الروحانيات فى الإسلام: علاقة العقل الإنساني والنفس الأمارة بالسوء غلا وكراهية .. وارتباط ذلك بالسحر وقوة الجن .. وهل هناك أسحار لا تؤثر في العقل ولا في الجسد إلا بقدر معين ؟ .. الجزء الثاني

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 7 ديسمبر 2014

علاقة العقل الإنساني والنفس الأمارة بالسوء غلا وكراهية .. وارتباط ذلك بالسحر وقوة الجن .. وهل هناك أسحار لا تؤثر في العقل ولا في الجسد إلا بقدر معين ؟ .. الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

علاقة العقل الإنساني والنفس الأمارة بالسوء غلا وكراهية ..
وارتباط ذلك بالسحر وقوة الجن .. الجزء الثاني ..
هل هناك أسحار لا تؤثر في العقل ولا في الجسد ؟

برجاء مراجعة الجزء الأول من هنا ( اضغط هنا
طرحنا فى المقال السابق بعض الأسئلة وقلنا 

قد يطرأ سؤال على ذهن البعض .. في ختام المقال
1- هل معنى هذا الكلام أن الذي يغلب عليه صفة العقل .. أقوى من الذي يغلب عليه صفة الذكر ؟
وسؤال آخر قد يطرأ على العقل :
2- هل أصحاب العقول لا يفلح معهم سحر ؟
.. سؤال أخير ..
3- لماذا قد يؤثر السحر في العاقل ولا يؤثر فيه المس الجني بدون سحر ؟

الآن مع الإجابات 
1- هل معنى هذا الكلام أن الذي يغلب عليه صفة العقل .. أقوى من الذي يغلب عليه صفة الذكر ؟
هل تحب ان أجيبك بصراحة ..
حسنا الإجابة هي نعم .. ولكن لماذا ؟
قبل أن تنفعل وتصرخ وتقول كيف هذا .. تابع القراءة .. وأنت ستفهم
قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .. ولم يقل العقول .. فالذكر وظيفته العمل في طهارة القلب .. فاستعمل كل خاصية أعطاها الله لك في عملها ..
فالذكر يمنع فساد العقيدة واستعلاء الشهوات على النفس .. والعقل يمنع إدراك الماورائيات ( أقصد كل ما هو غير مرئي و ملموس ) لأنه غير مختص بذلك ..
ولذلك ظهر الإنحراف في سلوكيات الغرب العقدية و الشهوانية .. ولم يظهر عليهم انحراف أو تخلف في المعاملات الدنيوية أو العقلية العلمية .. ( وإن كانت الشهوات أصبحت تحرق عقولهم .. حتى اذا استولت الشهوات على العقل .. فحق عقاب )

فالذكر وظيفته قلبية .. والعقل وظيفته المعاملات الدنيوية .. وفرق بين الاثنين كبير .. 
فالذي يهتم بالعقل فقط منشغلا به في الدنيا غافلا عن تطهير قلبه .. فهو مُعَرَّض للانحراف في العقيدة ولقلة الإيمان .. لأن قلبه أصبح خالي من مولاه غافلا عنه ..
 أي أن الذي لا يهتم بتطهير القلب .. فهو معرض للتسليط الروحاني حتى يتطهر ..
ونقصد بالتعرض للتسليط هنا : ليس مجرد الابتلاء بالإذى الروحاني .. وإنما هو عدم القدرة على مواجهة الابتلاء الروحاني .. وذلك لخلو القلب من التعلق بالله مولاه .. وفقده للإيمان لإنشغاله بالدنيا وغفلته ..

والذي يجمع بين الإثنين .. فقد دخل في حرز الله المكين ..

* وحرز الله المكين المقصود به هنا : .. ليس هو منع الإبتلاء ..!! لا ..

وإنما معناه هو القدرة على التعامل مع الابتلاء الروحاني أو غيره برضا وإيمان صادق .. لتعلق القلب والعقل بمولاه .. بالعلم والإيمان .. بحُسن الفَهم عن الله واليقين في حكمة فعل الله ..

* ولذلك هل سمعت يوما عن أحدا من أولياء الله أو الفقهاء الكبار أو المفسرين .. أنه جاهل أو غبي أو هوائي أو شهواني !!

* لأنه نجح أن يجمع بين العقل والقلب .. في معاملته مع الله ..

* أقول هذا حتى يعرف من يريد أن يعرف .. أن الحقائق خلاف ما تعرف .. ولو تبينت الحقائق .. لاتضحت معالم الطريق و لعرفت لماذا العطاء الرباني حكيم .. ولانطمست في رأسك الشبهات .. ولا يظلم الله الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون .

******************************

وسؤال آخر قد يطرأ على العقل :
هل أصحاب العقول لا يفلح معهم سحر ؟

الإجابة .. لا .. يفلح معهم السحر طبعا .. وقد يصيبهم خبل في عقلهم أو اضطراب في التفكير من غير سبب ..

* ولكن من يفعل هذا فهو المحترف للسحر المعاهد للشيطان معاهدة كاملة .. يعني بايع روحه للشيطان .. وهم أصحاب الخلوات مع الجن والشيطان .. 
ويستخدم هذه الخدمة الشيطانية في التسليط على عقل الإنسان ليصيبه بالخبل أو الضعف أو الفساد بأي في العقل . (وكل شيء بقدر الله - فقد لا يأذن الله بذلك !!) .. 

* فالساحر أو المعاهد للجن .. يعرف كيف يجمع طاقة الإنسان ويطرح منه طاقة عقله .. وهذا موجود عند فئة معينة فقط هى من تعرف ذلك الأمر .. وهم أصحاب الخلوات مع الشيطان ..

وسأحاول أوضح لك مفهوم هذه الجملة .. (يجمع الإنسان ويطرح منه عقله ) ؟

* ببساطة شديدة .. الإنسان مجموعة من الطاقات سواء العقل او النفس او الحركة ذاتها أو الروح أو القلب ... أو غير ذلك ..

* وكل انسان له طاقة بنسبة معينه وتختلف عن الاخر .. والساحر بيستعين بالجن ليحدد له مقدار هذه الطاقة في المكان الذي يريد أصابته فيه ..

* فإذا عرف الساحر قدر هذه الطاقة .. يبدأ في إضعافها بكثرة التسليط عليه من الجن الفاسد .. حتى تصبح طاقة الجن أكبر من طاقة العقل .. فيحدث الاستيلاء على الانسان ..

*************************

.. سؤال أخير ..
لماذا قد يؤثر السحر في العاقل ولا يؤثر فيه المس الجني بدون سحر ؟
لسببين :
السبب الأول : وهو خاص بأن المس الروحاني غالبا لا يحدث لأهل العقل ..
وذلك لأن المس الروحاني يحتاج لخيال قوي وعاطفة قوية يتم توجيهها بطريقة سلبية "غير صحيحة" .. 
مثل الذي يحتمل غلا وكراهية وغضبا دائما في نفسه .. ويرجو الشر للآخر ..
أو مثل الذي يعيش في مأساة الدراما حال كونه شهيد الزمان .. وينسى حكمة فعل خالقه معه .. ويظل يتباكي من فعل الله معه ويتهم الله بأنه قد تخلى عنه بالرغم من قلبه الطيب ..!!
أو مثل الذي يستخدم  الآيات والسور والأسماء الإلهية طلبا لخدام القوى الروحانية النارية .. وساواه بالكتب الروحانية الساقطة جهلا منه بذلك ..
في حين أن كلام الله كتاب  نور ورحمة وهداية !!.. 
فلما طلبوا ما هو غير مشروع بكلام الله الذي لا يُسأل به إلا ما هو مشروع والحلال الطيب .. وجدوا الباطل الخبيث خادما لهم ومسلطا عليهم .. جزاءا وفاقا .. أي عقابا لهم على سوء معاملتهم مع كتاب الله وأسماءه .!!

* ونظرأ لأن أهل العقل يستعملون العقل في التوجيه بقوة وعزيمة .. ولا يوجد مساحة خالية للتعرف إلى ما وراء المادة .. فهذا يمنع المس الروحاني عنهم .. لأنهم قد صنعوا حجاب بينهم وبين هذا العالم الذي يحتاج إلى خيال قوي وعاطفة قوية حتى يلعب عليه ويدخل من خلاله .. (والموضوع يطول شرحه( ..

* وأيضا العكس صحيح .. فقد يحدث حالة جذب للروحانيات الطيبة للقلوب السوية والتي تحمل خيرا في داخلها .. 


* وفي كل الأحوال : الذنوب " خاصة حقوق الناس" لها دور كبير في هذا الأمر .. (شرحنا ذلك في أجزاء كبيرة على المدونة .. فارجع إليه .. )


* السبب الثاني : وهو يتعلق بقوة السحر في الإنسان ..
ففي حقيقة الأمر .. أن تنفيذ السحر بدون نفسية قبيحة تحمل كرها وبغضا للانسانية وعبودية للجن والشياطين .. فلن تفلح الطريقة ..
فلابد من أمرين .. معرفة الطريقة + نفسية الساحر المذكورة سابقا .. طبعا مع عبودية الجن أو الشيطان المراد منه تنفيذ السحر ..

* واعلم يقينا بدون نفسية الساحر الممتلئة بالغل والكراهية والغضب .. فلن يعمل معه لا جن ولا شيطان .. ولا حتى برغوت ..

لأن السحر في ذاته عزيمة نفسية مُسلَّطة من انسان .. وليست من ذات الجن .. فأصبحت النفس الشريرة (الأمارة بالسوء) داخل الساحر طاقتها عالية بالشر وهذا هو ما جعل سحر الساحر يؤثر في الانسان الاخر ..

* ومن الممكن أن تكون قدرات الجني مع الساحر ضعيفة .. ولكن النفس الشريرة التى بداخل الساحر .. تقوم بإمداد هذا الجني بهذه الطاقة التى مثل الغل والكراهية والغضب .. والتى تعطي للجن قوة فوق قوته من خلال المزيد من قوى الشر التي يتم استحضارها هذا الساحر بقدر غله وكرهه وغضبه .. ولكنها قوة ذات ملامح إنسية أي عليها بصمة إنسيه من ساحر إنسي .. حتى يستطيع الشيطان اختراق الشخص المراد سحره ..

* وليست نفوس السحرة على مقدار واحد من الشر فهم متفاوتون في شرهم .. بقدر اخلاصهم للشيطان تكون درجتهم ..!! 

* كما أن الصالحين أيضا تتفاوت درجاتهم في الصلاح ..


******************************

..:: أسحار لا تؤثر في العقل ولا في الجسد ولكن يخيل إليه لحظيا شيئا ما لا يستطيع العقل ترجمته ولا العين ملاحظته لأنه فوق قدرات استيعاب الإنسان ::..

* تبقى أن أقول لكم : أن هناك أسحار لا علاقة لها بالتأثير الداخلي على الإنسان ( لا تؤثر في باطنه) أي في عقله أو جسمه .. ولكن هناك أسحار تؤثر في محيط الإنسان .. مثل سحر التخيل .. فهذا لا علاقة له بالعقل ولا بالجسم ..!! مثل ظاهرة السراب تماما .. حيث يكون العقل سليم والجسم سليم .. ولكن يخيل للإنسان أنه يرى ماء ولا يرى شيء .. وهذا شيء لا يستطيع العقل ترجمته ولا العين ملاحظته لأنه فوق قدرات استيعاب الإنسان ..!!

********************************
واكتفي بهذا القدر من المعلومات 

والمقالة القادمة إن شاء الله تعالى
سؤال مهم : لماذا يستولي الجن فى غالب الوقت على النساء ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 9 تعليقات:

  1. غير معرف7/12/14 4:15 ص

    .. والذي يهتم بالقلب فقط .. فهو معرض للتسليط الروحاني حتى يتطهر .
    الأخ خالد ....أنا لم أفهم هده الجملة....إشرح لي أكثر ...الله يفتح عليك
    الموضوع جيد ......استفدت منه صراحة ....النفس الشريرة ضرورية في تفعيل السحر و- تاثيره ...لم أكن أعلم هذا
    ولكن حسب تجربتي .....إذا كان الشخص ذو خلق حسن ...قلب سليم ...قلب طيب جداً ...يحب الخير للجميع بدون تمييز ......هذا الانسان تميل اليه الأرواح الطيبة...حتى وإن لم يكن كثير العبادة والذكر
    .....الجن الصالح يعلم اصحاب القلوب السليمة بالهام من الله ..............و- الله أعلم
    لخضر لخضر

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الخضر :
      أولا: اسف على التاخير فى الرد .. لظروف
      أما عن الجملة التى تريد توضيحها .. ومعك حق فيها .. ( والذي يهتم بالقلب فقط .. فهو معرض للتسليط الروحاني حتى يتطهر ) .. فالمقصود هو أن القلب طالما لا يزال فى مرحلة السلوك الى الله طريقا .. فهو معرضا بالتسليط الروحاني بالشبهات دائما .. حتى تختلط عليه الحقائق ويضل .. ( وطبعا لابد من شيخ فى هذه المرحلة ) ..
      فهذا كان مقصدي .. ولكن سأقوم بتعديل الجملة لتكون سهلة قليلا .. وستكون كذلك ( والذي لا يهتم بتطهير القلب .. فهو معرض للتسليط الروحاني حتى يتطهر )
      عموما جزاك الله خيرا .. على هذا التنبيه .. ولكن أرجو أن تكون فهمت اصل الجملة .. وإن المقصود منها أمر بعيد قليلا عن الفهم .. وهذا كان خطأ مني ..
      وكلامك الثاني كلام صحيح .. فالشخص الذي قلبه سليم ويحب الناس ويسعى بالخير .. فالأرواح الطيبة تميل غليه .. وطبعا الجن الصالح يعلم هذا ..
      فلا أدرى ما هو السؤال هنا يالخضر ؟
      إلا غذا كان مرتبطا بالاستفسار الأول .. فقد حللنا المشكلة ..
      وموما بقدر ما تكون نفسية الشخص طيبة .. بقدر ما تؤثر فيمن حولك .. واعتقد أنت تفهم ما أعني يالخضر ..
      وهذا ما يسمى عند اهل الله بعزيمة الرجال او علو الهمة .. تكون نتيجة القلب السليم والنفس السوية ..
      تحياتي لك

      حذف
    2. غير معرف11/12/14 4:14 ص

      شكراً أخي خالد على الشرح ...الآن فهمت قصدك من العبارة.
      لخضر

      حذف
  2. غير معرف7/12/14 6:56 ص

    انا مرة حلمت انى مَمْدُود فى غرفة العمليات وكان عقلى مفتوح وكان يوجد داخل عقلى عش نمل النوع الكبير الأسود وكان بين الحين والأخر تخرج نملة من العش وترجع
    كنت ارى نفسى وكنت اصرخ فى الأطباء ان يجب ان تعالجوه وبعدها كأنى سمعت انهم سيعالجونه بالماء ائ سيغسلون عقلى بالماء لمعالجته
    ملاحظة : كنت انا اشاهد نفسى يعنى كأنه نسخة مَمْدُوده ونسخة تشاهد الحلم والأطباء لم اراهم هوفقط احساس انى اكلم الأطباء
    فهل هذا سحر فى عقلى ام وسواس ام ماذا بالظبط ماذا يعنى الحلم

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الكريم :
      يدل والله اعلم .. على وجود وساوس تشغل بالك فى الأمور الدنيوية .. وكلما حاولت ان تتحرر منها ..تعود إليك ..
      ولكن ستتحرر منه فى نهاية الامر .. وعليك بقراءة سورة الفلق والناس والفاتحة على الماء .. كل سورة 7 مرات او زيادة .. وتشرب من ذلك الماء لمدة لا تقل عن سبعة ايام .. والقراءة تكون يوميا ..
      تحياتي لك

      حذف
  3. أستاذنا الاكرم خالد،
    كنتم قد ذكرتم اهمّيّة عدم الغضب في الجزء الأوّل حيث أنّه يقود للحقد والغل التّي هي مغناطيسٌ للتسلّط الشّيطاني، غير أنّه لديّ سؤال متعلّّقٌ بما شرحتموه و هو الآتي:
    كيف يكون حال المؤمن الذّي يغضب لله - و هو حال الصّالحين الذّين لا يغضبون لأنفسهم - من هذا التّسليط؟ أولا تكون إمداداتهم ربّانيّة روحيّةً؟ هل يحجبون بلطفٍ من الله عن التّسليطات و بدلا عنها يكونون في حصن منها؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل نزار ..
      أكرمك الله .. فقد ذكرتي بهذا الموضوع .. وكنت أنت سببا في وضع مزيد من الإضافات فيه .. فارجع إليه إن شئت لتعرفها ..

      * أما بخصوص سؤالك :
      فالغضب لله .. يبقيك في معيتك مع الله .. طالما لله ..
      ويوجد مقالة في المدونة ملخصها أن كل الصفات النفسية مثل الغضب والغل والكراهية .. هي ليست صفات قبيحة لذاتها .. وإنما في استخدامها .. ولولا هذه الصفات لما استطاع الانسان أن يدافع عن وطنه وبلده ونفسه .. حين الاعتداء عليه ..
      ولذلك أثبت الحق سبحانه صفة الغيظ لقلوب المؤمنين .. لما أصابهم من أذى من الكفار في دينهم ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ{14} وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) التوبة14-15 ..
      ولكن هل كان الغيط لأنفسهم أم لربهم وغيرة على دينهم ..!!
      فهذا هو الفرق ..

      * فطالما أنت تثبت أفعالك لله .. وليس لرغباتك النفسية .. فأنت مع الله ول تخرج عن معيته .. بل أن هذا يستجلب حضورا ومددا ربانيا معك .. لنصرتك ما أراده الله منك ..

      * إذن فحال الصالحين .. هو الغضب لله حين انتهاك حرماته .. وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم .. وكما جاء في الحديث أنه كان لا يغضب إلا لله .. فقط .. لأن مراده الله وليس نفسه ..
      فمن كان يخطيء في حقه .. فهو يعفو عنه .. ولكن حق الله .. لا ..!!
      وعلى هذا حال الصالحين الذين اتبعوه ..

      * الخلاصة : الصفات النفسية السلبية في الانسان لها وظيفة حميدة إن استخدمتها الاستخدام الصحيح وهي الانتصار لربك أو للدفاع عما هو مشروع لك كما بينت لك سابقا ..
      وقد تكون هذه الصفات لعنة عليك لو استخدمتها للانتصار لشخصك .. لأنك بالتأكيد ستظلم ...!! ولذلك سيحرمك الله مدد الرضا واليقين والتوكل والمحبة .. لاستيلاء هذه الصفات عليك حتى غلبتك وقهرتك وأصبحت محركا لك بالتسليط على الناس ..!!
      ولا تنسى أن لهذه الصفات خدما من الشيطان لتنفيذ هذه الرغبات المكبوته (الغل والكراهية والغضب) ..
      وكذلك لهذه الصفات مددا من الله ينفعل معك .. إن كان استخدامها لله .. كما أوضحت لك منذ قليل ..

      * أرجو أن يكون الأمر قد اتضح لك ..
      تحياتي لك

      حذف
    2. * تبقى أن أقول لك :
      أن التسليط الشيطاني لا يحدث إلا لمن استخدم الصفات السلبية في غير محلها الحميد .. وأكثر الناس على ذلك .. فهم يستخدمونها للإنتقام الشخصي .. والرغبة في التَّشفي من الآخر ..

      * وهذا التسليط له حالتين :
      1- الأولى : تسليط استحضار لتنفيذ مهمة نابعة نتيجة هذا الغل والغضب ..
      ومثاله لما قد تفعله هذه الصفات السلبية "حينما يخدمها الشيطان" .. هو استجلاب صفة الحسد .. فهي نتيجة الغل المكبوت في النفس مصحوبا بالإعتراض عما عليه الآخر من نعمة هو محروم منها .. ولماذا هو محروم والآخر يعيش فيها ؟!!
      فيقوم الشيطان الذي استحضره نفسيا نتيجة غله وغضبه الداخلي .. في تنفيذ مراد هذا الشخص بالضرر للآخر ..!!

      وإذا كان هذا حال الانسان العادي في موقف ما ..
      فما بالك بمن ترافقه روحانية وهو موافق على صحبتها له .. ؟!!
      فما ستفعل من أجل خاطره حتى تراضيه بالإنتقام من الذي قام بإغضابه ؟!!
      والأعجب أنهم يظنون ان الله انتقم لهم ..!!

      2- الثاني : يتسبب في حدوث مس روحاني للإنسان ..
      ويحدث بالإستيلاء على الانسان حين سيطرة هذه المشاعر عليه .. حتى تدفعه للبعد عن الله .. لأنه ارتضى أن يعيش بالغضب والكراهية والغل بين الناس .. غير راضيا عن ربه .. باكيا على زمانه ساخطا على أحواله ..!!

      ** أردت توضيح هذه الجزئية بالذات لأنك طلبت خاصة "التسليط الشيطاني" بسبب هذه الصفات الغير الحميدة أو السلبية .. فأردت أن أشبع عقلك من هذا ..

      * وتم تسميتها سلبية : لأنها تسلب الإنسان حاله مع مولاه .. فانتبه ..
      وعند اهل الطاقة يسمونها سلبية : لأنه تسلب الانسان سكينته مع نفسه ..!!

      وفرق بين من يُسلب سكينته مع نفسه ..
      وبين من يُسلَب حاله مع مولاه ..!!

      فالأول فقد ما يريد .. والثاني فقد المراد
      والأول فقد رغبات نفسه .. والثاني فقد رحمات ربه

      وشتان بين هذا وذلك ..

      * ملحوظة هامة جدا :
      السلام الداخلي عند المسلم .. يشمل الغضب لله والإنفعال مع مراد الله ..
      وهذا لا علاقة له بأهل الطاقة .. لأن عقيدتهم غير عقيدة اهل الإيمان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
      وعلى هذا تفهم ما ذكرته لك سابقا في الفرق بين هذا وذاك .
      تحياتي لك

      حذف
  4. استاذنا العزيز والأكرم، خالد:

    أنار الله سبيلكم بأنواره كما أنرتموه لنا وأمدّكم بروح منه واورثكم علم ما لا تعلمون وجعل لكم من صحبة النبيّ في الدّنيا نصيبا قبل الآخرة، أوسع الله لكم فضله وأجلسكم النبيّ حذوه وأفسح لكم مكانا في مجلسه ولا قطع الله و لا النبيّ بكم وصله، اللهمّ آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف