ج2: رسالة القول القرآني المجيد في التحذير من النظام العالمي الجديد - جماعة عضين – جماعة عليم اللسان – جماعة بايع دينه - ساووا بين قانون الجذب البوذي وعقيدة حسن الظن بالله القرآنية - كيف يؤثر العلمانيون نفسيا في الناس - كيف يستغلون جهل الناس بالحديث الشريف - ما حقيقة حديث البخاري الذي فيه أن القرد زني بالقردة - العلمانيون يخفون الحقائق ويزينون الباطل ويقلبوا الأمور - معنى أن القرآن مهيمنا على الكتب السابقة وشرح قوله تعالى (مهيمنا عليه) - هل تعلم أن توحيد الأديان فكرة قديمة جدا - من هم الصابئون - يتزينون بالعقيدة الإبراهيمية وهم لها جاحدون - هل من يقول أنه مسلم على العقيدة الإبراهيمية هو مؤمن بالله.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

القول القرآني المجيد

في التحذير من " النظام العالمي الجديد "

(العلمانيين وعلاقتهم بالقرآنيين وأصحاب الطاقة الروحانية)
(الجزء الثاني)

* فهرس:

- (الفصل الثاني) :: جماعات وصفها القرآن وحذرنا منها النبي ::

1- جماعة عضين – جماعة عليم اللسان – جماعة بايع دينه ؟

2- ساووا بين قانون الجذب البوذي وعقيدة حسن الظن بالله القرآنية؟

3- كيف يؤثر العلمانيون نفسيا في الناس ؟

4- كيف يستغلون جهل الناس بالحديث الشريف ؟

5- ما حقيقة حديث البخاري الذي فيه أن القرد زني بالقردة؟

6- العلمانيون يخفون الحقائق ويزينون الباطل ويقلبوا الأمور؟

7- معنى أن القرآن مهيمنا على الكتب السابقة وشرح قوله تعالى (مهيمنا عليه) ؟

- (الفصل الثالث) :: أوهام فكرة توحيد الأديان تحت مسمى الإسلام::

8- هل تعلم أن توحيد الأديان فكرة قديمة جدا ؟

9- من هم الصابئون ؟

10- يتزينون بالعقيدة الإبراهيمية وهم لها جاحدون !!

11- هل من يقول أنه مسلم على العقيدة الإبراهيمية هو مؤمن بالله ؟

*******************************

(الفصل الثاني)

..:: جماعات وصفها القرآن وحذرنا منها النبي ::..

*****************

..:: جماعة عضين – جماعة عليم اللسان – جماعة بايع دينه ::..

( ساووا بين قانون الجذب وبين حسن الظن بالله ..!! )

1- جماعة عضين:

- يقول تعالى: (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ . فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الحجر90-93 .

- أي الذين جزؤوا كتاب الله فجعلوا منه أصنافا .. فآمنوا ببعض وكفروا ببعض .. فما يتفق مع أهوائهم قبلوه .. وما يختلف عن أهوائهم رفضوه ..

- وما أكثر هؤلاء في زماننا .. وجحودهم لكثير من الأحكام الإلهية .. أو تحريفها عن مقصدها الحقيقي .. كالذي يقول باستباحة زواج المسلمة من الكتابي .. ، وكالذي يقول بأن الحجاب ليس فرض ويجعل منه مباح .. !! فيأتي كل واحد فيهم بالآيات ويصبغها بالإباحة ليستبيحها .. ويتبعهم من هم على شاكلة قلوبهم من الزيغ والضلال والهوى ..!!

- الخلاصة من مفهوم الآية: أن كل من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض أحكامه لأنه شايف أنها مش عجباه سواء  أنكرها أو تلاعب في النصوص ليستبيحها .. فقد اتبع منهجية اليهود الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة85 .

- ولا يختلف جماعة الإبراهيميون عن جماعة عضين .. !!

2- جماعة عليم اللسان:

- عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أخوَفَ ما أخافُ على أمَّتي كلُّ منافقٍ عليمُ اللِّسانِ) رواه أحمد . وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ..، وقال أحمد شاكر: اسناده صحيح ..، وذكره الألباني في الصحيحة وصحيح الترغيب وصحيح الجامع ..، وقال الأرنؤوط في تخريج سير اعلام النبلاء: اسناده قوي.

- وستجد في جماعة الطقياجية (جماعة الطاقة الروحانية) .. من يروج للمنهج البوذي الروحاني .. بابتسامة وحلاوة لسان وتزيين كلامه بآيات وأحاديث .. ويخدعك ببعض الأحاديث والآيات للدلالة على صحة منهج بوذا .. !!

- مثل الذي يساوي قانون الجذب بحسن الظن بالله .. حتى يوهمك باتفاق المنهج الإلحادي البوذي مع المنهج القرآني النبوي ..؟!!

- وهذا محض ضلال ويعلم أنه يكذب .. لأن قانون الجذب قائم على الإستمداد من طاقة الوجود لأن بوذا ملحد .. ولكن حسن الظن بالله قائم على الإستمداد من الله لأننا موحدون مؤمنون بالله ..!!

- فانظر كيف تلاعب بالدين وخلط الحق بالباطل مع علمه الكامل بالحقائق ..!!

 

3- جماعة بايع دينه:

- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا) صحيح مسلم.

- وهؤلاء جماعة لا مانع عندهم من أن تبيع دينك في سبيل المال أو شقة أو أي متاع دنيوي .. سواء بعت دينك بالإلحاد فيه أي بالتحريف فيه والتلاعب به ووضع الشبهات .. أو يستبيح الحرام وجعلته حلال كمن يستبيح الزنا .. أو يكفر بالدين لينال مكانة عند أعداء الدين .. أو ما شابه ذلك .

- والثلاث جماعات السابق ذكرهم يتفقوا في شيء واحد وهو اتباع الهوى للوصول إلى ما تهواه نفسه كالجماعة الإبراهيمية  السابق ذكرها . يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ..!!

- وصدق الله حين قال: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الجاثية23 .

***********************

..:: كيف يؤثر العلمانيون نفسيا في الناس ::..

 (وكيف يستغلون جهل الناس بالحديث الشريف)

- من الأمور التي يجب عليك أن تنتبه لها أخي المؤمن .. حينما تنظر في منهجية جماعة .. هو كيفية استخدام منهجهم في التأثير على النفوس .. وبقدر معرفتك بمنهجيتهم .. بقدر ما تستطيع أن تجد مضاد لهذه المنهجية .. لأن لكل منهجية باطل .. هناك منهجية حق .. لذلك يقول تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) الأنبياء18  

- فمنهجية العلماني العربي قائمة على .. التشكيك في الدين من خلال الحديث الشريف .. وتحقير عقلية الآخر والإستخفاف به .. وتزيين الباطل من خلال قلب الحقائق أو قول أنصاف الحقائق .

- وسبب استخدامهم في الطعن في الحديث الشريف بالذات .. لأنهم يعلمون أن عامة المسلمين لا علم لهم به ..!! حتى أن البعض لا يعلم أن هناك حديث صحيح وحديث ضعيف ..!! والبعض لا يعلم أن هناك حديث صحابي وهناك حديث تابعي وهناك حديث نبوي .. بل وهناك حديث صوفي ..!!

- ونظرا لأن  للجهالة الموجودة في العالم الإسلامي .. فهؤلاء الضلالية .. يقولون لك جاء في الحديث .. أنه حدث كذا وكذا ..!! ولكن في حقيقة الأمر هو يريدك أن تفهم أن هذا حديث نبوي .. ولكن في حقيقة الأمر هو ليس حديث نبوي ..!!

- مثال:

- قالوا جاء في الحديث الصحيح: (رَأَيْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ) صحيح البخاري.

- ثم قالوا: هل هذا كلام يصدقه عقل أن يكون قاله نبي ..!! وهذا حديث موجود فعلا في صحيح البخاري .. فكيف نقبل هذه الأحاديث ..؟!! ولا يصدق هذه الأحاديث إلا الأغبياء والحمقى ..!!

- لكن ما يخفيه هذا الخبيث المستدل بهذا الحديث .. أن هذا ليس حديث نبوي بل ولم يقال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن هذا الحديث روي عن رجل أسلم في زمن النبي لكنه لم يرى النبي ولم يجالسه واسمه (عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ) .. فهذه مجرد قصة يرويها البخاري عن أحد الناس قريبي العهد بالنبي .. وهي ليست عقيدة ولا تشريع ولا دين من أساسه ..!!

- حتى أن هذا الشخص (عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ) يتضح من كلامه أنه قليل الفقه الدين وليس له علم .. بدليل أنه شارك في الرجم .. !! ومعلوم أن أحكام الدين تطبق على المكلفين العقلاء من عالمي الإنس والجن فقط ..!!

- والشاهد من هذا المثال السابق .. هو توضيح كيف يتلاعبون بالألفاظ للتأثير في نفسية المؤمن ليزرعوا في قلبه الشك من أحاديث الرسول .. خاصة صحيح البخاري .. لثقة علماء الأمة فيه ..!! وذلك حتى يسقط علم التشريع النبوي بالكامل .. لأنه لو كان صحيح البخاري وهو الأعلى ثقة في أسانيده قد سقط .. فما بالك بكتب الصحاح الأخرى ..!!

************************

..:: العلمانيون يخفون الحقائق ويزينون الباطل ويقلبوا الأمور ::..

- من منهجية العلمانيون وأتباعهم الذين يبغضون أن يكون للدين منهج يحكم المجتمع .. هو سياسة خلط الحق بالباطل .. كما يفعل المنافقون تماما .. (لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ) التوبة48.

- فتجد البعض منهم يكتب كلاما معسولا ليؤثر فيك .. وانقل لك بعض مقتطفات من مقال بعضهم .. فيقول:  

- ينظر البعض - وإن لم يكن الكثيرون- فى عالمنا العربى والإسلامى للعلمانية (أو كما يحلو للبعض وصفها بأنها فصل الدين عن الدولة) بصورة سلبية بل ويصفون من يؤمن بها بالكفر تارة و بالزندقة تارةً أخرى.

- والعجيب من أمر هؤلاء أنهم حينما يعيشون فى الغرب فإنهم أول من يتمتع بمبادئ العلمانية، والتي تجعل الدولة تعامل الأديان بصورةٍ حيادية بل والأكثر من ذلك يكونون أول من ينادون بحقوق المسلمين فى هذه الدول تبعاً لهذه المبادئ التي تساوي في الحقوق بينهم وبين أصحاب الأديان الأخرى.

- فهم باختصارٍ شديد أول من يدعم العلمانية إن كانت في صالح المسلمين، وأول من يلعنها و يكفر بها إن كانت فى صالح من يخالفهم فى الفكر أو أنها ستساويهم بالأقليات التى تعيش معهم فى دولهم الإسلامية.

- نحن هنا بصدد درجة لا توصف من النفاق والتناقض الصارخ، فالأمر ليس قضية مبادئ كما يدَّعون بل قضية مصالح - فحينما تكون العلمانية فى صالح المسلمين فليس هناك أجمل ولا أروع من قيمها وإن كانت العلمانية ستعطي حقوقاً متساوية لغير المسلمين فى الجتمعات الإسلامية "فتباً لهذه العلمانية" - والتي غالباً ما ينعتونها فى هذه الحالة بأنها العدو الأول للإسلام والمسلمين.

- ويا له من تناقض وشيزوفرينيا فكرية تحتاج إلى علاج.

- فمثلاً لابد من إيضاح أن فصل الدين عن الدولة أو ما يسمى بالعلمانية لا يعني إلغاء الدين أو محاربته، فالأديان موجودة وتمارس فى جميع الدول العلمانية كما ذكرنا. فمن حق الإنسان فى ظل العلمانية أن يعبد ربه كيفما يشاء ولكن ليس من حقه إجبار باقي المجتمع على مفاهيمه الدينية.

- فصل الدين عن الدولة هو مفهوم قد يتفق مع بعض المفاهيم للقرآن- إن تم تجديد الفهم الديني بصورة تتفق مع مبادئ العدل والمساواة بين البشر.

- فعلى سبيل المثال، إن الدولة من حقها إجبار الناس على مبادئها فى حين أن القرآن يرفض الإجبار والإكراه بصورة مطلقة. والآيات الداعمة لذلك واضحة وجلية، (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) و(وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ) و(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)." 

"ما سبق هو جزء من مقال مكتوب على النت" .

- الرد على صاحب المقال السابق :

- صاحب الكلام السابق .. قد غلب على عقله من الغباء ما لم اقرأه لإنسان من قبل .. من شدة تناقضه ..!! ليه ؟

- لأن صاحب الكلام السابق ينادي بحرية الدين وفصله عن المجتمع .. ثم سلب المسلمين من حرية الدين واستخدام شريعتهم .. !!

- فيا له من تناقض فاضح لهذا الضلالي .. الذي يريد حرية الأديان ويسلب المسلمين أن يكون لهم حرية في دينهم .. لأنه كما هو معلوم أن التشريع الديني الإسلامي له هيمنة على حياة المسلم والمجتمع المحيط به .. وله القوامة على غيره من الأديان السماوية (المسيحية واليهودية) .. ولا تقبل الشريعة أن يعيش في رحابها من يعتنق عقائد الملحدين والوثنيين ..!! ولكن صاحب المقال لا يريد ذلك .. لأنه يرفض ويستقبح الشريعة الإسلامية كونها حاكمة على غيرها ..!!

- فمن المنافق ومن الذي لديه تناقض وشيزوفرينيا فكرية تحتاج إلى علاج ..!!

- بل ويتلاعب بالألفاظ ليجذب عاطفتك فيقول لك عن العلمانية (لا يعني إلغاء الدين أو محاربته) .. حتى تظن أنه حمامة السلام .. وغصن الزيتون ..!! ولكن في الحقيقة هو ضلالي .. لأنه يريد إلغاء الشريعة الإسلامية ومحاربتها لأنه يرفض هيمنة الدين وقوامته على المجتمع .. ولذلك قال لك (ليس من حقه إجبار باقي المجتمع على مفاهيمه الدينية) .. لأنه لا يريد شريعة إسلامية تحكم على الآخرين .. بل يريد شريعة أهل الهوى ..!!

- وفي كلامه يريد أن يوهمك أن بلاد الإسلام تمنع الآخرين من ممارسة حقوقهم .. وهذا محض كذب وتضليل .. لأنه لم يحدث ذلك .. بل الذي يحدث وأخفاه هذا الضلالي أن المسلمين يتم محاربتهم في البلاد العلمانية ويتم قتلهم لأن كل ذنبه أنه مسلم .. !!

- ولكن كاتب المقال لم يذكر شيئا عن قتل المسلمين وتعذيبهم وتهجيرهم في البلاد العلمانية ..!! وإنما غرضه كله هو الترويج للعلمانية .. حتى يفصل الدين عن الحياة .. ولا داعي للتشريع الديني .. وليفعل كل إنسان ما تهواه نفسه ..!!

- ونجد هذا الكاتب يكذب على المسلمين ويقول أنهم ينادون بالعلمانية .. لأنهم لم ينادوا بالعلمانية وإنما نادوا أن يكون لهم حق ممارسة دينهم الذي يقره قانون هذه الدولة التي يعيشون فيها ..!!

- وكذلك الحال حينما تكون في دولة فأنت تحترم قانونها وتعمل به .. ونحن في بلادنا نحترم شريعتنا وديننا .. ومن لا يحترمه .. فليرحل وليذهب إلى إلحاده وشيطانه وإباحيته ..!!

- بل وبمنتهى الوقاحة بمقتضى كلامه يريدك أن تفهم أن لك مطلق الحرية في اختيار دينك وربك .. ولذلك يقول لك (فمن حق الإنسان فى ظل العلمانية أن يعبد ربه كيفما يشاء) .. حتى ولو كان دين للشيطان .. أو دين للهوى كالإباحية والإلحاد .. لأن كل إنسان حر في اختيار الدين الذي يناسبه .. وسواء الديانة الشيطانية أو الإباحية او الإلحادية .. جميعهم .. نتاج العلمانية .. لأنهم أحرار يعبدون ما يريدون .. ويفعلون ما تهواه أنفسهم ..!! لأن هذه هي العلمانية التي ينادي بها..!! وهذا ما لم يذكره هذا الضلالي في مقاله وقام بإخفاءه ..!!

- في أواخر مقاله .. يظهر حقيقة قناعه القبيح الملثم بالنفاق .. ويريد تجديد الفهم الديني كما يقول:(بصورة تتفق مع مبادئ العدل والمساواة بين البشر) ..!!

- كأن الدين والقرآن بالنسبة إليه ليس إلا مجموعة مفاهيم وأفكار .. وليست عن وحي إلهي يجب أن يتبع ونلتزم به ..!! وبالتالي يرى أنه ليس فيها عدل ولا مساواة بين البشر ..!!

- أما عن استدلاله بكلام الله .. فهذا شيء يدل على غباء المستدل به .. لأن هذه الآيات فيها دلالة على فساد ما اتهم به المسلمون في أول كلامه .. ولأن ليس أن الله أجاز لك أن استمرارك على دينك كما تريد .. هو أنه منع شريعته أن تكون لها القوامة والهيمنة والسيطرة وفق أحكامها على غيرها .. !!

- ولذلك هذا الضلالي لم يذكر كلام الله في الحكم والهيمنة .. واتبع سياسة اليهود في كتم الآيات ..!

- فلم يذكر قوله تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة44 ..، وقوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الجاثية18 ..، وقوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ) المائدة48.

- معنى (مهيمنا عليه): أي مسيطرا ورقيبا على سائر الكتب السماوية التي تقدمته قبل تحريفها . وَمُنَبِّهًا إلى ما وقع فيها من تحريف.

- ومقتضى الهيمنة أَنَّ صاحبها هو - لا سواه - المصدر التشريعي للإِنسانية.

- والغريب في صاحب هذا المقال .. أنه ارتضى أن يحكمه قوانين من صنع بشر .. ويجحد وينكر ويرفض أن يحكمه قوانين رب البشر ..!! فهل هذا إنسان عاقل يستحق أن تقرأ له أو تستمع لكلامه ..؟!!

- أفلا تعقلون ؟!!

**********************

..:: (الفصل الثالث) ::..

:: أوهام فكرة توحيد الأديان تحت مسمى الإسلام ::

****************************

..:: هل تعلم أن توحيد الأديان فكرة قديمة جدا ؟ ::..

- قد تتعجب لو علمت أن فكرة توحيد الأديان تحت مسمى دين واحد للجميع وإن اختلف منهجه وعقيدته .. هي فكرة قديمة جدا .. وقد اجتمعوا أن يسموا أنفسهم بالصابئة .. تمويها وخداعا بصابئة القرآن حتى تحسن الظن بهم ..!!

- وقد ظهرت منهم جماعة في المجتمع الإسلامي في القرون الأولى للإسلام .. تزعم أنهم إبراهيميون أو صابئة أو روحانيون موحدون دون منهج تشريعي..!!

* إليك كلام بن القيم رحمه الله .. من سبعمائة عام :

- أَنَّ الصَّابِئِينَ فِيهِمُ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ وَالشَّقِيُّ وَالسَّعِيدُ وَهَذِهِ أُمَّةٌ قَدِيمَةٌ قَبْلَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهُمْ أَنْوَاعٌ: صَابِئَةٌ حُنَفَاءُ وَصَابِئَةٌ مُشْرِكُونَ.

- وَكَانَتْ حَرَّانُ دَارَ مَمْلَكَةِ هَؤُلَاءِ قَبْلَ الْمَسِيحِ ، وَلَهُمْ كُتُبٌ وَتَآلِيفُ

وَعُلُومٌ ..

- وَكَانَ فِي بَغْدَادَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الصَّابِئُّ صَاحِبُ " الرَّسَائِلِ " وَكَانَ عَلَى دِينِهِمْ وَيَصُومُ رَمَضَانَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَكْثَرُهُمْ فَلَاسِفَةٌ وَلَهُمْ مَقَالَاتٌ مَشْهُورَةٌ ذَكَرَهَا أَصْحَابُ الْمَقَالَاتِ.

- وَجُمْلَةُ أَمْرِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَ الْأَنْبِيَاءَ وَلَا يُوجِبُونَ اتِّبَاعَهُمْ، وَعِنْدَهُمْ أَنَّ مَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ سَعِيدٌ نَاجٍ وَأَنَّ مَنْ أَدْرَكَ بِعَقْلِهِ مَا دَعَوْا إِلَيْهِ فَوَافَقَهُمْ فِيهِ وَعَمِلَ بِوَصَايَاهُمْ فَهُوَ سَعِيدٌ وَإِنْ لَمْ يَتَقَيَّدْ بِهِمْ.

فَعِنْدَهُمْ: دَعْوَةُ الْأَنْبِيَاءِ حَقٌّ وَلَا تَتَعَيَّنُ طَرِيقًا لِلنَّجَاةِ وَهُمْ يُقِرُّونَ أَنَّ لِلْعَالَمِ صَانِعًا مُدَبِّرًا حَكِيمًا مُنَزَّهًا عَنْ مُمَاثَلَةِ الْمَصْنُوعَاتِ ..

- وَعَقْدُ أَمْرِهُمْ أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ بِمَحَاسِنِ مَا عِنْدَ أَهْلِ الشَّرَائِعِ بِزَعْمِهِمْ، وَلَا يُوَالُونَ أَهْلَ مِلَّةٍ وَيُعَادُونَ أُخْرَى وَلَا يَتَعَصَّبُونَ لِمِلَّةٍ عَلَى مِلَّةٍ، وَالْمِلَلُ عِنْدَهُمْ نَوَامِيسُ لِمَصَالِحِ الْعَالَمِ ، فَلَا مَعْنَى لِمُحَارَبَةِ بَعْضِهَا بَعْضًا بَلْ يُؤْخَذُ بِمَحَاسِنِهَا وَمَا تَكْمُلُ بِهِ النُّفُوسُ وَتَتَهَذَّبُ بِهِ الْأَخْلَاقُ وَلِذَلِكَ سُمُّوا صَابِئِينَ كَأَنَّهُمْ صَبَئُوا عَنِ التَّعَبُّدِ بِكُلِّ مِلَّةٍ مِنَ الْمِلَلِ وَالِانْتِسَابِ إِلَيْهَا ..!!

- وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: لَيْسُوا يَهُودًا وَلَا نَصَارَى وَلَا مَجُوسًا وَهُمْ نَوْعَانِ : صَابِئَةٌ حُنَفَاءُ ، وَصَابِئَةٌ مُشْرِكُونَ ؛ فَالْحُنَفَاءُ هُمُ النَّاجُونَ مِنْهُمْ ، وَبَيْنَهُمْ مُنَاظَرَاتٌ وَرَدٌّ مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَهُمْ قَوْمُ إِبْرَاهِيمَ - كَمَا أَنَّ الْيَهُودَ قَوْمُ مُوسَى - وَالْحُنَفَاءُ مِنْهُمْ أَتْبَاعُهُ.

أحكام أهل الذمة ج1 ص239-241 .. مختصرا من كلامه ..

- ويتبقى السؤال: هل أمثال (إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الصَّابِئُّ) الذي تكلم عنه بن القيم .. هم الصابئون الذين ذكرهم القرآن ؟

**********************

..:: س : من هم الصابئون ؟ ::..

* يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة62 .

- أي من آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ومن آمن بالله وفق المنهج الإيماني للقرآن من أهل الطوائف المذكورة في الآية .. وكان مؤمنا مصدقا بوجود يوم للبعث والحساب وعمل صالحا .. فلهم أجرهم عند ربهم وهم آمنون من عذاب الله .

- والممدوحين من أهل الطوائف الأخرى في إيمانهم .. هم الذين آمنوا بالقرآن وبرسول الله صى الله عليه وسلم وجعلوا القرآن والسنة شريعة لهم وتركوا ما كانوا عليه .. ومن يفعل خلاف ذلك فهو غير مؤمن .. ولذلك قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) ..  

- الصابئون: معنى الصابيء هو  كل من مال عن دينه إلى دين آخر .. ويغلب في تعريف المفسرين أنهم يعترفون بوجود الخالق ولكنهم أصحاب دين أَقاموه على الروحانيات واتخذوا الوسائط وهي الكواكب أو الملائكة كوسائل للتواصل مع الخالق على زعمهم ..، ومنهم من قال هم طائفة باقون على فطرتهم ولا دين مقرر لهم يتبعونه ولكنهم يعلمون أن للكون إله خالق ..، ومنهم من قال هم قوم من العقلاء لم يرتضوا بعبادة الأصنام ووقفوا عند التوحيد فقط دون شرائع .. وغير ذلك مما لا طائل في البحث وراءه ..!!

- ومهما كان حال فرقة هذه الصابئة .. فالمقصد القرآني لن يختلف في هؤلاء الطوائف سواء الصابئين أو أهل الكتاب من اليهود والنصارى .. ليه؟

- لأن مقصد الآيات .. هو توجيه هذه الطوائف للإيمان بالله وفق المنهج القرآني وبالتالي الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم .. ولذلك حتى لا تظن أن مقصد الآية السابقة مدح من يظلون على هذه الملل .. فقال لك تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) البينة6-8 ..

- ولكن من لم يبلغه الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن .. فيحاسب بقدر ما كان عليه من الخير والعمل الصالح الذي كان عليه .. والله أعلم ..

- يبقى تفهم من آيات سورة البينة السابق ذكرها .. أنه لا ينفع الإيمان بالتوحيد إلا ما كان عن عقيدة المنهج القرآني فقط لا غير ..

**************************

..:: يتزينون بالعقيدة الإبراهيمية وهم لها جاحدون !! ::..

- ستجد جماعة تدعو الآن الى وحدة الدين .. ويبررون ذلك بأن الله واحد .. وإن اختلف المنهج .. وبالتالي لا مانع من الدمج بين جميع الأديان .. فالدين أساسه التسامح والمحبه .. وطالما الدين عند الله الإسلام والجميع مسلمون لله .. فهذا يدعو لنشر المحبة بين الناس .. ويقولون نحن نؤمن بكل الأديان .. ولا نسمح بالتطاول على أي نبي أو رسول أو دين ..!!

- ولكن كلنا ابراهيميون المنهج .. منشأنا هو التوحيد .. ولا يضر اختلاف المنهج .. ولا يوجد فروق عنصرية دينية بين كل الأديان .. !!

- فكل ما سبق هو تبرير ضال ومنحرف .. لأن الله يقول: (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران81 ..

- والمعنى: إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة ، ثم جاءكم رسول من عندي ، مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه. فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك ، قال: فليشهدْ بعضكم على بعض ، واشهدوا على أممكم بذلك ، وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم.

- وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك.

- فمنهج سيدنا إبراهيم وكل الأنبياء .. يشمل وجوب الإتباع لزاما وفرضا لخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا اتباع لرسول بعده .. لأنه النبي الخاتم .

- فالذين يتلاعبون بمنهجية بأكذوبة اتباع الدين الإبراهيمي ويستدلون ببعض آيات الله .. فإنما هم كذبة في المنهج متلاعبون بكلام الله .. لأنهم لو كانوا مؤمنون بالمنهج الإبراهيمي لكانوا اتبعوا المنهج القرآني وبسيدنا محمد وسلموا تسليما .. وتركوا كل الاديان ما عدا الدين الإسلامي القرآني .

**************************

..:: هل من يقول أنه مسلم على العقيدة الإبراهيمية هو مؤمن بالله ؟ ::..

- من الأمور التي يتلاعب بها هؤلاء الإبراهيميون من أصحاب النظام العالمي الجديد .. في الترويج لدينهم الباطل .. هو استخدام القرآن كوسيلة لتأكيد كلامهم أنهم مؤمنون حقا .. فيقولون لك :

1- أنهم الصابئون الموصوفون في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة62 .

- ولا ندري من أين حكموا وجزموا بأن المراد بالصابئين هم الحنفاء أتباع سيدنا إبراهيم ؟!! وعلى افتراض صحة هذا الكلام .. فالآية حجة عليهم وليس لهم .. لأنهم مطالبون بالإيمان بالمنهج القرىني وبالنبي صلى الله عليه وسلم .. وترك ما عدا ذلك من أديان ..!!

2- اقرأ معي قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ) البقرة 127-130 ..

- إذن فدعوة ابراهيم تشمل الاعتراف بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهجة .. ومن يتجاهل عقيدة ابراهيم فهو سفيه العقل .. !!

3- ويستدلون بقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) آل عمران19..

- وبما أنهم يقولون على أنفسهم انهم مسلمون .. فقد أقاموا الدين لله .. وليس كافرين ..!!

- ونقول لهم .. أكملوا بقي الآية وما بعدها .. حت يتضح زيف كلامكم .. حيث يقول تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ . فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) آل عمران19-22.

4- بل من الوقاحة .. أن تجدهم يستدلوا بآيات من القرآن ويكفروا بآياته .. ويجحدوا منهجه .. لأنهم لو كانوا مؤمنون به لاتبعوه وهجروا ما سواه .. ولكنهم بآيات الله يكفرون .. وصدق الله حين قال: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً) الفتح17 ..!!

5- يقول تعالى : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران85-89 ..

* وهذا الإسلام مخالف لعقيدة اليهود والنصارى .. ولذلك يقول تعالى ( فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران20

- ويتبين لك – أن هذه الطائفة الإبراهيمية من أصحاب النظام العالمي الجديد .. الذي هو نظام من قديم الزمان يخترع دين لنفسه ويتبعوا تهواه أنفسهم .. ليسوا مؤمنون بالله ورسوله حقا .. وإلا كانوا هجروا ما هم عليه من معتقدات وأديان .. وخضوا لله ورسوله وسلموا تسليما ..

- وفي الفصل القادم أرشدك لمجموعة من الأدلة الواضحة على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج القرآن وإلا فأنت غير مؤن بالله حقا .

***********************

..:: (الفصل الرابع) ::..

:: أدلة توضح لك حقيقة الإيمان من مفهوم القرآن والحديث ::

********************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..