الروحانيات فى الإسلام: ج8: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين منعوا الزواج من الجن - ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين أباحوا الزواج من الجن وكيف ردوا على العلماء الذين منعوا الزواج من الجن - كيف نناقش أدلة واعتراضات العلماء الذين أباحوا زواج الجن.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 26 يناير 2023

Textual description of firstImageUrl

ج8: رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الجن والإنس - ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين منعوا الزواج من الجن - ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين أباحوا الزواج من الجن وكيف ردوا على العلماء الذين منعوا الزواج من الجن - كيف نناقش أدلة واعتراضات العلماء الذين أباحوا زواج الجن.

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الزواج والجماع والإنجاب

بين الجن و الإنس

حقيقة شرعية أم خرافة تراثية


 (الجزء الأول)

(الفصل الثامن)

#- فهرس

:: الفصل الثامن :: عن أدلة الفقهاء في المنع والإباحة للزواج من الجن ومناقشة هذه الآراء ::

1- س23: ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين منعوا الزواج من الجن ؟  

2- س24: ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين أباحوا الزواج من الجن وكيف ردوا على العلماء الذين منعوا الزواج من الجن ؟

3- س25: كيف نناقش أدلة واعتراضات العلماء الذين أباحوا زواج الجن ؟

 *********************

 :: الفصل الثامن ::

:: عن أدلة الفقهاء في المنع والإباحة للزواج من الجن ومناقشة هذه الآراء ::

**********************

..:: س23: ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين منعوا الزواج من الجن ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هناك أدلة استند إليها من قالوا بمنع الزواج من الجن .. وهم جمهور العلماء .. ومن هذه الأدلة هو ما جرى على ألسنة العلماء كما يظهر فيما هو آتي :

 

#- أولا: الإمام شرف الدّين أَبَا الْقَاسِم هبة الله الْبَارِزِيّ - الشافعي (المتوفى:738 هـ):

- جاءه سؤال قيل فيه ما معناه: هل يجوز للرجل أن يتزوج امرأة من الجن على افتراض إمكانية حدوث ذلك ؟

- فأجاب: لَا يجوز له أن يتَزَوَّج من الجن امرأة ..

- لعُمُوم الآيتين الكريمتين .. قَوْله تَعَالَى فِي سورة النَّحل (وَالله جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) النحل:72 ..، وَفِي سورة الروم (وَمن آيَاته أَن خلق لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) الروم:21 ..


- قال المفسرون فِي معنى الآيتين: (جعل لكم من أَنفسكُم) أَي من جنسكم ونوعكم وعَلى خَلقكُم .. كَمَا قَالَ تَعَالَى (لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم) التوبة:128 .. أَي من الْآدَمِيّين .

 

- ولأن اللاتي يحل نكاحهن: بنات العمومة وبنات الخؤولة .. فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الاحزاب (وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ) الأحزاب50 .. والمحرمات غيرهن .. وهن الأصول والفروع .. وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول .. كما في آية التحريم من النساء .. فهذا كله في النسب وليس بين الآدميين والجن نسب ..!! (نقلا مخطوطة مسائل الأسنوي للبارزي ص6-7 - وقد ذكر هذه الفتوى بتفصيلها الإمام السيوطي في الأشباه والنظائر).


#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ومقصد الإمام البارزي رحمه الله .. إذا كانت النساء في آيات التحليل والتحريم سواء حلال أو حرام تتكلم في غالبها عما بيننا وبينهم نسب وبالتالي فهم من جنسنا .. وحتى الغريبات عن النسب يكن من جنسنا بالتبيعة فهن آدميات .. فكيف يصح الزواج من الجن حينئذ إذا كان دليل الحل والتحريم في كلام الله يتعلق بنساء جنسنا ؟!! والله أعلم .

 

#- ثانيا: ما قاله الإمام بدر الدين الشبلي رحمه الله - الحنفي - صاحب كتاب آكام المرجان في أحكام الجان .. (المتوفى:769 هـ).

- والمانع من جواز النكاح بين الإنس والجن عند من منعه:

1- إما اختلاف الجنس عند بعضهم.

2- أو عدم حصول المقصود على ما نبينه.

3- أو عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم.


#- أما اختلاف الجنس .. فظاهر مع قطع النظر عن إمكان الوقاع وإمكان العلوق (أي الحمل).


#- وأما عدم حصول المقصود من النكاح فنقول: إن الله امتن علينا بأن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة فقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) النساء:1 ..، وقال تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) الأعراف:189 ..، وقال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم:21 .. ..،  وقال تعالى (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) الشورى:11 ..

- والجن ليسوا من أنفسنا فلم يجعل منهم أزواج لنا .. فلا يكونون لنا أزواجا لفوات المقصود من حل النكاح من بني آدم وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر لأن الله تعالى أخبر أنه جعل لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها .. فالمانع الشرعي حينئذ من جواز النكاح بين الإنس والجن عدم سكون أحد الزوجين إلى الآخر .. إلا أن يكون عن عشق وهوى متبع من الجن للإنس فيكون إقدام الإنسي على نكاح الجنية للخوف على نفسه وكذلك العكس .. إذ لو لم يقدموا على ذلك لآذوهم وربما أتلفوهم البتة .. ومع هذا فلا يزال الإنسي في قلق وعدم طمأنينة وهذا يعود على مقصود النكاح بالنقض .. وأخبر الله تعالى أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة وهذا منتف بين الإنس والجن.

 

- فإذا انتفى المقصود من النكاح وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر وحصول المودة والرحمة بينهما انتفى ما هو وسيلة اليه وهو جواز النكاح.

 

#- وأما عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم .. فإن الله تعالى يقول (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) النساء:3 .. والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة .. والرجال إنما أطلق على الجن لأجل مقابلة اللفظ في قوله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ) الجن6..

- وقال تعالى (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ) الأحزاب50 ..  وقال تعالى (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ) .. فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن .. وما عداهن فليسوا لنا بأزواج .. ولا مأذون لنا في نكاحهن .. والله أعلم .. (آكام المرجان ص108 - مختصر في بعض كلامه - مع التصرف في طريقة تنظيم الرد من حيث الترقيم).

 

#- ثالثا: الإمام جلال الدين السيوطي - الشافعي - (المتوفى: 911هـ):

- قلت الذي أعتقده : التحريم .. لوجوه منها:

1- ما تقدم من الآيتين .. "يقصد قوله تعالى فِي سورة النَّحل (وَالله جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) النحل:72 .. وَفِي سورة الروم (وَمن آيَاته أَن خلق لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) الروم:21".

 

2- ومنها: ما روى حوب الكرماني في مسائله عن أحمد وإسحاق وقالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ) .. والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء .. فروي المنع منه عن .. الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ، وَعُقْبَةَ الْأَصَمِّ .. وقال الْجَمَّالُ السِّجِسْتَانِيُّ من الحنفية في كتاب " مُنْيَةِ الْمُفْتِي عَنْ الْفَتَاوَى السِّرَاجِيَّةِ": لا يجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء لاختلاف الجنس.

 

3- ومنها: أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة .. وذلك مفقود في الجن .. بل الموجود فيهم ضد ذلك .. وهو العداوة التي لا تزول ..

 

4- ومنها: أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك .. فإن الله تعالى قال: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاءِ) النساء:3.. والنساء اسم لإناث بني آدم خاصة .. فبقي ما عداهن على التحريم .. لأن الأصل في الأبضاع الحُرمة حتى يرد دليل على الْحِلِّ.

 

5- وَمِنْهَا: أنه قد مُنع من نكاح الحر للأمة .. ولما يحصل للولد من الضرر بالإرفاق .. ولا شك أن الضرر بكونه من جنية وفيه شائبة من الجن خَلقا وخُلقا .. وله بهم اتصال ومخالطة .. أشد ضررا من الإرفاق الذي هو مرجو الزوال بكثير .. فإذا مًنع من نكاح الامة مع الإتحاد في الجنس للإختلاف في النوع .. فلأن يُمنع من نكاح ما ليس من الجنس من باب أولى .. وهذا تخريج قوي ولم أر من تنبه له .

- ويقويه أيضا أنه نهى عن إنزاء الْحُمُرِ عَلَى الْخَيْلِ (أي تحريض ذكر الحمار على جماع أنثى الخيل) .. وعلة ذلك: اختلاف الجنس وكون المتولد منها يخرج عن جنس الخيل .. فيلزم منه قتلها .. وفي حديث النهي (إنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) .. فالمنع من ذلك فيما نحن فيه أولى.. وإذا تقرر المنع .. فالمنع من نكاح الْجِنِّيِّ الْإِنْسِيَّةَ أَوْلَى وَأَحْرَى. (الأشباة والنظائر للسيوطي ص256-257 - مع التصرف في طريقة تنظيم الرد من حيث الترقيم).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض ما ذكره الإمام السيوطي:

1- الجزئية الأخيرة التي أشار إليها السيوطي بقوله (قد مُنع من نكاح الحر للأمة ... ولا شك أن الضرر بكونه من جنية ...) .. فهذا كلام خطأ - والله أعلم - لأن مفهوم كلامه يدل على أنه محمول على أن الإنسي ممكن أن ينجب من جنية .. وهذا محال عقلا وعلما لاختلاف الفصيلة الجنسية أصلا .. أما عن استدلاله بجماع الحمار للخيل .. فهذا ليس اختلاف الفصيلة الجنسية وإنما من نفس الفصيلة وتسمى الفصيلة الخيلية .. ولكن اختلاف الجنسية يقصد به اختلاف الفصيلة الجنسية .. فلا يصح انتاج بين كلب وقطة أو أسد وحمار أو انسان وبهيمة .. وهكذا ..!!

 

2- ومن ناحية أخرى ... فالحديث الذي أشار إليه السيوطي في جماع الحمار للخيل .. عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ : (أُهدِيَت لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بغلةٌ فرَكبَها فقالَ عليٌّ لو حَملنا الحميرَ على الخيلِ فَكانت لنا مثلُ هذِهِ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّما يفعلُ ذلِكَ الَّذينَ لا يعلمونَ) صحيح أبي داود..

- وهذا الكلام كان خاص ببني هاشم فقط لأن الخيل كان عندهم .. وقلة علمهم بفائدة الخيل عن البغال هي التي تجعلهم يرهقون إناث الخيل أو العكس في انتاج البغال .. والله أعلم .


#- رابعا: قال الإمام أبو العباس بن حجر الهيتمي - الشافعي (المتوفى: 974هـ):

- سُئل رحمه الله: مَا يجب على الْآدَمِيّ المتزوج مِنْهُم لزوجته من الْمُؤَن عِنْد من يصحح نكاحهم ؟

- وجوابه إذا ثبت أنهم مكلفون كتكليفنا .. جرت عليهم الاحكام الجارية علينا في العبادات والمعاملات والنفقة على الزوجات وعلينا لهم .. "إذا صححنا النكاح منهم على القول الضعيف" ..!!

 

- إذ الأصح أَنه لا يصح نكاح آدمي جِنِّيَّة كعكسه .. لأنهم غير جنسنا .. فهم بمثابة بقية الحيوانات ..

 

- وقد وقع لنا في ابتداء الطلب أن بعض مشايخنا ممن جمع بين العلم والصلاح .. قرر صحة أنكحتهم .. فتوقفنا فيه وبحثنا معه في ذلك .. ثم جاءنا في يوم .. فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم البارحة في النوم .. فسألته عن ذلك فقال لي: (أيحل نكاح البقرة ؟) .. أي فلا يحل نكاحهم لأنهم من غير الجنس .. ويؤيد ذلك قوله تعالى ممتنا علينا (وَالله جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) النحل:72 .. فلو جاز التَّزَوُّج منهم لفات ذلك الإمتنان .. فعلم أن الآية دالة أيضا على عدم صحة نكاحنا منهم وهو المعتمد. (الفتاوى الحديثية ج 1 ص 167).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قوله (فهم بمثابة بقية الحيوانات) .. ليس بمعنى أنه يصفهم أنهم حيوانات .. لا .. وإنما حكمهم حكم نكاح الحيوانات في الشريعة وهو المنع من ذلك .. فانتبه.

 

- قوله (في ابتداء الطلب): أي في بداية طلب العلم من المشايخ ..

 

#- خامسا: قال الإمام محمد الأمين الشنقيطي - مفسر - (المتوفى: 1393هـ):

- لا اعلم في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم - نصا يدل على جواز مناكحة الإنس الجن .. بل الذي يُسْتَرْوَحُ من ظواهر الآيات عدم جوازه .. فقوله في هذه الآية الكريمة: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .... الْآيَةَ) النحل:72 .. مُمْتَنًّا على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم .. يفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجا تباينهم كمباينة الإنس للجن .. وهو ظاهر.

 

- ويؤيده قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم:21 ..، فقوله: (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) .. في معرض الإمتنان يدل على أنه ما خلق لهم أزواجا من غير أنفسهم .. ويؤيد ذلك ما تقرر في الأصول من أن: "النكرة في سياق الإمتنان تعُم" ..، فقوله: (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) النحل:72 ..، جمع منكر في سياق الإمتنان فهو يَعُمُّ .. وإذا عمَّ دل ذلك على حصر الأزواج المخلوقة لنا فيما هو من أنفسنا .. أي من نوعنا وشكلنا.

 

- وَيَسْتَأْنِسُ لِهَذَا بِقَوْلِهِ: (وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) الشعراء:166 .. فإنه يدل في الجملة على أن تركهم ما خلق الله لهم من ازواجهم وتعديهم إلى غيره يستوجب الملام .. وإن كان أصل التوبيخ والتقريع على فاحشة اللواط .. لأن أول الكلام (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ) الشعراء: 165 - 166 .. فإنه وبخهم على أمرين:

- أحدهما: إتيان الذكور .. والثاني: ترك ما خلق لهم ربهم من أزواجهم ..

- وقد دلت الآيات المتقدمة على أن ما خلق لهم من أزواجهم .. هو الكائن من أنفسهم .. أي: من نوعهم وشكلهم .. كقوله (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) النحل:72 ..، وقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .... الْآيَةَ) الروم:21 .. فيفيد أنه لم يجعل لهم أزواجا من غير أنفسهم .. والعلم عند الله تعالى . (أضواء البيان في إيضاح القرآن ج2 ص415-416).

 

#- سادسا: قال الإمام علي جمعه - مفتى جمهورية مصر الأسبق .. معاصر لنا:

- هل زواج الإنس بالجن وارد ؟

- سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعه قائلا: إنه في هذه القضية نص العلماء على أنه إذا أمكن هذا "زواج الإنس بالجن" فهو حرام.

 

 -وأضاف علي جمعة: أنه لو أتى شخص وقال أنا أتت لي جنية وأنا أريد أن أتزوجها أو تزوجتها .. فنقول له لن ندخل معاك في نقاش هل تشكلت لك الجنية وأصبحت في صورة إنسان أم لا .. لكن على كل حال أن هذا الزواج لا يدل على أنه ممكن .. ولكن يدل على أنه لو كان ممكنا فهو حرام.

 

- وأوضح علي جمعة: خلال برنامج "والله أعلم" المذاع على  cbc، أن اتحاد الجنس بمعنى أن كلا الطرفين إنسان شرط من شروط الزواج.

 

- ونوه أنه أتاه شخص وقال له يا شيخ: أنا عزيز عليَّ الحمارة بتاعتي جدا .. فهل يجوز لي أن أتزوج من الحمارة ؟

 

- فنقول إن الزواج الذى تفترضه من الجن .. هو الزواج من الحمارة لا يجوز .. وليس هناك عقد شرعي بهذا الشكل .. لأن الحمارة من طائفة البهائم وهو من طائفة الإنس.

 

- واستطرد: هل يجوز لمرأة أن تتزوج من حمار؟ بالطبع لا يجوز، ولو تمت علاقة جنسية بين إنسان وحيوان فهو حرام ويعد هذا خطيئة. (نقلا من مقال مكتوب على موقع صدى البلد بقلم :شيماء جمال - بتاريخ 14/يونيو/2021 .. تحت عنوان "هل يوجد زواج بين الإنس والجن ؟ على جمعة يوضح").

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الشيخ علي جمعه لا يشبه الجن بالحمير .. ولكن يقول أن اختلاف الفصيلة الجنسية يمنع من هذا الزواج لعدم التكافوء في هذا الزواج حينئذ .. إذ أن التكافوء الجنسي من شروط الزواج فإنسان يتزوج إنسان .. بدلالة أن الله خلق لنا من أنفسنا أزواجنا .. فدل ذلك على شرط تحقيق الزواج هو الكفاءة الجنسية .. والله أعلم بمقصود الإمام .

 

#- وخلاصة القول فيما سبق:

1- قد نقلت لك من أقوال أهل العلم قديم وحديثا .. ما برروا به منع الزواج من الجن .. سواء زواج جني مع إنسية أو إنسية مع جني ..

 

2- الأدلة التي استدل بها من منع الزواج من الجن .. كافية لبيان بطلان الزواج من الجن .. خاصة مسألة اختلاف الجنسية وارتباطه بالآيات القرآنية في أمور النكاح وهو ما أشار إليه البارزي والشبلي والسيوطي .. وهذا في حد ذاته بمثابة قول الحق في المسألة كلها ..!!

 

***********************

..:: س24: ما الأدلة التي استند إليها بعض الفقهاء الذين أباحوا الزواج من الجن وكيف ردوا على العلماء الذين منعوا الزواج من الجن ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هناك أدلة استند إليها من قالوا بإباحة الزواج من الجن .. وإن كان الذين قالوا بذلك هم قلة .. إلا أنه يوجد لهم وجهة نظر فيما قالوه .. وقد اجتمع في ردهم الجواب على بعض ما قاله الذين منعوا الزواج من الجن .. حيث قالوا ما هو مجمله في الآتي:

 

#- أولا: دليلهم على جواز زواج الجن بالإنس:

1- لا يوجد دليل نهي عن زواج الجن .. حتى يقال بتحريمه .

 

2- أن الله قد حصر المحرمات في آية النساء .. حيث قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا النساء:23.

- وطالما الله قد حصر المحرمات ولم يظهر من هذه المحرمات الزواج بالجن .. فدل ذلك على أن ما هو خارج هذه الآية هو على أصله حلالا مباحا حتى يأتي دليلا يحرمه .. ويدل عليه ما قاله بعد ذكر المحرمات فقال: ﴿وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ) النساء:24.

 

2- الأصل في التكليف أنه يعم الفريقين الإنس والجن .. وليس في الشريعة تخصيص الزواج للإنس بالإنس فقط ولا الجن بالجن فقط .. وإنما هو حكم عام بإباحة الزواج ولا تخصيص فيه ..!!

- وذلك لأنهم عقلاء وإخواننا في الإيمان ومكلفون بما نحن مكلفون به .. إلا ما خص عليه الدليل ..

 

3- ومما يدل على جواز نكاح الجن أن بلقيس ملكة سبأ كانت أمها جنية .. وقد تزوج سليمان عليه السلام من بلقيس .. فلولا أنه يجوز نكاح الجن لما جاز لسليمان أن يتزوج بلقيس .. لأنه حينئذ يُحرم نكاح من في أحد أبويها من لا يحل نكاحه لأنه حينئذ جن ..!!

 

4- وجدت البعض "وليس في كتب العلماء" على الإنترنت يقول .. الأصل في الاشياء الإباحة وطالما لم يأت نص بتحريم الزواج بالجن فهو على أصل إباحته ..!!

 

#- ثانيا: أما عن ردهم على الذين منعوا النكاح فكان متمثلا في الآتي: 

1- الآيات مثل قوله تعالى: (وَالله جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) النحل:72 .. وقوله تعالى: (وَمن آيَاته أَن خلق لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا) الروم:21.

- فهذه الآيات لا تنصان على التحريم .. فاختلاف الجنس ليست نصا يتم به منع هذا النكاح .. وليس من شروط الزواج اتفاق الجنسية ..!!

 

2- ووجدت البعض "على الإنترنت" معترضا على من منع الزواج من الجن مستدلا بالآيات السابقة .. فيقول ما معناه: إن كان الزواج من أنفسنا فيه دليل إباحة .. فالزواج من غير انفسنا ليس فيه دليل نهي ..!!

 

3- حديث النهى عن زواج الجن .. عن الزُّهْرِيِّ قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ) .. فهو ضعيف ولا يحتج به لأنه حديث مرسل وفي سنده "ابن لهيعة" وهو راوي ضعيف .. وإن صح الحديث من طريق آخر لا نعلمه فالنهي يكون للكراهة وليس للتحريم ..

 

4- بعضهم قال .. أن التابعين مثل الحسن البصري وقتادة والحكم بن عتبة والأعمش وزيد العمي والإمام مالك .. قد أجازوا الزواج مع الكراهة .. وهم من خيار التابعين .. ولو كان هذا الزواج حرام لكانوا أوضحوا ذلك بألفاظ صريحة تدل على المنع .  

 

#- وخلاصة ما سبق:

1- ما سبق هو جملة ما وجدته في كلام من أجاز الزواج من الجن .. أو اعترضوا به على من منع الزواج من الجن ..

 

2- ولكنك ستلاحظ شيء مهم في أدلتهم .. وهي أنهم ليس لهم دليل واحد أو إشارة من آية ولا حديث للدلالة على زواج الجن من الإنس ..!!

 

#- ولكن ما ذكروه من أدلة واعتراضات .. فيه نظر ويحتاج إلى مناقشة .. وهذا ما نناقشه في السؤال التالي إن شاء الله تعالى ..

 

***************************

 

..:: س25: كيف نناقش أدلة واعتراضات  العلماء الذين أباحوا زواج الجن ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لم أجد مراجع تم فيها مناقشة ما أستدل به بعض العلماء من أدلة في إباحة الزواج من الجن أو اعتراضهم على بعض أدلة من منعوا هذا الزواج .. ولكن سأجتهد في الرد على ما سبق قدر ما يحتمله النقل والعقل ..

 

#- أولا: بخصوص ما استدلوا به ..

#- المناقشة الأولى:

- عن قولهم: (لا يوجد دليل نهي عن زواج الجن .. حتى يقال بتحريمه) ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- بنفس المنطق .. إذا كان دليل النهي يطلبه من أباح ذلك .. فأين دليل الإثبات عنده هو في إباحة زواج الجن من الإنس ؟!!

- فليس هناك ما يبيح الزواج من الجن حتى يقال أنه حلال وإلا كان ظهر لنا ذلك في نصوص الشريعة .. لأن الأصل في استحلال الفروج هو التحريم .. ولا يوجد نص في استحلال فروج الإنس للجن .. ولا الجن للإنس ..!!

 

2- القرآن قد أثبت إمكانية علاقة الزواج بين الإنس وبعضهم البعض .. بل وقد حدَّ لها حدودا فأباح بعض العلاقات وحرم بعض العلاقات في مسائل الزواج فيما بين الإنس ..

 

#- فدليل الإثبات لوجود العلاقة بين الآدميون في إمكانية الزواج من بعضهم .. قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ...) النحل72.

- ومثله قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم21.

 

#- ودليل الإباحة .. مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ ..) الأحزاب50.

 

#- ودليل النهي .. مثل قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ ....) النساء23 .. إلى آخر الآية وما بعدها ..

- ومثله قوله تعالى: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ ..) البقرة221.

 

#- وبعدما سبق نقول:

- أين دليل إمكانية الزواج بين الجن والإنس في القرآن كما أثبت القرآن ذلك لجماعة الإنس؟

 

- وأين دليل التحليل والتحريم في زواج الجن بالإنس في القرآن ؟!!

 

- وإذا لم يكن معك دليل لا على هذا ولا ذاك .. فعلى أي أساس حكمت بالإباحة حينئذ ؟!!



3- أما عن دليل التحريم فنراه في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأنعام 128 - 129.

 

- وطالما مخالفة الجنسية هو في ذاته سببا في منع الزواج كما قال جمهور العلماء كما سبق وأوضحنا ذلك .. فهذا حينئذ لا يسمى زواج بين الإنس والجن وإنما استمتاع بين الإنس والجن ..  وذلك لاستحالة الوفاء بأركان وشروط عقد الزواج مع الجن لمخالفة الجنسية .. ولذلك يتبين لنا أن هذا ليس زواج وإنما الرغبة في الإستمتاع المتبادل بين الإنس والجن .. والمتعة الجنسية جزء من هذا الإستمتاع.. وهذا الإستمتاع كما هو واضح من الآية هو حرام وإلا ما كان خاتمة هذا الإستمتاع دخول النار كما هو واضح في الآية .. والله أعلم .

  

4- وعجبا لبعض العقول على الإنترنت حيث تجد بعضهم يقول: أن عدم ذكر هذه المسألة في القرآن دليل على إباحتها .. !!

- ولكن لماذا أتعجب من هذا الكلام ؟

- لأن العقل لا يقول بذلك من بداهة التفكير .. وإنما العقل يقول أنه لما تجاهلت الشريعة الكلام في مسألة زواج الجن بالإنس .. كان ذلك معلوما منه أن هذا من المستحيل تحقيقه .. وإلا لكانت الشريعة أظهرت ذلك وأشارت إليه .. مش كده ولا إيه ؟!!

 

- أي أن القرآن اكتفى بذكر علاقة الزواج بين الإنس للدلالة على عدم إمكانية حدوث ذلك مع الجن أو عدم مشروعيته.

 

- أو يقول العقل .. أن عدم ذكر المسألة إنما هو نوعا من الفتنة التي على المؤمن أن يحترز منها .. حتى لا يدخل في باب الإستمتاع بالجن المنهي عنه ..!!

 

#- المناقشة الثانية:

- أما عن قول البعض أن الجن لم يأت ذكره في آية المحرمات وأن نكاحهم حينئذ حلال بدلالة ما قاله بعد ذكر المحرمات فقال: ﴿وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ) النساء:24.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- إن هذا الكلام حجة لمن استدل به وليس حجة له .. لأن الآية تكلمت عن المحرمات من الإنسيات ولم تتكلم عن المحرمات من الجن حتى تستدل بها في مسألة مثل هذه ..؟!!  

 

2- وإذا قلت أن الجن مكلفون مثلنا والحكم يشملنا ويشملهم .. فأقول لك أنهم مستحيل يدخلون معنا في هذه الآية .. لأن آية التحريم وهو قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ ...) النساء:23 .. تتكلم عن العلاقات في النسب بين الإنس في غالبها .. فهل بيننا وبين الجنة نسبا ؟!!

- فهل بيننا وبينهم أمهات وأخوات وخالات وعمات وهكذا .. ؟!!

- فما لكم كيف تحكمون ؟!!

 

#- المناقشة الثالثة:

- أما عن قولهم أن الأصل في التكليف الشرعي أنه يعم الفريقين الإنس والجن .. ومن التكليف أمور الزواج .. ولا يوجد تخصيص لهذه المناكحة أن تكون بين الإنس وبعضهم فقط .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا كلام غير صحيح على إطلاقه .. وفيه خلط واضح .. ليه ؟

1- لأن التكليف يعمنا .. نعم .. ولكن كل عالم يطبق هذا التكليف في عالمه وليس في عالم الآخر ..!!

- أي لماذا افترضت أن التكليف يعمنا بالمشاركة في كل شيء حتى الزواج .. ولم تقل أنه يعمنا بقدر ما يحتمله كل جنس ..؟!! فتقول أن الزواج أحكامه مكلف بتطبيقها الجن في عالمهم مع الجنيات .. والزواج أحكامه مكلف بتطبيقها الإنسيين في عالمهم مع الإنسيات ..!!

 

2- من ناحية أخرى وبنفس المنطق الذي تكلمت به من تعميم التكليف.. فهذا معناه المشاركة في كل شيء .. وبالتالي فلماذا لا نرسل صدقاتنا وزكاتنا للجن وبالمثل يحدث منهم ذلك معنا ؟ ولماذا لا نذهب للجهاد معهم في عالمهم ويأتون للجهاد معنا في عالمنا ؟

- أم أن علاقة المزاج والاستمتاع الجنسي فقط هي المباحة على العموم والأحكام التكليفية فيها تعمنا ؟!!

- ما لكم كيف تحكمون ؟!!

 

#- المناقشة الرابعة:

- أما عن قول البعض أن الأصل في الأشياء الإباحة .. وطالما لم يأت نص بتحريم الزواج من الجن فهو يكون على أصله مباحا ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لعل القائل بهذه القاعدة الأصولية لم ينتبه إلى الإستثناء المصاحب لها .. إذ أن القاعدة الأصولية تقول: " الأصل في الأشياء الإباحة إلا إذا دل الدليل على التحريم .. ويستثنى من هذه القاعدة الأبضاع" .. والأبضاع: جمع بُضْع وهو الفرج أي عضو الجماع عند الذكر والأنثى.

 

- فالأصل في الوطء أي الجماع هو التحريم .. إلا بما يبيحه لك وهو عقد الزواج المرتبط بشروطه ..

 

- ومن خلال ما سبق تبين له فساد الحجة التي استدل بها البعض .. خطأ منهم في ذلك ..

 

#- ثانيا: مناقشة ما اعترضوا به على العلماء الذين منعوا الزواج من الجن ..
 
#- المناقشة الأولى:
- عن قولهم "أن الآيات المذكورة التي تشير إلى اتحاد الجنسية في الزواج .. فلا يظهر منهما نصا على التحريم من جنس آخر .. فضلا عن أن اختلاف الجنس ليس شرطا في منع النكاح" ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- هل اختلاف الجنس يوجد فيه نص أباحه ؟!!
- بل أن الأصل في الأبضاع التحريم إلا بنص يبيح ذلك .. ولا نص يبيح ذلك مع الجن.
 
2- وإذا كان اختلاف الأجناس لا نص يمنعه وليس شرط من شروط الزواج .. فلماذا تم تحريم جماع البهائم ؟!!
- وبعبارة أخرى .. إذا لم تكن الكفاءة الجنسية شرطا في الزواج فلماذا لا ننكح البهائم ؟!!
 
#- أما عن خلاصة الكلام على مسألة اختلاف الأجناس التي لم يُجاب عنها عند من أباح ذلك .. فنقول خلاصة ما قاله العلماء وهو فصل الكلام:
أ- أن الآيات التي تكلمت في تحليل نكاح النساء .. كما في آية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ ..) الأحزاب50 .. وتحريم النكاح بالنساء كما في آية تحريم النساء: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ .......) النساء23 ..
- فهذه الآيات إنما تتعلق بنساء الإنس لأننا ليس بيننا وبين الجن أنساب .. فكيف نقول حينئذ أن أحكام الزواج من حيث الحل والتحريم يشملنا فيها التكليف إذا كانوا ليسوا من أنفسنا ؟!! (وإلى هذا أشار البارزي الشافعي رحمه الله).
 
ب- وقال تعالى (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ) الأحزاب50 ..  وقال تعالى (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ) .. فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن .. وما عداهن فليسوا لنا بأزواج .. ولا مأذون لنا في نكاحهن. (أشار لذلك الإمام الشبلي).
 
ج- ومنها: أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك .. فإن الله تعالى قال: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاءِ) النساء:3.. والنساء اسم لإناث بني آدم خاصة .. فبقي ما عداهن على التحريم .. لأن الأصل في الأبضاع الحُرمة حتى يرد دليل على الْحِلِّ. (أشار لذلك الإمام السيوطي).
 
د- وقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .... الْآيَةَ) الروم:21 .. فيفيد أنه لم يجعل لهم أزواجا من غير أنفسهم. !!
- وفي قوله تعالى لقوم لوط: (وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) الشعراء:166 .. فإنه يدل في الجملة على أن تركهم ما خلق الله لهم من ازواجهم وتعديهم إلى غيره يستوجب الملام .. لأنه وبخهم على أمرين: أحدهما: إتيان الذكور .. والثاني: ترك ما خلق لهم ربهم من أزواجهم .. (أشار لذلك الإمام الشنقيطي).
 
هـ- التكافوء الجنسي من شروط الزواج فإنسان يتزوج إنسان .. بدلالة أن الله خلق لنا من أنفسنا أزواجنا .. فدل ذلك على شرط تحقيق الزواج هو الكفاءة الجنسية .. (مستفاد من كلام الإمام علي جمعه).
 
- ملحوظة: التكافوء الإجتماعي والمادي ليسا شرطا في إتمام عقد الزواج وإنما يصح لولي الأمر أن يفسخ العقد ويبطله بسبب ظهور علة في الشخص المتقدم تخل بأنه كفوء للزوجة .
 
#- المناقشة الثانية:
2- أما عن قول بعضهم: إذا كان الزواج من أنفسنا فيه دليل إباحة .. فالزواج من غير أنفسنا ليس فيه دليل نهي ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- وأين دليل الإثبات والحل في الزواج من غيرك ؟
 
2- وعلى منطقك هذا .. فيجوز زواج البهيمة لأنها من غير أنفسنا ..!!
 
3- ثم يقال لك: إذا كان لنا من أنفسنا كرجال أن نتزوج في حدود أربعة زوجات من أنفسنا .. فعلى وفق كلامك فيحق لنا أن نتزوج ما لا حصر له من الجنيات .. وكذلك يحق للأنثى ان تتزوج ما لا حصر له من الجنيين .. لأنه لا يوجد نص في المسألة يحكم هذا الزواج بين الجن والإنس طالما لم ترتضي بالوقوف مع النص الشرعي والإلتزام بقوله تعالى (من أنفسكم) .. فالأحكام الشرعية حينئذ المتعلقة بالزواج لا تحكم العلاقة بين الإنس والجن لأن الجن ليس من أنفسنا .. فأصبح الزواج على المشاع لكل الأطراف بلا حدود ولا قيود لأنه لا شريعة تحكمه .. وكيف تحكمه إذا كانت الأحكام متعلقة بقوله (من أنفسكم أزواجا) ..!!
 
- بل ولو افترضنا جدلا وتوهمنا صدق كلامك بأنه لا يوجد دليل نهي لغير الإنسيات .. فعلى هذا إذا كان لي أربعة زوجات من الإنسيات فلي أربعة زوجات من الجنيين .. وللمرأة المسلمة يكون لها زوج من الإنس وزوج من الجن .. ولو قلت : لا هذا منهي عنه .. الشرع يثبت فقط اربعة للرجل وواحد للمرأة .. قلت لك: وأين دليلك في النهي ؟ وأين دليلك بهذا التخصيص إذا كان مسائل التحليل والتحريم في الزواج مرتبطة بالإنسيات ولا علاقة لها بالجن ؟!!
- مش كده ولا إيه ؟
- وحينئذ تقول لك: بقى ده كلام ناس عاقلة يا هذا ؟!!
 
#- المناقشة الثالثة:
- أما عن قولهم بأن حديث النهي عن نكاح الجن هو حديث لا حجة فيه ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- فهذا لا نختلف فيه معهم لوجود علتين فيه .. فيه (عبد الله بن لهيعه) وهو ضعيف .. وفيه ان الحديث مرسلا عن شهاب الزهري .. والحديث ليس له أي طرق أخرى شاهدة عليه ..
 
#- المناقشة الرابعة:
- أما عن قولهم: " أن التابعين مثل الحسن البصري وقتادة والحكم بن عتبة والأعمش وزيد العمي والإمام مالك .. قد أجازوا الزواج مع الكراهة .. وهم من خيار التابعين .. ولو كان هذا الزواج حرام لكانوا أوضحوا ذلك بألفاظ صريحة تدل على المنع" .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- قد سبق بيان أن الكراهة عند الحسن وقتادة والحَكم .. تعني المنع من هذا الزواج ولا تعني إجازة هذا الزواج .. وشرحنا ذلك في الفصل السادس - السؤال رقم (20).
 
- أما ما قيل عن الأعمش .. فهو ليس من قول الأعمش .. فضلا عن مناقشة الروايات التي قيلت عنه وفي بعضها تلف واضح .. وارجع الفصل الرابع - سؤال رقم (14) ..، وكذلك ارجع للفصل السادس - السؤال رقم (20).
 
- وأما ما قيل عن زيد العمي .. في طلبه من الله بالزواج بجنية .. فهذا أجبنا عليه أيضا في الفصل السادس - سؤال رقم (20) .
 
- أما عن قول الإمام مالك فهو أصلا قصة باطلة ولم تصح .. وارجع إلى الفصل السادس - سؤال رقم (21) .
 
- وقد سبق وأوضحنا أن جمهور العلماء قد منعوا هذا الزواج ..
 
2- أما عن مسألة أن السلف لو كان ظهر منهم التحريم أو المنع فعلا .. لكانوا أظهروا ذلك بدلا من لفظ الكراهة ..
- فهذا كلام غير صحيح .. ليه ؟
 
- قلنا في فصل سابق .. أن الكراهة في كلام السلف يغلب عليه معنى التحريم .. إلا أن الورع يمنعهم من النطق بلفظ التحريم طالما لا يوجد نص واضح ظهر فيه لفظ التحريم ..
 
- ولذلك قال الإمام مالك: (لم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا .. ولا أدركت احدا أقتدِى به يقول في شيء: هذا حلال وهذا حرام .. وما كانوا يجترئون على ذلك .. وإنما كانوا يقولون: نكره كذا .. ونرى هذا حسنا .. فينبغي هذا .. ولا نرى هذا .. ولا يقولون حلال ولا حرام .. اما سمعت قول الله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) يونس:59 .. الحلال: ما أحله الله ورسوله .. والحرام ما حرمه الله ورسوله) (مختصرا من أعلام الموقعين لابن القيم ج1 ص32).
 
- فلفظ الكراهة يحمل معنى التحريم في غالب كلام السلف .. لأن الحرام يكرهه الله ورسوله ... والله أعلم .
 
#- وخلاصة القول أخي الحبيب:
- بما سبق بيانه نكون قد وصلنا لختام مناقشة ما استدل به من أباح الزواج من الجن .. وما اعترضوا فيه على من منع الزواج من الجن .. وقد تبين لك أنه لا حجة مطلقا لمن أباح الزواج من الجن .. لا من قريب ولا من بعيد ..!!
 

#- وتبقى أن أقول لك أخي الحبيب ..

- أن الذين أباحوا الزواج من الجن قد دخلوا في غرائب فقهية غريبة جدا .. وذكروا أقاويل كان من الأفضل تركها وعدم الخوض فيها .. خاصة جزئية كيفية جماع الإنس للجن .. لأنه شيء يدعو إلى الإستغراب الشديد وعدم تصور أن هذه أمور يتم مناقشتها في كتب من المفترض أنها كتب شرعية ..!!

 

- من هذه الغرائب الفقهية ..

1- كيفية الزواج والطلاق بين الجن والإنس وهم عالم خفي ؟

2- كيفية الإشهاد على عقد الزواج إذ هو من شروط إتمام العقد ؟

3- كيف يتم الجماع بين الجن والإنس المتزوجين ؟

 

- وهذا نناقشه سريعا في الأسئلة القادمة .. إن شاء الله .


 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 9 تعليقات:

  1. حقا العلم نور والعلم متعة كما تقول استاذنا الفاضل
    لم اكن اعلم انني سأنجذب للموضوع بهذا الشكل هههههه
    فالامر ليس مجرد استغراب او انفعال .. او قبول او رفض لفكرة ما .. ولا مجرد كلام او آراء .. بل هناك قواعد واصول .. هناك علم وعقل وحكمة ..

    اللهم فهمنا يارب العالمين علم اليقين من القرآن الكريم وكلام النبي الأمي الأمين .. وثبتنا عليه واجعلنا به هداة مهديين يا ارحم الراحمين ..

    وبارك الله فيك استاذنا وزادك من فضله الواسع

    ردحذف
  2. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..
    بسم الله ماشاء الله...
    العلم ...كقطوف الثمار اليانعه ما أن يدخل الإنسان بستان المعرفه حتى تنهل اليه
    كل المعاني والاذواق ولا تنتهي ......
    ربي يزيدك من مدده وانواره يا رب العالمين ،🤲

    ردحذف
  3. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الحبيب خالد وزادك الله من فضله و من علمه الواسع
    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
    ***********

    ” فزكاة الغنى أن ترحم فقيراً
    و زكاة العلم ألا تكتمه عمن طلبه وعمن لم يطلبه
    و زكاة العقل أن تسدي لمحتار نصيحة
    و زكاة الجسد أن تجر كسيحاً أو تعبر بأعمى الطريق.”
    ***********
    ” ما أجمل الخصومة بين النبلاء،
    الجشعون يريدون حقهم و حق غيرهم ،
    أما النبلاء فلهم شأن آخر، إنهم لا يحتاجون حكم بينهم .”
    ” النبلاء ينزلون الناس منازلهم ، و لا يحفظ فضل الفضيل إلا الفضيل .”
    ” إن النبلاء يتواضعون فكن نبيلًا .”
    “تواضعوا ! إن الجنة منزل كل هين لين سهل قريب ، و النار منزل كل عتل متكبر.”

    ** اقتباسات من كتاب لأنك الله – علي الفيفي **
    ***************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير واعطاك من خزائن رحمته ما يغنيك ويقر قلبك وعينك بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم
    -----------_
    (06) السَّلَامُ.. جَلَّ جلالُه..

    (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ)

    هو ذو السلامة الواجبة من كل نُقصان،
    (سَلِمَت ذاتُه وصفاتُه مِن كل نَقصٍ وآفة)

    وقيل: هو مالِكُ تسليمِ مخلوقاتِه من مَهالك الدنيا والآخرة إن شاء، وقيل: هو ذو السلام على المؤمنين في الآخرة بكلامِه القديم الذى لا مِثلَ له،

    و(حَظُّ العبد الذاكر به مِن أخيه): إن لم يَنفَعْهُ فلا يَضُرُّه،وإن لم يَسُرَّه فلا يَغُمُّه، وإن لم يَمدَحْهُ فلا يَذُمُّه، وإذا أكثر الذاكر منه يتخلص من الظلم والبلايا.

    وِردُه عَنِ الشيخ زَرُّوق -رضي الله عنه-:
    (يا نَقيًّا عن كل جَورٍ لم تَرضَه، ولم يُخالِطْهُ فَعَالُه)

    وخاصِيَّتُه: صَرفُ المصائبِ والآلامِ.

    وفي مَنظومَة الأسماء الحُسنَى
    للإمام الشيخ/ أحمد الدردير -رضي الله عنه- :
    وقَدِّس أيَا قُدُّوسُ نَفسِي مِن الهَوَى
    وسَلِّم جَميعي يا سَلامُ مِن الضَّنَى

    يا سَلَامُ.. جَلَّ جَلالُكَ.. وعَزَّ جارُكَ.. ولا إلهَ غَيرُكَ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    #الموسم_الأسنى_بالأسماء_الحسنى
    #معاني_الأسماء_الحسنى
    #مدرسة_الإمام_الرائد

    ردحذف
  5. " العمل سبب و الرازق الله
    الزواج سبب و الواهب الله
    الدراسة سبب و المسدد الله
    البنادق سبب و الرامي الله
    خذ الأسباب ما استطعت و لكن إياك أن تنسيك الأسباب من سببها .”
    ** اقتباسات من كتاب لأنك الله – علي الفيفي **
    ***************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  6. الحب نور ينير القبور(القلوب) البور كنور الشمس في الصيف الحرور
    الحب نور ينثر السرور وينعش الصدور كعطر الزهور
    الحب نور يهون كل الأمور
    الحب نور إن حل رحلت كل الشرور
    الحب نور والقلب مشكاة النور
    فأنثر الحب حولك ترى حقيقة النور
    أنثر النور ليمدك صاحب النور بكل مدد النور والسرور وفرج الأمور

    عطر الجنة🕊

    ردحذف
  7. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله
    اللهم علمنا ما جهلنا وفهمنا ما بلغنا من العلم واهدنا إلى الصراط المستقيم
    اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في كل زمان ومكان يارب العالمين
    ***************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  8. ‏لك أحرفى رتلتها ترتيلا
    طوبى لحرفٍ في جنابك قيلا..

    صلى عليك الشعرُ حين نصوغه
    ويظل مهما قيل عنك قليلا .

    صلى عليك الله يا سيد الدنيا❤️

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف