ج44: رسالة الحق والنور - كيف نقبل أحاديث تتكلم عن أن النبي تم سحره وهو معصوم بنص القرآن - كيف تقول الأحاديث أن النبي صعد للسماء في المعراج في حين أن هذا مخالف للجاذبية الأرضية فضلا عن كونه سيختنق لعدم وجود هواء بل وسيتمزق من الضغط الخارجي إلى أشلاء .

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الرابع والأربعون)

* فهرس:

:: الفصل الثالث والأربعون :: تابع/ تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::
1- س123: كيف نقبل أحاديث تتكلم عن أن النبي تم سحره وهو معصوم بنص القرآن ؟ 

2- س124: كيف تقول الأحاديث أن النبي صعد للسماء في المعراج في حين أن هذا مخالف للجاذبية الأرضية فضلا عن كونه سيختنق لعدم وجود هواء بل وسيتمزق من الضغط الخارجي إلى أشلاء ؟

  *************************

:: الفصل الثالث والأربعون ::

:: تابع/ تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::

************************

(شبهة تاسعة/ عن تناقض بين الأحاديث والعقيدة)

 

..:: س123: كيف نقبل أحاديث تتكلم عن أن النبي تم سحره وهو معصوم بنص القرآن ؟ ::..

 
- قال منكروا الأحاديث النبوية وكثير من العلماء أيضا المثبتون للأحاديث النبوية .. كيف يتم سحر النبي .. وهو معصوم من الناس ؟!! وكيف نقول عنه أنه مسحور وهذا قول الكفار فيه حيث لو قلنا بذلك لكان هذا تأكيد لما قاله الكفار فيه فعلا ..!! ولا يخفى ما في الأحاديث متناقضات وتعارضات لا تخفى على بصير ..!! فكيف نقبل أحاديث مثل هذه ..؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: بداية هذه قصة تروى عن موقف في حياة النبي وليس فقه تشريعي في الدين .. حتى تنكر الأحاديث النبوية أن يكون لها صفة تشريع .. أما عن كونه عقيدة فيما يمكن أن يصيب النبي أم لا يصيبه .. فهذا شيء آخر ..

 

- ثانيا: العصمة للنبي صلى الله عليه وسلم لا تعني العصمة من نزول الإبتلاء به .. وإنما تعني العصمة والمنعة من القتل الذي يمنعه من تحقيق رسالته .. لأنه لو كانت العصمة تعني منع الإبتلاء لكان ذلك مخالف لقوانين الله في الكون فضلا عن مخالفته للقرآن والسيرة النبوية .. حيث كما هو معلوم قد تم إصابة النبي صلى الله عليه وسلم في المعارك وكسرت رباعيتة (بعض أسنانه) .. وشتمه الكفار وأساؤوا إليه وكانوا سببا في خروجه من مكه وحاربوه .. فكل هذا لم يكن في عصمة من حدوثه معه .

 

- فالعصمة هي عصمته من أن ينالوه بقتل حتى تتحقق رسالته ويتمها على الوجه الأكمل .

  

- ثالثا: أما عن استدلاله بآية (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا) الفرقان8 .. لو كان المنطق هو انه لو قلنا أن النبي حدث له نوع من السحر نكون بذلك اتبعنا قول الكفار فيه ونكون ظالمين .. فهذا منطق فاسد وبليد أن نجعل من قول الكفار إرشاد لنا .. ليه ؟!! لستة أسباب:

1- فإذا كانت كل مقولة للكفار يقولوها لا نعتمدها .. وأن هذا هو المنطق في الإحتجاج بكلام الكفار .. فعلى هذا لو قال الكفار أن النبي هو رسول الله فلا نصدقهم ؟!! كما قال المنافقين ..(إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) المنافقون1 .. ولذلك لا تقل أنه رسول الله ؟!! اهذا كلام عقلاء ؟!!

2- وعلى هذا المنطق فلو قلت أنني متبع للنبي فيكون كلام الكفار صحيح في أني متبع رجلا مسحورا .. لأن الذي يقال على قول الكفار في كلمة (مسحور) يقال أيضا على كلمة (تتبعون) لأن كلاهما من قول الكفار .. !! فكيف يقول العقلاء بمثل هذا الفهم البليد ..!!

3- وبنفس هذا المنطق .. لما قالت قريش حينما رأوا معجزات الرسول قالوا أنه ساحر .. (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) الْقَمَر2 .. فهل معنى هذا ننفي آيات الله حتى ننفي عن النبي أن ما أتى به ليس بسحر .. لأننا لو قلنا حينئذ أن النبي أتى بالأيات فهذا معناه أنه ساحر أتى بسحر كما قال الكفار ..؟!!

- أهذا كلام يعقله عاقل ؟!!

4- وعلى هذا المنطق .. يكون قولنا أن موسى حدث له سحر تخييل هو تأكيد لقول فرعون له (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً) الإسراء101 .. !! أهذا كلام عقلاء ؟!!

5- وكأن صاحب هذه الفكرة .. يرى أن السحر هو سُبة للإنسان ونقيصة فيه ..!! فعلى هذا يكون ما حدث لموسى من تخييل السحر هو نقيصة فيه وسُبة له ..!! وأن حدوث السحر لأي شخص هو نقيصة له ..!! أهذا كلام عقلاء ؟!!

6- أما عن استدلاله بآية (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا) الفرقان8 .. فلعله لم ينتبه إلى تنوين التمكين في قوله (رجلا) وقوله (مسحورا) ؟

أ- تنوين التمكين في كلمة (رجلا) أفاد قولهم بذلك أنه مجرد رجل منزوعا عنه أي وصف فيه دلالة على نبوته ورسوليته ..!!

- فهل يوجد مؤمن يتهم النبي في دعوته وينفى عنه رسالته ؟!! بكل تأكيد .. لا ..

- فكيف حينئذ تساوي بين قول الكفار في النبي بأنه مجرد رجل .. وقول المؤمنين فيه بأنه نبي رسول ؟!!

ب- أما عن تنوين التمكين في كلمة (مسحورا) أفاد أنه مصاب بسحر تمكن منه وغلب عليه في عموم وقته فكان كالمجنون الذي يتعامل مع عالم الخيال ولا يميز بين الواقع والخيال .. حتى غلب عقله أغلب الوقت ..

- ولم يقل أحد من المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (مسحورا) أي متمكنا منه السحر حتى غلب على عقله غالب وقته ..!!

- فهل يوجد مؤمن يقول بذلك ؟ بكل تأكيد .. لا ..

- فكيف حينئذ تساوي بين قول المؤمنين في النبي بأنه حدث له عارض من سحر .. وبين قول الكفار بانه متمكن فيه السحر حتى غلب على عقله ؟!!

- فموسى والنبي عليه السلام لم يكن لديهم تمكين سحر .. ولا يمكن أن يتصوره عقل .. !! فهل الذي تحدث أمامه خدعة سحرية يعني أنه مسحور ؟!! ما هذه البلادة في التفكير ..؟!!

- فكيف تستدل يا من تزعم العقل الرشيد بعد كل ما سبق بقوله تعالى: (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا) .. وتشبه فيه حال المؤمنين بالكافرين ..؟!! فإذا كان هذا قول العقل الرشيد فماذا يقول العقل البليد ؟!!

- رابعا: أما عن كونك معترضا على أن في الحديث قيل فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم (يخيل إليه) .. فلماذا لم تعترض على الله حينما قال عن موسى انه يخيل إليه ؟!! ألم يقل تعالى (قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى . قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى . فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى . قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) طه65-68.

 

- خامسا: ما هي حدود تأثير هذا السحر ؟ لأنه من الخطأ أن يتصور أحد كما تصور البعض أن سحر التخييل له تأثير على القوى الذهنية أو العقلية .. فهذا كلام غير صحيح .. لأن الأصل في سحر التخييل إنما يقع على إدراكات الإنسان المرئية وما حدث لموسى عليه السلام .. إنما كان حدث أمام عينه كظاهرة السراب تماما .

 

- فالعين ترى ما تستطيع إدراكه ولكن المخ يترجم ما تراه العين .. وإلا فكيف لا يرى الأعمى ظاهرة السراب .. ولماذا قال تعالى لموسى (رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا) النمل10 .. وقال فيمن حضر مشهد السحر من شعب مصر (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) الأعراف116 ..

 

- إذن فالمسألة تتعلق بالرؤية العينية ولا علاقة لها بكون سحر التخييل يؤثر في العقل .. لا .. سحر التخييل يؤثر في العين وليس في العقل .. والقرآن يثبت ذلك .. وليس بعد كلام الله أي كلام آخر .. فالمسألة تتعلق بالرؤية العينية أي بالإدراك العيني البصري .. ومن يقل بانها تتعلق بالإدراك العقلي فقد أخطأ كثيرا ولم يركز في كلام الله جيدا ..    

 

- سادسا: أما عن الأحاديث .. فلا اختلف أن فيها كم من التناقضات والمعارضات ما لا يجعلها تتفق بأي حال من الأحوال ويدعو في نهاية الأمر إلى أن هناك شك في هذه الروايات .. ولكن الذي أحسبه واكتفي به هو ما ورد في البخاري وكفى وما عدا ذلك .. فلا مجادلة فيه .. لأنه نكون بين احد امرين إما أن نترك الروايات كلها .. أو تكون أحداهن هي الصحيحة فقط .. وهذا هو ما أميل إليه .. ولهذا رسالة خاصة للكلام على هذه الأحاديث وبيان التناقض فيها حيث لابد أن يزرع هذا التناقض نوع من الشك في نفس أي مؤمن .. ولكن في الرسالة نكتفي بالصحيح منها فقط وهو ما ذكره البخاري فقط أو ما لا يعارضه من روايات أخرى .. وأرجو من الله تيسير إخراج هذه الرسالة .

 

- سابعا: وسواء كان هناك روايات تقول بحدوث سحر للنبي أو لا يوجد روايات .. فهل حدوث السحر ممتنع أن يحدث للنبي صلى الله عليه وسلم ؟!! بكل تاكيد .. لا .. وإلا فما هذا التخييل الذي حدث لموسى عليه السلام وكيف رآى الحبال والعصي تسعى .. حيث قال تعالى (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه66. ؟!!

 

- وبهذا يكون الرد على هذه الشبهة .. ولها مزيد من الأسئلة والإجابات في رسالة (السحر في القرآن الكريم – معرفة غيبية ممتعة) .. يسر الله إخراجه بإذن الله .. والحمد لله رب العالمين .

 

 ****************************

 

(شبهة عاشرة/ عن تناقض بين الأحاديث مع القرآن والعلم)

 

..:: س124: كيف تقول الأحاديث أن النبي صعد للسماء في المعراج في حين أن هذا مخالف للجاذبية الأرضية فضلا عن كونه سيختنق لعدم وجود هواء بل وسيتمزق من الضغط الخارجي إلى أشلاء ؟ ::..

 

- قال بعض منكروا الأحاديث النبوية والمعراج النبوي .. تحت عنوان خرافة المعراج النبوي .. عقلا وعلما وشرعا ..!!

- فعقلا وعلما .. لا يمكن حدوث ذلك عقلا .. وكل ما ينافي العقل فهو باطل .. وإلا فكيف يصعد للسماء ضد الجاذبية الأرضية وكيف تنفس في الفضاء ولا هواء فيه وكيف لم ينفجر جسده إلى أشلاء لأن سرعة البراق مع احتكاك البدن بالهواء يولد نارا فيحترق ..!!

 
- فهذه أحاديث لا يمكن تصديقها لمخالفتها للعلم والعقل ..!!

 

- بل ولا دلالة في القرآن على المعراج .. بل وحدوث المعراج فيه مخالفة للقرآن حيث يقول تعالى: (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)الإسراء/93 .. وهذا دليل على محال حدوث ذلك وقوله (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) دليل على النفي وعدم إمكانية حدوث ذلك ..!!

 

- وكيف يكون المعراج وهو حدث مهم مثل ذلك .. ولا يذكره القرآن واكتفى بالإسراء فقط ؟!!

 
- أما عن كون المعراج هو خرافة .. فيكفي أنه مذكور في الديانة الزرادشتية ما هو شبيه لهذا المعراج ..!!
 

-  فضلا عن أننا نقول بأن الإسراء هو بالروح فقط .. ولا دلالة على أنه بالجسد .. !!

 

- فكفاكم جهل وتعلق بالخرافات والنصوص التي كتبها القصاصين وجعلوا منها أحاديث ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من المفترض أن يقول هذه الشبهة جماعة الملحدين وليس أحد من جماعة المؤمنين ..!! ولكن كما سبق وأوضحت أن البعض منهم لديه هواية جمع شبهات الملحدين ليثير بها الشكوك في نفوس المؤمنين ..!!

 

- أولا: عموما طالما هؤلاء القرآنيين يحترمون القرآن ويقدسونه كما يزعمون .. فالمشكلة ليست في الأحاديث التي يطعنوا فيها وإنما في عقولهم التي يقرأوا بها القرآن .. ليه ؟!!

 

- لأن قولهم عن كيف وكيف وكيف .. فهذا فيه مخالفتين في العقيدة :

- المخالفة الأولى: اعتراض وإنكار للقدرة الإلهية في مخالفتها الأسباب ..

- المخالفة الثانية: بما قالوه يكونوا اتهموا الله بأنه محكوم بقانون الأسباب وليس هو الحاكم على الأسباب .. وهذا في ذاته كفر ..!!

 

- وكأنهم نسوا أنهم يتكلمون عن نبي رسول .. ويتعامل مع القدرة الإلهية الخالقة للأسباب ..!!

 

- ثانيا: أما عن بحثهم للكيفية فهذا يجعلنا نظن أن هؤلاء جهلاء فعلا ولم يبصروا من القرآن أي علم او معرفة .. لأنه ببساطة نقول له:

- وكيف رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ؟

- كيف فلق موسى البحر؟ وكيف نجا ابراهيم من النار؟  وكيف سخر سليمان الجن والشيطان؟ وكيف أحيا الله إانسان بعظمة بقرة مذبوحة كما في قصة بقرة بني إسرائيل؟ وكيف أحيا عيسى الموتى وكيف شفى الاعمى والأبرص؟

 

- فإذا عقلوا أن هذه أمور قد حدثت للأنبياء والمرسلين وكلها مثبت في القرآن .. وجميعها مخالف لقانون الأسباب .. فنقول لهم حينئذ: لماذا أنكرت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون معراجه مخالف لقانون الأسباب ؟!! أم أنك تظن أن القدرة الإلهية لا سلطان لها على قانون الأسباب الفلكية ولها قدرة فقط على الأسباب الأرضية ؟!! أم أنك ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستحق أن تحدث له كرامة من الله ؟ أم في نفسك تحمل شيئا من الغل كلما ظهرت كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

 

- ثالثا: أما عن قولك بأن حدوث المعراج فيه مخالفة للقرآن .. ثم استدللت بقوله (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)الإسراء/93 ..

 

- ونذكر نص الآيات حتى يتبين الأمر .. حيث قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) الإسراء90-93.

 

#- فاستدلالك الذي استدللت به باجتزاءك من الآيات ما يناسب هواك .. ودون أن تعقل ما تستدل به .. فهذا إن دل فإنما يدل على أنك إما جاهل وإما غبي أو متعمد الكذب على الله أو متعمد إرجاف نفوس المؤمنين بالشبهات .. ليه ؟!!

 

1- لأن الآية ليس فيها أي نفي أو قبول لرقي النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء .. وإنما الله طلب من النبي أن يقول لهم أن هذا ما لا قدرة له عليه لأنهم طلبوا ما لا قدرة عليه من نفسه .. ولكن لم تنفي الآية حدوث ما فيه قدرة من ربه .. وإلا فكيف نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ..؟!!

 

2- ثم أن الآيات تتكلم عن معجزات مرئية .. وليس مجرد حدوث معجزات ويحكي عنها النبي .. يريدون معراج مرئي أمام اعينهم .. ولذلك قالوا أن يأتيهم بكتاب وكل ذلك وهم يشاهدون .. وإلا فما فائدة أن يخبرهم بأنه حدث له معراج ..!! فهم يطلبون منه مشاهدة حسية لحظية .. والقرآن بالرغم من ذلك لم ينفي ولم يجيز ذلك .. لأن الكفار طلبوا من النبي أن يفعل ولم يطلبوا من الله أن يفعل له .. ولذلك جاء الرد (بشرا رسولا) ..!! فكيف يفعل ما لا قدرة له عليه ؟!!

- ولو كانوا صادقين في دعواهم .. لكانوا آمنوا بما أنزل إليهم من كتاب الله .. ولكن لم يؤمنوا .. وحدث الإسراء ولم يؤمنوا .. ولو حدث المعراج أمام أعينهم ما آمنوا أيضا ..!!

- فالآية لا تتحدث عن معراج يفعله الله لنبيه بقدرة منه كما اشار هذا المفتري على كلام الله بالباطل .. لا .. وإنما تتكلم عن طلب من الكفار أن يفعل لهم النبي معراج أمام أعينهم .. ولو فعل لقالوا ساحر ..!!  

 

3- وبما أن الآية ليس فيها نفي لتحقيق ما هو مطلوب .. وصاحب الشبهة أثبت النفي في الآية .. فليأت بدليل النفي وإلا فهو كاذب على الله بكل تأكيد ..!! ثم ليأت بدليل النفي على فعل الله معراج للنبي صلى الله عليه وسلم بقدرة منه عز وجل .. فإن لم يأت بدليل النفي فهو كذب لثاني مرة على الله لحكمه على الله بما لم يقل به ..!!

- أفلا يعقل هذا المستدل بالآية أم على القلوب اقفال ؟!!

 

- رابعا: أما عن قولك بانه كيف يكون المعراج بهذه الأهمية ولم يذكره القرآن .. !!

- كما أن الصلوات الخمس من الأهمية البالغة في العبادة .. ولم يذكرها القرآن إلا مجرد طلب المحافظة عليها ..!! فهل نسى الله أن يذكر تفاصيل الصلاة بالرغم من أهميتها القصوى وهي أساس العبادة مع الله ؟!!

 
- فلست أنت أيها البليد من تحدد ما هو المهم والأهم في كلام الله .. حتى تحكم على الله بما يخبرنا به وما يوكل أمره لرسول الله ليخبرنا به .. حيث أن كونك جاحدا للحديث النبوي فهذه مشكلتك الخاصة .. وكونك تقرر على الله ما يذكره وما لا يذكره فهذه أيضا مشكلتك مع الله .. وكونك تنكر ما هو متواتر عند المسلمين ولم ينكره أحد إلا من سلك غير سبيل المؤمنين فهذه مشكلتك أيضا وأمراضك الخاصة التي عليك أن تواجهها .

- ولسنا في حاجة لنحتج عليك بما جاء في سورة النجم لبيان المعراج النبوي .. حتى لا تعترض باختلاف المفسرين فيها ..!! بل يكفي ما قلناه .. ففيه الكفاية لذي عقل رشيد ..!!

 

- خامسا: أما قولك أن هذا المعراج في عقيدة زرداشت .. فهذا مطلق الكذب منك في المعلومات .. فإذا كان زرادشت قبل النبي صلى الله عليه وسلم بألفي عام .. ولا نعلم كيف تم تجميع كتابهم المقدس هذا بعد أن محى الأسكندر الأكبر كل ما هو خاص بالزرادشتية .. ثم حدث تجميع للمقدسات الزرادشتية في العصر المتأخر وظهر نسخة من كتابهم المقدس منذ ما يقرب من أقل من ألف عام .. أي بعد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قرون .. فما يدرينا لعل هؤلاء الزرادشتين قد أخذوها من عقيدة المسلمين وقاموا بتلفيقها لزرادشت بتاعهم .. حيث أن فارس وهي موطن زرادشت قد فتحها المسلمين وعاشوا فيها حتى يومنا هذا .. فمن باب أولى تقول أن هؤلاء سرقوا قصة المعراج من عند المسلمين وليس العكس ..!!
 
- فإذا أردت أن تقارن .. فقارن بدون كذب في المعلومات وأنت تعلم ذلك .. طالما قارنت بين حالات ..!!
 
- سادسا: أما عن كونك تريد الذهاب إلى أن الإسراء هو إسراء روحي ..
- في قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا) الإسراء1.. فهذا لا محل له في الشبهة لتذكره .. وإن كان ما ذكرته فهو محل توهم منك لأن الإسراء بالنفس النبوي (أي جسدا وروحا) .. ودليل ذلك :
 
1- كلمة (بعبده) .. لا تقال للروح .. وإنما تحتاج إلى نفس لها تكليف .. والنفس مجموعة من الجسد والروح .. حتى يكون لها تكليف .. وإلا فكيف يكون العبد عبدا وهو لا تكليف له وبدون جسد وروح ..؟!!
 
- ولو قلت أن الملائكة عباد الله وهي أرواح .. قلت لك: هذه بلادة عقلية اخرى منك .. لأنه حتى الملائكة لها جسد روحاني وسميت أرواح لكونها غير مرئية للإنسان ولكنها في حقيقتها لها كيان جسدي روحاني لأنها مخلوق وكل مخلوق وله كياني جسدي وإن كان يختلف ماهيته أو حقيقته ..!!
 
- فإذا كان الإسراء بالنفس فالمعراج بالنفس أيضا .. فالذي خرق قانون العادة هنا هو الذي يخرق قانون العادة هناك ..!!
 
2- ولو كان الإسراء بالروح في المنام .. فلماذا اعترض عليه كفار قريش وقاموا بتكذيبه ؟!! فهل الذي يرى في المنام رؤية يتم تكذيبه ؟!!
 
3- ولو كان الإسراء بالروح في المنام .. فما هي المعجزة حينئذ للنبي ولما يهتم بها الله حتى ينزل فيها قرآن في أول آية للسورة ؟!!
 
4- ولو كان الإسراء بالروح في المنام .. ما الفرق حينئذ بين النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الناس .. لأن كثير من الناس حتى الكفار يحدث لهم أحيانا معراج روحي في المنام فيدرك من الأمور الغيبية ما يدركه .. كما رأى حاكم مصر في عهد يوسف عليه السلام الرؤيا التي رآها وهي تعتبر من عالم الغيب .. !!
 
- وبهذا يكون ختام الرد على هذه الشبهة .. والحمد لله رب العالمين .

- وبعدها ننتقل للجزء الأخير من رسائل الحق والنور .. وهو رسالة عن التعريف بصحيح البخاري - وكيف كذبوا وافتروا عليه) .. إن شاء الله تعالى ييسر في كتابتها .

 ***************************

********************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..