الروحانيات فى الإسلام: ج12: رسالة الرِّفعةِ والمَكانة - الله مولى الوجود – الرسول مولى المؤمنين – المؤمنون مولى لبعضهم - كيف تكون ولاية المؤمن لأخوة المؤمن - لماذا قال الله ( إنما وليكم ) ولم يقل ( أولياؤكم) - التوكل والأسباب وعلاقته بقوله (إنما وليكم) - متمصوفة ضلوا الطريق اعتقدوا في الأسباب وتركوا التوكل - لماذا قال الله تعالى (ومن يتول) ولم يقل (والذين يتولون) - لماذا قال الله (حزب الله) ولم يقل (حزب الله ورسوله) - كيف تتولى الله ورسوله والمؤمنون .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 8 يونيو 2018

Textual description of firstImageUrl

ج12: رسالة الرِّفعةِ والمَكانة - الله مولى الوجود – الرسول مولى المؤمنين – المؤمنون مولى لبعضهم - كيف تكون ولاية المؤمن لأخوة المؤمن - لماذا قال الله ( إنما وليكم ) ولم يقل ( أولياؤكم) - التوكل والأسباب وعلاقته بقوله (إنما وليكم) - متمصوفة ضلوا الطريق اعتقدوا في الأسباب وتركوا التوكل - لماذا قال الله تعالى (ومن يتول) ولم يقل (والذين يتولون) - لماذا قال الله (حزب الله) ولم يقل (حزب الله ورسوله) - كيف تتولى الله ورسوله والمؤمنون .

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء الثاني عشر)
( رسالة الرِّفعةِ والمَكانة )
..:: في جواز الأدب مع النبي ب "سيدنا ومولانا" ::..

( اللهم علِّمنا الأدب معك ومع نبيك .. آمين)


* فهرس :
..:: الفصل السادس والعشرون ::.. الأدلة على جواز قول "مولانا" للنبي ::
1- الله مولى الوجود – الرسول مولى المؤمنين – المؤمنون مولى لبعضهم ؟
2- ما الفرق بين ولاية التأييد والنصر وموالاة التأييد والنصر ؟
3- من هو المؤمن الحق ؟
4- (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ) ؟
5- كيف تكون ولاية المؤمن لأخوة المؤمن ؟
6- لماذا قال الله ( إنما وليكم ) ولم يقل ( أولياؤكم) ؟  
7- التوكل والأسباب وعلاقته بقوله (إنما وليكم) ؟
8- متمصوفة ضلوا الطريق .. اعتقدوا في الأسباب وتركوا التوكل ..؟


..:: الفصل السابع والعشرون ::.. (استكمال معاني آيات المائدة)
9- (وَمن يتول الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا فَإِن حزب الله هم الغالبون) ؟
10- لماذا قال الله تعالى (ومن يتول) ولم يقل (والذين يتولون) ؟
11- لماذا قال الله (حزب الله) ولم يقل (حزب الله ورسوله) ؟
12- كيف تتولى الله ورسوله والمؤمنون ؟
13- الموالاة والمعاداة في نفس المؤمن كيف تكون ؟

****************************
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل معكم رسالة الرفعة والمكانة .. مع البحث في الأدلة عن جواز كلمة "مولانا" للنبي صلى الله عليه وسلم ..

* واعذروني لو خرجت قليلا عن إثبات الأدلة إلى معلومات جانبية .. لأن لي عشق مع اسم الله (المولى) .. لا يوصف .. ولا أحسب أن أحد كتب فيه كما رزقني الله تعالى .. ولازال يرزقني فيه من واسع عطاءه .. فسامحوني على الإطالة ولكن ستجدون فيه كلاما مبهجا .. يجعلك تزداد تعلق باسم الله المولى .. وسيجعلك تفهم أيضا أن رسول الله مولانا ..

* ولكن سيظل اسم المولى .. هو مناجاة القلوب في حضرة المحبوب العلي الأعلى .. سبحانه وتعالى ..

* نبدأ بسم الله ..
توكلت على الله ..

********************************
..:: الفصل السادس والعشرون ::..
:: الأدلة على جواز توقير النبي بلفظ  "مولانا" ::
***************************************
(الأدلة من القرآن)
(1)
..:: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمن يتول الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا فَإِن حزب الله هم الغالبون) المائدة 54-56 ::..
*************************************

(1)
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ )
..:: الله مولى الوجود – الرسول مولى المؤمنين – المؤمنون مولى لبعضهم ::..
(ما الفرق بين ولاية التأييد والنصر وموالاة التأييد والنصر ؟)

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
قلنا سابقا أن الولي .. جاءت من كلمة "يلي" أي الذي يليك .. أو القريب منك .. وهذا القريب قد يكون قريب منك مكانا أو نسبا .. وهو الذي من المفترض أن تأتمنه على نفسك وترجو منه الخير والنفع لك والرعاية بك .. ومن ذلك ولي الأمر كالحاكم أو الوالد أو العالم أو المربي أو كل من يهتم بك ويرعاك ..!!

* فما بالك برسول الله ولي المؤمنين .. وما بالك بالله الولي تبارك وتعالى وهو المقصود في كل شيء لأنه النافع حقا والضار حقا .. وكل شيء بيده سبحانه ..؟!!

* فالولي : إن فعل لك ما ترجوه كان هو مولاك .. أي معينك وناصرك ومحبك ..

* وكأن ولاية (التأييد والنصر والمحبة) .. قصد إلى ورجاء من اتخذته وليا ..
وموالاة (التأييد والنصر والمحبة) .. فعل وإجابة إلى ما قصدته ورجوته ..

* ولذلك في عالم الإنس : كل مولى (بمعنى ناصر ومحب) فهو ولي ..، وليس كل ولي هو مولى ..
ولذلك لا يقال (ولي ومولى) إلا للرسول والمؤمنون حقا .. !!
فكم من أولياء للأمور .. وهم مفسدون .. فكيف يكونوا مولى لك ؟!!

* إذن ولي المؤمنين أو ولي الأمر .. هو مولاهم .. طالما قصدوه فنفعهم وأجابهم ..

* طالما الله ولي ، ورسوله ولي ، والمؤمنون حقا أولياء لبعضهم البعض .. فهؤلاء يقال لهم مولاي .. كلا بقدر مقامه وصفته ..

* فالخالق سبحانه : مولى الوجود (الدنيا والآخرة) .. فهو مولى المؤمن (بالنصر والمحبة) ..، ومولى الكافر (بالقهر والغلبة) .. وراجع ما ذكرناه تفصيليا عن مفهوم معنى أن الله مولى الكافر في (رسالة الولي المولى) ..

* أو تستطيع أن تقول عن اسم الله المولى : هو المتصرف في الوجود كيفما يريد .. القاهر بلا حدود .. الفاعل بلا قيود .. في الدنيا والآخرة .

* والرسول : مولى المؤمنين بسلطة من الله وليس من نفسه .. فهو محب للمؤمنين ومرشدهم لسبيل الحق ومنتصر لهم بالله ..

* والمؤمنون : مولى بعضهم لبعض .. لأنهم ينفعون بعضهم بعضا بمنهج الله والمعونة في الدنيا والحياة بالثبات على الحق حتى لا ينحرفوا إلى الباطل .

* قال الشيخ العلامة الفيروز أبادي رحمه الله :
والوَلُّي والمَوْلَى : وكلّ واحِدٍ منهما يُقال في معنى الفاعِل أَي المُوالِي ..، وفي معنى المفعول أَي المُوالَى.
بصائر ذوي التمييز ج5 ص281 .. مختصرا .

* معنى كلام الفيروز أبادي رحمه الله .. أَنَّ الْعَبْدَ وَلِيُّ اللَّهِ كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) يُونُسَ62 ..، وَاللهُ وَلِيُّ الْعَبْدِ كما قَالَ تَعَالَى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) الْبَقَرَةِ257 .. فَثَبَتَ أَنَّ الرَّبَّ وَلِيُّ الْعَبْدِ وَأَنَّ الْعَبْدَ وَلِيُّ الرَّبِّ ..

* وَأَيْضًا من صفات القرآن التي يكون لها معنى الفاعل مرة ومعنى المفعول مرة أخرى .. هو صفة المحبة .. فالرَّبُّ حَبِيبُ الْعَبْدِ وَالْعَبْدُ حَبِيبُ الرَّبِّ قَالَ تَعَالَى: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) الْمَائِدَةِ54 ..، وَقَالَ: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) الْبَقَرَةِ165 ..

* فإذا عرفت ما سبق .. فتعال معي إلى التأمل في الآيات السابقة .. في عبارات موجزة ..

********************************

..:: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ) ::..
(ومن هو المؤمن الحق ؟)

* قال الشيخ السمرقندي رحمه الله (المتوفى: 373هـ):
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) وذلك أن عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن اليهود أظهروا لنا العداوة، وحلفوا أن لا يخالطونا في شيء، ومنازلنا فيهم، بعيدة من المسجد، ولا نجد محدثاً دون هذا المسجد، فنزلت هذه الآية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) يقول: حافظكم وناصركم الله ورسوله وَالَّذِينَ آمَنُوا فقال: يا رسول الله رضينا بالله ورسوله، وبالمؤمنين.
وقال الضَّحَّاك: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، أتاه بنو أسد بن خزيمة، وهم سبعمائة رجالهم ونساؤهم. فلما قدموا المدينة. فقالوا: يا رسول الله اغتربنا وانقطعنا عن قبائلنا، وعشيرتنا فمن ينصرنا ؟ فنزل (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) .(ج1/ص400)
تفسير بحر العلوم للسمرقندي ج1 ص400

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
(إنما وليكم) .. الولي هنا بمعنى : ولاية النصرة والمحبة والتأييد والرجاء في الشدائد .. أي أنك لو قصدت طلب المحبة والنصرة والتأييد ورجوت مساعدة في شدتك .. فلن تجدها إلا عند الله ومن اتبعوه من الرسول والمؤمنون حقا .

* ولكن أي مؤمنين ؟
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم خاضعون برضا لأداء الأوامر الإلهية طلبا لمرضاته .. كما في الآية التي معنا (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة55 ..
ولهم وصف آخر في آية أخرى .. ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) الأنفال72
ووصف في آية أخرى .. (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة71 ..

* إذن ليس أي مؤمنين .. بل مؤمنون حقا .. ولهم صفات معينة هم الذين تتخذ منهم أولياء لك في الحياة حتى تستقيم لك حياتك .. وهم الموصوفون في الآيات السابقة بأدق تفصيل ..!!

* والمؤمن الحق الولي الصادق تجده في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال74

****************************

..:: كيف تكون ولاية المؤمن لأخوة المؤمن ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
* من نماذج ولاية المؤمنين لبعضهم البعض بمعونة الحياة .. كما يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: « من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ، ومَن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه » .

* ومن نماذج ولايتهم لبعض بمعونة النصر .. كما يقول تعالى ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) الأنفال72

* ومن نماذج ولايتهم لبعض بمعونة الدين .. كما يقول تعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )

* ومن نماذج ولايتهم لبعض بمعونة المودة والرحمة (  وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر9

* وستلاحظ أن قوله تعالى (إنما وليكم ... ) وهي أداة قصر .. كأنه يقول لك أن الولي الحق لك الواجب اتباعه دون غيره هو الله ورسوله وأهل الله المؤمنين المتبعين للرسول .. كما قال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة100

********************************

..:: لماذا قال الله ( إنما وليكم ) ولم يقل ( أولياؤكم) ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
* ونجد أن الله سبحانه وتعالى قال ( إنما وليكم ) ولم يقل (إنما أولياؤكم) ؟ ليه ؟
قال العلماء : لأن هناك ولي أصيل وولي تابع لهذا الأصيل .. يعني إيه ؟
يعني الولي الأصيل الواجب اتباعه هو الله .. والولي التابع لهذا الأصيل هو رسول الله أيضا واجب اتباعه .. والولي التابع لهذا التابع لله وهم المؤمنون .. هم أيضا واجب اتباعهم (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) ..

* وكأن الله يخبرك .. أنه لا ولي في الوجود حقيقة إلا له وحده سبحانه .. فلا تتولي غيره فتضيع وتضل .. وقد منح رسوله الولاية منه .. ومنح أوليائه الولاية من اتباع رسوله .. فهو الأصل الذي لا تغفل عنه أبدا .. فدائما ابحث عن موالاة الله في اتباع الرسول واتباع سبيل المؤمنين الذين اتبعوا الرسول في ظاهرهم وباطنهم ( لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف158 ..

* يبقى خد بالك أن الرسول هو مولاك بما أعطاه الله من ولاية خاصة قد استمدها من مولاه الملك الحق المبين ..
وليس للرسول ولاية من ذاته .. لا .. فهو تابع لمولاه .. وقد استمد من مولاه ولايته على الناس .. فكان مولى لهم مستمدا ذلك من الله ..

* فقولك عن الرسول توقيرا له "أنه سيدنا ومولانا" .. فهي منسوبة في الأصل لله وليس للرسول .. وكأنك رأيت الله في الرسول .. أي رأيت الإيمان الحق بالله في صدق اتباع الرسول .. وكأنك تشهد بهذه الكلمة على رسالته حقا وصدقا .. وأنه استمد سيادته وولايته من مولاه سبحانه وتعالى ..

* بل ولو قلت توقيرا كلمة (مولانا) لمؤمن صادق .. فهذه الكلمة لأنك رأيت الله فيه .. فقد رأيت صدق إيمانه في أقواله وأفعاله بالله ولله .. فكان من خيار الناس لانطباع نور الإيمان على قلبه حتى أشرق على وجهه .. وكأن تشعر بسكينة في مجالسته وطمأنينة وتحب ذكر الله في وجودك مع هذا الرجل المؤمن لأن وجودك معه يذكرك بالله .. كما قال النبي ( خياركم الذين إذا رءوا ذكر الله عز وجل ) ..

* وعلى خلاف ذلك تجد من تولى غير سبيل الرسول والمؤمنين التابعين للرسول .. فماذا حالهم ؟
يقول تعالى : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ) الفرقان 27-29 .

* فانظر إلى حال نفسك من تريده أن يكون وليك ومولاك .. هل الله ورسوله والمؤمنون حقا .. أم غير الله وغير الرسول وأهل الغفلة ..!!
فهذا اختيارك ..!!

* ولا تنسى أن ولايتك للرسول و للمؤمنين .. هي ولاية لله على وجه الحقيقة .. لأن ولايتهم مستمدة من مولاهم الملك الحق المبين ..
والله أعلم .

*********************************

..::  والتوكل والأسباب وعلاقته بقوله (إنما وليكم) ::..
!!.. ومتمصوفة ضلوا الطريق .. اعتقدوا في الأسباب وتركوا التوكل ..!!



* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
كما قلنا أن الله سبحانه قال (إنما وليكم) وليس أولياؤكم .. للدلالة على أن الولي الحق الاصيل بالولاية هو الله .. ورسوله والمؤمنون هم أولياؤه بالتبعية ..

* إشارة خطرت على قلبي : وجدت في هذه الآية إشارة من قوله (إنما وليكم) .. للدلالة على أصل التوكل .. ثم اتباع الرسول والمؤمنون هو مثل الأخذ بالأسباب التابعة لهذا التوكل ..

* وكأن هذه الآية تلفتنا لنفهم التوكل والأخذ بالأسباب .. من حيث الولي الأصيل والولي التابع لهذا الأصيل ؟ كيف ذلك ..؟

* فأنت حينما تذهب لفعل شيء فعليك أن تتوكل في قلبك على مولاك سبحانه وتعالى طالبا معونته ومستمدا منه القوة ليعينك على الأسباب ويسخرها لك  .. ثم تبدأ تسعى في الوصول إلى الأسباب التابعة لله في الكون لتصل منها إلى مرادك بطريق الحلال والصواب كما يحب الله .. وهذه الأسباب قد تكون من خلال اتباع للنبي أو البحث عن أهل الله المؤمنين الذين يقضون حاجتك وييسرون لك طلبك .. لأنهم هم أولياء الله في أرضه ..
فكان طلبك منهم هو طلب من الله في الأصل .. لأنك طلبت الله في قلبك أولا متوكلا عليه .. فسخر لك أسبابه ..!!

* يبقى الأخذ من الله توكلا يكون في القلب ابتداء ليسخر لي أسبابه .. ثم اسعى لطلب الأسباب والبحث عنها بما هو لا يخالف منهج الله ..
فكان الله هو في باطنك ابتداء (بالتوكل عليه) .. وفي ظاهرك انتهاء (بالأخذ بالأسباب التي طلبك أن تسعى إليها) .. فيكون بذلك ظاهرك وباطنك بالله مشغولا ..

* ولذلك من يأخذون بالأسباب فقط .. فهم يأخذون من عطاء الربوبية دون الألوهية .. لاعتقادهم في الأسباب دون مسبب الأسباب وهو الله ..!!
فلما سقط الله من قلوبهم .. سقطت المعونة الإلهية (المنهج الإلهي من القلوب) .. فحدث الإنحراف والضلال والغفلة .. فانتبه لهذا الكلام جيدا .. !!
والله أعلم .

* ولذلك المتمصوفة الذين يتوكلون على مشايخهم في تغيير أحوالهم دون طلب مدد من الله وتوكل عليه واجتهاد في مجاهدة نفسه طلبا لمرضاة الله .. ثم يسعى مع توكله السابق .. لطلب أسباب الله التي تعينه في ذلك الأمر ..

* فإن لم يفعل ذلك فإنه يكون قد فقد التوكل على الله .. ولم يجعل الله وليه في الأصل .. واعتقد في ولي الله التابع .. ولذلك لن يكون له مدد روحي أبدا في الطريق إلى الله .. أبدا .. لأنه جعل الرابطة الروحية تستمد من التابع (ولي الله) وليس من الأصل (الله) .. فافهم ..!!

* يبقى لازم تستمد من الله العزيمة والقوة والإيمان متوكلا عليه في قلبك .. وتجاهد نفسك وتتبع الرسول في ظاهرك وباطنك قدر استطاعتك .. ثم يأتي دور أهل الله وأولياءه ليساعدوك على طريقك إلى الله ..!!
فبغير ذلك فأنت مغرور ضال .. بلا ريب ..!!

* فالذي يبحث عن شيخ ليغير له أحواله .. دون توكل صادق في باطنه على الله مولاه الحق .. فقد ضل الطريق إلى الله وقطع مدد الإتصال بالله قبل أن يبدأ .. وكيف يكون له مدد من الله وقد أسقط الله من قلبه .. ولم يتأدب معه بالتوكل عليه ..  أفلا تعقلون ..!!

* لذلك يقولون لك .. أن أولياؤه هم أسبابه .. !!
نقول لهم : نعم لم نعترض أنهم أسباب الله .. ولكن هل تعلقت بالمسبب الأصيل (الله) وتوكلت عليه في قلبك مستمدا منه القوة العزيمة أولا ؟
أم أنك استسهلت الأمر وذهبت إلى الولي التابع مباشرة معتقدا فيه .. دون التوكل على الله أولا في قلبك لتطلب منه المدد  ..؟

* فهذا سؤال تجيب عليه أنت ..!! حتى تعرف حقيقة نفسك أمام نفسك .. هل أنت عبد لله حقا متوكلا عليه أم متواكلا على غيره .. !!

********************************
..:: الفصل السابع والعشرون ::..
:: (استكمال معاني آيات المائدة) ::
***************************************
..:: (وَمن يتول الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا فَإِن حزب الله هم الغالبون) المائدة 56 ::..

( لماذا الله تعالى قال (ومن) ولم يقل (والذين) ..؟!)

* قال الشيخ السمرقندي رحمه الله (المتوفى: 373هـ):
(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني: ومن يجعل الله ناصره ويجالس النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأصحابه فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ يعني: جند الله هُمُ الْغالِبُونَ. قال محمد بن إسحاق:
نزلت هذه الآية في «عبادة بن الصامت» ، حين تبرأ من ولاية اليهود يعني: يهود بني قينقاع ، وتولى الله ورسوله ، فأخبر الله تعالى أن العاقبة لمن يتولى الله ورسوله ، فإن الله ينصر أولياءه ، ويبطل كيد الكافرين، فذلك قوله تعالى: (فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ) يعني: هم الظاهرون على أعدائه والعاقبة لهم (ج1/ص401)
تفسير بحر العلوم للسمرقندي ج1 ص400-401 ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
* في الآية السابقة ( إنما وليكم الله ... ) كان إعلان من الله أن الولي الحق الواجب اتباعه ومحبته ونصرته وتأييده هو الله وليك ومولاك ورسوله والمؤمنون ..

* ولكن في هذه الآية ( ومن يتول الله ..... ) وعد من الله أن من يتبع ويؤيد ويحب وينتصر لله ورسوله والمؤمنين .. فهو قد أصبح من حزب الله .. وحزب الله هم الغالبون لأنهم يستمدون من الله ..

* ومعنى (يتول) : أي ينتصر ويؤيد ..

* والغريب في هذه الآية .. أن الله تعالى قال (ومن) ولم يقل (والذين) ..؟!
وكأنه سبحانه يشير إلى أن من ينتصر لله ورسوله والمؤمنون .. حتى ولو كان وحده .. فهو يسمى (حزب الله) .. فسواء كنت في جماعة فأنتم حزب الله .. أو كنت وحدك تنتصر لله وللرسول وللمؤمنين .. فأنت موصوف بأنك "حزب الله" ..

* فقد يمنحك الله من عزائم الرجال ما يجعلك به وكأنك حزب لوحدك تؤيد وتنتصر لله ولرسوله وللمؤمنين .. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم .. كما كان (زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيلٍموصوف في حديث النبي بأنه (يبعث أمة وحده يوم القيامة) .. لأنه أنكر أفعال المشركين وعبادة الاصنام وأكل أي طعام ذبح للأصنام وكان يعيش بعقيدة سيدنا إبراهيم (لا إله إلا الله) ..  فكان من حزب الله المخلصين الذين يبعثون كأمة وحده .. بالرغم من كونه كان فرد لوحده يدعو إلى الحق ..!!

* فلا تحزن من مجاهدتك في الدعوة إلى الله ونشر تعاليم رسوله ومساعدة المؤمنين .. مهما كنت وحيدا في بلاد بعيدة .. أو كنت تحارب أفكار وضلالات منتصرا لله ورسوله والمؤمنين .. أو كنت تساعد المؤمنين اتباعا للرسول وابتغاء مرضاة الله وواجهتك ظروف .. فاصبر واستبشر لأنك من حزب الله ..

* واعلم أنك طالما أنت ارتضيت تأييد الله ورسوله والمؤمنين فأنت من حزب الله الذي سيتم محاربته من حزب الشيطان .. وسيصيبك بلاء وأذى .. فاصبر واستبشر .. عسى أن تكون قد دخلت في وصف "حزب الله" .. واعلم أنك غالب لا محالة .. ولكن في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي أنت تريد .. لأنه فعال لما يريد كما تقتضي حكمته سبحانه .. ويكفي أنك موصوف عند الله ب "حزب الله" ..
وكأنك تقوم بدور جماعة كثيرة .. اجتمعت في شخصك أنت وحدك لتنتصر لله ورسوله والمؤمنين .
والله أعلم .

*****************************
..:: لماذا قال الله (حزب الله) ولم يقل (حزب الله ورسوله) ؟ ::..

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :
* وقال – سبحانه - فإن حزب الله ، ولم يقل حزب الله ورسوله ؟
للإشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعمل إلا بأمر من الله- تعالى- وأنه صلى الله عليه وسلم لا يستمد العون والنصرة إلا منه - سبحانه - .
التفسير الوسيط ج2 ص202


*****************************************
..:: كيف تتولى الله ورسوله والمؤمنون ؟ ::..
( الموالاة والمعاداة في نفس المؤمن كيف تكون ؟ )

* قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله :
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ تَعَالَى بِالْإِيمَانِ بِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ ، وَيَتَوَلَّ الرَّسُولَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِنَصْرِهِمْ وَشَدِّ أَزْرِهِمْ، وَبِالِاسْتِنْصَارِ بِهِمْ دُونَ أَعْدَائِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الْغَالِبُونَ ، فَلَا يُغْلَبُ مَنْ يَتَوَلَّاهُمْ ; لِأَنَّهُمْ حِزْبُ اللهِ تَعَالَى .
تفسير المنار ج6 ص366

* قال الشيخ إسماعيل حقي النازلي رحمه الله :
قال في التأويلات النجمية :
* فموالاة الله : في معاداة ما سوى الله كما قال الخليل عليه السلام (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) ..
* وموالاة الرسول : في معاداة النفس ومخالفة الهوى كما قال عليه السلام (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) ، وقال (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين) ..
* وموالاة المؤمنين : في مؤاخاتهم في الدين كقوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ، وقال عليه السلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
روح البيان ج2 ص407

* قال الشيخ بن تيمية رحمه الله ومعنى (ولي الله) :
(وَمن يتول الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا فَإِن حزب الله هم الغالبون)
أصل الْمُوَالَاة الْحبّ وأصل المعاداة البغض
وأصل الْمُوَالَاة هِيَ الْمحبَّة كَمَا أَن أصل المعاداة البغض فَإِن التحاب يُوجب التقارب والاتفاق والتباغض يُوجب التباعد وَالِاخْتِلَاف ..

* وَقد قيل الْمولي من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب وَهَذَا يَلِي هَذَا أَي هُوَ يقرب مِنْه .

* والعدو من العدواء وَهُوَ الْبعد وَمِنْه العدوة ..

* وَالشَّيْء إِذا ولي الشَّيْء ودنا مِنْهُ وَقرب إِلَيْهِ اتَّصل بِهِ كَمَا أَنه إِذا عدي عَنهُ ونأي عَنهُ وَبعد مِنْهُ كَانَ مَاضِيا عَنهُ ..

* فأولياء الله ضد أعدائه يقربهُمْ مِنْهُ ويدنيهم إِلَيْهِ ويتولاهم ويتولونه ويحبهم ويرحمهم وَيكون عَلَيْهِم مِنْهُ صَلَاة ..

* وأعداؤه يبعدهم ويلعنهم وَهُوَ إبعاد مِنْهُ وَمن رَحمته ويبغضهم ويغضب عَلَيْهِم ..

* وَهَذَا شَأْن المتوالين والمتعادين .. فَالصَّلَاة ضد اللَّعْنَة ، وَالرَّحْمَة والرضوان ضد الْغَضَب والسخط .. وَالْعَذَاب ضد النَّعيم .
جامع الرسائل لابن تيمية ج2 ص100

* قلت صاحب الموضوع :
أن كلام بن تيمية قد سبقة فيه الإمام القشيري رحمه الله .. في تفسيره .. ولكن الشيخ بن تيميه توسع فيه رحمه الله كما سبق بيانه ..

* وهذا نص ما قال الإمام القشيري رحمه الله :
(اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ)
المولى هنا بمعنى الناصر .. فالله ناصر للذين آمنوا ، وأمّا الكافرون فلا ناصر لهم .
أو المولى من الموالاة وهي ضد المعاداة ، فيكون بمعنى المحب فهو (مولى الذين آمنوا) أي محبّهم ، وأما الكافرون فلا يحبهم الله .
تفسير القشيري ج3 ص406 ..

***********************************
..:: الفصل الثامن والعشرون ::..
**********************************
(2)
الدليل الثاني
..:: ( واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً ) ::..

يتبع إن شاء الله تعالى
************************


والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 38 تعليقًا:

  1. غير معرف8/6/18 1:05 ص

    اللهم صل على محمد وال محمد


    ياارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
    اللهم صل على محمد واله وسلم

    ردحذف
  2. غير معرف8/6/18 1:25 ص

    فعلا تعلمت مع حظرتك حب وحلاوه في مناجات ومنادات الله عز والجول باسم مولاي ولكم فضل هذا بعد ان من الله عليا برحمته ان جمعني بحظرتكم من خلال هذه المنوره وليست المدونه


    الله يجازيك كل خير وزادك رفعه ومكنه ولايه من العلم والحب له ولدسوله ولي ولجميع الاخوه والاخوات بالمنوره المباركه هذه مدونه العلم والمعرفه

    يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
    اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ،صدقتي نسيم الصفا بتسميتك المدونة بالمنورة فمنذ عرفناها والنور يتسلل الى قلوبنا ليبدد الظلمات فيها ،اكرمك الله وسدد خطاك .

      حذف
  3. عوتب أحدالسلف في كثرة الصدقة حتى أوشك أن ينفد ما عنده
    فقال : لو أراد أحدكم أن ينتقل من دار إلى دار أكان يترك في اﻷولى شيئا ؟!!!
    ليتنا نفهمها إنها الحقيقة

    هناك عبارة كتبت على لوحة : ليس باستطاعتك أن تأخذ مالك معك لكن ... باستطاعتك أن تجعله يستقبلك
    أروع وصف للصدقة💔
    صباحكم أجمل بذكر الله

    ردحذف
  4. لماذا خص صلى الله عليه وسلم

    [اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا]

    أن يردد في ليلة القدر؟

    استشعر مايتضمنه معناها حين تدعوه .. حيث أن العفو هنا :

    عفو في الأبدان ، وعفو في الأديان ، وعفو من الديان .

    🌹فعفو الأبدان : شفاؤك من كل داء.

    🌹وعفو الأديان : توفيقك في الخير ، والعبادة ، وكل أعمال الآخرة .

    🌹وعفو الديان : الصفح والعفو والغفران من الله العفو الكريم المنان .. بمحو الذنب ، والتجاوز عنه ، وترك العقوبة عليه.

    ومن معاني العفو في اللغة : الزيادة ، والكثرة فعفو المال زيادته :
    ( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) أي مازاد عن النفقة الأصلية..

    فعفوه بأن يعطيك ماتسأل وفوق ماتسأل..

    فأكثروا من قولها فهي والله تغني عن كل دعاء..
    🌸اللهم إنك عفوٌّ، تُحبُّ العفوَ، فاعفُ عنا🌸

    فلا تُفرّط في ثانية
    فلا تفتر من تكرار
    "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.


    💕 اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر 💕

    .💗🌷💗🌷💗🌷💗 .

    ردحذف
  5. اللهم صل على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم .. جزاك الله خيراً و سدد رميك و نفع بك و أدام عليك حسن البيان آمين يارب العالمين.

    ردحذف
  6. رضي الله عنكم وأرضاكم وراضاكم أستاذي الأكرم خالد لما تنوّرون به قلوبنا جميعا، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

    ردحذف
  7. اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ،جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وزادك الله علما ونورا ،وزدنا ولا تنقصنا ولا تظن ولو لحظة اننا نمل من اطالة المواضيع وماعرفنا واحبننا اسم الله المولى الا من عندك ؛ فاللهم يامولانا كما عرفنا استاذنا بك فتولاه في الدارين وفي كل لحظة وطرفة عين وتنفس نفس ،اللهم آمين.

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إخواني عندي احساس أن البارح ليلة القدر و اليوم يومها. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا.

    ردحذف
  9. نقله ابن رجب الحنبلي رحمه الله عن ابن هبيرة فقال رحمه الله - ناقلا عن ابن هبيرة رحمه الله - : "وإن وقع في ليلة من أوتار العشر ليلة جمعة ، فهي أرجى من غيرها " .
    انتهى من " لطائف المعارف لابن رجب " (ص/203) .

    على العموم الليالي العشر كلها بركة. تقبل الله منا و منكم و عفا و صفح عنا بصفحه الجميل, و جعلنا على صراطه المستقيم, و صلى الله و سلم و بارك على نبينا و شفيعنا محمد و على آله و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    ردحذف
  10. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومدده وانواره تكسوكم يا اهل المدونة الكرام..
    جمعة مباركة على الجميع ..مملوءة بفيوضات المحبة الالهية..والقرب ..والوصال..يارب
    باركك الله معلمنا ومربينا الاكرم..وادامك الله نبعا في واسع ارضه .. نستقي منه ..ونستلذ من حسن مذاقاته التي لا نكاد نرتوي منها ..ابدا..امين..يارب..
    واسعدك الله بكل خير في الارض والسماء ..والدنيا والاخرة..يارب..


    ردحذف
  11. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    سيدى خالد.
    نرجوا من الله سبحانه وتعالى ان تكون ممن وصفوا(بحزب الله).
    ولا ازكى على الله احدا لكنى اشهد انك تجاهد معنا لتجعل من كلا منا (حزبا لله)
    لايخشى فى الله لومه لائم بل يقول الحق ليعلو الحق
    اللهم تقبل توبتنا وتقصيرنا فى عبادتك سبحانك يا واحد يا أحد ومعرفه
    آمين آمين يارب العالمين.

    ردحذف
  12. اللهم بروح من عندك ايدنا ومن علمك المكنون علمنا
    حينما تذهب لفعل شئ توكل على الله يقلبك اولا ثم سير فى الاسباب الذى طالبك بالسعى اليها
    وبذلك تكون باطنا وظاهرا بالله مشغولا...

    ردحذف
  13. منذ شهر تقريبا ، اتصلت عليا امي تخبرني ان فلانه جاءتها غيبوبة سكر وهي في الحمام ..كانت تصطحب طفلها (عامين تقريبا ) وقررت ان تاخد دش ..رغم نصيحة زوجها لها الا تفعل هذا وحدها في البيت وان الافضل ان تغتسل تحت حيث اسرة الزوج وحيث هو معهم ..الا انها رفضت ..!!

    رفضت لتسري عليها اقدار الله فيها ..!!
    عمر هذه الزوجة 22 عام تقريبا .. لكنها كانت تعاني من ارتفاع السكر كل فترة وتدخل في غيبوبة بسبب ذلك . !!
    ما نعرفه عن هذه البنت انها كانت تحب ان تفرح وتجري وتلبس وتتفسح ..وكانت تعاند اهلها كثيرا ..!!
    المهم دخلت الحمام مع ابنها..ضبطت الماء الدافيء ..وما ان استقرت في البانيو حتى جاءتها الغيبوبة...!!
    ولان ابنها صغير لا يفقه الكثير ،،لعب في صنبور الماء وحوله للساخن ..وللاسف كان السخان على اعلى درجة حرارة ..فاحترق ظهر الطفل وبعض اجزاء من جسده ، وصرخ بشدة حتى صعد والده ليسعفه ويسعف زوجته ..!!
    ربما نال ذاك الطفل الصغير بعض الحروق الشديدة ولكن الام نالت الحظ الأوفر والاشد .. حيث كانت مستلقيه تحت الماء الحارق وفي غيبوبة تامه ..!!
    حمل الزوج الملكوم زوجته وابنه لاقرب مشفى ..ولكن كان وضع الام اشد اسى من الطفل. ..
    ---------
    الجميع يصرخ من الألم ..
    -الام التي تعاني من حروق نالت غالب جسدها..
    -الطفل الذي عانى من حروق نالت نصف جسده تقريبا ..
    -الاب المتعسر ماديا العامل بصنعه بسيطه ..
    -والد الام ووالدتها الذين رافقوها في المشفى منذ اول علمهم بالمصيبه ..
    ظلت تعاني الام وتعاني ..حتى ساء حالها ودخلت عنايه مركزة مع اهمية نقل الدم يوميا لسؤ حالتها ..

    واليوم فقط انتهت حياة تلك البنت ..واتصلت امي :" لقد ماتت فلانه ..!!"

    ماتت متأثرة بحروقها ..وآلاامها ..
    ربما رحمها الله بهذا البلاء وذاك العذاب وتلك النهايه ..!!
    -------------------
    **رسائل**
    -قد تموت وانت شاب ..وانت طفل ..وانت صغير السن ، رحمة من الله بك ، فلربما لو عشت اكثر لازددت بعدا ومعاصي ..!!
    -قد تموت لانه نال منك دعوة من اب او ام وتمنوا موتك بعض الأوقات التي تعصيهم فيها ..فانتبه في علاقتك بوالديك ..ولينتبه الاباء من الدعاء..!!

    -قد تموت في ابتلاء شديد لعله يكفر عنك بعض من ذنوبك التي طالما لزمتك ...!!

    -قد تموت ليعفو الله عنك ويرحمك من دنيا تمنيت كثيرا ان تتخلص منها لانك ظننت ان الدنيا هي دار المتاع وسعيت لها لكنها ركلتك ..!!

    رسائل كثيرة هجمت عليا اليوم بعد موت هذه البنت الشابه .. جعلني اردد " الله يرحمك يافلانه " ..


    امتلاءت المستشفيات بالمبتلين..اللهم ارحمنا وارحمهم واشفهم وارفع عنا وعنهم ..اللهم آمين.

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتي هبة ..حقا قصة مؤثرة فعلا..رحمها الله وتغمدها برحمته واسكنها فسيح جنانه وغفر لها ..ما تقدم من ذنبها وما تاخر...

      اللهم اجعل خير عمرنا اخره وخير عملنا خواتيمه وخير ايامنا يوم نلقاك ..اللهم اغفر لنا وارحمنا انت مولانا ..اهدنا انت الهادي ، وتب علينا انك انت التواب الرحيم ، والطف بنا انك انت اللطيف الخبير..امين..يارب

      حذف
    2. آمين آمين آمين ...يا خديجة القلب الطيب ❤🌹

      حذف
    3. اسعدكي الله بكل خير في الارض والسماء ..والدنيا والاخرة.. يا هبة القلب الحنون.. المتواضع..يارب امين..

      حذف
  14. ما في الوُجودِ ولا في الكَونِ مِن أَحَدٍ إِلّا فَقيرٍ لِفَضلِ الواحِدِ الأَحَدِ

    مَعولونَ عَلَيَّ إِحسانَهُ فَقـــــراء لِفَيــضِ أَفضالِهِ يا نِعـــمَ مِن صَمَـدِ

    سُبحانَ مَن خَلَقَ الأَكوانَ مِن عَدَمٍ وَعَمَّــــها مِنهُ بِالأَفضالِ وَالمَدَدِ

    تَبارَكَ اللَهُ لا تَحصـــي مَحامِدَهُ وَلَيسَ في حَــــــدٍّ وَلا عَـــــــــدَدِ

    اللَهُ اللَهُ رَبّي لا شَريكَ لَهُ اللَهُ اللَهُ مَــــــــعبودي وَمُلتَحــــــــــــِدي

    اللَهُ اللَهُ لا أَبغــي بِـــهِ بَدَلاً اللَهُ اللَهُ مَقصـــــــودي وَمُعتَمِــــــــــدي

    اللَهُ اللَهُ لا أُحصي ثَناهُ وَلا أَرجو سِــــواهُ لِكَشــفِ الضُرِّ وَالشـدَدِ

    اللَهُ أَدعــــوهُ وَأَســأَلُـــهُ اللَهُ اللَهُ مَأمــــــولي وَمُستَنِــــــــــــــدي

    يا فَردَ يا حَيَّ يا قَيّومَ يا مَلِكاً يــا أَولا أَزَلا يا آخِـــــراً أَبــدي

    أَنتَ الغَني عَنِ الأَمثالِ وَالشَرَكا أَنتَ المُقَدَّسُ عَن زَوجٍ وَعَن وَلَدِ

    أَنتَ الغِياثُ لِمَن ضاقَت مَذاهِبَهُ وَمَن أَلَــــمَّ بِهِ خَطبٌ مِنَ النــــكَدِ

    أَنتَ القَريبُ المُجيبُ المُستَغاثُ بِهِ* وَأَنتَ يا رَبِّ لِلراجينَ بِالرَصَدِ

    أَرجوكَ تَغفِر لي أَرجوكَ تَرحَمني* أَرجوكَ تُذهِبُ ما عِندي مِنَ الأَوَدِ

    أَرجوكَ تَهديني أَرجوكَ تُرشِدَني * لِما هُوَ الحَقُّ في فِعلي وَمُعتَقَدي

    أَرجوكَ تَكفيني أَرجوكَ تُغنيني بِفَضلِكَ اللَهُ يا رُكني وَيا سَنَدي

    أَرجوكَ تَنظُرَني أَرجوكَ تَنصُرَني أَرجوكَ تُصلِحَ لي قَلبي مَعَ جَسَديِ

    أَرجوكَ تَعصِمَني أَرجوكَ تَحفَظُني يا رَبِّ مِن شَرِّ ذي بِغيٍ وَذي حَسَدِ

    أَرجوكَ تُحييني أَرجوكَ تَقبِضُني عَلى البَصيرَةِ وَالإِحسانِ وَالرُشدِ

    أَرجوكَ تُكرِمُني أَرجوكَ تَرفَعُني أَرجوكَ تُسكِنُني في جَنَّةِ الخُلدِ

    مَعَ القَرابَةِ وَالأَحبابِ وَاِشمَلنا بِالفَضلِ وَالجودِ في الدُنيا وَيَومَ غَدِ

    وَجَّهتُ وَجهي إِلَيكَ اللَهُ مُفتَقَراً لِنَيلِ مَعروفِكَ الجاري بِلا أَمَدِ

    وَلا بَرِحَت أَمَدَ الكَفِّ مَبتَهِلاً إِلَيكَ في حالَةِ الإِملاقِ وَالرَغَدِ

    وَقائِلاً بِاِفتِقارٍ لا يُفارِقُنـــي يا سَيِّدي يا كَريمَ الوَجهِ خُذ بِيَدي

    والحمد لله رب العالمين
    ..........
    أسم القصيدة : ما في الكون والوجود من أحد الا فقير ا لفضل الواحد الأحد
    للأمام : الحداد
    https://www.youtube.com/watch?v=jHAf8ZKC4nw

    ردحذف
    الردود
    1. باركك الله اخي مجد ، كم احب هذا القصيد الديني..كنت اسمعه في حضرة اللطيف بالمدونة ..لكن تعذر علي قرائته مكتوبا فانت قمت بالمهمة يا مجد ..
      جزاك الله خيرا..

      حذف
    2. ميرسي خديجة
      .........
      راقبي الشمس بعد الفجر

      عاوز مراقبة شديدة
      ربنا يوفق الجميع بجاه النبي الشفيع

      حذف
    3. 🌹🌹همسات راقية . 👍🏻

      الهدوء :
      أسلوب راقي لا يعرفه كل البشر ..!
      والرضا بالقدر :
      هو الراحة في هذه الدنيا ،،!!
      أيامنا تمضي ويمضي معها العمر بمقادير مكتوبة ، لا يعلمها إلا الله ،،
      التاجر الحقيقي هو :
      من يخطط في بداية يومه لكسب آلاف الحسنات ؛؛ فالسوق قائمة ، والسلع معروضة ، والأرباح مضمونة ؛؛
      { يرجون تجارة لن تبور }
      أكرموا من تحبون ! بكلمات جميلة ! وأفعال أجمل * أرواحنا خلقت لفترة من الزمن وسترحل ،،!!
      إبتسموا . .! وتناسوا أوجاعكم ..!
      هي دنيا وليست جنة ..!🌹
      اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا ومولاناونبيِّنا محمد وعلى آله وسلم.

      حذف
  15. ⚗الدنيا هي " منزل بالإيجار "
    مهما ظننت أنك تملكها فأنت واهم, ومهما فَعلت فيها فإنّك ستتركها يوماً ما ..

    والآخِرة هي " منزل تمليك "
    بيدك الآن بناؤه فلتُحسن البناء ..

    ستمكثون تحت الأرض زمناً لا يعلم مداه إلا الله، لن تتمكنوا فيه من أي عمل تنتفعون به ولو تسبيحة،
    فخُذوا من حياتكم لموتكم ..

    هناك أناس بسطاء يعيشون معنا على الأرض ، لا مال ، ولا جاه ، ولا منصب في هذه الدنيا الفانية .
    ولكن ..
    أملاكهم في السماء عظيمة، قصورهم تُبنى وبساتينهم تُزرع ، فأكثروا من خبايا العمل الصالح

    ردحذف
    الردود
    1. باركك الله اخي مجد ، ما اجمله من كلام ..زادك الله نورا على نور ..

      حذف
    2. ميرسي خديجة
      ..
      مش كلامي
      بل منقول منقول
      ..
      أكثر ما أكتبه هذه الأيام منقول
      ...
      أسلوبي الخاص معروف. وهذا مش اسلوبي.
      تحياتي للجميع

      حذف
  16. بارك الله فيك أستاذنا خالد .. الرسالة راااائعة وغنية جدا بالمعاني والارشاد في طريق السلوك .. !! .. ربي ينفعنا بها ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه .. امين

    والجميل في الرسالة ان من فاته الأجزاء السابقة الخاصة بالولي والمولي ؛ فأنه يستيطع متابعة المقالات الحالية من دون عناء فهم .. فهي إعادة صياغة بحلة جديدة وانوار جديدة .. كيف لا وفيها رسول الله ♡

    ومما لمس قلبي في المقال هو مما جاء في معاني اسم الله الولي : هو الذي يليك والقريب منك .. فبذلك إذن استحق سيدنا رسول الله ان يكون ولينا بتأكيد قوله تعالى : " واعلموا ان فيكم رسول الله " .. فهو فينا ؛ إذن هو ولينا لقربه منا .. وولينا بولايته الخاصة المستمدة من الله تعالى .. وهو مولانا بحقيقة قوله : أمتي أمتي ؛ فقد تولى أمر حصول النجاة لأمته !! أفلا نحبه ونجعله مولانا !!

    ومما لمس قلبي ايضا الرد السريع للصحابي عبدالله بن سلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال لهم : " إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا " .. حيث قال الصحابي من فوره : رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين .... فلمس قلبي هذا الادب الجم في حضرة نبينا من سرعة استجابة لكلام رسول الله فاتخذوا الله وليا ورسوله وسلموا له تسليما بقولهم : يا رسول الله رضينا .. ومن غير نقاش ولا جدال ولا مراجعة ... !!

    وهذا التسليم والرضا القلبي يجب ان يكون درسا للمريد في علاقته مع شيخه الذي اتخذه وليا .. والذي مكنه الله من ولاية التأديب والتهذيب للنفوس والقلوب .. فالمريد اذا اراد ان يحقق الأدب مع الله ومع رسوله ومع اهله ومجتمعه.. ويحقق امله المنشود بطهارة قلبه موضع نظر ربه !! .. فهو يعمل بعمل الصحابة فهم نجوم بأيهم اقتديتم اهتيدتم : " ما كان لهم الخيرة " " ويسلموا تسليما "

    ومما لمس قلبي ايضا في حديث عبدالله بن سلام هو ادبهم في استخدام اللفظ المناسب للتوقير  .. فجعلوا لله قدره فقدموه .. وعطفوا عليه ( بالواو ) رسوله لاتباعه امر ربه فاستحق الولاية الخاصة التي جعلته أهلا لتولي أمر المؤمنين .. ثم أتبعوا هذا الادب ادبا آخر وهو فصل ولاية التابع عن التابع الأصيل .. وفصلوها ب الباء عن ( الله ورسوله ) .. فما اصفى تلك القلوب !!

    وأعجبتني الاشارة القلبية في التوكل .. واهميتها في الصلة بين المريد وشيخه .. فهو مجنة من الوقوع في الاعتقاد بالشيخ والمغالاة فيه  !!

    واخيرا وليس آخرا ..
    لقد حق لك أستاذنا ان تعشق اسم الله المولى .. كيف لا .. وقد خلقنا وتولانا بالتأييد والمحبة من غير أن نطلب !!! .. سبحانه وتعالى في علاه

    هذا .. والله أعلم

    ردحذف
  17. ٢١- العين ..

    العين مرآة القلب .. فيها تنعكس المعاني و تشرق المشاعر و لا تكاد تكذب .. بل إن أمعنت النظر فيها انفتح لك حديث القلوب ..

    قد ترى فيها الألم أو الشوق .. تراه و لا تعلم كيف رأيته أو ما الذي أخبرك بما رأيت ..

    ألها لغة لم تُقَعّد بعد ؟!! أم أنها صلة بين القلوب .. و للقلوب حديث تفهمه عن بعض .. قد تغني نظرة عن مئات الكلمات و قد يكون النظر إلى العين بداية الإستماع لكل قلب.

    _________________

    #الطريق إلى القلب ... الشيخ / علاء عبد الحميد ... الحلقة الحلقة الحادية و العشرون.

    ردحذف
  18. ٢٢- لقاء القلوب ..

    كم من مرة رأيت فيها إنسان فشعرت أنك تعرفه منذ سنين ؟! ووجدت ميلاً له و قرباً منه و راحة لوجوده ..

    فإن اقتربت منه وجدت عنده كالذي عندك ووجدته يقبل عليك كما أقبلت عليه ..

    يقولون أن القلوب تعارفت في الماضي فإن التقت تجدد العهد و تجدد الود ..

    و لكن ما أكثر ما نضيع هذا العهد القديم بأوهام و قيود نصنعها .. تارة نخاف أن يصدنا أو أن يسيء فهمنا و أخرى نرى في إقدامنا على القرب ممن لا نعرفه ما يسقط وقارنا الزائف فتضيع الفرصة وسط الأوهام و يضيع الصديق القديم وسط الزحام..

    فلتقترب في مهل أدباً و لكن عليك أن تمد يدك لمن عرفه قلبك ..

    ________________

    #الطريق إلى القلب .. الشيخ / علاء عبد الحميد .. الحلقة الثانية و العشرون.

    ردحذف
  19. اعلم أن قوله : ( هو الله أحد ) ألفاظ ثلاثة وكل واحد منها إشارة إلى مقام من مقامات الطالبين.

    فالمقام الأول : مقام المقربين وهو أعلى مقامات السائرين إلى الله وهؤلاء هم الذين نظروا إلى ماهيات الأشياء وحقائقها من حيث هي هي ، فلا جرم ما رأوا موجودا سوى الله لأن الحق هو الذي لذاته يجب وجوده ، وأما ما عداه فممكن لذاته والممكن لذاته إذا نظر إليه من حيث هو هو كان معدوما ، فهؤلاء لم يروا موجودا سوى الحق سبحانه ، وقوله : ( هو ) إشارة مطلقة والإشارة وإن كانت مطلقة إلا أن المشار إليه لما كان معينا انصرف ذلك المطلق إلى ذلك المعين ، فلا جرم كان قولنا : " هو " إشارة من هؤلاء المقربين إلى الحق سبحانه فلم يفتقروا في تلك الإشارة إلى مميز ؛ لأن الافتقار إلى المميز إنما يحصل حين حصل هناك موجودان ، وقد بينا أن هؤلاء ما شاهدوا بعيون عقولهم إلا الواحد فقط ، فلهذا السبب كانت لفظة : ( هو ) كافية في حصول العرفان التام لهؤلاء .

    المقام الثاني : وهو مقام أصحاب اليمين وهو دون المقام الأول ، وذلك لأن هؤلاء شاهدوا الحق موجودا وشاهدوا الخلق أيضا موجودا ، فحصلت كثرة في الموجودات فلا جرم لم يكن هو كافيا في الإشارة إلى الحق ، بل لا بد هناك من مميز به يتميز الحق عن الخلق : فهؤلاء احتاجوا إلى أن يقرنوا لفظة الله بلفظة هو ، فقيل لأجلهم : هو الله لأن الله هو الموجود الذي يفتقر إليه ما عداه ، ويستغني هو عن كل ما عداه .

    والمقام الثالث : وهو مقام أصحاب الشمال وهو أخس المقامات وأدونها ، وهم الذين يجوزون أن يكون واجب الوجود أكثر من واحد وأن يكون الإله أكثر من واحد فقرن لفظ الأحد بما تقدم ردا على هؤلاء وإبطالا لمقالاتهم فقيل : ( قل هو الله أحد ) .

    التفسير الكبير
    الإمام الرازي

    ردحذف
    الردود
    1. ما شاء الله لا قوة الا بالله ...جزاكى الله خيرا ع النقل الاكثر من رائع جعله اللى فى ميزان حسناتك ...ننتظر المزيد من نقلك المفيد

      حذف
    2. بارك الله فيك و جزاك عني خيراً أخي أحمد .. عذراً و لكن هل أنت " الله غايتي"؟

      حذف
    3. بارككي الله اختي الحبيبة انجي ..ما اجملها من لفتات ..
      زادكي الله نورا على نور..

      حذف
    4. آمين يارب .. و زادك صفاءً و نقاءً يا خديجة الرقيقة.

      حذف
  20. نعم انا اختى انجى ...نظرا لعدم وضوح هوية الاسم وكونه ذكرا ام انثى غيرته الى اسمى

    ردحذف
    الردود
    1. كدا أفضل .. الله يكرمك..

      و بعدين الإمام البوصيري كتب في قصيدته البردة

      "ف لي ذمة منه بتسميتي .. محمد و هو أوفى الخلق بالذمم"

      فإفتخر بإسمك و إكتبه عسى الله يجعل بينك و بين صاحب الإسم وصل لا ينقطع .. آمين يارب العالمين.

      حذف
    2. ويكرمك يارب ويبارك فيكى ويرزقك من حيث لا تحتسبى

      اللهم امين واياكى وجميع اهل المدونه وزائريها

      حذف
    3. اللهم امين ..ولك بالمثل اضعافا مضاعفة يا اخي احمد ...
      زادك الله نورا على نور ..

      حذف
  21. كلمة جميلة ذكرتها في مستهل موضوعك أستاذ خالد : اللهم علمنا الأدب مع نبيك صلى الله عليه و سلم. صدقت صدقت صدقت. و ها نحن آثاراها, بكثرة مجافاة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كثرة التنبيهات لا تقل عن رسول الله كذا لا تتبرك بأثر لنبي الله لا لا لا ..., ما عاد أحد أحسن من أحد , حتى أنه انعكس عليهم هم أنفسهم أيضا سلبا, و ها نحن نرى و نسمع سوء الأدب مع العلماء ورثة الأنبياء , و جرأة العامة و الغوغاء عليهم في وسائل التواصل الإجتماعي, علموا طلبتهم طول اللسان على العلماء و تتبع العثرات من زلات قليلة يسع فيها الخلاف , و أن لا تذكر النبي و آله و تبجلهم كما يفعل الصوفية , فكان أن طلع لهم جيل يا لطيف , لا يقيم لأحد وقارا : لا لكبار السن و لا لأهل العلم و الفضل و لا لحملة القرآن و لا احتراما للأقارب و الوالدين.
    أسمع لأدب الشيخ أيمن سويد مع شيخه سود العيون , و لأدب الأستاذ عمر عبد الكافي مع شيخه الشيخ الشعراوي أنبهر و أقول ماذا جرى للأمة و لشبابها يا إلاهي, و لكنها تراكمات و غياب علم التربية و السلوك و الإحسان عن الساحة إلى جانب باقي العلوم من فقه و شريعة ,
    و قالوا للناس لا تبجلوا الشيوخ كما يفعل الصوفية مع علمائهم و عابوا و انتقصوا , و هم أنفسهم نرى تهافت الناس للقياهم , و لي يقولو انت أحب لي من أبي و أمي , و لي في اللقاءات باقي تكة و ياكلوه من كثرة الزحام الي عايز يقبل راسو و لي حابب يقبل ايدو , و شرعوا للناس عدم الإنقياد فأصبحنا مشتتين و مفيش حد أحسن من حد , عكس الباقيين مثل الشيعة عندهم مرجعية واحدة لها الإحترام و الإنقياد و أمرهم جامع لا يخرجون عنه.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف