الروحانيات فى الإسلام: ج9: رسالة حقيقة الأولياء وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والنجباء والأبدال - لماذا بعض الأولياء تم وصفهم بالأبدال - ما هي خرافة نسخ الأولياء لأنفسهم إذا تركوا مكانهم - هل يوجد في نصوص الشريعة ما يدل على وجود مقام الأبدال لأولياء الله.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 5 أغسطس 2022

Textual description of firstImageUrl

ج9: رسالة حقيقة الأولياء وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والنجباء والأبدال - لماذا بعض الأولياء تم وصفهم بالأبدال - ما هي خرافة نسخ الأولياء لأنفسهم إذا تركوا مكانهم - هل يوجد في نصوص الشريعة ما يدل على وجود مقام الأبدال لأولياء الله.

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

حقيقة الأولياء

وأخبار القطب والأوتاد والنقباء والأبدال والنجباء 

 (الجزء التاسع)

#- فهرس:
:: الفصل التاسع :: عن مقام الأبدال ::
1- س35: لماذا بعض الأولياء تم وصفهم بالأبدال ؟

- ما هي خرافة نسخ الأولياء لأنفسهم إذا تركوا مكانهم ؟!!
2- س36: هل يوجد في نصوص الشريعة ما يدل على وجود مقام الأبدال لأولياء الله ؟
************************
 
..:: س35: لماذا بعض الأولياء تم وصفهم بالأبدال ؟ ::..
 
- لفظ الأبدال .. هو من الألفاظ التي قد تجدها في كتب بعض أهل العلم .. سواء عند أهل العلم الشرعي أو أهل تصوف التزكية أو اهل التصوف الكشفي .. وهو يتم ذكره للدلالة على علو مقام هذا الشخص في مقام الولاية .. أي أنه من كبار أولياء الله الصالحين الذين آمنوا وكانوا يتقون ..  
 
- ومن اللفظ نفهم أنه الإنسان البديل .. أي هو الذي أتى بدلا من شخص آخر .. ويقصد به هنا استخلاف شخص بآخر مكانه .. وقيل أن عددهم يكون سبعة .. وقيل عددهم أربعون .. ولا يوجد نص شرعي صحيح يدل على هذا العدد ..!!
 
#- وسبب وصفهم بأنهم أبدال .. يرجع ذلك لعدة احتمالات:
- الأول: لأنه كلما مات منهم واحد فإن الله يبدله بغيره من الصالحين ..
- الثاني: وقيل لأن الله أبدل سيئاتهم لحسنات ..
- الثالث: وقيل لأنهم بدلاء عن أنبياء بني إسرائيل ولكن أقل منهم في المقام ..
- الرابع: وقيل لأنه كلما ترك مكانه فإن صورته الروحانية تظل في المكان ..
 
#- توضيح حول مفهوم الإحتمال الرابع:
- انتبه: الصورة الروحانية يقصد منها هنا هو رؤيتك للشخص بالعين المادية ولكن ما تراه هو صورة تمثيلية – أي مجرد هيئة أو صورة لشكله وكأنه حقيقة تراها.
 
#- مثال على ذلك:
- مثل أن يكون شخص في بلده في مصر ولكن بعض أصحابه كانوا في مكة وجدوه معتمرا في نفس التوقيت ويطوف بالكعبة .. ثم اتصلوا عليه بعد انقضاء مناسك العمرة بمصر ووجدوه بمصر .. فهو بهذا في مكانين .. فحقيقته الجسدية بمصر وصورته الروحانية كانت بمكة ..
 
- ولكن في الحقيقة هذا ليس تعدد للصور الروحانية .. لأن الشخص لم ينتقل من مكانه فعلا .. وإنما ظهرت له صورة تمثيلية في مكان آخر ليس عن إرادة منه ولا رغبة ولا بقدرة له على ذلك ..
 
#- وكيفية حدوث ما سبق وحكمته:
- ما سبق يسمى تمثيل روحاني للهيئة والشكل .. كأنه صورة طبق الأصل .. وهذا قد يحدث لبعض الناس ممن طهرت سريرتهم مع الله وغلبهم الشوق مثلا لحج بيت الله إلا أنه عاجز عن ذلك .. فيسخر الله من خلقه أحد (الملائكة) من يتشكل بهيئة هذا الشخص المشتاق بقوة .. ويؤدي هذا المنسك بدلا عنه .. وقد يراه من يعرفه فيظن أنه هو من يعرفه .. فقط يراه في مشهد يوقن به أنه فلان .. والحكمة في ذلك هو إظهار مكانة هذا الشخص الفلاني أمام من رأى ذلك .. بالإضافة إلى أن هذا الشخص الفلاني لو بلغه أنه تمت مشاهدته يفعل مناسك الحج أو العمرة فهذا سيكون سبب سعادة له وإشارة خفية على عناية الله به بتدبير خفي .. والله أعلم .
 
- وما سبق كان توضيح لكيفية ظهور صورة لشخص في مكان آخر غير مكانه الحالي .. وكأنه في مكانين في نفس الوقت .. ولكن الشخصية الروحانية المتشكلة في هيئة هذا الشخص لا تدير حوار ولا تنظر لأحد طالما حالته هي التعبد .. فهو شخص لا يلتفت لأي شيء سوى ما يفعله فقط .. وإن اقتربت منه فقد لا تجده وقد اختفى ..  والله أعلم.
 
- والتمثيل الملائكي بأشكال الناس ليس بمستغرب كما جاء في النصوص الشرعية مثلما تمثل سيدنا جبريل في صورة دِحية الكلبي ورآه الصحابة وسمعوه .. وكما تمثلوا لسيدنا إبراهيم عند زيارته وتبشيره بالذرية وأخبروه بما سيحدث لقوم لوط .. وكما تمثل سيدنا جبريل للسيدة مريم عليهما السلام .
 
#- ومن ناحية أخرى .. يوجد خرافة في عقل البعض عند تفسير الأبدال .. فيقول أن الأبدال ينسخ من نفسه حتى سبعة صور .. وكلما ذهب إلى مكان ترك نسخة منه في ذلك المكان حتى لا يلحظ أحد أنه غير موجود ؟!!
 
- وذلك حتى يوهمك أن هذا الولي مطلع على أحوالك وأحوال مكانه ومنطقته وكل ما يحدث فيها إحاطة إدراك حتى إذا جلست أمامه وكأنك مكشوف الحال بكل أفعالك ..!! (وهذا من الكذب الوقح على الأولياء) .. ليه ؟
 
- لأنه ببساطة العقل يقول:
- إذا كانت هذه خاصية في الولي .. فلماذا لم تكن هذه الخاصية للنبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يبلغنا عن الصحابة ولا التابعين أنه كانت له صورة روحانية يتركها كلما انتقل إلى مكان آخر أو كلما سافر ..؟!! ولماذا لم يبلغنا عن أحد من الصحابة أنه حدث معه مثل ذلك أو ظهر ذلك عن التابعين .. ؟!!
- لأن استنساخ الولي لصورته في مكانه بحيث لا يفارق هذا المكان .. فهو محض خرافة ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. في مفهوم الأبدال:
- أعتقد أن الأبدال .. هم الذين تبدلت أحوالهم في العلاقة مع الله بمزيد إحسان منهم لله فداوموا على النوافل حتى أحبهم الله .. فاختصهم بمعيته الخاصة .. لأنهم لما كانوا محسنين إلى الله فكان جزائهم الإحسان من الله .. والله أعلم .
 
- وهؤلاء يكونوا من المشار إليهم في الحديث القدسي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري
- والله أعلم .
 
*************************
 
..:: س36: هل يوجد في نصوص الشريعة ما يدل على وجود مقام الأبدال لأولياء الله ؟ ::..
 
- والآن نأتي لسؤال مهم .. وهو هل يوجد لهذا المقام دليل في النصوص الشرعية ..؟!! وهل يتطابق وصفهم مع أهل التصوف الكشفي ؟!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نعم يوجد أحاديث نبوية ظهر فيها مقام الأبدال وعددهم وأفعالهم .. وهذه الأحاديث منها الحسن ومنها الضعيف ومنها المكذوب أو الموضوع .. ولكن الغريب أن مجموع هذه الأحاديث لا يدل على ما يتكلم به أصحاب التصوف الكشفي عن الأبدال كجماعة متصرفة في الكون .. حيث أن الروايات تظهر الأبدال أنهم جماعة صالحة وقد وصل صلاحهم لدرجة أنهم مجابوا الدعاء ولو أقسموا على الله لأبرهم ..
 
- عموما سأذكر النصوص الشرعية التي أتت بلفظ نبوي .. وأراجع تخريجها ونتبين منها ما هو مقبول وما هو غير مقبول ..
 
- وإليك توضيح هذه الروايات التي أشارت لمقام الأبدال ..
 
#- أحاديث نبوية قيلت في الأبدال ..
#- أولا: أحاديث نبوية (عن علي بن أبي طالب عن النبي) ..
1- الرواية الأولى: عن علي بن أبي طالب عن النبي قال: (الْأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلًا، يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ، وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمِ الْعَذَابُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند بإشراف الأرنؤوط:  إسناده ضعيف لانقطاعه .. شريح بن عبيد لم يُدرك علياً .. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة لنفس علة الإنقطاع ..، وحسنه المناوي ..، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير أن عبيد بن شريح وهو ثقة وقد سمع من المقداد وهو أقدم من علي ..
- ملحوظة مهمة: هذا القول من الإمام الهيثمي فيه دلالة على إمكانية سماع شريح من علي .. إذا كان شريح قد سمع من المقداد .. فانتبه .
 
- وفي رواية أخرى بلفظ آخر عن شريح بن عبيد الحضرمي قال: (ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا: يا أمير المؤمنين العنهم؟ فقال: لا .. إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلا بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. وقال ابن عساكر: هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه.
 
2- الرواية الثانية: روي عن مجاشع بن عمرو عن ابن لهيعة عن ابن هُبيرة عن عبد الله بن زُرير عن علي بن أبي طالب قال: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَبْدَالِ، قَالَ: هُمْ سِتُّونَ رَجُلاً قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَلِّهِمْ لِي (أي صفهم لي) .. قَالَ: لَيْسُوا بِالْمُتَنَطِّعِينَ، وَلاَ بِالْمُبْتَدِعِينَ، وَلاَ بِالْمُتَنَعِّمِينَ، لَمْ يَنَالُوا مَا نَالُوه بِكَثْرَةِ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنْ بِسَخَاءِ الأنَّفْسِ، وَسَلاَمَةِ الْقُلُوبِ، وَالنَّصِيحَةِ لأَئِمَّتِهِمْ، إِنَّهُمْ يَا عَلِيُّ فِي أُمَّتِي أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الأَحمرِ) رواه الخلال في كرامات الأولياء .. وقال الألباني هو حديث موضوع وآفته (مجاشع) وهو أحد الكذابين كما قال بن معين .. (راجع السلسلة الضعيفة ج11 ص402)..، وكذلك في سنده "بن لهيعه" وهو لين الحديث ضعيف.
 
- الرواية الثالثة: عن علي بن أبي طالب عن النبي قال: (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فِتْنَةٌ تَحْصَلُ النَّاسُ كَمَا يُحْصَلُ الذَّهَبُ فِي الْمَعْدِنِ، فَلَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ وَلَكِنِ سُبُّوا شِرَارَهُمْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه بن لهيعة وهو لين وبقية رجاله ثقات..، وبهذا السبب ضعفه الألباني أيضا في السلسلة الضعيفة.
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وحديث الطبراني السابق هو حديث حسن لغيره .. وله شاهد صحيح قوي يشهد له من حديث الإمام علي موقوفا عليه .. حيث قد جاء نفس الحديث السابق الذي رواه الطبراني قد ورد صحيحا موقوفا على قول الإمام علي بن أبي طالب .. وليس على قول النبي صلى الله عليه وسلم ..
- وهذا الحديث الموقوف .. حتى لو موقوفا على كلام الإمام علي بن أبي طالب فمثله لا يقال بالرأي فله حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم .. ولا أدري لماذا الشيخ الألباني ولا محققوا المسند بإشراف الأرنؤوط لم يذكروا ذلك .. إذ كيف عرف الإمام علي بهذه الفتنة في آخر الزمان وكيف عرف أن فيهم الأبدال ؟!!
- فضلا عن كون الحديث الموقوف شاهد قوي للحديث المرفوع  ..
 
- وإليك الرواية الصحيحة الموقوفة على قول الإمام علي بن أبي طالب:
- ورواه الحاكم عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: (سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يُحَصَّلُ النَّاسُ مِنْهَا كَمَا يُحَصَّلُ الذَّهَبُ فِي الْمَعْدِنِ، فَلَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ، وَسَبُّوا ظَلَمَتَهُمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالُ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي وقال : صحيح...، وقال الألباني في الضعيفة: وهو كما قالا موقوفا (أي كما قال الحاكم والذهبي).
 
#- ويوجد روايات أخرى صحيحة موقوفة على قول الإمام علي بن أبي طالب:
- قال علي بن أبي طالب: (قال رجلٌ يومَ صفِّينَ: اللهم العَنْ أهلَ الشَّامِ فقال عليٌّ رضي اللهُ عنه: لا تَسبوا أهلَ الشَّامِ جمًّا غفيرًا فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال) رواه عبد الرزاق في مصنفه ورواه اسحاق بن راهويه .. قال البوصيري في الإتحاف: ورواته ثقات.
 
- وفي رواية بلفظ عن عبد الله بن صفوان قال: (أَنَّ عَلِيًّا قَامَ بِصِفِّينَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَسُبُّونَ أَهْلَ الشَّامِ .. فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيرًا فَإِنَّ فِيهِمْ رِجَالا كَارِهِينَ لِمَا تَرَوْنَ وَإِنَّهُ بِالشَّام يكون الأبدال) ذكره الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة وقال: إسناده صحيح .
- قوله (جما غفيرا): أي لا تسبوا كل أهل الشام في العموم وتشملوهم في الإساءة.
 
- وقال الشيخ الألباني في الضعيفة: وقد صح عن علي موقوفا: (لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا؛ فإن فيهم الأبدال) .. وقال الضياء المقدسي: "وهو أولى من المرفوع". (مختصرا من الضعيفة ج6 ص565).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. عن خلاصة ما سبق من روايات المروية عن الإمام علي بن أبي طالب:
- لا يشك قلب مؤمن في كونها روايات صحيحة موقوفة وحسنة مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم بشواهدها .. فضلا عن أن قول الإمام له حكم الرفع لأنه مثله لا يقال بالظن ولا بالرأي ولابد أن يكون قد علم هؤلاء الأبدال من النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا ينكر ما سبق إلا مكابر أو في نفسه شيئا ربه أعلم به ..
 
#- ثانيا: أحاديث نبوية (عن أنس بن مالك عن النبي) ..
1- الرواية الأولى: رواية أنس بن مالك عن النبي قال: (لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِثْلَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَبِهِمْ تُسْقَوْنَ، وَبِهِمْ تُنْصَرُونَ، مَا مَاتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ) رواه الطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي: إسناده حسن .. وأورده السيوطي في الدر المنثور وحسن إسناده .. وقد ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 4341 ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- في سند الرواية يوجد اسحاق بن زُريق الراسبي .. وهو مجهول الحال .. وفيه عبد الوهاب بن عطاء يغلب عليه الضعف عند المحققين ..
- وأعتقد سبب تحسين الهيثمي والسيوطي للرواية .. باعتبار تعدد شواهدها وليس لكونها حسن لذاتها .. والله أعلم ..
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (مثل خليل الله إبراهيم): أي لهم صفات منه في صفة الحلم والتأوه والإنابة، والعزلة والدعاء، واليقين في الله .. كما قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) هود75 .. وقال تعالى: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) مريم49 .. وقال تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) الشعراء78-82 .. والله أعلم .
 
2- الرواية الثانية: عن عطاء عن أنس بن مالك عن النبي قال: (الأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ بَدَّلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلا وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ بَدَّلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَة ) رواه الخلال في كتاب كرامات الاولياء .. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة: حديث ضعيف .. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة بأنه إسناد ضعيف مظلم .. والحديث أورده بن الجوزي في الموضوعات وقال فيه مجاهيل .. وأورده السيوطي في اللآلي المصنوعة وقال فيه مجاهيل.
 
3- الرواية الثالثة: عن العلاء بن زيد عن أنس بن مالك عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ بِالشَّامِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ بِالْعِرَاقِ كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ لِلسَّاعَةِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُبِضُوا كُلُّهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ السَّاعَةُ) رواه بن عدي والخلال في كرامات الأولياء .. والحديث موضوع قد ذكره بن الجوزي في الموضوعات .. وكذلك أشار لوضعه الإمام السيوطي في اللآليء المصنوعة.
 
4- الرواية الرابعة: عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي قال: (إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصلاة ولا صيام ولكن دخلوها بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للمسلمين) رواه الخلال في كرامات الأولياء .. وضعَّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (ج3 ص668) لوجود ضعفاء في سنده ..
 
5- الرواية الخامسة: عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي قال: (إن دعامة أمتي عصب اليمن وأبدال الشام وهم أربعون رجلا كلما هلك رجل أبدل الله مكانه آخر ليسوا بالمتماوتين ولا المتهالكين ولا المتناوشين .. لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة صوم ولا صلاة وإنما بلغوا ذلك بالسخاء وصحة القلوب والمناصحة لجميع المسلمين) رواه بن عساكر .. حديث ضعيف بسبب "يزيد الرقاشي" ..
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (المتماوتين): أي الذي يظهر بمظهر الضعف والتعب أمام الناس نتيجة كثرة العبادة والزهد والصوم .. وهذا دليل الرياء ..
- قوله (المتهالكين): الذين يهلكون أنفسهم في طلب الدنيا من المال والسلطة دون أي اعتبار لآخرتهم .
- قوله (المتناوشين): التناوش هو التناول بسهولة .. ويقصد به لا يباشرون الناس بأذى يؤذيهم سواء باليد أو باللسان .. والله أعلم .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الحديث ضعيف وعلته (يزيد بن أبان الرقاشي) بالرغم من صلاحه إلا أنه ضعيف في رواية الحديث وغير مقبولة ولذلك قد ضعفه أهل الحديث وتكلموا فيه .. حتى قال مسلم والنسائي هو متروك الحديث (راجع الجامع في الجرح والتعديل برقم4975) ..
- و (المنذر بن العباس بن أبي نجيح) مجهول الحال وقد ذكره أبو حاتم دون جرح فيه (راجع الجرح والتعديل ج8 ص244 برقم 1107).. والله أعلم .
- وقد ذكر السيوطي في (الحاوي – أو الخبر الدال) .. طريق آخر عن عبد الملك بن معقل عن يزيد بن أبان الرقاشي .. وعبد الملك بن معقل مجهول الحال .. ويزيد الرقاشي ضعيف جدا كما سبق بيانه .
 
#- ثالثا: أحاديث نبوية (عن عبادة بن الصامت عن النبي) ..
1- الرواية الأولى .. عن عبادة بن الصامت عن النبي قال: (لَا يَزَالُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ بِهِمْ تَقُومُ الْأَرْضُ، وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ، وَبِهِمْ تُنْصُرُونَ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق عمر، والبزار عن عنبسة الخواص، وكلاهما لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح .. وضعفه الألباني في الضعيفة .
 
2- الرواية الثانية: عن عبادة بن الصامت عن النبي قال: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: الْأَبْدَالُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ مِثْلُ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ - عَزَّ وَجَلَّ - كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَكَانَهُ رَجُلًا) رواه أحمد .. قال محققو المسند بإشراف الأرنؤوط: منكر وإسناده ضعيف من أجل الحسن بن ذكوان، وعبد الواحد بن قيس - وهو السلمي - ثم رواية هذا الأخير عن عبادة مرسلة.. ، وضعفه الألباني في الضعيفة ..، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما ..، والإمام العجلوني في كشف الخفاء بعد أن أوضح ما في الحديث من ضعف في بعض سنده إلا أنه قال: وأقول: لكنه يتقوى بتعدد طرقه الكثيرة (كشف الخفاء ج1 ص32 برقم35) .. وذكر هذه الطرق ومنها أحاديث الإمام علي بن أبي طالب السابق ذكرها .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- الحق مع الإمام العجلوني في تقوية الحديث لتعدد طرقه وشواهده الكثيرة .. ولا ينكر هذا إلا مكابر أو لسبب ما في نفسه خاصة لو كان من منهجه تحسين الضعيف بتعدد طرقه وشواهده ..!!
 
2- جملة (مثل خليل الرحمن) التي جاءت في الحديث .. من الخطأ لو فهمت منها أنها مثلية مقام .. لا .. لأن المثلية هنا ليس مثلية مقام وإنما مثلية تشابه في بعض الصفات القلبية .. أي تتشابه قلوبهم مع قلب سيدنا إبراهيم في بعض الصفات .. ولذلك في روايات أخرى يقال أنهم على قلب إبراهيم .. والله أعلم .
 
#- رابعا: أحاديث نبوية (عن عبد الله بن مسعود عن النبي) ..
1- الرواية الأولى: عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: (لَا يَزَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ، يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، يُقَالُ لَهُمْ: الْأَبْدَالُ) - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوهَا بِصَلَاةٍ، وَلَا بِصَوْمٍ، وَلَا صَدَقَةٍ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبِمَ أَدْرَكُوهَا؟ قَالَ: " بِالسَّخَاءِ، وَالنُّصْحِيَّةِ لِلْمُسْلِمِينَ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي: رواه الطبراني من رواية ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الكلبي وكلاهما لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف برقم 5248..، وفي مكان آخر في الضعيفة حكم عليه بأنه ضعيف جدا برقم 1478 ..!!
 
2- الرواية الثانية: عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: (إِنَّ لِلَّهِ فِي الْخَلْقِ ثلاثمِائة قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ آدَمَ .. وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ أَرْبَعُونَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مُوسَى .. وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ سَبْعَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ .. وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ خَمْسَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ جِبْرِيلَ .. وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مِيكَائِيلَ .. وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ وَاحِدٌ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ ..
- فَإِذَا مَاتَ الْوَاحِدُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ .. وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْخَمْسَةِ .. وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ السَّبْعَةِ .. وَإِذَا مَاتَ مِنَ السَّبْعَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ من الْأَرْبَعين .. وَإِذَا مَاتَ مِنَ الأَرْبَعِينَ أَبْدَلَ الله مَكَانَهُ من الثلاثمائة .. وَإِذا مَاتَ من الثلاثمائة أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْعَامَّةِ .. فِبهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمْطِرُ وَيَدْفَعُ الْبَلاءَ" .
- قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ بِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ ؟ قَالَ: لأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِكْثَارَ الأُمَمِ فَيَكْثُرُونَ وَيَدْعُونَ عَلَى الْجَبَابِرَةِ فَيَقْصُرُونَ وَيَسْتَسْقُونَ فَيُسْقَوْنَ وَيَسْأَلُونَ فَتَنْبُتُ لَهُمُ الأَرْضُ وَيَدْعُونَ فَيدْفَع بهم أَنْوَاع الْبَلاءُ) ) رواه أبو نعيم في الحلية وبن عساكر .. وذكره بن الجوزي في الموضوعات .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه موضوع..، وقد سبق تخريج هذا الحديث والكلام عليه في هذه الرسالة فارجع للسؤال رقم (21).
 
#- خامسا: أحاديث نبوية (عن أبي هريرة عن النبي) ..
1- الرواية الأولى: عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَرْزُوق حَدَّثَنَا عَبْد الوهَّاب بْن عَطَاء الْخفاف عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبي قال: (لَنْ تَخْلُوَ الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بِهِمْ تُغَاثُونَ وَبِهِمْ تُرْزَقُونَ وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ) رواه بن حبان في المجروحين .. وقال بن حبان عن عبد الرحمن بن مرزوق أنه: يضع الحَدِيث لَا يحل ذكره إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِي (المجروحين ج2 ص61) ..، وقال السيوطي في (اللآليء ج2 ص280): عَبْد الوهَّاب ضَعِيف..، وَابْن مَرْزُوق يضع .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه حديث موضوع .
 
2- الرواية الثانية: عن ثابت البناني عن أبي هريرة قال: (دخلت على النبي فقال لي : "يا أبا هريرة يدخل على من هذا الباب الساعة رجل من أحد السبعة الذين يدفع الله عن أهل الأرض بهم" .. فإذا حبشي قد طلع من ذلك الباب .. أقرع أجدع على رأسه جرة من ماء .. فقال رسول الله: يا أبا هريرة هو هذا .. (وقال رسول الله ثلاث مرات .. مرحبا بيسار" .. وكان يرش المسجد ويكنسه وكان غلاما للمغيرة بن شعبة) رواه الخلال في كرامات الأولياء .. وهو حديث ضعيف.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- بخصوص تخريج الرواية السابقة .. (أحمد بن علي بن هشام) .. مجهول الحال .. وهو أحمد بن علي التيملي ..، و (الحكم بن سليمان الجبلي) انفرد بتوثيقه بن حبان وترجم له .. برقم12976..، و (سيف بن عمر) وهو التميمي .. قال ابو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء ..، وقال الترمذي : مجهول ..، وقال النسائي: ضعيف ..، وقال الدارقطني كوفي متروك .. (يراجع كتاب الجامع في الجرح والتعديل برقم 1774)..، و(موسى بن أبي عقيل البصري) لم أجد له ترجمه .. وحاله مجهول .. والله أعلم .
 
2- من ناحية اخرى .. سبب إدراج رواية أبا هريرة الثانية في كلامنا عن الأبدال .. لأن البعض قال عن الأبدال أنهم سبعة .. ورواية بن مسعود السابقة أشارت إلى وجود سبعة على قلب إبراهيم .. وسواء رواية أبا هريرة أو بن مسعود بخصوص الرقم سبعة فكلاهما روايات لم يصح منها شيء .. وسندهما تالف جدا خاصة رواية بن مسعود ..!!
 
#- سادسا: أحاديث نبوية (عن عبد الله بن عمر عن النبي) ..
- الرواية الأولى: عن نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي قال: (خِيارُ أُمَّتي في كلِّ قَرْنٍ خَمْسُمِائةٍ ، والأبدالُ أربعونَ ، فلا الخَمْسُمِائةٍ يَنْقُصونَ ، ولا الأربعونَ ، كُلَّما مات رجلٌ أَبْدَلَ اللهُ من الخَمْسِمِائةِ مكانَه وأَدْخَلَ في الأربعينَ مكانَه ، يَعْفُونَ عَمَّن ظلمهم ، ويُحْسِنونَ إلى مَن أساء إليهم ، ويَتَواسَوْنَ فيما آتاهُمُ اللهُ) رواه الطبراني .. وذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال فيه مجاهيل ..، وقال السيوطي في اللآليء (2/279): لا يصح فيه من لا يعرف ..، وذكره الألباني في الضعيفة بأنه حديث موضوع.
 
2- الرواية الثانية: عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن بن عمر عن النبي قال: (لا يزالُ أربعون رجلًا يحفظُ اللهُ بهم الأرضَ كلما مات منهم رجلٌ أبدل اللهُ مكانَه آخرَ وهُم في الأرض كلِّها) رواه الخلال في كرامات الأولياء ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الرواية موضوعة .. وعلتها (محمد بن عبد الرحمن البيلماني) يروي الموضوعات عن أبيه وذكر ذلك بن حبان في المجروحين .. وضعفه السيوطي في الدر المنثور.. والله أعلم.
 
#- سابعا: أحاديث نبوية (عن أبي سعيد الخدري عن النبي) ..
- رواية واحدة .. عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: (إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال، إنما دخلوها برحمة الله، وسخاوة النفس، وسلامة الصدور، ورحمة لجميع المسلمين) رواه أبو بكر الكلاباذي في مفتاح المعاني والبيهقي في الشعب .. قال الألباني: ضعيف جدا وذكر علة هذا الحديث في السلسلة الضعيفة .
 
#- ثامنا: أحاديث نبوية (عن معاذ بن جبل عن النبي) ..
- رواية واحدة .. عن عبد الرحمن بن غُنم عن معاذ بن جبل عن النبي قال: (ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فهو مِنَ الأبدالِ : الرِّضا بالقضاءِ ، و الصبرُ عنْ محارِمِ اللهِ ، والغضبُ في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ) رواه الديلمي في الفردوس .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه حديث موضوع .. لوجود ميسرة بن عبد ربه، فإنه كذاب وضاع مشهور بذلك.
 
#- تاسعا: أحاديث نبوية (عن عوف بن مالك عن النبي) ..
- رواية واحدة .. عن شهر بن حوشب قال: (لمَّا فُتِحَت مصرُ سبُّوا أهلَ الشَّامِ فأخرَج عوفُ بنُ مالكٍ رأسَه من برنس ثُمَّ قال يا أهلَ مصرَ لا تسبُّوا أهلَ الشَّامِ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول فيهم الأبدالُ فبهم تُنصَرونَ وبهم تُرزَقونَ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه عمرو بن واقد، وقد ضعفه جمهور الأئمة، ووثقه محمد ابن المبارك الصوري، وشهر اختلفوا فيه، وبقية رجاله ثقات ..، وذكره الألباني في الضعيفة ..
 
#- عاشرا: أحاديث نبوية (عن واثلة بن الأسقع عن النبي) ..
- رواية واحدة .. عن عبد الله بن عامر عن واثلة بن الأسقع عن النبي قال: (ستكونُ دِمشقُ في آخرِ الزمانِ أكثرَ الْمُدُنِ أهلًا ، وهى لأهلِها مَعقِلٌ ، وأكثرُه أبدالًا ، وأكثرُه مساجدَ ، وأكثرُه زهادًا ، وأكثرُه مالًا وأكثرُه رجالًا وأقلُّه رجالًا وأقلُّه كفارًا ..) رواه بن عساكر .. قال الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام ما هو ملخصه من لفظه: حديث منكر، تفرد بروايته محمد بن إبراهيم .. وترجم له ابن عساكر، ولم يذكر له تعديلًا، فهو مجهول الحال، وسائر رواة الحديث ثقات غيره، فالحمل فيه عليه، ويظهر من أحاديثه التي يرويها عن الثقات أنه منكر الحديث، كهذا الحديث . (تخريج أحاديث فضائل الشام ص45).
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أظن للحديث علة أخرى .. وهي (أبو سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني) وهو مجهول الحال ولم أجده في أي من كتب التراجم .. وذكره بن عساكر أكثر من مرة في تاريخ دمشق وذكره الأصبهاني في تاريخ أصبهان في رواية .. وليس له ترجمه ولا جرح فيه ..!! والله أعلم .
- أما عن (محمد بن أحمد بن إبراهيم) فقد ترجم له بن عساكر في تاريخ دمشق برقم 5869 .. وهو مجهول الحال كما ذكر الألباني .
 
#- الحادي عشر: أحاديث نبوية (عن أم سلمة عن النبي) ..
- رواية واحدة ولها عدة طرق .. عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِ جَيْشًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ، فَإِذَا بَلَغَ النَّاسَ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ أَهْلِ الشَّامِ وَعِصَابَةُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايعُونَهُ ....) رواه أحمد وأبو يعلى وبن حبان وأبو داود والطبراني .. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ..، وقال الإمام بن القيم في المنار المنيف برقم 331: والحديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح ..، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج بن حبان: فيه محمد بن يزيد بن رفاعة وإن كان ضعيفا قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين ..، وضعفه الألباني في تخريج بن حبان وفي الضعيفة برقم 1965 وقال في رواية أبي داود: "ورجاله كلهم ثقات غير صاحب أبي خليل، ولم يسم، فهو مجهول" ..، وقال محققو المسند: حديث ضعيف.
 
- وفي رواية بلفظ: (يُبَايِعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ، فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَبْدَالُ أَهْلِ الشَّامِ، فَيَغْزُوهُ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ ...) رواه الطبراني والحاكم .. وقال محققو المسند تعليقا على هذه الرواية: وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: أبو العوَّام عمران ضعَّفه غير واحد، وكان خارجياً.
 

#- الثاني عشر .. حديث مرسل (أي يقوله تابعي) عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- ونكتفي برواية واحدة .. وهي رواية الحسن البصري (تابعي) عن النبي ..
- عن صالح المري قال: سمعت الحسن يقول: ... فذكره مرفوعاً بلفظ: (إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة، ولا صوم، ولا صدقة، ولكن دخلوها برحمة الله، وسخاوة النفس، وسلامة الصدر) .. وقال الألباني هو حديث مرسل .. وصالح المري ضعيف.. (راجع الضعيفة ج11 ص402).
 
#- وختام الكلام على الروايات السابقة المرفوعة للنبي:

1- فإن فيها ما هو ضعيف وهو الغالب وفيها ما هو حسن وهو القليل وفيها ما هو المكذوب وهو قليل .. وقد أتيت بكل الروايات المرفوعة التي ذكرها الإمام السيوطي في رسالته (الخبر الدال) ..
- وقد سبق تحقيق بعض الأحاديث الموقوفة والآثار المروية عن بعض التابعين والتي أتى ذكرها في رسالة (الخبر الدال) في السؤال رقم (34) في الاخبار الواردة عن جماعة الأوتاد ..
- ويتبقى إن شاء الله تحقيق الروايات التي قيلت في النجباء والرفقاء ويكون بذلك إن شاء الله تمت تخريج كل روايات رسالة (الخبر الدال) للإمام السيوطي .
 
2- ومجموع الروايات يشهد بوجود طبقة من الأولياء لها وصف الأبدال .. ولم ينكر ذلك حتى الذين اعترضوا على الأحاديث السابقة كلها .. وسيأتيك بيان ذلك في سؤال خاص إن شاء الله ..
 
3- وعندي استغراب شديد جدا على منهجية الشيخ الألباني ومحققو المسند في التعامل مع أحاديث الأبدال .. وخاصة حديث أم سلمة .. حيث أن كلا الطرفين قد خالف منهجيته في تخريج هذه الأحاديث بالذات .. وهذا يجعل العقل يضع علامات استفهام كثيرة .. بل وقد يترك في النفس شبهة وشك في حكمهم على الأحاديث التي فيها خلاف طائفي .. !!
 
- ولكن ما الذي جعلني أقول بما سبق وما هو دليلي عليه ؟!!
- هذا هو ما سنتابعه في السؤال التالي .. إن شاء الله تعالى .
  

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 6 تعليقات:

  1. بارك الله في مجهودك استاذنا الفاضل
    وفعلااا كما ذكرت في البداية .. فإن الاحاديث عن الابدال وعلى كافة درجاتها فليس فيها مايشير الى صفة التصريف في الكون .. بل صفات نفوس زكت وقلوب طهرت وارواح ارتقت بحسن الأدب مع الخالق والخليقة .. فمن اين جاء التقديس للاولياء كما نسمع ونرى اليوم !!

    ايدك الله ووفقك فيما هو آت
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا أستاذ على الموضوع
    ********
    ** نعود و نكمل و ننقل لكم بعض ما جاء من تسجيلات الاستاذ خالد لسنة 2021:

    1- لو وجدت نفسك مثلا ذهبت لعالم ثاني ( آخر ) و تحدث لك أشياء ممكن تجننك .. فقل " يا رب خلينا مرتبطين بالعالمين مع بعض " ( اللهم احجبني بك عن غيرك ).
    2- الدخان " شرب السجائر و الشيشة .... " يفسد عليك مجلس الذكر ( لا حضور لأهل الله ). فأي واحد يريد قطع عادة التدخين أو أي عادة فيكفيه قول يا رب و لكن بعزيمة و الدعاء و القرب إلى الله...
    3- المطلوب: ليس له تعلق - و لو بشعرة - بالعالم الروحاني، لا يهمه في شيء و لا على باله حكاية الروحانيات، و كاذب من يقول لك أنه مطلوب و في نفس الوقت يقول لك أنا معي أو عندي روحانية.
    لن تجد أحدا من أهل الله " الحقيقيين " يقول لك أنا عندي روحانية أو معايا كذا و كذا .. ما عدا لو كان له حديث مع الناس و الكرامات تحصل بينهم و يرفض أن يحكي عنه أحد ذلك .. إلا بعد موته حتى لا تحدث فتنة.

    ردحذف
  3. - عندما تقول أن عندك ملائكة و قادر عليهم يعني عاوز تقول إنك بتتصرف فيهم كيفما تشاء وقت ما تشاء، و لماذا أصلا ستقول ذلك؟!!!! هذا ما يجب أن نفهمه
    - فممكن و ببساطة تقول و تطلب من الله المدد:
    مدد منك يا ألله يا من ليس له شريك و لا ولد " مدد يا الله مدد يا ألله .. تطلب دونما تحديد نوعه". و ندعو الله من واسع فضله.
    - ممكن يكون المدد:
    ( كن فيكون ) أو ( عزيمة مع وجود ابتلاء مما يترتب عنه ترقية عند الله ) أو ( إنسان يساعدك ) أو أو...

    ردحذف
  4. استاذنا الحبيب أ/ خالد
    جزاكم الله عنا كل خير واعانكم علي ماتبزلوه من وقت ثمين وجهد عظيم لكي تصل هذه الرسالة وكل الرسائل التي تحققوها بفضل الله الي كل مسلم .. ندعو الله ان يحسن اليكم من عظيم احسانه وفضله بما هو اهله فاللهم امين .
    نعم والله لقد استغربت مثل حضرتكم علي منهجية الشيخ الألباني ومحققو المسند في التعامل مع هذه الاحاديث! وانتظر التوضيح من حضرتكم في السؤال التالي باذن الله .. اعانكم الله وامدكم بمدده .. اللهم أمين
    اللهم صل لي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

    ردحذف
  5. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل أعانك الله على ما كلفك
    جعلك الله تنطق وتكتب بالحق دائما أبدا ثابت على الحق ومتبع لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
    ..............................................................
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  6. جزاك الله الجنة و والديك أستاذنا .. و بارك الله فيك على مجهوداتك .. موضوع جميل

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف