الروحانيات فى الإسلام: الجزء الثامن - الأدب مع الله ظاهرا وباطنا - درس من الرسول - لماذا قال زكريا (من لدنك) ولم يقل (من عندك) - سميع الدعاء أم مجيب الدعاء ؟ - لماذا قالت مريم (من عند الله ) ولم تقل : من عند الرب .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 10 مايو 2017

Textual description of firstImageUrl

الجزء الثامن - الأدب مع الله ظاهرا وباطنا - درس من الرسول - لماذا قال زكريا (من لدنك) ولم يقل (من عندك) - سميع الدعاء أم مجيب الدعاء ؟ - لماذا قالت مريم (من عند الله ) ولم تقل : من عند الرب .

بسم الله الرحمن الرحيم

:: الجزء الثامن ::
( المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيق )
:: المرأة والطريق إلى الله ::
:: لماذا قالت مريم (من عند الله ) ولم تقل : من عند الرب ؟ ::
:: لماذا لم يقل زكريا: يا مريم يا بركة ادعي لي ربنا يرزقني الولد ؟ ::
:: الأدب مع الله ظاهرا وباطنا ؟ ::
:: لماذا قال زكريا "رب" ولم يقل "إلهي"::
:: الأدب مع الله .. درس من الرسول ؟ ::
:: لماذا قال زكريا (من لدنك) ولم يقل (من عندك) ؟ ::

:: سميع الدعاء أم مجيب الدعاء ؟ ::


* فهرس الموضوع :
1- دعاء زكريا .. بين البشارة وتحقق هذه البشارة ؟
1- هل كان دعاء سيدنا زكريا أمرا لله ؟
2- ما هو الفرق بين الأمر والدعاء والإلتماس ؟
3- هل رؤية القدرة الإلهية مع مريم حركت زكريا بالدعاء إلى الله ؟
4- هل تكرار الحدث مع السيدة مريم كان سببا في تحريك الدعاء في قلب زكريا ؟
5- هل حركت كلمات مريم في نفس زكريا عليه السلام "رغبة دنيوية لغريزة الأبوَّة" بطلب أن يرزقه الله بالولد الصالح ؟
6- هل كان طلب زكريا عليه السلام للولد هو غريزة فطرية أم كرامة دينية ؟
7- ما السبب الذي حرَّك زكريا عليه السلام بالدعاء عند السيدة مريم ؟
8- الأدب مع الله ظاهرا وباطنا ؟
9- لماذا لم يدعو زكريا من قبل أن يرزقه الله الولد ؟
10- الأدب مع الله .. درس من الرسول ؟
11- لماذا يطلب زكريا الولد في هذه السن المتأخرة ، وبعد أن بلغ من الكبر عتياً ، وأصبحت امرأته عاقراً ؟
12- لماذا لم يقل سيدنا زكريا لمريم ( إدعي لي الله أن يرزقني الولد يا مريم يا بركة ) ؟!!
13- لماذا قال زكريا "رب" ولم يقل "إلهي" ؟
14- لماذا قالت السيدة مريم (هو من عند الله ) ولم تقل هو من عند الرب ؟
15- لماذا قال زكريا (هب لي) ؟
16- لماذا قال زكريا (من لدنك) ؟
17- ما الفرق لغويا بين لفظي (لِدَىا ، عند ، لَدُن ) ؟
18- لماذا دعا زكريا فقال (من لدنك) ولم يقل (من عندك) ؟
19- لماذا قال زكريا ( إنك سميع الدعاء ) وليس مجيب الدعاء ؟

 *******************************
:: مقدمة ::

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. السادة الكرام مرحبا بكم في جزء جديد .. هو استكمالا للجزء السابق .. حيث يدور عن اسئلة حول بعض الآيات التي تم شرحها سابقا ..

* وفي هذا الجزء نتكلم عن أسئلة تتعلق بسيدنا زكريا ودعاؤه إلى الله ..

*ملحوظة : يمكنك أن تتجاهل السؤال رقم (14) .. لأنه يتعلق بمسألة لغوية محضة .. 

نبدأ بسم الله ..
توكلت على الله ..

*********************************
:: بداية مهمة جدا ::
( دعاء زكريا .. بين البشارة وتحقق هذه البشارة )

* أريدك أن تفرق في دعاء سيدنا زكريا بين أمور .. حيث أن الدعاء تم في محراب مريم عليها السلام .. ولكن استجابة الدعاء تمت على مرحلتين :

الأولى : البشارة بيحيى عليه السلام ..
الثانية : تحقق هذه البشارة فعلا بالحمل بيحيى عليه السلام ..

* فافهم ما سبق حتى لا تتوه بين كلام العلماء ويختلط عليك الفهم بين الدعاء والبشارة وتحقق هذه البشارة في الواقع ..!!
فالدعاء تم في محراب مريم عليها السلام .. وعلى هذا غالب علماء المفسرين .. كما أوضحنا سابقا ..
والبشارة كانت في محراب مريم أيضا (والبعض قال في محراب زكريا)
ولكن وقت تحقق هذه البشارة فعلا كان في محرابه (فخرج على قومه من المحراب) وهو أن لا يكلم الناس إلا بطريق الإشارة دون كلام  ..

****************
:: أسئلة حول المرحلة الحياتية الأولى ::
(2)
:: ثانيا :: أسئلة حول آيات دعاء سيدنا زكريا ؟ ::
( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) آل عمران38
*********************
 (1)
:: هل كان دعاء سيدنا زكريا أمرا لله ؟ ::
..:: ما هو الفرق بين الأمر والدعاء والإلتماس ؟ ::..

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( إذا كان الآمر أعلى من المأمور نسميه أمرا .. وإذا كان مساويا له نسميه إلتماسا .. وإذا كان إلى أعلى نسميه رجاء ودعاء ..
على أننا لابد أن نلتفت إلى قوله تعالى على لسان زكريا : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ) آل عمران: 38
هل هذا أمر من زكريا ؟ طبعا لا . لأنه دعاء والدعاء رجاء من الأدنى إلى الأعلى .)
تفسير الشعراوي ج1 ص390

* فمن لم يعمل مع الله بالعبودية بلا شرط .. فلن ينعم بالرضا في حياته أبدا .. ولن يرى إلا القبيح فقط في حياته .. لأنه عبد الله على حرف .. أي على وجه واحد فقط .. إذا أعطاه خيرا عبده وشكره .. وإذا لم يستجيب له الله .. فالعبد يجحده وينكره ويتوقف عن عبادته ...!! .. وهؤلاء غالبا من يقولون دعونا الله ولم يستجب لنا .. ويتوقفون عن الصلاة ..!!
يقول تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج11

****************************
(2)
..:: هل رؤية القدرة الإلهية مع مريم حركت زكريا بالدعاء إلى الله ؟ ::..
* قلت ( صاحب الموضوع ) :
بعض العلماء يذكر في تفسيره .. :
أن سبب دعاء زكريا هو رؤية الرزق العجيب عند مريم .. فهو عليه السلام حينما رأى قدرة مخالفة الأسباب وقدرة الله العجيبة .. فقد دعا ربه ؟

وهذا كلام خاطيء .. ولا يليق بالمقام النبوي أبدا .. لماذا ؟

1- فهل كان زكريا عليه السلام .. لا يعلم بأن الله قدير ..؟!
ولا يعلم أن الله له قُدرَة مُخالفَةِ الأسباب .. ؟
ألم يكن يعلم أن آدم جاء بلا أب ولا أم ..؟

2- وهل كان عليه السلام في حاجة مادية ملموسة ليدرك أن الله على كل شيء قدير ؟!!
فهل كان ينتظر أن يرى معجزة تحدث أمامه حتى يدعو الله ؟!!
كيف نتصور هذا مع سيدنا زكريا عليه السلام ..!!


* فهل هذا كلام يليق بأن نقوله على إنسان مؤمن ..؟
فكيف نقبل أن نقول به على نبي كريم ..؟!!

***************************

(3)

..:: هل تكرار الحدث مع السيدة مريم كان سببا في تحريك الدعاء في قلب زكريا ؟ ::..

* قلت ( صاحب الموضوع ) :

بعض العلماء ظن أن تكرار الحدث مع السيدة مريم قد كان سببا في تحريك الدعاء في قلب زكريا ؟
فسيدنا زكريا ليس في حاجة لتكرار حدث رباني حتى ينتبه ..!!
فكيف نقول بذلك وهو مع الله في كل أحواله ..!!
فلا يليق أن نقول أنه لما رأى ما حدث لمريم .. دعا ربه ..!!
فكيف نعقل ذلك وظنه بنبي كريم مستجاب الدعاء ..؟!!

*****************************
(4)
..:: هل حركت كلمات مريم في نفس زكريا عليه السلام "رغبة دنيوية لغريزة الأبوَّة" بطلب أن يرزقه الله بالولد الصالح ؟ ::..

* قلت ( صاحب الموضوع ) :
بعض العلماء يذكر هذا الكلام في تفسيره .. أن سبب دعاء زكريا ليس رؤيته للرزق .. بل رؤيته لصلاح مريم فطلب ولدا مثلها !! .. فكلمات مريم حركت بداخله غريزة الأبوة "رغبة دنيوية" .. فدعا ربه لما رأى حال مريم مع الله .. أن يرزقه ذرية مثل مريم في التقوى والورع .. وليس دعاءه بسبب الرزق الذي رآه ؟

وهذا الرأي على وجاهته .. إلا أنه يحمل بين معانية أنه كان قد انخفضت عزيمته بالدعاء لانقطاع الأسباب .. ولكن كلام مريم .. هز فيه عزيمة الدعاء مرة أخرى وحركها ..
ولا أقبل بذلك أيضا .. لسببين :
الأول : لأن سيدنا زكريا عليه السلام .. نبي كريم وليس مجرد شخص عادي حتى نصبغه بما يحدث لأنفسنا من أحاسيس ..!!

الثاني : فضلا عن أن هذا الرأي وكأنه يشير على أن سيدنا زكريا لأول مرة كان يرى السيدة مريم حتى يرغب في ذرية مثلها ..!!
وبما أنه كفيلها ويراها كل يوم .. فلماذا لم يرغب في الأوقات السابقة بالدعاء قبل هذا اليوم ؟!!

* ويكفي أن يتم الرد على كل من ظن أن سيدنا زكريا كان دعاءه بسبب رزق مريم أو رغبة في ذرية مثل مريم .. ؟
بأن سيدنا زكريا كان مجاب الدعاء بدليل قوله تعالى : (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ) مريم4 .. أي ولم أكن من قبل محرومًا من إجابة الدعاء .. فالآية تشير إلى أنه كان مجاب الدعاء .. بل ولم ييأس أبدا من كثرة الدعاء ..!!

****************************
(5)
..:: هل كان طلب زكريا عليه السلام للولد هو غريزة فطرية أم كرامة دينية ؟ ::..

* في سورة آل عمران : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) آل عمران38
* وفي سورة الأنبياء : ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) الأنبياء89
* وفي سورة مريم : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) مريم5-6


* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(وفي قول زكريا الذي أورده الحق: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 6] .
أي أن يكون دعاء لإرث النبوة وإرث المناهج وإرث القيم، هكذا طلب زكريا الولد. لقد طلبه لمهام كبيرة )
تفسير الشعراوي ج3 ص1443



* ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :

( لقد أوضح زكريا عليه السلام العلة في ذلك في الآيات القادمة فقال : ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) [مريم: 6] .
إذن : فالعِلَّة في طلب الولد دينية مَحْضة ، لا يطلبه لمغْنَم دنيوي ، إنما شغفه بالولد أنه لم يأمن القوم من بعده على منهج الله وحمايته من الإفساد .

لذلك قوله : (يرثني) هنا لا يفهم منه ميراث المال كما يتصوره البعض ؛ لأن الأنبياء لا يورثون ، كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة » وبذلك يخرج النبي من الدنيا دون أن ينتفع أحد من أقاربه بماله حتى الفقراء منهم .

* فالمسألة مع الأنبياء خالصة كلها لوجه الله تعالى ؛ لذلك قال بعدها: ( وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) [مريم: 6] أي: النبوة التي تناقلوها . فلا يستقيم هنا أبداً أن نفهم الميراث على انه ميراث المال أو متاع الدنيا الفاني .
ومن ذلك قوله تعالى: ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) [النمل: 16] ..
ففي أيِّ شئ ورثه ؟ أوَرِثَهُ في تركته ؟ إذن : فما موقف إخوته الباقين ؟
لابد أنه وَرِثَه في النبوة والملك ، فالمسألة بعيدة كل البعد عن الميراث المادي .
تفسير الشعراوي ج15 ص9024

* يقول الشيخ أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
( وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : إِنَّمَا كَانَ مَوَالِيهِ مُهْمِلِينَ الدِّينَ فَخَافَ بِمَوْتِهِ أَنْ يَضِيعَ الدِّينُ فَطَلَبَ وَلِيًّا يَقُومُ بِالدِّينِ بَعْدَهُ ، وَهَذَا لَا يَصِحُّ عَنْهُ إِذْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : «نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ»

* وَالظَّاهِرُ اللَّائِقُ بِزَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ حَيْثُ هُوَ مَعْصُومٌ أَنَّهُ لَا يَطْلُبُ الْوَلَدَ لِأَجْلِ مَا يُخْلِفُهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا.

* وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : إِنَّمَا خَافَ أَنْ تَنْقَطِعَ النُّبُوَّةُ مِنْ وَلَدِهِ وَيَرْجِعَ إِلَى عُصْبَتِهِ لِأَنَّ تِلْكَ إِنَّمَا يَضَعُهَا اللَّهُ حَيْثُ شَاءَ وَلَا يُعْتَرَضُ عَلَى اللَّهِ فِيمَنْ شَاءَهُ وَاصْطَفَاهُ مِنْ عِبَادِهِ.
* قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ كَانَ مَوَالِيهِ وَهُمْ عَصَبَتُهُ إِخْوَتُهُ وَبَنُو عَمِّهِ شِرَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَخَافَهُمْ عَلَى الدِّينِ أَنْ يُغَيِّرُوهُ وَأَنْ لَا يُحْسِنُوا الْخِلَافَةَ عَلَى أُمَّتِهِ، فَطَلَبَ عَقِبًا صَالِحًا مِنْ صُلْبِهِ يَقْتَدِي بِهِ فِي إِحْيَاءِ الدِّينِ .)
تفسير البحر المحيط ج7 ص240

* يقول الشيخ المراغي رحمه الله :
( إن فى إجابة الطلب منفعة دينية ، إذ أنه خاف أن الموالي أي الورثة الذين يخلفونه فى إقامة الشعائر الدينية - لا يؤدون ما يجب عليهم نحو الدين من نشره وتبليغه الناس وعبادة الله كما أمر ، والذبّ عنه إذا جد الجدّ، ووجب الدفاع عنه ، فقد أثر عنهم أنهم كانوا من شرار بنى إسرائيل ، فخافهم ألا يحسنوا خلافته فى أمته، لا فى الدين ولا فى المال ، ولا فى السياسة التي تتبع فى إدارة شؤونها .
وقد عرف زكريا عليه السلام ببعض الأمارات أن عصبته وهم إخوته وبنو عمه ربما استمروا على عادتهم فى الشر والفساد فخافهم على الدين أن يغيّروه ، وألا يحسنوا الخلافة على أمته ، فطلب عقبا من صلبه يقتدى به فى إحيائه ، وينهج نهجه فيه فقال :
فهب لي من لدنك وليا. يرثنى ويرث من آل يعقوب  واجعله رب رضيا ) أي أعطني من واسع فضلك ، وعظيم جودك وعطائك ، لا بطريق الأسباب العادية ولدا من صلبى ، يرث الحبورة منى ، ويرث من بنى ماثان ملكهم ( قال الكلبي كان بنو ماثان رؤس بنى إسرائيل وملوكهم ، وكان زكريا رئيس الأحبار يومئذ ) ويكون برا تقيا مرضيا عندك وعند خلقك ، تحبه ويحبونه لدينه وخلقه ومحاسن شيمه . )
تفسير المراغي ج16 ص35

****************************
(6)
..:: ما السبب الذي حرَّك زكريا عليه السلام بالدعاء عند السيدة مريم ؟ ::..

* سيدنا زكريا كان مقبول الدعاء عند الله بدليل قوله تعالى (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) [19 \ 4]

* يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسير الايه :
( أَيْ: لَمْ أَكُنْ بِدُعَائِي إِيَّاكَ شَقِيًّا ، أَيْ: لَمْ تَكُنْ تُخَيِّبُ دُعَائِي إِذَا دَعَوْتُكَ ، يَعْنِي أَنَّكَ عَوَّدْتَنِي الْإِجَابَةَ فِيمَا مَضَى )
أضواء البيان في إضاح القرآن بالقرآن ج3 ص361

* قلت ( صاحب الموضوع ) :
هو أن سيدنا زكريا عليه السلام وهو نبي كريم .. حينما سمع كلام السيدة مريم عليها السلام .. فقد حرك فيه رغبة نبوية وليس رغبة دنيوية .. في صدر زكريا كان يرجوها وهي : ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ) مريم6 ..
وقلت لكم "رغبة نبوية" .. لأن طلب الولد لم يكن لرغبة نفسية دنيوية .. وإنما رغبة نبوية لدوام الحال مع الله في ولد صالح يرث النبوة لإرشاد الناس من بعده .. بدليل قوله تعالى ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ) مريم6
 
* قلت ( صاحب الموضوع ) :
فسيدنا زكريا لم يكن يحتاج لسببية دنيوية لتحرك فيه الدعاء كما ظن البعض ..
ولكن أرى أن الذي حرك فيه هذا الدعاء في هذا التوقيت هو ظهور الإذن الإلهي بالدعاء في هذا التوقيت وفي هذا المكان المبارك وهو محراب السيدة مريم .. بدليل قوله تعالى (هنالك دعا زكريا) .. فالإذن الإلهي جاءه بالدعاء في هذا المكان المبارك ..
فإذا أردت أن تجد سببا .. فالسبب هو مجيء الإذن الإلهي بالدعاء لزكريا .. وقد يكون سبب آخر وهو إظهار كرامة للسيدة مريم عليها السلام .. بأن مكانها هو مكان طاهر مستجاب فيه الدعاء .
والله أعلم .

***********************************
(7)
:: الأدب مع الله ظاهرا وباطنا ::
..:: لماذا لم يدعو زكريا من قبل أن يرزقه الله الولد ؟ ::..

ولعل سيدنا زكريا لم يطلب هذه الدعوة سابقا .. من باب الأدب مع الله في العطاء فهو لم يدعو سابقا خوفا من أن يكون هذا نصيبه وهذا قدره .. فتأدب مع الله ظاهرا بالتسليم وباطنا بالتفويض والتوكل ..
أو ظنا منه أن هذا مراد الله فيه .. فتأدب بالرضا بالمقسوم .. متأدبا مع اسمه الظاهر .. (فيما ظهر له من أسباب ومسببات تمنعه من الإنجاب) ..

* ولكن حينما رأى كرامة الله في هذا المكان "محراب مريم" .. فحَسِبَ أن هذا إذن له أو هذه إشارة له .. ليتأدب مرة أخرى بطلب الدعاء إلى الله .. سائله من فضله .. حينما رأى كرامة مريم عليها السلام .. فقال : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) آل عمران38

* وكأن الله يقول له إلهاما ..: أعطيناك الإذن أن تدعو يا زكريا بما ترجو .. نجيبك إلى ما تريد .. فدعا ربه ..

* أو كأن الله يقول له : .. كما رضيت .. سنرضيك .. فادعو نجيبك إلى ما تريد ..!!
والله أعلم .

* وقد وجدت تفسيرا قريب مما توصلت إليه ذكره الشيخ الماتريدي رحمه الله وقد نقله عنه صاحب تفسير البحر المحيط .. :
(وَقَالَ الْمَاتُرِيدِيُّ: كَانَتْ نَفْسُهُ تُحَدِّثُهُ بِأَنْ يَهِبَ اللَّهُ لَهُ وَلَدًا يَبْقَى بِهِ الذِّكْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَدْعُو مُرَاعَاةً لِلْأَدَبِ ، إِذِ الْأَدَبُ أَنْ لَا يَدْعُوَ لِمُرَادٍ إِلَّا فِيمَا هُوَ مُعْتَادُ الْوُجُودِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَادِرًا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَلَمَّا رَأَى عِنْدَهَا مَا هُوَ نَاقِضٌ لِلْعَادَةِ حَمَلَهُ ذَلِكَ عَلَى الدُّعَاءِ فِي طَلَبِ الْوَلَدِ غَيْرِ الْمُعْتَادِ . انْتَهَى.
وَقَوْلُهُ: كَانَتْ تُحَدِّثُهُ نَفْسُهُ بِذَلِكَ ، يَحْتَاجُ إِلَى نَقْلٍ . !! )
البحر المحيط ج3 ص126

* وللشيخ محمد عبده رأي قد ذكره تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا رحمهما الله :
( إِنَّ زَكَرِيَّا لَمَّا رَأَى مَا رَآهُ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى مَرْيَمَ فِي كَمَالِ إِيمَانِهَا وَحُسْنِ حَالِهَا وَلَا سِيَّمَا اخْتِرَاقُ شُعَاعِ بَصِيرَتِهَا لِحُجُبِ الْأَسْبَابِ ، وَرُؤْيَتُهَا أَنَّ الْمُسَخِّرَ لَهَا هُوَ الَّذِي يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، أَخَذَ عَنْ نَفْسِهِ ، وَغَابَ عَنْ حِسِّهِ ، وَانْصَرَفَ عَنِ الْعَالَمِ وَمَا فِيهِ ، وَاسْتَغْرَقَ قَلْبُهُ فِي مُلَاحَظَةِ فَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ . فَنَطَقَ بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي حَالِ غَيْبَتِهِ .
وَإِنَّمَا يَكُونُ الدُّعَاءُ جَدِيرًا بِأَنْ يُسْتَجَابَ إِذَا جَرَى بِهِ اللِّسَانُ بِتَلْقِينِ الْقَلْبِ فِي حَالِ اسْتِغْرَاقِهِ فِي الشُّعُورِ بِكَمَالِ الرَّبِّ ، وَلَمَّا عَادَ مِنْ سَفَرِهِ فِي عَالَمِ الْوَحْدَةِ إِلَى عَالَمِ الْأَسْبَابِ وَمَقَامِ التَّفْرِقَةِ ، وَقَدْ أُوذِنَ بِسَمَاعِ نِدَائِهِ ، وَاسْتِجَابَةِ دُعَائِهِ ، سَأَلَ رَبَّهُ عَنْ كَيْفِيَّةِ تِلْكَ الِاسْتِجَابَةِ - وَهِيَ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ الْكَوْنِيَّةِ - فَأَجَابَهُ بِمَا أَجَابَهُ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ )
تفسير المنار ج3 ص244

* يقول الشيخ الماوردي رحمه الله :
(قوله تعالى: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ) اختلف في سبب دعائه على قولين :
أحدهما: أن الله تعالى أذن له في المسألة لأن سؤال ما خالف العادة يُمْنَع منه إلا عن إذن لتكون الإجابة إعجازاً .
والثاني: أنه لما رآى فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف طمع في رزق الولد من عاقر.)
تفسير النكت والعيون ج1 ص389

****************************

( حبيبي يا رسول الله )
* الأدب مع الله .. درس من الرسول *

* ولذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : حينما كان يرجو تحويل القبلة .. فماذا كان يفعل ؟
كان يرفع وجهه للسماء متمنيا وراجيا من مولاه .. ولكنه لا يدعو بذلك أدبا مع الله .. وخوفا أن يكون هذا من مراد الله .. فيكون قد أساء الادب في الدعاء .. ولذلك كان يتوجه بوجهه للسماء راجيا ما في قلبه .. وقد استجاب له الله ما يرجوه ..!!

* يذكر الفخر الرازي رحمه الله وجوها عن آية (قد نرى تقلب وجهك) .. منها :
(أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدِ اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ تَعَالَى بِذَلِكَ .. فَأَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِي هَذَا الدُّعَاءِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَسْأَلُونَ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنٍ مِنْهُ ..
لِئَلَّا يَسْأَلُوا مَا لَا صَلَاحَ فِيهِ فَلَا يُجَابُوا إِلَيْهِ فَيُفْضِي ذَلِكَ إِلَى تَحْقِيرِ شَأْنِهِمْ ، فَلَمَّا أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي الْإِجَابَةِ عَلِمَ أَنَّهُ يُسْتَجَابُ إِلَيْهِ فَكَانَ يُقَلِّبُ وَجْهَهُ فِي السَّمَاءِ يَنْتَظِرُ مَجِيءَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْوَحْيِ فِي الْإِجَابَةِ .)
تفسير مفاتيح الغيب ج4 ص95

* ويقول رحمه الله في إشارة لطيفة عن هذه الآية :
( وَقَالَ: ( فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ) [الْبَقَرَةِ: 144] .. وَلَمْ يَقُلْ "قِبْلَةً أَرْضَاهَا" .. وَالْإِشَارَةُ فِيهِ كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ كُلُّ أَحَدٍ يَطْلُبُ رِضَايَ وَأَنَا أَطْلُبُ رِضَاكَ فِي الدَّارَيْنِ ، أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) [الضُّحَى: 5])
تفاسير مفاتيح الغيب ج4 ص82

* فالأدب هو باب العلاقة الكريمة مع الله ..
وطلب الإذن في الدعاء هو أدب مع الله .. حتى لا يطلب بشهوة نفسية ولا بحظ نفسي فيه شهوة تحجبك عن الله .. أو يكون الدعاء فيه مخالفة لمراد الله .. ولكن هؤلاء العباد تتحرك قلوبهم كلما استشعرت بأن الله يطلب منها ذلك ..!!

* ولكن عن نفسي فلا أقبل ما قيل في حق سيدنا زكريا .. عن حكمة دعاءه كانت بسبب وجود ( رزق عجيب أو مجرد طلب ذرية ) ..
- بل أقبل أنه جاءه الإذن من الله بالدعاء .. في محراب مريم .. وبناء على ذلك فتوجه إلى الله بالدعاء بعد ظهور هذا الإذن له .. وكان علامة ظهور هذا الإذن هو ما قالته مريم عليها السلام ( هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .

****************************

(8)
..:: لماذا يطلب زكريا الولد في هذه السن المتأخرة ، وبعد أن بلغ من الكبر عتياً ، وأصبحت امرأته عاقراً ؟ ::..

* قلت (صاحب الموضوع) :
1- لأن الله لم يأذن له سابقا في الدعاء بذلك .. فتأدب زكريا عليه السلام مع قضاء الظاهر .. ولما جاءه الإذن في محراب مريم عليها السلام .. فقد دعا ..

2- لأن هذا سيكون نموذج واقعي للسيدة مريم عليها السلام .. فيما سيحدث معها .. حيث أن ما حدث مع زكريا جاء مخالف لقانون الأسباب (زوج عجوز وزجة عاقر).. فكذلك ما سيحدث معها (من مخالفة لقانون الأسباب) .. لا تتعجب منه لأنه قد سبق وحدث مع زكريا عليه السلام .. فكأن هذه القصة تهيئة للسيدة مريم .

3- قد يكون ظهر له في هذا التوقيت من العمر أن الموالي (بَنُو الْعَمِّ وَالْقَرَابَةِ الَّذِينَ يَلُونَ بِالنَّسَبِ) الذين يخدمون بيت المقدس ليسوا بقدر تحمل المسؤلية الدينية .. فطلب ذلك من الله ..
والله أعلم

***********************************
 (9)
..:: لماذا لم يقل سيدنا زكريا لمريم
( إدعي ليه الله أن يرزقني الولد يا مريم يا بركة ) ؟!! ::..

* قلت (صاحب الموضوع) :

الإجابة على هذا السؤال تأتي من ناحيتين :
* أولا : من الذي مطلوب منه الدعاء ؟
أكيد المطلوب منه الدعاء هو الشخص الذي له حاجه عند الله .. ولذلك على الشخص صاحب الحاجة أن يدعو الله ويتوسل إليه .. لأن الله يريد قلوب مناجية وحاضرة بالإفتقار والإنكسار إليه .. ثم قد يأتي بعد ذلك وسائل تدعم هذا الدعاء .. مثل تأمين الملائكة على دعاءك .. أو طلب الصالحين أن يدعو لك ..

* فدائما البداية تأتي منك أنت .. ولكن إن كنت من أهل البلادة ولا تريد العمل مع الله .. فلن ينفعل معك دعوات الصالحين مهما بلغت مكانتهم .. سواء من الملائكة أو صالحي الإنس والجن ..!!

* فإذا أردت أن تتعامل معك العناية الإلهية .. فتعامل معها بالمناجاة القلبية ..

ثانيا : فإذا عرفت ما سبق .. فسيدنا زكريا لم يطلب من مريم الدعاء لعدة أسباب .. منها :
1- لعلو مقام سيدنا زكريا بالنبوة .. ومقام النبوة يقتضي الوقوف بلسان الذل والإفتقار إلى مولاه .. راجيا بقلبه سابحا في المناجاة ..
فعدم طلبه للدعاء ليس استكبارا .. وإنما عزا بالله وافتقارا .. كما يقتضي مقام النبوة ..

2- أنه عليه السلام كان مقبول الدعاء .. أي مستجاب الدعوة عند الله .. بدليل قوله تعالى ( ولم أكن بدعاءك رب شقيا )
فلما جاءه الإذن بالدعاء لطلب هذه المسألة .. فأخذ يطلب من مولاه .. ويسئله من فضله .. أن يُجيب له ما رجاه ..
والله أعلم

********************************
 (10)
..:: لماذا قال زكريا "رب" ولم يقل "إلهي" ؟ ::..

(قَالَ رَبِّ هَبْ لِي)

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( قال زكريا (رب) أي: يا رب ؛ لأنه يدعو بأمر يتعلق بعطاء الربوبية الذي يشمل المؤمن والكافر ، إنه يطلب الولد ، وهذا أمر يتعلق ببنية الحياة وصلاحها للإنجاب ، وهذه من عطاء الرب سبحانه وتعالى ، وإن كانت العلقة في طلب الولد إلهية ، وهي أنْ يحمل المنهج من بعد أبيه .
فكأن زكريا عليه السلام دعا ربه : يا ربّ يا مَنْ تعطي مَنْ آمن بك ، وتعطي مَنْ كفر ، يا مَنْ تعطي مَنْ أطاع ، وتعطي مَنْ عصى ، حاشاك أن تمنع عطاءك عمَّن أطاعك ويدعو الناس إلى طاعتك .)
تفسير الشعراوي ج15 ص9025

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
( والتعبير ب (دعا ربه) إشارة إلى شعوره بقدرة الله تعالى على كل شيء ، إذ هو ربه الذي ذرأه ونماه صغيرا ، حتى بلغ أشده ثم تولاه حتى بلغ من الكبر عتيا ، فقد اتجه إذن في دعائه إلى الرب القادر العليم الذي أبدع كل شيء على غير مثال سبق ، قال: (رَبِّ) أي خالقي الذي خلقني ، وخلق كل شيء من طين ، وصدر عنه كل ما في الوجود بإرادته العالية)
زهرة التفاسير ج3 ص1023

******************************
(11)
..:: لماذا قالت السيدة مريم (هو من عند الله) ولم تقل هو من عند الرب ؟ ::..

* قلت (صاحب الموضوع) :
حتى يطمئن زكريا ونحن أيضا نفهم أن هذه الخصوصية إنما جاءت من صدق اتباع المنهج الإلهي .. فاطمئنوا يا مؤمنين .. فهذا ليس مجرد عطاء رباني قد يأتي لمن يتلاعب بهم عالم الأرواح من باب الفتنة لهم ..!!
فكأنها تقول عليها السلام : هذا عطاء ألوهية مبني على صدق الإتباع للمنهج الإلهي .. وليس مجرد عطاء ربوبية ..
والله أعلم

******************************
(12)
..:: لماذا قال زكريا (هب لي) ؟ ::..

* يقول الشيخ أبو حيان الاندلسي رحمه الله :
( وجاء الطلب بلفظ : (هب) ، لأن الهبة إحسان محض ليس فِي مقابلتها شيء يكون عوضاً للواهب ، ولما كان ذلك يكاد يكون على سبيل ما لا تسبب فيه : لا من الوالد لكبر سنه ، ولا من الوالدة لكونها عاقراً لا تلد ، فكان وجوده كالوجود بغير سبب ، أتى هبة محضة منسوبة إلى الله تعالى بقوله : (من لدنك) ، أي من جهة محض قدرتك من غير توسط سبب .)
البحر المحيط حـ 2 ص 463

*************************
(13)
..:: لماذا قال زكريا (من لدنك) ؟ ::..

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
( (هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ) أي أعطني أنت عطاء كريما لَا سبب له إلا إرادتك ، ولا باعث عليه إلا رحمتك ، فلا يكون الأمر فيه جاريا على مقتضى الأسباب ومسبباتها ، إنما يكون على مقتضى الهبة المجردة ، والعطاء الخالص الذي لا سبب له إلا إرادتك الأزلية وإلا رحمتك: (مِن لَّدُنكَ) أي من عندك ، أي السبب يكون من عندك لَا من عندي ، لأن الأسباب عندي قد زالت ، ولم يعد إلا سبب منك ، وإلا معجزة تكون فيها المانح المعطي من غير أي علة أو ترتيب .
والتعبير بـ (لَّدُنكَ) التي لَا تكاد تستعمل في القرآن إلا في جانب الله تعالى يفيد العندية العالية السامية ، لَا العندية القريبة المقارنة ، ولا العندية المقاربة .
زهرة التفاسير ج3 ص1023


* تعليق : ( قلت صاحب الموضوع ) :
تعليق على مقصد الشيخ بكلامه ( يفيد العندية العالية السامية ، لَا العندية القريبة المقارنة ، ولا العندية المقاربة ) ..
فالشيخ يقصد ب (العندية العالية السامية) عندية مكانة أي ارزقني ذرية لها مكانة طيبة أي ذرية صالحة .. (لَا العندية القريبة المقارنة ، ولا العندية المقاربة) فلا تظنوا أنها عندية مكان .. أي لا تعتقدوا أن زكريا يطلب ذرية ممنوحة من مكان بجوار ذات الله (عندية مقاربة)  أو شبيه بذات الله (عندية مقارنة) .. فهي ليست عندية مكان ..!!
والله أعلم بمراد الشيخ ..


* ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(وساعة أن تقول من : " لدنك " فهو يعني " هب لي من وراء أسبابك ". لماذا ؟ لأن الكل من الله.
ولكن هناك فرقا بين عطاء الله بسبب ، كأن يذهب إنسان ليتعلم العلم ويمكث عشرين عاما ليتعلم ، وهناك إنسان يفيض الله عليه بموهبة ما ، ولذلك يقول أهل الإشراقات : إنه علم لدنى ، أي من غير تعب ، وساعة أن نسمع " من لدن " أي انعزلت الأسباب . )
تفسير الشعراوي ج3 ص1442


* يقول الفخر الرازي رحمه الله :
( أما الكلام فِي لفظة ( لَّدُنْ ) .. الفائدة فِي ذكره ههنا أن حصول الولد فِي العرف والعادة له أسباب مخصوصة فلما طلب الولد مع فقدان تلك الأسباب كان المعنى : أُريد منك إلهي أن تعزل الأسباب فِي هذه الواقعة وأن تحدث هذا الولد بمحض قدرتك من غير توسط شيء من هذه الأسباب.  )
مفاتيح الغيب حـ 8 ص 30 .. باختصار


* يقول الشيخ الراغب الأصفهاني رحمه الله :
((مِنْ لَدُنْكَ) أي من نعمك وفضلك الإِلهي، وذاك أن إيجاد الأشياء
وإن كانت كلها بقدرته وفضله فعلى ضربين:
1- إبداع، وهو الذي لم يجعل لغيره إليه سبيلا، لا للملائكة ولا للناس ..
2- وفِعْل جَعَلَ للروحانيّ أو الجسمانيّ إليه سبيلًا، فبين بقوله: (مِنْ لَدُنْكَ) أنه يسأل ما يتفرَّد بإيجاده.
وقوله: (مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) أي مجيب لمن دعاك على الشرائط التي بها تُدعى)
تفسير الراغب الاصفهاني ج2 ص536 .. مع بعض التصرف .
******************************
(14)
..:: ما الفرق لغويا بين لفظي (لِدَىا ، عند ، لدن ) ؟ ::..

* يقول السيوطي رحمه الله عند الكلام على لفظ "عند" :
* ظرف مكان تستعمل فِي الحضور والقرب سواء كانا ..
حسِّيِّين نحو (فلما رآه مستقرا عنده) (عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى) ..
أو معنويتين نحو (قال الذي عنده علم من الكتاب) (وإنهم عندنا لمن المصطفين)  (فِي مقعد صدق عند مليك) (أحياء عند ربهم) (ابن لي عندك بيتا فِي الجنة) ..
فالمراد بهذه الآيات قرب التشريف ورفعة المنزلة .

* ولا تستعمل إلا ظرفا أو مجرورة ب "من" خاصة نحو (فمن عندك) (ولما جاءهم كتاب من عند الله) ..
وتعاقبها (لدى ولدن) نحو (لدى الحناجر) (لدى الباب) (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) .

* يقول السيوطي رحمه الله عند التفرقة بين اللفظين :
( وقد إجتمعتا فِي قوله ( آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) ..
* ولو جيء فيهما ب (عند أو لدن) ، صح لكن ترك دفعا للتكرار وإنما حسن تكرار لدى فِي (وما كنت لديهم) لتباعد ما بينهما .

*  وتفارق "عند ولدى"  (لدن) .. من ستة أوجه :
ف "عند ولدى" تصلح فِي محل ابتداء غاية وغيرها ولا تصلح "لدن" إلا فِي ابتداء غاية .
و"عند ولدى" يكونان فضلة نحو (وعندنا كتاب حفيظ) (ولدينا كتاب ينطق بالحق) ، و"لدن" لا تكون فضلة .
وجر "لدن" بمن أكثر من نصبها حتى أنها لم تجيء فِي القرآن منصوبة ..
وجر "عند" كثير وجر "لدى" ممتنع ..
و" عند و لِدَىا"  يعربان ، و"لدن" مبنية فِي لغة الأكثرين ..
و"لدن" قد لا تضاف وقد تضاف للجملة بخلافهما

* وقال الراغب (لدن) أخص من (عند) وأبلغ لأنه يدل على ابتداء نهاية الفعل انتهى .

* و(عند) أمكن من (لدن) من وجهين :
أنها تكون ظرفا للأعيان والمعاني بخلاف (لدى) ..
و(عند) تستعمل فِي الحاضر والغائب ولا تستعمل (لدى) إلا فِي الحاضر .. ذكرهما ابن الشجري وغيره
نقلا عن تفسير الحاوي في تفسير القرآن ج15 ص296

*****************************
(15)
..:: لماذا دعا زكريا فقال (من لدنك) ولم يقل (من عندك) ؟ ::..

كلمة (لدنك) معناها .. أي من عندك
حاولت أن أجد لكلام العلماء توضيح للتفرقة بين (من لدنك) ، (من عندك) .. فلم أجد إلا تفرقه لغوية وأيضا فيها اختلاف بين كلمتي (لِدَىا ، عند ، لدُن) كما ذكرتها سابقا ..!!
ولا توضح تفسير للآيات الخاصة بالتعامل مع الله مثل متى يقول الله : ( من عندنا ، من لدنا ) .. ومتى نقول : ( من عندك ، من لدنك ) ..!!
فهذا هو مقصدي من هذا البحث .. وليس مقصدي هو البحث اللغوي للفارق بين الكلمتين .. وإن كنت ذكرته لكم سابقا لمن يحب الإطلاع فقط .. !!

* فالجميع يتفق على أن كلمة (لدنك) تشير لمزيد خصوصية من عند الله .. أو مزيد عناية من الله .. ولكن لم أجد أحد وضع فرقا مميزا للاختلاف بين (لدنك ، عندك) .. حتى استوضح به كلام الله حينما اقرأه مرة يقول (من لدنا) ومرة أخرى (من عندنا) .. !!

* وقد وجدت في تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله على آية الخضر (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) .. فيقول رحمه الله :
( وَالْعِلْمُ مِنْ لَدُنِ اللَّهِ : هُوَ الْإِعْلَامُ بِطَرِيقِ الْوَحْيِ .
وَ (عِنْدَ) وَ (لَدُنْ) كِلَاهُمَا حَقِيقَتُهُ .. اسْمُ مَكَانٍ قَرِيبٍ . وَيُسْتَعْمَلَانِ مَجَازًا فِي اخْتِصَاصِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ بِمَوْصُوفِهِمَا .
وَالْمُخَالَفَةُ بَيْنَ (مِنْ عِنْدِنا) وَبَيْنَ (مِنْ لَدُنَّا) لِلتَّفَنُّنِ تَفَادِيًا مِنْ إِعَادَةِ الْكَلِمَةِ . )
التحرير والتنوير ج15 ص369 .. باختصار في كلامه

* قلت صاحب الموضوع :
ولكن كلام الطاهر بن عاشور رحمه الله .. أجد فيه تكلُّف .. وكأن الله يكرر الكلام ولكن بطريقة مختلفة ..!!

* ولكني مؤمن أن التغاير اللفظي القرآني له دلالة .. او تكرار آية فهو له دلالة .. وليس مجرد تكرار فحسب ..
فأقول لكم ما جال بخاطري بخصوص الفرق بين (من لدنك ، من عندك) أو ( من لدنا ، من عندنا ) ..

* فقول سيدنا زكريا (من لدنك) .. فهو يريد عطاء مخصوص ( ولد صالح ويكون نبيا ) ، وهذا العطاء أيضا يخالف قانون الأسباب (لعجزه وزوجته عن الإنجاب) ..
فكلمة (لدنك) تستخدم لطلب خصوصية العطاء .. حينما ندعو الله ..

* وحينما نقول (من عند الله) .. أي لما هو حصل فعلا من العطاء .. ، ولكن جملة (من عند) تشمل خصوصية العطاء وعمومية العطاء .. لأنها أصبحت في حيز الحاضر أو الواقع فعلا .. وكل شيء هو من عند الله طالما ظهر وجوديا .. ولذلك لا نقل عنه (من لدن الله) .. فانتبه لهذا الكلام جيدا .

* فاللفظين يختلفا في ( الغيب والوجود) ، أو فيما هو ظاهر في الوجود نسميه (من عند الله) ، وفيما هو باطن في حضرة الغيب لم يظهر بعد نسميه (من لدن الله) ..
ويختلفا في (خصوصية العطاء وعموميته) ..حيث أن (من لدنا) تدل على منح عطاء الخصوصية من حضرة الغيب .. وكلمة (من عندك) تدل على منح عطاء الخصوصية والعمومية في عالم الظاهر .

* فمثلا :
قالت السيدة مريم : (هو من عند الله) .. لأنه أمر حاصل فعلا في عالم الظاهر ..
فلو كانت هي ستطلبه من حضرة الغيب كانت ستقول (ربي هب لي من لدنك) ..!!
وقول سيدنا زكريا : (من لدنك) .. هو طلب عطاء مخصوص لم يحدث بعد ..!!
فحينما ظهر هذا العطاء للوجود (سيدنا يحيى) .. فسيدنا زكريا لو سأله أحد من أين جاء هذا العطاء ؟ فكان سيقول مثل مريم (هو من عند الله) ..!!

* وكأن حينما يدعو الإنسان فيقول (من لدنك ، من عندك) : فإن "اللدنية" تدل على الغيب الذي نرجو حدوثه أو حصوله بطريقة مخصوصة .. و"العندية" تدل على الحاضر الذي حدث فعلا فيه هذا العطاء سواء كان عطاء خاص أو عام .. عطاء إلهي أو رباني ..
والله أعلم .

* فقد يقول قائل معترضا بأن : الله يقول ( أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا ) .. فهذا فيه دلالة على حصول الرزق فعلا .. ولكنه عبر عنه بكلمة (من لدنا) ؟!!
قلت : هو أشارة إلى خصوصية العطاء الحاصل فعلا .. حتى لا تظن أنه مجرد عطاء مثل ما هو متاح للقرى الأخرى .. فجاء بجملة (من لدنا) للتنبيه على خصوصية العطاء التي حصلت فعلا .
والله أعلم .

**************************
 (16)
..:: لماذا قال زكريا ( إنك سميع الدعاء ) وليس مجيب الدعاء ؟ ::..

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( كان دعاء زكريا : ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدعآء ) فهل المراد أن يسمع الله الدعاء؟ أم أن يجيب الله الدعاء ؟
إنه يضع كل أمله في الله ، وكأنه يقول : إنك يارب من فور أن تسمعني ستجيبني إلى طلبي بطلاقة قدرتك . لماذا ؟
لأنك يارب تعلم صدق نيتي في أنني أريد الغلام لا لشيء من أمور كقرة العين ، والذكر ، والعز ، وغيرها ، إنما أريد الولد ليكون وارثا لي في حمل منهجك في الأرض ) .
تفسير الشعراوي ج3 ص1444


* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
( وبعد أن ضرع هذه الضراعة بدأ رجاؤه في الإجابة بقوله : (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) أي إنك تعلم بدعائي علم من يسمع ، وإن الأمر إليك إذ علمته وسمعته ؛ فإن أجبت فبرحمتك ، وإن لم تجب فبحكمتك، فأنت العليم الحكيم، والرحمن الرحيم . والصيغة تفيد قرب الرجاء وإمكان الإجابة .)
زهرة التفاسير ج3 ص1203


* قلت (صاحب الموضوع) :
وكأن سيدنا زكريا يتوسل إلى الله بصدق إخلاص ما هو مكنون في قلبه من أن طلبه هو لله وليس لنفسه ..
ولذلك قال له زكريا ( إنك سميع ) .. أي تسمع الإخلاص المكنون في قلبي والمنطوق على ظاهر لساني .. فأنت تسمع إخلاصي لك ظاهرا وباطنا ..
وطالما الإخلاص هو سر الدعاء .. فأنت ستجيب الدعاء يا ألله ..

* ولذلك توسل باسم "السميع" .. اعترافا لله أنه يسمع الظاهر والباطن .. وللدلالة على إخلاصة في الدعاء ظاهرا وباطنا لله ..
فكانه يقول : فإذا توافق ظاهري مع باطني بالإخلاص يا مولاي وأنت تسمع ظاهري وباطني .. فأجب دعائي .

* فاعترف للربوبية بما هو مسحق لها في هذا الموقف .. (سميع للظاهر والباطن) ..
واعترف بالعبودية بما هو يجب أن يكون منها .. (إخلاص ظاهرا وباطنا) ..

* فإذا اعترف بهذا وذاك .. مع الإعتراف مسبقا بصدق الإفتقار إلى الله والإعتراف بالنقص ( رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ) مريم4 .. والإعترف بكمال القدرة الربانية بقوله ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ) ..
فقد استوفى حق الدعاء .. ولم يتبقى سوى فضل الله بالإجابة .. والمشار إليه ( فنادته الملائكة ) دليل الإجابة ..
والله أعلم .

******************************
 ( أسئلة عن إجابة دعاء سيدنا زكريا )
 (17)

(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ)

..:: هل ناداه جبريل أم غيره ؟ ::..





يتبع إن شاء الله الجزء القادم 

**********************
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .

هناك 49 تعليقًا:

  1. ماشاء الله لاقوة الا بالله

    ردحذف
  2. للتنبيه فقط :

    الاستاذ خالد يكتب هذه العبارة دائما وهي:

    ( قلت صاحب المقال ) = رأي فضيلته الخاص.
    أي ماتوصل له فضيلة الاستاذ خالد أبوعوف وما رأه فضيلته أنه الدليل الاقوى والرأي المناسب ، من وجهة نظره .
    والاستاذ لايلزم أحد برأيه ، فلكم الحرية .

    وفضيلته دائما يكتب بالاخير
    والله أعلم
    والنبي محمد صلو عليه

    ردحذف
  3. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا محمد وعلى اله وصحبه.
    ماشاء الله لا قوة الا بالله اشارات لطيفة فتح الله بها عليك استاذنا خالد (من لدنك-من عندك) اكرمك الله كما اكرمتنا بهذه المعاني واللطائف .في انتظار القادم ان شاء الله.
    وصلى الله على سيدنا محمد بحر الانوار ومعدن الاسرار.



    ردحذف
  4. ماشاء الله لا قوة الا بالله ..
    جزاك الله خيرا أستاذى الجليل ..
    مقال رائع و شامل .. اعجبنى محتواه من رد على اسئلة تتعلق بسيدنا زكريا و دعاؤه ، و فروق لغوية ، و اشارات و لطائف ربانية ..
    أمدك الله بمدد قدسه ، ولا حرمك سر حضرة أنسه .. و زادك علما و رفعه .. و وهبك من لدنه علما .. امين
    تحياتى لك

    ردحذف
  5. أ.خالد.. هذا المقال أثار عندي العديد من التساؤلات عسى أن أجد إجاباتها لديكم.. إذا أراد الله :

    1- من المقال فهمت أن سبب تأجيل دعاء سيدنا زكريا حتى تلك المرحلة كان إنتظار الإذن للدعاء -وهو ما أتفق معك فيه تماماً- و لكن.. كيف يتفق ذلك مع الآية الكريمة من سورة غافر "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" .. فقد قُدِم فيها الدعاء على الإجابة و قد عُلِمنا أن الله يحب الإلحاح في الدعاء.. فهل تقصد في المقال أن إنتظار الإذن يختص به بعض الخلق ممن لهم خصوصية معينة أو وصلوا لدرجة معينة من التفويض و التسليم أم أن هذه مرحلة معينة من التسليم يجب علينا جميعاً محاولة الوصول إليها .. أرجو الإيضاح.

    2- في المقال.. دعوة سيدنا زكريا بالولد الصالح جاءت لغرض ديني بحت و ليس لغرض دنيوي.. فهل معنى ذلك أننا عندما ندعو بما يسعدنا من الأغراض الدنيوية فإننا لا نسلم الأمر لله أو أننا ننتقص من شأن الدعاء..أليس هذا من باب الإستزادة من فضل الله و كرمه.. وهل يتعارض ذلك مع ما ندعوا به بأن "ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قِنا عذاب النار" .. فهل الدعاء بالحسنة في الدنيا هنا المقصود به ما يَحسُن به أمر دنيانا أم ما يطيب به عيشنا أم ما يُصلح دنيانا حتى تَصلُح آخرتنا.. حيرتي شديدة في هذا الأمر فلو أردت أرشدتنا إلى الصواب فيه بإذن الله و عونه.

    -المقال رائع يا أ.خالد بالذات شرحك الخاص للفرق بين "عندك" و "لدنك" .. وفقك الله لما يحب و يرضى و أعانك على ما أردت به وجهه.

    ردحذف
    الردود
    1. الاخت الفاضلة : انجي ..
      بداية السؤالين في محلهما بالنسبة للناس العادية .. ولكن سبب بحثي عن هذه الأسئلة على مدار أسابيع .. هو أننا نتحدث عن نبي كريم وليس شخص عادي ..!! (ولذلك اتعجب في المقال عن بعض الاقوال التفسيرية .. لأنها لا تليق بسيدنا زكريا كونه نبي يوحى إليه من الله )
      وبناء على ما سبق :
      1- الدعاء هو مطلب شرعي وواجب من العبد لله لأنه من لوازم العبودية اعترافا بالربوبية .. ويكفي قوله تعالى ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ) .. أي أنه لا يبالي ولا يعبأ بالناس ، لولا دعاؤهم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة .. ، وقول النبي (الدعاء هو العبادة) .. أي الدعاء أساس العباده ..
      والاية التي اشرت إليها {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 .. فيها اشارة أن عدم الدعاء لله هو استكبار في حد ذاته من العبد .. لن الدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث .

      * لكن الامر مع الانبياء مختلف .. وكذلك من يسير على نهجهم في مراحل متقدمة من العباد الصالحين أو الاولياء .. لماذا ؟
      لأن كثرة المعرفة بالله تطمس رغبات النفس .. وتجعل هناك فهما خاصا للقضاء والقدر .. بما يوجب سكينة وطمأنينة نفسية تمنع العبد من الانزعاج للأحداث .. ولذلك تكون دعواتهم ما فيه طلبا لله وليس حظوظا للنفس .. لأنه لم يعد لهم تعلق بالدنيا بل بالله ..
      وقد يظن شخص أن دعوة سليمان فيها حظ نفسي .. لا .. هو طلبها لله .. وليس لنفسه ..
      فكل من يطلب ملك الدنيا لإقامة منهج الله بالعمل الصالح وعمارة الأرض بالعدل والخير .. فهو قد طلب الله ولم يطلب حظوظ نفسه !!

      * نعود فنقول : ان الإذن هو من باب الأدب مع الله في الدعاء وليس فرضا .. فحينما يتحرك في النفس الدافع للدعاء عند الانبياء والاولياء .. فهم يدعون ويتوجهون .. لأنهم يعلمون أن هذه لحظة الإجابة .. وإلا ما كان يحرك فيهم هذه العزيمة بالدعاء ..
      (وراجعي ما ذكرناه في الموضوع عن إذن الانبياء والرسل في الدعاء) وقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة ..

      * وعموما فالتسليم والتفويض يغلب على حال الصالحين .. لأنهم تحققوا بمفهوم ( واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك ...... ) ..
      وفرق بين من يعلم وبين من يتحقق أي (عمل بما علم) ..!!

      2- كما قلنا أن ما يجوز في حق عموم الناس شيء .. ولكن هناك ما لا يجوز في حق الأنبياء على الإطلاق .. وإلا فكيف يكونوا صفوة !!
      فما يقوله زكريا وما فسرته بشأنه فهو بما يليق بمقام النبوة الكريم .. ولكن كثير من المفسرين تعاملوا معه وكأنه شخص عادي ..!! وهذا خطأ لأنه يسقط مقام النبوة .. وقد شرحت ذلك في الموضوع (سبب اعتراضي على بعض هذه الأقاويل التفسيرية) .. بالديل أو العقل ..

      * لكن لكي أن تطلبي من الله خير الدنيا والآخرة فهذا حقك .. وقد أعطاكي هذا الحق .. الله ..

      والله أعلم
      تحياتي لك

      حذف
  6. (فكل من يطلب ملك الدنيا لاقامة منهج الله بالعمل الصالح وعمارة الارض بالعدل والخير فهو قدطلب الله ولم يطلب حظوظ نفسه)

    مقتبس من الرد رقم 1 للاستاذ خالد أبو عوف ، على لتعليق رقم 5

    ردحذف
    الردود
    1. ( أهل النمط الاوسط الذي تستقيم بهم حياة الشعوب المسلمة وتحيا بهم الارواح المؤمنة،وتترقى بهم الذوات المحسنة، من اذا روؤا ذكر الله، هؤلاء الصفوة ليسو طلاب حكم الرقاب،ولاطلاب علم يستثمرون السنة والكتاب، ولاتجار مال يسعون للارباح من كل باب ، وانما هم أمثلة الالتزام وحملة منهج السلامة من الانام ، همتهم مشغولة بأمر الاخرةوالاستعداد لها أكثر من أهتمامهم بالحياة وما عليها:
      (ان تبؤوا منصبا فللخدمة)
      (وان طلبو علما فأبراء للذمة)
      (وان سعو في مناكب الارض للرزق فشكرا للنعمة)

      ** يصرفون الاوقات والذوات والاموال والجاهات لاصلاح ما فسد وانقاذ ما تبدد**

      مقتطفات من كتب الحبيب أبو بكر المشهور العدني .

      حذف
  7. ما شاء الله تبارك الله..
    مجهود رائع ومقال جميل وشرح وافي يعجز اللسان عن التعليق بما يليق به..
    اسعدك الله في الدارين .. آمين

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أخوكم محمد من الجزائر.
    جازاك الله كل الخير عن هذا المقال أستاذ خالد، كما أنني استفدت كثيرا من المدونة وأدعو الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك.
    لدي ثلاثة أسىئلة في ذهني منذ مدة لم أجد لها إجابة أرجو المساعدة منكم إن أمكن وأعتذر عن كونها خارج الموضوع الحالي.
    01_ كثير من الروحانيين يقولون بأن الشياطين يتحركون بسرعة الضوء، إن كان الأمر كذلك، فكيف تدركهم الشهب التي أعدها الله لهم حين يتجسسون في السماء؟
    02_ عندما يرسل الساحر بعض الشياطين ليأتو بمعلومات عن شخص ما من قرينه، لمذا يجب عليهم إجبار القرين على الإدلاء بمعلومات ما دامت غايته وغايتهم نفسها: اضلال الانسان، أما كان عليه أن يساعدهم بكل سرور؟
    03_ لمذا حينما يموت الانسان بطريقة مفاجأة وعنيفة يأتي قرينه باستمرار في صورة صاحبه الميت ويخيف الناس؟
    شكرا وجازاكم الله خيرا.

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      اهلا ومرحبا بك بيننا اخي محمد .. ويسعدنا مشاركتك لنا وتعليقك معنا ..
      وأسئلتك في محلها وإليك الاجابة :

      1- عن شخصي قد أثبت هذا الامر في أحد المواضيع (حينما تكلمت عن سرعة تشكل الجن) ... ولكن كيف نجمع بين ذلك وبين أن سرعة الشهب أقل من سرعة الضوء بكثير ؟!!
      واعتقد (على ما أذكر) ان الدكتور عاصم الكيالي (عالم فيزيائي) .. استدل بأن الجن سرعته اقل من الضوء بدليل اية الشهب .. لأن الشهب اسرع من الجن وفي نفس الوقت سرعة الشهب لا تصل لسرعة الضوء .. فكيف يكون للجن سرعة الضوء ..؟!!
      وهذا كلام منطقي جدا .. وصحيح جدا على استنباطه ..

      * والإجابة على ذلك من افتراضين :
      الافتراض الأول : نفترض انه عقاب إلهي .. فببساطة أخي محمد أنت تعاملت على أن الشهب هي ما تراه بعينك أنت (أقصد العلم) .. ولكنك لو نظرت للموضوع من حيث كونها عقاب إلهي سيأخذ الأمر منعطف آخر .. لقوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } النحل8 ..!!

      * فالله قد يخلق ما لا نعلم .. ولو تأملت الآية .. فانت تعلم ان الخيل أنواع والحمير أنواع أيضا .. وإن كان الجميع يشترك في اللفظ الجنسي فقط .. مع اختلاف نوع هذا الجنس .. (فالحمار الوحشي سرعته وقوته لا تقارن بحمار الاسواق !! وكذلك الخيل العربي سرعته وقوته لا يقارن بخيل اسواق الخضار !! .. وهكذا )

      * فليس معنى أن الله قال (فأتبعه شهاب) هو أن الله خلق نوع واحد فقط من الشهب (الذي يسمونه العلماء نيزك) فقد يكون هناك خلق آخر من الشهب لم يدركوه حتى الان .. فقد وصف الله لنا الشهب الراصدة للشياطين باوصاف أربعة كونه "متبع ، مبين ، راصد ، ثاقب" .. فهذه أمور خاصة برصد عالم الشيطنة ولها خصوصية معينه لرصد الشياطين بدليل لفظي "فأتبعه ، راصد" أي لن يفلت الشيطان بأي حال من الأحوال من هذا الشهاب لأنه موجه له .. فقد يكون له أنواع أخر لم يكشفها الله لنا بعد .. وقد يكون من أمر الله الغير معلوم بكشفه ..
      مثل ( طيرا أبابيل ) .. فهل رآها أحد ؟!!
      ولكنها تندرج تحت مسمى (طير) .. ولكن لها مهامة خاصة من عند الله ..

      * إذن فأول شيء ننظر إليه هو .. أن هذا الأمر نوع من العقاب الإلهي الغيبي (وطبعا لا مانع من الاجتهاد في فهم مراد الله ) .. ولكن اذا اجتهدت فأحط بالمسألة .. (لا أقصدك أنت بل أتكلم كقاعدة على العموم)

      ***************************************
      الافتراض الثاني : وبطريقة أخرى على افتراض انها الشهب الموجودة فعلا والمعلومة لدينا .. فالمقصد منها دحر الجن أي طرده بهذه الشهب .. ونوع آخر من الشهب قد تقتله لو أراد الله له ذلك ..
      فكيف ذلك ؟ والجن أسرع منها (على القول الذي يقول بسرعة الجن اسرع من الشهب)

      * تخيل أخي محمد نفسك تقف في منتصف دائرة .. وهذه الدائرة محيطة بك من كل جانب ..
      ثم بدأ ماء يخرج من محيط هذه الدائرة ويتجه نحوك .. فهل لك مهرب بحيث لن يصيبك الماء ؟!!
      وكأنك في حوض حمام السباحة .. فأنت أسرع من سرعة الماء الراكد ولكنه محيط بك .. فهل ستستطيع أن تهرب من هذا المحيط بك من الماء ؟!!

      * وبطريق أخرى .. تخيل نفسك في صحراء وبدأ الماء يهبط عليك .. وافترضنا ان ذلك مجرد رذاذ مطر بطيء (سرعة 10ك في الساعة) .. وانت سرعتك كإنسان تتراوح ما بين 24 -30 ك في الساعة ..
      فانت الأسرع أليس كذلك ؟ (هذه سرعات حقيقية وليست افتراضيه) ..
      ولكن ستجد المطر يصيبك .. لماذا ؟
      لأنه أحاط بك من كل جانب حتى من اسفل منك حينما ابتلت الارض بالمطر ..

      * إذن فالسرعة العالية ليست دليل نجاة .. من السرعات البطيئة حينما يتم الإحاطة من السرعات البطيئة

      * ومثال آخر :
      تخيل رجل رياضي سريع جدا .. وأحاط به مجموعة من البلطجية من كل جانب .. فماذا ستفيده سرعته ؟!!
      ولو حاول أن يخترق هذه الدائرة من البلطجية بسرعته .. فلا يسلم الأمر من أنه سيصاب على أقل تقدير ..

      ******************************
      * فإذا فهمت ذلك .. نرجع إلى كلام رب العالمين ؟

      يتبع .....

      حذف
    2. ماذا يقول الله تعالى في سورة الصافات ؟

      ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ {6} وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ {7} لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ {8} دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ {9} إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ {10} )
      وفي سورة الحجر {إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } الحجر18
      وفي سورة الجن {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } الجن9
      في سورة الملك ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ) الملك5
      **************************
      * تأمل قوله تعالى (يقذفون من كل جانب) .. فما فائدة القذف من كل جانب طالما الشهب اسرع من الجن ؟!

      ألم يكن يكفي أن ينطلق شهاب راصد مثل الصاروخ بسرعة تفوق الجن ليقتل الجن وتنتهي المسألة ؟!!

      ولو كان الجن يعلم ان سرعتهم بطيئة فلماذا يجازفون بهذه المجازفة ؟ ام أن هناك مطمع يجعلهم يحاولون كل مرة .. وهو سرعتهم الفائقة ؟

      *************************
      * وسؤالك : كيف تدركهم الشهب الثاقبه حين خطف السمع .. طالما هم مسرعون ؟
      فلا تنسى أنه أمر إلهي (فأتبعه شهاب ثاقب ) (شِهَاباً رَّصَداً) ..
      فمهما كانت سرعته عالية ومهما كانت الشهب بطيئة .. فالأمر الإلهي نافذ نافذ ..!!
      فما بالك بمن أحيط به من جانب ؟!!
      ***********************************
      * فالمفهوم أخي محمد أن الجن يقذفون من كل جانب (دليل على الإحاطة بهم) للطرد والإبعاد .. ولكن من ينجح منهم لسمع معلومة فإنه يرصده شهاب خاص خارق لجسده فيهلكه .. (وقيل يفقده خصائصة دون القتل كما روي عن البعض) ..
      وفي كل الأحوال ..هذه امور اجتهادية لا علاقة لها بالدين ولا بالعقيدة (اقصد موضوع سرعة الضوء) .. فلك أن تنكره ولك ان تقبله .. انت حر ..
      وتذكر أن هناك سرعات تفوق الصوت والضوء ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) ..!!
      ولذلك قلت لك في البداية (ويخلق ما لا تعلمون) ..!!
      والله أعلم فهذا اجتهادي الخاص ..
      *****************************

      أما عن السؤال الثاني :

      يتبع ..........

      حذف
    3. السؤال الثاني : ما معناه (أليس قرناء الشر يتكاتفون ويتعاونون ؟ )

      ليس معنى قرينك الجني نوعه شيطان .. فهذا يسمح له بالكلام بكل سرور مع باقي الشياطين.. !!
      لا هذا خطأ جسيم .. وإن كان العقل يتصور ذلك بالمنطق ..!!

      * بداية افهم جيدا هذه المقدمة :

      أن القرين الشيطاني موكل من الله بالتسليط على الانسان لاختباره وكشف حقيقة نفسه أمام نفسه ..!!
      فهذا الجسم هو أمانه لا يستطيع القرين خيانتها بأي حال من الأحوال .. إلا في حالة واحدة فقط .. إن تم قهره فقط (مثل السحر أو تسليط مؤقت ) !!!!

      * فما عدا ذلك فهو لن ياتي بأصحابة ومعارفه .. ويقول لهم :
      يالا يا شباب سنلعب اليوم بجسد إنسان النهارده ... هييه يالا نلعب ..!!
      فلو كان الأمر كذلك لأصبحت حقيقتنا أننا عبيد في يد الجن يتلاعب بنا ..!!

      لا طبعا .. فهذا كلام غير صحيح .. ولا يوجد توافق مطلق بين عالم الشياطين ، ولكن يوجد توافق مطلق بين (شياطين الجن وشياطين الإنس).. فهؤلاء يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ..!!
      ولكن قد يحدث توافق شيطاني بين أنواع معينة من الشياطين (وليس كل الانواع) ، وقد يحدث توافق بين بعض شياطين الانس (وليس كلهم )

      فإذا عرفت المقدمة السابقة .. فاعلم الآتي :
      * أن الحقيقة في عالم الشياطين ليست كما تظنون .. كيف ذلك ؟

      * سأعطيك مثلا :
      تخيل معي اثنين من شياطين زعماء المافيا .. وكل واحد منهم يحكم منطقة .. فهل يستطيع الطرف الاخر ان يعتدي على منطقته ؟!! او ينفذ أوامره على منطقة الآخر ؟!!
      قطعا لا .. وإلا ستقوم مجزرة بين شياطين الانس .. أليس كذلك ؟
      فكذلك الحال بالنسبة للشياطين ؟؟
      فأنتم تنظرون لهم على أنهم على نمط واحد ...!!

      * لا يا سادة .. هؤلاء لهم نفوس مثل الانس .. ولهم رغبات ولهم توجهات ..
      بل ان الشياطين قد تُقهر لعمل الخير .. مثلما سخرها سليمان في اعمال البناء
      وهناك من الشياطين من يقهرهم الساحر لفعل الشر مع الانس وهم لا يرغبون !!

      * فأنتم تنظرون لمفهوم الشيطان بمفهوم (الشر المطلق) أو بمفهوم العداء المبين (المفهوم القرآني)
      وهذا حق فعلا .. ولكن هذا في علاقته مع النفس الإنساني ..
      وليس في العلاقة بين الشياطين وبعضهم البعض ..!!

      * فإنه يوجد أيضا عداء مبين .. فإنه لا مؤانسه بين بعضهم البعض لوجود الاستعلاء الناري فيهم .. الذي يمنع كل قبيلة ان يعتدي عليها الاخر .. وهذا حال الجن كله وليس نوع الشياطين فقط .!!
      ولذلك تجد روحاني يعتدي على روحاني آخر .. فهذا معه شياطين وهذا أيضا معه شياطين ..!!
      لأن الذي يحكم المسألة هنا هو الاستعلاء النفسي للطرفين .. والاعتداء على الاخر ..
      ************************

      * ومن ناحية أخرى :
      هل تعتقد ان شيطانا يؤذي شيطان .. فيقول له : أوكيه يا حبيبي اتفضل أؤذيني ؟!!
      فكذلك الحال من يطلب اجابات من قرين فهو يعتدي عليه .. ولذلك هذا القرين يعتدي عليه هو ايضا ..!!
      فيلجأ الساحر لطلب المدد من الشيطان حتى يقهر هذا القرين ..!!

      * ولكن هل تظن أن الأمر بهذه السهولة ..!!
      * وهل تظن ان هذا الامر يحدث بعيدا عن الملائكة الحفظة ؟
      * وهل تظن أن القرين الملكي لا يعرف بهذه الامور ؟
      (تكلمنا عن هذه الأمور كثيرا فارجع إليها)

      * وتذكر أن هناك مجموعة من الخلق لو اجتمع عليها مدد السماء والارض (جن وملائكة) فلن يستنطقوا القرين ..!!
      وهذا أمر يطول شرحه .. خاصة وان من هؤلاء قد يكونوا ملحدين وليسوا رسل ولا أنبياء ..!!

      *************************************

      أما عن سؤالك الثالث :

      يتبع .............

      حذف
    4. 3- اما عن سؤالك الثالث : ما معناه ( لماذا قرين الشخص المقهور ينتقم له ؟ )

      فانتقام القرين ( الذي تحسبه كذلك وهو ليس كذلك ) الذي مات صاحبه بسبب قهري مثل القتل او الظلم .. فغالبا هذا القرين يريد القصاص لصاحبه كنوع من التسليط الروحاني على من آذوه في حياته ..وغالبا ما تكون نفس هذا الانسان قد امتلئت بالغل قبل الموت ..

      ولكن انتقام ما تسمونه أو تحسبونه قرين الشخص .. هذا أمر نادر جدا جدا ..
      وغالبا يستوجب الأمر رد حقوق تم اغتصابها ..!!

      لأنك تحسب انه قرين الشخص الذي صاحبه في حياته .. لكن الحقيقة خلاف ذلك تماما .. تماما !!
      (لم أتكلم عن هذا الامر بعد في المدونة )

      والأمر يطول شرحه ..
      واسف على الاطالة ..
      تحياتي لك

      حذف
    5. أشكرك جزيلا أستاذ خالد، لقد كان شرحا مقنعا في مستوى التطلعات، أشعر الآن أنني ملم على العموم بفحوى الإجابات التي قدمتها مدعومة بأمثلة منطقية جدا، وما كنت لأطرح أسئلتي هنا لو لم تكم لي ثقة كبيرة بهذه المدونة.
      أسأل الله أن يجازيك خيرا ويبارك سعيك في توضيح هذه الأمور الروحانية.
      تحياتي لك وللجميع.

      حذف
  9. طرحت فأبدعت استاذنا الفاضل ، موضوع رائع جعله الله في ميزان حسناتك ، دمت ودام عطاؤك بيننا ، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقك الفردوس الاعلى ، لديا سوْال لو تكرمتم لماذا تساءل نبي الله زكريا عندما بشرته الملائكة بالولد ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)

    ردحذف
    الردود
    1. إن شاء الله نستكمل أسئلة عجيبة وغريبة خاصة بإجابة دعاء سيدنا زكريا .. (منها السؤال الذي ذكرتيه )
      والسؤال سيكون بهذه الصيغة :
      طالما بشرته الملائكة - وتيقن من الله انه أجابه - فلماذا يتساءل ويتعجب ؟!!
      إن شاء الله .. الجزء القادم
      تحياتي لك

      حذف
  10. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخي الجليل لدي استفسارات اريد ان اشاركها اعضاء المدونة الاعزاء_ما اوجه التشابه بين قصة زكريا وابراهيم عليهم السلام في طلب الولد هل لغرض دنيوي او لغرض ديني ام جزاء على تنفيذ رؤياه في حدث الولد الذبيح_ماالسبب الذي حرك ابراهيم للدعاء(رب هب لي من الصالحين)-لماذا يطلب ابراهيم الولد في سن متاخرة هل الغيرة بين سارة وهاجر مع انه رزق اسماعيل_لماذا التساؤل والتعجب طالما بشرتها الملائكة(قالت ياويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا)_ ماالحكمة من اقتران البشرى بالولد(فبشرناه بغلام حليم) و(انا نبشرك بغلام عليم) واهلاك قوم لوط_ هل البشارة لابراهيم او لامراته اوانهما بشرا معا_مالفرق بين غلام حليم وغلام عليم_كيف يمكن لكل من حرم نعمة الانجاب ان يكون ابراهيم وزكريا وزوجاتهم في عصرنا الحالي سلوكا وطريقة مع تحياتي للجميع...

    ردحذف
  11. تتمة للاستفسارات_متى واين جاءت البشرى لابراهيم(ولقدجاءت رسلنا ابراهيم البشرى)...

    ردحذف
  12. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، أستاذ خالد ، اخوتي و اخواتي في الله أعضاء المدونة ، اريد الاستفسار عن حديث قد سألني عنه ابني الأكبر ، عمره 16 سنة اصبح يسألني أسئلة كثيرة في الدين والفقه ، احيانا يوفقني الله في الإجابة و احيانا أعجز و اضطر الي البحث ، يسأله الأجانب أسئلة عن الاسلام و معظمها تكون للطعن في الاسلام و ليس للاستفسار ، اصبح يدخل و يبحث في النت و يستمع الي شيوخ الحمد لله كلهم شيوخ اجلاء يتبعون الكتاب و السنة لكنهم ناطقون باللغة الانجليزية ، سألني مرة عن الشيعة و هل صحيح ان المسلمين منقسمين الي فرقتين ؟ لان الأجانب يسألونه ان كان سني او شيعي ، سألني عن الأحمدية أيضا و من يومين سألني عن الصوفيّة ، اصبح يهتم بالأحاديث كثيرا و هذا هو الحديث الذي سألني عنه
    1 - أولُ مَا بُدِئَ به رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الوَحْيِ الرؤيا الصادِقَةُ في النَّوْمِ، فكان لا يَرَى رؤيا إلا جاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فكان يأتِي حِرَاءً فيَتَحَنَّثُ فيه، وهو التَّعَبُّدُ، الليالِيَ ذواتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثم يَرْجِعُ إلى خديجَةَ فتُزَوِّدُهُ لمِثْلِها، حتى فَجِئَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِرَاءٍ، فجاءه المَلَكُ فيه، فقال: اقْرَأْ، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَني فَغَطَّني حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأَخَذَني فغَطَّني الثانيةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثالثةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَنِي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} - حتى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوادِرُهُ، حتى دَخَل على خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني» فزَمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فقال: «يا خَدِيجَةُ، ما لي» وأَخْبَرَها الخبرَ، وقال: «قد خَشِيتُ عَلَى نفسي» فقالَتْ له: كَلَّا، أَبْشِرْ، فواللَّهِ لا يُخْزيك اللَّهُ أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحديثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْري الضيفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوائبِ الحَقِّ، ثم انطَلَقَتْ به خَديجةُ حتى أَتَتْ به وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وهو ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخو أبيها، وكان امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهليةِ، وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ، فَيَكتُبُ بالعربيةِ من الإنجيلِ ما شاء اللَّهُ أن يَكتُبَ، وكان شَيْخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فقالتْ له خديجةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسمَعْ من ابنِ أخيكَ، فقال ورقةُ: ابنَ أخي ماذا تَرَى؟ فأَخبَرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رَأَى، فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الذي أُنزِلَ على موسى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا، أكونُ حَيًّا حينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «أوَمُخْرِجِيَّ هم» فقال ورقةُ: نعم، لم يَأْتِ رجلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ به إلا عودِيَ، وإن يُدْرِكْني يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَّرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقةُ أن تُوُفِّيَ، وفتَر الوَحيُ فَتْرَةً حتى حَزِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم فيما بَلَغَنَا حُزْنًا غَدا منه مِرارًا كَيْ يَتَرَدَّى من رُءُوسِ شَواهقِ الجبالِ، فكلما أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ لكي يُلْقِيَ منه نَفْسَه تَبَدَّى له جِبريلُ، فقال: يا محمدُ، إنك رسول اللَّهِ حَقًّا، فيَسْكُنُ لذلك جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فإذا طالتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدا لِمِثْلِ ذلك، فإذا أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ تَبَدَّى له جِبريلُ فقال له مِثْلَ ذلك
    الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6982
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، قال لي هل فعلا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يريد ان يلقي نفسه من شواهق الجبال ؟؟؟
    

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يرضى عنك وعن ابنك في الدارين .. آمين :
      لقد سأل ليتحقق وله حق الإجابة :
      1- اما عن الفرق الاسلامية .. فليس معنى كونهم شيعة .. انهم كفار !! لا .. بل موحدون .. ولكن للبعض منهم فهم خاطيء وعصبيه جاهلية .. كما هي موجودة ايضا لبعض المنتسبين للسنة والجماعة ..
      ولا نكفر احد لخطأ في فهم نص ديني خاصة لو كان معه حجته ودليلة ..!!
      وليس معنى فرقة انهم كفار .. ولكن فرقة لأنهم تفرقوا لعدم اتفاقهم على رأي .. وسبب الاختلاف هو الفهم للنصوص الدينية ..

      وهذا امر يحدث في كل مكان وكل علم وكل دين .. فدائما التغاير الفكري المبني على اهواء او رغبات او عصبية جاهليه يؤذي لفرقة
      ولكننا نقول ان اهل السنة والجماعة هم اقرب للحق من غيرهم ..
      والله أعلم بحقائق دينه ..
      ولكن لا نكفر احد ..!!

      2- اما عن حديث البخاري :
      فيوجد فهو خاطيء عند الناس .. ان هذه رواية البخاري بالكامل ..!!!
      لا ..
      رواية البخاري تنتهي عند وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي )

      ولكن تأملونا باقي الروايا ستجدوا لفظ غريب دخل عليها وهو (بلغنا) ...!!

      من الذي قال كلمة (بلغنا) ؟!!
      الذي قالها هو راوي الحديث (الزهري) الذي رواه عن عروة عن عائشة قالت ( ......... الحديث ...... )

      فهذه الزيادة التي تبدأ من أول (بلغنا) ليست من قول عائشة وإنما من قول (الزهري) .. وقد ذكرها بدون سند .. أي مقطوعة السند
      وهي تعتبر من المراسيل المقطوعة التي تندرج تحت الحديث الضعيف جدا .. ولا يحتج بها في الدين ابدا لا في عقيدة ولا في فقه ولا في تفسير ..!!
      لأنها مجهولة المصدر ..
      وقد ذكرها البخاري رحمه الله .. استدراجا على كلام الرواية مثل من يقول في التفاسير (وقيل كذا وقيل كذا .. ) ..
      وحتى نعلم انه لا كتاب معصوم من الخطأ إلا كلام الله ..

      الخلاصة : هذه الزيادة البسيطة لا علاقة لها بالحيث من قريب ولا من بعيد .. بل هي محض تصور للتابعي (الزهري) لكلام قد يكون سمعه ولا يعلم صحته .. بل ولم يخبرنا بمن قال له هذا الكلام (اي من الصحاب الذي نقل عنه هذه المعلومة ) !!
      فهذا الجزء من الحديث .. ساقط ولا علاقة له بالحديث ..!!نهائيا ..

      أرجو ان يكون الكلام قد اتضح ..
      تحياتي للجميع

      حذف
  13. جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على هذا التوضيح ، الحمد لله كان عندي احساس قوي ب ان هذه الجزئية غير صحيحة، لكنني أردت الاستفسار من أهل العلم حتى اشرح لابني بالبرهان ، بارك الله فيك استاذنا و زادك من فضله

    ردحذف
  14. فيض الرحمات في حضرة سيد السادات ﷺ 💜
    وضعتها الفقيرة إلى الله تعالى Nehal Al-Saqqa
    الرابط الأول
    https://ia601501.us.archive.org/21/items/FaydulRahamat6b/Faydul-Rahamat%206b.pdf
    الرابط الثاني
    http://www.mediafire.com/file/7ufc9opeek25zvq/Faydul-Rahamat_6b.pdf
    المصدر: مكتبة ابن إدريس

    ردحذف
    الردود
    1. ماشاء الله لاقوة الا بالله
      ربنا يفتح عليك يا بوعلام ويعطيك كل خير ظاهر وباطن ويصرف عنك كل شر وأذى وبلية ، بجاه النبي خير البرية

      ربنا يعطيك كل خير
      امين امين امين
      النبي محمد صل عليه

      حذف
  15. أستاذ بوعلام
    حضرتك قبل فترة أشرت لكتاب القصائد الوترية لابن رشيد البغدادي
    وهي مدائح رائعة ، فمن أين أستطيع تحميلها.

    البدر محمد صل عليه

    ردحذف
    الردود
    1. صلى الله على سييدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا.
      اخي محمد ماجد ربنا يعطيك كل خير .وعطيك اظعاف ما دعوت لنا من دعوات.امين ،كتاب تخميس القصائد الوترية عندي منه نسخة ورقية ،لكن تستطيع تحميله من المكتبة الالكترونية- مكتبة المصطفى- والله الموفق.

      حذف
    2. بارك الله فيك يا أستاذ بوعلام

      بحث في موقع المصطفى ووجدت الكتاب مكتوب بطريقة قديمة .

      مثل المخطوطة تقريبا.

      وبحث في مواقع النت كثيرة

      ولم أجد الكتاب مطبوع طبعة حديثة وواضحة .

      اذا تفضلتم وأستطعتم ، تصويره ووضعه بالنت فلكم أجر كبير باذن الله.

      وبالنسبة للحقوق الفكرية ووووووو
      فأظن والله أعلم

      أن الكتاب وقف لجميع المسلمين المحبين لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام.

      نحن في اليمن متأكد أن الكتاب غير موجود بالمكاتب .

      أظن كانت توجد نسخة قديمة ونفذت من الاسواق ، بل أخفيت وأحرقت وضيعت بفعل فاعل !!!!!

      اذا أستطعت تدلنا على موقع بالنت غير موقع مكتبة المصطفى فدلنا عليه.
      أو انسخه وأوضعه حضرتك بالنت ولك أجر باذن الله .

      تحياتي لك

      ولكل أهل الجزائر والمسلمين أجمعين .
      النبي محمد صلو عليه

      حذف
    3. لست متأكد تماما ، لكن لاتوجد نسخة الكترونية بالنت لكتاب القصيدة الوترية في مدح خير البرية.
      وتشطيرها واحتمال تخميسها.
      (أقصد نسخة حديثة جديدة واضحة )
      فمن سيكون له السبق والشرف بوضعها على النت (PDF)
      وله أجر باذن الله
      والله أعلم

      حذف
  16. بِنُورِ رسول الله أشْرَقَتْ الدُّنا= فَفِي نُورِهِ كُلُّ يَجِئ ويَذْهَبُ
    بَراهُ جَلاَلُ الحقِّ للخَلْقِ رَحْمَةً= فَكُلُّ الوَرَى في بِرِّه يَتَقَلَّبُ
    بَدَا مَجْدُهُ مِنْ قَبْلِ نَشْأةِ آدَمٍ= وَأسْمَاؤهُ فِي العَرْشِ مِنْ قَبْلُ تُكْتَبُ
    بِمَبْعثه كُلُّ النَبِيِّينَ بَشَّرَتْ= وَلاَ مُرْسَلٌ إلاَ لَهُ كَانَ يَخْطُبُ
    بِتَوْرَاةِ مُوْسَى نَعْتُهُ وَصِفَاتُهُ=وَإنْجِيلُ عِيسَى بِالمَدَائحِ يُطْنَبُ
    بَشِيرٌ نَذِيرٌ مُشْفِقٌ مُتَعَطِّفٌ=رَؤوفٌ رَحِيمٌ مُحْسِنٌ مُتَأدِّبُ
    بِأقْدَامِهِ في حَضْرَةِ القُدْسِ قَدْ سَعَى=رَسولٌ لَهُ فَوْقَ المَنَاصِبِ مَنْصِبُ
    بِأعْلَى السَّمَا أمْسَى يُكَلِّمُ رَبَّهُ=وَجِبْرِيلُ نَاءٍ وَالحَبِيبُ مُقَرَّبُ

    ردحذف
  17. بِأوْصَافِهِ الحُسْنَى تَطِيبُ قُلُوبُنَا=وَتَهْتَزُّ شَوْقاً وَالرَّكَائِبُ تَطْرَبُ
    بِطَيْبَةَ حَطَّ الصَالِحُونَ رِحَالَهُم=وأصْبَحْتُ عَنْ تِلْكَ الأماكِنِ أحْجَبُ
    بِذَنْبِي بِأوْزَارِي حُجِبْتُ بِزَلَّتِي=مَتَى يُطْلَقُ العَانِي وَطَيْبَةُ تَقْرُبُ
    بِذُلِّي بِإفْلاَسِي بِفَقْري بِفَاقَتِي=إلَيْكَ رَسُولَ الله أصْبَحْتُ أهْرُبُ
    بِجَاهِكَ أدْرِكْنِي إذَا حُوسِبَ الوَرَى=فَإنِّي عَلَيْكُم ذَلِكَ اليَوْمَ أحْسَبُ
    بِمَدْحِكَ أرْجُو الله يَغْفِرُ زَلَّتِي=وَلَوْ كُنْتُ عَبْداً طُولَ عُمْرِي أذْنِبُ

    ردحذف
  18. القصائد الوترية في مدح خير البرية

    هي مجموعة قصائد صغيرة الحجم عظيمة النفع رتبها صاحبها الإمام أبي عبد الله مجد الدين محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي الشافعي المتوفي عام 662 هـ على حروف المعجم وقال عنها أنه رأى حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد فراغه منها وهي في يده الشريفة ومعه جماعة من أصحابه عرف منهم أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فلما رآه قام إليه مستبشراً ثم جعل يدفعها إلى واحد واحد من أصحابه يقول لهم : انظروا بأي شيء مدحت وما قيل في ، ثم رآه في المنام مرتين وهو صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول له : قد شفعني الله في أهلك وزوجك وخادمك وفي جميع أصحابك .
    وأكمل نظمها الإمام بالأندلس سنة 652 هــ ثم هذبها بمصر المحروسة سنة 661 هـ ، أي قبل انتقاله بعام واحد ..

    ردحذف
  19. وهل لها تخميس وتسبيع وتشطير ؟

    أريد معلومات عنها بارك الله فيكم

    ردحذف
  20. غير معرف16/5/17 9:12 م

    أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  21. استمتعت بكم المعلومات المطروحه في هذا الجزء خاصه اجتهاد أ.خالد في بعض الفروقات مثل الفرق بين ( عند -ولدن )

    والفرق بين ( مجيب وسميع ) مع سيدنا زكريا .

    جزاك الله عنا كل خير .

    تحياتي للجميع 💐💐💐

    ردحذف
  22. غير معرف7/7/17 12:12 م

    كيفية القيام بالأعمال القلبية "

    من قواعد الشرع أن ما لا يدخل تحت القدرة لا يكلف الإنسان به .

    ومن هنا قد يرد إشكال حول التكليف بالأعمال القلبية .

    ويزول هذا الإشكال بمعرفة أن التكليف بها - أمرًا أو نهيًا - تكليف بأسباب تحصيلها إن كانت طاعات، أو بأسباب تنقية القلب منها إن كانت سيئات، مع تجنب الأسباب المخلة بسلامة القلب عمومًا (انظر: الموافقات ، الوجيز في أصول الفقه) .

    وفي الكتاب والسنة إرشاد إلى هذه الأسباب وتلك .

    فمن الدعوة إلى ما يحيي القلب ويصلحه قوله سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " [الأنفال: 24] .

    فقوله : " لِمَا يُحْيِيكُمْ " : هذا (وصف ملازم لكل ما دعا الله ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية الله تعالى ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام) (تيسير الكريم الرحمن للسعدي) .

    ومنها قوله : " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [التوبة: 103] .

    ومنها قوله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [البقرة: 183] وقد تقدم أن التقوى تقوى القلوب قبل الجوارح .

    ومن الأسباب التفصيلية التي يحصل بها بعض الأعمال القلبية ذكر الله، فهو سبب في طمأنينة القلب وحياته، قال تعالى : " أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [الرعد: 28] .

    وقال صلى الله عليه وسلم : «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت» (أخرجه البخاري ومسلم بنحوه) .

    وقراءة القرآن سبب في تقوية محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من سره أن يحب الله ورسوله، فليقرأ في المصحف» (أخرجه أبو نعيم في الحلية وابن عدي وحسن إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة) .

    ومن ذلك الإرشاد إلى إخفاء النوافل طلبًا لسلامة النية، وحذرًا من نوازع الرياء، فمن ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : (رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) (أخرجه البخاري ومسلم) .

    ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» (أخرجه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع) .

    وقوله صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر : صوم ثلاثة أيام من كل شهر»(أخرجه النسائي وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي) .

    ردحذف
  23. كيف اكون معكم فى المنتدى هل لكم صفحه على الفيس

    ردحذف
    الردود
    1. وبارك الله فيك أختنا عواطف ..
      أنت بالفعل معنا بتعليقك و مشاركتك لنا ..
      اختى الكريمة .. المدونة ليس لها صفحة على الفيس بوك او اى صفحة من صفحات التواصل الاجتماعى .. و ما يوجد على الفيس هو اجتهاد البعض لنشر علم أستاذنا الجليل وليس له صلة بالفيس بوك نهائيا ..
      اختى الكريمة ..المدونة هى بيتنا الثانى .. نستمد منها و من استاذنا العلم .. و من خلال التعليقات ، نتشارك اخوة و اخوات فى الله الحوار و نتبادل الخبرات و كلنا يستفيد من الكل ..

      فأهلا و مرحبا بك أختا فاضلة بيننا .. و نسعد بمشاركتك لنا .
      تحياتى لك 🌷

      حذف
    2. اختى الكريمة عواطف ..
      رجاءا يكون تعليقاتك على اخر مقال بالمدونة .. حتى يسهل على اعضاء المدونة متابعتك ..
      تحياتى لك

      حذف
  24. أستاذي الحبيب خالد، فإنّه لديّ بعض الاسئلة لو تتكرّمون بإفادتي برأيكم حولها عندما يسمح به وقتكم، وأسأل الله أن يبارك لكم وفيكم وعليكم، وأن يزيدكم فهما وعلما، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.

    1- كنت قد سألتكم مرّة عن كيفيّة معرفة الأنبياء عليهم السّلام أجمعين صدقية النّاموس الذّي يأتيهم من ربّ العالمين من عدمها، فقلتم ما معناه أنه يوجد شيئ يباشر قلب النبي فيقطع عنه الشك أن يكون خيالا باطلا، وهذا عند الوحي؛ وكما أنّ الوحي للإنسان العادي هو عرفان يجده في نفسه لا يعلم مصدره، لكن يصاحبه يقين أنّه من الله لا يحتاج العقل عليه دليلا، لأنّ القلب صدّقه، وما أمر به الملك لا يناقشه الوزير، فلماذا لا يجدون نفس الشيئ عندما تتجسّد الملائكة؟ بمعنى:

    - لماذا خافت السيّدة مريم عليها السّلام من الذّي تمثّل لها ولم تعرف وتدرك أنّه من الملائكة؟ وهي التّي كانت لها كشوفات قلبيّة، وهي أيضا التّي كانت أنواعٌ مختلفة من الرّزق تّأتيها ( ومنه رزق المعرفة كما يذهب إلى ذلك العارفون بالله)، أي أنّها عليها السّلام كانت معتادة على الخطاب الروحي لها. فما الذّي حصل حتّى لا تدرك أنّ الذّي تراه متجسّدا أمامها ملك كريم؟

    - نفس الشّيئ ايضا حدث مع سيّدنا إبراهيم عليه السّلام، حيث لم يعرف أنّهم ملائكة مرسلون إلّا عندما خاف منهم، حينها فقط أخبروه أنّهم مرسلون لقوم لوط عليه السّلام، فكيف لم يجد هذا اليقين القلبي ليفهم حقيقتهم الملائكيّة وهو المعتاد على الوحي الإلهي بواسطة الملائكة؟

    2- هل وجدت حادثة تجسيدٍ لملائكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتحدّثت مع أحد الصّحابة فنرى تفاعله مع عالم الغيب وهل ميّز حقيقته الملائكيّة أم لا ؟ وهل خاف منها أم لا؟ ( طبعا أستثني حادثة سيّدنا جبريل عندما جاء يسأل سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم عن الإسلام والإيمان والإحسان، فخطابه لم يكن مباشرا لأحد من الصّحابة فنحكم على تفاعله معه عليه السّلام، وأيضا أستثني حديث عمران بن حصين، إذ أنّ حُكمَ الحديث منكرٌ حسب الألباني )

    3- منذ 1400 سنة وأكثر، بل منذ أبينا آدم لغاية رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلّم، كانت الشّعوب والحضارات تؤمن بالجن والملائكة ووجود عالم الغيب عموما، و قد لا يعجب أحدهم كعجب معاصري هذا الزّمان اليوم لو حدّثته بوقائع نزول الملائكة مجسّدة إلى الأرض أو حوادث خارقة للعادات كحادثة شق البحر لنبيّ الله موسى عليه السّلام؛ ومع كلّ هذا فالله لم يختر وجود حالات غيبيّة ماديّة خارقة للعادات تُعينُ من نشأ في هذا العصر من التقدّم العلمي والمعرفي، تعينه على الإيمان، فحاجتهم لملامسة الغيب قد تكون أدعى من أولئك الأقدمين، إذ أنّ علاقاتهم بالغيب معايشَةً قد إنقطعت منذ 1400 سنة (عند الأغلب الأعم الذّين لا علاقة لهم بعالم الروح أو الروحانيّات).

    لم يختر الله لهم ذلك على الرّغم من أنّهم أحوجُ للمعايشة الغيبيّة من أسلافهم المتردّدةِ عندهم قصص الأنبياء، بل وحتّى قصص الأساطير التّي قد لا يجدون غضاضة في تصديق بعضها.
    سؤالي هو كيف نفهم الحكمة الإلاهيّة بالحرص على تشييء الغيب لأولئك، مع قابليّتهم الفطرية للإيمان به للأسباب المذكورة وغيرها، وترك من جاء في عصر السبق العلمي بدون إمداد من الغيب يساعدهم على الإيمان؟ أعني كيف أفهم الحكمة في عدم تعويض النّقص في هذا المدد الغيبي في هذا العصر مقابل العمق الغيبي المُعاش عند الأمم السّالفة؟ فالبعض منهم قد عايش سنّة الله في إرسال عدّة أنبياء في نفس الوقت (زكريا، يحيى، مريم و عيسى عليهم السّلام)، و( إبراهيم، إسحاق، ويعقوب يوسف عليهم السّلام)، و(داوود وسليمان)...إلخ، بالتّالي عقليّا هو متهيّئ لإستقبال الغيب قلبيّا.

    4- هل من الممكن القول أنّ القرآن هو كاف جدّا لكلّ من لم يَعِشْ بعض تمظهرات الغيب سابقا، كفايةً تجعل معاصري هذا الزّمان لهم نفس حظوظ التّثبيت الإلهي بالإمداد الغيبي لطالبي الإيمان؟

    يتبـــــــــع:

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبنا الغالي نزار ..
      بخصوص اسئلتك الطيبة ..

      1- كونك تتعرف على العالم الأرواح من وراء حجاب .. فهذا شيء . .لكن أن تراه فجأة أمام عينك فهذا ممكن يسبب لك ازمة قلبية .. لأنه نوع من الفجعة الغير متوقعة .. وكن الهواتف يكون لها تأثير لطيف ومؤانسة في النفسة لأنك لا ترى شيئا .. وإنما مطمئن لهذه الهواتف بانها حق ..
      - ولكن التجسيد فجأة فيه فجعة .. لأنه شيء غير متوقع .. والدليل على أن السيدة مريم كانت ثابتة القلب هو كلامها معه .. ولو شخص آخر كان ممكن قلبه توقف من الفجأة الظهور !!
      - وحينما كلمها لم تشك في الأمر بل تكلمت معه على سبيل الاستبيان عن الكيفية والحكمة من وراء ذلك .. فهي لم تنكر انه ملك وإنما حدث لها فقط مفاجأة الظهور الغير مسبوقة والغير متوقعة .
      - وكذلك الحال في حالة سيدنا ابراهيم عليه السلام ..
      - فهم غير معتادون على رؤية عالم الأرواح في هيئة مجسدة بشرية مغايرة لما يألفونه أو يعرفونه .. وهذا وجه الاستغراب والمفاجأة ..

      2- ليس بكثرة القصص يثبت الدليل على وجود شيء وإنما يكفي دليل واحد .. سواء دليل قولي أو فعلي أو تقريري ..
      - ثم ما المانع من الاستدلال بقصة عمران بن حصين .. علما بأن الشيخ الألباني قال حديث منكر لرواية الطبراني .. ولكن الرواية الصحيحة في صحيح مسلم عن مطرّف بن عبد الله قال: بعث إلى عمران بن الحصين في مرضه الذي توفي فيه وقال: (يا مطرف إنِّي كُنْتُ مُحَدِّثَكَ بأَحَادِيثَ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بهَا بَعْدِي، فإنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَنِّي، وإنْ مُتُّ فَحَدِّثْ بهَا إنْ شِئْتَ: إنَّه قدْ سُلِّمَ عَلَيَّ) صحيح مسلم .. وفي رواية أخرى (كانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، حتَّى اكْتَوَيْتُ، فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الكَيَّ فَعَادَ) صحيح مسلم.
      - وعموما لا يوجد ممانعة من الكلام مع الملائكة في هيئة مجسدة وقد حدث كثيرا ولكن ليس بالضرورة أن تعرف أنهم ملائكة أو انهم يخبروك بذلك .. !! ومثال ذلك قصة الاقرع والاعمى والابرص ومقابلتهم مع الملك ..

      3- في أي عصر من العصور تم امدادهم بمواهب غيبية ؟!! لا يوجد إلا في عصر سليمان عليه السلام وفي دائرة مملكته فقط ..!! ما عدا ذلك .. لا يوجد ..
      - أما عن المعجزات فكلها معجزات مادية وليست غيبية .. إذ كيف يمنحهم الله ما هو غيب ولا إدراك لهم فيه ؟!! ولذلك المعجزات كلها كانت مادية بأسباب خارقة للعادة ومخالفة لقانون الأسباب أصلا ..!!
      وبالتالي من ياتي بعدهم فهو يسمع لهذه المعجزة .. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. حتى لفراعنة من بعد فرعون هل غيروا عقيدتهم وىمنوا بالرغم من معرفتهم بما حدث لفرعون وجنوده ؟!! لا ..
      - فالفكرة ليست في وجود معجزة أو ظهور شيء من عالم الغيب حتى يؤمن الإنسان .. وإنما يحتاج إلى قلب ليصدق وعقل ليفكر في العالم الغيبي ..
      - وحتى المسلمين يبحثون عن حلم او رؤيا أو إشارة غيبية حتى يطمئن هل هو مقبول العمل أم لا ..!!
      - كل هذا شك وسوء ظن بالله .. لن حسن الظن يستوجب العمل برضا مع الاعتقاد بيقين في رحمة الله التي وسعت كل شيء ..
      - فالمعجزة ليست في حدوث أمور غريبة أو غيبية .. وإنما المعجزة في زماننا أن يفيق القلب من غفلة الدنيا إلى يقظة حب الله ..

      - ومن ناحية أخرى .. فالذين عاشوا مع الانبياء والرسل .. هم الذي تحملوا الابتلاءات على أشدها .. ومع ذلك لم يحتاجوا لمعجزة ليؤمنوا .. وإنما اكتوا بالحق لما جائهم فآمنوا .. ويكفيك أبسط مثال على ذلك قصة أصحاب الاخدود .. لم يكن يوجد نبي ولا رسول .. وإنما شخص قال ربي الله وأنكر عبودية المخلوق ..!! وارتضوا أن يموتوا حرقا بالآلاف في سبيل إيمانهم بالله .
      - وفي زماننا هذا سيسمونهم ب (الذي أضاعوا حياتهم في سبيل لا شيء) !!

      4- لازلت لا ادري ما علاقة الامداد الغيبي بنفوس المؤمنين .. لأن هذا شيء في الأساس مرتبط بشخص النبي أو الرسول ..
      -و بعبارة أخرى .. هذا القرآن كله من عالم الغيب .. فهل آمن به الناس ؟!! لا .. إلا من رحم ربي .. فما علاقة التثبيت بوجود غيبيات بإيمان الإسان إذا كان من شروط الإيمان هو الإيمان بالغيب (الذين يؤمنون بالغيب) ..!!

      - فلا معجزة هتنفع ولا رؤية ملائكة وجن هتشفع .. لأن المنكر للإيمان سيظل منكر حتى لو رأى الملائكة رؤيا العين .. لأن سيقول أنه يتخيل له أو سيقول انهم كائنات غريبة وقوية .. وما شابه ذلك من تأويلات الملاحدة .. لأنهم لا يريدون الإيمان ..

      - هذا والله أعلم ..

      حذف
    2. طيب
      برد حضرتك رقم 3
      بآخر الرد رقم 3=(وإنما اكتوا بالحق لما جاءهم )
      كلمة ( اكتوا)
      طبعا
      قصد حضرتك (اكتفوا) وليس اكتوا

      من .الكفاية. أليس كذالك؟

      حذف
    3. أستاذي وسيّدي والحبيب دائما إلى قلبي خالد،

      أسأل الله السّميع المجيب، أن يلطف بكم، ويزيدكم مع اللّطف لطفا، وأن يُرسي فُلككم ومن تحمله من ذويكم، على بحر الأمان، في شطّ النّور، على رمال السّلامة والعافية، في فجر اليٌسر ومع نسائم الرّضوان، بحقّ: قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
    4. نعم يا مجد اليمن الحبيب .. اللفظ الصحيح هو (اكتفوا) ..
      بارك الله فيك على التصحيح ..
      ***************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  25. تــــــابع:

    5- وهل تُفهم هذه الكفاية بكونها قادرة على جعل سالكي طريق الله بحق يستدركون ما لم يعيشوه؟ ( يخطر ببالي مثلا دوام وجود أناس، في كلّ عصر، يعرفون عدد أصحاب الكهف، ولعلّ منهم بيننا، ووجود من كانت بركة إتّباعه للمصطفى صلّى الله عليه وسلّم ممكّنةً له لمعايشة بعض ما يُصطلح على تسميته سياحات روحيّة يعيش فيها حتّى مع أنبياء لم يعاصرهم)

    6- كيف يمكن أن تكون الرغبة في الولد، بالنّسبة لسيّدنا زكريّاء، خالصة من الحظوظ النفسيّة الفطريّة الطبيعيّة تماما، كما يذهب إلى ذلك بعض المفسّرين، خاصة مع وجود عيسى عليه السلام في نفس العصر وهو القادر على أن يحمل رسالة ربّه ويكون وارثا أيضا من آل يعقوب، وربما غيره أيضا. لماذا إختصّ سيّدنا زكريّاء نفسه بالدّعاء بالولد؟ ألم يكن ذلك ممكنا في عقب غيره ويتولى هو كفالته كما كفل مريم فيطمئن سيّدنا زكريّاء على ميراث النبوة الذي سيكون حينها وارثُهُ ليس من عقبه؟
    نعم وجد إذن إلاهي دعاه لأن يدعو وإلّا لما دعى، وهذه أيضا عادة الصالحين فكيف بالأنبياء؟ لا ريب في ذلك، ولكن هل أنّ ذلك يتنافى مع رغبة نبيّ الله زكريّا عليه السلام الذّاتيّة في أن يكون من عقبه من يحمل إرث النبوّة؟ رغبةً إمتزج فيها حبّ نصرة الدّين مع حبّ الحصول على العقب الوارث للرسالات النبويّة؟
    إنّ الذي حصل بوفاة يحيا عليه السّلام قبل وفاة زكريا عليه السلام يدلّ دلالة تردّ على المفسّرين الذّين يرون أنّ حصول الإذن الإلهي كان مطلبا لحفظ أركان الدّين بعد زكريّاء عليه السّلام، فوراثة النبوّة تواصلت بعد وفاته عليه السّلام مع أنّ الله لم يُحمّل يحي عليه السلام مواصلة أمانة النبوّة بعد وفاة أبيه؛ لذلك كانت إستجابة دعوة سيّدنا زكريّاء عليه السّلام جزئيّة، بمعنى انّها استجابة لفطرة الرّغبة في الأبوّة من جهة، والرّغبة الخالصة في حفظ الدّين من جهة أثانية، والرّغبة الفطريّة أيضا لأن تكون وراثة النبوّة من بنيه عليه السّلام.

    فلو لم تكن هنالك رغبة ممتزجة بين الفطري المشروع والدّيني، هل كان من الممكن شرعا أن ينتظر كلّ هذا الوقت عليه السّلام ولا يستنصر الله في أمر دينيّ يخاف أن ينتهي بمجرّد وفاته؟ كأن أرى الجفاف يحصد أرواحَ كثيرٍ من النّاس ولا أستسقي ربّي منتظرا إذنا يدعوني لذلك؛ ففي هكذا حالات الواجب الشّرعي هو الإذن عينه وهو الدّاع بصوت جهوري بواجب صلاة الإستسقاء؛ فلماذا لم يدع نبيّ الله زكريّاء عليه السّلام مثلا في عمر يسمح فطريّا للزّوجة بالحمل ويكون هو عليه السّلام فيه مهيّئا بدنيّا؟ كعمر آخر الفترة الطبيعي للحمل بالنسبة للمرأة مثلا، فيكون الجمع بين الصبر على قضاء الله في عدم الإنجاب مدّة فترة الشباب والكهولة، وبين الإذن الشّرعي بآذان إنصراف القدرة الفطرية على الإنجاب للزّوجين.

    وبارك الله فيكم ورفع قدركم دنيا وآخرة، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.

    ردحذف
    الردود
    1. اخي نزار الفاضل استسمح على التطفل.. حتى يجيبك الاستاذ خالد بشكل مفصل.. ساحاول ان اجيبك ببساطة و باختصار على ثلاث نقط مما طرحت فقط.. ربما قد تفيدك في الإجابة على تساؤلاتك الاخرى..

      اولا بخصوص تساؤلك الاول.. فكما هو معلوم اخي نزار ان الانبياء والرسل تحكمهم قبة بشرية ايضا.. ولديهم حياتهم المادية الخاصة وبعد جسدي كباقي البشر..وبدون تاييد من الله واخبار عن طريق الوحي أوالوسائط الاخرى قد يعلمون شيئا وقد تغيب عليهم أشياء كثيرة.. وهذا قول ثابت في القران والحديث قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا. الكهف (110)

      ( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. الاعراف (188 )

      ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني) حديث نبوي صحيح.


      واما بخصوص سؤالك الثالث.. اخي الكريم لا اعتقد ان المعجزات ستنفع اهل زماننا هذا..لانها حتما سيتم مواجهتها بكثرة المجادلات التي لا تنتهي.. و بترسانة من التفسيرات السببية والتكهنات في شرح كيفية حدوث هذه المعجزات من طرف الباحثين في الماورائيات وغيرهم .. متناسين بذلك المصدر الحقيقي الاول والاخر لهذه المعجزات كما هو حال الانسان الجاحد لربه في كل زمان ومكان.. وستصبح امر عادي ومؤلوف وسيتم تمييعها وتكذيبها كما فعل الاولون.. قال الله تعالى: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) · الاسراء الآية 55

      وصدقني أخي نزار اذا قلت لك ان المعجزات قد لا تنفع حتى المسلمين في زيادة ايمانهم.. لان مسألة الايمان وتحصيله يخضع لمعايير محددة والمبدا في ذلك واحد وهو أمر عجيب وفيه اسرار كثيرة..فمثلا قد تجد انسان بدوي بسيط ومحصور في دائرة او منطقة جغرافية صغيرة وعقله المعرفي محدود ولا يعرف الكثير من التفاصيل عن علوم الدين و الكون.. ورغم ذلك قد تجده أعقل الناس وقد تجد عنده من الايمان واليقين بالله والسكينة والرضا اكثر مما قد تجده عند بعض العلماء ودكاترة ومثقفين كبار.. والسر في ذلك هو طواعيته لمولاه دون تسخط او مجادلة.. و في فطرته السليمة الغير الملوثة بالمنهجيات والاديولوجبات الكثيرة التي وضعها البشر واستحدثها في زماننا هذا...لانه في الحقيقة مسألة الايمان بالله لاتحتاج الى تعقيدات وتفاصيل كثيرة..ويكفي للانسان ان يتجرد ويتخلص من انانيته وحب نفسه وسيبصر وسيرى عين اليقين ان الكون والوجود كله معجزات من اصغر شيء فيه الى أكبره من الذرة الى المجرة.

      وبالنسبة لتساؤلك الرابع.. اعتقد ان دعاء سيدنا زكريا كان مبني على الفهم الصحيح لسنن الله الكونية وعلى ايمانه ويقينه في الله انه قادر على كل شيء.. ودعاءه كان منطقيا وفي الوقت المناسب وكان ذلك قبل أن يتمكن منه العجز و يدركه الكبر دون تحقق المراد.. ولان امرأته كانت عاقرا ايضا.. فبادر الى الدعاء لطلب الولد بشكل مباشر وشفاء امرأته من العقم بشكل غير مباشر .. عموما اخي نزار سيدنا زكرياء لم يطلب معجزة ..لان طلب الولد في تلك المرحلة من العمر وطلب الشفاء من العقم لنفسه اولزوجته هو امر عادي يحصل حتى في زماننا هذا.. وهناك الكثير من الناس الذين شفاهم الله من تاخر الانجاب اوالعقم بالدعاء والرقية او عن طريق الطب واتباع نظام غذائي معين.. وهناك نماذج كثيرة من الواقع على حصول هذا الأمر..والمعجزة التي حصلت في قصة سيدنا زكرياء هو الولد الذي وهبه الله له ولزوجته ومتعهم وقر عينهم به في تلك المرحلة المتأخرة من العمر التي كان قد تجاوز فيها المئة سنة.. والحكمة من ذلك هي كثيرة واهمها هو العبرة التي سيراها اهل زمانه ومن سياتي من بعده في قصة سيدنا زكرياء بان الله على كل شيء قدير والله اعلم
      تحياتي لك.

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله

      حذف
    2. استكمالا لأسئلتك اخي نزار ..

      5- أهل الله الموقنين لا يحتاجون مرائي غيبية ليؤمنوا وإلا فهم ليسوا من اهل الله الموقنين فيه .. وإنما المرائي لغيبيات هذه أمور تحدث بعد ثبات الإيمان لمن يريد الله له ذلك .. ويستفاد منها صاحبها فقط .. فملا علاقة باقي الناس بهذه المسألة ؟!!

      6- اما عن مسألة سيدنا زكريا .. فلا ادري لماذا كررت كلة غريزة ..!! وكانك تلمح بوجود حظ في نفسه .. وتنظر إليه وكانه عيب ؟!! فما العيب في وجود حظوظ نفسية طالما لم تحجبك عن الله بل قد يكون فيها مزيد وصال بالله ؟!!
      - أما لماذا تأخر زكريا في الدعاء .. فليس هو الذي تاخر في الدعاء لأنه كان يدعو ربه رغبا ورهبا هو وزوجته .. ولكن عطاءات الدنيا ليست محل اهتمام للانبياء والرسل والتي من جملتها النسل .. وحينما اتاه الإذن بهذا الطلب فقد دعا .. ولا يقال لماذا تأخر في الدعاء .. لانه ببساطة لا إذن له كان قبل ذلك .. وكل شيء وله حكمة .. وطالما لم يأت الإذن فلله في ذلك حكمة ..

      -أوضح لك هذه المسألة بمثال بسيط .. أحيانا تجلس بجوار أحد لا تعرفه فتجد همة وعزيمة في نفسك بان تدعو له . فهنا تفهم بان هذا اوان رفع بلاء عن هذا الشخص وأنت مجرد سبب خفي لتحقيق ذلك ..
      - وأحيانا تجد شخص مريض ولا تستطع أن تدعو له وتستغرب نفسك جدا لماذا أنت عاجز عن الدعاء له ولو دعوت يكون الدعاء وكأنه تقضية واجب أو تهوين على الموجودين .. !!
      - فما الفرق بين هذا وذاك .. هو العزيمة في النفس بالدعاء .. ولماذا ظهرت العزيمة هنا ولم تظهر هناك .. لأن لكل ابتلاء موعد في رفعه ..
      - ولذلك اهل الله يسلمون الأمور لله .. فلا يستعجلون شيئا ولا يستأخرون شيئا .. لأن كل شيء بحكمة ربانية في الكون ..

      - والله أعلم
      ***************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    3. أخي الكريم مريد القرب،

      جزاك الله عنّي كلّ خير أيّها الفاضل، وزادك علما وفهما وفقها في كتابه العزيز، وفي سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ورفع قدرك دنيا وآخرة، اللّهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
  26. 🪷 أين أنت يا مريد القرب غبت كثيرا على الساحة الدولية...هههه... نرجو أن تكون في أحسن حال...
    اعجبني جدا ردك على نزار... بخصوص حديثك على الانبياء والرسل...وليت العلماء يطلعون على هذا الكلام لانه حقائق ولا علاقة له بعدم التادب مع الانبياء كما يرى معظم الشيوخ لانها أمور أخبر بها الله تعالى....

    اما عن سؤالك الثالث: أخي الكريم لا أعتقد أن المعجزات ستنفع أهل زماننا هذا...

    أقول الله اعلم بخلقه... ولا يوجد ما يمنع ظهور المعجزات في زماننا على غرار باقي الأزمنة برغم عدم خلو أي زمن من مجادلين....

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف