الروحانيات فى الإسلام: ج18: تجربتي الروحية مع الصلاة - ما حكمة الصلاة على النبي بعد تشهد الصلاة - ما معنى ختام التشهد (إنك حميد مجيد) - لماذا تختم الصلاة فتقول (السلام عليكم ورحمة الله) - ما هي أدعية النبي قبل التسليم من الصلاة - ما معنى (يدعو بما شاء) ، (لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه) - هل لابد أن نلتزم بالدعاء الوارد فقط عن النبي قبل التسليم أم ممكن ندعو لأنفسنا بما نرجو من الله - هل يصح الدعاء في جلسة التشهد الأول (الأوسط) .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 3 مارس 2019

Textual description of firstImageUrl

ج18: تجربتي الروحية مع الصلاة - ما حكمة الصلاة على النبي بعد تشهد الصلاة - ما معنى ختام التشهد (إنك حميد مجيد) - لماذا تختم الصلاة فتقول (السلام عليكم ورحمة الله) - ما هي أدعية النبي قبل التسليم من الصلاة - ما معنى (يدعو بما شاء) ، (لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه) - هل لابد أن نلتزم بالدعاء الوارد فقط عن النبي قبل التسليم أم ممكن ندعو لأنفسنا بما نرجو من الله - هل يصح الدعاء في جلسة التشهد الأول (الأوسط) .


من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله
حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق
(الرسالة الثالثة)
(تجربتي الروحية في تذوق الصلاة)
(10)
" الجزء الثامن عشر"
* فهرس :
..:: الفصل الثاني والعشرون ::..
1- مسألة (13) : ما حكمة الصلاة على النبي بعد تشهد الصلاة ؟ 
2- مسألة (14) : ما معنى ختام التشهد (في العالمين إنك حميد مجيد) ؟
3- مسألة (15): ما هي أدعية النبي قبل التسليم من الصلاة ؟
4- مسألة (16): ما معنى (يدعو بما شاء) ، (لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه) ؟
5- مسألة (17): هل لابد أن نلتزم بالدعاء الوارد فقط عن النبي قبل التسليم أم ممكن ندعو لأنفسنا بما نرجو من الله ؟  
6- مسألة (18) : هل يصح الدعاء في جلسة التشهد الأول (الأوسط) من صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ؟
7- مسألة (19): لماذا تختم الصلاة فتقول ( السلام عليكم ورحمة الله ) ؟
****************************
..:: الفصل الثاني والعشرون ::..
*************************
مسألة (13)
..:: ما حِكمة الصلاة على النبي بعد تشهد الصلاة ؟ ::..

قلت خالد (صاحب الرسالة) ..
من المعروف أن من أداب الدعاء أن تحمد الله وتصلي على النبي .. كما روى عن فضالة بن عبيد قال : (بَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قاعدٌ إذ دخلَ رجلٌ فصلَّى فقالَ : اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : عَجِلتَ أيُّها المصلِّي ، إذا صلَّيتَ فقعَدتَ فاحْمَدِ اللَّهَ بما هوَ أَهْلُهُ ، وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعُهُ . قالَ : ثمَّ صلَّى رجلٌ آخرُ بعدَ ذلِكَ فحمِدَ اللَّهَ وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّها المصلِّي ادعُ تُجَبْ) رواه الترمذي بسند صحيح .
* وهذا الحديث قال عنه العلماء أنه يحتمل أن يكون بعد التشهد وقبل التسليم .. ويحتمل أن يكون بعد التسليم وانتهاء الصلاة وأنت جالس .. فتحمد الله وتصلي على النبي وتدعو ..
وفي كل الأحوال .. العلماء متفقون على أن الصلاة على النبي في كل الأوقات وأنها مفتاح باب الدعاء ولها كرامة خاصة عند رب العالمين .

* ولهذا كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة إلى الله لقبول الدعاء .. وإلا كان الدعاء محجوب (هذا لو تعمدت في دعاءك هجر الصلاة على النبي وليس عن نسيان) .. فكانت بذلك الصلاة على النبي مفتاح إجابة الدعاء في ختام الصلاة .. بل في كل وقت تريد أن يجيب الله دعاءك .. (وراجع شرح ذلك بالتفصيل في رسالة شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام) ..


* ودليل أن الصلاة على النبي مفتاح إجابة الدعاء :
1- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - مَعَهُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ الصَلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " سَلْ تُعْطَهْ .. سَلْ تُعْطَهْ " رواه أحمد .. ذكره الألباني في الصحيحة 2301 ..

2- عن عبد الله بن بسر المازني عن النبي قال : (الدعاءُ كلُّه محجوبٌ حتى يكونَ أولُه ثناءً على اللهِ عزَّ وجلَّ وصلاةً على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو فيُستجابُ لدُعائِه) رواه بن بشكوال .. بسند ضعيف .. وله شواهد وطرق لا تجعله يقل عن درجة الحسن .. راجع السلسة الصحيح للألباني برقم 2035 .

3- وَعَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم " صحيح لغيره .. صحيح الترغيب .

4- وعن علي رضي الله عنه قال: (كلُّ دعاء محجوب حتى يصلي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا .. ورواته ثقات ..

* قال الشيخ الألباني رحمه الله .. تعليقا على الحديث السابق لسيدنا علي رضي الله عنه :
وهو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي (ص223) .. السلسلة الصحيحة ج5 ص56

* فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي وسيلة القبول لدعاءك عند رب العالمين .. وهي من الوسائل التي يتقرب بها المؤمن إلى الله .. وهي تندرج تحت قوله تعالى ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ .... ) الإسراء57 ..
وكقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ .. ) المائدة35 ..

* ولذلك كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ختام الصلاة .. وقبل طلبك للدعاء حتى تكون كوسيلة لقبول دعاءك الذي ستدعوه وتطلبه من رب العالمين .. والله أعلم ..

* ولو فاتك الدعاء بعد الصلاة على النبي قبل التسليم .. فاطمئن .. لأن الدعاء لازال بابه مفتوح بعد التسليم .. فما عليك إلا ان تحمد الله ثم تصلي على النبي ثم تدعو وتطلب من الله .. وهذا في أي وقت وليس في الصلاة فقط ..
نقلا عن المسألة رقم 48 من ( رسالة شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام ) .. أ/ خالد أبوعوف .

*****************************
مسألة (14)
..:: ما معنى ختام التشهد (في العالمين إنك حميد مجيد) ؟ ::..

قلت خالد (صاحب الرسالة) ..
جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (قُولوا : اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ .. في العَالَمِينَ .. إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) صحيح مسلم .

* ومعنى (العالمين) : هم عوالم الإنس والجن والملائكة .. وذلك بإعلاء ذكره وشأنه دائما في هذه العوالم دون انقطاع .. وكأنه إشارة لدوام الصلاة على النبي وآله ودوام البركة له ولآله في عوالم الملك والملكوت ..
هذا رأيي والله أعلم .

* معنى (إنك حميد مجيد) : أي إن ما طلبناه منك من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم . إنما طلباه لعلمنا يقينا .. أنك : حميد مجيد ..

* الحميد : إنك حميد الفعال الدائم بالإنعام .. أي منك الأفعال الحميدة والفضائل الكريمة والعطاءات الجليلة لا تأتي إلا منك .. ولذلك سألناك من فضل عطاءك لنبيك وآله ..

* المجيد : أي عظيم الإحسان .. أي واسع الكرم والجود والفضل بلا حدود بقدر عظمتك .. ولذلك سألناك أن تجعل عطاءك للنبي وآله وفعلك معه وآله بما يليق بقدر عظمة جودك وكرمك وإحسانك ..

* وكأننا سألنا الله فضيلة الصلاة على النبي وآله .. وسألناه أعظم وأعلى ما يمكن أن يمنحه في ذات هذه الفضيلة من شرف وعلو مكانة ومقام من عظيم فضله وإحسانه ..

* ومثال ذلك : من الممكن أن تمنح انسان سيارة جديدة .. ولكن قد تزيد في إحسانك وتمنحه ليس مجرد سيارة جديدة وإنما أعلى وأغلى ماركة في عالم السيارات ..
فالمنحة في العطاء واحدة .. ولكن رتبة ومكانة ودرجة العطاء مختلفة ..!!


* وقد ناسب الأسمين (حميد مجيد) .. مطلب الصلاة والبركة .. كيف ذلك ؟
حيث أن مطلب الصلاة ناسب اسمه الحميد .. ومطلب البركة ناسب اسمه المجيد .. حيث أن البركة هي مزيد الشرف والإحسان والفضل .. من كل شيء .. والله أعلم ..


* وإليك بعض ما وجدته في كلام علمائنا رحمهم الله :

1- قال الإمام الصنعاني رحمه الله (المتوفى: 1182هـ) :
الْحَمِيدُ : صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ: أَيْ إنَّكَ مَحْمُودٌ بِمَحَامِدِك اللَّائِقَةِ بِعَظَمَةِ شَأْنِك، وَهُوَ تَعْلِيلٌ لِطَلَبِ الصَّلَاةِ: أَيْ لِأَنَّك مَحْمُودٌ، وَمِنْ مَحَامِدِك إفَاضَتُك أَنْوَاعَ الْعِنَايَاتِ، وَزِيَادَةُ الْبَرَكَاتِ عَلَى نَبِيِّك الَّذِي تَقَرَّبَ إلَيْك بِامْتِثَالٍ مَا أَهَّلْته لَهُ مِنْ أَدَاءِ الرِّسَالَةِ. وَيُحْتَمَل أَنَّ حَمِيدًا بِمَعْنَى حَامِدٍ: أَيْ أَنَّك حَامِدٌ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحْمَدَ، وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَحَقِّ عِبَادِك بِحَمْدِك، وَقَبُولُ دِعَاءِ مَنْ يَدْعُو لَهُ وَلِآلِهِ، وَهَذَا أَنْسَبُ بِالْمَقَامِ.
" مَجِيدٌ " مُبَالَغَةُ مَاجِدٍ، وَالْمَجْدُ: الشَّرَفُ.
سبل السلام ج1 ص287

2- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى: 606هـ) :
(حَمِيدٌ مَجِيدٌ) :
وَالْحَمِيدُ : هُوَ الْمَحْمُودُ وَهُوَ الَّذِي تُحْمَدُ أَفْعَالُهُ ..
وَالْمَجِيدُ : الْمَاجِدُ ، وَهُوَ ذُو الشَّرَفِ وَالْكَرَمِ ..
* وَمِنْ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ .. إِيصَالُ الْعَبْدِ الْمُطِيعِ إِلَى مُرَادِهِ وَمَطْلُوبِهِ .. وَمِنْ أَنْوَاعِ الْفَضْلِ وَالْكَرَمِ أَنْ لَا يُمْنَعَ الطَّالِبُ عَنْ مَطْلُوبِهِ .
التفسير الكبير ج18 ص376

3- قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :
حَمِيدٌ : أى مستحق للحمد لكثرة نعمه على عباده ..
مَجِيدٌ : أى كريم واسع الإحسان ..
التفسير الوسيط ج7 ص242

4- قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
مَجِيدٌ : أَيْ عَظِيمُ الشَّأْنِ لَا حَدَّ لِنِعَمِهِ فَلَا يَعْظُمُ عَلَيْهِ العطاء ..
التحرير والتنوير ج12 ص122 .. بتصرف قليل ..

5- وقال الفخر الرازي رحمه الله :
:: عن معنى قوله (الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) ق1 ::
* وَالْمَجِيدُ : الْعَظِيمُ ..
وَقِيلَ الْمَجِيدُ : هُوَ كَثِيرُ الْكَرَمِ ..

* وَعَلَى الْوَجْهَيْنِ الْقُرْآنُ مَجِيدٌ ..
1- أَمَّا عَلَى قَوْلِنَا الْمَجِيدُ هُوَ الْعَظِيمُ : فَلِأَنَّ الْقُرْآنَ عَظِيمُ الْفَائِدَةِ ، وَلِأَنَّهُ ذِكْرُ اللَّهِ الْعَظِيمِ ، وَذِكْرُ الْعَظِيمِ عَظِيمٌ ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ ، وَهُوَ آيَةُ الْعَظَمَةِ يُقَالُ مَلِكٌ عَظِيمٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُغْلَبُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [الْحِجْرِ: 87] أَيِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى مَثَلِهِ أَحَدٌ لِيُكُونَ مُعْجِزَةً دَالَّةً عَلَى نُبُوَّتِكَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [الْبُرُوجِ: 21، 22] أَيْ مَحْفُوظٌ مِنْ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا بِإِطْلَاعِهِ تَعَالَى فَلَا يُبَدَّلُ وَلَا يغير و(لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) [فُصِّلَتْ: 42] فَهُوَ غَيْرُ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ فَهُوَ عَظِيمٌ ..

2- وَأَمَّا عَلَى قَوْلِنَا الْمَجِيدُ هُوَ كَثِيرُ الْكَرَمِ : فَالْقُرْآنُ كَرِيمٌ كُلُّ مَنْ طَلَبَ مِنْهُ مَقْصُودَهُ وَجَدَهُ، وَإِنَّهُ مُغْنٍ كُلَّ مَنْ لَاذَ بِهِ ، وَإِغْنَاءُ الْمُحْتَاجِ غَايَةُ الْكَرَمِ .. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ هُوَ أَنَّ الْمَجِيدَ مَقْرُونٌ بِالْحَمِيدِ فِي قَوْلِنَا إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .. فَالْحَمِيدُ هُوَ الْمَشْكُورُ وَالشُّكْرُ عَلَى الْإِنْعَامِ وَالْمُنْعِمُ كَرِيمٌ فَالْمَجِيدُ هُوَ الْكَرِيمُ الْبَالِغُ فِي الْكَرَمِ .
التفسير الكبير ج28 ص122
نقلا عن كتاب ( رسالة شرح الصلاة والسلام ) ا/ خالد أبوعوف .

***********************
مسألة (15)
..:: ما هي أدعية النبي قبل التسليم من الصلاة ؟ ::..

هناك أدعية كثيرة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم يقولها بعد الصلاة الإبراهيمية .. وقبل التسليم .. أذكر لك البعض منها :
            
1- منها حديث أبو بكر : ( أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَلِّمْنِي دُعَاءً ، أدْعُو به في صَلَاتِي ؟ قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّيِ ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمَاً كَثِيراً، ولَا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنكَ أنتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ ) صحيح البخاري ..

2- منها حديث علي: (ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ".) صحيح مسلم .

3- ومنها حديث أبي هريرة: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ: مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّالِ) صحيح مسلم.

4- ومنها حديث السيدة عائشة : (أنَّ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَدْعُو في الصَّلَاةِ " اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ المَأْثَمِ والْمَغْرَمِ"  .. قالَتْ: فَقالَ له قَائِلٌ: ما أَكْثَرَ ما تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَمِ يا رَسولَ اللهِ، فَقالَ: إنَّ الرَّجُلَ إذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فأخْلَفَ.) صحيح مسلم .

5- ومنها حديث عائشة: حينما سألها أحد الصحابة قائلا : (حدثيني بشيءٍ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يدعو في صلاتِهِ فقالَت نعم كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلمَ يقولُ "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من شرِّ ما عمِلتُ ، ومن شرِّ ما لم أعمَل" ) صحيح النسائي ..

6- ومنها حديث محجن بن الأدرع: (دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ صَلَّى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، فَقَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ») أخرجه ابن خزيمة والحاكم . وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين .
وفي رواية أبي خزيمة بلفظ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الصَّمَدِ ) رواه أبي خزيمة .. وقال الدكتور محمد الأعظمي في تحقيقه عليه معلقا : إسناده صحيح ..

*******************************
مسألة (16)

..:: ما معنى (يدعو بما شاء) ، (لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه) ؟ ::..

قلت خالد (صاحب الرسالة) ..
* قلنا أن الحديث النبوي ترك لك الإختيار في الدعاء من خيري الدنيا والآخرة .. بعد التشهد والصلاة الإبراهيمية وقبل التسليم .. كما جاء في الحديث (ثُمَّ يَتخَيَّرُ بعدُ مِن الدُّعاءِ ما شاء.) رواه أحمد ..

* فلا تحرم نفسك من دعاء الله بما تريد بعد التشهد والصلاة الإبراهيمية وقبل التسليم من الصلاة .. لأن الدعاء يكون مجاب إن شاء الله تعالى .. وأفضل الدعاء هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا تحرم نفسك ما تريد أيضا من الله أن ييسره لك ..

* وإليك مجموعة من شروح العلماء :
1- قال الإمام شمس الدين البرماوي الشافعي رحمه الله (المتوفى: 831 هـ):
(ليتخير)؛ أي: يختار.
(أعجبه)؛ أي: أحسنَه، وهذا شاملٌ لما شابَهَ لفظ القرآن وغيره، وللمأثور وغيره.
اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح ج4 ص208

2- قال الشيخ شهاب الدين أحمد بن رسلان الرملي الشافعي رحمه الله  (المتوفى: 844 هـ):
(ثم يدعو بما شاء) فيه دليل على أنه يجوز الدعاء بالديني والدنيوي لقوله : (بما شاء) ، وهو الصحيح عند الشافعي والجمهور ...
شرح سنن أبي داوود ج7 ص227

3- قال الإمام القسطلاني رحمه الله (المتوفى: 923هـ) :
قوله: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه) .. شامل لكل دعاء مأثور وغيره مما يتعلق بالآخرة، كقوله: اللهم أدخلني الجنة. أو الدنيا، مما يشبه كرم الناس كقوله: اللهم ارزقني زوجة جميلة ودراهم جزيلة، وبذلك أخذ الشافعية والمالكية ما لم يكن إثمًا.
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ج2 ص133

4- قال الامام الصنعاني رحمه الله (المتوفى: 1182هـ):
(ثم ليدعو بعد) ذلك المذكور من الحمد والثناء (بما يشاء) مما أذن له الشارع بالدعاء به ولا يسأل ما نهى عنه فيكون معتديًا .
التنوير شرح الجامع الصغير ج2 ص117

5- قال الإمام الشوكاني رحمه الله (المتوفى: 1250هـ):
قَوْلُهُ: (ثُمَّ لْيَتَخَيَّرَ أَحَدُكُمْ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إلَيْهِ) فِيهِ الْإِذْنُ بِكُلِّ دُعَاءٍ أَرَادَ الْمُصَلِّي أَنْ يَدْعُوَ بِهِ فِي الْمَوْضِعِ، وَعَدَمُ لُزُومِ الِاقْتِصَارِ عَلَى مَا وَرَدَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
نيل الأوطار ج2 ص315

6- قال الشيخ حمزة محمد قاسم رحمه الله (المتوفى 1431ه) :
" ثم يتخيّر من الدعاء أعجبه " أي ثم يجوز للمصلي بعد الانتهاء من التشهد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – وقبل السلام أن يختار لنفسه ما شاء من الدعاء فيدعو به ، وليس عليه التقيد بدعاء مخصوص إلا أن الأدعية المأثورة أفضل .
ويستفاد منه: أنه يجوز للمصلّي اختيار ما شاء من الدعاء، وأن يسأل ما يريد من أمور الدنيا والآخرة .. وهو مذهب مالك والشافعي ..، وأكثر أهل العلم ..
قال. الباجي: معنى قوله: ( ثم يدعو بما بدا له ) أي من أمر دينه ودنياه ، مما لا يمنع الدعاء به، ويدعو على الظالم ، ويدعو للمظلوم ، والأصل في ذلك ما رواه البخاري.
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري ج2 ص215 .. مختصرا .

* قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
ينبغي للإنسان في تشهده أن يبدأ بالتشهد، ثم بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم على عباد الله الصالحين، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك، ثم يدعو، والأفضل في هذا المقام وفي غيره: أن يتخير الإنسان من الأدعية ما وردت به السنة قبل كل شيء، حتى وإن لم يكن من الدعاء الواجب فإنه ينبغي أن يختاره قبل كل شيء ، ثم بعد هذا يدعو بما شاء، هذا هو الأفضل ، ولا نقول كما قال بعض الناس : لا تدع إلا بما جاءت به السنة ولا تزد عليه ، فإن هذا خطأ ، لأن الرسول- عليه الصلاة والسلام- قال في حديث ابن مسعود: (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) وأطلق ، فنقول : ما وردت به السنة هو خير مما تدعو به أنت ، ثم بعد ذلك تدعو بما شئت .
فتح ذي الجلال والإكرام ج2 ص159

****************************
مسألة (17)
..:: هل لابد أن نلتزم بالدعاء الوارد فقط عن النبي قبل التسليم أم ممكن ندعو لأنفسنا بما نرجو من الله ؟  ::..

* جاء في الموسوعة الكويتية :
* الدُّعَاءُ فِي الصَّلاَةِ:
* قَال الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ: يُسَنُّ الدُّعَاءُ فِي التَّشَهُّدِ الأْخِيرِ بَعْدَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُشْبِهُ أَلْفَاظَ الْقُرْآنِ، أَوْ بِمَا يُشْبِهُ أَلْفَاظَ السُّنَّةِ، وَلاَ يَجُوزُ لَهُ الدُّعَاءُ بِمَا يُشْبِهُ كَلاَمَ النَّاسِ كَأَنْ يَقُول: اللَّهُمَّ زَوِّجْنِي فُلاَنَةَ، أَوِ اعْطِنِي كَذَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْمَنَاصِبِ.

* وَأَمَّا الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فَذَهَبُوا إِلَى أَنَّهُ: يُسَنُّ الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَقَبْل السَّلاَمِ بِخَيْرَيِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَدْعُوَ بِشَيْءٍ مُحَرَّمٍ أَوْ مُسْتَحِيلٍ أَوْ مُعَلَّقٍ، فَإِنْ دَعَا بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ، وَالأْفْضَل أَنْ يَدْعُوَ بِالْمَأْثُورِ .
الموسوعة الكويتيه ج20 ص266

قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
أولا : الرأي عندي هو ما ذهب إليه الشافعية والمالكية .. وإليك بعض الأدلة على جواز الدعاء بما تريد دون تقييد أو تخصيص بالدعاء النبوي ..
1- عن عبد الله بن مسعود قال : ( كنَّا إذا جَلَسْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ قُلْنا: السَّلامُ على اللهِ قبلَ عِبادِه، السَّلامُ على جِبريلَ، السَّلامُ على ميكائيلِ، السَّلامُ على فُلانٍ، السَّلامُ على فُلانٍ، قال: فسَمِعَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ اللهَ هو السَّلامُ، فإذا جَلَسَ أحدُكم في الصَّلاةِ، فليَقُلِ: التَّحيَّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ -فإذا قالها أصابَتْ كلَّ عبدٍ صالحٍ في السَّماءِ والأرضِ- أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، ثُمَّ يَتخَيَّرُ بعدُ مِن الدُّعاءِ ما شاء.) رواه أحمد .. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند : حديث صحيح .

* وفي لفظ البخاري ( ثم يتخيرُ من الكلامِ ما شاء ) ..
* وفي رواية ابي داوود بلفظ : (ثم لِيتخيَّرْ أحدُكم من الدعاءِ أعجبَه إليه فيدعو بهِ)..
* وفي رواية مسلم بلفظ ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ المَسْأَلَةِ ما شَاءَ ، أوْ ما أحَبَّ ) ..
* وفي رواية بن حبان بلفظ ( ثمَّ لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه فليَدْعُ به ربَّه ) ..
* وفي رواية النسائي ( وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه ، فليدع الله عز وجل ) ..
* وكل الروايات السابقة بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

2- جاء في الحديث عن فضالة بن عبيد أن النبي قال : ( سمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يدعو في صلاتِه لم يُمجِّدِ اللهَ تعالى ولم يُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عجِلَ هذا .. ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلَّى أحدُكم فلْيبدأْ بتمجيدِ ربِّه جلَّ وعزَّ والثناءِ عليه ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بعدُ بما شاءَ ) رواه أبو داوود بسند صحيح ..

* وللتذكرة : فقد قلنا أن الحديث مختلف على فهمه .. هل هو في المطلق فيكون معنى (إذا صلى) أي إذا دعا ..
وقد يكون المقصود منه في التشهد ويكون معنى (إذا صلى) أي انتهى من صلاته قياما وركوعا وسجودا وجلس للتشهد ..

3- وعن أبي هريرة قال : (إذا تشهَّدَ أحدُكُم فلْيتَعوَّذْ مِن أربعٍ : مِن عذابِ جهنَّمَ ، وعذابِ القبرِ ، وفتنةِ المَحيا والمَماتِ ، ومِن شرِّ المَسيحِ الدَّجالِ ، ثمَّ يدعو لنفسِهِ بما بدا لهُ) صحيح النسائي .

* معنى (ليتعوذ من) : أي ألجأ إليك يارب معتصما بك لتنجيني من هؤلاء الاربعة ..
* ومعنى (فتنة المحيا والممات) :  كل فتن الحياة من مرض وضيق وكرب وعسر وشر وخير .. وفتنة الممات هي كل فتنة تحدث لك عن مشارف الموت مثل أن يتخبطك الشيطان بوساوس يؤثر بها عليك باليأس من الله وقطع الرجاء منه سبحانه حتى يجعلك تكفر بالله .. وكذلك فتنة القبر وسؤال الملكين لك من ربك وما دينك ومن نبيك ..!! والله أعلم .

4- ومنها حديث محجن بن الأدرع: (دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ صَلَّى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، فَقَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ») أخرجه ابن خزيمة والحاكم . وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين .
وفي رواية أبي خزيمة بلفظ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الصَّمَدِ ) رواه أبي خزيمة .. وقال الدكتور محمد الأعظمي في تحقيقه عليه معلقا : إسناده صحيح ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) : أدرجت هذا الحديث وإن لم أجده في استدلالات أهل العلم في هذه المسألة .. لأنه في هذا الحديث دلالة على الإجتهاد في الدعاء بما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

ثانيا :- أما ما قال أصحاب الرأي الآخر بأنه لا يجوز الدعاء بخلاف الوارد في السنة .. بحديث (إنَّ صلاتَنا هذه لا يصلُحُ فيها شيءٌ مِن كلامِ النَّاسِ إنَّما هي التَّكبيرُ والتَّسبيحُ وتلاوةُ القرآنِ) صحيح مسلم ..

قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- الأصل هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :(يدعو بما شاء) ، (لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه) ، (ثمَّ يدعو لنفسِهِ بما بدا لهُ ) .. كما أوضحنا من قبل في روايات الحديث .. بما لا مؤول له ..!!

2- أصل الحديث الذي استدل به المخالفون .. يدل على التواصل مع الناس وأنت في الصلاة ولا علاقة له بدعاءك إلى الله في الصلاة .. وهذا نص الحديث عن معاوية بن الحكم السلمي قال :( بيْنَا أنَا أُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي القَوْمُ بأَبْصَارِهِمْ، فَقُلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ، ما شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرُونَ إلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأَيْدِيهِمْ علَى أفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا منه، فَوَاللَّهِ، ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي ولَا شَتَمَنِي، قالَ: إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ أَوْ كما قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ) صحيح مسلم ..

* ومعنى (كهرني) : أي زجرني أو نظر إلى بوجه عبوس..

* وقد كان رد السلام جائز في أول الأمر .. لحديث بن مسعود حيث قال (كُنَّا نُسَلِّمُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو في الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِن عِندِ النَّجَاشِيِّ، سَلَّمْنَا عليه فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ في الصَّلَاةِ فَتَرُدُّ عَلَيْنَا، فَقالَ: إنَّ في الصَّلَاةِ شُغْلًا) صحيح مسلم .

* ولكن النبي منعه حتى لا يلتفت المسلم لغير الصلاة مع الله ..
فظهر بذلك مفهوم (لا يصلح فيها شيء من كلام الناس) .. وهو التواصل مع الناس وأنت في الصلاة .. حتى ولو كان بأمر مباح شرعا ومندوبا إليه وهو إلقاء السلام  ..

3- الدعاء إلى الله عبادة مثل الذكر وقراءة القرآن .. والصلاة هي عبادة .. فدل ذلك على أنها ليست من كلام الناس .. بل مما يتقرب به العبد إلى الله في حضرة الله على سبيل الوسيلة إلى الله .. لأن الدعاء إلى الله ليس من كلام الناس ..!!

4- قوله تعالى (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) النساء32 .. دل على أن طلب الفضل من الله للدنيا والآخرة هو أمر إلهي .. ولا علاقة له بكلام الناس في شيء ..!!

5- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ) صحيح مسلم .
فدل هذا الحديث على مطلق الدعاء في السجود دون تخصيص له بالمأثور عن النبي ..!!

6- عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ (أي جدير وحقيق) أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) صحيح مسلم .
* معنى (فقمن) : أي جدير وحقيق أن يستجاب لكم لما تجتهدوا في الدعاء .
والله أعلم ..

7- وليس هناك حِجرا على سؤال الله أي شيء وأي طلب حتى ولو مطالب دنيوية .. لأنها دعاء إلى الله .. والدعاء عبادة ولا علاقة لها بكلام الناس في شيء .. فعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ . يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ . يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ . يَا عِبَادِي ! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ) صحيح مسلم ..

* قال الشيخ محمد  بن موسى الإثيوبي الوَلَّوِي :
قال الإمام أبو بكر ابن المنذر رحمه الله تعالى (المتوفى: 319هـ) :
قال الله جلّ ذكره: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} الآية [غافر: 60] وثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أما الركوع، فعظموا فيه الربّ، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء ، فإنه قَمنٌ (أي جدير) أن يستجاب لكم) ..
فقد ندب الله جل ذكره عباده إلى دعائه ، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الساجد بالاجتهاد في الدعاء ، ولم يخصّ دعاء دون دعاء ، فللمرء أن يدعو الله في صلاته بما أحب ، ما لم يكن معصية ، وجاءت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دالّة على صحة هذا القول .
قال: وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا تشهد أحدكم ، فليتعوذ من أربع، ثم ليدع ما بدا له) .
قال: وفي قوله: (ثم ليدع ما بدا له) إباحة للدعاء مما في القرآن ، ومما ليس في القرآن، مما يخاطب به العبد ربه من أمر دينه ودنياه، غيرُ جائز حظر شيء من الدعاء بغير حجة.

* وقال أيضا في موضع آخر: ندب الله جلّ ذكره إلى الدعاء في كتابه ، وثبتت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه دعا في صلاته ، وعلمهم الدعاء في الصلاة ، وثبت عنه أنه قنت ، فدعا لقوم ، وعلى قوم بالدعاء ، فالدعاء بالخير مباح في الصلاة بما أحب المرء من أمر دينه ودنياه ، ويدعو لوالديه ، ولمن أحب من إخوانه ، يسميهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، والسنن الثابتة دالّة على ذلك.
وقد روينا عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أنه قال: (إني لأدعو لسبعين أخا من إخواني، وأنا في الصلاة، أسميهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم) ، وكان عروة بن الزبير يقول في سجوده: (اللَّهم اغفر للزبير، اللَّهم اغفر لأسماء). وقال الشعبي: (ادع في الصلاة بكل حاجة لك). ودعا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قنوته في الصلاة على قوم سماهم. ودعا أبو عبد الرحمن السلمي على قَطَرِيّ -يعني ابن فُجَاءة، من رؤوس الأزارقة الخوارخ-.

* قال: وممن كان لا يرى بالدعاء في الصلاة بأسا: مالك بن أنس، قال: لا بأس أن يدعو الرجل بجميع حوائجه في المكتوبة "أي في الصلاة"، حوائج دنياه وآخرته ، وهذا مذهب الأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور.
انتهى كلام ابن المنذر رحمه الله تعالى ملخصا (نقلا عن الأوسط ج3 ص142-244).

* قال الجامع عفا الله تعالى عنه: ما قاله الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى هو الراجح عندي فيُشرَع الدعاء في الصلاة بكل مباح يحتاج إليه المصلي ، ويجوز أن يطلبه من ربه عز وجلّ.
والحاصل أن المذهب الراجح : جواز الدعاء في الصلاة بالأشياء المباحة من الأمور الدنيوية والأخروية ، لإطلاق النصوص في ذلك ، قولا وفعلا .
شرح سنن النسائي " ذخيرة العقبى" ج14 ص114


****************************
مسألة (18)
..:: هل يصح الدعاء في جلسة التشهد الأول (الأوسط) من صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ؟ ::..

قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
* الذي عليه عامة الفقهاء .. هو أن الدعاء يكون في جلسة التشهد من آخر جلسة في الصلاة .. وبعد الصلاة الإبراهيمية ..
ودليلهم :
1- عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: (عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، فَكُنَّا نَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ اللهِ حِينَ أَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا جَلَسَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ، وَفِي آخِرِهَا عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " ..
قَالَ: " ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ تَشَهُّدِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ يُسَلِّمَ ) رواه أحمد برقم4382 – وقال الهيثمي : رجاله ثقات ..، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند : صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق- وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه ، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين ..

* رأي آخر :

وهنا الرأي قال بأنه يصح الدعاء بعد في التشهد الأوسط بعد (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله ) .. ثم يدعو .. ثم يقوم للركعة الثالثة .. وهكذا ..
ودليلهم :
1- عن عبد الله بن مسعود قال : ( كنا إذا قعدنا في الصلاةِ قلنا : السلامُ على اللهِ السلامُ علينا من ربِّنا السلامُ على جبريلَ وميكائيلَ السلامُ على فلانٍ السلامُ على فلانٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ : إن اللهَ هو السلامُ فإذا قعدتم في الصلاةِ فقولوا : التحياتُ للهِ والصلواتُ والطيباتُ السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين .. (فإنه إذا قال ذلك أصابت كلَّ عبدٍ صالحٍ في السماءِ والأرضِ) .. أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ثم يتخيرُ من الكلامِ ما شاء ) رواه البخاري وأحمد .

* وفي رواية بن حبان بلفظ ( ثمَّ لِيتخيَّرْ مِن الدُّعاءِ ما أعجَبه فليَدْعُ به ربَّه )  

* وفي رواية النسائي بلفظ : ( كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين ، غير أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا ، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه ! ! فقال : إذا قعدتم في كل ركعتين ، فقولوا : التحيات لله ، والصلوات ، والطيبات . السلام عليك أيها النبى ورحمه الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه ، فليدع الله عز وجل) رواه النسائي بسند صحيح .

* ولم يأت تخصيص في هذه الرواية على أن الدعاء فقط في التشهد الأخير ..!! بل الدعاء يكون بعد التشهد عموما .. سواء الأوسط أو الأخير .. دون تخصيص ..!!

2- عن السيدة عائشة قالت : (كنَّا نُعِدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سواكَهُ وطَهورَهُ فيبعثُهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لما شاءَ أن يبعثَهُ منَ اللَّيلِ فيستاكُ ويتوضَّأُ ويصلِّي تسعَ ركعاتٍ لا يجلسُ فيهنَّ إلَّا عندَ الثَّامنةِ ويحمَدُ اللَّهَ ويصلِّي على نبيِّهِ ويدعو بينهنَّ ولا يسلِّمُ تسليمًا ثمَّ يصلِّي التَّاسعةَ ويقعدُ ـ وذَكرَ كلمةً نحوَها ـ ويحمدُ اللَّهَ ويصلِّي على نبيِّهِ ويدعو ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يُسمِعُنا ثمَّ يصلِّي ركعتينِ وهوَ قاعِدٌ) صحيح النسائي .

* وفي رواية بلفظ (كُنَّا نُعِدُّ له سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ ما شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لا يَجْلِسُ فِيهَا إلَّا في الثَّامِنَةِ، فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّ التَّاسِعَةَ، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ ما يُسَلِّمُ وَهو قَاعِدٌ، فَتِلْكَ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يا بُنَيَّ) صحيح مسلم .

* فهذه الروايات عن السيدة عائشة .. نص واضح في جواز الدعاء بعد التشهد الأول ...!!

* وقال أصحاب الرأي الأول قالوا .. أن حديث بن مسعود أوضحته الزيادة التي عند أحمد .. وهو أن الدعاء في التشهد الأخير ..

* وحديث السيدة عائشة .. دليل على فعل ذلك في صلاة النفل خاصة قيام الليل .. وأيضا دليل فعل النبي هو لبيان الجواز دون الإستحباب .


*****************************
مسألة (19)
..:: لماذا تختم الصلاة فتقول ( السلام عليكم ورحمة الله ) ؟ ::..

قلت خالد (صاحب الرسالة) ..
* لما كانت الصلاة ما هي إلا أدبا في حضرة الله .. وهذا الأدب يستلزم منك الدوام .. فكان السلام منك على من حولك هو استكمالا لحال الأدب مع الله الذي كان في الصلاة .. فكان سلامك عليهم هو إعلانا منك بدوام الأدب مع الله في خلقه .. كما كانت تكبيرة الإحرام هي إعلانا منك بالإلتزام بأدب العبودية مع الله في صلاتك معه ..
* فكان بداية الصلاة أدبا مع الله .. وختام الصلاة أدبا لله .. حتى يظل حالك موصول بالله في الصلاة وبعد الصلاة بالأدب بين يديه سبحانه .. والله أعلم ..

* وتستطيع أن تقول : أن الصلاة بدأت بالجلال الإلهي (الله أكبر) .. وختمها بالجمال الرباني (السلام عليكم) .. تحية من عند الله بينكم وبين بعضكم البعض عباد الله ..

* وفي ذلك إشارة إلى أن التعامل يكون بين العباد بجمال القلوب  وليس بجلال النفوس .. أي بالرحمة والأدب فتعاملوا حسن الخلق .. وليس بالذل والتعالي وقلة الأدب أي لا تتعاملوا بسوء الخلق .. والله أعلم .

* دليل التسليم من الصلاة :
1- عن عبد الله بن مسعود قال (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ " يسلِّمُ عن يمينِهِ: السَّلامُ عليْكم ورحمةُ اللَّهِ حتَّى يُرى بياضُ خدِّهِ الأيمنِ، وعن يسارِه: السَّلامُ عليْكم ورحمةُ اللَّهِ حتَّى يرى بياضُ خدِّهِ الأيسرِ) صحيح النسائي .

2- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ) صحيح أبي داوود ..
* معنى (الطهور) : الوضوء ..
* ومعنى (تحريمها التكبير) : أن تقول "الله أكبر" .. وتم تسميتها بالتحريم .. لأنك بذلك تحرم عليك ما كان مباح لك من أعمال الحياة طالما في الصلاة .. فلا تتكلم مع الناس و تلتفت لغير الله ..
* ومعنى (تحليلها التسليم) : أي الخروج من الصلاة يكون بالتسليم .


2- عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَلَامَ تُومِئُونَ بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ ؟ إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَخِيهِ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ) صحيح مسلم .

* معنى (أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ) : أي لا تحركوها أيديكم يمينا ويسارا مع حركة الرأس يمينا ويسارا كما تحرك الخيل ذيلها يمينا ويسارا .

* قال الإمام النووي رحمه الله :
يَنْوِي الْإِمَامُ : بِالتَّسْلِيمَةِ الْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامَ عَلَى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَعَلَى الْحَفَظَةِ ، وَيَنْوِي بِالثَّانِيَةِ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَلَى يَسَارِهِ وَعَلَى الْحَفَظَةِ ..

* وَيَنْوِي الْمَأْمُومُ : بِالتَّسْلِيمَةِ الْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ ، وَالسَّلَامَ عَلَى الْإِمَامِ وَعَلَى الْحَفَظَةِ وَعَلَى الْمَأْمُومِينَ مِنْ نَاحِيَتِهِ فِي صَفِّهِ وَرَائِهِ وَقُدَّامِهِ ، وَيَنْوِي بِالثَّانِيَةِ السَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ وَعَلَى الْمَأْمُومِينَ مِنْ نَاحِيَتِهِ ، فَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ قُدَّامَهُ نَوَاهُ فِي أَيِّ التَّسْلِيمَتَيْنِ شَاءَ  .

* وَيَنْوِي الْمُنْفَرِدُ : بِالتَّسْلِيمَةِ الْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ , وَالسَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ , وَبِالثَّانِيَةِ السَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ , وَالْأَصْلُ فِيهِ مَا رَوَى سَمُرَةُ رضي الله عنه قَالَ : (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى أَنْفُسِنَا وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى  بَعْضٍ ( ...

* وَإِنْ نَوَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَنْوِ مَا سِوَاهُ جَازَ .. لِأَنَّ التَّسْلِيمَ عَلَى الْحَاضِرِينَ سُنَّةٌ ...
المجموع للنووي ج3 ص456


* والخلاصة : أن المصلِّي ينوي بسلامة من الصلاة ثلاثة أمور :
 -1الخروج من الصلاة  .
2- السلام على الملائكة الحفظة  .
3- السلام على إخوانه المصلين  .

* وإذا كان يصلي منفردا فإنه ينوي بالسلام الخروج من الصلاة والسلام على الملائكة الحفظة ..


***************************************
..:: ختام التجربة الروحية مع ركعة الصلاة ::...

* وبهذا يكون ختام التعريف بركعة الصلاة كاملة بإشاراتها وحكمتها وما يدور بداخلك من أسئلة تجاه الصلاة من قيام وركوع وسجود وتشهد وتسليم .. وقد ذكرت لك من حكمة الصلاة ما يثبتك عليها ويزيدك إيمانا ويقينا .. وأنها ليست مجرد حركات وأقوال .. وإنما هي ارتقاءات في العلاقة مع الله ..!!


* ويتبقى لك عندي بعض المسائل التي قد تحتاجها .. وأذكرها لك كتتمة لختام هذه الرسالة .. إن شاء الله تعالى ..

**************************
يتبع إن شاء الله تعالى
******************************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 25 تعليقًا:

  1. ماشاء الله لاقوة الا بالله

    ردحذف
  2. اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتحد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها جواره مع الرضوان الأكبر وعلى آله ذوي الجناب المطهر والحمد لله رب العالمين

    ردحذف
  3. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله صلاة عبد قلت حيلته ورسول الله وسيلته وأنت لها يا ألهي ولكل كرب عظيم ففرج عنا مانحن فيه بسرأسرار بسم الله الرحمن الرحيم

    ردحذف
  4. اللهم صل على سيدنا محمدٍ نبي الخلاص من كل شدة, والفرج والنجدة،
    والجاه عندك والقبول، فنعم المنتخبُ من خَلقك ونعم الرسول, فبه اللهم فَرِّجْ عنا وشَفِّعْه فينا واكسُنا اللهم ثوبَ المودة والقبول.

    ردحذف
  5. اللهم صل على سيدنا محمدٍ صلاةً تتجدد وتدوم، بدوام الله الحي القيوم، تُكشف بها عنا الهموم والغموم، وسلم عليه وعلى آله ما دارت الأفلاك والنجوم.

    ردحذف
  6. اللهم صل على سيدنا محمد وأفتح علينا بكل خير ظاهرا وباطنا بما تقربنا به إليك ولاتصرفنا به عنك وعلى اله وسلم

    ردحذف
  7. اللهم صل على النور الأحمدي والذات المحمدي ولاتحرمنا رؤياه في الدنيا ولاشفاعته في الأخرة وعلى اله وسلم

    ردحذف
  8. اللهم صل على سيدنا محمد سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمرشد بنوره في الكروبات فهو نور القلوب ووسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  9. هل في الأمكان جعل كتاب صلوات القلب لنوال القرب من الحبيب المصطفى
    على شكل ورد يومي مقسم

    مثل

    السبت = سبع صلوات
    الأحد = سبع صلوات
    الأثنين = سبع صلوات
    الثلاثاء = سبع صلوات
    الأربعاء = سبع صلوات
    الخميس = سبع صلوات
    الجمعة = سبع صلوات
    ..

    ربنا معكم

    لااله الا الله سيدنا محمد رسول الله

    ردحذف
    الردود
    1. لا مانع اكيد .. " من تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ منهُ ذراعًا ومن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ منهُ باعًا ومن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً ولو أنَّ عبدًا عملَ ملءَ الأرضِ خطايا لم يشرِك بي شيئًا غفرتُ لهُ ملءَ الأرضِ خطاياه "

      والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم الطاعات والقربات .. وتكون حسب الاستطاعة .. فيمكن قراءة ( صلوات القلب لنوال القرب ) كاملة ليلة الاثنين او نهاره .. وليلة الجمعة او نهارها .. او كل ليلة وقت السحر .. نسأل الله التوفيق وتمامه وكماله للجميع .. آمين

      حذف
    2. بالتوفيق يارب

      حذف
  10. أستاذنا غفر الله لك ذنبك ورفع قدرك وحببك إلى نبيك صل الله عليه وسلم
    هل صلاة النبي صل الله عليه وسلم في الصلاة على نفسه المطمئنه المطهره هو أمر تعبدي

    وصل اللهم على سيدنا محمد النبي الأميي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلي ذريته وأهل بيته

    ردحذف
    الردود
    1. صلاة النبي على نفسه .. هو أمر إلهي من الله . بان يدعو النبي لنفسه .. لأنه من الذين آمنوا (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه) ..
      وبالتالي فهي عبادة ..

      حذف
  11. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي من فيض " ليس كمثله شيء " وعلى آله وصحبه

    جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل وأفاض عليك بحبه وحكمة نبيه ودوام وصاله والغنى برضاه .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. وكأن ختم الصلاة بجلسة التشهد تقول لنا :

      على قدر حضورك مع الواحد القاهر .. تنال حظك من جبر الخاطر .. وإنما الأعمال بالخواتيم .. فأحسن قدومك ووقوفك وركوعك وسجودك .. يحسن الحنان المنان اليك في جلوسك .. ويتودد إليك بالتحية والسلام .. والاستئناس بسيد الأنام .. ليعجل لك نصيبا من " الذين أنعمت عليهم " .. !! .. فمن ذاق فاق .. ومن فاق اشتاق .. فيبقى في صلاة ليس بينهما فراق .. !!

      # قطرة ندى

      حذف
    2. جميل يا قطر .. جميل قولك ( من ذاق (الإيمان) فاق (من الغفلة النسيان) .. ومن فاق اشتاق (لحضرة الرحمن) .. فيبقى في صلاة ليس بينهما فراق (لأنه سبحانه قال ان الإحسان بالإحسان) ) ...!!!

      أحسنتي .. أحسن الله إليكي

      حذف
    3. صدق أستاذنا .. جميل يا قطر الندى
      طيب الله خاطرك حبيبتي و جعلك من أهل الإحسان

      تحياتي لك

      حذف
    4. وأحسن الله اليك استاذنا الفاضل وزادك من فضله حسنا وجمالا قولا وفعلا وحالا .. آمين يارب العالمين

      ولك بمثل ما دعوت وزيادة غاليتي هالة ♡

      حذف
  12. اللهم صل على سيدنا محمد سيد ولد آدم ولافخر اللهم اجعلنا بالصلاه على حبيبك أعزه نهتدى بها فى كل وقت وحين
    سيدى جزاك الله خير الجزاء وأغناك بفضله عمن سواه
    لقد جعلت الصلاه وما بها من حركات وسكانات مثل النسمه العليله التى تهب على النفس فينشرح بها الصدر وترتقى بها الروح لتنعم بالسكينه والطمأنينه فى الصلاه بين يدى الرحمن جل فى علاه.
    اللهم زدنا علما وتعلقا بديننا الحنيف الذى ارتضيته لنا وإجعلنا من عبادك الحامدين لك دائما وابدا
    آمين آمين يارب العالمين

    ردحذف
  13. *من قوانين محكمة يوم القيامة*

    تعرَّف على محكمة الآخرة قبل أن تقف فيها:

    *1- الملفات غير سرية*

    ﷽ ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾...

    *2- الحضور تحت حراسه مشدده*

    ﷽ ﴿ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾...

    *3-الظلم مستحيل*

    ﷽ ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾.. ...

    *4- ليس هناك محامٍ يدافع عنك*

    ﷽ ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾..

    *5- الرشوة والواسطة مستحيلة*

    ﷽ ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾...

    *6- لا يوجد تشابه أسماء*

    ﷽ ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾...

    *7- استلام النطق بالحكم باليد*

    ﷽ ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾...

    *8- لا يوجد حكم غيابي*

    ﷽ ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾...

    *9- لا يوجد نقضٌ أو استئناف*

    ﷽ ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾...

    *10-لا يوجد شهود زور*

    ﷽ ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }...

    *11-لا توجد ملفات منسيه*

    ﷽ { أحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ }

    *12- ميزان دقيق للأعمال*

    ﷽ {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسبين }

    ولاحول ولاقوة الابالله العلى العظيم

    أعملو لوقفة بين يدى الله فى يوم عظيم 🌷

    ردحذف
    الردود
    1. جميل ها البوست يا مجد ..
      ولكن يتم تعديل البند رقم (9) .. بهذه الآية :
      {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} فاطر37

      تحياتي لك

      حذف
    2. حاضر ياأستاذ خالد
      بأعدله الآن
      .....................

      *من قوانين محكمة يوم القيامة*

      تعرَّف على محكمة الآخرة قبل أن تقف فيها:

      *1- الملفات غير سرية*

      ﷽ ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾...

      *2- الحضور تحت حراسه مشدده*

      ﷽ ﴿ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾...

      *3-الظلم مستحيل*

      ﷽ ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾.. ...

      *4- ليس هناك محامٍ يدافع عنك*

      ﷽ ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾..

      *5- الرشوة والواسطة مستحيلة*

      ﷽ ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾...

      *6- لا يوجد تشابه أسماء*

      ﷽ ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾...

      *7- استلام النطق بالحكم باليد*

      ﷽ ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾...

      *8- لا يوجد حكم غيابي*

      ﷽ ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾...

      *9- لا يوجد نقضٌ أو استئناف*

      ﷽ ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ )

      *10-لا يوجد شهود زور*

      ﷽ ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }...

      *11-لا توجد ملفات منسيه*

      ﷽ { أحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ }

      *12- ميزان دقيق للأعمال*

      ﷽ {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسبين }

      ولاحول ولاقوة الابالله العلى العظيم

      أعملو لوقفة بين يدى الله فى يوم عظيم 🌷

      حذف
  14. نورت اخى وحبيبى واستاذى (خالد)

    ردحذف
  15. بوركت أستاذنا الكريم وبارك الله سعيك وزادك علما يقربك من الله عزوجل وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

    ردحذف
  16. جزاك الله كل خير ربنا يزيدك علم ويعلمنا ماجهلنا

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف