الروحانيات فى الإسلام: ج38: رسالة الحق والنور - كيف يكون هناك عذاب أو نعيم في القبر وإلا لكان أدرك ذلك من أماته الله مائة عام ثم بعثه ولكان بني اسرائيل أدركوا ذلك لما أماتهم الله بالصعق ثم بعثهم - كيف يكون في القبر عذاب أو نعيم والموت يأتي للإنسان مرة واحدة وهي عند خروج روحه - كيف يتم معاجة التناقض الظاهري في آيات القرآن التي تكلمت مرة عن موتة واحدة ومرة عن موتتان ومرة يظهر وجود موت آخر خلاف ذلك - كيف يكون في القبر حياة والقرآن أثبت أن الحياة مرتين فقط عند الحياة وعند البعث من القبور - هل الحياة البرزخية للشهداء وآل فرعون تندرج في الحياتين اللتين ذكرهما القرآن أم لا .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

Textual description of firstImageUrl

ج38: رسالة الحق والنور - كيف يكون هناك عذاب أو نعيم في القبر وإلا لكان أدرك ذلك من أماته الله مائة عام ثم بعثه ولكان بني اسرائيل أدركوا ذلك لما أماتهم الله بالصعق ثم بعثهم - كيف يكون في القبر عذاب أو نعيم والموت يأتي للإنسان مرة واحدة وهي عند خروج روحه - كيف يتم معاجة التناقض الظاهري في آيات القرآن التي تكلمت مرة عن موتة واحدة ومرة عن موتتان ومرة يظهر وجود موت آخر خلاف ذلك - كيف يكون في القبر حياة والقرآن أثبت أن الحياة مرتين فقط عند الحياة وعند البعث من القبور - هل الحياة البرزخية للشهداء وآل فرعون تندرج في الحياتين اللتين ذكرهما القرآن أم لا .

            بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء الثامن والثلاثون)

* فهرس:
:: الفصل السابع والثلاثون :: تابع/ تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::
1- س105: كيف يكون هناك عذاب أو نعيم في القبر وإلا لكان أدرك ذلك من أماته الله مائة عام ثم بعثه ولكان بني اسرائيل أدركوا ذلك لما أماتهم الله بالصعق ثم بعثهم ؟
2- س106: كيف يكون في القبر عذاب أو نعيم والموت يأتي للإنسان مرة واحدة وهي عند خروج روحه ؟
3- س107: كيف يتم معاجة التناقض الظاهري في آيات القرآن التي تكلمت مرة عن موتة واحدة ومرة عن موتتان ومرة يظهر وجود موت آخر خلاف ذلك ؟
4- س108: كيف يكون في القبر حياة والقرآن أثبت أن الحياة مرتين فقط عند الحياة وعند البعث من القبور؟
5- س109: هل الحياة البرزخية للشهداء وآل فرعون تندرج في الحياتين اللتين ذكرهما القرآن أم لا ؟
 *************************
:: الفصل السابع والثلاثون ::
:: تابع/ تناقضات بين الأحاديث والآيات القرآنية والعقيدة ::

************************
  
..:: س105: كيف يكون هناك عذاب أو نعيم في القبر وإلا لكان أدرك ذلك من أماته الله مائة عام ثم بعثه ولكان بني اسرائيل أدركوا ذلك لما أماتهم الله بالصعق ثم بعثهم ؟ ::..
 
- من جملة ما تجده على الانترنت .. تجد بعض من جماعة الأريكة الجاحدون لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. يحتج على إنكار عذاب القبر قائلا: لو كان هناك عذاب أو نعيم في القبر لكان أدرك ذلك من أماته الله مائة عام ثم بعثه ولكان بني اسرائيل أدركوا ذلك لما أماتهم الله بالصعق ثم بعثهم ؟
- فأي عاقل يصدق بعد ذلك أن هناك نعيم أو عذاب في القبر ؟!!
 
- ودليلهم في ذلك هو:
- قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة259.
 
- قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة55-56.
 
- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) البقرة243.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما ذهب إليه بعض هؤلاء الجاحدون للأحاديث النبوية .. والمنكرون لعذاب القبر .. إن كان استدلالهم بالآيات التي استدلوا بها .. فيها دلالة على شيء .. فإنما فيها دلالة على غباء محكم في فهم كلام الله .. ليه ؟!
 
#- لسبب بسيط ..
- يقول تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف34.
- ويقول تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) النحل61.
 
- فلو كان ما حدث مع بني اسرائيل أو مع الذي أماته الله فأحياه بعد مائة عام أو مع الألوف الذين ماتوا فأحياهم .. هو انتهاء أجلهم .. لكان ذلك مخالفا لقوله تعالى السابق (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) .. لأن الموت المحتم لا رجعة فيه للكسب في الحياة الدنيا مرة أخرى ..
 
- فتبين من ذلك أن هذا الموت الذي حدث لهم .. إنما هو جزء من قدرهم في الدنيا .. كحال النائم في الإنسان الحي فهم شبيه الميت ولكن لساعات قليلة .. وهذا النوم هو جزء من قدر الإنسان .
 
- فمن يزعم من جماعة الاريكة أن موت بني اسرائيل أو الذي مات مائة عام .. فقد أخطأ في حق الله مرتين:
 
- الخطأ الأول: لو زعم بأن الموت هو إشارة لانتهاء أجلهم .. وهذا لا يمكن بدليل أن الله أحياهم وتركهم يسعون في الأرض .. ويكون قد قال على الله بما لم يقل به جل جلاله ..!!
 
- فإذا لم يزعم أن المقصد في الآيات التي استدل بها هو انتهاء الأجل فلماذا يحتج بهذه الآيات من أساسه حينئذ حيث أن نعيم او عذاب القبر يأتي بانتهاء الأجل ؟!!
 
- بل وإذا ظهر أنه لا يزعم انتهاء الأجل في الآيات التي استدل بها .. فهذا يكشف لنا حينئذ بوضوح تام مدى تلاعب هؤلاء بكلام الله بغرض تضليل المؤمنين في كلام الله .. !!
 
- الخطأ الثاني: أنه قال بقول فيه مخالفة ومعارضة لكلام الله حيث يقول تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف34..!!
 
- ويتبين لك أخي الحبيب .. بطلان ما ذهبت إليه هذه الجماعة في جحود عذاب القبر من خلال الاستدلا بما استدلوا به .. حيث لم يكن هناك انتهاء أجل .. حتى يكون فيه حياة برزخية .. بل ولم تشير الآيات إلى أنه كان هناك بعث من القبور لهؤلاء الذين أماتهم الله ثم أحياهم ؟!! بل هو مجرد بعث لحالة كانوا عليها حيث يتم تشبيه النوم بالموت وقد يكون موتا فعلا بانعدام الحياة .. ثم بعثهم ..
#- وقد تسأل أخي الحبيب عن مفهوم البعث في القرآن ..؟!!

- قال الشيخ طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ) .. في كتابه التفسير الوسيط ج1 ص134:

والبعث هو: إثارة الشيء من محله، وتحريكه بعد سكون .. ومنه: بعث فلان الناقة: إذا أثارها من مبركها للسير .. ويستعمل بمعنى الإيقاظ .. كما ورد في قصة أهل الكهف (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً. ثُمَّ بَعَثْناهُمْ) ... أى: أيقظناهم..، ويستعمل- أيضا- بمعنى الإحياء. وهو المراد في الآية (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) ..، بدليل قوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ).. (انتهى كلامه بتصرف) ..

 ******************************

 ..:: س106: كيف يكون في القبر عذاب أو نعيم والموت يأتي للإنسان مرة واحدة وهي عند خروج روحه ؟ ::..

 

- قال بعض منكري عذاب القبر .. كيف يكون هناك حياة برزخية .. لأنه كيف يكون في القبر عذاب أو نعيم والموت يأتي للإنسان مرة واحدة وهي عند خروج روحه ؟

- ودليل ذلك قول المؤمن في الجنة: (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) الصافات 58-59.

- وهذا يدل على أن للإنسان موتة واحدة فقط .. ولو كان الحياة حصلت في القبر فعلا لكان هذا الموت حاصلا مرتين .. ويصبح هذا معارضا للقرآن حينئذ ؟!!

 

- فثبت بذلك أنه لا يوجد حياة في القبر حتى يكون لها إحساس بشيء في القبر .. وثبت بذلك أن الأحاديث التي تروى في عذاب القبر لم يقل بها الرسول وإنما هي محض افتراء من البعض ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- هذا الذي قالوه هو شيء مخالف للقرآن من أساسه .. ليه ؟

- لأنه سبق وأوضحنا أن القرآن يثبت حياة في القبر وفيها إحساس بالنعيم وإحساس بالعذاب .. واستدلينا بقوله تعالى في حق الشهداء وفي حق آل فرعون ..

 

- ففي حق الشهداء قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ) آل عمران169-170.

 

- ملحوظة: زعم البعض أن معنى الآية هو أنهم سيصيرون أحياء عند ربهم يرزقون ..!!

- وهذا تضليل وتحريف ظاهر جدا لكلام الله .. لأن ما الفائدة لو كان المقصد هو يوم القيامة .. لأن جميع المؤمنين سيكونوا أحياءا غير أموت ويرزقون ؟!! ثم أن قوله (يرزقون) تدل على زمن الحاضر الدال على الإستمرار ولا علاقة له بالآخرة .. ثم أن قوله (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ) دليل جازم على حدوث حياة لهم في القبر وإلا فما فائدة الاستبشار بما سيحدث لعالم الأحياء من المؤمنين ..؟!! وسبق وذكرنا تفاصيل هذه الآية في شبهات سابقة عن عذاب القبر .. فارجع إلها لو أحببت ..

 

- وفي حق فرعون وآله قال تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر46.

 

- مما سبق يتبين أن هناك حياة برزخية لا محالة .. ولكن كونها للأرواح أو للأجساد والأرواح .. فهذه مسألة أخرى .. وإن كان عموم العلماء على أنها مسألة تتعلق بالأرواح دون اجتماع النفس (أي الروح والجسم) ..

 

2- الآية التي استدلوا هي حجة عليهم وليست حجة لهم .. لأن الآية لم تنكر وجود حياة برزخية .. وإنما أثبتت موتا واحدا للمؤمن .. وهذا الموت يسبقه حياة ويلحقه بعث حياة .. فمن يجزم بأن هذه الحياة اللاحقة هي بعث القيامة وليس بعث من لحظة الموت وحتى القيامة ؟!! خاصة وأن آية الشهداء وآية آل فرعون تظهران وجود حياة برزخية بكل تأكيد ..!!

 

- وقد يكون الصعق في حق المؤمن من قوله تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر68.. إنما هو صعق إغماء كما حدث لموسى عليه السلام .. وبالتالي يكونوا صدقوا في قولهم أنهم ماتوا مرة واحدة .. بل وقد يكونوا من الذين استثناهم الله في قوله (إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) ..

 

3- بل والآية التي استدلوا بها .. لا تثبت شيئا مما ذهبوا إليه .. لأن هناك آية أخرى قد قالها من ماتوا أيضا وقد أثبتوا حدوث موتين لأنفسهم وليس موتا واحدا .. وهي قول الكفار في النار .. حيث يقول تعالى عنهم: (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) غافر11 ..

 

- وقول الكفار هذا ليس فيه أي كذب لأنه لو كان فيه كذب لكان الله أثبت ذلك الكذب عليهم وأظهره .. كما أظهره حينما قالوا : (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ . انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) الأنعام23-24.

 

- بل ونجد أن قول الكفار ينسجم في ظاهره مع قوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة28.. والآية تتكلم عن موتين وحياتين أيضا ..!!

 

- ومما سبق يدفعنا القول بأنه إذا كان المؤمن أثبت لنفسه موتة واحدة .. والكفار أثبتوا لأنفسهم موتين وحياتين .. والله أخبرنا عن موتين وحياتين .. فهذا يجعلنا نفهم أن هناك فروق في كلام الله عن مفهوم الموت والحياة بكل تأكيد .. وإلا لزم وجود تناقض وتعارض بين كلامه .. وهذا عين المحال .. وإنما التناقض والتعارض يظهر لمن لمن فقد البصيرة في فهم كلامه تعالى ..!!

- وسأشرح ذلك تفصيلا في السؤال التالي مباشرة إن شاء الله ..  

 

- وإنما في هذا الجزء أحببت أن أثبت لك أخي الحبيب .. مدى التناقض في كلام هذه الفرقة المنكرة لعذاب القبر .. حيث يستدلون بأي شيء للوصول إلى إظهار صحة ما يريدون إثباته .. متجاهلين باقي كلام الله وكأنهم لا يعلمون به ..!! 

 

- والغريب ليس في إثبات صحة قولهم فهذا شيء قد نقول عنه أنه خطأ في الفهم .. وإنما الغريب أن كل ذلك الإنكار وهذه الفتنة بكلام الله .. حتى يصلوا لشيء واحد فقط وهو إنكار السنة النبوية والحديث النبوي ..!!

- سبحانك يارب هذا بهتان عظيم ..!!

- لماذا لا يجتهدوا في نشر الإخلاق بين الناس بدلا من نشر الفتنة ..!! إلا لو كانوا فاقدين علم الأخلاق .. وفاقد الشيء لا يعطيه وإنما يعطي ما هو ممتلئة به نفسه من علم الفتنة .. لأن كل إناء بما فيه ينضح ..!!

 

****************************

 

..:: س107: كيف يتم معاجة التناقض الظاهري في آيات القرآن التي تكلمت مرة عن موتة واحدة ومرة عن موتتان ومرة يظهر وجود موت آخر خلاف ذلك ؟ ::..

 

- تكلمنا في السؤال السابق مباشرة رقم (106) .. عن وجود مشكلة بين آيات مخصوصة تتكلم عن الموت والحياة .. مما يجعل العقل يميل إلى وجود إشكال حقيقي في فهم هذه الآيات.. وهذه الآيات هي:

 

1- قوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة28.

2- ويقول تعالى عن اعتراف الكفار: (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) غافر11

3- وقوله تعالى عن قول المؤمنين: (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) الصافات 58-59.

4- وقوله تعالى عمن أماتهم فأحياهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) البقرة243.

 

#- ولو تأملنا الآيات السابقة سنجد فيها الآتي:

1- آية البقرة تتكلم عن موت مجازي وموت حقيقي ..

2- آية غافر تتكلم عن موت حقيقي فعليا مرتين وهو ما تذوقوه فعليا وشعروا به واعترفوا لله به في قيامتهم ..

3- آية الصافات تتكلم عن موتة واحدة فقط ..

4- آية البقرة الاخيرة تتكلم عن موت وحياة إضافيتين خلاف ما سبق بيانه في الآيات السابقة ..!! فيكون المجموع بالنسبة لهؤلاء حدث لهم الموت والحياة ثلاث مرات ..!!

 

#- وهنا السؤال .. هل هي موتة أم موتتين أم ثلاثة ؟!!

 

- للجواب على ذلك .. عليك أن تنتبه إلى أنه لا يوجود تعدد موتات .. وإنما يوجد اعتبارات لمفهوم الموت والحياة في الآيات ..

 

#- فهناك فرق بين الموت الحقيقي والموت المجازي والموت المؤقت ..

1- فالموت الحقيقي فعلا .. هو ما حدث مرة واحدة للإنسان المؤمن عند انقضاء الأجل .. وهو ما قاله المؤمنون في الجنة حيث قالوا: (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) الصافات 58-59.

- بل نجد أن الله قد حسم ذلك بقوله تعالى للمؤمنين: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) الدخان56.

- أي لا يذوقون في الجنة أي موت بعد الموتة الأولى التي حدثت لهم في دنياهم .

- وأعتقد أن هذا أيضا هو ما يحدث للكافر لأنه لا موت له في الآخرة كما نعلم .. حيث يقول تعالى: (مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) إبراهيم16-17.

 

2- الموت المجازي .. هو ما تكلم عنه الله (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا) .. فهذا ليس موتا حقيقيا وإنما باعتبار كون الإنسان كان عدم أو مجرد نطفة فبث فيه الروح وتكون انسان ..، وكذلك من الموت المجازي قول الكفار (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) .. فأحدهما هي انقضاء الأجل .. والأخرى هي نفخة الصعق التي يحدث فيها لهم إغماء وسكون تام في مرقدهم .. وقد يكون حدث موت حقيقي وإن كانت الإية لا تشير لذلك الموت ..!! وفي هذه الحالة يكون للكافر موتتان حقيقيتان بخلاف المؤمن .. وحينئذ يدخل المؤمن في آية نفخة الصعق تحت قوله (إلا ما شاء الله) حتى يظل له موتة واحدة فعلا ..

 

3- الموت المؤقت .. وهو ما قيل في الذين أماتهم الله فأحياهم .. فهؤلاء موت حقيقي ولكنه مؤقت لأنه من ضمن قدرهم في الحياة الدنيا أنه كان سيحدث لهم لك .. وليس موت انتهاء الأجل .. لنه لو كان موت إنتهاء الأجل فلا عودة منه للحياة الدنيا مرة أخرى .. كما يقول تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف34.

 

- ملحوظة هامة جدا:

- القسيمات السابقة وهذا البحث عموما هو عن اجتهاد خاص بي ورأيي الخاص من خلال فهمي لكلام الله .. وسبب قولي عن توصيف الموت بالحقيقي .. هو أن الموت الحقيقي إنما يكون للنفس الكاملة (روحا وجسدا) .. كما أن الحياة الحقيقية تكون للنفس الكاملة (روحا وجسدا) .. والله أعلم ..

 

- فكلام الكفار لله .. هو كلام صحيح بأن الله أماتهم مرتين وأحياهم مرتين .. ولم يذكروا موت العدم لأنهم لم يتحققوا به .. إنما ذكروا الموت الحقيقي بانقضاء الأجل والموت المجازي حين نفخة الصعق ..!!

 

- وكلام الله عن تذكير الكفار أو عموم الناس بحالهم قبل خلقهم .. ووصفه بكونه موت .. هذا أيضا حق ولكنه وصف مجازي وليس حقيقي ..   

 

- ويتبين لك أن الموت الحقيقي هو مرة واحدة قد حدث في كل الأحوال .. وأما باقي الموت فهو له اعتبارات أخرى قد ذكرتها لك .

 

- ولذلك الموت والحياة الذي حدث لمن ماتوا في الدنيا وأحياهم اللهم لا يندرجوا ضمن الإحياء والإماته مرتين .. لأن هذا الموت وهذه الحياة التي حدثت لهم في الدنيا كانت جزء من قدرهم الدنيوي وليس عن نهاية الأجل الذي لا عودة معه للحياة مرة أخرى .. وما حدث لهم إنما هو خصوصية قدر دنيوي قد فعله الله معهم كنوع من البلاء لهم ليتعلموا الأدب في المعاملة مع الله ..

  

- الذي أريد أن أقوله لك أخي الحبيب .. المشكلة أن المفسرين لم يفصلوا الموت باعتباراته في القرآن في هذه الآيات .. وإنما أتوا بالآيات التي تدل على الموت مرتين .. وأصبح هناك تضارب مع كيفية الجمع على الآيات الأخرى كالذين ماتوا في الدنيا فأحياهم .. أو مع آية موت العدم التي احتسبوها موتا فعليا ..!!

 

- وهذه الأعتبارات الخاصة بالموت والحياة في الآيات السابق الكلام عليها .. هي عن رأيي الخاص .. والله أعلم .. فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي واستغفر الله من خطئي ومن زللي ..

 

******************************

 

..:: س108: كيف يكون في القبر حياة والقرآن أثبت أن الحياة مرتين فقط عند الحياة وعند البعث من القبور؟ ::..

 

- قال منكرو عذاب القبر .. أن القرآن يثبت أنه يوجد حياتين .. ومعنى أنه يوجد حياة في القبر فهذا معناه يوجد حياة ثالثة لم يتي ذكرها في القرآن فكيف يكون ذلك ؟!!

- يقول تعالى: (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) غافر11 ..

- فالآية فيها دليل على أن الموت مرتين والحياة مرتين .. وهذه شهادة ممن ماتوا فعلا .. فلو كان هناك حياة أخرى لكانوا ذكروها .. وبالتالي نجد أنه لا حياة في القبر وإلا كان هذا مخالفا للآية السابقة ..

 

- وكذلك قوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة28.

- الآية تتكلم عن موتين وحياتين .. ومعلوم أن الحياة الأولى يوم الولادة .. والحياة الثانية يوم البعث .. ولو كان هناك حياة في القبور لكان ذلك حياة ثالثة وهذا مخالف لقول الله حينئذ لأنه سيكون قد تم إثبات ثلاث حيوات وليس حياتين ..!!

- بل ويظهر لنا ذلك من وراء ذلك أن ما تسمونه أحاديث نبوية .. فهي غير صحيحة وليست أحاديث نبوية لأنها بذلك تكون مخالفة للقرآن ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما ذهبوا إليه في تضليل في الحقائق القرآنية .. ليه ؟

1- لأن القرآن أثبت وجود حياة في القبر لبعض المؤمنين ولبعض الكفار ..

- ففي شهداء المؤمنين قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ) آل عمران169-170.

- وفي حق فرعون وآله قال تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر46.

 

- فإذا ثبتت هذه الحياة للمؤمنين وللكفار في البرزخ .. فهذا ينقض كلام من أنكر الحياة في البرزخ نقضا تاما ويهدم قضيتهم ..!!

 

2- ما المانع أن يكون هناك أكثر من موت أو أكثر من حياة .. فهل الله تبارك وتعالى قال ان هذا الموت وهذه الحياة متعلقة بعدد محدود فقط ..؟!!

- وما ذكره الله من الموت والحياة ثم الموت والحياة في الآية التي استدللتهم بها .. فهو المعلوم ظاهرا .. ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك خصوصيات قدرة في الفعل الإلهي لكل شيء .. كما حدث مع بعض بني إسرائيل .. حيث يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) البقرة243..، فعلى هذا يكون هؤلاء ماتوا أكثر من مرتين وحيوا أكثر من حياتين .. وكذلك الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه .. وكذلك الذين تم صعقهم من بن اسرائيل فماتوا لما طلبوا رؤية ربهم ..


- فتوصيف أطوار الموت والحياة في الآيات ليس المقصود منه العدد لذاته وإنما بما هو غالب في الحدوث .. وليس دائم الحدوث .. لأن الله القدير يفعل ما يريد .. ولو كان مفهوم الإماتة والإحياء هما مرتين فقط .. فسيكون هذا معارضا لباقي آيات القرآن في الذين أماتهم الله ثم أحياهم لأنه سيكون حدث لهم ثلاث موتات وثلاث حياوات ..!! 

 

3- ثم نسأل فنقول: هل الله قدرته على الإماته والإحياء فقط مرتين مرتين ؟!! بكل تأكيد .. لا .. فلماذا تقف عقولكم على حد المرتين وكأن الله غير قادر على تكرار الفعل مرات ..؟!!

- وما الدليل الجازم على أن الإحياء والإماتة هما مرتين فقط إذا كان القصص القرآني يشير إلى غير ذلك ؟!! وذلك لوجود من حدث لهم إماته وإحياء في الدنيا .. فيكون مجموع موتهم وحياتم ثلاث ثلاث وليس اثنين اثنين ..!!

 

4- وإذا لم تكن هناك حياة برزخية .. فلماذا قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر68.

- ففي الآية دلالة على أنه حدث صعق لمن في الأرض سواء ظاهرها أو باطنها .. فما فائدة الصعق حينئذ للأموات طالما هم أموات وليسوا بأحياء ..؟!!

 

- وهنا قد يقول قائل .. عند قوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر68.

 

- أليس هذا الصعق هو موت .. ولو كان هذا موت يكون أصبح لدينا ثلاث موتات .. الأولى لما كان الإنسان عدم أو نطفة، والثانية حين انقضاء أجله في الدنيا، والثالثة تكون عند الصعق في برزخه ؟!!

 

- قلت لك (خالد صاحب الرسالة) .. أن الصعق ليس بالضرورة أن يقصد به الموت وإنما يقصد به الإغماء أيضا .. وكلا المعنيين قد جاء في القرآن ..

أ- فالصعق بمعنى الموت .. قال تعالى في حق بني اسرائيل: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة55-56.

 

ب- والصعق بمعنى الإغماء .. قال تعالى في حق موسى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) الأعراف143.

 

- وانتبه أخي الحبيب .. إلى أن الموت قد يتجدد والحياة كذلك كخصوصية حدث لبعض من يريد الله لهم ذلك .. وهذا يتضح لنا جيدا في القصص القرآني كما سبق وأوضحنا .. وكما هو الحال في حدوث الصعق في البرزخ سيحدث مع البعض دون البعض .. فهذه خصوصية فعل إلهي .. وهو يفعل ما يريد.

 

********************************

 

..:: س109: هل الحياة البرزخية للشهداء وآل فرعون تندرج في الحياتين اللتين ذكرهما القرآن أم لا ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا سؤال قد يخطر على البال .. كتعقيب على ما سبق بيانه في الشبهة السابقة .. حيث قد يتسائل العقل فيقول: إذا كان القرآن قد أثبت حياتين وموتين ..

- حيث يقول تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة28.

- ويقول تعالى عن اعتراف الكفار: (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) غافر11. 

 

- فهل الحياة البرزخية لبعض الشهداء أو لبعض الكفار المذكورة في القرأن تدخل ضمن الحياتين المذكورتين في تلك الآيتين السابقتين في سورة البقرة وسورة غافر ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- تعال معي أخي الحبيب نبحث هذه المسألة بهدوء:

- أولا: آية سورة البقرة .. تتحدث عن الحياة الدنيا (الولادة) .. ثم تتحدث عن حياة أخرى قال عنها أنها الحياة عند البعث من القبور ..!!

 

- ولكن هل أنكرت الآية وجود حياة برزخية حتى يستطيع أحد ان ينفيها ؟!! بكل تأكيد .. لا .. فأين الإثبات حينئذ بنفي الحياة البرزخية في هذه الآية ؟!!

 

#- ولي رأي واجتهاد خاص – والله أعلم - في قوله تعالى (يحييكم) .. من قوله تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) حيث لماذا يتم فهم كلمة (يحييكم) على أنها في القيامة فقط ؟!! فهل الله قال في يوم القيامة ؟!! لا .. لم يقل .. بل أجد أن لفظ (يحييكم) يشمل كل أحوال الآخرة بداية من القبر .. أي يحييكم في القبور .. إلى وقت النفخ الأول في الصور وحدوث الصعق الذي أحسبه هو مجرد إغماءة وليس موت حقيقي كما حدث مع موسى عليه السلام.. لأنه لا دليل على الموت فيه .. والله أعلم .

 

- والذي يؤكد ما ذهبت إليه من رأي .. هو ما جاء بعد اللفظ (يحييكم) .. حيث يقول تعالى: (يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة28.

- فانتبه لقوله (يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) سنجد كلمة (ثم) التي تدل على التراخي الزمني في الفعل .. ولو كان المقصد هو الإحياء الذي قبل البعث مباشرة لقال تعالى: (فإليه ترجعون) أو قال: (وإليه ترجعون) .. ولكنه قال (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .. فهذا يدل على وجود مساحة زمنية لهذه الحياة قبل الرجوع الكلي إلى الله وهذه المساحة الزمنية هي الحياة هي التي تكون في القبر .. ثم يكون ما يحدث لهم من الصعق هو مجرد إغماءة وليس موت حقيقي كما حدث مع موسى عليه السلام.

- هذا رأيي - والله أعلم ..

 

- بعد أن كتبت كلامي السابق وجدت في مراجعتي للتفاسير كلاما للإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى: 606هـ) ما يشير لما رأيته في كلمة (يحييكم) .. حيث يقول رحمه الله:

- فَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ حَيَاةَ الْقَبْرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ. لأن قوله في يحييكم ليس هو الحياة الدائمة وإلا لم صَحَّ أَنْ يَقُولَ: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ لِأَنَّ كَلِمَةَ ثُمَّ تَقْتَضِي التَّرَاخِيَ، وَالرُّجُوعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى حَاصِلٌ عَقِبَ الْحَيَاةِ/ الدَّائِمَةِ مِنْ غَيْرِ تَرَاخٍ فَلَوْ جَعَلْنَا الْآيَةَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ دَلِيلًا عَلَى حَيَاةِ الْقَبْرِ كَانَ قَرِيبًا. (انتهى كلامه – مفاتيح الغيب ج2 ص377).

 

- فمما سبق يجعلنا نقول أن حياة الشهداء وآل فرعون .. أي هذه الحياة البرزخية نجدها مندرجة في آية سورة البقرة .. في لفظ (يحييكم) .. وإذا لم يكن كذلك فهي حياة استثنائية معلومة من القرآن ومثبته فيه .. ولكنها لم تشملها آية سورة البقرة ..

 

#- ثانيا: أما عن آية سورة غافر وهي قوله: (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) غافر11 ..

 

- بالرغم من أن غالب العلماء .. يميل إلى أن المقصود بآية غافر هو نفس المقصود من آية البقرة .. إلا أن هذا رأي غير دقيق .. ليه ؟

 

- لأن كثير منهم لم ينتبهوا للفظ (أمتنا – أحييتنا) .. ورحم الله الإمام الرازي حيث قد أشار إلى هذه الجزئية وقد أثبت أن لفظ الإماته إنما يكون عن حياة فعلية وليس عن عدم .. لأنه لو كان المقصود به العدم فلماذا سيقولون (أمتنا) فيكون اللفظ حينئذ تحصيل لما هو حاصل .. وهذا لا يعقل ..!!

 

- وحقا قد استوقفني هذين اللفظين كثيرا في الآية وقرأت في كتب التفسير كثيرا ولكن كأنه حدث توافق على التفسير بانه شبيهة بأية سورة البقرة .. ولكن لم يطمئن قلبي لها التفسير .. وتفكرت فيهما كثيرا ودار في نفسي خاطر بأن الإماتة إنما حدثت لحياة كانت موجودة فعلا .. وإلا فكيف هؤلاء الكفار قد اعترفوا بها إن لم يكونوا شعروا بها ..؟!! لأنهم لم يتذوقوا الإماتة الأولى التي تكلم عنها الله في الآية البقرة والتي كان المقصود منها أنهم كانوا عدما أو مجرد نطفة فأحياهم .. !!

- ولكن آية غافر تثبت من قولهم (أمتنا – أحييتنا) أنهم تذوقوا فعلا كلا الموتين والحياتين بإدراك كامل .. لذلك لفظ الإماتة يستوجب أن يسبقه حياة فعليه وجودية سابقة وليس تفسيره مثل لفظ (كنتم أمواتا) أي عدم كما في سورة البقرة .. وكذلك الإحياء في آية غافر إنما يكون عن موت كانت له حياة سابقة .. ثم بعد ذلك وجدت كلام الإمام الرازي رحمه الله ورضى عنه .. وسعدت به كثيرا لأنه أكد ما ظننته وخطر ببالي ..

- ثم انتبهت إلى ما يرشدني إلى صحة ما تفكرت فيه وإلى ما ذهب إليه الإمام الرازي رحمه الله .. فوجدته في قوله تعالى: (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ . مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ . مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ . ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ . ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) عبس17-21.

 

- فتأمل قوله: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ . ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) لفظ الإماته جاء بعد حياة قد عاشها الإنسان .. وهذا يؤكد أن قولهم (أمتنا – أحييتنا) إنما هو لا علاقة له نهائيا بقوله (كنتم أمواتا) الذي في آية سورة البقرة والذي يدل فعلا في آية البقرة على كونهم كانوا عدم أو مجرد نطفة كأنه إشارة لقوله تعالى (هَلْ أتى عَلَى الإنسان حِينٌ مِّنَ الدهر لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً) الإنسان1.

 

- فإذا كان الأمر كذلك ظهر في الآية أن هناك حياتين وموتين .. فما هما ؟

- الحياة الأولى وهي حياة الولادة .. والموت الأول هو انتهاء الأجل .. ثم الإحياء الثاني في القبر .. ثم الموت الثاني في حالة الصعق وقد وصفوه بالموت مجازا حيث ينعدم الإدراك فيها وظنوا أنه موت حقيقي .. ولكن صفة الحياة كانت لازمة فيهم .. لأن ما هم كانوا فيه إنما هو مجرد إغماء تام مؤقت شبيها بالموت الفعلي بسبب الصعق حين النفخة الأولى وهي نفخة الصعق ..   

- ولذلك لم ينكر الله عليهم قولهم (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) ..  

 

- ولعل سر تقديم الكفار للإماتة على الإحياء .. هو إثبات القدرة لله بالقهر والغلبة عليهم حتى في حالة كونهم أحياء .. ثم إثبات القدرة لله على البعث والمحاسبة بعد أن أماتهم الله .. والله اعلم .

 

- فمما سبق يجعلنا نقول أن حياة الشهداء وآل فرعون .. أي هذه الحياة البرزخية نجدها مندرجة أيضا في آية غافر .. والله أعلم.

 

*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  .. 

هناك 19 تعليقًا:

  1. تحجيم قدرة الله بحصر العدد و اعجاز آية غافر هدفان آخران في مرمى الجحود
    ثم إن الحديث عن مسألة غيبية يستدعي الاستعداد لها على افتراض حدوثها ولو بنسبة واحد في المئة و الجدال فيها لا يرمي إلا لهدف مبطن و هو الاساءة لحضرة النبي صلى الله عليه و سلم حيا في الدنيا أو مفارقا لها
    لذلك مشكور استاذ على تبيان الحجة من حيث مصدر استدلالهم الخاطئ و هو القرآن الكريم.
    اللهم العفو و العافية مما ابتلي به كثير من الناس و عسى ان يتوب المخطئ عن خطئه.. آمين يارب العالمين.

    ردحذف
  2. 🟫من وصايا العارفين في السير و السلوك إلى رضوان علام الغيوب :

    - طالب الولاية لا يُولّى

    - من قال "أنا" وقع في العنا

    - من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله

    - من جعل لنفسه وزنا فلا وزن له

    - كتمان الحسنات أولى من كتمان السيئات

    - من لم يقبل على الله بلطائف الإحسان ، قيد إليه بسلاسل الإمتحان

    - من إدعى مراتب الإحسان فضحته شواهد الإمتحان

    - لا يرتجي الوصول من لم يتابع الرسول

    - الدين كله خلق و من زاد عليك بخلقه زاد عليك بدينه

    - ليس الطريق لمن سبق بل الطريق لمن صدق

    - لا تعبده ليعطيك بل إعبده ليرضى فإن رضى أدهشك بعطائه

    - الذي يوصل المريد الى الله صدق المريد و همّة الشيخ

    - ليس شيخك من سمعت عبارته بل شيخك من سرت فيك إشارته..

    - شيخك من نقلك من كثافة حسك إلى أنوار قدسك

    - لا تطلب من شيخك المزيد و أنت فاقد لأدب المريد

    - من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق و من تفقه و لم يتصوف فقد تفسق و من جمع بينهما تحقق

    - الملتفت لايصل و المشكك لا يفلح و من لا يرى في نفسه النقصان فكل وقته نقصان
    من لا ورد له لا وارد له

    - معصية أورثت ذلا و إنكساراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً و إستكبارا

    - بقدر التفويض يكون من الله اللطف والتأييد

    - بقدر نيتك تكون عطيتك

    - إذا صدقت النوايا منحت العطايا

    ردحذف
  3. ماشاء الله تبارك الرحمان زادك الله فهما وعلما
    شرح جميل يثلج الصدر وأنا أقرأ الموضوع جال بخاطري اسم الله العدل
    من العدالة الإلهية أن لا يكون حال الأموات واحد بعد الموت ولا حتى بعد الاستيقاظ من الموت
    الحياة البرزخية ما هي إلا تكملة و حصاد الحياة الدنيا فكيف يكون حال من آمنت بالله و جاهد نفسه كحال من كفر بالله و عصاه
    ولكنه العدل لا يسويان أقر ذلك من شاء و أنكره من شاء
    الله عدل الله عدل الله عدل
    جزاك الله كل خير وأنراك قلبك وبصيرتك دائما أبدا
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى اله وسلم

    ردحذف
  4. يقول علماء الحقيقة ان روح الانسان كانت حية او موجودة في الازل قبل وجود الانسان في عالم الامكان اوفي الدنيا.. لان الروح هي من عالم الامر السابق لعالم الامكان ..وهناك اجماع من علماء الحقيقة والشريعة على أن الروح لاتموت و تفنى ..وعلى هذا الأساس اذا علمنا أن الروح كانت موجودة في حياة سابقة بطريقة ما ولها قوانينها ولانعلم كيفيتها.. وذلك قبل أن تزرع اوتنفخ في جسم الإنسان.. فمن البديهي سنفهم ان الروح ستبقى حية في عالم البرزخ بعد خروجها من الجسد بعد الموت الجسدي .. وهذا يؤيد بقوة ماذهب إليه الاستاد خالد في مسألة ان الانسان كروح وجوهر له حياة واحوال في عالم البرزخ قد لا نستطيع تخيلها اوتصورها..

    وفي رايي ان سبب وجود هذه الإشكالية عند البعض.. والتي ادت الى عدم فهم هذه المسألة يكمن في تفكيرهم النمطي المستمد في الغالب من الموروث الشعبي.. ويكمن ايضا في تلك الصورة الذهنية الخاطئة المخزنة لديهم عن مفهوم الموت والحياة عند الانسان ..وفي الحقيقة هذه الصورة الذهنية اوالفهم الخاطئ لمعنى الموت موجود عند بعض المسلمين ان لم نقل الاغلب..واعرف الكثير من النماذج منهم في الواقع..يتخيلون ويتصورون ان الموت هو العدم ..وهذا في رايي تصور خاطئ لان المقصود من الموت هو موت الجسد وتعطل البعد النفسي في كيان الانسان فقط.. والروح عند الانفصال الكامل عن الجسد تنتقل من بعد زمني الى بعد زمني اخر ..ويبقى كيان الانسان كجوهر وروح قائم مع فقدان او انعدام بعض الخصائص والامتيازات الاخرى التي كان يتمتع بها الانسان في الدنيا والتي تتعلق بالجسد والنفس فقط.. وذلك بشكل مؤقت..

    وحتى اذا تناولنا الموضوع من الناحية العقلية البحتة سنتوصل الى نتيجة واضحة في هذه المسألة.. وسنجد ان عالم البرزخ ممكن الوجود ان لم نقل واجب الوجود كضرورة لتحقيق العدالة كما تفضلت به الاخت عطر الجنة.. وافضل أثر حسي مشهود يمكن ان نقيس عليه من الناحية العقلية كنموذج ومثال تقريبي لمعنى الموت والحياة..وفي امكانية وجود عوالم اخرى ايضا كالبرزخ مثلا هو عالم المنام هذا العالم الفريد الذي عشناه واختبرناه جميعا بدون استثناء.. حتى علماء الفيزياء والرياضيات يقولون انه من الممكن ان يكون هناك بناء رياضي وفيزيائي مغاير عن المألوف ادى لتكوين اكوان اخرى متعددة مختلفة تماما عن كوننا.. ولايستبعدون وجود عوالم اخرى مخفية في ابعاد زمنية غير مدركة حسيا..

    والخلاصة ان امكانية وجود عوالم روحية مخفية في ابعاد زمنية ومكانية اخرى متشابهة في بعض القوانين اومختلفة مع عالمنا اقل اوافضل من عالمنا امر وارد وممكن الوجود..وليس مستحيلا استيعاب وفهم ذلك من الناحية العقلية والعلمية في زماننا هذا.. خصوصا بعد هذا التطور العلمي الكبير وظهور النظريات العلمية الحديثة مثل نظرية الاكوان المتوازية وغيرها..ودون الذهاب بعيدا في التعقيدات والتفاصيل العلمية وحتى بدون الاستعانة بالعلماء الذين لايغنون عنا من الله شيئا.. فقط إذا نظرنا بتجرد ودون تكبر الى هذا العالم الذي نعيش فيه مع القليل من التفكر والتامل في ما حولنا من ظواهر ومخلوقات حية في قمة الاعجاز والجمال والجلال .. سنتوصل الى نفس النتيجة العقلية.. فالذي خلق واوجد هذا العالم البديع الجميل والمعجز قادر على خلق افضل منه وزيادة.. والحمد لله اغلب المسلمين يؤمنون بالبرزخ والآخرة والعوالم الغيبية بالفطرة وعن طريق النقل والنصوص.. ولايحتاجون لا الى فرضيات فلسفية ولا نظريات علمية او غيرها لاثبات ذلك.. وهذا هو الاصل.

    وبعض ماطرحته هي افكار استنتجتها من خلال فهمي للموضوع فقط وهي قابلة للنقاش والتصحيح..وقد تكون خاطئة والله اعلم.. واستسمح من الاخوة إذا كان هناك عدم ترتيب وتنسيق.
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله

    ردحذف
    الردود
    1. أتفق فيما ذهبت اليه أخي مريد عن العوالم المتوازية و غيرها و هو موضوع يتطلب استعداد نفسي ، و أحب أن أسميها التكنولوجيا الربانية.. فما بالنا و الله قد أقر على البشر أنهم لم يؤتوا من العلم إلا قليلا.. سبحان الله العظيم ..
      لكن أختلف معك في شيء بسيط وهو ما ختمت به المقال حين قلت أن أغلب المسلمين يؤمنون بالبرزخ و الآخرة و العوالم الغيبية بالفطرة ... ينقص لفظ "الآن" ... أغلب المسلمين الى "الآن".. لأنه هناك فرق بين من كان يشغل التلفاز فيجد مثلا الشيخ الشعراوي يفسر ايات الله و بين من يشغل اليوتيوب ليجد من هب و دب يهرف بما لا يعرف... فالعدو يعمل على قدم و ساق و ليس ما أقول تشاؤما و إنما أؤكد على ضرورة أن يكون هناك نشاط مضاد.. وهذه الرسالة ان شاء الله ستكون طوق نجاة لمن سيبحث عن الحق و عن النور و ذلك في وقت ألله أعلم به..
      تحياتي للجميع

      حذف
    2. هذا مصطلح جديد عليا يا مريد القرب
      _ علماء الحقيقة_
      وبصراحة لم استوعب كثيرا التعليق بدى لي صعب الفهم
      لو بسطته قليلا...

      حذف

  5. فى مواجهة النفس .. هكذا حدثتنى نفسي
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أمراض نفسية تحرمك الأجر من الله ..

    لا أحد يعرف قدر الامراض التى تصيب الانسان وتعيقه فى طريقه وسعيه الى الله .. إلا من أراد الوصول الى رب العالمين سعيا ومجتهدا ومراقبا ..

    وانقل تجربة عشتها فى شخصى واعرضها عسى ان ينتفع بها .. آخرين ..

    فمن ذلك ..
    عندما بدأت أكتب مواضيع على النت .. وبالتحديد عند الكتابة فى هذه المدونة الخاصة بي .. تحدثت إلى نفسي بأمور ..

    أولا: الإعجاب بما كتبته ..

    فعند كتابة أول المواضيع وكانت عن الروح .. شعرت بإعجاب فى نفسي عما كتبته .. والتميز فى طريقة العرض .. ونفاسة الموضوع .. ولكن ..
    بعد رفعه على النت فى الموقع .. شعرت بالضيق الشديد .. وعدم الارتياح .. وظل هذا الامر يخنقنى مدة ثلاث أيام تقريبا .. حتى دخلت على النت ومسحت موضوع الروح مرة أخرى .. وشعرت بارتياح شديد .. وتوقفت عن الكتابة كليا ..
    وشعرت بأن هناك من يقول لى أن هذا العمل خالطه رياء وليس اخلاص .. فعليك بالاخلاص ليكون له القبول عند الله وخلقه ..

    ثم أصابنى ضيق بعد فترة لموضوع حدث معى .. فظللت مهموما وشعرت بانكسار فى داخلى وزهد عنالدنيا .. ثم رأيت من يحثنى على إعادة رفع مواضيع الروح مرة أخرى .. فدخلت على النت ورفعت المواضيع مرة أخرى .. ولكن هذه المرة لم يكن يشغلنى شيء فى نفسى سوى اننى احب ان اترك خلفى ما ينتفع به الناس .. فعلمت ان هذه لحظة الاخلاص ..

    وتعلمت من هنا ان أنسب وقت لعرض اى موضوع هو عندما يصيب الانسان انكسار داخلى وزهد فى الدنيا .. وعدم التطلع الى شئ سوى الله ..

    **********************************
    ثانيا : عدم نقل المواضيع ..

    ثم أصبت فى نفسي بشيء عجيب ...ألا وهو لماذا أسمح للأخرين بنقل المواضيع التى أكتبها ؟..

    إذا يجب أن أعمل خاصية إلغاء النسخ على الموقع ..

    ولكن ..

    وجدت خاطرا يسألنى فى داخلى سؤال .. ويقول : هل أنت تكتب المواضيع لله أم ليعلم الناس أنك تكتب مواضيع ؟

    فإن كنت كتبته لله .. فلا يشغلك هذا لأنه يصل الى الله .. حتى لو سرق أحد الموضوع ونسبه لنفسه .. فالله يعلم بمن كتبه .. بل أن الله لعله استعمل الغير لينشر ما كتبت .. ويظل أجرك موجودا كما هو ويتزايد ..

    وإن كنت كتبته لغير الله ..فانزعج كما تريد.. واصنع ما شئت ..

    فانتبهت لهذا الخاطر .. واستغفرت الله من خبث النفس .. وقلت هو لله .. ومنعت تفعيل خاصية النسخ لمن يريد النسخ

    * ملحوظة : تم تفعيل خاصية عدم النسخ بعد ذلك في عام 2015 .. بعد حدوث سرقة أكثر من مائة وخمسون موضع من المدونة .. فالتزمت الحذر بعد ذلك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ) ..


    ****************************

    ثالثا : عدم كتابة المواضيع بعد عدة شهور ..

    وشعرت بعد فترة زمنية من كتابة العديد من المواضيع ..لقلة من يدخل الموقع ..و أنه لا يشارك أحد ولو برأى .. فحدثتنى نفسي بعدم الكتابة لأنه ما الفائدة إن لم يكن هناك من يهتم ؟

    فجائنى الخاطر مرة أخرى .. وقال : هل أنت تكتبها لله أم للناس ؟
    فقلت : لله ..

    فقال الخاطر .. إذن اكتب ولا تنتظر من أحد رأى ولا تعليق .. واعلم أن بقدر إخلاصك فى عملك وكتابتك .. بقدر ما سنتفع الناس .. واعلم ان الاخلاص لا يضيعه الله أبدا .. ولعل الله ينفع به أناس أنت لا تراهم ولا تعرفهم .. فاكتب واترك الأمر لله ..

    رابعا : وجود صورتى الشخصية ..

    جائنى خاطر يحدثنى .. ويقول : لماذا تضع صورتك الشخصية على الموقع ..

    فقلت : حتى يتاكد من يعرفنى أنها مدونتى فعلا .. فلا يختلط عليه الأمر ..

    فقال الخاطر : وهل صنعت المدونة ليتعرف عليك المقربين ؟! .. لعلك وضعتها ليعرف الناس من هو كاتب المواضيع فى هذه المدونة .. فتكون أردت الشهرة .. وينقص أجرك ..

    يا عبد إذا أردت الأجر من الله و من النفس الخلاص .. فعليك بالاخلاص ..

    فامحها عسى ان يكون فى نفسك شيء مما ذكرت لك ..

    .. وفعلا محوتها .. وشعرت بارتياح شديد ..

    ************************
    تنبيه هام
    **************
    واعلم : أن كل ما سبق لمن كان مبتلى بهذا .. أما من أمن على نفسه ما سبق فليفعل ما يشاء ..ضع صورتك . واكتب اسمك .. واعلو من شأنك .. كما تريد .. ولكن بالطبع مع اخلاصك فى عملك هذا ..

    **************************

    الحمد الله الذى يبصرني بعيوب نفسي ويعينني عليها ..

    اللهم ارزقنا الاخلاص والرضا واليقين مع التمكين والغفران المبين وصحبة سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد أكمل الخلق أجمعين ..
    آمين

    ***************************

    وفى نهاية هذا الموضوع أحببت أن أشارككم بعض عيوب النفس .. عسى ان ينتفع بها أحد ويأخذ حذرة منها ..

    ********************************************

    والله يقول الحق وهو يهدى السبيل

    والله أعلم
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم
    ................................................................................................

    ردحذف
    الردود
    1. إنت بدأت الاحتفال بعشرية المدونة قبل الموعد بأسبوع ما شاء الله
      يا أخي مجد.. فكرتيني قبل شهر كنت قد كتبت ما يزيد عن 30 صفحة في شكل word تتمة القصة الروحانيات نزولا عند رغبة الاعضاء.. و عندما انتهيت منها سجلت العمل في قرص صلب خارجي و قلت احتفظ به فيه و كل يوم أبعث جزءا منها على المدونة.. المهم بعد مرور ايام من التسجيل قلت سأنشر على المدونة صفحتين من القصة.. و لما تفقدت القرص الصلب لم أجد الملف ، اتمسح من القرص مع أن باقي ملفاتي الخاصة بقيت كما هي..و مع أن الحاسوب كان محميا من الفيروسات
      تحسرت على الملف و زعلت عليه كثيرا..و ما صبرني على هذا المصاب هو أني تذكرت كلام الاستاذ الذي ذكرتموه يا مجد في تعليقكم و أن العيب في نفسي - كان معكم حسن المغربي مباشرة من كرسي الاعتراف -
      ********
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم

      حذف
    2. النية شيء مهم جدا
      إن شاء المولى القادر القدير المقتدر الله
      بعد
      فترة بيرجع ملف الوورد.
      لأن
      هناك ملف مخفي بالقرص الصلب = اعمل استرجاع للملفات المخفية = بظهر لك الملف المختفي.
      تحياتي لك

      حذف
    3. شكرا على المشاركة أخي ماجد ، أما أنا فذكرني مقالك بقصة لا أعلم مدى صحتها لكن فيها عبرة و الله أعلم.
      القصة باختصار أن رجلا من الصالحين كان مسافرا وفي خلال أيام سفره التقى بسيدنا الخضر عليه السلام فعرض عليه (أي على الرجل الصالح) صحبته في سفره..رفض الرجل الصالح معتذرا ب : تفسد علي توكلي ..

      لا أجد في القصة اساءة بقدر ما أجد فيها خوف الرجل على نفسه من أن تحيد فتلتفت و الله أعلم.

      حذف
    4. طبعا هذا ملمح من ملامح حياة سيدي خالد ...
      عرضه علينا ليعلمنا ان مجاهدة النفس لا بد ان تظل ملازمة لك مهما قسوت عليها...
      لأنك كلما تقدمت تزداد شراسة لذلك عليك بها حتى ولو كنت على شفى قبرك...

      أعاننا الله عليها
      ☆☆☆☆☆
      وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله

      حذف
  6. النبي محمد خير خلق الله كلهم

    ردحذف
  7. أين السعادة:
    الكل يبحث عن السعادة والكل يركض نحوها ولا أحد يصل إليها
    كل شخص ينظر إلى السعادة من منظوره الخاص و أغلب الأشخاص إن سألتهم أين تكمن سعادتكم تكون إجابتهم دوما في ما يفقدون أو فيما إليه يتطلعون
    هناك من يراها في بيت أو زوج أو زوجة أو أبناء أو مال أو عمل ......
    لكن الحقيقة أن السعادة تكمن داخلنا نظل نبحث عنها في الخارج دون جدوى
    لن تذوق طعم السعادة مدامت عينك تنظر خارجا
    تكمن السعادة في الرضا في حب الله فقط لا تتعب نفسك في طلب غيرهما
    إن أحببت الله ألبسك الطمئنينة و أذاقك معنى القناعة و هدأ من روعك بالرضا
    بالرضا فقط تتغير نظرتك للأحداث و الأشخاص
    إن رضيت رأيت الله فاعلا و كل الكائنات منفذة لن يكون لك سخط أو كره أو حقد أو غيرة على أحد
    إن رضيت إحتضنت النار التي تقدر عليك كأنها نهر بارد كما فعل سيدنا إبراهيم
    إن رضيت مشيت ثابت الخطى على البحر موقنا بأنك لن تغرق كما فعل وسيدنا موسى
    إن رضيت تلقي بأغلى ما تملك في البحر موقنا بعودته كما فعلت أم سيدنا الموسى
    لا تنظر إلى ما في يد غيرك فإنك لا تعلم ما يفقد ولا تعلم أنك لو ملكته كنت هلكت
    تعلم كيف تفرح لفرح أخيك وتكبي لبكاءه إياك و الغيرة والحسد فإنها نار تأكلك قبل أن تهلك بها غيرك
    لا تقف عند كلمة وموقف تقابله إلتمس لأخيك سبعين عذر فإنك لا تعلم في أي واد هو غارق درب نفسك على العفو و إيجاد الاعذار دون أن تنتظرها لا أجمل من أن تجد عذرا لأخيك دون أن يضظر هو للتبرير لك
    لا تكن غصنا هشا تكسره كلمة و يخدشه موقف
    لا تكن ورقة ذابلة تقذف بها الريح حيث هوت
    كن عبدا كما يحب الله أن تكون
    كن إنسانا كن محبا كن قنوعا كن معطاءا السعادة التي تعطيها لغيرك ستنال عطرها و إن غادرت ستبقى رائحتك دوما تتحدث عنك
    العطاء سعادة كلما أحسنت لغيرك أحسن الله إليك كلما جبرت بخاطر غيرك جبر الله بخاطرك كلما مسحت دمعة أزال الله عنك هما كلما رسمت بسمة أذاق الله قلبك طعم الفرح تعلم أن تعطي لا تعش على الطلب و الأخذ فقط
    إن سألت الله شيئا فسأله الرضا فهو حبل النجاة لا سعادة لك بدون الرضا لا تحبث عن السعادة خارجا ولا بعيدا عنك إبحث عنها بداخلك و لا تنسى أن تشتركها مع غيرك فهي لن تنقص وإنما ستزيد
    تذكر سعادتك بحبك لربك ورضاك به وعنه
    لا تنظر إلى الفعل النازل بك و اجعل قلبك دوما ناظر إلى صاحب الفعل بكل حب
    إن رأيت الله فاعلا رأيت كل الكائنات ملاحا
    و السلا لقلبك.
    _______&&عطر الجنة&&____

    ردحذف
  8. ***********************
    ***********************
    أحيانا أُفيقُ ها هنا من سَكرتِي
    أمـرٌ عـجيبٌ ينفـحُ مُـهـجـتِي
    جنّةُ الفردوسِ أتتْ في لحظةِ
    هيّمتْ فُؤادي أسالتْ عَـبرَتِي
    ريحُ الودادِ يا رسولَ حـضرةِ
    مُري بديــارٍ عَـرفتْ جـفوتِي
    زيارةُ الحبيبِ أملِي و غايتِي
    و الحالُ شـوقٌ أَلهمَ فِـكرتِي
    نـورُ الـعيونِ سـيّدُ الإشـارةِ
    و المولى أسالُ دوام الخطرةِ
    كذا قَــبول فـحوى دعـوتِي
    يا نورَ قلبي و كُـلَّ جـنّـتِي
    **********************
    **********************

    ردحذف
  9. جزاك الله كل خير أستاذي الفاضل وجعلنا الله ممن يتنعمون في الدنيا وفي القبر وفي الأخره ويكرمنا الله جميعا في المراحل الثلاثه بمجالسه سيد الكونيين رحمه رب العالمين سيدنا رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم.........اللهم آمين يارب العالمين
    ...............................
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  10. كان هناك بين الموضوعين ٣٧ و٣٨ موضوع منشور الاثنين ١٨ أكتوبر ٢٠٢١
    حول المولد النبوي الشريف
    _ حبيبي يا نبي حبيبي يا رسول الله كل مولد نبوي وهو لنا ميلاد في أنفسنا بعزيمة في أتباعه صلى الله عليه وسلم.

    دلوني عليه اذا كان غير إلى مكان آخر وجازاكم الله عنا كل خير

    ردحذف
    الردود
    1. #- اكتبي في مربع البحث الجانبي للمدونة : كل مولد نبوي وهو لنا ميلاد

      وسيظهر لكي الموضوع فورا أمامك ..

      وهذا هو الرابط للتسهيل:
      اذهب اذهب لموضوع كل مولد نبوي وهو لنا ميلاد في أنفسنا

      #- ملحوظة: يمكن الذهاب للمواضيع بتتبع التواريخ من خلال القسم الجانبي للمدونة (المواضيع وفق تاريخ كتابتها) .. فاضغط على السنة ثم على الشهر وسيظهر لك في كل شهر المواضيع التي تم كتابتها .
      ******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  11. الله ينورك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض بما انت حريص على تسهيل كل ما صعب علينا...
    وسهل لك أمورك كلها... يا أرحم الراحمين
    استجب يارب

    ردحذف
  12. أنا فعلا بحثت قبل أن أسأل لكن وضعت التاريخ في مربع البحث ولم يظهر شيء...شكرا على الملحوظة فهي تغنيني مستقبلا عن السؤال... شكرا مجددا على تسهيل الأمر...

    أرسلت قريش سهيل بن عمرو لعقد الاتفاق والصلح في صلح الحديبية، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد سَهُلَ لكم مِن أمركم» (رواه البخاري)

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف