الروحانيات فى الإسلام: ج3: طرق العلاجات الربانية من القرآن والأحاديث النبوية - هل من الممكن منع الحسد - ما هي العقائد الإيمانية القلبية اللازم معرفتها والتحقق بها حينما تتحصن بالأذكار - ما هو المقصود باللطف الإلهي ؟ ( وخصوصية اسم الله " اللطيف " ) - لماذا لا ينفعل القرآن معه بكرامته وبركته وخصائصه في قضاء الحاجات

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 1 مارس 2021

Textual description of firstImageUrl

ج3: طرق العلاجات الربانية من القرآن والأحاديث النبوية - هل من الممكن منع الحسد - ما هي العقائد الإيمانية القلبية اللازم معرفتها والتحقق بها حينما تتحصن بالأذكار - ما هو المقصود باللطف الإلهي ؟ ( وخصوصية اسم الله " اللطيف " ) - لماذا لا ينفعل القرآن معه بكرامته وبركته وخصائصه في قضاء الحاجات

 بسم الله الرحمن الرحيم

****************************

..:: طرق العلاجات الربانية ::..

- من القرآن والأحاديث النبوية -

******************************

(العلاج الثالث / ج1)

الحسد

علاج المحسود من الحسد والتحصين والوقاية من الحسد 

وكيف تأمن شر مجالسة الحاسد

..:: الجزء الأول  ::..

(قواعد إيمانية حتى تنفعل لك بركة القرآن وقوة التحصين)

*************************

* فهرس:

1- س1: هل من الممكن منع الحسد ؟

2- س2: ما هي العقائد الإيمانية القلبية اللازم معرفتها والتحقق بها حينما تتحصن بالأذكار ؟

3- س3: ما هو المقصود باللطف الإلهي ؟ ( وخصوصية اسم الله " اللطيف " ).

4- س4: لماذا لا ينفعل القرآن معه بكرامته وبركته وخصائصه في قضاء الحاجات ؟

 ******************************

(3)
الحسد
علاج المحسود من الحسد والتحصين والوقاية من الحسد 
وكيف تأمن شر مجالسة الحاسد

..:: الجزء الأول  ::..

(قواعد إيمانية حتى تنفعل لك بركة القرآن وقوة التحصين)

*************************
..:: س1: هل من الممكن منع الحسد ؟ ::..
 
- أخي الحبيب .. كثيرا ما يتم السؤال عن رغبة الإنسان في طريقة لمنع الحسد .. أو لكيفية منع الحسد ؟
- وللإجابة على هذا السؤال .. نعم ممكن تمنع الكثير من تأثير الحسد .. ولكن لا يمكن منع الحسد تماما .. لأن الحسد جزء من الإبتلاء الإلهي .. مثله مثل المرض .. فهل يمكن منعك عن الإصابة بالمرض .. بالتأكيد لا .. وإنما هناك وسائل أو طرق قد تكون سببا في تقليل نسبة الإصابة بالحسد .. مثل أن هناك وسائل أو طرق تقلل نسبة الإصابة بالأمراض ..!!
 
- وكيفية تقليل الإصابة بالحسد .. إنما يكون من خلال الوسائل أو الطرق التي تقلل نسبة الإصابة من الحسد .. وذلك من خلال التحصينات الربانية .. مثل المداومة على قراءة المعوذات الثلاثة " أي سورة الإخلاص والفلق والناس " صباحا ومساءا مع أذكار الصباح والمساء .. وكذلك ممكن تقرئهم بعد الإنتهاء من الصلوات الخمسة .. فعن عقبة بن عامر قال: (أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَقرَأَ بالمُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ) صحيح أبي داود.
- وقوله (المعوذات): ويقصد بهم سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس .. والله أعلم.
 
- ولكن .. انتبه لشيء مهم:
- وهو أنه قد يصيبك الحسد .. ولو بقدر ضئيل .. أو متوسط .. أو كبير .. حسب حكمة الله في ذلك .. فبالرغم من أنك مواظب على أذكارك التي تحصن بها نفسك من الحسد للوقاية منه .. إلا أنه قد يصيبك شيء من الحسد بالرغم من هذه التحصينات ..!!
 
- وهنا قد يبدأ الشك بالدخول في قلبك .. وتتسائل كيف يحدث حسد وأنت محافظ على التحصينات ..!! مما يجعلك تترك الأذكار ولا تهتم بها .. طالما الحسد سيحدث في كل الأحوال .. فلا داعي للأذكار ..!!
 
- وهنا يحدث خلل واضطراب إيماني في نفسيتك .. بسبب هذا الشك .. الذي مرجعه إلى أحد أمرين:
- الأول: بسبب قلة العلم والمعرفة أو الفهم الذي كان يجب عليك أن تتحقق به في قلبك وتؤمن به وتعتقده في قلبك .. حينما تقرأ هذه التحصينات أو الأذكار .. حتى لا تضطرب إيمانيا حينما يتجلى الله عليه باسمه المانع أو القابض أو الضار .. وأهم هذه المعارف العقدية التي يجب أن تؤمن بها هي قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة216.
 
- الثاني: كذلك يحدث الخلل الإيماني في نفسية المؤمن بالشك في التحصين بالأذكار .. بسبب نفسية المؤمن الأمارة بالسوء .. حيث يتغافل عن كونه عبد مخطيء .. وينسب إلى نفسه أنه مستحق للعطاء الإلهي ويزكي نفسه على الله .. والبعض يعبد الله على أنه إله الخير .. فلو ابتلاه الله بشيء فيه ضرر له .. فإنه يسخط على الله ..!!
 
- ودعني أخي الحبيب .. أشرح لك أسباب الخلل الإيماني بالشك حينما تقرأ التحصينات ثم تجد يحدث لك إصابة ..!!
 
*******************************
..:: س2: ما هي العقائد الإيمانية القلبية اللازم معرفتها والتحقق بها حينما تتحصن بالأذكار ؟ ::..
 
- عليك أخي الحبيب .. أن تنتبه أن كل عطاء أو منع محاط بقواعد إيمانية عليك أن تتحقق بها:

1- القاعدة الإيمانية الأولى: أن الابتلاء من جملة القدر الذي يتجلى به الله عليك ..
- وهذا الإبتلاء من حكمة الله في الكون لتنكشف حقيقتنا أمام أنفسنا مثل الحسد أو المرض .. والابتلاء قد يكون بالمنع والعطاء وليس بالمنع فقط  حيث يقول تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء35 ..
 
- فهذه الابتلاءات مرايا لنرى فيها حقيقتنا الإيمانية والنفسية .. فمن رضي فله الرضا .. ومن سخط فله السخط .. أي اعترض فقد انطرد .. حتى يتوب ويستغفر ويرضى بما قسمه الله له ..
 
- فليس بالضرورة أن تأتي الأمور كما نخطط لها .. لأن الله يريد أن يختبرك .. فقد يختبرك بالعطاء حيث قد يغنيك فجأة مثلا بميراث يأتيك من حيث لا تدري فماذا ستنفق هذا المال في شيء يرضي الله ؟.. وقد يختبرك بمنع الصحة عنك لفترة من الوقت أو بنقص من المال .. فهل ستصبر وترضى بما قسمه لك ؟ .. أو ما شابه ذلك .. لأن كل إنسان وله فتنته الخاصة التي تصيبه .. وكل نعمة وفيها فتنة .. وكل مشكلة وفيها فتنة .. ولذلك دائما ارجع إلى الله أن يلطف بك فيما جرت به المقادير منعا وعطاءا .. ويثبتك على الإيمان .
 
- ولو كان هناك أحد يستطيع أن يدفع الإبتلاء عنه .. لكان ذلك الأنبياء والرسل وهم أقرب الخلق إلى الله .. ولكنهم كانوا أشد الناس ابتلاءا .. حتى تعلم أن الإبتلاء من جملة القدر النافذ في الوجود .. والذي يترتب عليه درجات العباد عند الله .. لأن مع الابتلاء تنكشف حقائق النفوس .
 
- فهل أنت صابر على هذا الإبتلاء مع الرضا بما قسمه الله لك وقدره عليك وقضى به لك .. وهذا سؤال تجيب عليه حينما تقرأ قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة155.
 
2- القاعدة الإيمانية الثانية: أن الله مدبر حكيم عدل .. فالملك ملكه والحكم حكمه ..
- وطالما أن الله عدل في منعه وعطاءه .. فهو غير ظالم أبدا .. فلماذا تعترض عليه في تدبيره .. ولماذا لا تريد أن تفهم أن تدبيره له فيه حكمه .. ولماذا لا تحسن الظن بأن حكمته مصحوبة بعدله .. !!
 
3- القاعدة الإيمانية الثالثة: أن التحصينات هي دعاء وتوسل إلى الله ..
- وطالما هي دعاء وتوسل إلى الله .. فأنت في عبادة لأن النبي يقول (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ) صحيح الترمذي.
 
- وطالما الدعاء هو العبادة .. والعبودية هي خضوعك ظاهر وباطنا  لله .. فيظهر منك انكسار وافتقار وصدق توجه إلى الله .. مع رضا داخلي بالمقسوم والمقدر .. لأن هذا الرضا هو جزء من عبوديتك لله .. لأنه خضوع باطني أو قلبي لما يجري به القدر ..
 
- وإذا كان الله قد قال لك: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر60 .. فهو لم يقل لك أنه يستجيب فورا .. ولكن وعدك بأنه يستجيب لطلبك .. ولكن متى يحدث ذلك أو بأي كيفية .. فهذا ما لا نعرفه .. ولكن نؤمن به ..!!
 
- وكيفية الاستجابة تحتمل ثلاثة احتمالات .. لأنك قد تطلب شيء ولكن الله لا يأذن به .. ولذلك قال النبي في كيفيات الإستجابة من الله لك تكون بثلاث احتمالات .. حيث قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلِمٍ يَدعو ، ليسَ بإثمٍ و لا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ : إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها .. قال "الصحابي" : إذًا نُكثِرَ ، قالَ "النبي": اللهُ أَكثَرُ) صحيح الأدب المفرد.
 
- قوله (نكثر): أي أن أبي سعيد الخدري الصحابي قال للنبي  .. طالما هذا الفضل موجود من الله .. ولن يضيع دعائنا .. وهو مستجاب في كل الأحوال .. فهذا يستدعي أن نكثر من الدعاء لله ..
 
- قوله (الله أكثر): أي قال النبي صلى الله عليه وسلم أنك كلما أكثرت من الدعاء فستجد الله أكثر فضلا وعطاءا على عبوديتك له من خلال الدعاء إليه .. فإن لم تجد ما طلبته في الدنيا فهو سيكافئك عليه في بصرف السوء عنك .. ويكافئك عليه في الآخرة .. لأنك كنت صادق في عبوديتك له بدوام التوجه إليه مع رضاك بما قسمه لك .
 
- لذلك أنت تعلم كمؤمن .. أن الله يستجيب دائما في الوقت الذي هو يريد .. وليس دائما في الوقت الذي أنت تريد .. ودائما بالكيفية التي هو يريد .. وليس دائما الكيفية التي أنت تريد .. لأنه سبحانه فعال لما يريد ... فإن شاء أعطى وإن شاء منع .. وإن شاء بسط وإن شاء قبض .. وإن شاء نفع وإن شاء ضر .. فكل تدبير له سبحانه فيه حكمة .. وحكمته مصحوبة بعدله .. فأحسن الظن بمولاك حين المنع وحين العطاء .. لأنه في الحالتين مدبر حكيم عدل.
 
4- القاعدة الإيمانية الرابعة: أن التحصينات هي ذكر لله ..
- حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبرنا عن وصية الله التي أمر بها سيدنا يحيى بن زكريا عليهما السلام أن يبلغها لبني اسرائيل فقال: (وآمُركم أن تَذكُروا اللهَ .. فإنَّ مَثلَ ذلك كمَثلِ رجلٍ خرَج العدوُّ في أثَرِه سِراعًا حتَّى إذا أتى على حِصنٍ حَصينٍ .. فأحرَز نفسَه منهم .. كذلك العبدُ لا يُحرِزُ نفسَه مِن الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللهِ) صحيح الترمذي.

- قوله (يُحرِزُ): أي يحمي نفسه .

- وطالما تذكر الله .. فأنت تتعبد إلى الله .. وطالما أنت تتعبد إلى الله .. فأنت مطمئن أنك في معية الله .. وطالما أنت مطمئن أنك في معية الله .. فاطمئن أنك في رعاية الله .. واتركه يدبر لك بما فيه خير لك .. فقد يأتيك بما تكره فيأذن أن تصاب مرض أو حسد ليطهرك من ذنوبك ويغفر لك .. يقول تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة216.  
 
- فانتبه أخي الحبيب إلى أن الأذكار هي وسيلة تعبدية تحتاج إلى صدق توجه إلى الله .. !!
 
5- القاعدة الإيمانية الخامسة: التحصينات تكسبك مزيد لطف من عناية الله ..
- كما يقول تعالى (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) مريم76.. كلما اهتدى قلبك لله .. كلما أوجد في قلبك مزيد عناية بالهداية .. وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) صحيح البخاري .
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
- في الحديث دلالة على ذكر الله سرا وعلانية ..
 
- وفي الحديث دلالة على ذكر الله في الملأ .. أي في مجلس فيه جماعة من الناس يذكرهم بالله كالداعي إلى الله أو يذكر ويذكرون معه الله كمُحَفِّظ القرآن .. فإن الله يمدحه أمام ملائكة السموات العلا ..
- فما بالك لو كان المجلس كله يذكر الله وليس فرد واحد فقط ..!!
 
- قوله (عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي): فمن رجا مني الخير فإنه سيجده إن تاب وعمل صالحا .. وإن ظن بي التهم وأنني لست عادل فسيجد شر ما ظنه بي ..
 
- قوله (فإنْ ذَكرَني في نفسه): أي ذكرني وهو منفردا وحده بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتحميد أو فاضت عيناه خوفا مني أو شوقا إلي أو رجاء مني ..
 
- قوله (ذكرته في نفسي): بأن له تشريفا لا يعلمه أحد غيري ..
 
- قوله (وإنْ ذَكَرَني في مَلَأٍ): أي في جَماعةٍ مِن النَّاسِ ذاكرا لي أو يهديهم إلي أو يعرفهم بي ..
 
- قوله (ذَكَرْتُه في مَلَأٍ خَيرٍ مِنهُم): أي جعلته مذكورا ومعروفا بالتكريم مني له عند جماعة الملائكة في الملأ الاعلى ..
 
- قوله (ذراع): وهو الساعد .. أي أي يخطو بقدر طول ذراع الإنسان.
 
- قوله (تقربت إليه باعاً): هو قدر قامة البدن.
 
- قوله (هرولة): أي مسرعا ..
 
- وألفاظ (باعا – هرولة) : هي للدلالة على مزيد العناية والإحسان من الله بالعبد الذي يجتهد في مرضاته .. فإن فعل العبد شيئا ليرضيه .. فإن الله يفعل بالعبد أشياء ليجتبيه .. أي كلما زاد في الطاعة  كلما زاد قرب الله له بالعناية .. كأنه يقول لك: من تقرب إلى بطاعاتي تقربت إليه برحمتي ومن يزيد فلدينا مزيد وجزاءه الحسنى وزيادة ..
- والله أعلم.
 
- ولكن انتبه أخي الحبيب .. إلى أن طرق الوقاية من الحسد أو طرق التحصين الرباني في العموم مهما كانت فائدتها .. لا تمنع عنك كليا الإصابة بالحسد .. ولكن دائما ما يصاحبك مزيد عناية من اللطف الرباني الذي يخفف عنك هذه الإصابة .. وهذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن .. أي مزيد العناية من اللطف الإلهي هذا هو ما يجعلك مختلف عن غير المؤمن ..
 
- وعناية اللطف الإلهي بالمؤمن ليست في الدنيا فقط .. لا .. وإنما مصحوبة في الآخرة .. إلا أنه في الآخرة لا يوجد مدد من اللطف الإلهي لغير المؤمن .. كما كان لهم في الدنيا ..!!
 
***********************
 
..:: س3: ما هو المقصود باللطف الإلهي ؟ ::..
( وخصوصية اسم الله " اللطيف " )
 
- وقد تتساءل أخي الحبيب فتقول: ما هو اللطف الإلهي أو ما هي الألطاف الإلهية ؟
- هو طرق الله الخفية .. أي تدبيره العجيب من حيث لا تعلم ولا تدري .. الذي يترتب عليه رفق وتخفيف فيما جرت به المقادير .. ولذلك كان من أسماءه اللطيف .. وهو الإسم الذي كثيرا ما يتوسل به أهل الله إلى الله .. خاصة وقت نزول البلاء ..
 
- فاللطيف جل جلاله: هو الذي له تدبير دقيق وخفي مصحوبا بكرم منه ورفق .
 
- والإنسان اللطيف .. هو الذي تجد منه راحة وقبول في نفسك .. ونظرا لأن هذه الراحة والقبول هي طرق خفية .. ولذلك تتم تسمية الشخص بأنه لطيف .. أو روحه خفيفة .. أو مهضوم بلغة أهل الشام .
 
- واللطف الإلهي هو التدبير الخفي الذي لا تدركه ولا تنتبه له قبل أو لحظة حدوثه .. وقد تدرك هذا اللطف الإلهي بعد حدوثه حينما ينجيك الله من شيء ما بطريقة لطيفة .. أو يسخر لك أسباب لقضاء دين عندك .. وقد يحدث اللطف الإلهي ولا تنتبه لذلك لأنك غافلا عن الله ..!!
 
- ونجد أن المؤمن المعتصم بالله له خصوصية لطف إلهي .. لأنه كان له صدق معاملة مع الله .. بخلاف غير المؤمن .. ونجد ذلك واضحا في قوله تعالى (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الصافات143.
 
- ولا تظن أن هذه خصوصية نبي .. أي خصوصية لسيدنا يونس فقط .. لا .. بل لكل مؤمن .. وكذلك كان اللطف الإلهي نزل بقومه .. وانتبه لقوله تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) يونس98.
 
- إذن لا تقل إيه فائدة الإيمان والتعلق بالله وإيه فايدة الذكر طالما لا يمنع الحسد .. لا .. فائدة ذكر الله هو نزول اللطف الإلهي مع الوقوع البلاء .. فيلطف بك برحمة منه فيثبت قلبك على الإيمان ويصبرك ويعينك ويقوي عزيمتك ليرفع عنك ما أنت واقع فيه من بلاء .. 
 
- ولذلك كان من دعاء بعض أهل الله .. أن يقول : اللهم ألطف بنا فيما جرت به المقادير ..
- ومعناه اجعل لطفك مصاحب دائما لما تجري به المقادير علينا .. سواء سلبا وإيجابا .. حتى لا نضل ولا نشقى ..
 
- انتبه جيدا:
1- إلى أن اللطف الإلهي في الدنيا ليس فقط للمؤمن .. لا .. وإنما محيط بجميع الخلق .. يقول تعالى (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) الشورى19.
 
2- واللطف الإلهي في الدنيا بالنسبة للعبد المؤمن له مزيد وخصوصية عناية في أبواب الحفظ والتيسير وقضاء الحوائج ورفع البلاء وقبول توبته والبركة وغير ذلك .. كما أوضحنا بمثال ذلك في قصة قوم سيدنا يونس عليه السلام وفي ابتلاء سيدنا يونس .
 
3- واللطف الإلهي في الآخرة بالنسبة للعبد المؤمن له خصوصية من العناية والفضل والكرامة من الرضا والغفران والرحمة .. وهذا اللطف الإلهي مسلوب منه الكافر في الآخرة ..!!
 
****************************
 
..:: س4: لماذا لا ينفعل القرآن معه بكرامته وبركته وخصائصه في قضاء الحاجات ؟ ::..
 
- أخي الحبيب .. أحيانا حينما تبحث عن الخصائص القرآنية للآيات أو السور .. وذلك بحثا عن قضاء حاجة أو حل مشكلة بطريقة ربانية .. ولكن حينما تتبع هذه الخصائص لتعمل بها .. لا تجد أثر لها .. فتبدأ بالشك .. وقد تظن أنه لا يوجد خصوصية عطاء من وراء قرائتك لهذه الأذكار .. !!
 
- وقلنا سابقا .. أن هذا خطأ كبير منك في فهم العبودية .. !!
- لأنك لم تكن تعرف القواعد الإيمانية السابقة .. فجعلت نفسك تقرأ الأذكار على سبيل التجربة ولا تقرأ الأذكار على سبيل العبودية لله .. كما أوضحت لك في القواعد الإيمانية السابقة .. 
 
- أو قد يظهر الشك منك في التحصين بالأذكار .. لأنك محاط بنفسك الأمارة بالسوء .. التي جعلت بينك وبين الله حجاب .. ولكن كيف يحدث ذلك ؟
 
- دعني أوضح لك بعض المشاكل التي صادفتني والتي تفعلها النفس .. وكانت سببا في عدم ظهور تفاعل بركة القرآن أو الأذكار مع بعض الناس ..
 
1- النفس لا تريد بذل مجهود في طاعة الله ..
- فإذا ظهر الشك منك .. فهذا معناه أنك لم تكن متعلقا بالله وليس عندك يقين فيه .. فكيف ستجد بركة القرآن ؟!
 
- ولذلك أول خطوة في العلاقة الإيمانية هو صدق التوجه مع اليقين في الله أنه مدبر حكيم .. ولن يضيع الله حقك .. حتى وإن سلبه منك الناس .. لأن كرامة الله بالمؤمن في الأزمان الثلاثة .. وليس في الدنيا فقط ..!! كما سبق وشرحنا ذلك كثيرا .
 
- فلا تقل يا أخي الحبيب: سأجرب قراءة الآيات أو قراءة الأذكار أو صلاة الليل .. وأشوف هل ستنفع أم لا ..!! لا .. هذا خطأ كبير في حق عبوديتك لله .. لأن العبودية وظيفة دائمة مع الله بحب .. فلا تظن يا أخي الحبيب .. أن القرآن قد ينفعل معك ببركته وخصوصية كرامته وأنت تجربه .. لأن التجربة شك .. والشك يحبط العمل ..!!
 
2- النفس تجعلك تعتقد في الأسباب دون المسبب لها ..
- لا تتعامل مع القرآن والأذكار أنها مجرد كلمات سحرية تحقق لك مطالبك .. لا .. ولكن تعامل معها على أنها مجرد أسباب .. والأسباب دائما تحتاج إلى إذن من خالقها لتنفعل لك بعطائها .. فإن لم يأت الإذن من الله .. فكيف ستنفعل لك الأسباب بخصوصية كرامتها وأنت ليس لديك صدق توجه إلى الله بدوام التوبة إليه والإخلاص له والتوكل عليه واليقين فيه والرضا بما يجري عليك من أحكامه أي الرضا بالمقسوم والمقدر لك .. !!
 
- فلا تظن أن الصلاة وقراءة القرآن والأذكار أو أي عبادة .. تمنحك خصوصية كرامة وعطاء من ذاتها .. لا .. وإنما بعد أن يأذن الله بقبول ذلك منك .. فانتبه .
 
 - ولذلك يسبق طلبك من كرامة القرآن لك .. أن تكون طالبا من الله أن يمدك ببركة القرآن .. وذلك حتى يأذن لك بحدوث بركة القرآن لك التي تطلبها منه ..!! أي تعلق بالله يقينا فيه .. ثم خذ بالأسباب وهي قراءة القرآن مثلا .. وقل يا رب انفعني وارزقني بركة هذه الآيات القرآنية.
 
- يروى في الأثر .. أن سيدنا موسى قد أصابه ألم في أسنانه .. فطلب من الله طريق لتخفيف الألم .. فأرشده إلى نبات وقال له امضغه ويخف ألمك .. ففعل وخف ألمه .. ثم بعد فترة عاد الألم لموسى مرة أخرى .. وذهب للنبات ليمضغه .. فلم يحدث شيئا وظل الألم موجود .. فسأل الله وقال له أليس هذا لتخفيف الألم .. فأجابه الله بما معناه: في المرة الأولى سألتني فأذنت لك فيه ونلت بركة الشفاء .. ولكن في المرة الثانية أنت ذهبت بنفسك طلبا للشفاء كنت أنت ونفسك يا موسى ..!! فتأدب ولا تذهب بنفسك .. وإنما بربك .. !!
 
3- النفس تريد تحقيق مطالبها فقط .. ثم تجعلك تتهم الله وتشك فيه ..
- نظرا لأن النفس تريد تحقيق مطالبها فقط .. فتجعلك تعبد الله على حرف .. فتدعو طلبا لتحقيق رغباتها .. فإن لم تتحقق الرغبات كما كانت ترجو .. فهي تدفعك للسخط والغضب على قدر الله .. بل وقد تجعلك تشك في وجود إله موجود مجيب الدعاء .. فيترتب على ذلك أن تخسر تثبيت الله لك بالإيمان في الدنيا ، وتخسر رحمته وغفرانه لك في الآخرة ..!!
- فانتبه لما تخدعك به نفسك .. يقول تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج11.
 
- فاعمل على عبودية الله بحق .. ولا تعبد الله على حرف .. أي طلبا للعطاء فقط – يعني لا تعبده حتى يعطيك ما تريد فقط .. فإذا لم يعطيك فقد تقول : ليه تعمل فيَّ كده يا رب ..  أو تقول : لقد دعيت لو يحدث شيء .. أو ما شابه ذلك ... لا .. فهذه عبودية فيها خلل .. وتدل على نفسية فاسدة ممتلئة بالأنانية وحب النفس .. لأنك تعبد النافع المعطي الباسط .. وجحدت عبودية الضار المانع القابض .. كأنك تعبد الله طلبا لجماله ولا تعترف بجلاله .. !! ولذلك فأنت في الحقيقة تنظر لله بعين النقص وليس بعين الكمال .. لأنك لو كنت تنظر له بعين الكمال لكنت آمنت أنه النافع الضار، والمعطي المانع، والقابض الباسط ..!!
 
- ولذلك كان سبب استجابة دعاء الصالحين هو استيلاء الكمال الإلهي على قلوبهم جمالا وجلالا أي رغبا ورهبا أي رجاءا وخوفا .. يقول تعالى في سبب استجابة المتوجهون إليه بصدق التوجه : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الانبياء90.
 
4- الإعتقاد في نفسك بالخيرية الإيمانية على الخلق والخالق ..
- فقد تظن لأنك تعبد الله كثيرا .. بأنك بذلك مستحق لكرامة الله لك ..!! وهذا مطلق الجهل منك .. لأنك بذلك تزكي نفسك على الله ..!! فمن قال لك أنك مخلص في توجهك لله .. بل من قال لك أن عملك مقبول .. حتى تزكي نفسك على الله .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يُنَجِّيَ أحَدًا مِنكُم عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ برَحْمَةٍ) صحيح البخاري.. أي حتى يرضى الله بقبول هذا العمل بكرامة منه وفضلا وإحسانا.
 
- فلا تقل أن عملك مقبول وتزكي نفسك على الله .. وتعتقد في نفسك أنك تستحق الإجابة لمسألتك وطلبك .. وتعتقد في نفسك الخيرية الإيمانية .. فلعل ظاهرك مليح وباطنك قبيح ..
 
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ يَعْنِي يُعْجِبُونَ النَّاسَ وَتُعْجِبُهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
- وفي رواية بلفظ : (إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ، حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ النَّاسُ ....) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط:  إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- قوله (يدأبون): أي يجتهدون باستمرار في إظهار العبادة.
- قوله (يُعْجِبُونَ النَّاسَ): أي تنظر الناس لهم نظرة إعجاب بهم لظنهم فيهم كمال الإيمان .
- قوله (تعجبهم أنفسهم): أي مغترون بأنفسهم لأنهم يتعبدون أكثر من غيرهم .. ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!!
- قوله (يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ): أي أسرع شيء عندهم أنهم يخرجون المؤمنين من الدين بسرعة حكمهم عليهم بكلمة كافر وزنديق وملحد ومنافق وبدعي .. ووو .. وهذه السرعة في الحكم شبهها النبي بالسهم المنطلق بقوة من القوس .. لأنهم لا علم لهم يرشدهم ولا ضمير تقي يسكنهم .. فقط يريدون ما تريده أنفسهم الأمارة بالسوء .. من إثبات السلطة الدينية لهم ليكتسبوا من ورائها ما يكتسبون .. بإظهار تزكية أنفسهم على الله وعلى العباد ..!!
- أو قد يكون المعنى أنهم اسرع الناس خروجا من الدين وقت نزول الفتن ..  والله أعلم .
 
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرُجُ فيكم قومٌ تَحقِرونَ صلاتَكم معَ صلاتِهم ، وصيامَكم معَ صيامِهم ، وعملَكم معَ عملِهم ، ويقرَؤونَ القرآنَ لا يُجاوِزُ حناجِرَهم) صحيح البخاري .
 
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ) صحيح بن ماجه.
 
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ) صحيح مسلم.
 
- أخي الحبيب .. دائما لا تنسى الذين ذمهم الله بمدحهم لأنفسهم .. يقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ) النور21..، ويقول تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم32 .
 
- ومعنى الذين يزكون أنفسهم .. أي هم الذين يصفون أنفسهم بأنهم لا يفعلون الذنوب، ويُثنون على أنفسهم وأعمالهم، ويصفونها بالطهر والبعد عن السوء ..!!
 
- فعليك أن تتوجه إلى الله وأنت فقيرا إليه .. أي محتاجا إليه وراجيا فضله ورحمته .. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فاطر15.
- والمعنى: يا أيها الناس أنتم المحتاجون إلى الله تعالى في جميع أموركم وهو سبحانه غني عنكم وعن عبادتكم.
 
- فلا تظن أخي الحبيب .. أن ينفعل معك القرآن أو الأذكار بالبركة المخصوصة التي ترجوها .. وأنت تعتقد في نفسك الخيرية الإيمانية على الخلق والخالق .. وكأنك المطيع لله المقبول عمله .. معلنا بذلك تزكيتك على الله ..!! فضلا عن استعلاءك على المؤمنين بعبادتك ..!! لا .. لن يحدث أن تجد بركة القرآن وأنت في نفسيتك هذه المعتقدات الباطلة .. وكأنها أصنام نفسية أنت معتكف لها ..!!
 
5- النفس تجعلك تحمل فيك تحقيرا للمؤمن العاصي ..
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ) صحيح مسلم ..
- أي يكفي الإنسان من الشر أن يحمل في باطنه تحقيرا لأخاه المسلم ..!!
- فلا تظن أخي الحبيب .. أن ينفعل معك القرآن أو الأذكار بالبركة المرجوة منهم وأنت تنظر للخلق بنظرة دونيَّة .. لأنك ترى نفسك أعلى منهم في العبادة أو المال أو السلطة أو العلم .. لا .. لأن نظرتك للخلق باحتقار في نفسك متعاليا عليهم بما أعطاك الله ووهبك .. دليل على أنك نفسية وضيعة تحتاج إلى تقويم وتصحيح حتى تنزع الشر الذي ملأ نفسيتك تجاه الخلق ..!!
 
6- النفس تبحث عن الفضول فتحرضك على الغيبة وتتبع العورات ..
ولا تظن أخي الحبيب أن القرآن والذكر قد ينفعل لك ببركته المخصوصة .. وأنت تغتاب الخلق وتتبع عوراتهم وتهتك أعراضهم ..!!
 
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مَعشرَ مَن أسلمَ بلِسانِهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قَلبِهِ، لاَ تؤذوا المسلِمينَ ولاَ تعيِّروهم ولاَ تتَّبعوا عَوراتِهِم .. فإنَّهُ مَن تَتبَّع عورةَ أخيهِ المسلمِ تَتبَّعَ اللَّهُ عورتَهُ، ومَن تتبَّع اللَّهُ عورتَهُ يفضَحْهُ ولَو في جَوفِ رَحلِهِ) صحيح الترمذي.
 
- وفي رواية بلفظ: (يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه) صحيح أبي داود.
 
- قوله (يفض): أي لم ينتشر ويستقر بنوره في قلبه .. ولذلك لم يعمل به وإلا لكان ظهر الإيمان عليه من خلال تركه لهذه الأمور التي سأذكرها لكم .. وهي الأذية والغيبة وتتبع العورات والمعايرة .
- قوله (لا تؤذوا): أي لا تضروا أحد بقول أو فعل يصدر منكم ..
 
- ثم خصص النبي من الأذى أمور معينة للتنبيه عليها لشدة خطورتها في المجتمع وهي الغيبة والمعايرة وتتبع العورات.
- وقوله (لا تغتابوا):  أي لا تتكلموا عنهم في غيبتهم بما يكرهونه ويحزنهم.
 
- قوله (لا تعيِّروهم): أي لا تؤذونهم في أنفسهم بسبب ضيق معيشتهم ..، ولا يؤذوهم بسبب نقص أو خلل ظهر منهم في معاملة أو فعل لا يحبه الله .. وقد تابوا منه ..  
 
- وقوله (ولا تتبعوا عوراتهم): أي لا تكشفوا سترهم .. ولا تفضحوهم واستروا عليهم .. وإنما ادعوا لهم بالهداية .. وكما تفعلون سيُفعل بكم ..
 
- قوله (جَوفِ رَحلِهِ): أي في منزله ومأواه الذي يحتمي فيه.
 
- فكيف تظن أن يكون مسلم به مثل هذه الصفات .. ثم تنتظر أن يجد خصوصية كرامة قرآنية أو قد ينفعل له القرآن ببركته ..
 
7- النفس تستبيح أكل الميراث والمماطلة في تقسيمه ..
- يقول تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب58 .
- فكل ما تفعله بالمؤمن لتؤذيه .. بلا سبب .. فهو يندرج تحت هذه الآية ..
- فكم من ناس أكلوا الميراث بالباطل .. وكم من ناس منعوه عن مستحقيه بالمماطلة سواء لأنهم لا يريدون بيع الميراث ولا يريدون شراءه .. فحرموا الوارثين من ميراثهم .. فسيكون هذا المنع لعنة عليهم .. وكما حرموا الوارثين .. فالوراث جل جلاله سيحرمهم رحمته بقدر ما فعلوه .. لأنهم منعوا فضل الله أن يصل لمستحقيه ..!!
 
- فمماطلة أحد الورثة أو تأجيله أو تأخيره أو تعطيله .. في قسمةَ الإرث .. دون تمكينَ باقي الورثة من نصيبهم بلا عذر أو إذن من الورثة .. فهذا حرام شرعًا .. وصاحبه آثم .. وعليه التوبة والاستغفار وتصحيح ما فعله .. لأنه يندرج تحت باب الإعتداء على أموال المؤمن بغير حق (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) المائدة87 ..، ولك أن تقول أنه يندرج تحت باب الأذى بالمؤمن عموما بدون وجه حق حيث يقول تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) الأحزاب58 .. والأذى يكون بالقول أو بالفعل ..، ولك أن تقول أنه نوع من الظلم ويقول تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) آل عمران57.
  
- أما الذين يأكلون الميراث ويجعلونه لأنفسهم وفي حيازتهم ليكون لورثتهم ويحرمون غيرهم منه .. فقد أكلوا الحرام قطعا .. يقول تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) البقرة188.
 
- فهل تظن بعد ما سبق أن يكون آكلا للميراث أو معطلا له بأي طريقة كانت .. ثم يجد كرامة القرآن معه ينفعل ببركته ..!! أهذا كلام يُعقل ..!! بكل تأكيد لا ..
 
- وكل ما سبق على افتراض أن المسلم لم يتب ولم يرد الحقوق .. ولكن إن تاب وأصلح .. فإن الله غفور رحيم .. وله تنفعل له كرامات وبركات القرآن .. والله أعلم .
 
* فالعلاج بالقرآن هو وسيلة قوية جدا في العلاج .. ولكن تحتاج لصدق توجه إلى الله .. وصدق التوجه يظهر من خلال دوام التوبة إلى الله والإخلاص له والتوكل عليه واليقين فيه والرضا بما يجريه عليك من أحكام القدر .
 

**************************

 

- فإذا علمت يا أخي الحبيب ما سبق من قواعد إيمانية مهمة كان عليك أن تنتبه لها جيدا ..  وأن تحذر من بعض الأمور التي قد تصنع لك حجابا مع الله .. وبالتالي تفهم أن الشك في التحصينات حينما لا تجد كرامتها معك .. إنما هو شك بسبب خلل في نفسيتك أنت .. عليك أن تقوم بتصحيحه ..

- وهذا أوان الكلام عن مسألة الحسد ..

 

***************************
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 23 تعليقًا:

  1. ماشاء الله لاقوة إلا بالله
    إن شاء المولى القدير = بأقصلكم قصص عن الحسد

    ردحذف
  2. ما شاء الله لا قوة الا بالله ..

    اللهم انفعنا بما علمتنا وحققنا بالأدب
    وجزاك الله عنا خيرا كثيرا استاذنا الفاضل
    واعانك وامدك بمدده 🙏🙏🙏
    وفي انتظار المزيد من عطايا المجيد
    امين امين امين يارب العالمين

    ردحذف
  3. جزاك الله خير الجزاء أستاذنا وبارك لك وفى علمك وأتم عليك نعمته باتمام هذا العلم وزادك منه وأمدك بالصحة والعافية والعمر المديد والذرية الصالحة اللهم امين

    ردحذف
  4. جزاك الله خيرا
    *********
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم

    ردحذف
  5. مشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم جزاك الله عنا كل خير يا أستاذي ونفعنا الله بعلمك في الدارين وبارك الله لك في زريتك وجمعنا الله في الفردوس الأعلي مع النبي وآله وصحبه وزادك الله من علمه الواسع وفتح عليك فتوح العارفين به ورزقك كل ما تتمناه وترضاه دنيا وأخره
    *****************************
    اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وسلم
    اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وسلم
    اللهم صل علي سيدنا محمد أبد الأبد ما دام المدد وعلي آله وسلم

    ردحذف
  6. كلام مثل الشهد والعسل ربنا يبارك لنا فيه وينفعنا به ويبارك لنا فيك يا أستاذنا الحبيب ويجزيك كما هو أهله ويرضى عنك ويا رب يطهرنا حتى يجمعنا عليه وعلى حبيبه صلى الله عليه وسلم وعلى كتابه وعلى احبابه

    ردحذف
  7. اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي وعلي آله وسلم
    :::::::::::::::::::::

    صدقت سيدي :"فلعل ظاهر مليح وباطن قبيح"

    جعلك الله نورا يبدد الله به ظلمات نفوسنا استاذنا وبارك في عمرك وعملك واهلك واحبابك ودمت لنا معلما ومرشدا امين امين امين ياارب العالمين ..

    اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل علانيتي صالحة
    اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الامي وعلي آله وسلم

    ردحذف
  8. جزاء الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك وجزاك الله خير الجزاء
    اللهم صلِّ علي سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  9. بسم الله الرحمن الرحيم

    كان يامكان في قديم الزمان ومايحلى الكلام
    إلا
    بذكر الله والصلاة والسلام على النبي الزين خير الأنام

    = فصلوا عليه ياسادة ياكرام
    ....

    كان في شخص وهذا الشخص يُشاهد باليوتيوب برامج متعددة ....
    المهم
    في أحدى المرات = كان يُشاهد برنامح عن الطباخة = ولفت نظره أن المرأة التي تعلم الناس الطبخ باليوتيوب = شياكة = لابسة ثياب جديدة ومترتية كويس جدا = كأنها بحفلة عرس !!
    وليست بالمطبخ ( kitchen) = تطبخ الطعام والنار وروائح الطبيخ ...........
    المهم
    ومالفت نظري هو أنها = لابسة مرتدية حاطة واضعة = ذهب بيدها = أسوار ذهب بيدها وهواتم ذهب أيضاّ !!
    المهم
    علقت باليوتيوب وكتبت لها : مافيش داعي للبس الذهب والخواتم أثتاء الطباخة = لأنه مش معقول أنك أثناء طبخك ببيتك = ترتدين الذهب بالمطبخ !!
    = راعي شعور الأخرين اللي مافيش معاهم ذهب = ومافيش داعي تغيظي الأخريات !!!

    هي قالت : أنا مش قصدي يامجد أن أغيض حد = فقط عشان المظهر بتاعي يكون كويس أمام المشاهدين..
    قلت لها : ربنا العالم بالنيات ....
    لكن
    لاترتيدن الذهب أمام الكامريرا باليوتيوب لأن عدد المتابعين = بالملايي= وأكيد النفووس الإنسية مش كلها بتذكر ربنا الكريم أثناء رؤيتك بالذهب + بالعقل أنتي لمن تطبخي بدون كاميرا = أكيد لاترتدين الذهب !!
    ....
    هي قالت : ( قل لن يُصيبنا إلا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون )

    مجد قال : أنتي تستشهدين بالأية الكريمة في غير موضعها الصحيح.
    هي قالت : لا تكثر بالكلام معايا !!
    ...
    وأنتهت المحادثة بيننا
    المهم
    بعد سنتين = حدث لها كارثة !!
    ماهي الكارثة ؟
    البوتاجاز أنفجر عليها ، والغريب في الأمر أن جسمها لم يحترق فقط حريق بيديها = سبب لها شلل جزئي بالأصابع !! = حيث ما تضع خواتم الذهب بيديها !!
    .......
    المستفاد من القصة = إذا ربنا فتح عليك بالرزق المادي وأصبح معاك فلووس $$$$ ممممممممم
    = راعي شعور الأخرين وأحاسيسهم
    .والرب أعلم.
    ..................
    كتبه ناصر السنة وقامع البدعة

    ردحذف
  10. طيب

    بالنسبة لدعاء النور = الذي بصوت الأستاذ خالد = دعاء تمام = عندنا يُقرأ بعد أذان الفجر = قبل صلاة القجر. = مابين الأذان والأقامة.

    المهم
    مجد مش عاوز مؤثرات صوتية بتسجيلات الأستاذ خالد = أجعلوا التسجيلات بدون مؤثرات صوتية
    والله أعلم

    ردحذف
  11. اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير
    اللهم افتح مسامع قلوبنا لذكرك.
    اللهم امين امين امين يا رب العالمين

    ماشاء الله لا حول و لا قوه الا بالله
    جزاك الله عنا كل خير استاذنا

    اللهم صل علي سيدنا محمد 🌺 النبي الامي و علي اله و صحبه و سلم تسليما كثيراً

    ردحذف
  12. النفس تجعلك تعتقد في الأسباب دون المسبب لها ..!!
    (فتأدب ولا تذهب بنفسك .. وإنما بربك) .. !!
    (قوية و مؤثرة)

    اللهم آت نفوسنا تقواها و زكها أنت خير من زكاها
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  13. السلام عليكم اخواتى جمعنا تحية طيبة من القلب
    وتحية لك استاذنا الكريم الطيب

    سؤال رقم (1) بة بعض الاخطاء الكتابية

    وقولة (المعوذاتين) بعدها ويقصد سورتى الفلق (الناس ) تصحح وبعدها ( وهرة ) المقصود بة ( هو ) للكلمة الا بعدها

    ردحذف
  14. بعد فترة من وفاة حد غالي عليك ، تبدأ النفس ترجع بيك لأحداث عدت ، الأحداث دي مؤلمة نفسيا زي وقت حدوث المصيبة ، يعني مش ذكريات حلوة للمتوفي، لاء أحداث مؤلمة ..هتخليك تتألم عشان دي طبيعة النفس ، بتميل لأنها تعيش ذكريات مؤلمة تقلل من فكرة تعايشك مع الوضع الجديد ليك ..
    ورغم انك بتتمنى تقعد تعيط وتحزن تاني وتندب حظك وحظ اللي مات ، لكن مهم انك تنتبه للحالة اللي هتحصل لك وتعرف ازاي تتعامل معاها بدون استسلام ليها وخلاص، ودا بيكون من خلال إنك تجاهد نفسك بطريقة من الطريقتين :

    ١- تقول لنفسك اه كانت أحداث مؤلمة وربنا لطف بينا جميعا وتقوم تشغل نفسك بأي حاجه حياتيه، زي انك تخلص شغل عندك مثلا تقدر تخلصه..او تلعب مع ولادك ..او تكلم حد من اصحابك او اهلك والحد دا انت عارف انه حد ايجابي مش سلبي وهيستدعي معاك ذكريات مؤلمة.

    ٢- تقول لنفسك اه هي ذكريات مؤلمة ، وربنا هيأجرني عليها ويتولاني والمتوفي برحمته وتعيش حالة تضرع وذكر لله كتييير ..أواقرأ قرءان هتحسه كأنه نزل عليك سبحان الله.

    💝فأنت بتحول الذكريات المؤلمة لدعاء ..تقرب إلى الله..صلة رحم باتصال تعمله..دعاء للمتوفي..تقرأ في قصص الصابرين والانبياء والصالحين...
    تعامل بذكاء مع الألم وحوله لعمل ليك مع ربنا ، وليس لحالة حزن تسيطر عليك وتوهنك اكثر فأكثر...!!

    ============
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

    ردحذف
  15. •أما تتخبط وانت ماشي من غير قصد في رجلك ، بتحس بألم جسدي ، ممكن متحكيش عنه لحد ..عشان عارف إنه هياخد وقته ويخف ..انت هنا بتعمل ايه ؟؟
    ١- عارف إن فيه ألم جسدي و حاسس بيه وممكن تعيط كمان من وجعه.
    ٢- بتصبر عليه وعندك أمل يعدي ويخف مع الوقت ..
    صبرك هنا معناه رضاك عن فعل الله فيك وعدم شكوى قدرك لأحد من عبيده سبحانه بشكل يوضح اعتراضك..
    🌸فأنت هنا بتتحمل الألم + رضا عن فعل الله + تحريك لسانك بما يرضي الله = دا اسمه #الصبر .
    👈يعني الصبر معناه : إن فيه وجع بس معاه فيه تحمل واحتساب ومحاولة رضا مع يقين إن ربنا هيعديها إن شاء الله ويقل الألم .

    ===============
    •الألم النفسي بردو نفس الشيء :
    ١- عارف إن فيه ألم وممكن تبكي منه ،
    ٢- راضي عن فعل الله فيك وبتحاول توصل للرضا لو نفسك مرضيتش،
    ٣-بتقول كلام كله يرضي الله وكلام يقوي صلتك بالله ويعينك على التحمل .
    🌸الكلام اللي جواك اكتبه ورد عليه ، أو استعين بحد يرد عليه عشان تقدر تتجاوز المرحلة دي . متكتمش الكلام لظنك ان فيه اعتراض فتفضل جواك وساوس بدون علاج .
    ٤- بتحاول تتعايش واحده واحده مستعين بالله.

    🌹 ربنا يصبركم عائلة محسن ويربط على قلوبكم جميعا .. ادعوا لهذه العائلة بالثبات والصبر.
    =============
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

    ردحذف
    الردود
    1. معذرة نسيت احذف الجملة الخاصة ب"عائلة محسن" لعل لهم نصيبا من دعوات اهل المدونة الطيبين ..هم عيله عرفتهم من الفيس..كانوا رايحين يعملوا عمرة فعملوا حادث، ابن اتوفى في الحال حوالي ٧سنوات وبعده اخته ١٣سنة اتوفت بكام يوم..ربنا يصبر والديهم وكل اهلهم يا رب.

      ==========
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

      حذف
  16. موضوع جميل كالعادة ، يوضح أن المعاصي والذنوب التي نغفل عنها هي من أهم الاسباب لنزول الابتلاءات او عدم رفعها وبقاء العبد بها رغم دعاءه واستغاثته بربه وبكلام الله سبحانه..ربي يبصرنا بذنوبنا ويعين أنفسنا للتوبة منها يارب .

    🌺"اللهم ات نفوسنا تقواها ،،
    وزكها أنت خير من زكاها ،،
    ♡.أنت وليها ومولاها.♡
    ==========
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

    ردحذف
  17. { #فقه_إسلامى} { #الدرس_14}
    (قال رسول اللهﷺ:من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين)
    قال.ا.د/على جمعة[[ تابع : ⬅أركان الغسل :
    ⬅وأركان الغسل ثلاثة أشياء :
    1) النية : فينوي الجنب رفع الجنابة أو رفع الحدث الأكبر أو الغسل الواجب، وكذلك تنوي المرأة رفع حدث الحيض والنفاس، وتكون النية مقرونة بأول العمل يعني مع غسل أول جزء من الجسم،
    ⬅وينبغي على المسلم أن ينوي لقول النبي ﷺ : « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » [متفق عليه].
    2) إزالة النجاسة العينية : وهي التي تدرك بالعين وتسمى النجاسة الحسية، والمقصود إزالتها من على البدن قبل أن يغتسل. أما النجاسة التي لا تدرك بالعين المجردة تسمى «نجاسة حكمية».
    3) إيصال الماء إلى جميع أجزاء الجسم : بما في ذلك من شعر وأماكن خفية، وهو المقصود من الغسل.
    ⬅بهذا نكون قد انتهينا من أركان الغسل، فإذا أتى المسلم بهذه الأركان الثلاثة صح غسله، ورفع الحدث الذي يغتسل منه (جنابة، أو حيض، نفاس). ويستطيع بعد ذلك الدخول في الصلاة، وقراءة القرآن وأن يؤدي جميع العبادات التي تشترط التطهر .
    ⬅سنن الغسل :......(يتبع)
    أ.د. #علي_جمعة
    لقراءة ما سبق من هنا : https://facebook.com/DrAliGomaa/posts/10165081337275144?__tn__=-R]] إنتهى.
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تحفظنا بها من كل شر وترزقنا بها كل خير وعلى آله وسلم.

    ردحذف
  18. الله يبارك اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله، ربي يبارك فيك وفي ايامك ♥

    ردحذف
  19. أنا عندى وسواس قهرى من ناحية ابنى وبتفضل يتصورلى اشياء داخل ذهنى انى أعمل حاجة فى ابنى ولكن أنا لا أفعل وباخود ادوية نفسى اعرف أية دة أنا بحب ابنى جدا ياريت حد يرود عليا

    ردحذف
    الردود
    1. بص يا بنتي ..
      علاج الوسواس القهري أو أي وسواس عموما .. بيكون بالاستعاذة بالله .. والاستعاذة بالله لا تكون بلفظ الإستعاذة .. وإنما بالجوء إلى الله والحماية بالله .. وبالتالي يكون الذكر من أكبر وسائل التحصين بالله .. والإستعاذة باللفظ هو جزء منها ..

      عموما: انصحك بهذا الذكر .. (سبوح قدوس) أو (سبحان الله) .. تواظبي على الذكر كثيرا جدا ليلا ونهارا
      ولا تخبري أحد بذكرك مع الله ..

      - وقريبا على صفحة المدونة خلال أيام سيتم رفع طرق متعددة لعلاج الوسواس .. إن شاء الله تعالى
      ******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  20. كل عطاء أو منع محاط بقواعد عليك أن تتحقق بها
    ١_ القاعدة الإيمانية الأولى
    الابتلاء من جملة القدر التي يتجلى به الله عليك... الابتلاءات مرايا النفس
    ٢_ القاعدة الإيمانية الثانية
    الله مدبر حكيم عدل _ بالملك ملكه والحكم حكمه... حكمته مصحوبة بعدها
    ٣_ القاعدة الإيمانية الثالثة:
    التحصينات دعاء وتوصل إلى الله...... والدعاء عبادة
    ٤_ القاعدة الإيمانية الرابعة:
    التحصينات هي ذكر لله= الإنسان لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله...
    ٥_ القاعدة الإيمانية الخامسة:
    التحصينات تكسبك مزيد لطف من عناية الله... كما يقول تعالى (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ...) مريم ٧٦

    ردحذف
  21. جزاكم الله خيرا أستاذنا وبارك فيك وتقبل منك ونفعنا بهذا الكلام الطيب

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف