ج28: رسالة الرقية الشرعية: هل تصح ملامسة النساء في الرقية الروحانية - كيف يستبيح البعض أجساد النساء في الرقية - هل هذه الأحاديث فيها دلالة على استباحة ملامسة النساء باليد وقت الرقية من الإصابة الروحانية - ما هي الضوابط في استخدام اليد مع الرقية .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة 

- علم الرقية الشرعية -

( من القرآن والسنة النبوية )

- الجزء الثامن والعشرون -

* فهرس :

..:: الفصل الثاني والعشرون :: مسائل على الوسائط في العلاجات ::

1- س178: هل تصح ملامسة النساء في الرقية الروحانية ؟

2- س179: كيف يستبيح البعض أجساد النساء في الرقية ؟

3- س180: هل هذه الأحاديث فيها دلالة على استباحة ملامسة النساء باليد وقت الرقية من الإصابة الروحانية ؟

4- س181: ما هي الضوابط في استخدام اليد مع الرقية ؟

************************

..:: الفصل الثاني والعشرون ::..

:: مسائل على الوسائط في العلاجات ::

***********************************

..:: الرقية والوسائط  ::..

:: ثانيا : الوسيط الذاتي .. اليد ::

*******************************

..:: س178: هل تصح ملامسة النساء في الرقية الروحانية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- قلنا سابقا أن الرقية هي كلام منطوق .. سواء عن دعاء أو قرآن او عن عزيمة مثل إخسأ عدو الله .. فما علاقة هذا بالملامسة ؟!!

2- وقلنا سابقا أن ملامسة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مع الرجال أثناء الرقية من الألم العضوي أي الجسدي .. ولم يأتي في السيرة النبوية أنه وضع يده على امرأة سواء للمصافحة أو للعلاج .. بل العكس خلاف ذلك .. وسيأتيك الدليل بعد قليل ..

3- حال النبي في العلاج الروحاني كان دعاء إلى الله أو قراءة قرآن بالمعوذتين أو عزيمة .. راجع السؤال (رقم 154) .. لتعرف الأدلة على ذلك ..

4- قلنا سابقا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استخدم اليد كوسيط ذاتي مع الرقى .. راجع (السؤال رقم 152) .. وقلنا أيضا أن هذا الإستخدام كان في العلاجات العضوية وليس الروحانية وقد يصاحبة لمس اليد في علاج الوسوسة (لو صحت رواية بن ماجة والتي أشك فيها لما فيها من إشكالية مع رواية مسلم .. راجع السؤال رقم 154) .. لأن العلاج الروحاني يعتمد على الدعاء أو العزيمة الإيمانية ..

* وعموما لا مانع من مصاحبة الوسائط الخارجية للعلاج الروحاني (ولكن لم يكن هذا فعل النبي في العلاج الروحاني .. فانتبه) .. لكن يجوز استخدام وسائط خارجية كعوامل مساعدة مع الدعاء كالأعشاب أو الأدوية أو العطور أو الماء أو التراب أو الملح .. ولكن بشرط ألا يترتب عليها أذى تنكره الشريعة ..

- وقد ذكرت لك في مسائل سابقة ما يتعلق بمسألة الماء وضوابط استخدامه والتي تتلخص في أن لا يكون فمك قريبا للماء حتى لا تتنفس فيه ولا تنفخ فيه ...

- ونظرا لأن البعض قد استباح حرمات المسلمين وغير المسلمين تحت مسمى العلاج الروحاني .. مستغلا الأحاديث النبوية التي تشير لاستخدام النبي صلى الله عليه وسلم يده في الرقية .. فقبل بيان ضلال وانحراف من يقول باستخدام ذلك في العلاجات الروحانية ..

- فإليك توضيح بسيط لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع النساء .. وكلام بعض العلماء ..:

1- ما لامس امرأة ولو على سبيل المصافحة .. حتى وقت بيعة النساء مع النبي .. تقول السيدة عائشة (قالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ، ما أَخَذَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى النِّسَاءِ قَطُّ إلَّا بما أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَما مَسَّتْ كَفُّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكانَ يقولُ لهنَّ إذَا أَخَذَ عليهنَّ: قدْ بَايَعْتُكُنَّ .. كَلَامًا) صحيح مسلم .

* قال الحافظ ولي الدين العراقي الشافعي رحمه الله :

- وقد قال الفقهاء من أصحابنا وغيرهم : إنه يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها كالوجه ، وإن اختلفوا في جواز النظر حيث لا شهوة ولا خوف فتنة، فتحريم المس آكد من تحريم النظر ، ومحل التحريم ما إذا لم تدع لذلك ضرورة فإن كان ضرورة كتطبيب وفصد وحجامة وقلع ضرس وكحل عين ونحوها مما لا يوجد امرأة تفعله جاز للرجل الأجنبي فعله للضرورة   .

طرح التثريب ج7 ص46

- وفي الحديث: (لأَنْ يُطعنَ في رأسِ أحدِكُم بِمخْيطٍ مِنْ حديدٍ؛ خيرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرأةً لا تَحِلُّ لَهُ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح .. وذكره الألباني في الصحيحة ..

2- النبي لم يلمس المرأة في المرض .. بدليل : ما جاء عنْ عطاءِ بْن أبِي رباحٍ قال: قال لِي ابْنُ عبّاسٍ: (ألا أُرِيك امْرأةً مِنْ أهْلِ الجنّةِ؟ قُلْتُ: بلى، قال: هذِهِ الْمرْأةُ السّوْداءُ، أتتْ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قالتْ: إِنِّي أُصْرعُ، وإِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي. قال: ((إِنْ شِئْتِ صبرْتِ ولكِ الْجنّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعوْتُ اللّه أنْ يُعافِيكِ)) فقالتْ: أصْبِرُ، فقالتْ: إِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي أنْ لا أتكشّف، «فدعا لها») صحيح البخاري ومسلم ..

- وسواء كان الصرع عضوي أو روحاني .. ففي كلا الحالتين .. اكتفي النبي لها بالدعاء .. ولم يلمسها ..!!

- وإن كنت أتفق مع الرأي القائل أنه صرع عضوي ولا اتفق مع الرأي القائل أنه صرع روحاني كما مال إلى ذلك الحافظ بن حجر .. إلا أن لفظ الحديث يحتمله .. ولكن لا يقين في ذلك .. فيبقى الحكم على ظاهره أنه مرض عضوي .. والله أعلم ..!!

3- قول علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم (راجع السؤال رقم118) .. أنه يصح لمس المرأة الأجنبية ورؤية العورات (سواء من المرأة الطبيبة أو الرجل الطبيب) لو تطلب الأمر ذلك وقت الكشف لمعرفة سبب المرض العضوي أي الجسدي لأن ذلك المرض مرتبط بالرؤية البصرية أو وجوب اللمس لتحديد مكان الألم العضوي ..

- ولم يجيز أحد من علماء المسلمين ملامسة النساء في العلاجات الروحانية على اختلاف المذاهب .. لأنه معلوم أن الإصابة من الشيطان علاجها الإستعاذة بالله وليس بالتحسيس على الأجساد أو حتى ملامستها حتى ولو بحائل ..!!

- ولم يرد فعل ذلك في عصر النبي أو الصحابة أو تابعيهم أو تابعي تابعيهم .. أن لامس أحد امرأة في العلاج الروحاني .. حتى جاء هذا العصر وظهر ضلالية الرقية وهاتكي أعراض المسلمين على قناة اليوتيوب ..!!

- وقد ذكرت لك سابقا .. كيف يكذب بعض الرقاة في الدين .. ويتاجر بكلام العلماء ليستبيح الفعل الحرام ليتحسس أجسام النساء سواء بحائل أو بدون حائل .. (راجع السؤال رقم 118-119-120) ..

* فإذا عرفت ما سبق .. فإليك بيان كيف يستبيحون أفعالهم مع النساء ..

******************************

..:: س179: كيف يستبيح البعض أجساد النساء في الرقية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قد تجد راقي أو معالج يستبيح أفعاله مع النساء وملامستهن في الإصابات الروحانية .. فيوهمك بالآتي قائلا لك :

1- كان النبي يمسح بيمينه كل إنسان .. وهو يدعو له .. بدليل ما جاء عن السيدة عائشة قالت : (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ، مَسَحَهُ بيَمِينِهِ، ثُمَّ قالَ: أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا .. فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل، أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي ثم قال: "اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى" قالت: فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى) صحيح مسلم .

-  وبدليل ما جاء عن السيدة عائشة قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ : أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري .

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- شرح الحديثين السابقين في الحديث التالي .. عن السيدة عائشة قالت : (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ، يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري .

- ومثله كانت تفعله معه السيدة عائشة كما قالت: (كُنْتُ أَرْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْعَيْنِ، فَأَضَعُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ وَأَقُولُ: امْسَحْ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ) رواه أحمد .. وذكره الألباني في الصحيحة .

- فالتعويذ مع المسح باليد في الأحاديث السابقة قد يكون هو خاص بأهل بيته .. فيكون المقصود من قول السيدة عائشة (إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ) (كان يعوذ بعضهم) .. أي من أهل بيته كما جاء في رواية البخاري .. والله أعلم .

- وعلى افتراض أن كلام السيدة عائشة (إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ) (كان يعوذ بعضهم) هو كلام عام .. فهذا ليس فيه دليل على ملامسة النساء لأنه لم يرد ذلك عن النبي .. ولا دليل فيه على استخدام اليد في الإصابات الروحانية على غير المحارم ..!!

- بل فعل النبي كان على الرجال .. وفي العلاجات العضوية .. ودليل ذلك دون تطويل .. ما جاء عن السيدة عائشة حيث قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى الإنْسَانُ الشَّيْءَ منه، أَوْ كَانَتْ به قَرْحَةٌ، أَوْ جُرْحٌ، قالَ: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بإصْبَعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بالأرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا باسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، برِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى به سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا) صحيح مسلم .

2- قد يقول لك : هناك دليل آخر على إباحة لمس اليد في العلاج الروحاني وهو : عن السيدة عائشة قالت : (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا أتَى مَرِيضًا أوْ أُتِيَ به ، قَالَ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري .

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- أن الحديث لا دليل فيه على استخدام اليد لأنه لا وجود لليد أصلا في الحديث .. وإنما دليله هو الرقية بالدعاء له .. !!

3- وقد يقول لك .. هناك دليل آخر : عن السيدة عائشة قالت : (إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يشتكي المريض ثم يقول : بسم الله، لا بأس ، لا بأس ، أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقما) رواه أبو يعلى .. وقال الهيثمي في الزوائد : رجاله موثقون ..، وكذلك قال السيوطي في اللآليء المصنوعة (2/338) .. وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري : رواه أبو يعلى بسند حسن (12/ 225) .. وذكره الحافظ صديق الغماري في المداوي لعلل الجامع الصغير وقال: رجاله موثقون (6/23) .

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- لم يرد في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لمس امرأة لعلاجها ..!! فدل الحديث أن المقصد به هو من كان يزورهم من الرجال .. وكان مرضهم عضوي وليس روحاني .. لأنه كان يمسح على مكان الألم .. فاتقي الله ولا تخلط العضوي بالروحاني .. حتى تستبيح الحرام ..!!

4- وقد يقول لك .. هناك دليل آخر : فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: (عَاد رَسُول الله رَجُلًا منْ أَصْحَابه وَرجع وَأَنا مَعَه فَقبض عَليّ يَده وَوضع يَده عَلَى جَبهته وَكَانَ يرى ذَلِكَ منْ تَمام عِيَادَة الْمَرِيض) رواه البيهقي وأَخْرَجَهُ ابْن السّني  ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- وهو حديث ضعيف الإسناد لضعف عبد الرحمن بن يزيد بن تميم أحد رواة الحديث وهو متروك الحديث ..

- وللحديث طريق آخر غير أبي هريرة وهي عن أبي أمامة الباهلي وقد ذكرها الألباني في الضعيفة وهي بلفظ (مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ يَضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، أَوْ يَدِهِ، فَيَسْأَلُهُ كَيْفَ هُوَ؟ وَتَمَامُ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ الْمُصَافَحَةُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده ضعيف جداً ..

- ونقلا عن كتاب عجالة الراغب المتمني ج2 ص615 : وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "مسند أحمد بن حنبل" (18/ 201/ 9674): "ظاهر إسناده الصحة ولكنه ضعيف؛ فإن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة ولكن أبا أسامة لم يلقه وأخطأ فيه؛ فشيخه في الحقيقة هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي وهو ضعيف".

- ولكن لو أردت حجة أقوى من الحديث السابق .. فقد جاء في الحديث الصحيح : عن سعد بن أبي وقاص كان قد مرض وزاره النبي وفعل معه أنه (وضَعَ يَدَهُ علَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ علَى وجْهِي وبَطْنِي، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا) صحيح البخاري ..

- وكل الأحاديث التي فيها ملامسة باليد كانت عن مرضا عضويا ..

- ولكن دعني أسألك سؤال يا من تزعم الرقية وتستبيح استخدام اليد على النساء في العلاج الروحاني :

- هل فعل النبي مع سعد .. يجعلني حينما أزور زوجتك المصابة روحانيا أو أمك أو ابنتك أو أختك .. أن أمسك يدها ورأسها وامسح على وجهها وبطنها .. وأقولك عشان برقيها من الشيطان العفريت ..؟!!

- فإذا أنت قلت : لا أسمح .. لأنه ليس مرض عضوي وليس له علة جسدية حتى تلمسها فتقرأ عليها .. والعلاج الروحاني يكون بالإستعاذة بالله والعزيمة الإيمانية .. فأنت تكون قد خالفت منهجك وانكشف أمرك .. ، وإن قلت نعم أسمح بذلك .. فقد علمنا منك ما هو سبب مس الشيطان بزوجتك أو أمك أو أختك أو ابنتك .. لأنك إنسان عديم النخوة والرجولة بل ترتقي لرتبة ديوث لو سمحت بالخلوة بهن !!

- فاتقي الله في نفسك وفي المسلمين وغير المسلمين .. يا من تزعم أنك راقي .. !!

*************************

..:: س180: هل هذه الأحاديث فيها دلالة على استباحة ملامسة النساء باليد وقت الرقية من الإصابة الروحانية ؟ ::..

(أم أنها تجارة بالحديث الشريف ؟!!)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- إضافة لما سبق .. وجدت في أرشيف الذكريات عندي بعض الأحاديث التي كان يستخدمها البعض للدلالة على استباحة ملامسة النساء وقت الرقية من الإصابة الروحانية ..

* فمن هذه الأحاديث :

1- عن طاوس بن كيسان (تابعي مشهور بالصلاح) قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ).أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ، وأخرجه ابن منده في "المعرفة" ، أخرجه عبد الرزاق كما في "الإصابة" بلفظ (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ ولم يخرج شيطانها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خير) ..!!

- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- الحديث ضعيف لأنه حديث مرسل تابعي .. حيث لم يأتي اسم الصحابي الذي نقل عنه طاووس هذا الحديث .. حيث أنه لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم ..؟!

- ومستحيل أن يكون حديث مسلم والبخاري شاهد على ما رواه طاووس ..

- وذلك لأن حديث البخاري ومسلم لم يأت فيه أن النبي كان يؤتى بالمجانين .. ولم يؤتى فيه أنه ضرب المرأة على صدرها ..!! بل جاء فيها (قال: ((إِنْ شِئْتِ صبرْتِ ولكِ الْجنّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعوْتُ اللّه أنْ يُعافِيكِ)) فقالتْ: أصْبِرُ، فقالتْ: إِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي أنْ لا أتكشّف، «فدعا لها») صحيح البخاري ومسلم ..

- فهل حديث البخاري ومسلم السابق يشبه حديث طاووس الذي جاء فيه بضرب المرأة على صدرها ؟!! فما هذا الخلط والفساد في الإستدلال ..؟ لأنه حديث طاووس لا يصح ..، ولا شاهد له في الصحيح بهذا السياق .. وكيف يكون له شاهد وهو مناقض لفعل النبي حيث لم يمس امرأة قط .. ورواية صحيح البخاري مناقضة له تماما ..!!

- وأظن أن سبب هذا الخلط هو الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852هـ) .. حيث أشار لحديث طاووس في كتابه فتح الباري (10/115).. مع حديث آخر للبزار وهو حديث ضعيف أيضا جاء فيه (إِنِّي أَخَافُ الْخَبِيثَ أَنْ يُجَرِّدَنِي فَدَعَا لَهَا فَكَانَتْ إِذَا خَشِيَتْ أَنْ يَأْتِيَهَا تَأْتِي أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ فَتَتَعَلَّقُ بِهَا) .. وكان غرض الإمام بن حجر أن يستنتج من وراء هذه الروايات أن الصرع روحاني .. !!

- ولأن هذه الأحاديث ضعيفة .. فلا تجد شراح الحديث للبخاري ومسلم يستدلون بها في شرحهم .. لمخالفتها صحيح الحديث ..!!

- ولعل فكرة إثبات الصرع الروحاني حجبت الإمام بن حجر أن ينتبه للتناقض بين رواية البخاري والروايات الأخرى خاصة وأن رواية البزار تثبت أنها لازالت خائفة من تجريد الشيطان لها ملابسها بالرغم من دعاء النبي لها .. ولذلك كانت تتعلق بأستار الكعبة .. !! في حين أن رواية البخاري ومسلم تثبت أنها لم تتكشف أبدا بعد دعاء النبي .. !!

- فإذا كانت هذه الروايات ضعيفة .. فهذه مشكلة قد يتم جبرها لو لها شاهد في الصحيح يعضدها أو لها طرق أخرى تؤيدها ..

- ولكن أن تكون مناقضة للحقائق التي في الصحيح .. فلماذا يتم الإشارة إليها والإستدلال بها ؟!! لأنها حينئذ لن يكون لها وجه من الصحة لتناقضها مع الصحيح ..!!

- ولا يخفى أن رقاة المتعة يستهويهم حديث طاووس الذي لا يصح .. لأنهم وجدوا فيه بغيتهم من ضرب النساء ولمسهن والتحسيس عليهن ..!! ويزعمون كذبا وبهتانا أنهم سلفيون ..؟

- فمن هم الضلاليون ؟!!

- ولكن كيد هؤلاء الرقاة الغافلين عن الحق .. لا يغيب كيدهم عن رب العالمين .. لأنهم يعلمون أن هذا كلام لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا دليل عليه من الشرع إلا محض الهوى ..!!

- نسأل الله لهم الهداية والتوبة وأن يظهروا الحق .. !!

2- أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال: أنبأنا أبو عبيد الحافظ أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد يوسف بن جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أنبأ إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: (قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية (لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ) (الحشر: 21)  قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة. والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا ضع يدك على رأسك فإنا قرأنا على عبد الله "بن مسعود" رضي الله تعالى عنه فلما بلغنا هذه الآية قال ضعا أيديكما على رءوسكما فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإن جبريل عليه السلام لما نزل بها إلي قال: ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه .. وقد ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 5596.

- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- ولكن حتى على افتراض صحة الحديث .. فالحديث يتكلم عن فعل خاص وقت قراءة آية .. وذلك بوضع يد الإنسان على نفسه وليس على غيره .. وذلك عند قراءة هذه الآية ..

- فما علاقة هذا الحديث باستباحة ملامسة النساء الأجنبيات (من غير المحارم) في الرقية .. ؟!!

3- وكذلك يستدلون بحديث أسماء بنت أبي بكر :

حَدَّثَنَا كَثِيرٌ أَبُو الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ : أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ بَكْرٍ أَصَابَهَا وَرَمٌ فِي رَأْسِهَا وَوَجْهِهَا ، وَأَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ اذْكُرِي وَجَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِينِي ، فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَ أَسْمَاءَ ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهَا وَرَأْسِهَا مِنْ فَوْقِ الثِّيَابِ ، فَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ أَذْهِبْ عَنْهَا سُوءَهُ وَفُحْشَهُ بِدَعْوَةِ نَبِيِّكَ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْمَكِينِ عِنْدَكَ ، بِسْمِ اللَّهِ " ، صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَقُولَ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، فَذَهَبَ الْوَرَمُ " ، قَالَ أَبُو الْفَضْلِ يَعْنِي كَثِيرًا : يَصْنَعُ ذَلِكَ عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ يَقُولُهَا وِتْرًا ثَلاثًا ) رواه البيهقي في الدعوات الكبير ، وبن عساكر في تاريخ دمشق من طريق البيهقي ..

- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- والحديث مرسل مقطوع السند وفيه مجهول لا يعرف اسمه .. فالحديث ضعيف بهذا السند ولا يحتج به .. وله طريق آخر عند الخرائطي ولكن في سنده من يكذب ويضع الحديث  ..

- وحتى لو كان صحيح (وبكل تأكيد هو غير صحيح) .. فالحديث خاص بالعلاج من الإصابة العضوية وليس الروحانية ..

- وقلنا أن الطبيب قد يلامس الجسم ويرى من الجسد ما يحدد به أصل الشكوى ليداويه سواء بالأدوية أو بالرقية مع الأدوية .. ولكن هذا في الإصابات العضوية ولا علاقة له بالإصابات الروحانية .

- وجاء الحديث السابق بطريق آخر عند الخرائطي : (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَبَلَةَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الْفَضْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو صَفْوَانَ ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَتْ : خَرَجَ عَلَيَّ خُرَّاجٌ فِي عُنُقِي ، فَتَخَوَّفْتُ مِنْهُ ، فَأَخْبَرْتُ بِهِ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : سَلِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَتْ : فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : " ضَعِي يَدَكِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُولِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ : بِسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي شَرَّ مَا أَجِدُ بِدَعْوَةِ نَبِيِّكَ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْمَكِينِ عِنْدَكَ بِسْمِ اللَّهِ ، قَالَتْ : فَفَعَلْتُ ، فَانْحَمَصَ) رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق ، والطبراني في الدعاء .

- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- والحديث فيه (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَبَلَةَ ) .. وهو كذاب يوضع الحديث .. قال أبو حاتم : كان يكذب ، وقال الدارقطني : متروك الحديث ، وقال أبو زرعة : يحدث بأحاديث أباطيل ، وقال البغوي : ضعيف الحديث جدا ، وقال بن حجر : أحد المتروكين .

- والحديث فيه توضيح للشيخ المجهول في الحديث الأول واسمه أبو صفوان .. وقال عنه أبو حاتم الرازي :  ضعيف الحديث .

- فالحديث موضوع بهذا السند ولا يحتج به .. وليس لهذه القصة طرق أخرى ولا شواهد لها ..!!

4- ويستدلون بحجامة السيدة أم سلمة ..

- من أغرب أفعال استدلالات ضلالية الرقية .. أنهم جعلوا الحجامة قياسا لاستباحة أجساد النساء في الرقية ..!!

- مع أن الرقية الروحانية لا تكون إلا كلاما ..

- والحجامة لا تكون إلا عن داء جسدي أو لعلاج جسدي أو وقاية جسدية .. ولا علاقة له بالروحاني من قريب أو بعيد .. !!

- فاستدل بالآتي : عن جابر بن عبد الله قال (أنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، اسْتَأْذَنَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الحِجَامَةِ فأمَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا) صحيح مسلم .

- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- اعلم أخي المؤمن أنه قد تم حذف باقي رواية الحديث حيث جاء فيه :(فأمَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا .. قالَ (أي يقول أبو الزبير الراوي عن جابر) : حَسِبْتُ أنَّهُ (أي جابر) قالَ: كانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَوْ غُلَامًا لَمْ يَحْتَلِمْ) صحيح مسلم ..

- وهذا الحذف يدعونا للتسائل .. ونقول لماذا لم يقولوا أن هذا الحجَّام كان أخوها من الرضاعة .. أو من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم .. كما جاء في باقي الحديث ؟!!

- أليس هذا الحذف المتعمد هو لغرض خبيث بلا ريب .. وهو جواز واستباحة رؤية أجساد النساء تحت مسمى إخراج العفريت الشيطاني .. مع استباحت وضع أيديهم على النساء حتى ولو عرايا .. !!

- ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم الحجامة للعلاجات العضوية وليس الروحانية .. !! واستخدام السيدة أم سلمة للحجامة كان لذلك العلاج العضوي .. ولا علاقة له بالروحاني أبدا ..!!

- فأي بدعة ضلالية ابتدعها هؤلاء لملامسة النساء .. مستغلين في ذلك الحديث الشريف بمنتهى الإحترافية في إخفاء الحقائق ..؟!

- أريت يا أخي المؤمن : كيف استباح هؤلاء المنحرفون أن يحرفوا في الحديث بالحذف منه ليصلوا إلى مبتغاهم الخسيس .. وهو جواز وضع أيديهم على النساء حتى ولو عرايا ..!!

- بل وكيف كتموا العلم .. ولم يقولوا أن من أحجم السيدة أم سلمة زوجة النبي .. كان أخوها من الرضاعة .. وذلك حتى يوهموك أن هذا الفعل جائز من أي رجل ولا مانع منه ..!!

- فإذا كان هؤلاء استباحوا الكلام على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليصلوا لمبتغاهم .. أفلا يستبيحون المتاجرة بعِرضك أنت ورفعه على اليوتيوب ..؟!! أفلا تعقلون ؟!!

- فمتى ستفيق أخي المؤمن من غفلة هؤلاء الضلالية .. وتقول كفاية للباطل وأهل الباطل .. بل ومتى ستجتهد في نشر الحق عن دينك ونبيك الذي حاول هؤلاء أن يطمسوه بباطلهم المنحرف الضال ..!!

********************************

..:: س181: ما هي الضوابط في استخدام اليد مع الرقية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- التواصل اليدوي مع الرقية أمر جائز بين المحارم وغير المحارم بضوابطها الشرعية .. ولكن هناك فرق بين العلاج العضوي والعلاج الروحاني ..

- فالتواصل اليدوي مع غير المحارم في الرقية الروحانية من مس أو صرع روحاني لا يصح ولا يجوز .. لأن الرقي من العلاجات الروحانية تختلف عن الرقى من العلاجات العضوية .. ولكلا منهما حُكمه الخاص به .. !!

- فالمرأة والرجل الأجانب (أي ليسوا محارم) كالأطباء مثلا .. يصح لهما ملامسة الآخر في العلاجات العضوية لأنها مرتبطة بعلة الجسد .. وهذا يتطلب ملامسة وكشف لمعرفة العلة وهذه ضرورة .. والضرورة تقدر بقدرها .. فقد تحتاج لرؤية الجرح أو مكان الألم وتحتاج إلى ملامسه لمعرفة لتحديد ما يؤثر في الجسم .. بل وقد تحتاج لضرب الإنسان على ظهره لطرد شيء من الجسم كطعام وقف في الزور .. أو ما شابه .. ولكن كل هذا مرتبط بما هو عضوي بسبب علة في الجسم ..!!

- ولعموم الناس .. تصح الملامسة وإمساك الجسم بالكامل في حالات مثل الغرق أو منع الإنسان من الإنتحار أو من أذى نفسه ..

- بل وممكن وضع الفم على الفم أو ضغط على الصدر في حالة الغرق لإعادة التنفس للشخص .. وهكذا تقدر الضرورة بقدرها .. وغالبا تدور في حيز إنقاذ الآخر ..!!

- انتبه : ولكن ما سبق يختلف عن الإصابات والعلاجات الروحانية .. ولذلك المرأة والرجل الأجانب (الغير محارم) لا يصح لهما ملامسة الآخر في العلاجات الروحانية .. لأن الإصابة الروحانية هي غيب غير مدرك وغير مرئي .. ولذلك أمرنا الله أن نلجأ إليه .. لأنه سبحانه مولى الغيب ولم يجعل لأحد تصريف فيه لأنه لا يملك أسبابه ..!! ولذلك العلاج قائم على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف200 .. ، ولقوله تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِن شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ . وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة الفلق1-5 ..، ولقوله تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ . مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ) سورة الناس 1-6 .

- فالسورتين السابقتين جمعتا الإستعاذة بالله من مكائد الشيطان ..

- فما فائدة الملامسة الجسدية حينئذ .. وأنت تتعامل مع غيب غير مرئي ووسيلتك فيه هي الإستعاذة بالله لأنك مأمور بذلك في نص قرآني .. (قل أعوذ....) ..!!

- وبناءا على ما سبق .. فإذا وجدت من يزعم أنه معالج روحاني أو راقي شرعي .. ويتحسس النساء بيده .. فاعلم يقينا أنه إنسان منحرف واطرده من بيتك فورا ..!! وقد يكون خادم للشيطان ومعين له على المصابة روحانيا ..

- ولا تغتر ولا تنخدع بما يقرأه من قرآن .. فرب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه .. وكيف لا يلعنه وهو يعصي الله عمدا وجهرا ..!!

- فانتبه وكن بصيرا .. بل وعالج نفسك بنفسك ولا تدخل أحد منزلك ..

2- وقد يحدث حالة هياح نفسي للمصاب روحانيا حين القراءة عليه أو سماعه للقرآن .. مما قد يؤدي هذا الهياج لإصابة في نفسه أو لغيره .. فهنا تنتقل لحكم المادة وهو إنقاذ إنسان من ضرر قد ينزل به فحاله كالغريق والمختنق والمجروح .. ويصح لك أن تمسك المصاب حتى تحكمه وتسيطر عليه سواء رجلا أو امرأة .. حتى لا يؤذي نفسه .. فإذا استحكمته .. فأعد القراءة عليه مستعينا بالله دون أي ملامسة له .. لأن الرقية الروحانية هي استعانة بالله مع عزيمة .. أو أحدهما ..

- ولكن لماذا تسمح من البداية لحدوث هياج للمصاب روحانيا ؟!!

وقد يسأل أحد فيقول : ليه بيحصل هذا الهياج غالبا ؟!!

- عشان أنت أصلا في نواياك ترجو حدوث ذلك ..

- أو لأنك أعتقدت بالباطل أن القرآن يستحضر الشيطان والجن ..

- وقد تكون سيء الحظ حيث تكون جئت متأخرا وقد سبقك من خدام الجن من جعل للشيطان على هذا المصاب سبيلا لأنه أخذ يستحضره .. فيحدث هياج دون أن تقرأ .. وعليك أن تواجه قدرك بالحكمة والإعتصام بالله ..!!

3- ملامسة اليد على علة الوجع لم يحدث من النبي إلا في الإصابات الجسدية .. ولم نجد ذلك في الإصابات الروحانية .. إلا ما جاء في حديث وسواس عثمان بن أبي العاص وقد تكلمنا على هذا الحديث بما فيه الكفاية فارجع إليه في (السؤال رقم 154) ..

- بل وانتبه لشيء هام جدا .. أن ملامسة النبي صلى الله عليه وسلم كانت فقط على الجزء الذي يوجع الذين رقاهم .. وليس مرور باليد على كل الجسم ..!! فانتبه لما قلته لك .. لأني نسيت أن اذكره لك سابقا .

- ولم يبلغنا أن النبي لمس امرأة أجنبية عنه في علاج روحاني من مس أو سحر .. !!

- فالرقاة الذين يتحسسون النساء بأيديهم .. هم يعلمون أنهم يفعلون منكرا وفعلا مخالفا لفعل النبي وبدعة لا أصل لها في الدين .. ولا مجيز لها شرعا ..!!

- ونسألهم مرة أخرى : هل يقبل واحد منكم أن يتحسس بيده أو قدمه أو حتى بعصى .. شخص ما أمه وأخته وزوجته وابنته .. تحت دعوى أنه يرقيهم ..؟

- فلو قال : نعم يقبل .. علمنا أنه منحرف فاسد القلب ويهوى هتك أعراض الناس لأن هذا هو ما يقبله لأهل بيته .. لأن الرقية من الإصابات الروحانية هي كلام منطوق فيه استعاذة برب العالمين لقوله تعالى (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف200 .. وليس تحسيس باليد أو القدم أو بالعصا ..!!

- ولو قال : لا يقبل .. فلماذا هذا الراقي يفعل هذا مع المصابين روحانيا وهو يعلم أن الرقية كلام منطوق .. وليس تحسيس باليد أو القدم أو بالعصا .. إلا لو كان نواياه خبيثة أو خادم للجن والشيطان ..؟!!

- وإذا كنا نعجب من الراقي المنحرف .. فنعجب أكثر ممن يقبل على أهل بيته .. أن يرى راقي يتحسس جسد محارمه تحت مسمى أنه يرقي .. دون مبالاة ؟!!

* وبهذا يكون ختام مسائل الذين استباحوا ملامسة النساء بأيديهم .. وكيف تكون حيلهم ومتاجرتهم بالدين ليصلوا لمبتغاهم .. ونسأل الله أن يطهر البلاد والعباد من هؤلاء الضلالية .. والله من ورائهم محيط .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .. آمين .

********************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..