الروحانيات فى الإسلام: ج5: رسالة الحق والنور - لماذا بعض العلماء قديما وحديثا قد أنكروا حجية حديث الآحاد في العقائد فقط دون الأحكام - هل المعترض على رد حجيَّة أحاديث الآحاد في العقائد متهم في دينه ويصح تكفيره - هل الإمام بن حزم الأندلسي أنكر العمل بحديث الآحاد لأنه ظني الثبوت.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 12 يوليو 2021

Textual description of firstImageUrl

ج5: رسالة الحق والنور - لماذا بعض العلماء قديما وحديثا قد أنكروا حجية حديث الآحاد في العقائد فقط دون الأحكام - هل المعترض على رد حجيَّة أحاديث الآحاد في العقائد متهم في دينه ويصح تكفيره - هل الإمام بن حزم الأندلسي أنكر العمل بحديث الآحاد لأنه ظني الثبوت.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الحق والنور

في موجز علم تدوين الحديث الشريف

وتبرئة البخاري ممن شهد عليه بالزور

ومناقشات حول أحاديث الآحاد ومفهوم الظن الراجح

(الجزء الخامس)

* فهرس:

:: الفصل الرابع ::  مناقشة حول حجية حديث الآحاد في العقائد ::

1- س16: لماذا بعض العلماء قديما وحديثا قد أنكروا حجية حديث الآحاد في العقائد فقط دون الأحكام ؟

2- س17: هل المعترض على رد حجيَّة أحاديث الآحاد في العقائد متهم في دينه ويصح تكفيره ؟

3- س18: هل الإمام بن حزم الأندلسي أنكر العمل بحديث الآحاد لأنه ظني الثبوت ؟ 
***************************
:: الفصل الرابع ::
:: مناقشة حول حجية حديث الآحاد في العقائد ::
***********************
..:: س16: لماذا بعض العلماء قديما وحديثا قد أنكروا حجية حديث الآحاد في العقائد فقط دون الأحكام ؟ ::..
 

* قبل الإجابة على هذا السؤال .. فأحبك أن تعرف أن العلم الديني ينقسم إلى شريعة وعقيدة ..
1- والشريعة هي أمور عملية .. تتعلق بالعبادات والمعاملات ..
2- والعقيدة هي أمور علمية .. تتعلق بالغيبيات .. وعلى المؤمن أن يعتقدها في قلبه وهي تتعلق بالتصديق القلبي كالإيمان بوجود الله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره .. وكالإيمان بوجود الجن .. وفي العموم هي التصديق بالمسائل الغيبية التي ثبتت بطريق اليقين .
 
- فإذ علمت ما سبق .. فهنا نعود لمناقشة سبب سؤالنا:
- من المسائل المهمة في موضوع أحاديث الآحاد .. نجد عند عموم علماء المسلمين قديما وحديثا .. أنهم يقبلون أحاديث الآحاد في الأحكام الشرعية الفقهية ويوجبون العمل بها ..
 
- ولكن بعض العلماء الذين يعملون بأحاديث الآحاد في الأحكام الشرعية .. نجدهم لا يقبلون أحاديث الآحاد في اثبات العقائد .. ويقولون أنه لابد أن تكون العقائد قطعية الثبوت لأن الله قد نهى عن اتباع الظن في العقائد .. ولهم أدلة على ذلك كما يلي:
 
1- يقول تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم23 .
- والشاهد من الآية .. أن الله ذم المشركين في اتباعهم لعقائدهم عن الإله بمجرد ظنهم الذي ورثوه عن آبائهم .. لأن حقيقة تصوراتهم عن الآلهة التي اخترعوها تتفق مع ما تهوى أنفسهم من أباحة المحرمات التي تهواها أنفسهم .. !!
- وحديث الآحاد يحتمل ظنا .. فكيف نأخذ به في العقائد ؟!!
 
2- ويقول تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) الأنعام148.
- والشاهد من الآية .. أن المشركون لم يكن لهم دليل على عقيدتهم إلا ما لديهم من ظنون ورثوها من آبائهم .. فذمهم القرآن على اتباع هذا المنهج الفاسد .. بل وصفهم بأنهم يكذبون .
- وحديث الآحاد يحتمل ظنا .. فكيف نأخذ به في العقائد ؟!!
 
3- ويقول تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) النساء171.
- والشاهد من الآية .. أن الله نهى عن القول عليه إلا بالحق .. والحق اسم لما هو معلوم يقيناً .
- وحديث الآحاد يحتمل ظنا .. فكيف نأخذ به في العقائد ؟!!
 
4- ويقول تعالى: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس36.
- والشاهد من الآية .. أن الله نهى عن اتباع الظن وذمهم على هذا الإتباع الفاسد المبني على ظنون وليس عن حق يقيني قطعي ..!!
- وحديث الآحاد يحتمل ظنا .. فكيف نأخذ به في العقائد ؟!!
 
5- وقال تعالى: (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) النجم28 .
- والشاهد من الآية .. أن الحق هو الأساس في الإتباع .. ولو كان الظن سبيل في الاتباع فلماذا قال الله عنه (لا يغني من الحق شيئا) أي أن الظن لا يكسبك من الحق أي شيء لأنه لا يقين فيه ..
- وحديث الآحاد يحتمل ظنا .. فكيف نأخذ به في العقائد ؟!!
 
6- ويقول تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء36.
- والشاهد من الآية .. أن النهي في الآية مبني على عدم اتباع ما ليس للإنسان فيه علم قطعي يورث اليقين في النفس .
- وحديث الآحاد يحتمل ظنا .. فكيف نأخذ به في العقائد ؟!!
 
* وخلاصة ما سبق في استدلالهم:
- فكل الآيات السابقة تنهى عن القول في الدين بغير علم .. وفيها أن الله ذم أصحاب المعتقدات الباطلة بسبب اتباع ظنونهم دون بينة .. كما أنه طالبهم بالعلم على ما حرموه .. ونهاهم عن اتباع الظن وما يكون فيه من وهم أو شك .
 
* قلت (خالد صاحب الرسالة) .. ردا على ما سبق من استدلال بعض العلماء في إنكارهم لحجية حديث الآحاد في العقائد فقط:
1- من الغريب أن هؤلاء العلماء أنفسهم يعملون بخبر الآحاد في الأحكام .. بل ويحتجون به .. وهنا يكون السؤال المهم لهم .. وهو إذا كان أصل الدين في العقيدة لا يؤخذ إلا من دليل متواتر كالقرآن أو حديث متواتر كما يقولون .. فكيف سمحوا بقبول أصل الدين من بدايته وهو في الحقيقة كان تبليغ الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال سيدنا جبريل هو شخص واحد .. وكيف قبلوا تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم لأمته القرآن وهو شخص واحد ..!!
- فبنفس المنطق الذي يتعاملون به .. فيكون من حق الملحد أن ينكر عقيدة السماء جملة وتفصيلا لأنها تأتينا بأخبار آحاد .. فعلام الإعتراض على الملحد حينئذ ..!!
 
2- مسألة أن يكون الحديث يحتمل ظنا .. فلم يقل أحد من العلماء أن حديث الآحاد يحتمل يقينا .. وإنما بعد التحقيق منه وثبوت صحته فهو يحتمل يقينا لا شك فيه .. وإلا فلماذا قبلتم أحاديث الآحاد في الأحكام ..؟!!
 
3- قبولكم للعمل بالأحكام من أحاديث الآحاد .. دليل على أنها حق .. وليست باطل .. والذي يسري على أحاديث الأحكام يسري على أحاديث العقائد .. فلماذا زعمتم أن هذا حق وذاك باطل ؟!!
 
4- وإذا كانت أحاديث الأحكام تحتمل ظنا .. فبنفس المنطق نقول لكم: أيعقل أن تتعبد إلى الله بما فيه ظن وهو بعض الأحكام أو تفاصيلها المذكورة في أحاديث الآحاد .. فكيف تقبلها طالما تحتمل ظنا .. فلعلك تتعبد إلى الله بما هو باطل ؟!! فكيف تقبل ذلك ؟!!
- وبالتالي بنفس المنطق الفكري الخاص بكم .. ينهدم أيضا العمل بخبر الآحاد في الأحكام أيضا ..!!
- ولذلك الذي يقبل أحاديث الآحاد في الأحكام يقبلها في العقائد .. لأن طريق الخبر واحد .. طالما ثبتت صحته بلا ريب ..
 
5- إذا كانت الأحكام مقبولة من أحاديث الآحاد .. فبنفس المنطق الذي تتكلمون به من أن الحديث يحتمل ظنا .. فكيف تحللون وتحرمون بما يحمل ظنا .. أليس هذا يحتمل كذبا منكم على الله ؟!! فكيف تحكمون بهذه الأحاديث حينئذ ..؟!!
 
6- إذا كانوا يستدلون على رد خبر الآحاد في العقائد لأنه خبر ظني .. فما هو اليقين الذي لديكم في رد الخبر الظني ..؟!! طالما أن الخبر يحتمل ظنا .. وهذا الظن قد يكون مقبول أو مردود ..؟!! فأين اليقين في أن ردكم وإنكاركم لهذه الأخبار هو الصواب طالما الخبر يحتمل صواب ويحتمل خطأ ؟!!
 
7- وبنفس المنطق الذي تحكمون به على رد الأحاديث وإنكارها  لأنها تحتمل ظن .. فنحن أيضا نحكم به على اثبات الأحاديث ولكن بدليل يثبت الترجيح في الظن لدرجة اليقين .. ولكن فما هو دليكم في أن هذا الظن يحتمل باطل بيقين حتى تنكروها ؟!! فالبينة على من ادعى ..!!
 
8- الآيات التي استدللتم بها .. تتكلم عمن اتبع ظن الباطل في العقيدة حيث لا دليل معه فيما ذهب إليه في عقيدته إلا اتباع الهوى أو اتباع آبائهم .. ولكن الأمر مختلف عند المسلمين حيث أن عقيدتهم موصوله بدليل ظني راجح لليقين .. فكيف تقارن أدلة أهل الباطل التي لا دليل لهم فيها .. بأدلة أهل الحق ..؟!!
- فالظن المذموم في الآيات محمول على ما لا يستند إلى دليل حق .. فهل خبر الآحاد الصحيح لا يعتبر حق ؟!! ما لكم كيف تحكمون ؟!!
 
9- من الخطأ على من أنكر خبر الآحاد .. أن يستدل بهذه الآيات وهي تتكلم عن الظن الباطل أو الظن المذموم أو ظن الباطل .. ويترك مفاهيم الظن في القرآن التي تنوعت بمعاني مختلفة حسب مجيئها في القرآن .. حيث أن الظن قد يشير للظن الراجح لليقين .. أو للظن المرجوح للشك .. أو لظن التهمة .. أو غير ذلك من معاني في القرآن خاصة بمعنى الظن حسب سياق الآية التي جاء فيها اللفظ ..!!
- وكأن من يستدل بالآيات الدالة على الظن المذموم في عقائد السابقين .. تحسبه ينتصر لما يراه هو صوابا ويريدك أن تتبعه في ذلك .. ودليل ذلك هو تركه الحديث باقي الحقائق العلمية في القرآن المتعلقة بالظن ..!! وهذا بصراحة يجعلني احتمل شكا واستفهاما فيمن يتبع مثل هذا الأسلوب والمنهج في التحقيق .. حيث يذكر بعض الشواهد ويخفي الشواهد الأخرى ..!!
 
10- وما قد يثير استغرابك في قبول خبر الأحاد من هؤلاء في الأحكام وإنكارهم قبوله في العقائد .. فهذا يدفعنا للتساؤل ونقول: ما الفرق حينئذ بين ظن الأحكام وظن العقائد .. طالما الجميع محمول بخبر الآحاد المتهم بالظن عندكم ويفيد الذم كما ظن هؤلاء .. فهل الذي يتبع حكم شرعي لخبر آحاد فيه الظن .. يختلف عن الذي يتبع خبر آحاد لمسألة عقائدية فيها الظن ؟!! ما هو الظن واحد وطريق الخبر واحد .. فلماذا أخذت بذلك وتركت ذاك ؟!! شيء عجيب وغريب ..!!
 
11- لماذا تنكرون خبر الآحاد في العقائد .. ونصوص الشريعة أجازت العمل بخبر الآحاد طالما تحقق فيها اليقين .. وقد ذكرت لك في سؤال سابق الأدلة من نصوص الشريعة على قبول خبر الآحاد فارجع إليها .. وإنما هنا فقط أحببت المناقشة العقلية فقط ..
- ولكن دعني أذكر لك دليل يشير إلى جواز قبول خبر الآحاد في العقائد .. وتأمل الحديث التالي ..
 
- عن عبد الله بن عباس قال: (قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ: إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا أهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فَإِيَّاكَ وكَرَائِمَ أمْوَالِهِمْ .. واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ) صحيح البخاري.
 
- قوله (كرائم أموالهم): أي لا تقترب إلى ما هو أفضل وأنفس وأغلي ما يمتلكه الأغنياء حتى لا تجحف حقهم فتكون ظلمتهم .. ولكن كن وسطا في أخذ أموال الزكاة مما تطمئن معه نفس المزكي وبما ليس فيه التفريط في حق الله ويكون فيه مواساة للفقراء أيضا ..
 
- والشاهد في الحديث .. هو أن معاذا بن جبل دعا إلى الايمان بالله وبرسوله .. والإيمان بالله ورسوله من العقيدة .. ودعاهم إلى العمل بأحكام الشريعة المتعلقة بهذا الإيمان .. وكان معاذ دعوته مقامه على خبر الواحد لأنه كان وحده داعيا إلى الإسلام .. فدل ذلك على أن خبر الواحد حجة في العقائد والأحكام .. وليس في الأحكام فقط .. !
- والله أعلم .
 
* تبقى أن تعلم أخي الحبيب .. أن من ينكر العقائد التي بخبر الآحاد فهو ينكر بذلك أخبار كثيرة .. منها على سبيل المثال:
1- لا يعتقد بان سيدنا محمد سيدولد آدم وأفضل الأنبياء والمرسلين .
2- لا يعتقد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر .. بل وينكر شفاعته إلى الله في بدأ الحساب يوم القيامة .
3- لا يعتقد في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم جميعها ما عدا القرآن .
4- لا يعتقد كل ما جاء في من توصيف للجنة والنار والجن والملائكة مما جاء ذكره في الأحاديث ولم يأتي له ذكر في القرآن .
5- ينكر ضغطة القبر وسؤال منكر ونكير في القبر.
6- ينكر أحاديث الاسراء والمعراج وما جاء فيها من مشاهدات .. ولكن لا ينكر أنه حدث إسراء للنبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- وغير ذلك من أمور أنكرها البعض في الأمور العقائدية الغيبية .. دون وجه حق ودون دليل منهم يقيني يؤكد ما ذهبوا إليه من إنكار هذه الأمور إلا مجرد ظن توهموه في أنفسهم وصدقوه .. وهو أن خبر الآحاد يحتمل الظن ..!! ولكن عجبا لهم حيث لم يبصروا في هذا الخبر هل هو ظنا مقبول أم مردود ..!! فإذا احتمل الخبر قبولا كان حقا .. وإن احتمل ردا كان باطلا ..!!
 
********************************
..:: س17: هل المعترض على رد حجيَّة أحاديث الآحاد في العقائد متهم في دينه ويصح تكفيره ؟ ::..
 
- ستجد على صفحات النت منتشرا منهجية التكفير .. والطعن في دين علماء أفاضل قديما وحديثا .. تجنبوا العمل بأحاديث الآحاد في العقائد ليس اتهاما لها وإنما احترازا من أن تكون تحتمل ظنا فيكون قائلها ليس النبي صلى الله عليه وسلم .. وكان لهم أدلة في ذلك .. وتم مناقشتها في السؤال السابق رقم (16) فارجع إليه ..
 
- ومنهجية التكفير التي يتبعها البعض في هذه الجزئية (تكفير من لا يعمل بخبر الآحاد في العقائد) .. هي منهجية خاطئة .. وخكمهم مردود عليهم إن لم يتوبوا من ذلك .. لأنه حق لهم فيه .. وقد خلطوا بين مَن أنكر الحديث النبوي .. وبين من توقف عن الأخذ ببعض الحديث النبوي شكا من أن يكون قائله هو النبي صلى الله عليه وسلم بل ولهم في ذلك أدلة ..
 
- فليتق الله من يقول بالتكفير لأنه مسئول عن ذلك أمام الله .. لأنه بذلك قد شهد شهادة زور على بعض المؤمنين بأنهم أنكروا حديث النبي .. وهذا كلام كذب .. لأنهم لم ينكروا حديث النبي .. بل توقفوا عما فيه شكا أن يكون قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك في تفاصيل بعض العقائد الغيبية وليس في كل شيء .. !!
 
- ولكن أحسب ان الذين يتعجلون دائما بالتكفير فإنما هم الذين فقدوا أهلية العقل في التفكير والتدبر .. حتى عجزوا عن المناقشة والحوار .. فاتخذوا من منهجية التكفير وسيلة للمحافظة على سلطانهم الديني .. وهذا هو ما أراه منهم في طريقة تفكيرهم ..!!
 
* أم عن التحقيق في الحكم على من توقف عن الأخذ بالحديث النبوي في تفاصيل بعض العقائد ظنا منه أنه قد يكون قائلها ليس النبي صلى الله عليه وسلم نتيجة لضعف فيها أو لوجود مستحيلا عقليا فيها أو لمخالفتها القرآن أو لوجود خلط فيها بين صواب وخطأ ..
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة):   
1- المسألة لا تحتمل أن تخرج أحد من الدين أو حتى تتهمه في دينه .. لأن أصول الإيمان (العقائد) الجميع متفق عليها لأنها مثبته في القرآن فعليا مثل ما هو في آخر سورة البقرة كما يقول تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) البقرة285 .. أو كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ) صحيح مسلم ..
 
2- وإنما الاختلاف فيمن توقفوا عن الأخذ بآحاديث الآحاد عن العقائد .. إنما هو في تفاصيل هذه العقائد التي جاءت في الأحاديث .. إما لوجود ضعف فيها أو تحسين لها لا يرتقي لتكون ظنا راجحا .. وهذا هو غالب تجنبهم لهذا الأحاديث .. والبعض منهم ترك الأخذ من أحاديث الآحاد فيما يتعلق بالغيبيات الإيمانية احترازا .. وليس إنكارا لكون هذا الكلام قاله النبي صلى الله عليه وسلم بل شكا منهم في أن يكون قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. فتوقفوا عن الأخذ به .
 
* ولنا معهم مناقشة عقلية بسيطة بخلاف ما ذكرنا في السؤال رقم (15 ، 16) ..
 
1- طالما الخبر ثبت صحته وليس فيه مخالفة للقرآن ولا حتى يحتمل مستحيلا عقليا .. فلماذا يتم رد الحديث حينئذ ؟!! فهذا يجعلنا نقول أن قائله النبي صلى الله عليه وسلم .. وحينئذ يكون هذا فيه رفض لقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
 
2- وطالما الحديث من وجهة نظر المعترض هو ظن .. فما أدراه أن ظنه هو الصواب .. وظن غيره هو الخطأ ؟!! فما يحكم به على غيره هو أيضا محكوم به في نفس الوقت ..!! (شيء غريب) ..!!
 
3- الكلام في الغيبيات الإيمانية .. جملة وتفصيلا هي غيب .. فإذا كان الذي يُثبت صحتها لديه دليل .. فعلام المعترض يعترض على مسألة غيبية وهو لا حجة له فيها ولا دليل إلا محض الإتهام بأنه ظن .. !!
- فهل العقل يميل إلى ما فيه دليل أم إلى ما فيه مجرد الإتهام بأن يقول أنها ظن فقط ويسكت ؟!! بكل تأكيد يميل إلى ما فيه دليل يشير إلى الصحة لأن الدليل يرفع الظن إلى درجة اليقين ويبعده عن الشك .. وليس مجرد اتهام بالظن للتشكيك فقط .. إلا لو كان هذا الإتهام مصحوبا بدليل فيه مخالفة للقرآن أو أنه مستحيل عقلا أو معارض لحقيقة كونية .. فهنا الحديث حينئذ لا يحتمل الظن وإنما يحتمل البطلان وتركه وتحذير الناس منه ..!!


********************************
 
..:: س17: هل الإمام بن حزم الأندلسي أنكر العمل بحديث الآحاد لأنه ظني الثبوت ؟ ::..
 
- من سخافات بعض من يكتبون في العلم ويزعم أنه باحث .. هو أن يجتزأ من كلام العلماء ما يؤيد به كلامه .. فينقل لك ما يوهمك بصحة ما يريدك أن تفهمه أنه حق .. في حين أن ما يوهمك بنقله عن هذا العالم ليفهمك أنه منكر لخبر الآحاد .. إنما هو تفهيم خاطيء ومضلل وفيه تزوير وكذب على هذا العالم بما لم يقل به .. وأعطي لك مثالا لتزييف كلام العلماء .. وهو تزييف في كلام الإمام بن حزم الأندلسي رحمه الله (المتوفى:456هـ) .. ويستدلون بكلامه لأنه من أهل العقل الرشيد في العلم وله واقع في نفوس اهل العلم الذين يقرأون له ..!!
 
- فتجد من يسمى نفسه باحثا عن الحق .. ينقل عن بن حزم الأندلسي الظاهري رحمه الله (المتوفى:456هـ) .. مجتزءا بعض من كلامه ليستدل بذلك على أنه منكرا لخبر الآحاد وأنه متهما لكل ما هو ظن بأنه باطل ..!! وإليك ما قام بنقله:
1- الجزء الأول- قال بن حزم: وأما الحقيقة فإن الظن باطل بنص حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أكذب الحديث وبنص قول الله تعالى {وما لهم به من علم إن يتبعون إلا لظن وإن لظن لا يغني من لحق شيئا} فالظن بنص القرآن ليس حقا فإذ ليس حقا فهو باطل. (الإحكام في أصول الأحكام ج8 ص46)
 
2- الجزء الثاني - وقال بن حزم : ولا يحل الحكم بالظن أصلا لقول الله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) النجم28 .. ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ) المحلي بالآثار ج1 ص89 ..
 
- وبعد أن تم نقل الكلام السابق عن بن حزم يقول هذا الباحث: ولذلك نجد الإمام بن حزم الظاهري ينكر حجية خبر الواحد لأنه ينكر الحكم بالظن .. !!
 
- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على ما تم نقله عن الإمام بن حزم رحمه الله:
- أولا: ما قيل على الإمام بن حزم أنه منكر لأحاديث الآحاد الصحيحة فهو كذب عليه .. أما ما استدل به الباحث من كلام الإمام بن حزم فهو جزء مجتزأ من كلام الإمام فعلا .. ولكنه استدل به على شيء آخر تماما ولا علاقة له بالأحاديث ..!! وسأثبت لك ذلك الآن بالدليل حتى تعرف كيف تم الكذب على الإمام بن حزم:
 
1- أما عن المقطع الأول الذي استدل به الباحث .. فإليك النص الكامل حتى تعمل كيف كذب هذا الباحث عن الإمام بن حزم ليجعلك تتوهم أنهم من منكري حديث الآحاد ..!!
 
- فأصل كلامه كان بسبب اعتراضه على الفقهاء في استخدام القياس كحجة شرعية .. فيقول رحمه الله بعد كلام طويل : (القياس الذي هو عندهم أقوى من يقين أنه خبر واحد فقد صار الظن أقوى من اليقين وفي هذا عجب عجيب ونعوذ بالله من الخذلان ..
- ثم يقول بن حزم: (وهذا هو المقطع الذي ذكره الباحث): وأما الحقيقة فإن الظن باطل بنص حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أكذب الحديث ..، وبنص قول الله تعالى (وما لهم به من علم إن يتبعون إلا لظن وإن لظن لا يغني من لحق شيئا) فالظن بنص القرآن ليس حقا فإذ ليس حقا فهو باطل ..
- ثم يقول بن حزم: فإذا كان الظن الذي هو الباطل أقوى من القياس فالقياس بحكمهم أبطل من كل باطل وبالله تعالى التوفيق وجملة القول أن قولهم إن خبر الواحد يدخله السهو والغلط والكذب إنما هو من اعتراضات من لا يقول بخبر الواحد من المعتزلة والخوارج وقد مضى الكلام في إيجاب خبر الواحد العدل وقد وجب قبوله بالبرهان) (الإحكام ج8 ص48). 
 
- أخي الحبيب .. لعلك الآن تفهم أن هذا الجزء من الإمام بن حزم كان ردا على بعض الفقهاء الذين جعلوا من القياس أقوى حجة من خبر الآحاد .. فجعلوا القياس أقوى من خبر الواحد .. ولذلك هاجمهم بن حزم ..
 
- وتأمل في ختام كلامه: (قولهم إن خبر الواحد يدخله السهو والغلط والكذب إنما هو من اعتراضات من لا يقول بخبر الواحد من المعتزلة والخوارج) .. حيث يثبت أن الذي ينكر خبر الواحد هم من المعتزلة والخوارج .. بل ويقر بوجوب خبر الواحد العدل .. فكيف يكون الإمام بن حزم ينكر خبر الآحاد ..!!
 
2- أما عن الجزء الثاني الذي استدل به الباحث .. فقد ذكره الإمام بن حزم .. تحت عنوان (مَسْأَلَةٌ: وَالْحَقُّ مِنْ الْأَقْوَالِ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا وَسَائِرُهَا خَطَأٌ) .. وقال رحمه الله بعد بعض الاستدلالات: "فَصَحَّ أَنَّ الْحَقَّ فِي الْأَقْوَالِ مَا حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِيهِ، وَهُوَ وَاحِدٌ لَا يَخْتَلِفُ، وَأَنَّ الْخَطَأَ مَا لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَمَنْ ادَّعَى أَنَّ الْأَقْوَالَ كُلَّهَا حَقٌّ وَأَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ، فَقَدْ قَالَ قَوْلًا لَمْ يَأْتِ بِهِ قُرْآنٌ وَلَا سُنَّةٌ وَلَا إجْمَاعٌ وَلَا مَعْقُولٌ، وَمَا كَانَ هَكَذَا فَهُوَ بَاطِلٌ، وَيُبْطِلُهُ أَيْضًا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (إذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ).."
- إلى أن قال رحمه الله مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "(إذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ) . وَلَا يَحِلُّ الْحُكْمُ بِالظَّنِّ أَصْلًا لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) النجم28 ..، وَلِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ) .. وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ". (وهذا الجزء الأخير هو الذي ذكره الباحث)
 
- فتأمل أخي الحبيب .. سبب قول الإمام بن حزم (لا يحل الحكم بالظن أصلا) .. هو الإعتراض على أن يحكم أحد بما لا دليل معه بل يحكم بمحض الهوى .. ولذلك استدل بالحديث النبوي لثبوت الاجتهاد في تحصيل الدليل الذي يصل به إلى حكم في المسألة ..
 
– ولذلك هو لم يكن يتكلم عن ظنية ثبوت الأحاديث ولا ينكر خبر الواحد .. وإنما ينكر الاستدلال بالظن بلا دليل في ثبوت حكم مسألة ما ..!! وإلا فكيف ينكر حديث الآحاد وهو استدل به في كلامه .. أفلا يعقلون هؤلاء الناس الذين يسمون أنفسهم باحثون ؟!!
 
- ثانيا: إذا عرفت ما سبق .. ومدي التزوير والتزييف الذي تم إلحاقه بالإمام بن حزم رحمه الله .. فإليك ما قاله الإمام بن حزم في أحاديث الآحاد التي تم نقلها إلينا بخبر الواحد ؟!!
 
1- أول قاعدة في موسوعته الفقهية "المحلى بالآثار" تكلم فيها عن الحديث فقال: "دِينُ الْإِسْلَامِ اللَّازِمُ لِكُلِّ أَحَدٍ لَا يُؤْخَذُ إلَّا مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ مِمَّا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إمَّا بِرِوَايَةِ جَمِيعِ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَهُوَ الْإِجْمَاعُ، وَإِمَّا بِنَقْلِ جَمَاعَةٍ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَهُوَ نَقْلُ الْكَافَّةِ. وَإِمَّا بِرِوَايَةِ الثِّقَاتِ وَاحِدًا عَنْ وَاحِدٍ حَتَّى يَبْلُغَ إلَيْهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَلَا مَزِيدَ". (المحلى بالآثار ج1 ص72) ..!!
 
2- بل ويقول بن حزم رحمه الله بعد ذلك: "وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَحَدٌ مِنْ الْأُمَمِ فِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ إلَى الْمُلُوكِ رَسُولًا - رَسُولًا وَاحِدًا - إلَى كُلِّ مَمْلَكَةٍ يَدْعُوهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ وَاحِدًا وَاحِدًا، إلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَإِلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ كَصَنْعَاءَ وَالْجُنْدِ وَحَضْرَمَوْتَ وَتَيْمَاءَ وَنَجْرَانَ وَالْبَحْرَيْنِ وَعُمَانَ وَغَيْرِهَا، يُعَلِّمُهُمْ أَحْكَامَ الدِّينِ كُلَّهَا، وَافْتَرَضَ عَلَى كُلِّ جِهَةٍ قَبُولَ رِوَايَةِ أَمِيرِهِمْ وَمُعَلِّمِهِمْ، فَصَحَّ قَبُولُ خَبَرِ الْوَاحِدِ الثِّقَةِ عَنْ مِثْلِهِ مُبَلِّغًا إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". (المحلى بالآثار ج1 ص74).
 
3- ويقول بن حزم: "وَلَا يَحِلُّ أَنْ تُؤْخَذَ شَرِيعَةٌ إلَّا عَنْ اللَّهِ تَعَالَى إمَّا مِنْ الْقُرْآنِ، وَإِمَّا مِنْ نَقْلٍ ثَابِتٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ طَرِيقِ الْآحَادِ وَالتَّوَاتُرِ". (المحلى بالآثار ج4 ص106).
 
* خلاصة القول:
- أن الإمام بن حزم لم ينكر الأخذ بأحاديث الآحاد .. بل يعمل بها كما هو حال علماء المسلمين من عهد الصحابة وإلى الآن .. طالما ثبتت صحة الحديث .. فهو ليس بظني الثبوت .. بل أصبح قطعي الثبوت وله حجيته الشرعية التي تقام بها الحجة .
 
***************************
 
..:: س18: لماذا نأخذ بأحاديث الآحاد التي هي ظنية الثبوت طالما تحتمل الصواب والخطأ ؟ ::..
 
- بعد كل ما سبق قد يخطر ببالك أحد الأسئلة التي يروج لها بعض جماعة القرآنيين لجحود مشروعية الحديث النبوي:
- طالما بعض الأحاديث تحتمل ظنا ثبوتيا في وصولها إلينا .. أي تحتمل الصواب والخطأ .. فلماذا نأخذ بها حتى لو كانت تحتمل ظنا راجحا ؟!!

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 12 تعليقًا:

  1. طيب
    أنا لي وجهة نظري.
    لو نيجي نبص ونشوف لكلمة ( الظن ) بالقرآن الكريم.
    لوجدنا أنها تحتمل معنيين وهما :
    1- اليقين
    2- عدم اليقين
    ...
    قصدي أن كلمة الظن. نفهمها. على حسب السياق.
    وهي تحتمل معنيين متناقضين بنفس الوقت!!
    .والله أعلى وأعلم.

    ردحذف
  2. مجد يشوف محدش يعلق بالمدونة.
    الكثيرين عاجبهم ( التليجرام )
    المهم
    مجد يئول : البركة هنا بالمدونة.
    هنا البداية وهنا الخير كله....
    والله أعلم

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف13/7/21 10:50 ص

      كيف العلاج من السحر المشروب والماكول

      حذف
  3. غير معرف13/7/21 10:49 ص

    كيف العلاج من السحر المأكول والمشروب

    ردحذف
    الردود
    1. الاخت فاء ..
      اذهبي لصفحة العلاج بالقرآن والسنة
      اذهب للصفحة بالضغط هنا
      ***********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله
    سيدي خالد نفعنا الله بعلمكم الظاهر والباطن حقيقةً وشريعةً
    وأسأل الله العظيم ان يجمعنا بكم في الدنيا قبل أن يجمعنا بكم في الأخره
    مع سيد الناس في جنات النعيم بغير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
    بفضله ومنته ورحمته
    عندي شبهة أود تفضلاً وكرم منكم إزالتها عني وهي
    1_ كما تعلم حضرتك أن الصحابه عندما أرادوا تدوين القرأن
    (لم يأخذوا بخبر الأحاد)
    وكان هذا إجماع منهم على ذلك العمل
    وعليه فهذا أكبر دليل عقلي وشرعي على أن الثوابت والعقائد
    لا تبنى على الظن (والظن عندي معناه الإحتمال)
    ولو فرضنا عقلاً ان الصحابه أرادوا ان يجمعوا الثوابت (مسائل الإيمان بالغيب من الثوابت)
    فهل كانوا سيفعلون ذلك أيضاً(لا يأخذون بخبر الأحاد)
    كما فعلوا عندما أرادوا تدوين القرأن من صدور الصحابه
    هذه هي الشبهة عندي

    2_ وبعد إذنك هل يصح قولي هذا
    ان مسئلة الإختلاف علي الأخذ بخبر الأحاد في العقائد
    مسئلة خلاف فقهي لغوي وليس من ضمن الخلاف العقدي
    بمعنى ان الخلاف يسع الجميع
    ومعذره على الإطالة

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الجبيب محمد بلال ...
      لعلك لم تنتبه لما في هذا الجزء من مناقشة لمن توقف عن الاخذ بأحاديث الآحاد في العقائد .. (فأعد القراءة)

      1- أما عن سؤالك بأن جمع القرآن كان على غير خبر الآحاد .. فهذا ليس معناه أن كل آحاد هو باطل !!
      وإلا اتهمنا الدين كله بأنه مجرد ظن محتمل للتصديق أو التكذيب .. لأن الذي نزل بالوحي هو واحد والذي أبلغ لنا القرآن هو واحد .. وطالما خبر الواحد هو خبر محتمل .. فلماذا لم تتهم جبريل أو النبي صى الله عليه وسلم بأن الخبر منهما هو خبر محتمل أيضا ؟!!

      2- أما عن قولك أن العقائد لا تبني على الاحتمال أو الظن .. فهذا لا اختلف معك فيه .. فأين الظن المحتمل في العقائد من خلال الأحاديث ؟!!
      - إلا لو كنت تظن أن حديث الآحاد هو محتمل .. (فقد أوضحت ذلك في الرد على هذه الجزئية هنا .. وقلنا أن الظنية تنتقل إلى قطعية الثبوت في حالة ثبوت صحة الحديث) ..!! وسيأتي مزيد توسع فيها ف الأجزاء القادمة ..

      3- أما عن افتراضك العقلي بأن الصحابة لو ارادوا جمع الثوابت .....!!
      - أنت تفترض ما ليس له وجود .. فلا يصح افتراضه ..!!
      - أما عن أخذهم بخبر الآحاد .. فقد أخذوا به وإلا ما كان النبي صلى اله عليه وسلم قد فعله في تبليغ الرسالة بخبر الآحاد .. وذكرنا ذلك في الأجزاء السابقة ..
      - فضلا أن أن جمعهم لكل ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أمر محال .. لأنه لم يكن جميعهم يجالس النبي فليس جميعهم لديه نفس المعلومة التي عند الآخر ..

      4- يتبقى هنا السؤال .. ما المشكلة في خبر الآحاد طالما ثبت صحته ؟!! سواء كان عقيدة أو حكم أو غير ذلك ؟!!
      - أنت أوقفت عقلك عن جملة (خبر آحاد = ظني الثبوت) ..!! وهذا خطأ .. لأن هذا ما يروج له البعض .. لأن الظنية والقطعية تبني على الدليل وليس على مجرد كلمة (ظن) ..!!
      - ولذلك اعد قراءة هذا الجزء جيدا .. (فأظنك لم تقراه جيدا)

      ********************************************
      أما عن سؤالك الثاني:
      - هي ليست خلاف يترتب عليه ان تخرج احد من الدين أو تتهمه في دينه .. لأن اصول الإيمان (العقائد) الجميع متفق عليها لأنها مثبته في القرآن مثل ما هو في آخر سورة البقرة .. وإنما الاختلاف في توصيفات او تفاصيل هذه العقائد ..

      - ولكن سيكون لدينا مشكلة بسيطة .. وهو طالما الخبر ثبت صحته وليس فيه مخالفة للقرآن ولا حتى للعقل .. فلماذا يتم رد الحديث ؟!! أليس هذا فيه رد لقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

      - وطالما الحديث من وجهة نظر المعترض هو ظن .. فما أدراه أن ظنه هو الصواب .. وظن غيره هو الخطأ ؟!! فما يحكم به على غيره هو أيضا محكوم به في نفس الوقت ..!! (شيء غريب) ..!!

      - ثم ان الكلام في الغيبيات الإيمانية لا تستدعي كل هذا .. لأنها جملة وتفصيلا هي غيب .. فإذا كان المثبت لها لديه دليل .. فعلام المعترض يعترض على مسألة غيبية وهو لا حجة له فيها ولا دليل إلا محض الإتهام بأنه ظن .. إلا لو كان فيه مخالفة للقرآن أو انه مستحيل عقلا أو معارض لحقيقة كونية .. فهذا شيء آخر ..!!

      ************************************
      # وخلاصة القول:
      - الملفت للنظر أن الذي يتهم الحديث بانه ظن .. هو أصلا اتبع اسلوب الظن في الحكم ..!!
      - فإذا كان الحديث هو ظن محتمل .. فهناك راجح وهناك ظن مرجوح ..
      - فكل طرف ممن قبل الحديث ومن رفضه أخذ جانب من الظن ..
      - فإذا كان الظن مؤيد بدليل فهو ظن راجح .. واذا كان غير مؤيد بدليل فهو ظن مرجوح (مشكوك فيه أو متهم) ..
      - والظن الراجح عليه جواز العمل به في الدين .. (كما سيأتي في الجزء القادم ن شاء الله ) ..
      - فالذي يرد خبر الآحاد لمجرد أنه ظن .. فهو متهم في ظنه
      - والذي يثبت خبر الآحاد بدليل يثبت ثقة سنده ومتنه .. فهذا ظنه راجح ..
      - وبناءا على ما سبق .. العقل يميل إلى أي طريق ؟!! الذي يعترض لمجرد أنه ظن بدون دليل أم للذي يثبت ظنه بدليل ؟!!

      **********************************
      أسعد بأسئلتك يا محمد .. ولا تحرمنا منها ..
      *****************************

      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. رزقني الله وإياك القبول في الدنيا والآخرة أستاذي
      نعم إذا كان الظن محتمل لا يسقط به الإستدلال
      وإذا تطرق الي الدليل احتمال بقرينه يسقط به الإستدلال
      رفع الله قدركم وأعزكم وأسعدكم وأهل بيتك في الدنيا والآخرة حبيبي
      وصل الله على سيدنا محمد النبى الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى ذريته وأهل بيته الأطهار آمين

      حذف
    3. تم إضافة سؤال أخي محمد إلى الرسالة وهو السؤال رقم 17 ..
      حيث قد ذكرتني بشيء قد قراته من ان بعض الطوائف على شبكة الانترنت .. يكفرون من يتجنب العمل بحديث الآحاد في بعض تفاصيل العقائد ..!!
      ************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    4. جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل على التوضيح
      وجزاك خيرا ايضا يا اخي محمد بلال
      افدتنا بسؤالك .. زادك الله علما
      وجزى الله عنا المخلصين من علماء السلف والخلف كل خير
      وحفظ الله ديننا من عبث العابثين .. امين ياارب

      حذف
    5. بارك لنا الرب في عمر أستاذنا بالعمل الصالح المتقبل
      ورزقني الله وإياكي أختنا الفاضله قطر الندي وجميع أهل المدونه الصلاح والإصلاح
      والستر والسعاده في الدنيا والآخرة وصل الله على سيدنا محمد النبى الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى ذريته وأهل بيته الأطهار آمين

      حذف
  5. يا طيب القلب... وينك؟
    ☆ الطيبة ليست غباء بل حسن تربية.
    ☆ من علامات جمال القلوب هي المشاعر الطيبة فهي لا تري بالعين ولكنها تلامس الروح والقلب
    ☆ لا شيء يعادل النية الطيبة،
    ☆ إفعل ما تشاء واتركهم يفهمونك كما يشاؤون.
    ☆ الكلمة الطيبة هي أجمل الهدايا واقلها سعراً.
    ☆ الآخرون يرونك حسب انطباعهم وتصورهم الخاص...
    ☆ الطيبون يغرسون الجمال داخل الروح لا إرادياً.
    ☆ الصديق الحقيقي لو لم يستطع إنقاذك لن يسمح لك بالسقوط.
    ☆ كل نجاح دائم أصله نيّة طيّبة،
    ☆ أحسنوا النوايا توهب لكم الحياة.
    ☆ لو اهتممت بما يقال عني لما تقدمت خطوة...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف