هل الشيطان يسحر للإنسان ؟ وهل يتسلط على عباد الرحمن ؟ .. لا تعيش حبيس فكرة قهر القوى الشيطانية ..

بسم الله الرحمن الرحيم

.. هل الشيطان يسحر للإنسان ؟ ..

 .. وهل يتسلط على عباد الرحمن ؟ ..

 .. لا تعيش حبيس في فكرة قهر القوى الشيطانية ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. عليكم جميعا أيها السادة قراء المدونة الأعزاء .. في موضوع منفصل في ظاهرة وإن كان متصل بالجزء الرابع من الحديث الشريف وعلاقته بالقرين  .. والذي كنا قد توقفنا فيه عند الحديث الذي تكلم عن العقد الروحاني ..

وكان قد أرجأنا سؤال للإجابة عليه .. قد بات ظاهرا وملحا للعقل .. وهو: هل الشيطان يسحر للإنسان ؟..

وإن كان غالب مفسري حديث عقد الشيطان .. قد اختاروا أن مقصود الحديث على سبيل الكناية والمجاز بمعنى أنه وسواس .. وليس سحرا بالمعنى المفهوم .. ولكن هذا لا ينفي أن البعض قد ظن أنه يوجد عقد حقيقية يفعلها الشيطان شبيهة بما يفعله ساحر الإنس ..

وهذا الرأي هو ما نناقشه هنا بالرغم من أنه لم يقل هذا الرأي أن الشيطان يسحر للإنسان ..!!

نبدأ بسم الله

أذكركم أولا بما قاله الحديث :  ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة مكانها : " عليك ليل طويل فارقد " ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )

ونذكر ملخص رأي العلماء في شرح الحديث .. من خلال قول الإمام ابن عبد البر :

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَمَّا عُقَدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ ابْنِ آدَمَ إذَا رَقَدَ فَلَا يُوصَلُ إلَى كَيْفِيَّتِهِ ، وَأَظُنُّهُ مَجَازًا كِنَايَةً عَنْ حَبْسِ الشَّيْطَانِ وَتَثْبِيطِهِ لِلْإِنْسَانِ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَعَمَلِ الْبِرِّ ، .. وَقِيلَ إنَّهَا كَعُقَدِ السِّحْرِ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ { النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ }  الفلق: 4

طرح التثريب في شرح التقريب ج3 ص82

                        

س56: لو كان المقصود من الحديث عقد السحر المعروف .. فهل في هذا دلالة على أن الشيطان يسحر للإنسان ؟

(قلت : صاحب المقال :) لا يوجد دليل واحد يدل على أن الشيطان يسحر للإنسان مباشرة .. ولكن له ملكات روحانية يستطيع أن يؤثر بها على الإنسان .. منها على سبيل المثال :

1- بالسحر تسليطا من إنسان على إنسان آخر .. إثبات لقوله تعالى (الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) ، وقوله (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) البقرة102

2- أو بالوسوسة .. إثباتا لقوله تعالى (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ)

3- أو بالمس .. (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) البقرة275

4- الغَرور : يعدهم ويمنيهم برحمة الله وغفرانه ويقول لهم أحسنوا الظن بالله .. فأداء الفرائض ليس مشكلة .. فرحمة الله واسعة !! .. وهم في ضلالهم سابحون .. ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ) النساء120

5- أو بالإستحواذ .. وذلك في أصعب درجات تمكن الشيطان من الإنسان الغافل تماما .. إثبات لقوله تعالى (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) المجادلة19

** ولا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يسمى بوصف اللبس الروحاني ..!!

- وهناك طرق للشيطان يستطيع بها أذى الإنسان .. وذلك بالمشاركة في الأموال والأولاد أو من خلال السرقة كما حدث مع سيدنا أبي هريرة .. أو يؤذيه عضويا بالمرض كما حدث مع سيدنا أيوب ..

**********

س57: ولكن لماذا لا أرجح الرأي القائل بأن العقد عند النوم هو سحر فعلا معقود من الشيطان ؟

1- لا يوجد دليل واحد في الكتاب ولا السنة .. ولا حتى من اقول العلماء .. ما يدل على أن الشيطان يسحر للإنسان بصورة تصرفه عن العبادة كما افترض أصحاب هذا الرأي ..

.. ومن تكلم في سحر الجن تكلم فيه من ناحية أخرى وهو أنه يوجد في عالم الجن سحرة كسحرة الإنس .. ولكن لم يقل عالم واحد أن الجن سحروا للإنس .. حتى الغول أو الغيلان .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نفى ذلك وأبطله .. فقال : ( لا غول ) ---< (انتظر المقال القادم)

.. ولكن أن تظن أن الجن يجلس ويعزم ويقرأ عليك طلاسم وتعاويذ .. فانت مخطأ تماما .. وإلا لكان عالم الإنس في قبضة عالم الجن .. منذ زمن بعيد ..

** ولكن قد يحدث تسليط من انسان ساحر .. من الشياطين .. على إنسان آخر . ليصيبه بالخبل العقلي

** وقد يحدث تسليط من الجن الساحر على المكاشفين المعتدين عليهم .. لأننا كما قلنا سابقا أن المكاشف .. يعامل تنطبق عليه قوانينهم الروحانية .. في حال كشفه لأنه دخل عالمهم عن رغبة وإرادة وعزيمة .. فلو اعتدى عليهم .. فسيعتدوا عليه بالهلوسة ويخبلوه .. وهذا أيضا قد يحدث لهم من أي شيطان يتعاملون معه.

** إذا كان الجن الساحر لا يسحر بذاته ويقوم بأعمالا للإنسان فما الذي يقوله بعض الروحانيين .. من أن الجن عملك عمل وسحرلك ؟

الإجابة ببساطة .. كذبوا عليك بما لا وجود له ولا دليل عليه ..

.. نعود فنكمل باقي البراهين ..

2- وإذا كان الشياطين لهم المقدرة على السحر الفعلي للإنسان .. فلماذا يلجأ الشيطان للإنسان ليجعل منه ساحر ؟

3- ولو كان للجن المقدرة على سحر الإنس بما يتصوره البعض .. لكان عالم الإنس الآن في قبضة استعباد الجن وكنا خداما لهم .. !!

4- ولماذا يحسد الجن عالم الإنس كما نفهم من الحديث ؟ طالما يستطيعون أن يسيطروا عليهم بالسحر ؟

5- لم يقل أحدا من المفسرين بأن قوله تعالى ( النفاثات في العقد ) .. تشمل أن عالم الجن يسحر للإنسان .. ولكن حينما تكلموا في الحسد ( من شر حاسد إذا حسد ) .. قالوا أن النبي كان يتعوذ من عين الجن وعين الانس .. فلما نزلت المعوذتين أخذ بهما وترك ما سواهما ..

فهل نسى المفسرين عند قوله ( النفاثات في العقد ) أن يقولوا أن الجن ممكن أن يسحر للإنسان ؟

أعتقد أن هذا الأمر كان بالأهمية القصوى ليذكر . أليس كذلك ؟

6- فلو قلنا أن الشيطان يستطيع السحر للإنسان .. لكان من باب أولى لسحر الشيطان للأنبياء والرسل .. ولكن هذا لم يحدث ..

7- ولو قلنا أن للشيطان القدرة على سحر الإنس .. لبطلت الرسالات السماوية كلها .. لأن العقل سيقول : أن الكتب السماوية من تأثير الشيطان .

س58: ولكن يقول قائل : أن الشيطان ليس له سلطة على عباد الرحمن عموما .. لقوله تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) .. فكيف يسلط على الأنبياء .. ؟

( قلت : صاحب المقال :) .. نعم ليس له سلطان عليهم في قلوبهم .. عن طريق الإستحواذ كما قال تعالى ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) المجادلة19 .. أما في ظاهر الإنسان .. فلا .. فلو كلن الشيطان لا يتسلط ظاهرا وباطنا على الأنبياء والرسل .. فلماذا حدث التالي :

1- لماذا تم تسليط الشيطان على سيدنا أيوب ؟ قال تعالى : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } ص41

2- وأيضا : لماذا استخدم الشيطان اليهود في سحر النبي صلى الله عليه وسلم .. طالما يستطيع الشيطان أن يسحر بنفسه ؟

3- وأيضا : لماذا أتى الشيطان لسيدنا إبراهيم في صورة شيخ ناصح محاولا أن يبعده عن ذبح ابنه ؟ (على افتراض صحة الرواية).

4- وأيضا : لماذا أتى لسيدنا عيسى محاولا أن يبعده عن خلوته ؟

** فرق بين ابتلاء الظاهر وابتلاء الباطن **

** يا سادة : علينا أن نفرق بين الإبتلاء الظاهري والإبتلاء الباطني .. فالإبتلاء الظاهري لجميع الخلق .. مثل المرض تماما .. أما الإبتلاء الباطني وهو ما يتعلق بإنحراف العقيدة أو إنحراف البصيرة أو الإنحراف عن الحق .. فهو محرم حدوثه للأنبياء .. لأن هذا ليس للشيطان سلطان فيه ..

** مع ملاحظة : أن تسليط الشيطان على الأنبياء .. كان ظاهرا على سمعهم أو بصرهم أو أجسادهم عموما .. وليس باطنا على قلوبهم .. ولا فرق بين تسليط الجن والإنس .. فهما كالمرض على بدن الإنسان .. فانتبه .

س59: قد يقول قائل : إذا كان الإنسان يحسد ويسحر .. والجن يحسد .. فلماذا لا نقول بأنه يسحر ؟

(قمت بإعادة السؤال (57) بصيغة عقلية أخرى .. حتى تتضح الصورة ..)

( قلت : صاحب المقال : ) ..

1- السؤال خطأ في نصفه الأول .. لأن الإنسان يحسد ويسحر بواسطة الشياطين .. ولكن بعزيمة وإصرار نفسي من الإنسان في طلب ذلك .

2- لا يوجد دليل واحد على أن الجن يسحر للإنسان .. ولأن ذلك يخالف قواعد العقل وعقائد الدين .. للأسباب السابق ذكرها في السؤال رقم (57)

س60: قد يقول قائل : كيف يتم التسليط من الإنس والجن على النبي والله يقول: ( والله يعصمك من الناس ) .. ؟

( قلت : صاحب المقال : ) .. العصمة تكون في تبليغ الرسالة الإلهية ..  فلن يمنعه أحدا في تبليغ رسالته أبدا ..

وإلا لو كان الامر المقصود به العصمة بصورة عامة .. فلماذا كسرت رَبَاعيته ( بعض أسنانه ) في غزوة أحد ؟ .. ولماذا اعترضه عفريتا وهو يصلي في المسجد أراد قطع الصلاة عليه .. كما جاء في الحديث ؟ ..

وكيف سيكون صلى الله عليه وسلم نموذجا يحتذى به في ابتلاءات الحياة .. ؟

ففرق بين ابتلاء الظاهر والباطن .. فلنفرق بين الكلام .. حتى تكون بصيرا بالعلم .. ، ولا تجعل للطاعنين عليك سبيلا .

************************

.. أيها السادة الأفاضل ..

التفكر في أن الشياطين تصنع أسحارا للإنسان .. يفتح بابا من الشيطنة الإنسية .. لا يغلق مدى الدهر .. ويفتح مجالا لسفلة الروحانيين .. بأن يقولوا لأي شخص أن الجن صنعت لك أسحارا .. ليدمروا حياتك .. وعليك بالذهاب لمن يتعامل مع الجن ليقضي لك على هؤلاء الجن السحرة .. ويجب  عليك أن تدفع كذا وكذا .. وتأتي ببخور كذا وكذا .. ويظل يستنزف منك أموالك .. حتى يأتي لك بالسحر من فم الجن الذي تحول إلى سمكة واختفت في المحيط  !!!!!

بقى ده كلام يا ناس ؟

س61: وعلى افتراض وجود سحر فعلا من الشيطان عند النوم أو غيره .. فهل ذلك يسقط العمل ويكون حجة للإنسان أن يقول أنه لا يستطيع العمل أو العبادة نتيجة السحر .. كما يزعم البعض ؟

( قلت: صاحب المقال : ) : إذا كان السحر الشيطاني منع الإنسان من أداء العبادات .. فلماذا سيحاسبنا الله على أمر خارج إرادة الإنسان ؟

أيها السادة الهاربون من أداء الفرائض تحت مسمى أن القوى الشيطانية تؤثر فيك .. : انتبهوا .. فأن الحديث حجة عليكم وليس حجة لكم .. لماذا ؟

1- لأن الحديث قد وضح وبين أن الإنسان كامل الإرادة في اتخاذ القرار سواء بالنهوض من النوم أو باستكمال النوم .. أليس كذلك ؟

2- ويستطيع أن يتحرك وأن يقول : لا .. وأرفض النوم .. وسأتوضأ وأصلي .. فالعقد لم يمنع الإنسان عن أداء العبادات ..

3- وكشف الحديث في نهايته .. أن الأمر يتعلق بالنفس .. ويقول تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر38 .. فكل إنسان بقدر سعيه .. فمن أراد النوم والتوكل على السحر و أرجع عدم التوفيق إلى السحر والقوى الشيطانية .. فقد توكل على غير الله ..

وطالما الإنسان يرى أن التوفيق بيد غير الله .. فلماذا إذا يدعو الله .. طالما ينظر دائما إلى غير الله ؟

فإما أن تلتفت إلى الله .. وإما أن تلتفت إلى غيره ..

.. أنصحكم ونفسي ..

** فمن أراد أن يتوجه إلى الله .. فليبقى مع الله .. ومن أراد أن يعيش حبيس فكرة سيطرة القوى الشيطانية عليه .. فليبقى باكيا كالطفل المقهور الذي أخذت منه مصاصته ..

** فكن كما الرجال .. وتعامل مع الإبتلاء أنه قضاء إلهي .. وحاول أن تستغفر وتسترضي الله .. واجعل مقولتك دائما هي ( اللهم أنت مقصودي ورضاك مطلوبي ) ..

** وإذا جاهدت فجاهد بالله .. وإذا استعنت فبالله .. وإذا طلبت فمن الله .. وهكذا يكون الرجال ..

** فالتوكل هو سعي ولكن القلب في هذا السعي يكون معلق بالله .. راضيا بالعطاء الإلهي سلبا وإيجابا .. حامدا لله على كل حال .

** وفي حقيقة الأمر ما القوى الشيطانية إلا مظهر من مظاهر القهر الإلهي .. يسلطها عليك .. ليختبرك ولتكون شاهدا على نفسك ..

** فإذا كنت مؤمن بأن كل شيء من الله .. فلماذا لا ترجع إلى الله في كل شيء ؟

فقد تبين مما سبق أن لا حجة لمن تهاون في العبادة مدعيا أن السبب وجود سحر أو أي شيء روحاني ..

*** يا سادة .. لماذا لا ننظر لذنوبنا وأخطائنا ؟ ***

 واعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير .. فلنحسن الظن بالله .. ونقول يا رب بإخلاص لكي يرزقنا الخلاص .

قد يقول قائل : نحن ندعو بإخلاص ولكن الحال لا يتغير ؟

أقول له : لو كنت تدعو بإخلاص فعلا .. ما كنت لتقول أن الأحوال لا تتغير .. !! بل كنت ستقول .. الحمد لله الذي أكرمني بنعمة الدعاء بالإخلاص .. وكفى بها نعمة .. فمعيتك بالإخلاص بين يدي مولاك .. تحجب عنك طلب العطاء من أساسه .. فكيف تزعم أنك تدعو بإخلاص .. ثم تقول أن حالك لم يتغير ؟

يا سيدي : قل أنك حاولت أن تجتهد في الدعاء .. ولا تقل أنك أخلصت في الدعاء لله .. لأن الإخلاص هو قلب لم يعد يبصر ولم يعد يرضى إلا بما كتبه له مولاه .. فكيف ينزعج من الأغيار وهو في حضرة خالق الأغيار ..؟

** فإذا عجزت عن الدعاء .. فافعل الخير لعلك تكون من المفلحين ..

** وإذا عجزت عن القول وعن الفعل .. فكن صامتا محتسبا صمتك لله . فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .. كما جاء في الحديث ..

والله أعلم

س62: اذا كان الشيطان لا يسحر فلماذا تعوذ النبي من همزه ونفثه ونفخه .. أليس النفث قد أثبته للشيطان بدليل أنه تعوذ منه ؟

الحديث : ( أَنه كَانَ إِذا استفتح الْقِرَاءَة فِي الصَّلَاة قَالَ: أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم من همزه ونفثه ونَفْخه قيل: يَا رَسُول الله مَا همزه ونفثه ونفخه قَالَ: أما همزه فالمُوتة وَأما نفثه فالشعر وَأما نفخه فالكِبْر )

( قلت : صاحب المدونة : ) السؤال خطأ .. لأنك ظننت أن النفث هنا هو نفث العقد السحرية .. و ليس المقصود في الحديث بالنفث في العقد .. بل المقصود هو الشعر .. أو الهجاء الشعري الذي كان كفار قريش يهجون به النبي وأصحابه .. فكأنه صلى الله عليه وسلم يستعيذ من أن يكون لهذا الشعر تأثير في نفسه والله أعلم ..

وعموما هذا شرح ألفاظ الحديث بالتفصيل ..

شرح الحديث : (الموتة).. الْجُنُون .. وَإِنَّمَا سَمَّاهُ همزاً لِأَنَّهُ جعله من النَّخس والغمز وسمى الشّعْر (نفثا) لِأَنَّهُ كالشيء ينفث من الْفَم كالرقية وَإِنَّمَا سمى الْكبر (نفخا) لم يوسوس إِلَيْهِ الشَّيْطَان فِي نَفسه فيعظمها عِنْده ويحقّر النَّاس فِي عينه حَتَّى يدْخلهُ الزهو .

الفائق في غريب الحديث ج4 ص112

شرح آخر للحديث : (فالموتة) الْجُنُون .. وَإِنَّمَا سَمَّاهُ همزًا لِأَنَّهُ جعله من النخس والغمز وكل شَيْء دَفعته فقد همزته ..

 وَأما الشّعْر فَإِنَّهُ إِنَّمَا سَمَّاهُ (نفثًا) لِأَنَّهُ كالشيء ينفثه الْإِنْسَان من فِيهِ مثل الرّقية وَنَحْوهَا. وَلَيْسَ مَعْنَاهُ إِلَّا الشّعْر الَّذِي كَانَ الْمُشْركُونَ يَقُولُونَهُ فِي النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه لِأَنَّهُ قد رويت عَنهُ رخصَة فِي الشّعْر من غير الشّعْر الَّذِي قيل فِيهِ وَفِي أَصْحَابه..

وَأما الْكبر فَإِنَّمَا سمي (نفخًا) لما يوسوس إِلَيْهِ الشَّيْطَان فِي نَفسه فيعظمها عِنْده ويحقر النَّاس فِي عينه حَتَّى يدْخلهُ لذَلِك الْكبر والتجبر والزهو..

غريب الحديث للقاسم ابن سلام ج3 ص77

********************

إلى هنا نتوقف حتى لا يطول المقال .. ليكون خفيفا .. وفي المقال القادم إن شاء الله سيكون لدينا بحث تفصيلي عن الغول والسعلاة .. أو الغيلان والسعالي .. و عن حقيقة سحر الجن للإنسان .. من الكتاب والسنة ..

تحياتي لكم

****************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .