البرهان العقلي فى خرافة الإسقاط النجمي .. الإسقاط النجمي وخرافة خروج الروح من الجسد .. مناقشات عقلية وعقائدية.. وفتاوى دينية

بسم الله الرحمن الرحيم

البرهان العقلي فى خرافة الإسقاط النجمي

الإسقاط النجمي .. وخرافة خروج الروح من الجسد ..
مناقشات عقلية وعقائدية .. وفتاوى  دينية

مناقشة مع المسلمين ناقلي هذه التقنية الروحية

مناقشة حول موضوع خروج الروح من الجسد .. وشبهة علاقتها الدين الإسلامي

أهلا ومرحبا بكم فى الجزء الثاني عشر من مواضيع الكشف الروحاني .. وهو بمثابة الجزء الثاني وتكملة لموضوع الإسقاط النجمي ( اضغط هنا ) .. ولكن هذه المرة مناقشة عقلية فى فكر هؤلاء لما قاموا به من تحريف فى كتاب الله ومحاولتهم الرخيصة فى إسقاط خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم .. ليرضوا شيطانهم .. سواء النفسي أو أسيادهم الغربيون الملحدون ..

وما كنت أود الخوض فى مواضيع العين الثالثة والإسقاط النجمي .. إلا بعدما رأيت أن بعض الناس يريدون أن يدلسوا على المسلمين دينهم ويفسدوا عليهم حالهم .. وذلك بأن يخلطوا أعمالهم الشيطانية بديننا الشريف .. ليستروا عوراتهم الروحانية المنحرفة .. خاصة وأنهم يستمدونها من ديانة الهندوس أو من شابههم .. يريدون بذلك أن يطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون  ..

* ثم وجدت أنه من اللازم الرد على هذه المخلوقات الإسقاطية ..  لبتر الفتنة التي ينشرونها بين المسلمين .. مستغليين الجهالة الدينية والروحانية التي يعيشها الشباب .. !! 

* فجمعت همتي للرد على هؤلاء المدلسين .. ويعلم ربي أني قد بذلت جهدي على قدر علمي واستطاعتي فى محو الباطل عن طريق المسلمين .. وعسى أن أكون قد خدمت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بما يحبه و يرضيه .. وبما يمحو الله به خطيئتي يوم الدين 
وقد جمعت لكم ما يغنيكم إن شاء الله عن عناء البحث بعد ذلك ..

 * فإن أصبت ووفقت فمن الله .. وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان .. والله ورسوله برآء من ذلك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. 

انتبه :
الإسقاط النجمي .. لا يحدث إلا فى حال فتح ما يسمى بالعين الثالثة .. ولذلك كلاهما مرتبط بالبعض

** فقد أعتاد بعض مروجي الأمور الروحانية .. مثل العين الثالثة والإسقاط النجمي .. استباحة الإستيلاء على النصوص القرآنية أو النبوية .. لترويج بضاعتهم الفاسدة .. وبعد المكث لأيام طوال وساعات طويلة فى قراءة فكر هؤلاء وغيرهم .. فقد رأيتهم ينقسمون لثلاث فرق ..

1- الفرقة الأولى : وهي أخبثهم وأقبحهم وأسودهم وأحقدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهم من يتزينون بثوب العلم ويكذبون على الناس أن معهم شهادات علمية فى هذه المجالات .. ويأخذون يرددون أشياء عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. خاصة علاقته مع العالم الاعلى .. ثم يسكتون .. ويتركوك لفكرك الخاص .. حتى تسأل نفسك سؤالا .. وهو ..: أن تقول ما الميزة التي كانت للرسول ؟ إن كان كل إنسان يستطيع الوصول بروحه إلى الأمور الكونية ؟ وما حاجتنا إلى الرسول وسنته ؟ وما الذي يميز الأنبياء عنا ؟ ووووو

* وهم بذلك يريدون ان يثبتوا ان أي شخص ممكن يحدث له ذلك .. وبالتالي .. فإن أى بوذي أو هندوسي أو حتى عابد سلحفاه .. ممكن يأتي بكتاب سماوي .. طالما اتقن فن خروج الروح من الجسد .. !! وأصبح بإمكانه أن يتحدث مع الملائكة .. وغير ذلك ..

2- الفرقة الثانية : وهم الروحانيون المرتزقة الجهلاء .. الذي يريدون الترويج لبضاعتهم الفاسدة .. فيضيفون عليها ما يقوى من فسادها وذلك بالقرآن والسنة .. وهم لا يقصدون تحريفا ولا تشويها للدين .. بل ترويجا فقط لبضاعتهم الساقطة .. ويتبعون ما يقوله أصحاب الفرقة الأولى .. دون علم ولا هدى .. فقط لكسب أموال الناس بالباطل .. وهم يعلمون .. 

3- الفرقة الثالثة : وهي التي تصفق لكل يقول أن هذا العلم موجود فى ديننا .. وينقلونه دون وعي أو إدراك .. وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا ..!!

عموما كلامنا هنا مع أصحاب الفكر الأول والثاني .. فقد تكلمنا مع أصحاب الفكر الثالث فى المقال السابق .. فارجع إليه ..

:: انتبه ::

ولكن انتبه لأن الكلام مع اصحاب الفكر الأول .. الحاقدون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه .. والحاقدون على قرآننا .. فهم متبعي الفكر الهندوسي وعبيد الفكر الشيطاني الغربي الملحد .. وهم الفرقة الطاعنة فى خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم .. هم من يهمنا فى المقام الأول .. لأنهم يتعاملون مع الشباب بصورة الذئب فى ثياب المعلم .. 
ولما كان كلامهم مع مريديهم بالعقل .. فوجب أن يكون الرد بالحجة والبرهان .. شرعا وعقلا .. 
وان نكشف ما يروجه خدام أبليس عن القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم ..

* وكذلك أني رأيت بعض الفتاوى من بعض الدعاة .. التى تزيد من تثبيت هؤلاء الحاقدون والمسودة قلوبهم .. بل وتقوى من عزائمهم لضعف البيان وإقامة الحجة ..

فحينما كنت أقرا الردود .. كنت أنزعج جدا .. فلم يقل واحدا منهم حجة واضحة لإفساد قول هؤلاء .. فمنهم من اكتفى بالتحريم .. ومنهم من نقل كلام لا أعلم من أين أتي به .. وكأنه كان يرد على ناس فى كوكب آخر .. ومنهم من عجز عن الفهم أصلا .. فقال هو كفر !!

ومنهم من استدل بقرآن .. هو فى نفسه حجة عليه .. !!

.. الإسقاطيون أصحاب الفكر الإسقاطي النجمي ..

بحثوا عن الشرف فى أوهامهم الظنية .. فاستدلوا بالقران والسنة !!

إعلم أن المتكلمون فى الإسقاط النجمي .. هم أيضا المتكلمون فى الفكر الخاص بالعين الثالثة .. فكلاهما واحد .. ومقصدهم واحد .. على اختلاف فرقهم وأفكارهم ..

فقد حاول هؤلاء الإسقاطيون .. سواء أصحاب الفرقة الأولى أو الثانية .. أن يروجوا لبضاعتهم الفاسدة .. بإضافة شيء من الشرف لها .. ليكتسب كلامهم الساقط شيئا من ثقة الناس .. 
وما كان ذلك إلا لفساد كلامهم وثبوت بطلانها فى نفوسهم أولا .. 
وثانيا لإدراكهم بأن ما معهم من بضاعة هي مجموعة أحوال وتجارب لمعتنقي أديان غير سماوية مثل البوذية والهندوسية .. فما كان منهم إلا أن يسعوا ليسدوا عوراتهم المفضوحة .. وأخذوا يستندون فى كلامهم  بالقرآن الكريم .. أو السنة النبوية الشريفة ..

ليصبغوا على عقائدهم (التي هي تجارب فردية روحانية لعقائد ضالة) .. شيئا من الشرف حتى ينظر إليها الناس .. بعين الرضا ..

* ومن وجهة نظري .. حيث أني لا أحسن الظن بهم .. فهم ممن ينطبق عليهم قوله تعالى { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } الصف8 ..

* لأنهم لم يسألوا أهل الذكر .. بل تجرؤوا على كتاب الله وسنة رسوله .. بل على الرسول ذاته .. حتى أنهم سلبوا عنه خصوصيته الرسوليه .. وساووه بأنفسهم .. وغيرهم .. ( وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون كما افتروا عليه بالكذب البواح )

لا تستغرب ولا تستعجب

طبعا البعض قد يستغرب هذا الكلام .. ولكن حين المناقشة ستعلمون ما الذي يهدف هؤلاء من وراء الإستدلال بالآيات والسنة .. ولنلخصها فى هذه النقاط .. وفق تصنيف الفرق السابقة ..

1- ترويج لبضاعتهم الفاسدة .. وهؤلاء هم الروحانيون المرتزقة الجهلاء

2- الطعن فى خصوصية رسولنا الكريم ومساواته بسائر البشر .. واعتبار قرآننا مجرد استنتاج روحاني فى حالة روحانية ظهرت للرسول فى حالة روحانية .. هي ما يسمونها بالإسقاط النجمي .

3- يترتب على ما سبق من الطعن فى الرسول .. أن القران ليس كلام الله

والأخوة المصفقون .. أصحاب الفرقة الثالثة .. ينقلون الكلام دون استخدام لخاصية العقل .. التى منحهم الله أياها ..

ما يريده أصحاب الفرقة الأولى

وأغراضهم الدنيئة للطعن فى الدين

هو إظهار أن ما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هو مجرد حالة روحانية .. نتج عنها إتصال روحاني مع بعض عالم الأرواح .. وتعلم منهم علوما .. جمعها فى كتاب روحاني .. فكان خلاصة تجربة روحية عاشها أحد الناس .. وبالتالي يستطيع أي شخص أن يصل إلى مثل ما وصل إليه سيدنا محمد .. إن استطاع أن يتحرر من جسده وينطلق بروحه .. !!

.. مقدمة ومدخل لابد منه ..

طالما استدللتم بالقرآن حكما بيننا وبينكم .. فليكن هو الحكم بيننا وبينكم .. وطالما استدللتم بالسنة حكما .. فهي كذلك حكما بيننا وبينكم .. وطالما استدللتم بالعقل حكما .. فهو كذلك بيننا وبينكم ..

.. فأقول لكم بإذن الله :-

أولا : الإسقاط النجمي يعتمد على قدرة الإنسان على فتح ما يسمى بالعين الثالثة .. أو العين الروحانية .. وهذا أمر لم يذكره أحدا من المسلمين على اختلاف طوائفهم .. بل والذي ورد عنه صلى الله عليه وسلم .. أنه تنام عينه ولا ينام قلبه صلى الله عليه وسلم .. فثبت أن حبيب الله يرى بعين قلبه ولا يرى بالعين الروحانية .

ثانيا : الإسقاط النجمي . يذهب بالإنسان فى سياحة روحية كما تزعمون .. ولكن صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه الأرواح الملائكية وليس هو من يذهب إليها .. فثبت انه صلى الله عليه وسلم أنه لم يستخدم ما يسمى بالعين الروحانية الثالثة وبالتالي أسلوب الإسقاط النجمي .

ثالثا : لم يقل أحد من علماء المسلمين الفقهاء بمثل هذا الكلام أبدا .. ولم يذكر عن الربانيين من أمة محمد توصيف لمثل فعلكم الذي تفعلونة .. ولم يذكر عن الشيخ محي الدين بن عربي .. وهو أكثر من تكلم فى السياحات الروحية .. أنه قال بمثل هذه السفسطة .. لأن الروح الربانية تشرق بآثارها على الجسد المادي . فلا يعد هناك حاجة لخروج أو دخول روح ... أيها الساقطون .. لأن العبد يكون معية الله .. حتى يحبه الله .. فإن أحببه الله .. كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... وووو  

رابعا : كرامات الأمة المحمدية الروحانية .. كانت كثير منها مجسدة وهو أمر لا يخطر على بال كثير من المسلمين .. وكان لذلك حكمة .. وهو ان يكون ما يدركونه مبني على اليقين وليس على الظن .. فمنهم من صافحته الملائكة .. ومنهم من حضرته الملائكة أثناء قراءة سورة البقرة .. بل وعموم الصحابة قد شاهدوا سيدنا جبريل مجسدا فى صورة رجل أتي ليلعمهم دينهم .. ومثال ذلك قصة عمر بن الخطاب التى استدللتم بها .. كما سنشرح لا حقا .. فكان الصحابة رضوان الله عليهم يشاهدون الأحوال الروحانية فى صور مجسدة وكانوا بكامل وعيهم .. وهم بكامل الحضور الجسدي والعقلي .. لإدراكها بالحواس الظاهرة .. فلا يختلط عليهم الحق بالباطل .. وهذه أحوال خلاف أحوالكم أيها الساقطون .!! 
ففرق بين الأحوال الربانية .. والأحوال الروحانية أيها الساقطون 

خامسا : لو كانت هذه هي الروح التي يزعم أصحابها .. هي الروح المنفوخة من قبل الحضرة المَلكية .. فهذا وهم وخطأ كبير .. وفق الاعتقاد الإسلامي .. لأن الروح المنفوخة .. هي طاهرة على أصلها .. فلو كانت هي الروح التي تتكلمون عنها .. فكيف ضل من ضل من أصحاب الإسقاط الذين هم فى الأصل متريضي العين الثالثة .. وأصبحوا يرون آلهة البقر وغيرها .. هى الصادقة فى الوجود ؟ قلما ظهر فساد عقيدة ممارسي هذه الأمور .. فقد ثبت يقينا أن ما تزعمون ليس الروح المنفوخة الملكية .. وإلا لكانوا أدركوا بها الحقائق .. والتى من اهمها .. لا إله إلا الله محمد رسول الله ..

وثبت كذلك أن أصحاب هذه الممارسات على باطل يقينا .. ليقينهم فى عالم الروحاني بسيطرة آلهتهم على الأمور الكونية .. وسبق الكلام على ذلك فى موضوع العين الثالثة ..

.. بهذا احتج الساقطون ..

.. القسم الاول ..

.. المناقشات العقلية القرآنية التى احتج بها أصحاب الإسقاط النجمي ..

الآية الأولى

استدلوا بقوله تعالى { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الزمر 42  ..

فى اثبات .. خروج الروح من الجسد .. بل وانها الروح المنفوخة فى الانسان ..!!

ونقول ردا عليهم :

أولا : بتفسير الآية الكريمة .. ليتضح البيان ..

** معنى الآية من التفسير الوسيط للزحيلي ( أن الله تعالى هو الحاكم المطلق على الناس بالموت، فهو الذي يقبض الأرواح من طريق الملائكة حين انتهاء آجال أصحابها، وهي الوفاة الكبرى، فيمسك تلك الأرواح ، أي لا يردها إلى الجسد الذي كانت فيه، ويرسل روح النفس الأخرى التي نامت إلى أجسادها حين اليقظة ، بأن يعيد إليها إحساسها ، ويبقيها على قيد الحياة ، إلى أجل معين: هو وقت الموت . إن في ذلك التوفي التام ، وإرسال الروح مرة أخرى لعلامات باهرة على قدرة الله ووحدانية ، من قوم يتفكرون ويتأملون في ذلك . أما الروح فلا يعلم حقيقتها إلا الله ، ولا سلطان عليها لأحد غير الله ، لا بتحضير الأرواح أو التنويم المغناطيسي ولا بغير ذلك : قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء: 17/ 85] )

التفسير الوسيط د/وهبة الزحيلي ج3 ص2243

** معنى الآية من التفسير الوسيط لطنطاوي ( الله- تعالى- وحده هو الذي يتوفى الأنفس حين الموت، وحين النوم، أما الأنفس التي انتهى أجلها فيمسك – سبحانه - أرواحها إمساكا تاما بحيث لا تعود إلى أبدانها مرة أخرى، وأما التي لم يحن وقت موتها، فإن الله- تعالى- يعيدها إلى أبدانها عند اليقظة من نومها، وتستمر على هذه الحالة إلى أجل مسمى في علمه- تعالى- فإذا ما انتهى أجلها الذي حدده- سبحانه- لها، خرجت تلك الأرواح من أبدانها خروجا تاما، كما هو الشأن في الحالة الأولى.)

التفسير الوسيط لشيخ الأزهر د/ محمد طنطاوي ج12 ص 228

** ويقول الإمام القشيري فى تفسيره مفسرا كلمة الأنفس بالروح .. فقال : ( تُقبض الأرواح حين موتها ، والتي لم تمت من النفوس في حال نومها، فإذا نامت فيقبض أرواحها . وقبض الأرواح في حال الموت بإخراج اللطيفة التي في البدن وهي الروح ، ويخلُق بدل الاستشعار والعلم .. الغفلة والغيبة في محالّ الإحساس والإدراك . ثم إذا قبض الأرواح عند الموت خلق في الأجزاء الموت بدل الحياة ، والموت ينافى الإحساس والعلم . وإذا ردّ الأرواح بعد النوم إلى الأجساد خلق الإدراك في محل الاستشعار فيصير الإنسان متيقظا . )

تفسير القشيري ج3 ص283

فقد تبين أن الروح مودعها وسالبها .. هو الله .. وينفذ أوامره سبحانه ملائكة مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم .. فلا سلطان على إيداع الروح ولا على سلبها .. إلا خالقها .. وهذا أمر ثابت بدليل الآية التي استدللتم بها .. كما سيتضح ..

ثانيا : توضيح قوله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) الإسراء85

فى التفسير الوسيط لطنطاوي (والمراد بالأمر هنا ( الشأن ) .. والمعنى: ويسألك بعض الناس- أيها الرسول- عن حقيقة الروح، قل لهم على سبيل الإرشاد والزجر: الروح شيء من جنس الأشياء التي استأثر الله- تعالى- وحده بعلم حقيقتها وجوهرها .)

ثم قال : (وإضافة كلمة أَمْرِ إلى لفظ الرب- عز وجل-، من باب الاختصاص العلمي، إذ الرب وحده هو العليم بشأنها ..)

ثم قال نقلا عن الإمام القرطبي (قال القرطبي: وقوله- تعالى- قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي دليل على خلق الروح، أى: هو أمر عظيم، وشأن كبير من أمر الله- تعالى-، مبهما له وتاركا تفصيله، ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا، كان عجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى. وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز .)

ثم قال رحمه الله (وقوله: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا من جملة الجواب الذي أمر الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد به على السائلين عن حقيقة الروح .

أى: وما أوتيتم- أيها السائلون عن الروح - من العلم إلا علما قليلا، بالنسبة إلى علمه- تعالى- الذي وسع كل شيء، ولا يخفى عليه شيء.

وإن علمكم مهما كثر فإنه لا يمكنه أن يتعلق بحقيقة الروح وأحوالها، لأن ذلك شيء استأثر الله- تعالى- به وحده ، واقتضت حكمته - عز وجل - أن يجعله فوق مستوى عقولكم )

ثم نقل عن صاحب تفسير ظلال القرآن .. فقال : ( قال صاحب الظلال عند تفسيره لهذه الآية: والمنهج الذي سار عليه القرآن- وهو المنهج الأقوم- أن يجيب الناس عما هم في حاجة إليه، وما يستطيع إدراكهم البشرى بلوغه ومعرفته، فلا يبدد الطاقة العقلية التي وهبها الله لهم فيما لا ينتج ولا يثمر، وفي غير مجالها الذي تملك وسائله، وبعضهم عند ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، أمره الله أن يجيبهم بأن الروح من أمره- سبحانه- ...

وليس في هذا حجر على العقل البشرى أن يعمل، ولكن فيه توجيها لهذا العقل أن يعمل في حدوده، وفي مجاله الذي يدركه.

والروح غيب من غيب الله لا يدركه سواه.. ولقد أبدع الإنسان في هذه الأرض ما أبدع، ولكنه وقف حسيرا أمام ذلك السر اللطيف- الروح- لا يدرى ما هو؟ ولا كيف جاء؟ ولا كيف يذهب؟ ولا أين كان ولا أين يكون، إلا ما يخبر به العليم الخبير في التنزيل»  .

ثم قال نقلا عن تفسير فتح البيان للشيخ صديق خان فقال : ( وقال بعض العلماء: وفي هذه الآية ما يزجر الخائضين في شأن الروح، المتكلفين لبيان ماهيته، وإيضاح حقيقته، أبلغ زجر، ويردعهم أعظم ردع، وقد أطالوا المقال في هذا البحث، بما لا يتسع له المقام، وغالبه، بل كله من الفضول الذي لا يأتى بنفع في دين أو دنيا..

فقد استأثر الله- تعالى- بعلم الروح، ولم يطلع عليه أنبياءه، ولم يأذن لهم بالسؤال عنه، ولا البحث عن حقيقته، فضلا عن أممهم المقتدين بهم ... »

راجع التفسير الوسيط .. ج8 ص422-424

ثالثا : تفسير قوله تعالى ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف 54

فى تفسير البحر المديد قال : (أي: الإيجاد والتصرف بالأمر والنهي، تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ أي: تعاظم في ألوهيته، وتعالى في ربوبيته، وتفرد في وحدانيته.

قال البيضاوي: (وتحقيق الآية- والله أعلم- أن الكفرة كانوا متخذين أربابًا، فبيَّن لهم أن المستحق للربوبية واحد- وهو الله تعالى لأنه الذي له الخلق والأمر ، فإنه تعالى خلق العالَم على ترتيب قويم، وتدبير حكيم فأبدع الأفلاك العلوية ، والأجرام السفلية ، ثم بعد تمام خلق عالَم الملك ..  أخذ في تدبيره  .. كالملِكِ الجالس على عرشه وسريره لتدبير مملكته، فدبر الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض، بتحريك الأفلاك وتسيير الكواكب، وتكوير الليالي والأيام ، فله الخلق والأمر .)

راجع تفسير البحر المديد ج2 ص223

.. فالروح من أمر ربي .. فهي من عالم الأمر ( المتصرف والمدبر لها أمرها ) .. فهي مأمورة .. بأمر الله .. وليس لأحد سلطان عليها .. إلا خالقها .. فكيف تزعم أنك قادر على التحكم فيما لا تملك ؟!!

فإذا ثبت أنها من عالم الأمر .. فكيف يزعم أحد بعد ذلك أن له سلطان على التحكم فيها ؟

بعد المقدمة السابقة فى تفسير الآيات التي يصفق بها المحرفون .. نقول :

استدلالكم بالآية يدل على فساد قولكم وحجة عليكم لعدة وجوه :

1- لمن نسب الله التَّوَفِّي والإبقاء فى الآية .. ؟ هل نسبها لنفسه أم لنا ؟ .. فثبت فساد قولكم .

2- فى كلتا ( الحالتين الروحانيتين  .. الموت أو النوم ) فهي بيد الله وحده بدليل نص الآية .. وأنه لا سلطان للإنسان عليهما ..

ومادام الأمر كذلك .. وأنهما بيد الله .. فثبت كذبكم فى قضية تحرير وخروج الروح من الجسد .. لأنها ملك سيدها والآمر لها ..

وبذلك يثبت فساد قولكم واستدلالكم بهذه الآية ..

3- ما وجه تساوى حالتين ( الموت أو النوم ) .. بحالة الإسقاط النجمي ؟ .. فالموت هو انتهاء حياة انسان .. والنوم لا سلطان للانسان عليه .. وإلا لاستطاع أن يسيطر على أحلامه واختار أن يرى كل يوم ما تطيب به نفسه .. !!

أما كلامكم أيها الإسقاطيون .. فهو يتطلب خمود الجسد .. وتحرير الروح مع السيطرة عليها فى توجيهها كما ترغب .. أليس كذلك ؟

فلما ثبت عدم التساوي بين حالتين الآية ( النوم والموت ) .. وحالة الإسقاط النجمي  .. فقد ثبت فساد استدلالكم بكلام الله تعالى .. لفساد القياس .. وتبين مدى جهلكم وتقولكم على الله .. إفكا وكذبا ..

4- تزعمون أنكم تحررون وتتصرفون فى أرواحكم .. وتنسبون أنكم على علم .. وأن لكم القدرة على التصرف فى هذه الروح .

وفى عقيدة المسلمين وفق الآية .. أن من له القدرة على تحرير الروح والتصرف فيها يقظة ومناما هو الله .. وأن من له علم بها ومعرفة حقيقتها هو الله ..

فلما ثبت اختلاف العقيدة بين الطرفين .. فقد تبين كذبكم وتدليسكم على المسلمين وافترائكم على القرآن .. بالكذب وأنتم تعلمون ..

5- استمداد العلم والمعرفة من الله ورسوله عند المسلمين .. وأنتم تستمدون معارفكم من أحوالكم الروحانية المختلطة بعالم الشيطنة .. ومستمدة من طرق العقائد الباطلة كالهندوسية والبوذية .. فأين مددكم وأين مددنا .. حتي تقولون أن الإسقاط النجمي فى عقيدة المسلمين .. أفلا تعقلون ؟

* إلا إن كان هذه العقائد الباطلة باتت دليلا مرشدا لكم ..  فهذا شيء آخر .. وقد انكشف بذلك تضليلكم .

 6- استدلالكم على الآية يدل على حكمكم على أنفسكم أنكم لا تخرجون أروحاكم بل ما يحدث هو أن الشياطين تتصل بكم وتحضر فى رؤسكم .. لأن الآية شاهدة بان خروج الروح بيد الله وحده يقظة ومناما ..

فثبت أن ما تزعمونه بالباطل على كتاب الله .. هو باطل ومحض افتراء.. لأنكم تقولون بخروج الروح بأنفسكم والتحكم فيها .. والله يصرح بأن له الأمر المطلق عليها ..

******************************

القسم الثاني

المناقشات العقلية فكريا .. مع مروجي الفكر الإسقاطي النجمي

1- من يزعم أنه يستطيع أن يتحكم فى شيء .. فعليه أن يكون عارفا بخصائصة .. وإلا فكيف يتحكم بما هو مجهول العلم به ؟

وإذا قلتم أنكم لديكم علم بذلك .. فكيف تعلم بما تجهل حقيقته ؟ ولا تدرك إلا آثاره .. ؟ 

2- العلم .. قد يكون ظني أو يقيني .. فهل علمكم ظنا أم يقينا  .. فإن كان ظنا .. فهو أقرب للتصور والتخيل منه إلى الحق واليقين .. وإن كان يقينا فآت ببرهان يقيني لا يحتمل الشك عند أهل العلم والعقل .. طالما ارتضيتم بالعقل حكما بيننا .

3- لو كان الأمر كما تزعمون .. لكان المتحكم في خروج روحه .. قادرا على عدم الموت .. وقادرا على إعادة الحياة لمن مات .. !! وقادرا على خداع الموت حينما يأتيه ..!! فهل أنتم كذلك ؟

4- معرفة بعض الغيبيات .. يتشارك فيها عوالم الإنس والجن والملك .. كل بقدر قربه من الله .. أو بقدر صفاء قلبه في الكون فإنه قد يسمع بعض الغيبيات التي أتي الإذن بها لتُنَفَّذ على الأرض .. ( وهذا في حد ذاته لا يعتبر غيب ) ..
فإذا ثبت أن بعض الجن أو الشياطين أو العرافين أو بعض الناس الطبيعيين .. يستشعرون ببعض الغيبيات .. فهل كل هؤلاء قاموا بعمل إسقاط نجمي ؟!! خاصة وأن كثير من الأمهات تشعر بأبنائها قبل مجيئهم .. فهل الأمهات تعمل إسقاط نجمي !!

5- كثيرون يحدث معهم القدرة على الوصول للبعد الثاني أو الاسقاط النجمي .. أو أيا ما كان تسميته .. ولكن لا يتفق اثنان على صحة المشاهدة .. !! فمن منهم على حق ؟

نعم يتفقون في الأعراض الأولية ( مثل الخيلات أو الألوان أو الأنوار ) .. ولكن حين المكاشفة .. تختلف المشاهدات ..

بدليل .. أن المسيحي يظن انه على الحق .. وأن اليهودي يقول أنه على الحق .. والمسلم يقول أنه على الحق .. والهندوسي يقول هو على الحق ..

فالجميع كاشف أمورا .. ولكن من منهم صحت مشاهدته .. ؟!!

ولما ثبت فساد الكشف لإختلاف عموما البشر .. فقد ثبت فساد عقيدتكم هذه التي لا يرتقي لمعرفة أصلا .. بل وتزعمون أنها علما لتضليل الناس والكذب عليهم ..!!

6- وإذا كنتم تقولون أنكم لا تتصلون بعالم الجن .. فبنفس المنطق .. وما الذي لا يمنع أن تتصلوا بالجن ؟ .. خاصة وأن عالم الأرواح يبدأ بعالم الجن .. ؟ فما الذي يمنع الإختلاط والإتصال بعالم الشيطنة والجن ؟ فمن أعلمكم أنكم على الحق .. خاصة وانتم تتحدثون عن عالم الخيال ؟

هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..!!

7- وإذا كان حجتكم أن من أصحاب رياضة الإسقاط النجمي .. يعرفون أمور غيبية .. أو يتعرفون على أحوال البعض ..

فكذلك حال كل من هو متصل بعالم الجن والشياطين .. فهم أهل العرافة بهذا الأمر .. بل أن منهم من لا يحتاج للخروج من الجسم .. فقط عن طريق فنجان قهوة .. أو فتح كوتشينة التاروت .. أو عن طريق سماع الهواتف .. فكل ما سبق يدل على ارتقاء هؤلاء عن ممارسي الإسقاط النجمي .. !! .. فانتم أقل منهم شأنا .. لأنهم مدركون لأحوالهم بحواسهم .. خلافكم .. ولذلك أنتم ساقطون !!

************************************

.. القسم الثالث ..

شبهة

الإستدلال بواقعة نداء عمر بن الخطاب لقائد جيشة "سارية"

أولا : نذكر القصة نقلا من كتاب " أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة  المؤلف: محمد حسن عبد الغفار" : (قام عمر خطيباً بعدما أرسل سرية إلى العراق، وأمر على هذه السرية (سارية) ، فلما كان يخطب الخطبة وتحته عبد الرحمن بن عوف ، والناس الجموع غفيرة تنظر إلى أمير المؤمنين وهو يخطب ، قطع الخطبة وقال: يا سارية الجبل الجبل! يا سارية الجبل الجبل! ثلاث مرات! فاندهش الناس وقالوا: ما باله؟! كيف يتكلم في هذا؟! وعبد الرحمن بن عوف يتأفف ويتأسف: ماذا يفعل عمر؟! ما الذي جرى له؟! فبعدما نزل عمر قال عبد الرحمن: يا أمير المؤمنين! خشيتُ أن يقول الناس شيئاً، كيف تقول: يا سارية الجبل الجبل! قال: والله لقد شعرت بأن السرية التي بعثتها انهزموا، وأن النصر لا يكون حليفاً لهم إلا إذا احتموا بالجبل ، فقدم رسول الجيش فقال: يا أمير المؤمنين ! انهزمنا أولاً، ثم سمعنا صوتاً مدوياً يقول: يا "سارية" الجبل الجبل! فرجعنا حتى احتمينا بالجبل؛ فكتب الله لنا النصر)

استدللتم بقصة عمر بن الخطاب ومخاطبة قائد جيشه فى العراق وكان اسمه "سارية" .. وهو استدلال ساقط .. لماذا ؟

1- سيدنا عمر بن الخطاب .. كان واعيا ومدركا وواقفا إماما يخطب فى الناس ..

و على زعمكم ووفق منهجكم .. أن الإسقاط النجمي يتطلب حضور عقل مع إخماد الجسم .. يعني مرحلة اللاوعي .. كما سبق وذكرنا ..

وهذا ما لم يحدث مع سيدنا عمر

 فثبت فساد قولكم واستدلالكم .. لأن عمر كان واعيا بجسده وعقله ..

2- وتكلم بكلام مسموع واضحا أمام الناس الحاضرة .. وهذا لا يحدث فى حالة الإسقاط النجمي .. وكذلك سمع سارية ومن حوله .. وهذا أيضا لا يحدث فى حالة الإسقاط النجمي ..

ففي الإسقاط النجمي بالنسبة للذي يمارسه .. يفقد الإنسان حواسه المادية .. وهذا لم يحدث لسيدنا عمر رضي الله عنه .. فقد تكلم بلسان مبين .. فسمعه الحاضرون ..

والمعروف أن الأمور الروحانية بيانها يكون بالهمة والعزيمة وليس باللسان .. إن كنتم تعرفون فى الأمور الروحانية .. أيها الساقطون .

وفى الإسقاط النجمي بالنسبه للمرسل إليه هاتفا او خاطرا من آخر .. فهو يشعر بطريق الإحساس الداخلي (مثل الوسواس) .. وهذا لم يحدث لسيدنا سارية رضي الله عنه .. بل استمع بجارحة الأذن الظاهرة .. وكذلك من معه سمعوا بجارحة الأذن الظاهرة .. بل وكان صوت سيدنا عمر مدويا مسموعا بقوة ..

وهذه مقامات لا يعرفونها أمثالكم .. أيها الساقطون ..!

3- قوة الجارحة البصرية والصوتية لسيدنا عمر .. وقوة الجارحة السمعية لمستقبلي صوت عمر

والجوارح لا عمل لها فى الإسقاط النجمي .. فثبت كذبكم أيها الساقطون !!

4- فلما تبين ما سبق .. علمنا فساد قولكم .. ومدى انحرافكم .. وتخليطكم الباطل بالحق .. لتشتروا به ثمنا قليلا .. وانكم خدام أجندات غربيه لتحريف الدين الإسلامي .. فما أقبح قلوبكم ؟

***********************

.. القسم الرابع ..

شبهة

الإستدلال بقصة الإسراء والمعراج

فقد استدلوا بها لإسقاط خصوصية الرسول وطعنا فى القرآن

استدلالكم بواقعة الإسراء والمعراج .. وقولكم أن هذا الإسقاط النجمي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد كذبتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وحاشاه ..

فكيف تخلطون نور النبوة .. بوهم العين الثالثة وخروج الروح الوهمي الذي تتحدثون عنه .. أيها الساقطون !!

فهل تشبهون نور رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بالهندوسية والبوذية ؟ .. فما أكذبكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولنقم بالرد على كذبكم :

ونذكر مقدمة لابد منها

من خصائصه صلى الله عليه وسلم .. أنه تنام عينه ولا ينام قلبه .. ويبات عند ربه يطعمه ويسقيه .. كما جاء فى الاحاديث الصحيحة ..

فإذا كان قولكم فى الإسقاط النجمي يعتمد على العين الثالثة الروحانية .. فالنبي صلى لله عليه وسلم كانت له عين قلبيه .. بشهادة الملائكة .. وبشهادته هو بنفسه صلى الله عليه وسلم ..

فأنتم كذابون أيها الساقطون .. 
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما استخدم العين الروحانية يوما .. كما تستخدمونها .. لأنها عين يختلط الباطل فيها بالحق .. ولكنه صلوات ربي وسلامه عليه .. كان يستخدم عين قلبه كما جاء فى الحديث ان عينه تنام ولا ينام قلبه .. فإذا ثبت هذا عنه صلى الله عليه وسلم .. فقد ثبت اختلاف العين التى يسقى بها عباد الرحمن .. عن العين التي يسقى منها عباد الشيطان ..

نعود فنقول ردا على واقعة الإسراء والعراج ..

1- كان يقول صلى الله عليه وسلم : ( ليلة أُُسري بي ) .. فمن الذي أسرى به ؟ بنفسه أم بالله ؟ ..طبعا بالله .. فهو لم يذهب بنفسه .. وأن عالم الملائكة الأطهار جاؤوا لحضرته .. وكانوا حوله .. وسلكوا بذاته الشريفة إسراءا ملكيا ومعراجا ملكوتيا وجبروتيا لم يسمع عنه فى تاريخ الكون .. حتى كان قاب قوسين أو أدنى بذاته الشريفة (جسما وروحا )

وأنتم تقولون أن الإسقاط النجمي يكون بالرغبة النفسية فى ذلك .. فى أنك تريد فعل ذلك فى الوقت الذي تريد .. ويكون بخروج الروح .. والجسد يكون كالميت ..

فثبت فساد قولكم لاختلاف المقارنة بين ما هو مادي ملموس وبين ما هو روحاني غير ملموس ... فاين القياس أيها الساقطون ؟

3- هل انتقل صلى الله عليه وسلم بذاته أم بروحه ؟ .. يقول تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ) .. وكلمة عبد لا تقال إلا على انسان له جسم وروح .. وليس روح فقط ..

فثبت بيان كذبكم  .. لأن الإسقاط النجمي يكن بحالة روحانية وليس بحالة مادية ..

4- تكلم صلى الله عليه وسلم بلسانه وسمع بسمعه وأبصر يعينه .. كل عوالم الملك والملكوت والجبروت .. وشيء مما لم يطأ مخلوق من قبله ولا من بعده .. وكل ذلك بكامل جسده الشريف ..

فمن منكم أيها الكذبة يزعم أنه يستطيع أن يفعل ذلك ؟

أرجعوا لكتابات الإسقاطيون

ومن قال فى كتب الإسقاطيون من قال بمثل هذا الكلام .. فكلام الإسقاطيون ينحصر فى الحالات الروحانية فقط .. ولم يزعم احدا أبدا .. بالحضور الجسماني مع الروحاني فى كامل الوعي .. مثلما حدث مع سيدنا عمر بن الخطاب .. فكان مدرك الوعي .. وكان صلى الله عليه وسلك كامل الوعي وحار بكامل الذات المحمدية جسدا وروحا .. فى شهود العالم الروحاني .. 

انتبهوا أيها المسلمون .. وانتصروا لدينكم .. فهكذا يعبث شياطين الإنس بدينكم 

فهم يريدون أن يثبتوا أن الإسراء والمعراج كان حالة روحانية .. ومن ثمَّ .. يقولون ما الذي يمنع صلى الله عليه وسلم أن يكون قد توهم وقوفه مع الله وتوهم تلقي الصلوات من الله .. وتوهم عالم الملائكة .. ومن ثمَّ فإن المسلمين لا يزالون يعيشون فى هذا الوهم .. 

فقد خبتم وخاب سعيكم .. وبالله ندرأ فى نحوركم .. فالقرآن والسنة وأحوال الصحابة شاهدة على كذبكم وفساد قولكم .. كما بينا .. فعليكم من الله ما تستحقون .. نتيجة كذبكم وافترائكم على الله ورسوله ..

************************************

.. القسم الخامس ..

شبهة

الإستدلال بواقعة وصف بيت المقدس للكفار

قالوا أن الكفار حينما طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم بيت المقدس .. فاستخدم خاصية الإسقاط النجمي !!

ونقول لهم :

1- قال صلى الله عليه وسلم حينما طلب منه وصف بيت المقدس  ("فَرُفِعَ لِي حَتَّى نَظَرْتُ إلَيْهِ") .. 
فمن الذي رفعه له ؟ .. هل قال أنه ذهب بنفسه لهناك بروحه ؟

لقد رفعه له سيدنا جبريل عليه السلام .. ورآه صلى الله عليه وسلم كشفا عينيا .. بلا شك .. ووصفه كما رآه الآخرون فى سفرهم ..

وليس فى الموضوع ما يستدل به على خروج روح الرسول من جسده ليذهب لبيت المقدس .. ليحكي أوصافه .. وانظر البند التالي

2- كان صلى الله عليه وسلم حاضر العقل والسمع والبصر والكلام .. بصورة مادية وهو يخاطب القوم فى شرح أوصاف بيت المقدس ..

وهذا خلاف ما تنكرون .. من أن الإسقاط النجمي يكون بالروح ..

وهذا لم يحدث للنبي صلى الله عليه وسلم .. أيها الساقطون ..

3- لو كان ذهب بروحه صلى الله عليه وسلم لمكاشفة بيت المقدس .. فلماذا كان اعترض عليه المعترضون .. من الكفار .. أيها الساقطون ؟

فما كانوا ليجادلوه من أساسه ..

ولما ثبت إدراكه صلى الله عليه وسلم .. لرؤية بيت المقدس بذاته الشريفة وهو كامل الحواس ومدرك بها إدراكا كاملا ..

فقد ثبت بذلك كذبكم .. على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الساقطون ..

* ختاما .. سؤال يتبين لك .. حقيقة ما يقولونه عن ماهية الروح ؟

فإذا ثبت أن ما يتكلمون عنه ليس هو الروح الرباني المنفوخ في الإنسان .. فما هو إذن ؟

الروح الإنساني لها خصائص عديدة .. من جملة خصائصها .. قوة الخيال ( ولها مسمى آخر سيكون مفاجأة للبعض ولكن فى مقال آخر ) .. وهذه هي التي يحررها الإنسان من داخله .. محاولة للبحث عن المجهول .. وتسمى روح الخيال .. ولكنها ليست الروح الرباني المودعة التى ينفخها الملك فى الإنسان كما أثبتنا فساد ذلك من قبل .. لأنها لو خرجت الروح الرباني .. فهذا يعني شيء واحد .. الموت اليقيني للشخص أو للإنسان .

* فعلينا أن نفرق بين الروح الكلي الرباني .. وبين خاصية مودعة لهذه الروح .. تسمى بقوة الخيال ..

* ومثال ذلك للتقريب : حينما نقول أن للإنسان يد أو عين أو أذن .. فليس معنى ذلك أننا نقصد الجسد بالكامل .. بل هذه أجزاء من الجسد ..

* فكذلك الحال بالنسبة للروح الرباني .. فهي الروح الكلي .. وروح الخيال أو قوة الخيال جزء من خصائصها .. لأن هذه الروح الخيالية تستمد من الروح الكلي الإنساني ..

..

*****************************

ما حكم الدين في الإسقاط النجمي ؟

هذا هو إجمال من رأيته من ردود بعض المشايخ 

قالوا : أن هذا العلم له حق وباطل ..

 فالحق فيه .. هو أن للإنسان روح وجسد ..

والباطل فيه هو تحرر الروح من الجسد .. وجعلها تسبح في نطاق الوجود .. فهذا مما لم يؤت به نص شرعي .. وقصة عمر بن الخطاب وسارية .. وقصة الاسراء والمعراج ليستا دليل على هذا الفهم لما يسمى بالإسقاط النجمي .. لمخالفة القياس .. ( لأن الرسول أسري بجسده وروحه وليس بروحه فقط )

والبعض استشهد بأن هذا العلم من نوع من الظن .. والظن منهي عنه شرعا ..

والبعض منهم قال امرا عجيبا : أن هذا المبدأ قائم على وجود جسم أثيري افتراضي في عالم الفضاء يحاول الإنسان المادي أن يتصل به  .. وذلك بافتراض أن هذا الجسم الأثيري كان السبب في إيجاد هذا الإنسان .. وهو ما كان يسمى بطالع الإنسان .. ويترتب عليه أن كان حظه سيء أم حسن ..

ونعود لفكرة أن الإنسان جاء نتيجة طاقة كونية .. وله أبعاد منها مادية وأخرى أثيرية أو طيفية .. أو غير مرئية .. أي له ابعاد ما وراء المادة ..

هذا كان ملخص كلام من بعض المشايخ في هذا الموضوع ..

.. الرد على هذه الفتاوى ..

بالرغم من اعتراضي على أصحاب الفكر الإسقاطي .. وهم ساقطون فعلا .. فى أوحال الظن التخيلي .. ولا عذر لهم بعد أن أرادوا تشوية الدين الإسلامي والتحريف فيه .. ومساواة النبي الأعظم وسيد الخلق جميعا صلى الله عليه وسلم .. بغيره من الناس .. قاتلهم الله أنى يؤفكون ؟

إلا أن كان من العجيب مجموع الفتاوى التى وجدتها على النت الخاصة بهذا الموضوع .. والتي كانت بالطبع سببا لسخرية من يستخدمون فكر الاسقاط النجمي .. بل ونفور كثيرين ليس لأنهم يحترمون الفكر الإسقاطي .. ولكن لأنهم لم يحترموا رأي الفكر الديني المستخدم فى معالجة هذا الفكر الإسقاطي ..  

ونرد عليهم : عفوا يا سادة .. لقد أفتيتم .. مرة أخرى بكلام لم يذكره أصحابه .. ولا أدري هل هذا لفهم خاطيء أم لتعمد تسليط واستخدام السلطة الدينية أم من باب سد الذرائع ووأد الفتنة .. ! ولكن أيكون معالجتها بهذه الفتاوى ؟!!!

فما يختص بالناحية الدينية .. فقد أصبتم فيه .. من عدم خروج الروح من الجسد .. ومن ناحية قصة عمر بن الخطاب والاسراء والمعراج .. وغير ذلك .. وإن كانت غير كافية لإقناع الآخر ..

ولكن حكمكم على طريقة الإسقاط النجمي .. خاطئة .. لأنك لم تعرف أصل هذا الحال الروحاني الفردي (الإسقاط النجمي ) وكيفية الوصول إليه .. ولو كنت اجتهدت فى البحث عن ذلك لظهر لك الحكم الشرعي واضح .. بما لا خفاء فيه .

ثم ما علاقة الطالع بهذا الإسقاط النجمي .. ؟!!

.. توضيح يا سادة بسيط ..

هل تعرف ما هو الطالع سيدي الشيخ ؟

الطالع فى اللغة معناه الصاعد .. وفى علوم المنجمين .. يقصد به اتصال الشمس فى وقت معين ببرج معين خلال اليوم .. وفى هذه الساعة يتحدد أن كانت خيرا أو شرا .. (على وفق كلام المنجمين وليس وفق الدين الإسلامي )

بمعنى : ان الشمس تنتقل كل ساعة ( أو أقل حسب الفصول ) حول الأبراج الإثنى عشر .. كل يوم .. منذ شروقها .. ( وطبعا على اختلاف مناطق الكرة الأرضية ) .. وهذه الساعات قام علماء التنجيم .. بوضع ساعات نحيسة وساعات سعيدة .. فالبرج الذي تشرق عليه الشمس فى الساعة الاولي يكون سعيد (مثلا) .. وفى الساعة الثانية تشرق الشمس على برج آخر ولكن هذه الساعة تكون نحيسة (مثلا) ..

ولذلك الناس كانوا يذهبون للعرافين ليعرفون ماذا يقول الطالع لهم .. ( بمعنى أين موقع الشمس على برج الشخص فى ساعة معينة من اليوم ... وكل ساعة نهارية لها وقت سعيد ونحيس )

وقد ناقشنا الساعات السعيدة والنحيسة فى موضوع سابق فارجع إليها فى صفحة أصول العلم الروحاني ..

ولذلك أيها الشيخ .. ما علاقة الطالع بالإسقاط النجمي ؟

كذلك ما علاقة أن الطبيعة قامت بخلق الإنسان فى صور متعددة ؟

من قال بهذا الكلام .. غير الملاحدة فقط .. الذين يريدون تبريرا لكيفية وجودهم ؟

أما عن وجود فكر خاص .. يقول بوجود الأكوان المتوازية .. فهذا افتراض علمي .. لا يرتقي للظن العقلي ( من وجهة نظري ) .. حتى نعتقد فيه باليقين ..

وفكرة العوالم أو الأكوان المتوازية .. تقوم على وجود أكوان متعددة وكل كون يسكن فيه متماثلات مثل الكون الآخر .. بمعنى أنه يكون لك شبيها فى عالم آخر .. والحروب قد تكون حدثت فى أزمان كونية أخرى .. ولكن تحدث فى كوننا بزمن أخر مختلف .. وهكذا ..

* وكل هذا هراء ظني .. ولا يحتاج للمناقشة أصلا .. وإن كنت لا أعترض على وجود آلاف الأكوان (فقدرة الله لا يحدها حد ) .. ولكن أنكر أن يماثلها نفس الأحداث ونفس الشخصيات ونفس كل شيء .. ( وإلا أصبحنا نظن في عجز القدرة الإلاهية على إنتاج مختلف العوالم بما لا يشبه بعضها البعض ) وأصبحنا نعتقد أن المادة قد قامت بتوليد نفسها بمصادفات لا نهائية لمتماثلات .. وهو محال عقلا .. !! وهذا رأيي الشخصي ..

عموما ما أردت قوله هنا هو .. ان موضوع الإسقاط النجمي ليس له علاقة بالأكوان المتوازية ( إلا من حيث الإتصال الروحاني بالجن وتضليل الجن للإسقاطي بتواجد أمثال لهم في عوالم أخرى  وسيكون لذلك شروح في مواضيع لاحقة إن شاء الله ) .. وليس له علاقة بالطالع النجمي .. وليس له علاقة سوى بمفهوم خروج الروح من الجسد ( لأن الروح لا تخرج إلا عند الموت ) !!..

************************************

أما عن أسلوب التكفير والتحريم ؟

فأعتقد أن هذا الفكر الساقط لم يعد مستصاغ عقلا وشرعا .. وبات منفرا للناس للناس فضلا عن أنه ليس دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .. ولا يعتبر مجادلة بالتي هي احسن .. بل هو دلالة على جهالة دينية مصحوبة بشهوة نفسية تطلب بقاء السلطة الدينية حاكمة بأمر من الناس وليس بأمر من الله .. حتى لا تخرج الزعامة الدينية عنهم ..

فكل شيء عندهم حرام أو كفر .. فما هذا الأسلوب القبيح .. !!

يا سادة .. عصر استعباد الناس بالدين .. لم يعد موجود !!

فحاول أن تكون إنسان تحترم الآخر فى عقله .. حتى يحترمك الآخر فى عقلك .. ولا حرج أن تقول الله أعلم ..

أما من ظن أن هذا العلم .. من الظن .. وأن الظن منهي عنه شرعا ؟

فأقول لهم :  عفوا يا سادة .. أنت حسبتم أنه علم .. وهو ليس بعلم من أساسه .. بل هو أحوال فردية ذات خصائص روحانية معينة .. حدثت نتيجة اتباع عقيدة دينية معينة ..

فحكمك عليه كمن يحكم على أحلام النائم ..؟

وإذا كنت تسميه علما ظنيا .. واتهمت هذا العلم بالكذب والباطل .. فعفوا سيدي .. فليس كل ظنا مجرد أوهام وأكاذيب .. ولا أحب أن أدخل فى مناقشات لما استدللتم به .. لأنه حجة عليكم وليس لكم ..

لأن مجرد اتهامك بالظن دون بينة من الأمر .. وهو فى حقيقته أمر مخالف للشرع .. وكذلك حكمك على أمر ظني هو حكم باطل .. فمنذ متى والأحكام تبنى على الظن ؟

وإذا كان حكمك من باب سد الذرائع .. ودفعا للفتنة والخطر عن المسلمين .. فهذا أمر حميد .. ولكن كان عليك توضيح الأمر وما فيه من فتنة ومخاطر .. وليس مجرد أن تقول حرام ..!!

لماذا تجعلون من أنفسكم مجال للنقد من الناس ؟

لماذا لا تحترمون عقول الناس ؟ .. وبعد ذلك تطلبون الإحترام منهم !!

لماذا نجعل من أنفسنا مجالا للنقد بين الملحدين والسفهاء ..؟

لماذا لا نحترم أول قانون إسلامي نزل للمسلمين اسمه " إقرأ "

أعتقد أنه قانون العدل .. لمن أراد أن يعيش كأنسان

وقانون الحكمة .. لمن يريد أن يعدل بين الناس

لماذا لا تقرأون .. ثم تفتون ؟

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

تحياتي للجميع

*************************************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .