ج2: رسالة طالب الحقيقة في بيان شيطانية أوراق التاروت ولعبة الويجا - ما الفرق بين الوسيط الروحاني والإحساس الروحاني - لماذا عليك أن تنتبه من الوسيط الروحاني - هل كل من لديه إحساس بالعالم الروحاني يكون وسيط روحاني - هل هناك وسيلة ربانية للإحساس الروحاني - هل فتاوى المعرفة الغيبية يصح الاخذ بها على إطلاقها.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

طالب الحقيقة

في بيان شيطانية أوراق التاروت ولعبة الويجا

والتعرف على الكتابة الروحانية وأدواتها ومنهج هذه الطريقة

(الجزء الثاني)

* فهرس:

:: الفصل الثالث :: (الوسيط الروحاني - الإحساس الروحاني)::

7- س6: ما الفرق بين الوسيط الروحاني والإحساس الروحاني؟

8- س7: لماذا عليك أن تنتبه من الوسيط الروحاني ؟  

9- س8: هل كل من لديه إحساس بالعالم الروحاني يكون وسيط روحاني؟

10- س9: هل هناك وسيلة ربانية للإحساس الروحاني ؟

11- س10: هل فتاوى المعرفة الغيبية يصح الاخذ بها على إطلاقها ؟ 

***********************

..:: الفصل الثالث ::..

( الوسيط الروحاني  - الإحساس الروحاني )

************

..:: س6: ما الفرق بين الوسيط الروحاني والإحساس الروحاني ؟ ::..

- هناك فارق كبير بين الوسيط الروحاني والإحساس الروحاني .. حيث أن:

1- الإحساس الروحاني: هو وصف إدراكي بوجود عالم غيبي له أثر وجودي في مكان ما أو في نفس ما .. وهذا الإحساس يكثر عند كثير من الناس التي لها عقائد دينية تؤمن بها .. حتى ولو كان دينه الشيطان .. لأن كل من لديه دين .. فهو يعتقد بوجود عوالم غيبية لها أثر في الوجود ..

- وهذا الإحساس الروحاني هو ما نسميه (بالشفافية) .. أي أن حجابه أو غطاءه الروحاني خفيف .. بدرجة تسمح له بأن يحس بهذا العالم الروحاني .

- وهذا الشخص الذي لديه إحساس روحاني .. يجب أن يساعد حاله بتقوية الجانب الإيماني فيه مع تزكية النفس .. حتى يقوى فيه النور فيكون حجابا مانعا عنه تسليط العالم المظلم (الشيطاني) .. أي يجعل بينه وبين هذا العالم الشيطاني حجابا مستورا .. من خلال تعليم الإيمان (بمعرفة أسماء الله لتتعلق به سبحانه) ومجاهدة النفس (من خلال العمل بالأخلاق والآداب واتباع النبي) .. وذلك لتزكية القلب ابتغاء مرضاة الله .. حتى لا يكون للشيطان إليه سبيلا ..

- وهذا الشخص إن لم يقوي إيمانه ويجاهد نفسه ليثبت بالله .. فهو غالبا سيعيش حياة غير سعيدة من كثرة الهواتف والخواطر الروحانية التي قد تنقلب لكشف مرئي مخلوط (بالصواب والخطأ) ويفسد عليك حياتك ..!!

2- الوسيط الروحاني: هو إنسان يكون لديه إحساس روحاني .. ويستغله في التواصل والإستحضار والإستعانة به روحانيا إما لمعرفة غيبية أو لجلب نفع أو دفع ضر ..

- وهذا الوسيط الروحاني هو ما نسميه في بلادنا بالشخص الروحاني أي الذي له تواصل مع العالم الآخر (الجن) .. ليستمد منهم .. فيستمتع بهم ويستمتعوا به .. (علاقة تبادلية) ..!! حيث أنه لا يوجد مجانيات في العالم الروحاني ...!!

- والوسيط الروحاني عليك أن تنتبه منه وتحذره جيدا .. لأنك قد تخسر إيمانك بسببه .. لأنه مصدر فتنه .. بل وقد يكون سبب في تدمير حياتك .. لما قد يسلطه عليك من شياطينه التي تخدمه (وهذا غالبا لا يحدث إلا في بلاد الشرق دون بلاد الغرب) ..!!

- وفي مفهوم البلاد الغربية .. فإن الوسيط الروحاني مفهومه أوسع .. وهو من لدية قدرة على التواصل مع عالم الأرواح الغيبية سواء جن أو أرواح موتى أو ملائكة أو حتى البعض يزعم أن الروح الإلهي نزل فيه كما عند بعض الطوائف الصينية ..!!

**************************

..:: س7: لماذا عليك أن تنتبه من الوسيط الروحاني ؟ ::..

- أخي المؤمن عليك أن تنتبه من الوسطاء الروحانيون .. سواء كان يستخدم الكوتشينة أو التاروت أو الفنجان أو الفوجي أو البلانشيت أو الويجا .. أو ما شابه ذلك من طرق التواصل الروحاني عن عمد ورغبة وعزيمة من فاعلها .. لأنك تكون اتبعت عرافا ..!! وسيأتيك حكم من يتبع العرَّاف في فصول قادمة ..!!

* خطورة معرفة الروحانيين .. تكمن في عدة نقاط :

- الخطر الأول: أنه قد يكون على علم بما يفعله .. وله إرادة فيه وعزيمة .. فتكون اتبعت عرافا ومستعيذا بالجن مستمتعا بهم .. فيصيبك ذلك في إيمانك وتخسر كثيرا في علاقتك مع الله .. !! حيث قد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً) صحيح مسلم ..

- ولفظ (عرافا): ليس يرشدك فقط إلى أنه يعرف بعض الأحداث الغيبية فقط .. فهذا تفسير قاصر .. وإنما يرشدك إلى أن هذا الشخص على معرفة وثيقة بما يفعله وكيف يتم الأمر .. ولذلك قلت لك أنه يكون له عزيمة وإرادة فيما يفعله .. وهذا معنى دقيق لم يذكره أحد من قبل .. فانتبه لذلك .. لأنه سيترتب عليه التفرقة بين من هو لديه إحساس روحاني وبين من هو وسيط روحاني .

- ومعنى (لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة): يعني مش هياخد ثواب عليهم في الآخرة .. وطبعا لو لم يصلي أصلا فهذا له عقاب لأنه ترك الصلاة ..!! فافهم وانتبه ..!!

- الخطر الثاني: في أنه قد يسلط عليك شياطينه .. ليستمتع بأذيتك روحانيا أو قد يستغلك روحانيا وجسديا .. وهذا غالبا ما يفعله الروحانيين مع المرأة .. ويبدأ في التسليط عليها لاستدراجها في محاولة منه لاغتصابها ماليا وجسديا وروحانيا ..!!

- الخطر الثالث: وأحيانا هذا الوسيط الروحاني يكون في بعض كلامه صواب للسامع .. حتى يكون مصدر فتنة لمن يسمعه .. فيفتن به ويكون بذلك دخل في العصيان وبدأ يخسر إيمانه .. لأن الله منع المؤمن من العرافين وخدام الجن أو الروحانيين الذي يتواصلون مع هذا العالم بإرادة منهم وعزيمة مسبقة رغبة منهم في ذلك ..!!

- وأقرب نموذج أو مثال على ذلك ..:

- هو ما يفعله الدجال حين ظهوره من أعاجيب روحانية ولها إدراك واقعي عند البعض سيؤثر به على خياله ليريه ما ليس بحقيقة .. ليوهمه أنه حقيقة ..!!

- جاء في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال : (وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابِيٍّ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ . فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولانِ يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ) رواه ابن ماجه .. وضعفه الألباني والأرنؤوط .. ولكن ذكره الألباني في صحيح الجامع بأنه صحيح (وهذا خطأ منه رحمه الله) .. ثم قد حسنه بشواهده كما في كتابة قصة المسيخ الدجال فقرة رقم 18 صفحة (75-76) .. وهذا هو الصواب ..  والله أعلم .

- وفي لفظ (الإعرابي) : إشارة إلى أن من سيتبع هو من لا لديه علم ولا معرفة بالعلم الديني ولا حتى بالعلم الدنيوي ..!! وهذا ما نراه فيمن يتبع الجماعات الروحانية على صفحات التواصل الإجتماعي .. ستجدهم يغلب عليهم الجهل المطلق بالدين وانطماس البصيرة وبلادة العقل .. إلا من رحمه ربي وأدركته يد العناية الإلهية برحمة منه وفضلا ..!!

- ومعنى (إن بعثت لك): أي أوجدت لك أبواك تنظر إليهم ينطقون لك أنني ربك .. فهل تؤمن ؟!!

- وليس المعنى بالبعث هو إعادتهم أحياء للحياة ليعيشوا فيها .. لا .. وإنما مجرد صورة يراها الرائي فقط أمام عينه فيظن أن ما يراه هو حقا ..!! وهو نوع من الكشف الروحاني ..!!

  

- ومعنى (الدجال): هو الذي يخلط الأمور عليك ليجعلك في حيرة من أمره حتى لا تشك فيه .. فيغطي انحرافاته وضلالاته بما يوهمك به ويكذب به عليك ويجعلك تظنه .. ولكنه ليس حقيقة ..!!

- والمسيخ الدجال تم تسميته بذلك: لأنه يخفي كفره بالله بما يأتيه من غرائب وعجائب لتعتقد فيه ..!!

- وفي الحديث عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ مِنْهُ؛ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْأً مِنْهُ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْأَ مِنْهُ، (أي فليبتعد عنه) .. فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَلَا يَزَالُ بِهِ لِمَا مَعَهُ مِنَ الشُّبَهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم .

- وسيكون أكثر اتباعه من الذين آذوا إيمانهم بالبحث في الأمور الروحانية طلبا لها عن إرادة وعزيمة .. أو من يتواصل مع هؤلاء الروحانيين الدجالين .. كحال الجهلاء من الرجال والنساء ..!! وهؤلاء هم الصيد السهل للدجال .. لأنهم أرادوا عالم الخيال والفضول الغيبي .. والدجال سيكون ممدودا بسلطة روحانية بالتأثير في عالم الخيال .. كالشيطان تماما .. إلا أنه سيكون في عالم الواقع الملموس .. !!

- لذلك اخي الحبيب ..

- لا تفتن بما تراه كشفا ولا بما تهاتفك به الخواطر .. لأنها قد تكون استدراج لك .. فيمرض قلبك وينشغل عقلك بها فتصبح طالبا لهذه الأمور وفي احتياج إليها .. فينقلب أمرك فتصبح خادما للجن بعد أن كنت عزيزا بالله ..!!

- فلا تنشغل بالأمور الروحانية حتى لا تفتن بها .. ولكن اهتم بما يقوله لك الله ورسوله واستقم عليه .. حتى تسلم من الفتنة وتعيش عزيزا بالله إلى يوم مماتك .. بدلا من أن تموت خداما للجن ..!!

* ملحوظة: هناك حديث في فتنة الدجال .. ضعيف الإسناد .. ولم أريد الإستدلال به في الذين يتبعون الدجال .. وإن كان هذا حال زماننا بأن النساء هي التي تتبع الدجالين ويذهبن إليه ..!!

- وهذا الحديث هو ما جاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس .. !!

- معنى (السبخة): هو مكان أرض به ملوحة يكاد لا ينبت فيه شجر ..

- معنى (بمرقناة): وادي بالمدينة .. من خارجها.

- معنى (حميمة): زوجته .

*********************

..:: س8: هل كل من لديه إحساس بالعالم الروحاني يكون وسيط روحاني؟ ::..

- ليس كل مستشعر بالروحانيات أي من لديه إحساس روحاني هو وسيط روحاني .. ليه ؟

- لأن هذا وصف إدراكي لشيء يحسه خارج عن إدارته وإرادته .. لذلك الذي لديه إحساس أو استشعار بشيء روحاني هو لا يستحضر شيء وإنما يشعر بوجوده ..

- بخلاف الوسيط الروحاني الذي يعقد عزيمته في استحضار عالم الأرواح وجذبها ليسألها ليعرف منها ما يريد معرفته ..!!

- فانتبه لهذا الفرق حتى لا تخلط بين العراف وبين من لديه إحساس روحاني ..!!

***********************

..:: س9: هل هناك وسيلة ربانية للإحساس الروحاني ؟ ::..

* نعم هناك وسيلة ربانية للإحساس الروحاني .. مثل:

1- ما قد يلقى في خاطره دون سابق علم أو إرادة بحث منه .. فيشعر من وراء هذا الإلقاء برسالة ما .. كالذي يلهم بفعل الخير.. كما حدث مع عمر بن الخطاب في واقعة "يا سارية الجبل" وقد أرسل هاتف روحاني لسارية قائد جيشه حينئذ ان يحتمي بالجبل ..، وكما حدث مع أبي سعيد الخدري في إلهامه بأن الفاتحة هي شفاء حينما اراد أن يعالج رجل من المشركين قد أصابته لدغة عقرب .. ومثل إلهام أم موسى بإلقاء رضيعها في النيل .. وغير ذلك ..

2- أو ما قد يلقى في الصدر من إدراكات بالمكان المحيط بك .. كالذي يشعر بقبض أو بسط في حال تواجده بمكان ما .. أول مرة يذهب إليه .. فيفهم من الرسالة بأن روحانية هذا المكان (كعامر المكان) لا تتوافق مع نفسيته .. فيحدث تنافر وانزعاج للنفس وضيق وخنقه .. خاصة لو كان مكان فيه معاصي أو سبب لا يدركه يسبب له ذلك الضيق .. أو كان في زيارة لمناطق أثرية قد نزل بها عذاب الله .. ومثال ذلك ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما مر أثناء ذهابهم لموقعة تبوك على مساكن قوم سيدنا صالح (مساكن ثمود في منطقة الحجر - وهي تقع حاليا بالسعودية)  .. فقال للصحابة: (لا تدخُلوا على هؤلاءِ القومِ الَّذينَ عُذِّبوا فيُصيبَكم مِثْلُ ما أصابهم) صحيح بن حبان .

3- وكالمرائي التي يراها النائم في منامه .. كما قال صلى الله عليه وسلم : (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّراتُ قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ) صحيح البخاري.. وفي رواية بلفظ (إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا المُسْلِمُ، أوْ تُرَى له) صحيح مسلم .. ، وفي رواية بلفظ (لَمْ يَبْقَ مِن مُبشِّراتِ النُّبوَّةِ إلَّا الرُّؤيا الصَّالحةُ يراها المؤمنُ أو تُرَى له) صحيح بن حبان ..

- وتكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن (المبشرات) بالرغم من كون في الرؤى منذرات .. لأنه يتكلم عن رؤيا المسلم المؤمن .. والمسلم المؤمن يبشره الله بالخير .. لأنه يكون في حال طيب مع الله .. والله أعلم .

- وكما تعلم أن بعض المرائي قد تأتي فيها علامات على مستقبل سواء بالبشرى من شيء طيب أو الإنذار من شيء غير طيب  .. وبكل تأكيد هذا لا يسمى عرافة لأنها ليست عن عزيمة وإرادة معرفة غيبية .. وإنما عن غلبة حال ودون إرادة منك .. وتسمى رسائل ربانية .. وهي من جملة القدر الخاص بالإنسان ..

- وأبسط مثال على ذلك .. رؤية ملك مصر في زمن سيدنا يوسف .. ولم يكون مؤمنا حينئذ .. ومع ذلك رأى رؤيا لها دلالة مستقبلية لأربعة عشر عاما .. أي فيها إرشاد عام في كيفية المحافظة على اقتصاد البلد حتى لا تحدث مجاعة ..!!

*************************

..:: س10: هل فتاوى المعرفة الغيبية يصح الاخذ بها على إطلاقها ؟ ::..

- نجد قصور عند بعض أهل الفتوى خاصة فيما يتعلق بالمسائل الروحانية .. وهذا البعض هم الذين يخلطون الفتوى بالتحريم على كل عموم المعرفة المستقبلية ما عدا الرسل والأنبياء .. !! وهذا محض خطأ في العلم الديني وعند العقلاء ..!! ليه ؟

- أما عن كونه خطأ ديني .. لأن القائل بمثل هذا القول .. يكون كأنه قد حكم على الله أنه يبشر عباده بوسائل محرمة كالمرائي ..!!

- أما عند العقلاء .. فلأن المعرفة المستقبلية لا تعتمد على الشيطان .. بل هناك مقدمات أحداث يترتب عليها نتائج مستنبطة من دلالات هذه الأحداث .. كالطبيب الذي يعلم أن المصاب بالمرض الخبيث في مراحلة المتقدمة قد لا يعيش مثلا أكثر من ثلاثة أشهر .. أو كالمعلم الذي يرى في أحد تلاميذه تفوقا فيظن فيه أن له مستقبل جيد .. أو كالفلكي الذي يرى تغيرات مناخية يفهم منها أنه سيحدث برودة شديدة أو تساقط مطر .. وهكذا .. فهذه كلها أمور غيبية مستقبلية .. ولكن لا علاقة لها بالتشريع الديني .. لأنها ليست عرافة .. وإنما علاقات سببية والشرع لا يمنعها ..!!

- يبقى لا يصح أخذ الفتاوي المطلقة بالعموم على العرافة الغيبية .. بل ولا يصح تعميم الفتوى على أن المعرفة الغيبية هي حرام أو المتكلم فيها كاهن أو عراف .. إلا إن ثبت عليه تواصله مع العالم الغيبي وأخذه المعلومات منه .. سواء بالكشف الروحاني أو بأدوات مساعدة له في ذلك .. وأيضا يكون ذلك عن إرادة وعزيمة نفسية مسبقة في طلب هذه المعرفة وليست عن غلبة حال .

*******************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .