جاء في الحديث (سُورَةُ الْبَقَرَةِ فِيهَا آيَةٌ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ، لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وَفِيهِ شَيْطَانٌ، إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ آيَةُ الْكُرْسِيِّ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. والشيخان لم يخرجا عن حكيم بن جبير لوهن في رواياته وإنما تركاه لغلوه في التشيع .. وقال أبو زرعة الرازي: محله الصدق إن شاء الله .. ولكن بعض علماء الجرح والتعديل ضعفوه .. وقال الألباني: حديث ضعيف.

 

5- خواتيم سورة البقرة .. ودليل ذلك :

- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ) صحيح البخاري.

 

- قوله (بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ): أي من أول الآية (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ..... إلى ختام السورة) .

 

- قوله (كفتاه): أي تكفيه أي تحميه وتحفظه ظاهرا وباطنا من الفتن والشرور .. لما فيها من الإيمان الخالص لله وصدق التوجه إليه .. وعلى هذا يجب أن تكون القرآءة مصحوبة بيقين صادق وقت القراءة حتى تجد كفاية تلك الآيتين معك .. والله أعلم .

 

6- الدعاء إلى الله بقوله تعالى: (رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ . وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) المؤمنون97-98.

- فيمكنك التقرب إلى الله بهاتين الآيتين وأنت داعيا بهما إلى الله .. ويكفي أنهما قرآن .

 

*************************

 

..:: س66: ما هي تحصينات الأدعية النبوية التي تطرد الشيطان ؟ ::..

  

#- من التحصينات النبوية:

1- عن أبي هريرة قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما لَقِيتُ مِن عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ، قالَ: أَما لو قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ"، لَمْ تَضُرَّكَ) صحيح مسلم .

 

- فهذه الإستعاذة تقي الإنسان أيضا .. من كل شر وليس من الشرور الظاهرة .. ولكن الخفية أيضا كشر الشيطان والجان .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من شر ما خلق) .. فجعلها مطلق من كل الشرور ظاهرها وباطنها ..

 

2- عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال في أوَّلِ يَومِه أو في أوَّلِ لَيلَتِه: "بسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العَليمُ" .. ثلاثَ مرَّاتٍ، لمْ يَضُرَّه شيءٌ في ذلكَ اليَومِ أو في تِلكَ اللَّيلةِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن.

 

- وفي رواية بلفظ: (ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ : "بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ" .. ثلاثَ مرَّاتٍ ، فيضُرَّهُ شيءٌ) صحيح الترمذي.

 

3- عن عبد الله بن عباس قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ") صحيح البخاري.

 

- قوله (هامة): يشمل كل ما يهيم على وجه الأرض من الزواحف السامة والحشرات الزاحفة التي تصيب الإنسان بأذى ..

 

- قوله (عين لامة): أي حاسدة .. لأنها تلم أي تجمع بالمنظور إليه أنواع من الضرر والأذى روحانيا ونفسيا وجسديا .. 

 

4- عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِكَلِمَاتٍ مِنَ الْفَزَعِ «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَمِنْ عِقَابِهِ وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونَ» قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَو مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدٍ عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ فَقَالَهُنَّ عِنْدَ قَوْمِهِ .. وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ كَتَبَهَا فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ) رواه أحمد والترمذي والحاكم .. وقال الحاكم: حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مُتَّصِلٌ .. وقال أحمد شاكر في تحقيقه عليه: إسناده صحيح ..، وقال الألباني في تخريج الترمذي: حسن دون قوله: "فكان عبد الله"..، وقال الأرنؤوط في تخريج المسند: حديث محتمل للتحسن .. وفي تخريج زاد المعاد قال: حسن ..!!

- قوله (همزات): أي وساوسه .

 

5- سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: (جَاءَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَوْدِيَةِ وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْجِبَالِ وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَرُعِبَ -قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ- قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ. قَالَ: «مَا أَقُولُ؟» قَالَ: «قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ». فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَل) رواه أحمد والطبراني .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.

 

6- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قال إذا أصبحَ : "لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ ، له المُلكُ ، وله الحمدُ ، و هو على كلِّ شيءٍ قديرٌ" .. كان له عِدلُ رقبةٍ من ولدِ إسماعيلَ ، و كُتبِ له عشرُ حسناتٍ ، و حُطَّ عنه عشرُ سيئاتٍ ، و رُفِعَ له عشرُ درجاتٍ ، و كان في حِرزٍ من الشيطانِ حتى يُمسِي ، فإن قالَها إذا أمْسَى كان له مِثلُ ذلكَ حتى يُصبِحَ . قال حمَّادٌ : فرأَى رجٌل رسولَ اللهِ فيما يَرَى النائِمُ . فقال : يا رسولَ اللهِ . إنَّ أبا عَيَّاشٍ يُحدِّثُ عنك بِكذَا و كذَا ؟ قال : صَدَقَ أبو عياشٍ) صحيح أبي داود .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .

 

 - قوله (رقَبَةٍ من ولَدِ إسْماعيلَ): أي مثل من يقوم بتحرير رجل أو امرأة من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام .. وخُصَّه بالذكر لعلو شرفهم ونسبهم وما قد يكون لهم من القرب والمكانة عند الله .. والله أعلم ..

 

- قوله (حرز): أي في حصن ومناعة ووقاية من الشيطان ..

 

7- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نفسي ، وشَرِّ الشَّيطانِ وشركِهِ وقالَ قُلها إذا أصبحتَ ، وإذا أمسيتَ ، وإذا أخذتَ مَضجعَكَ) صحيح أبي داود.

- قوله (مليكه): أي مالك لكل شيء والمتصرف فيه بقدرته ووفق مشيئته .

- قوله (مضجعك): حينما تريد النوم .

 

8- للرقية بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لدفع الأذى الروحاني والنفسي والعضوي بإذن الله .. حيث جاء في الحديث عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري قال: (أَنَ جِبْرَائِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ " قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح بن ماجه.

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .