الروحانيات فى الإسلام: ج2 : رسالة القول الزكي - لا وصول بغير اتباع الرسول - كيف نرث من النبي ونحن لا صلة لنا به - هل رسول الله أبو المؤمنين - ما معنى رسول الله الواسطة إلى الله - يقال "فلان على قدم النبي" فما معناها .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 1 فبراير 2018

Textual description of firstImageUrl

ج2 : رسالة القول الزكي - لا وصول بغير اتباع الرسول - كيف نرث من النبي ونحن لا صلة لنا به - هل رسول الله أبو المؤمنين - ما معنى رسول الله الواسطة إلى الله - يقال "فلان على قدم النبي" فما معناها .

بسم الله الرحمن الرحيم
(الجزء الثاني)
رسالة القول الزَّكِيِّ
في معنى ( وارث حال النَّبِيِّ والوارث المحمدي ) ؟
**********************************
كيف نرث من النبي ونحن لا صلة لنا به ؟
.. كن متيقنا : لا وصول بغير اتباع الرسول ..
هل رسول الله أبو المؤمنين ؟
ما معنى رسول الله الواسطة إلى الله ؟
يقال "فلان على قدم النبي" فما معناها ؟


* فهرس :
:: الفصل الخامس ::
1- قال العارفون عن قوله (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) ؟
2- قال العارفون عن قوله ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ؟
3- قال العارفون عن قوله ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ؟
4- قال العارفون عن قوله ( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) ؟
5- ما معنى رسول الله الواسطة إلى الله ؟
6- يقال "فلان على قدم النبي" فما معناها ؟! ؟
7- كل ارتقاء محجوب عنه الوصول إلا باتباع الرسول ؟

:: الفصل السادس ::
8- كيف نرث من النبي ونحن لا صلة لنا به ؟
9- ما الدليل على أن رسول الله أبو المؤمنين ؟

 *********************
..:: مقدمة ::..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تستكمل الجزء السابق مبتدئين بكلام العارفين ..
ولكن أوضح لكم أمر .. أن هذه الرسائل أذكرها لكم تهيئة لمعرفة حقيقة ما يجب عليه سالك طريق الله .. وطالبي البصيرة بالحق .. وما يجب أن يكون عليه المرشد لطريق الله .. فانتبه لذلك ..
نبدأ بسم الله ..
توكلت على الله ..

*********************************
:: الفصل الخامس :: كلام العارفين ..
*****************************

..:: (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)::..

* قال الحافظ بن كثير رحمه الله :
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية، بأنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في كل أقواله وأعماله ..
 تفسير ابن كثير ج 1 ص 358.

* قال الشيخ عبد الرحمن السلمي رحمه الله :
قال عمرو بن عثمان : محبة الله تعالى منى معرفته ودوام خشيته ودوام اشتغال  القلب به ودوام انتصاب القلب بذكره ، ودوام الأنس به .  

* قال محمد بن خفيف : المحبة : الموافقة لله تعالى في التماس مرضاته .  

* وقيل المحبة : اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وآدابه إلا ما خص به ، لأن الله  تعالى قرن محبته باتباعه .

* قال سهل بن عبد الله : محب الله تعالى على الحقيقة من يكون اقتداؤه في أحواله  وأفعاله وأقواله بالنبي صلى الله عليه وسلم .
 
* قال جعفر رحمه الله في قوله تعالى : ! ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) !  قيد أسرار الصديقين بمتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم لكي يعلموا أنهم وإن علت أحوالهم وارتفعت  مراتبهم لا يقدرون مجاورته ولا اللحوق به .
  
* قال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله : لا وصول إلى النور الأعلى لمن لا يستدل  عليه بالنور الأدنى ، ومن لم يجعل السبيل إلى النور الأعلى التمسك بآداب صاحب  النور الأدنى ومتابعته صلى الله عليه وسلم فقد عمي عن النورين جميعاً فألبس ثوب الإغترار .

* قال أبو عثمان في قوله تعالى : ! ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي ) ! قال : صدقوا  محبتكم إياي بمتابعة حبيبي ، فإنه لا وصول إلى محبتي إلا بتقديم محبته ، واتباعه على  طريقته ، فإن طريقته هي الطريقة المثلى والوصلة إلى الحبيب الأعلى .
تفسير السلمي ج1 ص94-95 .. مختصرا

* قال الشيخ بن عجيبه رحمه الله :
يقول الحق جلّ جلاله: قُلْ يا محمد لمن يدّعي أنه يحب الله ولا يتبع رسوله: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ) كما زعمتم، (فَاتَّبِعُونِي) في أقوالي وأفعالي وأحوالي، (يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) أي: يرضى عنكم ويقربكم إليه، (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) أي: يكشف الحجاب عن قلوبكم بغفران الذنوب ومحو العيوب، فيقربكم من جناب عزه، ويبوئكم في جِوار قدسه، (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لمن تحبب إليه بطاعته واتباع رسوله.

* الإشارة : اتباع الرسول صلّى الله عليه وسلم رُكن من أركان الطريقة ، وشرط في إشراق أنوار الحقيقة ، فمن لا اتباع له لا طريق له ، ومن لا طريق له لا وصول له ..

* قال الشيخ زروق رضي الله عنه: (أصول الطريقة خمسة أشياء: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرجوع إلى الله في السراء والضراء، والرضى عن الله في القليل والكثير) .

* فالرسول- عليه الصلاة والسلام- حجاب الحضرة وبَوَّابُها ، فمن أتى من بابه بمحبته واتباعه ، دخل الحضرة ، وسكن فيها ، ومن تنكب عنها طُرِد وأُبعد ، وفي ذلك يقول القائل :
وأنتَ بابُ الله، أيّ امرئ ... وافاه من غَيْرِكَ لاَ يدْخُلُ

* فمن ادّعى محبة الله أو محبة رسوله، ولم يطعهما، ولم يتخلق بأخلاقهما، فدعواه كاذبة، وفي ذلك يقول ابن المبارك :
تَعْصِي الأله وأنت تظهر حبه ... هذَا محَالٌ في القِيَاسِ بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
البحر المديد ج1 ص344-345 .. مختصرا ..


* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :
فاتبعوني يُحْبِبْكُمُ الله) وهذا الحب ليس دعوى . إن الإنسان منا عندما يدعى أنه يحب إنسانا آخر، فكل ما يتصل به يكون محبوبا، ألم يقل الشاعر:» وكل ما يفعل المحبوب محبوب «؟ فإن كنتم تحبون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فاتبعوه بتنفيذ التكاليف الإيمانية، ولنلتفت إلى الفرق بين» اتبعني «و» استمع لي «.

* إن الاتباع لا يكون إلا في السلوك ، فإن كنت تحب رسول الله فعليك أن ترى ماذا كان يفعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وأن تفعل مثله ، أما إذا كنت تدعى هذا الحب ، ولا تفعل مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهذا عدم صدق في الحب ، إن دليل صدقكم في الحب المدعى منكم أن تتبعوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فإن اتبعنا رسول الله نكون قد أخذنا التكليف من الله على أنه نعمة، ونقبلها من الله مع ما فيها من مشقة علينا، فيحبنا الله ؛ لأننا آثرنا تكليفه على المشقة في التكليف.

تفسير الشعراوي ج3 ص1421

****************************

..:: ( أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ::..

:: يقال "فلان على قدم النبي" فما معناها ؟! ::

* قال الشيخ بن عجيبه رحمه الله :
يقول الحق جلّ جلاله: قُلْ يا محمد: هذِهِ سَبِيلِي: طريقي الذي جئتُ به من عند ربي وهي الدعوة إلى التوحيد، والتاهب ليوم المعاد. ثم فسرها بقوله: (أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ) ، أو حال كوني داعياً إِلى اللهِ أي: إلى توحيده ومعرفته والأدب معه ..
(عَلى بَصِيرَةٍ) : حجة واضحة، وبينة من ربي، لا عن تقليد أو عمى.
أدعو إلى الله (أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) فمن كان على قدمي فهو يدعو أيضاً إلى الله على بصيرة وبينة من ربه .
البحر المديد ج2 ص633


* قلت صاحب الموضوع :
من المصطلحات المشابهة "لوارث حال النبي" .. يوجد مصطلح يتم ذكره كثيرا في كتب التصوف وهو "فلان على قدم النبي" .. ما مقصدهم ؟!!
مقصدهم أنه متبع للنبي في خطواته وأنه قدوته الحسنة في الحياة قولا وفعلا .. حيث أن لفظ لقدم معناه الإتباع لخطى منهج النبي صلى الله عليه وسلم .. ويظهر ذلك من خلال تصرفات الشخص في أقواله وأفعاله .. لأن أثار اتباع النبي تظهر على الشخص كما ذكرنا كثيرا قبل ذلك من حديث النبي .. ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه .... ) ..


* قال الشيخ اسماعيل حقي النازلي رحمه الله :
 النبي مستقل بنفسه في السير الى الله والوصول ويكون حظه من كل مقام بحسب استعداده الكامل والولي لا يمكنه السير الا في متابعة النبي وتسليكه فى سبيل الله (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ..
ويكون حظه من المقامات بحسب استعداده فينبغي ان يسارع العبد الى تكميل المراتب والدرجات برعاية السنة وحسن المتابعة لسيد الكائنات .
قال جنيد البغدادي قدس سره مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة .
قال على كرم الله وجهه الطرق كلها مسدودة على الخلق الا من اقتفى اثر رسول الله صلى الله عليه وسلم
روح البيان ج2 ص194

* قال الشيخ اسماعيل حقي النازلي رحمه الله :
ولا سبيل الى الدعوة على بصيرة الا بعد الاتباع قولا وفعلا وحالا وهو النتيجة من الاتباع على الظاهر
- حكى- ان فقيها قصد الى زيارة ابى مسلم المغربي فسمعه يلحن في القرآن فقال في نفسه قد ضاع سعيي ثم سلط أسدين على الفقيه حين خرج للوضوء وقت التهجد فهرب وصاح ودفعهما ابو مسلم ثم قال للفقيه ان كنت لحنت في القرآن فقد لحنت في الايمان فنحن نسعى في تصحيح الباطن فيخاف منا المخلوق وأنتم تسعون في الظاهر فتخافون الخلق .

- وحكى- ان ابن الرشيد اختار البقاء على الفناء فعيره أبوه يوما وقال لحقنى العار منك بين الملوك فدعا طيرا فأجابه ثم قال لأبيه ادع أنت فدعاه فلم يجب فقال لحقنى العار بين أولياء الله لأنك كنت أسير الدنيا ..

* والبصيرة قوة للقلب المنور بنور القدس يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها بمثابة البصر للنفس يرى به صور الأشياء وظواهرها وهى التي يسميها الحكماء العاقلة النظرية والقوة القدسية وجميع قلوب بنى آدم فى الأصل مائلة للبصيرة بحسب الفطرة لكنها لاشتغالها بالذات والشهوات والاعراض عن الطاعات والعبادات اظلمت وبنور البصيرة والتوفيق آمنت بلقيس وسحرة فرعون ونحوهم ..

* واعلم ان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم باب النجاة وطريق السعادة العظمى قال سهل محب الله على الحقيقة يكون اقتداؤه في أحواله وأقواله وأفعاله بالنبي عليه السلام .
روح البيان ج4 ص331


*******************************

..:: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ::..
:: ما معنى رسول الله الواسطة إلى الله ؟ ::

* قال الشيخ بن عجيبه رحمه الله :
الإشارة: لا غنى للمريد عن متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، ولو بلغ ما بلغ ، لقوله تعالى: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف158 ..
وغاية الاهتداء غير متناهية ، لأن آدب العبودية مقرونٌ مع عظمة الربوبية ، فكما أن الترقي في مشاهدة الربوبية لا نهاية له ، كذلك أدب العبودية لا نهاية له ، ولا تُعرف كيفية الأدب إلا بواسطة تعليمه عليه الصلاة والسلام ..
فواسطة النبي صلى الله عليه وسلّم لا تفارق العبد ، ولو عرف ما عرف ، وبلغ ما بلغ . والله تعالى أعلم .
البحر المديد ج2 ص271

* قلت صاحب الموضوع :
معنى كلام الشيخ بن عجيبة " فواسطة النبي ...... " هو شرحها في الجملة السابقة لكلامه فوصفها "بتعاليم النبي" ..
وعموما مقصد الشيخ هو أن هذه الواسطة هي واسطة اتباع وتعليم لكون الرسول هو الوحيد الذي نحن المأمورين باتباعه في منهج العبودية لكونه المتحقق بالهداية إلى طريق مستقيم ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) فلن تصل بغير هدايته الشريفة .. والمشهود له بذلك من رب العالمين ..

* أي أن الواسطة مقصودها أن سبب الوصول إلى الله هو الملازمة لاتباع سنته مهما ارتقى العبد في منازل العبودية .. لأنه بغير الإتباع لا يوجد ارتقاء ولا وصول ولا معرفة إيمانية ..!! ..

***********************************

..:: ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ::..

* قال الشيخ بن عجيبه رحمه الله :
وقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي: طريق الوصول والترقي أبداً ..
فيؤخذ منه : أن وساطته صلّى الله عليه وسلم لا تنقطع عن المريد أبداً لأن الترقي يكون باستعمال أدب العبودية ، وهي مأخوذه عنه صلّى الله عليه وسلم ، وكما أن الترقي لا ينقطع فالأدب - الذي هو سلوك طريقته صلّى الله عليه وسلم لا ينقطع . والله تعالى أعلم .
البحر المديد ج5 ص232

*********************************

..:: كل ارتقاء محجوب عنه الوصول إلا باتباع الرسول ::..

إذا أردت البصيرة .. فلن تصل إليها إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا تتبعه إلا إذا أحببته ..
ولذلك يقول العارفين كل طريق إلى الله منقطع الوصول إلا باتباع حضرة الرسول .
رسالة التحقيق - الجزء الثالث / الفصل الثامن ص87

* تم وصف النبي أنه (على هدى مستقيم) .. ليرشدك تعالى إلى كمال تحقيقه لكل طرق الهداية .. ولذلك لم يقل سبيل ولا طريق ولا صراط .. حتى تعلم أن كل طرق الهداية قد تمكَّن منها صلى الله عليه وسلم تحقيقا موصولا بخاتمة السعادة ..

* ولهذا السبب يقول العارفون : كل ارتقاء لله ممنوع إليه الوصول إلا إن اتبعت الرسول ..!!
لكمال تحقيقه صلى الله عليه وسلم لطرق الهداية بمراحلها الثلاثة .. إرشادا وتمكينا وتحقيقا مع صحة كشفه يقينا ..
وهو المشار إليه مجازا .. بطريق الإسراء والمعراج .. فالإسراء إشارة للتزكية النفسية والمعراج إشارة للترقية القلبية  .
والله أعلم ..
  
* فلا يصح ان يأتي بعض أتباع من ينتسبون إلى بعض الطرق الصوفية ويقولون لك أن طريقتهم مختصرة في الطريق إلى الله .. !!
لأن أصلا طريق النبي هو طريق مستقيم أي مختصر في حد ذاته .. للوصول إلى الكمال الإنساني .. ولا يوجد يختصر ما اختصره النبي لنا .. وإلا كان خلاف ما عليه صلى الله عليه وسلم ..!!
رسالة التحقيق - الجزء الثالث / الفصل الثامن ص90

*********************************
:: الفصل السادس :: 
*****************************

..:: كيف نرث من النبي ونحن لا صلة لنا به ؟ ::..

(تأمل هذا الكلام جيدا لو سمحت)

قد يخطر على البال سؤال .. وهو أن الذي له حق الوراثة .. هم الأقرباء للشخص .. ولكن عامة المؤمنون ليسوا أقرباء للنبي حتى يرثوه .. ؟

نقول له أنت فهمت خطأ .. لأن النص الشرعي هو ما يحكمنا .. فأنت مخطيء تماما .. لأن سيدنا ومولانا رسول الله هو أب كل المؤمنين .. باتفاق علماء المسلمين في كل المذاهب "على حد علمي ولم أجد أحد خالف ذلك أو أنكره " ..

* لكن أين نجد أن سيدنا ومولانا رسول الله .. هو أب لكل المؤمنين ؟! في القرآن وفي السنة ؟

********************************

..:: النبي هو أبو المؤمنين ::..

ففي القرآن يقول تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب6
فإذا كان أزواج النبي أمهات للمؤمنين .. فهل لا يكون النبي أبا للمؤمنين ..؟!!
وهذه الآية هي العمدة في هذا الأمر لإثبات أبوة النبي للمؤمنين ..

* وقال الشيخ القاسمي رحمه الله في تفسيره :
 وهل يقال له صلّى الله عليه وسلّم:
أبو المؤمنين ، فيه قولان : فصح عن عائشة المنع ، وهو أصح الوجهين للشافعية لقوله تعالى (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) ..
وروي عن أبيّ بن كعب وابن عباس رضي الله عنهما، أنهما قرءا: ( النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ) .
 وروي نحو هذا عن معاوية ومجاهد وعكرمة والحسن.
واستأنسوا عليه بالحديث الذي رواه أبو داود  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد، أعلمكم. فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطيب بيمينه». أفاده ابن كثير.
تفسير القاسمي ج8 ص51-52

* وقال الإمام السيوطي رحمه الله :
أخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً "ما من مؤمن إلا أنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه".
قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
أي في وجوب البر وتحريم النكاح، واستدل به من قال بتحريم الكافرة عليه - صلى الله عليه وسلم - لأنه لو تزوجها كانت أما للمؤمنين ..
وقرأ (هو أب لهم) ، واستدل به من جوز أن يقال له أبو المؤمنين .
الإكليل في استنباط التنزيل ص210

* وقال الشيخ عبد الكريم الخطيب رحمه الله :
وفي هذه الآية ، يقيم القرآن علاقات بين ذوات متباعدة في النسب ، ويجعل بينها من التلاحم ، والتوادّ ، ورعاية الحرمات ، أكثر مما تقضى به دواعي النسب والقرابة..!
فالنبي - صلوات الله وسلامه عليه - وإن لم يكن بينه وبين المؤمنين علاقة نسب وقرابة ، هو أقرب إليهم من كل قريب، وآثر عندهم من كل قرابة .
بل إنه لأولى بهم من أنفسهم .. والله سبحانه وتعالى يقول: «قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ»
(24: التوبة) ويقول سبحانه: «ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ» (120: التوبة) ..

* إن النبىّ هو الأب الأعظم للمؤمنين ، هو الذي أحيا مواتهم، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، فكان له بهذا سلطان مطلق على وجودهم الرّوحى ، الذي لا وجود لهم إلّا به .. يقول النبي الكريم : « والذي نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده، والناس أجمعين » ..
ويقول أيضا: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه» ..

* وطبيعي أن النبي - صلوات الله وسلامه عليه- لا يبغى بهذا الحب الذي يؤثره به المؤمنون - لا يبغى به سلطانا على النفوس ، ولا تسلطا على الناس ، وإنما يبغى به توثيق إيمان المؤمنين بالله ، وإخلاص ولائهم وحبهم لله ، لأن من أحبّ الله أحبّ رسوله ..
التفسير القرآني للقرآن ج11 ص651-652

*******************************

..:: ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ::..

* قال الإمام القشيري رحمه الله :

تقديم سُنّته على هواك ، والوقوف عند إشارته دون ما يتعلقُ به مُناك .
تفسير القشيري ج3 ص152


* قال بن عجيبه رحمه الله :
متابعته - عليه الصلاة والسلام ، والاقتباس من أنواره ، والاهتداء بهديه ، وإيثار محبته ، وأمره على غيره لا ينقطع عن المريد أبداً ، بدايةً ونهايةً ..
إذ هو الواسطة العظمى ، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأرواحهم وأسرارهم . فكل مدد واصل إلى العبد فهو منه صلى الله عليه وسلم ، وعلى يده ، وكل ما تأمر به الأشياخ من فعل وترك في تربية المريدين ، فهو جزء من الذي جاء به . وهم في ذلك بحسب النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم خلفاء عنه . وكل كرامة تظهر فهي معجزة له صلى الله عليه وسلم ، وكل كشف ومشاهدة فمن نوره صلى الله عليه وسلم ..
تفسير البحر المديد ج4 ص409


* ولنا عودة في رسالة (الرسول الأمين هو الأب الروحي للمؤمنين)

****************************
:: الفصل السابع :: ردود ومناقشات ..
**************************
(الرد على المتمسلف)

..:: ينشرون الوقيعة بين المسلمين تضليلا لهم ::..

يتبع إن شاء الله 
**************************


والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 52 تعليقًا:

  1. اللهم صلي،على على سيدنا محمد ازكى الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه وسلم
    صلاتا تطهر بها قلوبنا وتقربنا بها الى الله العزيز الحكيم
    وارزقنا الجنة وما يقرب اليها من قول او عمل
    تحياتي لكل رواد المدونة

    ردحذف
  2. ما شاء الله
    جزاك الله خيرا استاذ خالد
    نور على نور
    أعظم الله لك نورا"

    وصلى الله على سيدنا محمد وازواجه امهات المؤمنين وذريته واهل بيته كما صليت على آل سيدنا ابراهيم

    ردحذف
  3. بارككم الله أستاذنا الأكرم خالد وجزاكم عنّا كلّ خير في الّنيا والآخرة ومتّعكم بصحبة نبيّة في الدّنيا والآخرة وخصّكم سبحانه بعلامات رضوانه فتشاهدونها ونوّر قلبكم بفيوضات أنواره، اللهم آمين آمين آمين.
    أستاذي الأرم خالد الكريم، لو تتكرّمون عليّ إذ عندي بعض الأسئلة:
    1- ماهو الفرق بين العلم والمعرفة؟ فإنّي كنت علمت الفرق من الإمام الغزالي لكن يطيب لي معرفة رأيكم فتفهيمكم وإضافتكم دائما متميّزة.
    2-في كلامكم حول كيفيّة وراثة النبيّ - صلوات الله وبركاته وسلامه عليه وعلى آله - ألمس أنّكم تتجّهون لبيان إختلاف وجهة نظركم مع السّادة الصّوفيّة حول ضرورة وجود السّلسلة للوصول للنّور النبوي الشّريف، فهلّا أوضحتكم بمزيد من التّفصيل سبب هذا الإختلاف وحجّتكم في ذلك (طبعا تجربتكم الرّوحيّة تكفيكم ولكن لعلّنا نستحق بعض بيان عند كلامنا مع ما يخالف ما ترون)
    3-أستاذي خالد، هل يصحّ للنّفس أن تطلب رابطة روحيّة مع الرّسول أوترجوها؟
    4-أولا يكون هذا الرّجاء من الأغيار مثله مثل طالب الأنوار؟
    5- هل هذا الرّجاء هو من فعل الرّوح السّليم النقيّ الربّاني أم هو من النّفس (بمعناها الرّوح عند تفاعلها مع الجسد فحدث عندها الشهوات الدّنيويّة)
    6-هل يُستطاع إستحضار صورة الرّسول عند الذّكر - وكأنّنا نجلس معه - بالأمر المستطاع بعد الإرتقاء في الذّكر؟ وهل هذا هو السّر في عدم ضروة وجود من يعتقدون بالسّلسة؟ أولا يكون ذلك تعلّقا بغير الله؟ أعذرني أستاذي على هذه الأسئلة، إذ إنّها لا تمثّل ترفا فكريّا أو شهوة للولوج في مفاهيم يصعب على أمثالي إستيعابها، ولكنّها هاجت في نفسي هكذا نتيجة تفاعلٍ مع مقالتكم.
    7-هلّا تتكرّمون بإرشادنا عن كيفيّة زيادة تعلّقنا وحبّنا للرّسول فنزيد من إتّباعه؟ إذ كلّ ما وقعت عيناي عنه لا تعدو التكلّم عن ضرورة الحب وهناك إعراض كبييييييييييييييير وشحٍّ وفير في بيان كيفيّة حصول هذا الحب (طبعا الصّلاة عليه تورثها ولكنّي أرجو المزيد من الطّرق لذلك) تماما مثلما هذه النّدرة حول تبيان معنى "الإعتراف" الذّي يورث الإغتراف حيث أنّهم لا يكادون يذكرون إلّا الإستغفار و التّوبة وتناسي الإعتراف.
    8-ما هو المقصود بالرّوح القرآني؟

    ردحذف
  4. سلمت ىداك على الايضاح فكل سلوك يقتدى برسولنا الكريم هو ارث نبوى

    ردحذف
  5. أخي الفاضل نزار ..
    1- السؤال خطأ .. لأنه ما المقصد من وراء سؤالك عن المعرفة بخصوص مين ؟ الخالق أم المخلوق ؟
    عموما باختصار :
    المعرفة تدل على خصوصية في علم العالم .. ويمكنك أن تسميها الفهم الخاص أو الحكمة الخاصة
    مثال ذلك : علم سيدنا سليمان وسيدنا داوود .. ولكن الله أتاه فهما خاصا في مسألة (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً)
    ومثل ذلك : قصة سيدنا ابراهيم مع قومه في المجادلة ({وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } الأنعام83

    وكمثال في الأمور الدنيوية :
    هناك المهندس الذي يبني منزلا بقواعد العلم .. ولكن هناك مهندسا يبدع في هذا العلم لمعرفة خاصة من وراء هذا العلم .. مثل بناء الأهرامات
    وهناك عالم الدين الذي وقف عند حدود معرفة النص .. دون أن يفطن لما وراء النص دون أن يستنبط منه الحكمة كما فعل أصحاب المذاهب الكبرى

    وستجد تعريفات كثيرة .. لكن ملخصها ان كل عالم عارف وليس كل عارف عالم .. والبعض عكسها .. وهذا كلام خاطيء لأن السؤال خطأ من البداية حيث وضعوا الذات الإلهية في هذه المقارنة .. والأيات القرآنية أوضحت المسألة تماما ..!!

    2- سأجيبك بشيء واحد فقط : هل كان سيدنا أويس القرني رأى رسول الله ؟ لا
    ومع ذلك طلب من سيدنا عمر وسيدنا علي لو قابلوه ان يدعو لهما بالغفران .. لأنه مقبول الدعاء ..
    فكيف عرف النبي بحال أويس ؟.. وكيف أويس بلغ هذه المنزلة وهو لم يرى النبي ولا صحابته إلا بعد موت النبي ؟

    3- اذا لم تطلب هذا .. فلماذا تعيش إذا لم تطمع في عطاء الله بما يحيي قلبك ؟..
    ولكن اطلب من الله لأنه هو من يمنح ذلك .. وليس من نفسك كما أنت ظننت لأن النفس أمارة بالسوء ..!!

    4،5- لماذا تنظر للأمور بهذه الصعوبة البالغة في التعريفات يا نزار ؟!!
    التصوف أسهل من كده بكتير ..!!
    عموما : الرجاء من الله هو عبودية .. فلماذا تمتنع عنها حتى لو رجوت الدنيا .. ولكن كما تطلب عبودية .. فلا تنسى أنه سيكون عليك ان توفي حق الربوبية فيما طلبت .. !! مش كده ولا إيه ؟!
    ولذلك العارفين زهدوا من طلب الدنيا لأنه متيقنين أنهم لم يستطيعوا الوفاء بحق الربوبية .. إلا لمن أمده الله بذلك لحكمة يعلمها الله .. فجمع له الغني بالمال .. والفقر في قلبه لمولاه .. فهذه كرامة أخرى ..

    * والأغيار لا تكون أغيار للإنسان .. إلا إذا غيرت من الإنسان في حاله مع مولاه ..

    6- طبعا يمكنك أن تتصور أنك تجلس تذكر مع الرسول .. فلا أحد يحجر على خيالك .. فأنت حر ..
    لكن من الذي لا يعتقد في سلسلة المشايخ ؟!! .. فهذه جهالة بلا ريب !!
    وعن نفسي لم أنكر مدد السلسة وله شروط (وله مفهوم سنذكره في محله) .. ولكني أنكر على من يوقف المدد على هذه السلسلة .. لأنه يكون قد كذب على الله ورسوله ..؟!!

    7- إذا أردت أن تحب .. فاطلب ذلك من الذي بيده قلوب العباد ..!!
    وعموما سأحاول أن أذكر لكم فيما هو آت ما يحرك قلوبكم عن الرسول .. إن شاء الله ..
    * بالمناسبة : لم أجد أحد في حياتي كتب عن عبادة الإعتراف ..!! مع أنها كانت فعل الرسول كل يوم !!
    وحينما أخبرت الناس بذلك .. ضحكوا .. وكأنني آتيتهم بدين جديد ..!!

    8- الروح القرآني ..؟ ما هو مقصدك عنه ؟
    هل تقصد به الوحي (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا) الشورى52 ..
    إو ما يتم إلهامك به من نور الهداية لصدق اتباعك للقرآن (وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا) الشورى52 ..

    هذه آية واحدة موجودة في سورة الشورة .. ولكني جزئتها لك لتستبين الأمر ..
    مع ملاحظة .. أن القرآن تسمى بالروح .. لأنه حياة للقلوب بالإيمان ..

    والله أعلم
    تحياتي لك

    ردحذف
  6. أستاذي خالد الأكرم،
    جعلكم الله من ورثة النبيّ صلّى الله وبارك عليه وسلّم وعلى أهله تسليما،
    بالنّسبة للسّؤال 6، طبعا أنا أردت هذا القول الذّي قلتموه، أعلم أنّكم لا تنكرون السّلسلة، لا ريب في ذلك وأذكر أنّكم قد تطرّقتم لذلك في موضعين.
    أمّا السّؤال 8، فإنّي قصدت المعنى الثّاني الذّي يخصذ نور الهداية أستاذي خالد وبارك الله فيكم على هذا التّقسيم الذّي سيزيد من شحذ عزيمتي لتدبّر كلام الله فأفرّق بين المعاني المتشابهة-المختلفة في نفس الآية.
    لا أشّك في أن"كم تتطرّقون لمواضيع تقريبا غيرُ متطرّقٍ لها بهذه الكيفيّة وأيضا لمواضيع لم يُتطرّق لها "كالإعتراف"ن وأنا أرجو الله أن يلهمكم ما يلهمه أوليائه وصدّيقيه وخُلّصَه من معرفة تنيرون بها لنا هذا الطّريق إلى الله وسأنتظر معكم شرحا لبيان الحبّ لرسولنا سيّدنا محمّدٍ صلوات الله وبركاته وسلامه عليه وعلى آله تسليما.
    أستاذ خالد،
    لا أحب المديح وأتجنّبه وهذا في حقّ نفسي وحقّ غيري، ولكن إسمحوا لي بأن أقول ما أقول وأجيزوه على كونه إلهاما حصل معي لأقوله لكم، في حقّكم فتزدادون ثباتا:
    لكلامكم يا سيّدي وقع خاصّ جدّا وغريب في الأنفس، كلام له نور يصيب به جميع من أراد هذا النّور القلبي بصدق في هذه المدوّنة، هذه المدوّنة-الجنّة التّي أنشأتموها؛ سيّدي:
    لقد أحييتم قلوبا هنا فهديتم، دعوتم للدّين الحق وصبرتم، تعاملتم بالحلم فبوركتم، سيّدي خالد: عندما كان هذا الرّوح الإسلامي موجودا مع الأكابر من علماء تزكية النّفس في ذلك الوقت من الزّمان، كانت أشباح السّحرة ومتاجري الدّين تتهاوى لنور كلامهم وصدق برهانهم، من كان يدخل الخلوة كان يدخلها حينها طلبا للإنفراد مع محبوبه، مع الله، شوقا لله، لم يكن يخطر بباله ما نعلم فننكر منه اليوم ما ننكر؛ أمّا في هذه الأيّام فقد فعل مدلّسي الدّين مافعلوا وقد ساندهم في هذا التّسويق ما أنتجته تكنولوجيا الحرب على الله ورسوله، في هذا الخِضمّ المتناحر، في هذا البحر الهائج بالرّكاب، المائج بالمراكب تأتوننا لتجدّدوا هذا الدّين فلقد أزلتم غشاوات من أعييننا كثيرة. يا أستاذ خالد، إسمح لي أن أقول لكم أنّكم جدّدتم هذا الرّوح من الدّين في هذا العصر الذّي لا نكاد نجد فيه النّصيحة، ليس مديحا، معاذ الله وأعوذ بالله و أعوّذ نفسي من أن تقول كذبا تملّقا فيصيبها إسوداد القلب بلا شكّ، أعيذها من ذلك، لكن هي هكذا كانت الكلمات في نفسي، أحسست وكأنّ شيئا ما يحثّني أن أقولها لكم، وما أراها إلّا إستنطاقا من روح للشّهادة لكم. يا سيّدي الكريم، أنتم اليوم في موقع أعاذكم الله من أن تشهد فيه عليكم يوم القيامة جوارحكم، أنتم اليوم في موقع تشهد فيه لكم فيه - والله شهادةَ صدق لله لا رياء فيها، خالصة لوجه الله تعالى وهو على ما اقول شهيد- ليس فقط جواركم بل جوارح غيركم كلِساني هذا، أنطقها قبل يوم القيامة لتشهد لكم، لصالحكم، فهنيئا لكم هذا يا عبد الله، يا متّبع رسول الله، يا خالد، هنيئا لكم هذه الشّهاده وزادكم الله من فضله وثبّتكم ومنع عنكم كيد الكائدين وبسط لكم أيادي ملائكته فتصافحكم وأذن للنبيّ في صحبتكم إلى يوم الدّين، وأخرج من مدرستكم، مدرح الرّوحانيّة الإسلاميّة الصّافيه، أخرج منها تلاميذ في بقاع الأرض جميعا يذودون عن الدّين مثلكم - جعلنا الله جميعا في المدوّنة هنا منهم- فتؤجرون أجر أمّة وأنتم -أحسبكم ولا أزكّيكم على الله - أنتم أمّةَ لوحدكم، بارك الله فيكم أستاذي خالد اللهم آمين آمين آمين
    وأرجو الله أن يسعفني فأُقبل عنده ويعيينني على نفسي.
    نسالكم الدّعاء،
    جمعة مباركة لكم وللجميع إنشاء الله يهبنا الله فيها انواره وفيض رحماته إنّه سميع مجيب

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف2/2/18 6:37 م

      أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    2. أختي نجوى:
      وفيك بارك الله وجعلك من الصدّيقات، اللهم آمين آمين آمين.
      عن نفسي فهمت هذه النّقطة من الأستاذ خالد هكذا: رجاء الله هو عبوديّة لله، فنحن نرجو العمل والصحّة والبيت والزّوجة والذريّة الصّالحة و...لهذا كان علينا أن نوفي بحق الله علينا - ظاهريا وباطنا - من صلاة وزكاة ورضا ويقين و... لكن مهما وصل صلاح الشّخص منّا فإنّه لن يستطيع إيفاء حقّ الربوبيّة لله هذا، ولهذا السّبب زهد العارفون بالله في طلب الدّنيا من الله لعلمهم بعدم مقدرتهم على إستيفاء هذا الحقّ لله عليهم وإكتفوا بما يعطيهم الله من فضله من دون مسالته سبحانه، إذ العارفون لا يسألون في دعائهم ربّهم بل هم يناجون ربّهم ويمجّدونه في صلواتهم ويستحون من طلب أيّ شيئ يُذكر لنفوسهم،
      هذا والله أعلم، وأنتظر معك ردّ أستاذنا الأكرم خالد جزاه الله عنّا خير الجزاء

      حذف
    3. حق الربوبيته ان نعبد الله ونطلب منه ما نريد ونحن نقر ونوقن بأن لا رازق الا الله .. ولا قادر الا الله .. ولا خالق الا الله .. ولا مغني الا الله .. ولا عليم الا الله .. ولا مدبر الا الله .. ولا معز الا الله .. ولا محيي ولا مميت الا الله .. له الأسماء الحسنى لا يشاركه بها احد ..

      فنطلب والقلب لا يميل ميلة ولا يعتقد في شيء او أحد غيره يرزق او يعطي او يقدر او له ذرة فضل سواه ..

      ولا يتأتى ذلك الا بطهارة الجنان حتى يغيب عنه رؤية الاكوان .. !!

      والعارفون عندما وصلوا الى هذا اليقين .. زهدوا في الطلب الدنيوي ؛ لانهم عرفوا حقيقة الموجودات : " لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا " .. فلم يعد للدنيا بأكملها قيمة في قلوبهم ؛ رغم وجودها بين ايديهم !!

      لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

      هذا .. والله اعلم
      ان اخطأت اللهم اغفر لي
      وان اصبت اللهم لك الحمد

      حذف
    4. غير معرف3/2/18 1:05 م

      بارك الله فيكى حبيبتى قطر وفاض عليك بعطائه ؛ شكرا على الاجابة
      هذا لطف منك 🌷

      حذف
    5. وبارك الله فيك ايضا اختي العزيزة نجوى ولك بمثل ما دعوت وزيادة .. مع خالص احترامي وتقديري لك

      حذف
    6. كل الناس يطلب من الله .. وطالما أنت طلبت نعمة .. فهل ستستطيع أن تشكره عليها كما طلب منك "شكرا ظاهرا وباطنا باستخدامها دائما في مرضاة الله" ؟
      فقبل أن تطلب نعمة دنيوية .. فاسأل نفسك هل ستوفي حق هذه النعمة التي سيعطيها لك ؟
      لأنه بقدر ما سيعطيك سيجازيك ؟
      وكل نعمة .. معها فتنة .. فانتبه !!
      فاسأل الله اللطف فيما جرت به المقادير وقل :
      اللهم اهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك .. واسترني بعفوك ورضاك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك

      حذف

    7. ​أختاي الكريمتين نجوى وقطر الن​ّدى: بارككما الله وجزاكما كلّ خير على تدخّلكما وكتبكما من المحسنات وجعلكما من الوارثات لسيّدي ومولاي رسول الله صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما، اللهم آمين آمين آمين .

      حذف
    8. أستاذي المبارك خالد:
      إجابتكم تُقطع معها التّأويلات، فبارككم الله وجعلكم من الصدّيقين و من السّابقين ومن ورثة نبيّه الكريم صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما، جزاكم الله عنّا مالانهايات ما تستحقّون.

      حذف
    9. إخواني الكرام جميعا،
      أحببت أن أشارككم مفهوم العبوديّة بمزيد من التّفصيل، ماتع حقّا وكأنّك تصبّ نورا في قلبك بهذا الفهم المميّز الذّي سطّره معلّمي وأستاذي وسيّدي خالد، وهو في هذه المقالة رقم 60 من سلسلة الصّفاء الباطني:

      http://khaledouf.blogspot.com/2014/09/blog-post_30.html

      و معها التّعليق رقم 3 الّذّي بها فهو يفصّل المعنى أيضا، وأيضا هذه المقالة رقم 5 من سلسلة زمن أولياء الجن:

      https://khaledouf.blogspot.com.eg/2017/08/blog-post_20.html

      فهي تطبيقيّة عمليّة في الفهم.

      جزاكم الله خير الجزاء يا استاذ خالد، أنّى لنا أن نجازيك بغير طلب ذلك من الله لكم؟

      حذف
  7. أصل سيدنا النبي ملوش زي (٩١) :

    مَن كانت حُمُولته ثقيلة ، فلن يُسَاعِده إلَّا إخلاصُه وحٌسْنُ السريرة ، فالإخلاص فيه الخَلاص ، وحسن السريرة تكون للمكسور جبيرة ، وإذا لم تجد من نفسك القوة ، فانظر مَن يحملك بكل هَمِّك وبدون أجرة ، فإنْ عَرَفتَه فالْزَمْ بابَه ، وتَعلَّمْ كيف تحبه ؟ فإنْ أحَبَّكَ حَمَلك ، وإذا حَمَلكَ وَصَّلك ، بل صار أكثرَ مِن الوالد لك ... أَعَرَفتَه ؟! إنه الحبيب الذي ينتظرك ، وهو الذي بَشَّرَك ، فقال : " أنا أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم , فمَن توفي وعليه دَين فَعَلىَّ قضاؤه , ومَن ترك مالًا فهو لورثته " .
    د . مجدي عاشور

    اللهم صل على سيدنا محمد مغيث اللهفان ، حامل الكل ، مكسب المعدوم ، وعلى آله وسلم

    ردحذف
  8. -( اللهم صَل على النور الهادي إلى صراطك المستقيم وعلى اله حق قدره ومقداره العظيم

    ردحذف
  9. اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم
    بارك الله فيك استاذى ومعلمى وبل سيدى خالد...
    كلما قرأت ما تكتبه عن سيدنا محمد من اخلاق وتعاليم سمحه امره الله بها ارى نفسى
    عاجزه عن شكرى وحمدى لله تعالى جل فى علاه لما وهبنا اياه من نعم عظيمه لا تعد ولا تحصى
    بارك الله فيك وزادك بسطه ف العلم وامدك بمدده امين يارب العالمين
    جمعه طيبه على اهل المدونه جميعا باذن الله💗🌼🌹🌸

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف2/2/18 7:24 م

      أختى الحبيبة / هالة فهمي

      كلما قرأت مواضيع سابقة اعجبت بردودك كثيرا ؛ طلة حميدة اسعدتنى بحق

      أحبك في الله 🌷

      حذف
    2. اعزك الله واكرمك بمحبته آمين
      اختى نجوى 🌹🌸🍀 بل زادت سعادتى بكلماتك الطيبه😍

      حذف
  10. استاذ/خالد.. سؤال
    قال الشيخ زروق رضى الله عنه.من اصول الطريقه خمسه أشياء:
    منها الإعراض عن الخلق فى الإقبال و الإدبار ..يقصد بها اى
    وجزاكم الله خير الجزاء..

    ردحذف
    الردود
    1. هاله الحبيبة

      أرى أنك وجهتي السؤال لأستاذنا الفاضل و لكني أحب أن أشارك لو تقبلتي مني ذلك..

      عندما يُضاء في وجهك نور غامر.. هل ترين أي شيء عداه؟ .. بالطبع لا..


      هذا هو الحال ..عندما تسلكين الطريق إلى الله.. يغمرك نوره جل جلاله فلا تري سواه و يستوي عندك الخلق سواء أقبلوا عليكي أو أدبروا عنكي.. لأنك ببساطة لا ترينهم.. و ستعرضين عنهم ولو مدحوكي ليل نهار .. و ستعرضين عنهم لو ذبحوكي بألسنتهم.. فيبقى باطنك غير منفعل بمُقبلٍ أو مُدبر.. و ستكتفي ب رب العالمين عن العالمين .. و تصلي إلى السكينة .. و هي ثمرة الطريق.. و يتحقق باطنك بحقيقة "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار"..

      أعتذر عن التدخل و لكني كنت أتفكر في الجملة نفسها و رأيت أن أشارككي خواطري.. و ليصحح لي أستاذنا ما جهلته..

      و الله أعلى و أعلم

      حياكِ الله يا رفيقة الطريق.

      حذف
    2. حبيبتى انجى جزاكى الله خيرا على اهتمامك واعجبنى كلامك جددا
      ربنا يزيدك من فضله .. يا صديقه الطريق.😍
      ومازلت انتظر رد استاذى ليبين لنا ماعجزنا عن فهمه
      أعانه الله وامده بمدده امين👐

      حذف
    3. اتفق معك فى معنى الاعراض عن الخلق فى الاقبال و الأدبار يا انجى ..
      و أضيف : بما ان الاعراض عن الخلق فى الاقبال و الادبار هو من أصول الطريق ؛ ستكون النتيجة هى القرب من جناب رب العزة و اشراق انوار الحقيقة على قلبه ..
      لذلك أيها السالك .. اذا اقبل الناس عليك فلا تفرح و ترضى عن نفسك .. فإنما الرضا عن النفس جهل و حجاب عن مولاك ..
      و اذا ادبروا عنك فلا تبتئس و تبحث عن الاسباب و تنشغل عن مولاك .. انما قد ابعدهم الله عنك حتى يتيح لك ان تأنس به فلا يشغلك عنه شاغل ..
      و كما قال سيدى بن عطاء الله السكندرى : متى أوحشك من خلقه فاعلم انه يريد ان يفتح لك باب الانس به ..

      اللهم ارزقنا محبتك و لذة الأنس بقربك .. امين

      تحياتى للجميع

      حذف
    4. اسمحوا لي اخواتي .. فربما أيضا .. يكون المقصود في الاقبال والادبار هو الهمة في الطاعة .. وقد أخذته من قول سيدنا علي رضي الله عنه : " إن للنفس إقبالاً وإدباراً، إن أقبلت فاحملوها على النوافل، وإن أدبرت فاحملوها على الفرائض ".

      فإن وجدت في نفسك نشاطا في الطاعة او تكاسلا عنها .. فأعرض عن الخلق ؛ إنسا وجنا او اي مخلوق كائن من كان .. ولا تلتفت اليهم التفات الباحث عن معين او منقذ .. بل اجعل رجاءك في الله .. والتجيء الى الله .. واستعن بالله .. أي ليكن همك الأول هو ( ألله ) .. فسيكفيك هم الاقبال والادبار بما يشاء من اسباب وربما بدون اسباب .. المهم لا يكن قلبك متعلق بشيء إلا الله .. فلا حول ولا قوة إلا بالله .. " إياك نعبد واياك نستعين . اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين انعمت عليهم "

      هذا .. والله أعلم

      حذف
    5. بسم الله ماشاء الله ولا حول ولا قوه الا بالله
      سلمت يداكى اختى قطر الندى وهاله حبيبتى ونفعنا الله بما تعلمناه وعرفناه امين يارب العالمين
      اللهم اهدنا صراطك المستقيم وادبنا بكرامه قولك إياك نعبد وإياك نستعين امين

      حذف
    6. غير معرف3/2/18 1:14 م

      أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    7. كل الإجابات السابقة جميلة ..
      لكن كلام سيدنا علي خاص بعلاقة النفس بمولاها .. وليس بالخلق ..

      والرأي الأصوب هو ما ذهبت إليه إنجي ..

      وباختصار : مقصد الشيخ زروق هو عدم الإلتفات أو التعلق أو الإنشغال بألخلق .. سواء أقبلوا عليك أو ادبروا عنك .. فاجعل انشغالك دائما بمولاك ..

      حذف
    8. أستاذى الجليل / خالد
      زين الله حياتك بالستر و الصحة و العافية .. و جزاك عنا خيرا كثيرا و فضلا عظيما على جهدك فى متابعتنا ، و توضيح ما التبس علينا ..
      لك بالغ الشكر و العرفان🌷

      حذف
    9. أستاذى ومعلمى أ/ خالد
      بارك الله فيك وأمدك بمدده وبارك لنا فى عمرك امين
      وشكرا لرد حضرتك على ماعجزنا عن فهمه..تحياتى استاذى

      حذف
  11. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وعونه ونصره ومدده
    بارك الله فيك استاذنا الكريم وامدك الله بنوره الذي لا ينطفا وبحبه الذي لا ينتهي
    اللهم انا نسالك ان تصلي على سيدنا محمد عبدك ونبيك وحبيبك وخيرتك من خلقك وصفيك وعلى اله مصابيح الدجى وائمة الهدى
    اللهم صلي على سيدنا محمد كما امرتنا ان نصلي عليه
    اللهم صلي على سيدنا محمد كما هو اهله
    اللهم صلي على سيدنا محمد كما تحب وترضى له
    اللهم صلي على روح سيدنا محمد في الارواح
    اللهم صلي على جسد سيدنا محمد في الاجساد
    اللهم بلغ روح سيدنا محمد منا تحية وسلاما
    اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة تثبت في قلوبنا الايمان وتحفظنا القران وتلهمنا منه الايات و تفتح لنا بها نور الجنات ونور النعيم ونور النظر الى وجهك الكريم وعلى اله وصحبه وسلم
    "اللهم اجعل لنا في هذا اليوم المبارك المزيد من الخيرات والمزيد من التقرب اليك بالعبادة والعمل والمزيد من القبول والرضا واليقين والمزيد من حبك وقربك وانوارك يارب العالمين "
    "اللهم اجعلنا في هذا اليوم المبارك من يوم الجمعة ممن اول من دعا ربه فاجيب ،وامتحن فاثيب، وخرج من ضيق وكرب الى سعة ورحب، وسليت همومه وانسيته غمومه وايقن بتجديدك عليه النعم ،وازالتك عنه النقم ، وانك تعاليت اذا استرحمت رحمت اول انبيائك المرسلين ادم عليه الف سلام وسلام
    امين امين امين يارب الدنيا والدين

    ردحذف
  12. استاذنا الكريم لي استفسار ان تكرمتم
    1_هلا وضحتم سيادتكم لي مامعنى الاشارة بالمجاز ..بطريق الاسراء والمعراج ،الاسراء اشارة للتزكية النفسية كيف ذلك ؟ والمعراج اشارة للترقية القلبية ، كيف ذلك؟ وجزاك الله الف خير

    ردحذف
    الردود
    1. أختى العزيزة خديجة ..
      معنى الاسراء : الانتقال من مكان الى مكان مع ترك المألوف و المعتاد .. وهو بداية المعراج .
      و المعراج : هو الصعود لأعلى
      و المعنى الاشارة هو ان يترك الانسان ما يألفه و ما تشتهيه النفس و فى ذلك مجاهدة و تزكية للنفس .. فيكون الارتقاء القلبي و الانتقال من مقام الى مقام اعلى يصل المرء فيه الى وجوده فى الحضرة العليه .. والله اعلم
      تحياتى لك

      حذف
  13. أصل سيدنا النبي ملوش زي (٩٢) :

    إذا كَثُرت عليك الأعمال ، فانظر أحبَّها إلى ربك ، وأقربها إلى روحك وقلبك ، فاحرص عليه في وقتك ، فإن ثَقُل عليك فلا تتركه ولكن قََلِّله ، وواظِبْ عليه وأتقِنه ، فالطريق مهما طال ، تقطعه ولو بخطوات إلى الأمام ، بشرط الثبات والدوام ... هكذا كان وصف نبينا في الأعمال ، فقالت عنه زوجه أمُّنا أم سلمة : " إنَّ أحَبَّ العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دَاوَمَ عليه العبد ، وإنْ كان شيئا يسيرًا " .
    د . مجدي عاشور

    اللهم صل على سيدنا محمد من جعلته نورا وارسلته بالنور بخصائص : " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " / صلوات القلب لنوال القرب

    ردحذف
  14. جميل جدا جزاكم الله خيرا..
    اللهم انا نسالك حبك وحب نبيك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك اللهم اجعل حبك احب الينا من انفسنا واهلنا ومالنا ..آمين
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    ردحذف
  15. لتوضيح السؤال لكي اكثر يا هالة :
    ما معنى الاشارة بالمجاز ؟
    ما علاقة تزكية النفس بالاسراء عند الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
    وما علاقة الترقية القلبية بالمعراج عند الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

    ردحذف
  16. بارك الله فيكي اختي العزيزة الغالية هالة انا مسرورة بمبادرتكي في المساعدة في تبليغ الفهم وبورك فهمكي ،غير اني فهمت نصف الشطر ولا يزال الشطر الاخر وجه الغموض ياريت التركيز على الاجابة في السؤال الثاني اكثر من الثالث ،ارجو التركيز في الشرح على وجه العلاقة بين التزكية النفسية ومعجزة او كرامة "الاسراء"

    ردحذف
    الردود

    1. عزيزتى خديجة ..
      اعتذر عن تأخير الرد ؛ كنت ما بين سهو و إنشغال احيانا ..

      * المقصود من (المعنى الإشارى) لآية او حديث : هو معنى او تفسير يرد على القلب ؛ ولا يتعارض مع ظاهر الاية او الحديث .. فالكلمات فى اللغة لا حصر لمعانيها .. خاصة كلام الله فمعانى القرآن لا تتناهى .


      * كلمة مجازى : اى لفظ مقصود به معنى اخر ..
      مثال : يقول الله تعالى (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) .. فهل الكافرون وضعوا اصابعهم فى آذانهم ؟ لا .. بل المقصود اناملهم (اطراف الاصابع) ..

      * كذلك المعنى الاشارى .. و قد جاء فى صورة مجاز جاء فى ان الاسراء اشارة لتزكية النفس و المعراج ارتقاء القلب ..
      و المقصود من ذلك هو معنى الاسراء و المعراج لا الحدث نفسه ..

      فمعنى الاسراء كما قلت هو الانتقال من مكان لمكان و ترك المألوف .. فكذلك تزكية النفس هو ترك ارض المعاصى و الشهوات الى ارض الطاعات و العبادات ..
      وبما ان الاسراء بداية المعراج اى الصعود الى اعلى ..
      كان المعراج اشارة الى ارتقاء القلب و علو المقام الى مقام اعلى .

      ارجو ان اكون وضحت لك الامر و ان اكون توصلت للتوضيح الصحيح .. والله اعلم

      تحياتى لك 🌹

      حذف
  17. ماشاء الله مقال رائع.. بارك الله فيك ا. خالد..
    عندي إستوضاح لو تكرمت.. هل تفسير مقولة "فلان على قدم النبي" هو نفسه تفسير المقولة المنسوبة لسيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه "قدمي هذه على رقبة كل ولي لله".

    جزاكم الله خيراً و نَفّع بكم و بِ علمكم آمين.

    ردحذف
    الردود
    1. اسمحى لى يا إنجى ان أبدى رأيى و انتظر معك رد أستاذنا الجليل ..
      حينما قرأت تلك المقولة لم يقتنع عقلى ان تكون جاءت على لسان سيدى عبد القادر الجيلانى قدس الله روحه .. و قلت فى نفسي ربما يكون افتراءا عليه كما حدث مع غيره من الاكابر .. فإذا كانوا افتروا على سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى حياته ؛ أفمن الصعب الافتراء على غيره فى مماته ؟
      و مع ذلك بحثت بحث يسير و وجدت ان ذلك بالفعل افتراء و كذب ..
      ولقد أنكره علماء أفاضل غير مختلف عليهم .. منهم الشيخ أبو حفص السهروردي فى عوارفه" .. كما رد على هذه المسألة الشيخ بن رجب الحنبلي طبقات الحنابلة في كتابة (فى ذكر أحوال وكرامات سيدي القطب عبد القادر الجيلاني) .. هذا والله اعلم
      تحياتى لك 💕

      حذف
    2. أختي الكريمة هالة،
      أردت أن أقول أنّ الأستاذ خالد كان قد شرح هذا المعنى للشّيخ عبد القادر الجيلاني بالخطّ الأحمر العريض تحت عنوان "الوراثة والشيخ عبد القادر الجيلاني" وهي تقع في وسط هذه المقالة تقريبا :https://khaledouf.blogspot.com/2015/11/blog-post_24.html

      حذف
    3. أخى الفاضل / نزار
      شكرا جزيلا لك على التوضيح ..
      و الف شكر انك شاركت بالرد الذى رد نفسي عن عجبها بأننى احفظ مواضيع المدونة عن ظهر قلب ..
      فلأول مرة يسقط جزء خاص بموضوعات المدونة ..
      فالحمد الله المستجيب لدعائى ( اللهم علمنى الادب )
      تحياتى لك

      حذف
    4. أخي نزار ما رقم الموضوع و تحت أي قسم من أقسام المدونة لو تكرمت لأن الرابط صعب الاستخدام .. حيا الله الجميع.

      حذف
    5. الموضوع رقم 15 قسم فقه العارفين يا إنجى
      تحياتى لك

      حذف
    6. أختي الكريمة إنجي، ها قد أجابتك أختنا الكريمة هالة، فبارك الله فيكما وجعلكما مباركتين أين ما حللتما.
      أختي هالة:العفو فكلّنا ذلك الشّخص.
      تحيّاتي للجميع

      حذف
    7. اخى الكريم نزار ..
      لك دعوات بمثل دعواتك اضعافا مضاعفة من فضل الله العظيم ، امين
      تحياتى لك

      حذف
  18. عزيزتى خديجة ..
    اعتذر عن تأخير الرد ؛ كنت ما بين سهو و إنشغال احيانا ..

    * المقصود من (المعنى الإشارى) لآية او حديث : هو معنى او تفسير يرد على القلب ؛ ولا يتعارض مع ظاهر الاية او الحديث .. فالكلمات فى اللغة لا حصر لمعانيها .. خاصة كلام الله فمعانى القرآن لا تتناهى .

    * كلمة مجازى : اى لفظ مقصود به معنى اخر ..
    مثال : يقول الله تعالى (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) .. فهل الكافرون وضعوا اصابعهم فى آذانهم ؟ لا .. بل المقصود اناملهم (اطراف الاصابع) ..

    * كذلك المعنى الاشارى .. و قد جاء فى صورة مجاز جاء فى ان الاسراء اشارة لتزكية النفس و المعراج ارتقاء القلب ..
    و المقصود من ذلك هو معنى الاسراء و المعراج لا الحدث نفسه ..
    فمعنى الاسراء كما قلت هو الانتقال من مكان لمكان و ترك المألوف .. فكذلك تزكية النفس هو ترك ارض المعاصى و الشهوات الى ارض الطاعات و العبادات ..
    وبما ان الاسراء بداية المعراج اى الصعود الى اعلى ..
    كان المعراج اشارة الى ارتقاء القلب و علو المقام الى مقام اعلى .

    ارجو ان اكون وضحت لك الامر و ان اكون توصلت للتوضيح الصحيح .. والله اعلم

    تحياتى لك 🌹

    ردحذف
  19. عزيزتي الغالية هالة انتي نورتيني نوركي الله بنوره الذي لا ينطفا وبحبه الذي لا يندثر يارب العالمين امين ...

    ردحذف
  20. بارك الله فيكي اختي العزيزة الغالية هالة انا مسرورة بمبادرتكي في المساعدة في تبليغ الفهم وبورك فهمكي ،غير اني فهمت نصف الشطر ولا يزال الشطر الاخر وجه الغموض ياريت التركيز على الاجابة في السؤال الثاني اكثر من الثالث ،ارجو التركيز في الشرح على وجه العلاقة بين التزكية النفسية ومعجزة او كرامة "الاسراء"

    ردحذف
  21. مما راق لي واحببت تدوينه :
    * قال الشيخ زروق رضي الله عنه: (أصول الطريقة خمسة أشياء:
    1- تقوى الله في السر والعلانية،
    2-اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال،
    3- والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار،
    4- والرجوع إلى الله في السراء والضراء،
    5- والرضى عن الله في القليل والكثير) .

    >============
    وفي معنى الواسطه المذكور //👇
    أي أن الواسطة مقصودها أن سبب الوصول إلى الله هو الملازمة لاتباع سنته مهما ارتقى العبد في منازل العبودية .. لأنه بغير الإتباع لا يوجد ارتقاء ولا وصول ولا معرفة إيمانية ..!! ..

    ----
    ربطتها بالمعنى الشائع لكلمة واسطه التي نطلقها حين نحتاج خدمه دنويه لا تتيسر سريعا الا باتيان هذا الشخص الواسطه الذي له نفوذ ما او سلطه ما لتحقيق تلك الخدمة ..
    فحب الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه هو ماجعله واسطه لنا لإرضاء الله وحسن عبادته والوصول لقربه عز وجل وطاعته .

    =======
    جزاك الله خيرا ا.خالد وجزى الجميع على الردود والمشاركات النافعه .

    حياكم الله بالسلام والامان جميعا.

    ردحذف
  22. ماشاء الله يبارك اللله
    جزاك الله خير ا ونفعنا بعلمك رضي الله عنك وارضاك

    ردحذف
  23. جزاك الله خيرا استاذنا وبارك الله فيك وزادك من علمه وفضله ربنا يبارك سعيك وجهدك في جمع هذا العلم ليصل إلينا بطريق مبسط

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف