الروحانيات فى الإسلام: ج9: رسالة الحق والنور - ما هي مراحل تدوين الأحاديث النبوية - هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما دليل ذلك - متى بدأ الإذن من النبي بكتابة الحديث النبوي - ما هي الأحاديث الضعيفة التي لا يصح الإحتجاج بها في كتابة الحديث النبوي.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 27 يوليو 2021

Textual description of firstImageUrl

ج9: رسالة الحق والنور - ما هي مراحل تدوين الأحاديث النبوية - هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما دليل ذلك - متى بدأ الإذن من النبي بكتابة الحديث النبوي - ما هي الأحاديث الضعيفة التي لا يصح الإحتجاج بها في كتابة الحديث النبوي.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

(الجزء التاسع)


* فهرس:

:: الفصل الثامن :: مراحل تدوين الحديث الشريف والإعتناء به – في زمن النبي والصحابة والتابعين وتابعي التابعي وما بعدهم ::
- أولا: المرحلة الأولى .. في العهد النبوي ..
1- س30: ما هي مراحل تدوين الأحاديث النبوية ؟
2- س31: هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما دليل ذلك ؟  
3- س32: متى بدأ الإذن من النبي بكتابة الحديث النبوي ؟

4- س33: ما هي الأحاديث الضعيفة التي لا يصح الإحتجاج بها في كتابة الحديث النبوي ؟
***************************

:: الفصل الثامن ::

:: مراحل تدوين الحديث النبوي والإعتناء به ::

:: أولا: المرحلة الأولى .. في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ::

***********************
 
..:: س30: ما هي مراحل تدوين الأحاديث النبوية ؟ ::..
 
- من المهم أخي الحبيب .. أن تعرف أن الأحاديث النبوية كان مسموح بكتابتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن من الصحابة من كان يكتبها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد عهد النبي أيضا .. ثم كان بعد ذلك التابعين وتابعي التابعين .. ومن اتبعهم بإحسان .. ورضي الله عن كل من خدم بإخلاص كتاب الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه .. آمين يارب العالمين.
 
- فكتابة الحديث كانت دائما من وسائل المحافظة عليه من الضياع لأنه جزء من التشريع الإلهي .. لأنه طالما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فهو وحي من الله إلينا وإن لم يكن بقرآن .. ولكنها رسائل من الله بلغها إلينا من خلال كلام وافعال النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- ولو لم يكن للحديث النبوي أهمية في التشريع فلماذا اجتهد بعض الصحابة والتابعين وما بعدهم في المحافظة على الحديث النبوي من خلال كتابته ؟!! إلا لو كان له من الأهمية العظمى في التشريع ..!!
 
- وقد قمت بتقسيم مراحل تدوين الحديث الشريف إلى فترات زمنية .. بلغت ستة مراحل زمنية وهي فيما يتعلق بالثلاث قرون الأولى .. لأن خير القرون هو الثلاثة قرون الأولى كما بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وفي كل قرن يوجد خير لأنه أيضا أخبرنا أن الخير فيه وفي أمته إلى يوم القيامة .. ولكن عموم الخير كان في هذه القرون الثلاثة الأولى خاصة في العلم الديني .

 

* ملحوظة هامة جدا:

1- ستجد في المراحل الزمنية لتدوين الحديث النبوي:

- مرحلة أتباع تابعي التابعين ..

- وهذه المرحلة لا أعلم أحد من أهل العلم يكتبها بهذا التوصيف الذي ذكرته .. لأنه ينتهي عندهم التوصيف بتابعي التابعين .. وإنما ذكرتها ليس كتصنيف وإنما كتعريف للقاريء .. لمتابعة ومعرفة متى كتب العلماء مصنفاتهم في تدوين علم الحديث .. ولأننا سنحتاج للتدقيق في هذه التواريخ الزمنية خلال بحثنا فيما بعد .. خاصة حينما سنتكلم عن الجزء الخاص بالإمام البخاري وكيف كذب عليه بعض من ينتسبون لجماعة القرآنيين أو التنويريين ..!!

 

2- سيكون احتجاجي بثبوت كتابة الحديث النبوي بما هو تم وصوله إلينا بسند صحيح ومعتبر .. وليس مجرد نقول لأقوال في سندها اتهام .. حيث أن الصحيح يطمئن معه القلب والعقل .. فضلا عن أن الصحيح فيه الحق .. ولسنا في حاجة إلى أحاديث متهمة بفساد الإسناد فيها مما يشير لوجود باطل فيها ..!!
 
3- ولذلك قد تركت الإحتجاج بكثير من الروايات التي يستدل بها البعض على كتابة الحديث النبوي .. وهي أحاديث لا تصح روايتها أو ذكرها .. وسأذكرها لك في سؤال خاص لتعرف أنها ضعيفة ولا ترتقي لتكون حجة في مسألة كتابة الحديث النبوي ..
- حيث أنه ليست المسألة في أن تستدل بمجرد أحاديث لتنتصر لرأيك أو ما تراه يتفق مع منهجك .. لا .. وإنما الدليل لبيان صحة ما يتفق مع الحق الذي يرضي ربنا .. والحق لا يكون الاستدلال عليه إلا بحق ودليل صحيح .. وليس بباطل ولا دليل ضعيف ..!!
 
- وإذا عرفت أن كتابة الحديث الشريف قد مرت على مراحل زمنية مختلفة في تدوينه .. فهذا أوان التعرف على الأدلة التي تثبت صحة كتابة الحديث النبوي خلال القرون الثلاثة الأولى بداية من زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
 
**************************
 
..:: س31: هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم – وما دليل ذلك ؟ ::..
 
- سبق وذكرنا أن كتابة الحديث النبوي مرت بمراحل زمنية متعددة ، بدايتها هي ما تم كتابته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- أولا: المرحلة الأولى .. في العهد النبوي ..
1- أول من أمر بكتابة كلام النبي صلى الله عليه وسلم كان هو النبي نفسه .. وذلك حينما كان يرسل للملوك والأمراء برسائله .. ولسنا في حاجة لذكر أدلة على ذلك لأن هذا شيء معلوم للعامة والخاصة ..
- ولو كانت كتابة كلام النبي ممنوعة شرعا ما كان فعلها النبي صلى الله عليه وسلم .. فكان بذلك هو أول من أثبت كتابة حديثه الشريف من خلال مراسلاته .
 
2- الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص:
- نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمح لبعض الصحابة في كتابة الحديث النبوي .. مثلما سمح لعبد الله بن عمرو بكتابة الحديث .. كما جاء في الحديث الصحيح عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو حيث قال: (كنتُ أَكتُبُ كلَّ شيءٍ أَسمَعُهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أُرِيدُ حِفْظَهُ، فنَهَتْنِي قُرَيشٌ، وقالوا: أَتكتُبُ كلَّ شيءٍ تَسمَعُهُ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَشَرٌ يَتكلَّمُ في الغضبِ والرِّضا؟ فأَمسَكْتُ عن الكِتابِ، فذَكَرْتُ ذلكَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأَوْمأَ (أي فأشار) بأُصبُعِهِ إلى فِيه (أي فمه) ، فقال: اكتُبْ .. فوالَّذي نفْسي بيدِهِ، ما يَخْرُجُ منه إلَّا حقٌّ) صحيح أبي داود.
 
- ولذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه: (ما مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَدٌ أكْثَرَ حَدِيثًا عنْه مِنِّي .. إلَّا ما كانَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو .. فإنَّه كانَ يَكْتُبُ ولَا أكْتُبُ) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عن أبي هريرة بلفظ: (مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق وعمرو بن شعيب صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
 
- وكانت الصحيفة التي كتب فيها عبد الله بن عمرو هذه الأحاديث النبوية .. كان يسميها "الصحيفة الصادقة" .. وظلت معه ويعلم منها الناس حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. إلى ما شاء الله .. ويقال أن كثير من هذه الصحيفة هي المنقولة بالسند عند رواة الحديث .. بالسند المعروف برواية حفيده عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (والجد هنا هو عبد الله بن عمرو بن العاص) .. ومنها كثيرا في مسند الإمام أحمد بن حنبل .
 
- ولهذه الصحيفة الصادقة .. شواهد كثيرة عند أهل العلم يدل بيقين على وجودها ونسبتها لعبد الله بن عمرو حيث قد شاهدها كثير من التابعين .. وقيل أن عبد الله بن عمرو كان يحفظ فيها ألف حديث ..
 
3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ» ..، قَالَ عَطَاءٌ: وَمَا تَقْيِيدُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: الْكِتَابُ) رواه بن عبد البر في جامع بيان العلم .. وقال الألباني في الصحيحة أنه صحيح لغيره.
- قوله (قال عطاء): أي عطاء بن يسار (19هـ - 94 هـ) وهو أحد التابعين ورواة الحديث سأل عبد الله بن عمرو مستفهما عن قوله للنبي (أُقَيِّدُ الْعِلْمَ) ؟ فقال له عبد الله بن عمرو أن المقصود بذلك هو كتابة وتدوين العلم .
 
4- وقد سمح النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه أن يكتبوا حديثه الذي كان يتحدث به في أحدى خطبه .. لرجل من اليمن .. وذلك حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم فتح مكه .. كما جاء في الرواية: (فَقَامَ أبو شَاهٍ - رَجُلٌ مِن أهْلِ اليَمَنِ - فَقالَ: اكْتُبُوا لي يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكْتُبُوا لأبِي شَاهٍ) (قُلتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: ما قَوْلُهُ اكْتُبُوا لي يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: هذِه الخُطْبَةَ الَّتي سَمِعَهَا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.) صحيح البخاري.
 
- وقوله (قلت للأوزعي) : أي قال الوليد بن مسلم (قلت للأوزاعي) وهو عبد الرحمن بن عمرو.. وكلاهما من رواة سند هذا الحديث.
 
* وكل ما سبق في دليل قاطع على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمح بكتابة حديثه .. وقد سمح وأذن لبعض الصحابة بكتابة حديثه صلى الله عليه وسلم ..
 
5- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لَمَّا اشْتَدَّ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ قَالَ: ائْتُونِي بكِتَابٍ أكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ قَالَ عُمَرُ إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَلَبَهُ الوَجَعُ، وعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا. فَاخْتَلَفُوا وكَثُرَ اللَّغَطُ، قَالَ: قُومُوا عَنِّي، ولَا يَنْبَغِي عِندِي التَّنَازُعُ فَخَرَجَ ابنُ عَبَّاسٍ يقولُ: إنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ، ما حَالَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبيْنَ كِتَابِهِ) صحيح البخاري.
- قوله (الرزية): أي المصيبة.
- قوله (ما حَالَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبيْنَ كِتَابِهِ): يقصد الخلاف الذي حدث بين الصحابة في الذين أرادوا الكتابة والذين أرادوا راحة النبي في تلك الحالة وعدم الانشغال بكتابة شيء ..!!
 
- وفي رواية عن السيدة عائشة قالت: (قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: في مَرَضِهِ ادْعِي لي أَبَا بَكْرٍ، أَبَاكِ، وَأَخَاكِ، حتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا، فإنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ويقولُ قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إلَّا أَبَا بَكْرٍ) صحيح مسلم.
- قوله (يتمنى متمن): أي يطمع أحد في الخلافة أو يقول أنه أولى بها .. والله والمؤمنون يريدون أبا بكر للخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 

- وليس هناك أوضح من هذا الحديث في بيان أن كتابة الحديث النبوي في زمن النبي كان معلوما للصحابة ومسموحا به لبعضهم .. وليس غريبا عليهم .. ولم يعترض أحد أو يستغرب على طلب النبي صلى الله عليه وسلم .. والحديث فيه دلالة على مشروعية كتابة الحديث لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفعل شيء إلا لو كان مشروعا له فعله ومسموحا له أن يفعله .

 
6- صحيفة علي بن أبي طالب ..
- فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: (قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ؟ قَالَ: " لاَ، إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: العَقْلُ، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَلاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ بلفظ: (هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي القُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ»، قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: العَقْلُ، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ بلفظ: (قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِمَّا لَيْسَ فِي القُرْآنِ؟ وَقَالَ مَرَّةً: مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ...... إلى آخر الحديث) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية عن قيس بن عبادة (صحابي) والأشتر واسمه مالك بن الحارث (تابعي) .. أنهما ذهبا للإمام علي بن أبي طالب وسألاه: (هل عَهِدَ إليكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَهْدًا لم يَعهدهُ إلى النَّاسِ عامَّةً ؟ قالَ: لا إلَّا ما كانَ في كِتابي هذا .. فأخرجَ كتابًا من قِرابِ سيفِهِ (أي جراب سيفه) ) صحيح أبي داود.
 
* من شرح الحديث:
- قوله (هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ): أي هل يوجد عندك يا أهل البيت كتابا اختصكم به النبي عن سائر المسلمين ؟!!
- قوله (الصحيفة): وهو كمثل صفحة مكتوب فيها بعض من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بالصدقات والديات .
- قوله (فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ): وهو البصيرة والاستنباط والفقه في كتاب الله .  
- قوله (برأ النسمة): أي خلق النفس.
- قوله (العقل): أي الديات .. وقد سميت الإبل عقلا لأنهم كانوا يعقلونها بالعِقال أي الحبال .. أي يربطونها بفناء دار المقتول بالحبال حين يقدمونها في الديات.
 - قوله (الفكاك): حكم فك وتخليص الأسير من يد العدو والترغيب في ذلك .
 
- وتوجد روايات أخرى يظهر منها أجزاء أخرى من الصحيفة قد ذكرها الإمام بن حجر رحمه الله في فتح الباري .. مثل:
- ما جاء في رواية بلفظ: (فأخرج صحيفة مكتوبة فيها: لعن الله من ذبح لغير الله ...) صحيح مسلم.
- وما جاء في رواية بلفظ: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ... ) صحيح النسائي.
- وما جاء بلفظ: (فيها فرائض الصدقة ...) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين .. ويقصد بالصدقة هنا: أي زكاة المواشي من إبل وبقر وغنم ونحوها.
 
- وقال الإمام بن حجر رحمه الله (المتوفى:852 هـ) : والجمع بين هذه الأحاديث .. أن الصحيفة كانت واحدة وكان جميع ذلك مكتوبا فيها .. فنقل كل واحد من الرواة عنه ما حفظه .. والله أعلم. (راجع فتح الباري ج1 ص205).
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة):
* مما سبق تبين لك أخي الحبيب .. أن هذه الصحيفة التي أظهرها الإمام علي رضي الله عنه .. كانت حافلة بالأحكام الشرعية من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتي أملاها النبي صلى الله عليه وسلم على سيدنا علي رضي الله عنه.. ولكن كلا من الرواة نقل ما حفظه أو ما بلغه منها كما ذكر الإمام بن حجر ذلك في كتابة فتح الباري.
 
* ملاحظات هامة جدا على هذا الحديث المروي عن سيدنا علي رضي الله عنه:
- أولا: الملاحظة الأولى .. هذا الحديث النبوي المكتوب في صحيفة الإمام علي .. قد كتبه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وحينئذ يكون هذا حجة شرعية ودليل قاطع على كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد يقول شخص قد يحتمل أن يكون سيدنا علي قد كتبه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا ينساه ..!!
 
- ولكن هذا الإحتمال الثاني وهو كتابته بعد وفاة النبي لا يصح .. ليه ؟ لسببين:
1- السبب الأول: لأنه جاء في الحديث بلفظ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: (مَا كَتَبْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْقُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ) صحيح أبي داود.
 
- وفي هذا الحديث دلالة واضحة على كتابة القرآن وما في صحيفة سيدنا علي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث أملاه عليه كما كان يملي عليه القرآن فيكتبه ..
 
2- السبب الثاني: لقول الإمام علي لقيس بن عبادة والأشتر حينما سألاه: (هل عهدَ إليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ شيئًا لَم يعهَدْه إلى النَّاسِ عامَّةً ؟ قال : لا .. إلَّا ما في كتابي هذا) صحيح أبي داود ..
 
- وفي هذا دلالة على أن هذه العهدة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قد تمت كتابتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمليها على الإمام علي رضي الله عنه وهو كان يكتبها ..
 
- ومن المعلوم أن الإمام علي كان من الصحابة القليلة الذين يكتبون .. بل وكان من كتبة الوحي الذين كانوا يكتبون القرآن ..
 
- ثانيا: الملاحظة الثانية .. وهي أن الحديث النبوي تم إملاءه على سيدنا علي رضي الله عنه .. وكتبها من النبي صلى الله عليه وسلم ..
- وحينما أظهر سيدنا علي الصحيفة المكتوب فيها الحديث النبوي أمام المسلمين في خطبة الجمعة لم يعترض أحد من الصحابة الموجودين على كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا ..
- ومما سبق يتبين أن كتابة الحديث النبوي كانت مأذونا بها لبعض الصحابة كما كان لعبد الله بن عمرو بن العاص ولعلي بن أبي طالب ..  
 
- ثالثا: الملاحظة الثالثة .. وهي ملحوظة هامة جدا في حديث أبي جحيفة وقيس بن عبادة والأشتر .. حيث تنفي تخصيص أهل البيت بعلم ديني خاص بهم :
- (أَبُو جُحَيْفَةَ): واسمه وهب بن عبد الله السوائي .. وكان من صغار الصحابة حيث لم يبلغ الإحتلام حينما توفى النبي – وكان في زمن خلافة الإمام هو الأمين على بيت المال وقيل كان ذو منصب في شرطة الإمام علي .. وسبب سؤاله للإمام علي رضي الله عنه كما في الحديث .. هو ما ذكره في فتح الباري الإمام بن حجر رحمه الله حيث قال: وإنما سأله أَبُو جُحَيْفَةَ عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت لاسيما عليا .. أشياء من الوحي قد خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بها ولم يطلع غيرهم عليها .. وقد سأل عليا عن هذه المسألة أيضا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ وَالْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ وحديثهما في مُسند النَّسائي. (راجع فتح الباري ج1 ص204).
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والذي يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختص أهل البيت بكتابة خاصة في الدين .. هو ما جاء في الرواية عن أبُو الطُفَيلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ (صحابي) قَال: (كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَال: مَا كَانَ النَّبِيّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ يُسِرُّ إِلَيكَ؟ قَال: فَغَضِبَ وَقَال: مَا كَانَ النَّبِيّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ يُسِرُّ إلَيَّ شَيئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ. غَيرَ أئهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ. قَال: فَقَال: مَا هُنَ يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَال: قَال "لَعَنَ الله مَن لَعَنَ وَالِدَهُ. وَلَعَنَ الله مَن ذَبَحَ لِغيرِ اللهِ .....) صحيح مسلم.

- وفي الرواية عن إِبْرَاهِيمَ بنُ يزيد بن شريك التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ (يزيد – وهو تابعي) قَالَ: (خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ - فَقَدْ كَذَبَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- قوله (أسنان الأبل): أي الزكاة الواجبة في أعمار الأبل .
 
- وفي رواية بلفظ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: (مَا كَتَبْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْقُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ) صحيح أبي داود.
 
- وجاء في الحديث عن طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ (وهو صحابي) قَالَ: (شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: (وَاللهِ مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - مُعَلَّقَةً بِسَيْفِهِ - أَخَذْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ. مُعَلَّقَةً بِسَيْفٍ لَهُ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ، أَوْ قَالَ: بَكَرَاتُهُ حَدِيدٌ) روا أحمد .. وحسنه بن حجر في الفتح .. وقال الأرنؤوط: صحيح لغيره.
- قوله (معلقة بسيفه): أي وضع حلقات من حديد على جراب سيفه وعلق عليها هذه الصحيفة ليظهرها منشورة ليراها الحاضرون أثناء الخطبة ..
 
- وليس هناك أوضح من هذا الحديث في بيان أن كتابة الحديث النبوي تمت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وتمت كتابته أمام النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وبإملاء من النبي صلى الله عليه وسلم.
  
- وبهذا يكون ختام الكلام على كتابة الحديث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وننتقل إلى بيان الأحاديث الغير صحيحة التي استدل بها البعض في إثبات أن الحديث النبوي تم كتابته في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
 

*****************************
  
..:: س32: متى بدأ الإذن من النبي بكتابة الحديث النبوي ؟ ::..
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- أحسب أن الإذن بكتابة الحديث النبوي قد بدأ قبل أو مع فتح مكه سنة (8 هجرية) .. أي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات ..
 
- وسبب تحديد هذه الفترة .. هو أن أبا هريرة أسلم في بداية سنة (7 هجرية) .. وقد شهد أبو هريرة لعبد الله بن عمرو بن العاص أنه قد استأذن النبي في كتابة الحديث وقد أذن له النبي بذلك .. كما جاء في الرواية عن أبي هريرة قال: (مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق وعمرو بن شعيب صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
 
- وهذا الإذن النبوي لعبد الله بن عمرو بن العاص .. قد يكون في سنة (7 هجرية) وهي السنة التي أسلم فيها أبو هريرة وحضر إذن النبي لعبد الله بن عمرو بالكتابة .. أو في عام فتح مكه (8 هجرية) على الأكثر .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمح بكتابة الحديث لأبي شاه من أهل اليمن يوم فتح مكه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اكْتُبُوا لأبِي شَاهٍ) صحيح البخاري ..
 
- وهذا يثبت أن السماح بالكتابة للحديث النبوي على أدق تقدير كانت من يوم فتح مكه .. أي أن السماح بالكتابة تم في مرحلة متأخرة .. وعلى هذا يكون قد تم السماح بكتابة الحديث قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات .. حيث أنه قد توفى سنة (11 هجرية) .. والله أعلم .
 
2- والذي يشهد بأن الإذن بالكتابة للحديث النبوي كان هو آخر ما استقر عليه النبي صلى الله عليه وسلم .. هو رغبته في كتابة وصية للمسلمين وهو كان على فراش الموت قبل أن يتوفى بثلاثة أيام تقريبا .. كما جاء في الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لَمَّا اشْتَدَّ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ قَالَ: ائْتُونِي بكِتَابٍ أكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ) صحيح البخاري ..
 
3- ولكن أيضا الذي نفهمه بأن هذا الإذن والتسامح في كتابة الحديث أصبح عاما ولكن في حدود الكتابة الشخصية وليس للنشر العام .. لأن هذا كان فعل بعض الصحابة والتابعين بعد ذلك الذين كانوا ينهون عن نشر الحديث النبوي .. ويبقون على حفظه .. وكان البعض منهم يكتب ليحفظ ثم يمحو ما كتبه .. وسبب النهي من بعض الصحابة والتابعين بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لمصلحة رأوها وليس لنهي نبويا .. والمصلحة هي المحافظة على حفظ الحديث النبوي .. وعدم الانشغال بغير القرآن لغير أهل العلم ..
 
4- ما سبق في تحديد الإذن بكتابة الحديث النبوي .. هو اجتهاد مني .. وأعتقد أنه لم يخطر ببال أحد أن يقوم بهذا التحديد .. ولكن اجتهدت في معرفة ذلك من باب تنظيم المراحل الزمنية في تدوين الحديث النبوي .. والله أعلم بالصواب .

 ****************************


..:: س33: ما هي الأحاديث الضعيفة التي لا يصح الإحتجاج بها في كتابة الحديث النبوي ؟ ::..

- يوجد أحاديث مشهورة رويت عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد تجدها في العديد من الكتب أو على مواقع الإنترنت للاستدلال بها على كتابة الحديث النبوي .. ولكن لما تتبعت تخريجها وجدتها غير صحيحة (إما ضعيفة أو موضوعة أي مكذوبة) ولذلك لم استدل بها ولم احتج بها .. حيث لا أميل لرأي لمجرد أحاديث منقولة في كتب إلا بعد التحقق منها طالما يوجد خلاف في هذه المسألة .. فإذا تبين لي أنها أدلة لا يصح الإحتجاج بها .. فلا حجة لمن احتجوا بها مهما بلغ علمهم .. وإذا تبين لي صحة الدليل مع صحة الفهم لاستنباط هذا الدليل في محله .. فهو حينئذ حق وحجة صحيحة لمن يحتج به .. وما عدا ذلك .. فلا يصح الإحتجاج به ..!!

 
* ولعلك أخي الحبيب .. قد تسأل لماذا جمعت هذه الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة – وخاصة بعض الروايات الخاصة بعبد الله بن عمرو بن العاص أو الروايات التي جاء فيها لفظ (استعن بيمينك) ؟!!
1- حتى تنتبه إلى الصحيح والضعيف من الحديث .. حيث يوجد في كتب أهل العلم والمنتشر على الإنترنت بعض من الأحاديث التي لا يصح روايتها إلا للإحتراز منها وبيان أنها غير صحيحة ..!!
 
2- حتى تعلم العلم الصحيح فعليك أن تبصر الحق والباطل .. حتى تكون على بصيرة .. فلا يخلط لك أحد الصحيح بالضعيف ويساويه لك حتى يشكك في مسألة تدوين وكتابة الحديث الشريف منذ العهد النبوي .. !!
 
3- لأن معرفتك للروايات الغير صحيحة تجعلك تعرف كيف يتلاعب البعض من جماعة القرآنيين .. حينما يحاولون التأثير عليك بأن ما يستدل به العلماء في كتابة رواية الحديث إنما هي احاديث مغلوطة وفاسدة ولم يصح منها شيء ..!! فيأتوك بالضعيف والمكذوب  .. ليتم التأثير عليك نفسيا بأن ما يقولوه هو صواب ..!! كما تجد ذلك منتشرا على الإنترنت ..
 
4- أما فيما يتعلق بأحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص .. فإن لها روايات كثيرة منها الصحيح ومنها الضعيف ومنها الموضوع .. وقد ذكرت لك الصحيح منها في السؤال السابق .. وسأذكر لك منها الضعيف والموضوع هنا في هذا السؤال .. وكذلك بعض الناس ظن أن روايات (استعن بيمينك) التي سياتي ذكرها بعد قليل هي تتعلق بالكلام عن رواية عبد الله بن عمرو ..!! وهذا خطأ كبير جدا ..!!
- والغرض من الإهتمام بهذه الروايات الضعيفة في قصة عبد الله بن عمرو .. لأنك ستجد بعض من لا يتقي الله وليس لديه أمانه في نقل العلم .. يقوم بالترويج للروايات الضعيفة والموضوعة ليوهم المؤمنين بأن كتابة عبد الله بن عمرو بن العاص ما هي إلا روايات لا تصلح لأن يحتج بها أحد لأنها ضعيفة أو موضوعة ..!! ويخفى الروايات الصحيحة وكأنه لم يراها أو لم يسمع عنها خبر ..!!

- وهذه خيانة في الأمانة العلمية وكذب وتضليل ممن ينقل العلم بهذه الطريقة الفاسدة لينتصر لرأيه وهواه بل ويكون سببا في تضليل المؤمنين ..!!

- وعموما ليس بمستغرب على هؤلاء أن يتبعوا هذه الخيانة العلمية .. إذا كان حالهم هو استباحة إنكار الحديث النبوي الصحيح السند والمتن ..!!
 
- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب ..
- فإليك بعض من الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة أو الغير صحيحة .. والمنتشرة سواء في كتب بعض أهل العلم أو على الإنترنت ..
 
- فمن هذه الأحاديث الغير صحيحة التي تم روايتها في عهد النبي:
1- عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قلتُ يا رسولَ اللهِ إنا نَسمعُ مِنكَ أحاديثَ فأستعينُ بيدي على قلبي قال نعمْ وكانتْ لهُ صحيفةٌ تُسمى الصادقةَ) رواه أبو العباس المرهبي في فضل العلم .. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة: سند واه .. أي لا يصح .
 
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُوءَ الْحِفْظِ، فَقَالَ: " اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِكَ) رواه البزار والطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي: فيه الخصيب بن جحدر وهو كذاب.
 
- وفي رواية عن أنس قَالَ: (شَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُوءَ الْحِفْظِ، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ) رواه الطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي: فيه اسماعيل بن سيف وهو ضعيف.
 
3- عن الخليل بن مُرَّة، عن يحيى بن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَجْلِسُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَسْمَعُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحَدِيثَ فَيُعْجِبُهُ وَلاَ يَحْفَظُهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فَيُعْجِبُنِى وَلاَ أَحْفَظُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ لِلْخَطِّ) .. "وَفِي البَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو" .. رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ إسناده ليس بذلك القائم، وسمعتُ محمد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مُرَّة مُنكر الحديث .. وذكره الألباني في ضعيف الجامع وضعيف الترمذي والسلسلة الضعيفة.
- قوله (استعن بيمينك): أي استخدم يدك اليمني.
- قوله (أومأ بيده): أي أشار بيده للرجل أن يكتب بالقلم .
 
- وقول الترمذي: (وفي الباب عن عبد الله بن عمرو): أي أتت رواية شبيهة بمثل هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو في مثل لفظ حديث الباب الذي يتكلم عنه الترمذي.
- والترمذي عادته في كثير من أحاديثه أن يقول بعدها (وفي الباب عن فلان وفلان من الصحابة) .. ومعنى كلامه أنه يذكر كمعلومة .. أنه قد أتت رواية أو روايات شبيهة بالحديث الذي رواه في هذا الباب أو المسألة التي روى فيها حديثه عن بعض الصحابة كفلان وفلان .. سواء كانت روايات باللفظ أو بالمعنى وسواء كانت صحيحة أو ضعيفة .. وإنما هو يذكر فقط أن مثل حديثه قد رواه آخرون عن آخرين من الصحابة خلاف ما هو رواه عن الصحابي الذي ذكره .. أي أن لمثل هذا الحديث الذي يرويه توجد روايات أخرى بأسانيد أخرى عند آخرين ..
 
- قال الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح (ص101):
- قول الترمذي في الجامع (وفي الباب عن فلان وفلان) فإنه لا يريد ذلك الحديث المعين .. وإنما يريد أحاديث أخر تصح أن تكتب في ذلك الباب .. وإن كان حديثاً آخر غير الذي يرويه في أول الباب .. وهو عمل صحيح .. !!
- إلا أن كثيراً من الناس يفهمون من ذلك .. أن من سُمي من الصحابة يروون ذلك الحديث الذي رواه في أول الباب بعينه وليس الأمر على ما فهموه .. بل قد يكون كذلك .. وقد يكون حديثاً آخر يصح إيراده في ذلك الباب .أهـ
 
4- عن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: (خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " تَحَدَّثُوا، وَلْيَتَبَوَّأَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ فَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " اكْتُبُوا وَلَا حَرَجَ) رواه الطبراني في الكبير ..
 
5- عن جُوَيْبِرٌ عن الضحاك بن مزاحم الهلالي عن عبد الله بن مسعود قال: (مَا كُنَّا نَكْتُبُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا مِنَ الْأَحَادِيثِ إِلَّا التَّشَهُّدَ وَالِاسْتِخَارَةَ) رواه بن حجر في المطالب العليا بسنده .. وقال: جُوَيْبِرٌ مَتْرُوكٌ. وَالضَّحَّاكُ لَمْ يَسْمَعْ من ابن مسعود رضي الله عنه..
- فالحديث على كلام بن حجر هو حديث لا يصح بأي حال من الاحوال لكونه فيه شبهة الوضع ولكونه منقطع .. !!
 
6- عن أَبُو مُدْرِكٍ، حَدَّثَنِي عَبَايَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: (مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَقَالَ: «مَا تَحَدَّثُونَ؟» فَقُلْنَا: مَا سَمِعْنَا مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «تَحَدَّثُوا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مِنْ جَهَنَّمَ» وَمَضَى لِحَاجَتِهِ، وَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ لَا يَتَحَدَّثُونَ؟» قَالُوا: لِلَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُرِدْ ذَلِكَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ مَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ» فَتَحَدَّثْنَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءً أَفَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: اكْتُبُوا ذَلِكَ وَلَا حَرَجَ) رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" .. والخطيب في تقييد العلم .. وسبب ضعف الحديث هو أن "أبو مدرك" هو عبد الله بن مدرك الأزدي شامى – مجهول الحال .. !!
 
7- عن عليٍّ -رضي الله عنه مرفوعا: (إذا كتبتم الحديث عني فاكتبوه بإسناده فإن يك حقًّا كنتم شركاء في الأجر، وإن يك باطلاً كان وزره عليه) رواه الديلمي في الفردوس والحاكم في علوم الحديث والسيوطي في الجامع الصغير .. وقال الألباني في الضعيفة: موضوع .. ونقل عن المناوي والذهبي وبن حجر أنهم حكموا عليه بأنه حديث موضوع ..!!
 
8- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: (كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَنَا مَعَهُمْ، وَأَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "، فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ قُلْتُ: كَيْفَ تُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قَالَ وَأَنْتُمْ تَنْهَمِكُونَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَضَحِكُوا فَقَالُوا: يَا ابْنَ أَخِينَا، إِنَّ كُلَّ مَا سَمِعْنَا مِنْهُ عِنْدَنَا فِي كِتَابٍ) رواه الطبراني في الكبير .. وقال الهيثمي: فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك الحديث.
 
9- عن زيد العَمِّي قال: (قال عبد الله ابن عمرو: يا رسول الله، إنا نسمع منك أشياء نخشى أنْ ننساها، أفتأذن لنا أنْ نكتبها؟ قال "نعم، شبكوها بالكتب) رواه الخطيب في تقييد العلم .. واسناده ضعيف لضعف زيد ابن الحواري العَمِّي .. وقال الصنعاني في نزهة الألباب:  زيد متروك وبعيد سماعه من صحابي.
 
10- عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال: (قلت: يا رسول الله إنى أسمع منك أشياء أحب أن أعيها فأستعين بيدى مع قلبى قال: "نعم") رواه الخطيب في تقييد العلم .. وقال الصنعاني في نزهة الألباب: وإسماعيل تركه غير واحد.
 
11- عن لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعِيَ حَدِيثَكَ، وَلَا يَعِيهِ قَلْبِي. فَأَسْتَعِينَ بِيَمِينِي قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنْ شِئْتَ) رواه الدارمي في سننه .. وذكره البوصيري في الإتحاف:  وقال: هذا إسناد حسن، وعبد الواحد بن قيس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح..
- وقال محققو المطالب العليا ج12 ص612: الحديث بهذا السند ضعيف لأسباب.
الأولى: لأنّ عبد الواحد بن قيس لم يسمع من عبد الله بن عمرو، ولذا قال: في رواية الدارمي أخبرني مخبر، عن عبد الله.
الثانية: عبد الواحد بن قيس كثير الوهم فحديثه ضعيف.
- ومعنى الحديث صحيح بمعناه بطرق كثيرة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. أ.هـ.
 
12- كتاب عمرو بن حزم الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن ، وهو كتاب طويل كتب فيه الفرائض والديات والسنن .. ولفظه في بدايته:
(أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، فَقُرِئَتْ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ ، وَهَذِهِ نُسْخَتُهَا : مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، قِيلَ ذِي رُعَيْنٍ وَمَعَافِرَ وَهَمْدَانَ : أَمَّا بَعْدُ ،........ إلى آخر الحديث وهو طويل) رواه النسائي وبن حبان والبيهقي والحاكم ..
- وقد ضعف كثير من الحفاظ هذا الحديث وجعلوا علته هي سليمان بن أرقم " فهو ضعيف جداً .. وللحديث له أطراف كثيرة ولكنها مراسيل .. ولكن الحديث في حقيقته يعمل به عند الفقهاء ليس لصحة الإسناد وإنما لشهرة هذه الرسالة التي اشتهرت عن العلماء ولها شواهد كثيرة في الصحيح وليس جميعها ..
- قال الحافظ بن حجر رحمه الله: وقد صحح الحديث بالكتاب المذكور جماعة من الأئمة ، لا من حيث الإسناد ، بل من حيث الشهرة .انتهى من" التلخيص الحبير " (4/58) ..
- وقال ابن عبد البر رحمه الله: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد ، وقد روي مسندا من وجه صالح ، وهو كتاب مشهور عند أهل السير ، معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة تستغني بشهرتها عن الإسناد ؛ لأنه أشبه التواتر في مجيئه ، لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة.
- وكتاب عمرو بن حزم معروف عند العلماء ، وما فيه فمتفق عليه إلا قليلا ، وبالله التوفيق ". انتهى باختصار من" التمهيد " (17/338-339).
- وقال أيضا: وكتاب عمرو بن حزم هذا قد تلقاه العلماء بالقبول والعمل ، وهو عندهم أشهر وأظهر من الإسناد الواحد المتصل. انتهى من" الاستذكار " (2/471).
- وقال أيضا: وفي إجماع العلماء في كل مصر على معاني ما في حديث عمرو بن حزم دليل واضح على صحة الحديث ، وأنه يستغني عن الإسناد لشهرته عند علماء أهل المدينة وغيرهم ". انتهى من " الاستذكار " (8/37).
- الشيخ الألباني رحمه الله فقد ضعف الحديث من جهة السند ، ولكنه كان يصح كثيراً من فقراته لأن لها شواهد ، ولهذا قال في " ضعيف سنن النسائي " (4853) : " أكثر فقراته لها شواهد " انتهى
تم نقل كلام الحافظ بن حجر والحافظ بن عبد البر والشيخ الألباني عن موقع الاسلام سؤال وجواب – سؤال رقم : 155117 .. 
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وجدت روايتين أحببت أن أذكرهما .. إذ ربما قد يستدل أحد بهذه الروايات على جواز كتابة الحديث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. فدفعا للتوهم ذكرت هذه الروايتين احترازا مما قد يتوهمه البعض فيستدل بهما خطأ وهو لا يعلم بفساد هذه الروايات ..!! حيث أن جملة (حملة الحديث) ، وجملة (يروون أحاديثي) .. قد يظن البعض أنها تحمل كلا المعنيين من رواية الآحاديث سواء ما هو منقول مشافهة أو مكتوبا .. !! وإليك هاتين الروايتين:
13- عن على بن أبي طالب مرفوعا قال: (أَلَا أَدُلُّكم على الخُلَفَاءِ مِنِّي ومن أصحابي ومن الأنبياءِ قَبْلِي ؟ هم حَمَلَةُ القرآنِ والأحاديثِ عَنِّي وعنهم ، في اللهِ ، وللهِ) رواه أبو نعيم في اخبار أصبهان .. وذكره الألباني في ضعيف الجامع بأنه ضعيف.. وذكره في السلسلة الضعيفة بأنه موضوع.
 
14- عن عبد الله بن عباس مرفوعا: (اللهم ارحمْ خُلَفائي . قلنا: يا رسولَ اللهِ ومن خُلَفاؤك ؟ قال: الذين يأتون من بعدي، يَروُونَ أحاديثي، ويُعلِّمونها الناسَ) رواه الطبراني في الأوسط .. وذكره الألباني في ضعيف الترغيب بأنه حديث موضوع.
- وفي رواية بلفظ: (يَروُونَ أحاديثي وسنتي) رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان .. وذكره الألباني في الضعيفة بأنه حديث باطل .
 
* وخلاصة القول في أحاديث كتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
1- أن الأحاديث الصحيحة التي تدل على كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. هي أحاديث قليلة .. ولكنها صحيحة .. ويكفي حديث واحد للإحتجاج بها في إثبات كتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. مثل حديث الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص هو العمدة في هذه المسألة .. وحديث أبي شاه اليمني .. وحديث رغبته في كتابة وصية للمسلمين قبل انتقاله لجوار ربه بأربعة أيام .. وحديث صحيفة الإمام علي رضي الله عنه .
 
2- أن الأحاديث الغير صحيحة في مسألة تدوين الحديث الشريف في الزمن النبوي هي أحاديث كثيرة ولكن لا يصح الإحتجاج بها ..!!
- والله أعلم .
 
3- وإذا كان هذا زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت فيه كتابة الحديث النبوي والسماح لبعض الصحابة بكتابة الحديث النبوي ..
- وهذا يجعلنا نتسائل ونقول: هل هناك آخرين من الصحابة بخلاف عبد الله بن عمرو بن العاص قد قام بكتابة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
 
- فهيا معي أخي الحبيب .. نبحث في مسألة تدوين وكتابة الحديث النبوي في عهد الصحابة .. ونتعرف على من كتب الحديث من الصحابة ومن كتبه عن الصحابة
  
********************
..:: س34: هل تم كتابة الحديث النبوي في زمن الصحابة – وما الدليل على ذلك ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات .. 

هناك 20 تعليقًا:

  1. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    فعلا كان المنافقون يحاولون احداث بعض الاحاديث تشويها لكلام رسول الله على هواهم لانهم حاولوا تحريف القرآن و خسوء و عجزوا فدخلوا من باب الاحاديث ليبتدعوا كلام من عندهم لكي ينالوا من رسول الله و اصحابه

    ردحذف
    الردود
    1. السادة الاعضاء :
      ---------------
      1- تم اضافة دليل آخر لكتابة الحديث النبوي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..
      - وهو صحيفة علي بن أبي طالب .. (بعد أن راجعت الاحاديث وتحققت من ألفاظها ..) ..
      - وهي حجة قوية جدا في اثبات كتابة الحديث النبوي بإملاء من النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

      2- وستجد فقه لطيف من خلال هذا الدليل .. فيه ردا على من يزعم أن أهل البيت قد اختصهم النبي صلى الله عليه وسلم بعلم ديني خاص ..!!

      حذف
    2. ماشاء الله يا استاذ خالد
      دليل قوووي جدا وجميل جداا جداا
      افاض الله عليك بمزيد فضله بجاه نبيه عليه وعلى آل البيت افضل الصلوات وأزكى التسليمات من رب البريات .. امين ياارب امين

      حذف
  2. اكرمك الله وأعزك استاذنا الفاضل
    ولك من الرضى اضعاف ما دعوت لكل من خدم بإخلاص كتاب الله وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض آمين آمين آمين

    ردحذف
  3. بارك الله فيك وجعلك الله نورا و سيفا مدافعا عن دينه ونبيه
    و زادك علما وفهما ونورا
    حصتنك بلا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم

    ردحذف
  4. كتب الله كتابك في عليين سيدي خالد
    وأسأل الله أن يجمعنا بكم في الدنيا ونتشرف برؤيتكم
    ولو حضرت تتكرم علينا أهل المدونه بلقاء يجمعنا بكم على حب الله
    في اليوم الذي يناسب وقتكم نكون شاكرين
    وصل الله على سيدنا محمد النبى الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى ذريته
    وأهل بيته الأطهار آمين

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد بلال ..
      - أكرمك الله ورضي عنك وغفر لك وجعلك من المقربين ..
      - أخي الحبيب نحن نجتمع كل ثلاثاء وخميس على برنامج التليجرام الساعة 9:30 م بتوقيت القاهرة .. ويكون اللقاء يجمع بين مجلس ذكر وبين دروس وأسئلة من الاعضاء مباشرة ويتم الغجابة عليها بإذن الله ..
      - ويمكنك الإنضمام إلينا من خلال الاشتراك على رابط التليجرام من خلال الضغط على الصورة الوجودة في اعلى الصفحة على يمين الشاشة ..

      * ملحوظة تم اضافة دليل آخر لاثبان كتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو صحيفة الإمام علي رضي الله عنه .
      **********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  5. جزاك الله خيرا .. استاذ خالد علي هذا المجهود المبارك
    ربنا يكرمك ويبارك فيك يارب يارب يارب
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

    ردحذف
  6. ماشاء الله لاقوة إلا بالله
    مدد يارب مدد

    ردحذف
  7. جزاك الله خيرا كثيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال.

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

    ردحذف
  8. #خايف_الموت_ياخد_حبايبي ..!!

    حين يغلب على قلبك رؤية قهر الله بموت أحد أحباءك ، فتتسلط عليك هواجس أن الموت سيخطف كل من تحب بل قد يخطفك انت نفسك ، ذكر نفسك برحمة الله ولطفه .. لا تمكن الشيطان منك بوساوسه لمجرد أنك تخشى الموت ناسيا أنه بيد "أرحم الراحمين سبحانه" وليس أحد المخلوقين الناقصين ..

    قال تعالى :" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم"
    الشيطان سيعدك أن الله مهلكك ومنزل عليك غضبه ، والله يعدك مغفرة منه وفضلا وهو واسع عليم بضعفك وقلة حياتك .. سلمها لله ونفض عن نفسك مخاوفك وقل يا ارحم الراحمين ( ثلاثا ) ارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء.

    ===============
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يكرمك .. يارب يارب يارب
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

      حذف
  9. جزاك الله عنا كل خير يا سيدي وزادك الله من علمه وأعانك على ماكلفك وجعلك الله ناصرا للحق وأنار الله بصرك وبصيرتك وجعلك الله نورا لنا دائما أبدا وهدانا الله وإياكم الي الطريق المستقيم نسأل الله أن يفهمنا ما عجزنا عن فهمه ويونير قلوبنا جميعا للحق وينصرنا على أنفسنا وكتبنا عنده من الصالحين ويجعلنا الله وإياكم من الصادقين في القول والعمل ......... اللهم آمين يارب العالمين
    ****************************************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبيّ الأميّ وعلى آله وسلم

    ردحذف
  10. السلام عليكم ورحمة الله
    استاذ خالد شكرا جزيلا على ماتتفضلون به.. وجزاك الله خيرا كثيرا على ما تقدمه من مجهود ووقت دفاعا عن تراثنا وديننا الحنيف..
    استاذي العزيز لدي بعض الاسئلة البسيطة ارجو ان تجيبني عليها عندما يسمح وقتكم..

    1: بخصوص الاحاديث الصحيحة المتعارضة ظاهريا مع بعضها.. هل لها علاقة مباشرة بالناسخ والمنسوخ.. ام انه هناك امور اخرى يمكن ان تكون سببا في ذلك..

    2: بالنسبة لاختلاف الفاظ بعض الاحاديث من راوي الى اخر.. هل لذلك علاقة بكثرة الرواة والموقع الزمني والمكاني لكل راوي في سلسلة الرواة ام انه هناك اعتبارات أخرى في هذه المسألة.. وهذا الاختلاف في اللفظ هل يمكن ان ياثر على معنى ومقصد الحديث الصحيح عند البعض.. ارجوا التوضيح لو تكرمتم..

    3: العلماء يقولون ان التعامل مع هذه الاحاديث المتعارضة ظاهريا يحتاج الى دراية كبيرة بعلم الحديث والفقه واللغة.. ومعرفة الناسخ والمنسوخ ومناسبة الحديث وسياقه التاريخي.. وذلك حتى يتسنى للطالب او الفقيه استخراج الحكم الصحيح من الحديثين المتعارضين من خلال الجمع بينهما او ترجيح أحدهما.. في نظري ان هذا الامر صعب ومعقد قليلا على شخص عادي او باحث..

    السؤال: لماذا لانرى مثلا كتب عليها اجماع من العلماء والجامعات الاسلامية.. ويتم الحاق هذه الكتب بالتراث وبالمتون الخام مثل البخاري ومسلم ان صح التعبير.. وذلك بشكل رسمي لتكون ملازمة لها.. وتكون هذه الكتب ميسرة تتناول مثل هذه المسائل مع الشرح وتصنيف مبوب بشكل واضح ومرتب لتبسيط الامور على العوام والباحثين..وذلك لقطع الطريق على المتشددين والمتحزبين والفوضويين وعلى المنكرين الذين يستغلون هذا الفراغ ويتلاعبون بالاحاديث والفاظها ويوظيفونها على حسب هواهم لتخدم افكارهم وامراضهم النفسية.
    واعتذر ان كانت الأسئلة بعيدة عن الموضوع.

    ردحذف
    الردود
    1. اعتذر على عدم ترتيب الاسئلة بشكل جيد.. ولتوضيح المقصد بشكل أفضل في السؤال الثالث.. قصدت بكتب عليها اجماع.. بمعنى كتب غير متحيزة لاديولوجية ما و لمذهب فقهي معين.. وتكون هذه الكتب كمكمل وحلقة وصل بين التراث والناس وميسرة للجميع ..وتتناول هذه الكتب شرح الفاظ الحديث والتفسير الميسر لجميع الأحاديث واعطاء التفاصيل الدقيقة عنها.. كدرجة ومرتبة الحديث وهل هو ناسخ أو منسوخ وهل هذا الحديث متواتر أو احاد.. وهل هو مقرون بقرائن ام لا.. وهل هذا الحديث يقيني او ظني وهل يعمل به في العقيدة او في الفقه او لا يعمل به.. وهل هذا الحديث من ناحية الفهم و استنباط الحكم عليه اختلاف بين العلماء ام لا وهكذا .. وفي الحقيقة هذا تساؤل لم تكتمل أركانه في ذهني بعد.. ربما قد أكون مخطئ في طرحه بهذه الطريقة.. وأرجو منك استاذ خالد ان تجيبني على السؤال الأول والثاني اذا تفضلت وتكرمت

      حذف
    2. أخي الحبيب .. مريد القرب ..
      1- بخصوص الأحاديث المتعارضة:
      - قد يكون بسبب نسخ لها .. وهذا له كتب خاص بنسخ الحديث .. وتسمى بكتب الناسخ والمنسوخ من الحديث الشريف .. وغالبا كلها تدور حول التسمية السابقة ..

      - وقد يكون بسبب قلة توفيق في الجمع بين الأحاديث .. حيث يخفى على شخص كيف يجمع بين هذا وذاك .. وهذا كثير جدا .. وهذا النوع له كتب مخصوصة في الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض .. وأشهر من تكلم فيها هو الإمام الطحاوي في مشكل الحديث ..
      - وقد يكون حديث في ظاهرة للعوام أنه صحيح .. ولكن هو ضعيف في السند لأي علة فيه .. أو بسبب علة في المتن لشذوذ أو نكارة فيه .. وسبق توضيح ذلك في الأجزاء السابقة ..

      2- بخصوص الإختلاف اللفظي للحديث:
      - يحدث ذلك لأن بعض الرواة قد ينقل الحديث بتصرف منه في الألفاظ لأنه لا يتذكر اللفظ تماما فيذكره بلفظ آخر .. وقد ينقله بالمعنى المقصود .. وقد ينقله باللفظ النبوي كما نطق به .. حسب الملكات الذهنية للرواي للحديث ..، ولكن في الأذكار غالبا يكون اللفظ كما هو من النبي صلى الله عليه وسلم .

      - مع العلم أن المعنى العام لا يتغير للحديث .. وإنما لو حدث تغيير في المعنى فأحد الروايتين سيكون خطأ .. ويسمى وهما ..!!

      - وسبق وذكرنا في جزء سابق أنه ليس كل ما هو متنه صحيح فهو صحيح ..!! وليس كل ما هو سنده صحيح فمتنه صحيح ..!! إذ قد يخطأ أحد الرواة .. وهذا نادر جدااا في علم الحديث ..

      - ملحوظة: أن معرفة حديث .. تحتاج إلى أن تجمع جميع رواياته حتى تبصر معرفة هذا الحديث وإلا سيفوتك كثير من العلم ..!!

      3- بخصوص وجود مجامع للأحاديث الصحيحة وشرحها والكلام عليها فقها وتفسيرا ولغة وتاريخا وغير ذلك .. فهذا شيء طالما كان موجودا .. ولكن كان يختلط فيه الصحيح بالضعيف .. وكان يتم شرح الجميع .. لأن علم التخريج علم له رجاله .. !!

      - فوجدت محاولات كبيرة من العلماء في جمع الأحاديث من طرقها المختلفة لتكون في مرجع واحد مثل جمع الجوامع للسيوطي .. وجامع المسانيد والسنن للإمام بن كثير ..

      - ولكن ظهر في العصر الجامع الصحيح للسنن والمسانيد للشيخ صهيب عبد الجبار كتبه سنة 2014.. وهو من الضفة الغربية بفلسطين .. ويقول عنه نفسه في أول ورقة من كتابه البالغ 38 جزء .. : لا أنتمي لأي حزب ولا جماعة , أينما وجدتُ الحديثَ الصحيح , أخذتُ به..، وأكنُّ الاحترامَ والتقديرَ لأئمة المذاهب الأربعة , وعلماء هذه المذاهب , ولا أتعصب لأحد منها.

      - وإذا كان هو يقول: (هذا الكتاب لَا يحتوي إِلَّا على ما صح من حديث رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم) ..

      - قلت (خالد) : قد وفق في ذلك توفيقا كبيرا .. يدل على اخلاصه فيه .. بل وترك شرحا لألفاظه .. وتعليقات مهمة على بعض الاحاديث التي تحتاج إلى فقه .. فجزاه الله خير الجزاء .. حيث قد كتب مالم يكتبه عالم في مثل كتابه الذي جمعه .. بهذا الأسلوب وهذه الطريقة المميزة التي لم يبخل فيها بكل ما انعم الله عليه من فضله .. رضي الله عنه وأرضاه .

      ****************************
      يتبع ... الكلام على موسوعة الجامع الصحيح للكتب والمسانيد.......

      حذف
    3. الكلام على موسوعة الجامع الصحيح للكتب والمسانيد:

      - وسبب كتابته لهذه الموسوعة الحديثية وهي 38 جزء .. فيقول بعد ان نظر في كتب الحديث : (والوصول إلى المراد من هذه المصنفات عسير، إلا على المتخصص , وحتى المتخصص، فإنه يحتاج إلى زمن طويل أحياناً حتى يتمكن من جمع طرق، وأطراف حديث واحد , وطالما أعيا مشايخنا المحدثين طلب بعض الأحاديث من مظانها , بل إنني واحد من الذين ثقفوا المصنفات الحديثية معرفة بمواردها، ومصادرها، ومع تمكُّني من معرفة الأبواب التي ارتكزت عليها هذه المصنفات؛ إلا أنني أجد صعوبة أحياناً في التوصل لحديث ما , فكيف بالعلماء الذين ليسوا مختصين بهذا العلم، كالفقهاء، والمفسرين، والدعاة، والخطباء، والمؤرخين , والأدباء، واللغويين، وغيرهم , ممن تصادفهم أحاديث، ويودُّون الوقوف على حقيقتها من مصادرها للاستشهاد بنصوصها من مصنفات رُواتها) ..!!

      - ويقول (وإذا كانت الحاجة فيما مضى إلى موسوعة للحديث النبوي أملاً، فقد أصبحت في الوقت الحاضر عملاً واجباً، بعد حملات التشكيك في حُجيّة السنة، والتقليل من شأنها في العديد من مواقع الشبكة العنكبوتية , وعدد من الدراسات، والندوات، واللقاءات، والأحاديث الإعلامية المشبوهة تلفازاً، وإذاعةً، وصحافةً.
      يُضاف إلى هذا احتجاج بعض خطباء الجُمَعِ، وعدد من المؤلفين والمحاضرين، والإعلاميين، وغيرهم، بأحاديث نبوية، بعضها ضعيف السند، وبعضها الآخر موضوع، من غير التزام ببيان الدرجة، أو المصدر.
      إلى جانب ما يُلاقيه جمهرة عامة المسلمين من الارتباك عندما تتعارض الآراء والتوجُّهات، كتعارُض الآراء مثلا في قضية الاختلاف في عدد الركعات في قيام رمضان، وغيرها من القضايا وبخاصة إذا ما صَحِب مثلُ هذه القضايا تَعسُّف الإلزام من الذين يلتزمون بظاهر الأحاديث التي وصل إليها حدُّ عِلمهم، وَوَصْفُهُم لِمُخالفيهم بصفات التجريح، والتجريم، والتفسيق، وربما التكفير، الأمر الذي خلَّف في المجتمعات الإسلامية متشدداً مغالياً، وضائعاً يائساً، ومُحتاراً بائساً.
      إن صدور موسوعات بهذا المنهاج، أو ذاك، هو وَصْلٌ لمسعى الآباء والأجداد , ولن يُلغِيَ منهجٌ منهجاً آخر يُغايرُه، بل يزيدُ كل منهما الثاني أَلَقًا وإشراقاً).

      - ثم يقول: (هذه الكتب ليست كلها مؤلفة بطريقة يَسْهُل مطالعتها, ففيها السنن والمسانيد والمعاجم.
      فقلت في نفسي: لماذا لَا تكون السنة الصحيحة مجتمعة في كتاب واحد - كما هو الحال بالنسبة للقرآن - بحيث يكون هذا الكتاب محذوف المُكَرَّر , صحيح الأحاديث , مُبَيِّنًا للناسخ من المنسوخ , مُرَتَّبا على الأبواب الموضوعية؟.
      ومن هنا قررت أن أجمع (ما صح) من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتاب واحد , وأن أجمع روايات كل حديث ليصبح رواية واحدة , وأُرَتِّب هذه الأحاديث على الأبواب الموضوعية ترتيبا مُمَيزاً) ..

      - إلى أن قال: (هذا الكتاب لَا يحتوي إِلَّا على ما صح من حديث رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم) ..

      #كل ما سبق كان نقلا من كلام الشيخ صهيب بن عبد الجبار مع بعض التقديم والتأخير في كلامه ..#

      * تبقى أن أقول لك .. أن هذه الموسوعة مرفوع على الانترنت مجانا .. !!

      2- وله موسوعة أخرى اسمها: المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة .. على ترتيب المواضيع .. على 22 جزء .. وقد رفعه مجانا على شبكة الانترنت .. (ولكن بدون شروح) ..

      *************************************
      * أرجو أن أكون أفدتك أخي مريد القرب فيما سألت ..
      ****************************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    4. وتذكرت موسوعة أخرى مطبوعة للدكتور الاعظمي .. باسم (الجامع الکامل في الحديث الصحيح الشامل) ..
      ويقول مؤلفه: و من أسباب تأليف " الجامع الكامل" أنه سئل كثيراً عن ديوان شامل يجمع الأحاديث الصحيحة من دواوين السنة وكتب التفسير والفقه والتاريخ وغيرها, فلم يجد من استقصى الأحاديث الصحيحة من هذه الكتب وجعلها مرتبة في ديوان واحد, فشعر بأهمية ذلك في فهم القرآن وفقه الأحكام وغيرها. لأن أحاديث الباب إذا جمعت في مكان واحد فأنها يفسر بعضها بعضا, مما يعين الفقهاء والمفسرين وغيرهم على استنباط الأحكام الصحيحة, وذكر أسبابا أخرى شجعته على التأليف. فلذلك استخار الله وبدأ بتأليفه.

      * وميزة هذه الموسوعة هي أن كاتبها من المحدثين الثقات .. والذين لديهم باع في علم الحديث وتحقيقة وتخريجه .. ولذلك يحقق أحاديث موسوعته بكل دقه .. رضي الله عنه وأرضاه ..

      ************************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    5. شكرا جزيلا لك أستاذ خالد على ماتفضلت به.. فهو مفيد جدا وكافي ووافي.. وشكرا لك على توجيهي للموسوعات التي كتبها الشيخ صهيب عبد الجبار والدكتور الأعظمي ..سأبحث عنها في الانترنت وأقرأ فيها ان شاء الله.. جزاك الله خيرا كثيرا.. وجعلك الله من الذين تعطرت أسمائهم في التاريخ ببركة حب سيدنا محمد.. وجعل الله لك نصيبا وبصمة مع المجددين في تجديد هذا الدين العظيم..أعانك الله وأمدك بمدد من عنده امين.
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى اله وسلم

      حذف
    6. بارك الله في السائل والمجيب 🤲
      زادكم الله علما ونورا لما افدتمونا به
      دمتم طيبين 💐💐

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف