الروحانيات فى الإسلام: ج6: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - ما هو الطريق القديم الذي سلكه الشيطان في نشر أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان - رسالة أبي دُجانة أو حرز أبي دُجانة - العزيمة الروحانية العلوية – عزيمة علي بن أبي طالب في قهر مردة الشياطين - مصدر خرافة استحضار الملائكة والتصرف فيهم .. وظهور خرافة (يا جند الله احضروا) - (توكلوا يا ملائكة الله بفعل كذا وكذا وكذا).

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 25 ديسمبر 2021

Textual description of firstImageUrl

ج6: رسالة الخرافة والبهتان في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان - ما هو الطريق القديم الذي سلكه الشيطان في نشر أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان - رسالة أبي دُجانة أو حرز أبي دُجانة - العزيمة الروحانية العلوية – عزيمة علي بن أبي طالب في قهر مردة الشياطين - مصدر خرافة استحضار الملائكة والتصرف فيهم .. وظهور خرافة (يا جند الله احضروا) - (توكلوا يا ملائكة الله بفعل كذا وكذا وكذا).

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الخرافة والبهتان

في استحضار وحرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان

(هل القرآن يستحضر أو يحرق أو يعذب أو يقتل الجن والشيطان ؟)

(الجزء السادس)

* فهرس:
:: الفصل السادس :: تابع/ تاريخ تدوين أكذوبة حرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان ::
1- س20: ما هو الطريق القديم الذي سلكه الشيطان في نشر أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان ؟
- رسالة أبي دُجانة أو حرز أبي دُجانة .
- العزيمة الروحانية العلوية – عزيمة علي بن أبي طالب في قهر مردة الشياطين.
- مصدر خرافة استحضار الملائكة والتصرف فيهم .. وظهور خرافة (يا جند الله احضروا) - (توكلوا يا ملائكة الله بفعل كذا وكذا وكذا).
**************************
 :: الفصل السادس ::
:: تابع/ تاريخ تدوين أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان بالقرآن ::
**************************
..:: س20: ما هو الطريق القديم الذي سلكه الشيطان في نشر أكذوبة حرق وقتل وتعذيب الجن والشيطان ؟ ::..
 
- سبق وتكلمنا أخي الحبيب عن الطريقة الحديثة في تضليل الشيطان لجماعة المعالجين .. وهنا سأذكر لك رواياتين من الحديث :
- الحديث الأول: وهي التي تسمى برسالة أبي دجانة أو حرز أبي دجانة .. وكانت السبب في انتشار أكذوبة الشيطان حول حرق وقتل وتعذيب القرآن للجن والشيطان ..
- وأظن أنه تم تدوين هذه الرواية في الكتب ظهر في النصف الأول من القرن الرابع الهجري حيث ذكرها الإمام البيهقي في كتبه وهو المولود في (384 هجرية) إلا أنه ذكر في نص سند الرواية أن أحد الرواة تم إملاء الرواية عليه سنة 275 هجرية .
 
- الحديث الثاني: وهي التى تسمى بالعزيمة الروحانية العلوية .. أو العزيمة الروحانية لعلى بن أبي طالب في قهر الجن المَرَدَة .. وكانت سببا في انتشار خرافة استحضار الملائكة والتصرف فيهم بمقولة (يا جند الله احضروا) أو (توكلوا يا جند الله بفعل كذا وكذا) أو (توكلوا أيها المَلَك الفلاني والفلاني والفلاني بفعل كذا وكذا) .. وهذا إن دل فإنما يدل على أنهم يأسوا في الإستعانة بالله .. بل وفيه دليل على أنهم في حجاب عن الله وإلا فلماذا لم يستعينوا به جل شأنه ..؟!!
- وأظن أن تم  تدوين هذه الرواية في الكتب في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري أو في الربع الأخير منه .. حيث ذكرها الإمام محمد بن جعفر الخرائطي المولود في (240 هجرية) .
 
#- وهذا أوان التعرف على هاتين الروايتين .. ونبحث في مدى صحتهما أو ضعفهما .. حتى نتين الحق والباطل في هذه الروايات .. وهل يصح أن تتخذ من مثل هذه الروايات عقيدة تؤمن بها وتصدقها ..!!
 
***************************
:: الحديث الأول ::
(رسالة أو حرز أبي دجانة)
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- لا يوجد نص في الشريعة الإسلامية في حدود بحثي .. يدل على ما يسمى بالمس العاشق أو حرق وقتل وتعذيب الجن .. إلا في حديث مكذوب على النبي .. ومعروف باسم رسالة أبي دجانة أو حرز أبي دجانه .. ومعنى لفظ (حرز) أي تحصين أو مانع أو واقي أو حجاب .. 
- وهذا الحرز أو هذه الرسالة هي الرسالة التي يكتبها الكثيرين في العلاجات الروحانية .. ويستخدمونها لطرد عامر البيت المؤذي من المنزل كما يقولون في الكتب وعلى النت ..!!
 
- ولكن الحقيقة أن هذه الرسالة لم يقلها رسول الله ولا أصل لها في الدين من أساسه .. لأنها مخالفة لنص القرآن .. فالسند موضوع والمتن منكر .. !!
 
- هذه الرسالة أو هذا الحرز .. بل الحديث كله هو حديث موضوع .. يعنى مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم ..
 
وسأذكر لك نص الحديث المكذوب على النبي .. وفيه روايتين مختلفتين قليلا بالزيادة والنقصان .. حتى تكون على علم به وتحذر الناس منه ..
 
#- وقد وجدت لرسالة أبي دجانه روايتين:
1- الرواية الأولى:
- عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (شَكَى أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُول الله .. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا الْبَارِحَةَ نَائِمٌ إِذَا فَتَّحْتُ عَيْنِي فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِي شَيْطَانٌ فَجَعَل يَعْلُو وَيَطُولُ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَيْهِ فَإِذا جلده كلجد الْقُنْفُذ، فَقَالَ رَسُول الله لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ التِّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَالْهِرَاوَةِ وَالْقَضِيبِ وَالنَّاقَةِ وَالْقُرْآنِ وَالْقِبْلَةِ صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الزُّوَّارِ وَالْعُمَّارِ إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ .. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً فَإِنْ يَكُ عَاشِقًا مُولَعًا أَوْ مُؤْذِيًا مُقْتَحِمًا أَوْ فَاجِرًا مُجْتَرِئًا أَوْ مُدَّعِيَ حَقٍّ مُبْطِلا فَهَذَا كِتَابُ اللَهِ يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ وَعَلَيْنَا بِالْحَقِّ وَرُسُلُهُ لَدَيْنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ .. اتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ .. وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ إِلَى مَنِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ .. لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .. {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تنتصران} (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان) {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنس وَلَا جَان} .
ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ .. فَقَالَ ضَعْهُ عِنْدَ رَأْسِكَ .. فَوَضَعَهُ .. فَإِذَا هُمْ يُنَادُونَ النَّارَ أَحْرَقْتَنَا بِالنَّارِ .. وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَاكَ وَلا طَلَبْنَا أَذَاكَ وَلَكِنْ زَائِرٌ زَارَنَا فَطَرَقَ فَارْفَعْ عَنَّا كِتَابَ اللَّهِ .. فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا أَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ .. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ .. فَقَالَ ارْفَعْ عَنْهُمْ .. فَإِنْ عَادُوا بِالسَّيِّئَةِ فَعُدْ عَلَيْهِمْ بِالْعَذَابِ .. فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا دَخَلَتْ هَذِهِ الأَسْمَاءُ دَارًا وَلا مَوْضِعًا وَلا مَنْزِلا إِلا هَرَبَ إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ وَجُنُودُهُ وَالْغَاوُونَ) رواية مجهولة المصدر حيث لم يذكر في كتب أهل العلم من أخرجها فيما توافر عندي من مصادر .. حتى الإمام الذهبي لم يعرف مصدرها ..!!
#- أولا: أقوال الأئمة في هذه الرواية:
- قال الإمام البيهقي (المتوفى: 458هـ) في دلائل النبوة (7/120): وقد روي في حرز أبي دجانة حديث طويل وهو موضوع لا تحل روايته .. (يقصد الإمام البيهقي هذه الرواية المذكورة سابقا) .
 
- قال الإمام بن الجوزي (المتوفى: 597هـ) في تذكرة الموضوعات (3/169): موضوع وإسناده مقطوع وأكثر رجاله مجهولون وليس في الصحابة من يسمى بموسى أصلا ..!!
 
- قال الإمام الذهبي (المتوفى:748هـ) في سير أعلام النبلاء (1/245): وحرز أبي دجانة شيء لم يصح ما أدري من وضعه ..!!
 
- قال الإمام السيوطي (المتوفى: 911هـ) في اللآليء المصنوعة (2/292): موضوع وإسناده مقطوع وأكثر رجاله مجهولون وليس في الصحابة من يسمى بموسى أصلا ..!!
 
#- ثانيا: أما عن لفظ الرواية الثانية لحرز أبي دجانة:
- هذه الرواية يحب يذكرها البعض في كتبهم وهي المنتشرة .. وهي الرواية التي رواها البيهقي في دلائل النبوة .. وهذه الرواية لم أجد فيما توافر عندي من مراجع من قام بتحقيق سندها .. وإن كان العلماء على عدم صحة روايات حرز أبي دجانة كما قال الإمام الفتني في تذكرة الموضوعات ص211: حديث حرز ابي دجانة فيه مجاهيل قلت أخرجه البيهقي في الدلائل .. (انتهى كلامه).
 
- ولكني أحببت إظهار سبب فساد هذه الرواية لك أخي الحبيب بالتفصيل .. حتى لا يخبرك أحد أن الرواية المطعون عليها هي رواية أخرى غير رواية الإمام البيهقي لأن هذا سند وذاك سند آخر .. !! لا .. كلاهما باطل وكلاهما موضوع ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .. وسيأتيك بيان ذلك .
 
- وهذا نص لفظ الرواية الثانية:
- أحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَبِيبِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دُجَانَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي دُجَانَةَ وَاسْمُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ لَوْزَانَ الْأَنْصَارِيُّ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا بِمَكَّةَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ بِبَابِ الصَّفَا سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ مَخْضُوبَ اللِّحْيَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي سَلَمَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي خَالِدُ بْنُ أَبِي دُجَانَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي أَبَا دُجَانَةَ (وهو الصحابي سِمَاكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ لَوْزَانَ الْأَنْصَارِيُّ) يَقُولُ: (شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ فِي فِرَاشِي ، إِذْ سَمِعْتُ فِي دَارِي صَرِيرًا كَصَرِيرِ الرَّحَى ، وَدَوِيًّا كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، وَلَمْعًا كَلَمْعِ الْبَرْقِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَزِعًا مَرْعُوبًا ، فَإِذَا أَنَا بِظِلٍّ أَسْوَدَ مَوْلًى يَعْلُو ، وَيَطُولُ فِي صَحْنِ دَارِي ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ ، فَمَسَسْتُ جِلْدَهُ ، فَإِذَا جِلْدُهُ كَجِلْدِ الْقُنْفُذِ ، فَرَمَى فِي وَجْهِي مِثْلَ شَرَرِ النَّارِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَقَنِي ، وَأَحْرَقَ دَارِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَامِرُكَ عَامِرُ سُوءٍ يَا أَبَا دُجَانَةَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ! وَمِثْلُكَ يُؤْذَى يَا أَبَا دُجَانَةَ ؟ " ، ثُمَّ قَالَ : ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاسٍ ، فَأُتِيَ بِهِمَا فَنَاوَلَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَقَالَ : " اكْتُبْ يَا أَبَا الْحَسَنِ " ، فَقَالَ : وَمَا أَكْتُبُ ؟ ، قَالَ : " اكْتُبْ :
- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الْعُمَّارِ وَالزُّوَّارِ وَالصَّالِحِينَ .. إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ .. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً .. فَإِنْ تَكُ عَاشِقًا مُولَعًا .. أَوْ فَاجِرًا مُقْتَحِمًا .. أَوْ رَاغِبًا حَقًّا أَوْ مُبْطِلا .. هَذَا كِتَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْطِقُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ، (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية: 29] ، وَرُسُلُنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ، اتْرُكُوا صَاحِبَ كِتَابِي هَذَا ، وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ ، وَإِلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88] يُغْلَبُونَ ، «حم» لَا يُنْصَرُونَ ، (حم عسق) [الشورى: 2] ، تُفَرِّقَ أَعْدَاءَ اللهِ ، وَبَلَغَتْ حُجَّةُ اللهِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 137] ". ..
- قَالَ أَبُو دُجَانَةَ : فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ فَأَدْرَجْتُهُ وَحَمَلْتُهُ إِلَى دَارِي ، وَجَعَلْتُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَبِتُّ لَيْلَتِي ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلا مِنْ صُرَاخِ صَارِخٍ ، يَقُولُ : يَا أَبَا دُجَانَةَ ! أَحْرَقَتْنَا وَاللاتِ وَالْعُزَّى الْكَلِمَاتُ ، بِحَقِّ صَاحِبِكَ لَمَا رَفَعْتَ عَنَّا هَذَا الْكِتَابَ ، فَلا عَوْدٌ لَنَا فِي دَارِكَ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : فِي أَذَاكَ ، وَلا فِي جِوَارِكَ ، وَلا فِي مَوْضِعٍ يَكُونُ فِيهِ هَذَا الْكِتَابُ ..
- قَالَ أَبُو دُجَانَةَ : فَقُلْتُ : لا ، وَحَقِّ صَاحِبِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا أَرْفَعَنَّهُ حَتَّى أَسْتَأْمِرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
- قَالَ أَبُو دُجَانَةَ : فَلَقَدْ طَالَتْ عَلَيَّ لَيْلَتِي بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَنِينِ الْجِنِّ وَصُرَاخِهِمْ وَبُكَائِهِمْ ، حَتَّى أَصْبَحْتُ فَغَدَوْتُ ، فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ الْجِنِّ لَيْلَتِي ، وَمَا قُلْتُ لَهُمْ ، فَقَالَ لِي : " يَا أَبَا دُجَانَةَ ارْفَعْ عَنِ الْقَوْمِ ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّهُمْ لَيَجِدُونَ أَلَمَ الْعَذَابِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه البيهقي في دلائل النبوة (7/118- 120) ..
 
#- ونظرا لأني لم أجد أحد قام بتخريج سند الحديث في رواية البيهقي في الدلائل .. فقد قمت بتخريج سند الحديث والتعريف برواة الحديث السابق حتى تعرف حقيقة هذه الرواية .. فأقول وبالله التوفيق:
 
أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ مُحَّمَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبِيبَيُّ الْمَرْوَزِيُّ : قال السجزي: سألت الحاكم أبا عبد الله عن أبي أحمد الحبيبي، فقال: كان يكذب مثل السكر، فقلت: الحسنويي خير أم الحبيبي؟ فقال: الحسنويي أحسن حالًا منه. وقال الدارقطني في "المؤتلف": يحدث بنسخ وأحاديث مناكير. وقال السهمي في "سؤالاته": سألت أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي عن أبي أحمد علي بن محمَّد بن حبيب المروزي، فقال: ضعيف جدًّا. وقال الخليلي في "الإرشاد": له معرفة وحفظ؛ لكنه روى نسخًا وأحاديث مناكير لا يتابع عليها، وهو مشهور بذلك، حدثنا عنه الحاكم أبو عبد الله، وسألته عنه، فقال: هو أشهر في اللين من أن تسألني عنه. (راجع  الرّوض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم ج1 ص744)
 
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ يَحْيَى: مجهول الحال ..!!
أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ: مجهول الحال ..!!
سَلَمَةَ بْنِ يَحْيَى: مجهول الحال ..!!
يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ: مجهول الحال ..!!
سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الله: مجهول الحال ..!!
عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: مجهول الحال ..!!
زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ: مجهول الحال ..!!

 
#- أما عن متن الحديث ..
1- كيف نظن أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم (وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ ، وَإِلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ) ؟!! فلو ظننا أن هذا من كلام النبي فهذا الكلام يكون إما تسليط روحاني على عبدة الأصنام وغير المؤمنين وبالتالي يكون اعتداء بلا ذنب فعلوه .. أم هو تكليف .. ولو كان تكليف لكانت دعوة النبي فيها تحريض على عبادة الأصنام ..؟!! وحاشاه صلى الله عليه وسلم .. فهذا لا تسليط ولا تكليف بل هو قول كذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
 
2- أما عن قول عامر البيت: (أَحْرَقَتْنَا وَاللاتِ وَالْعُزَّى الْكَلِمَاتُ ) فهذا لا يمكن أن يصدقه إنسان عاقل .. فكيف بعد أن أدركوا الحق ولمسوه بالحرق فيهم ووجدوا تأثير كلام الله فيهم .. ثم يقسمون باللات والعزى .. كيف يُعقل ذلك ؟!!
 
- ويكفي ما ذكرته لك أخي الحبيب .. من علل في المتن والسند ..
 
#- ونتيجة ما سبق بيانه في رواية الحديث المذكور فيها حرز أبي دجانة عند البيهقي:
- النتيجة أن الحديث به راوي كذاب وسبعة مجاهيل .. فالحديث موضوع .. يعني مكذوب دون أدنى شك .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- وبسبب هذه الرواية المظلمة بالباطل والمملوءة بالفساد والمسماة برسالة أو حرز أبي دجانة .. ترتب عليها الآتي :
1- ظهور ما يسمى بالجن العاشق ..!! (لأن هذه الرواية هي التي ذكرت الجن العاشق .. ولا يوجد رواية غيرها على حد علمي ) ..!!
 
2- ظهور فكرة حرق الجن بكلام الله .. ونفهم منها من أين أتى الرقاة بمعلومة أن القرآن يحرق الجن .. ونفهم لماذا يصدقون الشيطان حينما يخبرهم بأنه يحترق فهم يصدقون ذلك بأنه يحترق فعلا ..!!
 
3- ظهور فكرة تعذيب الجن بكلام الله .. وكيف يظهر الجن بمظهر المتألم .. ونفهم من أين أتى الرقاة واخترعوا مقولة: أخرج وإلا هفضل أعذبك بكلام الله ..!!
 
4- ظهور فكرة وضع الحرز والتميمة والتحصين تحت الرأس عند النوم على السرير ..!!
 
هذه الرواية عن هؤلاء المجاهيل والتي كان في بدايتها راوي كذاب .. فأعتقد أن الشيطان هو من روى هذه الرواية وألقاها على مسامع خدامه وأولياءه لينشروها بين الناس حتى يعتقد الناس فيها .. والله أعلم ..!!!
 
- ولكنها بالتأكيد ليست حديث نبوي .. وتسمى في كتب الرقية .. برسالة أبي دجانه أو حرز أبي دجانه ..
 
- فلا تنقل هذه الرسالة لأحد .. وإنما أخبر الناس عنها أنها رواية مكذوبة على النبي ..
 
#- وخلاصة القول:
- من هذا الحديث جاءت العقيدة المحرفة بخصوص وجود الجن العاشق وحرق الجن وقتله وتعذيبه بالقرآن - ووضع الحرز أسفل الرأس عند النوم ..!!
 
****************************
:: الحديث الثاني ::
:: وهو الخاص بالعزيمة الروحانية لعلي بن أبي طالب ::
 
- جاء في رواية الحديث ..
- حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: ثنا عمارة بن زيد، قال: حدثني أبو البَخْتَرَي وهب بن وهب، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن يحيى ابن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، قال: حدثني سلمان الفارسي، قال: (كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده في يوم مطير، ذي سحائب ورياح، ونحن ملتفُّون حوله، فسمعنا صوتاً لا نرى شخصه، وهو يقول: السلامُ عليك يا رسول الله. فَرَّد عليك السلام، وقال: ردَّوا على أخيكم السلام قال: فرددنا عليه. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلمَّ: من أنت؟ قال: أنا عُرفُطة، أظهر لنا "رحمك الله" في صورتك.
- قال سلمان: فظهر لنا شيخٌ أَزَبُّ أشعر، قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وله فم في صدره، فيه أنياب بادية طوال، وإذا له في موضع الأظفار من يديه مخالب كمخالب السباع، فلما رأيناه اقشعرَّت جلودنا، ودنونا من النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم.
فقال الشيخ: يا نبيّ الله. أبعث معي من يدعوا جماعة قومي إلى الإسلام، وأنا أردُّهُ إليك سالما إن شاء الله.
فقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلَّم لأصحابه، أيُّكم يقومُ فيبلِّغُ الجنَّ عنِّي وله عليَّ الجنَّة. فما قام أحد.
وقال الثانية والثالثة، فما قام أحد.
فقال عليٌّ كرم الله وجهه: أنا يا رسول الله.
فالتفت النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الشيخ، فقال: وافِني إلى الحرَّة، في هذه الليلة، أبعثُ معك رجلاً، يفصل بحكمي، وينطق بلساني، ويبلَّغ الجنّ عنّي. قال سلمان: فغاب الشيخ، وأقمنا يومنا، فلما صلَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم العشاء الآخرة، وانصرف الناس من المسجد، قال: يا سلمان سر معي. فخرجت معه، وعليٌّ بين يديه، حتى أتينا الحرَّة.
فإذا الشيخ على بعير كالشاة، وإذا بعير آخر على ارتفاع الفرس، فحمل عليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليّاً، وحملني خلفه، وشدَّ وسطي إلى وسطه بعمامة، وعصَّب عينيَّ؛ وقال: يا سلمان لا تفتحنَّ عينيك حتى تسمع عليّاً يؤذِّن، ولا يروعك ما تسمع، فإنك آمن إن شاء الله. ثم أوصى عليّاً بما أحبَّ أن يوصيه، ثم قال: سيروا، ولا قوَّة إلاَّ بالله.
فثار البعير سائراً يدفُّ كدفيف النعام، وعليٌّ يتلو القرآن؛ فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذَّنَ عليٌّ، وأناخ البعير، وقال: انزل يا سلمان. فحللت عينيَّ ونزلت، فإذا أرض قوراء، لا ماء ولا شجر، ولا عود ولا حجر، فلمَّا بأن الفجر أقام عليٌّ الصلاة وتقدَّم وصلَّى بنا أنا والشيخ. ولا أزال أسمع الحسَّ حتى إذا سلَّم عليٌّ التفت .. فإذا خلق عظيم، لا يُسمعهم إلاَّ الخطيب الصَّيِّت الجهير، فأقام عليٌّ يسبِّح ربَّه، حتى طلعت الشمس، ثم قام فيهم خطيباً، فخطبهم، فاعترضه منهم مَرَدَةٌ، فأقبل عليٌّ عليهم، فقال: أبالحقِّ تكذِّبون، وعن القرآن تصدفون، وبآيات الله تجحدون؟ ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: بالكلمة العظمى، والأسماء الحسنى، والعزائم الكبرى، والحيِّ القيّوم، محيي الموتى، وربِّ الأرض والسماء؛ يا حَرَسَة الجنِّ، ورَصَدَة الشياطين، خُدَّام الله الشرهباليين، ذوي الأرواح الطاهرة.
- اهبطوا بالجمرة التي لا تطفأ، والشهاب الثاقب، والشواظ المحرق، والنحاس القاتل، بآلمص، والذاريات، وكهيعص، والطواسين، ويس، و (ن والقلم وما يسطرون) (والنجم إذا هوى) (والطور وكتاب مسطورٍ في رَقٍّ منشورٍ والبيت المعمور) والأقسام والأحكام، ومواقع النجوم؛ لما أسرعتم الانحدار إلى المَرَدةِ المتولِّعين المتكبرين، الجاحدين لآيات ربِّ العالمين.
- قال سلمان: فحسستُ الأرض من تحتي ترتعد، ثم نزلت نار من السماء صَعِقَ لها كلُّ مَن رآها من الجن، وخرَّت على وجوهها مغشيّاً عليها، وخررتُ أنا على وجهي، ثم أفقت فإذا دخان يفور من الأرض يحول بيني وبين النظر إلى عَبَثَة المردة من الجن، فأقام الدخان طويلاً بالأرض.
- قال سلمان: فصاح بهم عليّ: ارفعوا رؤوسكم: فقد أهلك الله الظالمين، ثم عاد إلى خطبته، فقال: يا معشر الجنِّ والشياطين والغيلان، وبني شَمراخ وآل نجاح، وسكان الآجام والرمال، والأقفار، وجميع شياطين البلدان: اعلموا أن الأرض قد مُلئت عدلاً، كما كانت مملوءة جوراً. هذا هو الحقُّ (فماذا بعد الحقِّ إلاَّ الضلال فأنى تُصرفون) .
- قال سلمان: فعجبت الجنُّ لعلمه، وانقادوا مذعنين له، وقالوا: أمنّا بالله وبرسوله، وبرسول رسوله، لا نكذِّب وأنت الصادق والمصدَّق.
- قال سلمان: فانصرفنا في الليل على البعير الذي كنّا عليه، وشدَّ علّيٌ وسطي إلى وسطه، وقال: اعصب عينيك، واذكر الله في نفسك.
- وسرنا يدفُّ بنا البعير دفيفاً، والشيخ الذي قدم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمامنا، حتى قدمنا الحرَّة، وذلك قبل طلوع الفجر، فنزل عليٌّ ونزلت، وسَرَّح البعير فمضى، ودخلنا المدينة فصلينا الغداة مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا سلَّم رآنا، فقال لعليٍّ: كيف رأيت القوم؟ قال: أجابوا وأذعنوا.
وقصَّ عليه خبرهم. فقال رسول الله: أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة) رواه الخرائطي في هواتف الجنان ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لم أجد فيما توافر عندي من كتب التخريج من قام بتخريج هذا الحديث .. فاجتهدت فيه لإظهار علل إسناده ..
 
#- تخريج الحديث:
- الحديث موضوع .. يعني حديث مكذوب .. ليه ؟
1- عبد الله بن محمد البلوي . متهم بالوضع.
2- عمارة بن زيد .. متهم بالوضع.
3- أبو البَخْتَرَي وهب بن وهب .. متهم بالوضع.
4- يحيى ابن عبد الله بن الحارث .. ضعيف.
5- عبد الله بن الحارث .. مجهول الحال.
6- وكل ما سبق غير ما هو موجود من نكارة واضحة في متن الرواية لا تخفى على من له أدنى عقل ..!! ومن ذلك:
- كيف رأى الصحابة في مسجد النبي هذا الجني (عُرفطة) ولما يذكر أحد من الصحابة هذا الحدث .. خاصة وأن هذه الأمور الروحانية سريعة الإنتشار كالنار في الهشيم ..!!
 
- كيف أن سلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب رأيا الجن عيانا .. في حين ان عبد الله بن مسعود قد منعه النبي صلى الله عليه وسلم من الذهاب معه لملاقاة الجن ..  
 
- كيف يعقل أنتشار الجن في الصباح مع ظهور الشمس والجن تقوى قدرته في الانتشار بالليل .. !!
 
- كيف أن الجن يهاب عليا ليوم القيامة .. وهذا ما لم يحدث لسيدنا سليمان عليه السلام حيث انتهى تصريفه لعالم الشياطين بانتهاء اجله .. فهل يعقل أن تظل الجن تهاب علي بن أبي طالب ليوم القيامة .. !!
 
- مهما يكن من علل هذه الرواية .. فالرواية سندا ومتنا تالفة ولا يصح روايتها إلا على سبيل التنبيه عليها أنها رواية باطلة ..
 
- ولكن من أمثال هذه الروايات .. سيظهر لك الآتي:
1- سيظهر لك من أين أتت خرافة الاستعانة بالملائكة حينما يقول الرواة (يا جند الله احضروا) أو حينما يقول الروحانيين (توكلو يا جند الله من الملائكة بفعل كذا وكذا) .. وهذه الخرافة مأخوذة من هذه الرواية وأمثالها كما جاء في ألفاظها: (يا حَرَسَة الجنِّ، ورَصَدَة الشياطين، خُدَّام الله الشرهباليين، ذوي الأرواح الطاهرة) .
 
2- أما عن لفظ (الشرهباليين):
- فهو أحسبه لفظ محرف من اللفظ العبري (الشاروبين أو الشاروبيم أو كروبيين) وهي توصيف لبعض الفئات من الملائكة .. والألفاظ قريبة لبعضها تحمل نفس المعنى ..
- وفي كل الأحوال لا يوجد لهذا التوصيف في القرآن ولا أي حديث صحيح .. (لا شرهباليين ولا كروبيين ولا شاروبين ولا شاروبيم) .. وإنما هي ألفاظ في كتب أهل الكتاب مذكورة في كتبهم .. والله أعلم.
- فهذا تحريف في أوصاف الملائكة بتوصيفات مجهولة حتى يظن الجاهل أن هذه العزائم من الأسرار المكنونة التي لا يعرفها أحد ..!!
 
3- هذه الرواة لا يقول بها إلا شخص روحاني فاسد أراد تضليل عباد الله .. فاخترع قصة ووضع لها اسناد وهمي غير صحيح لينشر بين الناس الفكر الروحاني وتجد العزائم الروحانية لها قبولا في نفوس الناس .. بل وقد يكون هذا الشخص من غلاة الشيعة المغاليين في سيدنا علي بن أبي طالب .. لأن آخر جملة في الحديث قد زاد فيه الغلو لدرجة فاقت حدود الأنبياء والمرسلين ..!!  
- ولذلك هذه الرواية رواها الكذابين عن بعضهم البعض إلا من عصمه الله فيهم .. والله أعلم .
 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 8 تعليقات:

  1. ماشاء الله لاقوة إلا بالله
    مدد يارب مدد

    ردحذف
  2. المدونة مشرقة بمواضيعها الرائعة

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا مشرقة ورائعة وماتعة عشان الروحاني حبيب قلبك يا مجد ههههههههههه

      حذف
    2. فعلا عشان الروحاني
      ههههههه

      حذف
  3. يارب
    أدمها نعمة واحفظها من الزوال

    ردحذف
    الردود
    1. آمين ياارب
      ويحفظ لنا استاذنا ويثبتنا معه على الحق ويجمعنا دايما اخوة متحابين في الله ولا يكون للشيطان بيننا سبيلا آمين آمين آمين .. بجاه سيدنا محمد النبي الأمي الأمين .. صلى الله عليه وسلم 💐🤍

      حذف
  4. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    اكذوبات واضحة كيف الملائكة يستجيبونا لانسان و الله قال عنهم - وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا - فلو كانوا ينزولوا متى أرادوا و اراد الإنسان لكان الملائكة نزلوا للنبي محمد صل الله عليه وسلم و هو في جاحة ماسة للمساعده - عندما جاؤه الكفار يسؤولوه عن الروح و غيرها من الأسئلة - فالله قدر بحكمته البالغة وقف الوحي لمدة ثلاثة سنوات و كان النبي يتمنى ان ينزل جبرئل عليه السلام و يطمنه و لو بكلمة - و لكن لم يأمر الله سيدنا جبرئل عليه باي أمر لكي ينزل و لا يستطيع ينزل الا بامر الله.

    فكيف تنزل الملائكة لمثل هؤلاء الكاذبين.

    ردحذف
  5. جزاك الله عنا كل خير أستاذي الفاضل صدقت قيما قلت لولا التوضيح والبرهان الذي تثبته لنا لكنت صدقت بيقين أن ما حدث مع سيدنا علي وحرز أبو دجانه هو من الأسرار التي لا مثيل لها فالحمد لله الذي جعلك مرشدا ومعلم لنا حتى تأخد بأيدينا من وحل الغفله والعصيان لنور الحق والرضوان بارك الله فيك أستاذي على ما تقوم به من تصحيح العقيده الإيمانيه لنا ولكل من إنحرف وتعلق بالروحانين وضلالهم جعلك الله مناره يستنير بها كل البشريه ربنا يزيدك من فضله وكرمه وعلمه ويجعلك ومن أهل المحبه الصالحين المصلحين..... اللهم آمين يارب العالمين
    ................................
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف