أنوار وعطاءات السنة والقران .. بين معصية وطاعة الانسان .. ورحمة وقبول الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم

أنوار وعطاءات السنة والقران 
بين معصية وطاعة الانسان .. ورحمة وقبول الرحمن

مع موضوع جديد من مواضيع الصفاء الباطني .. وهو هام جدا لكل سالك طريق الله .. ولكل داع لله بالكتاب والادعية النبوية .. ولكل عاص ينظر لنفسه بعين التقصير وعدم إجابة دعوته ..

فدائما ما يضطرب إلى البعض فى داخلهم بعض الظنون التى تتحول مع مرور الوقت إلى شك .. وقد تتحول بعد ذلك إلى إنكار للدين ..

من هذه الاشياء هي .. أن الدعوات القرانية أو النبوية .. لا تنفعل معنا .. فنجد رسول الله يقول أن سورة البقرة لا يستطيعها البطلة أى السحرة .. ومع ذلك .. يحدث لنا أسحار .. ويقول من قرأ خواتيم سورة البقرة فى ليلة كفتاه .. ومع ذلك ننام مع كوابيس .. وهكذا تظل مثل هذه المهاترات تتردد فى النفس .. وهذا طبيعي جدا ..

والعجيب والغريب أن المشايخ لا يوجهون الناس ويكتفون ان يقولوا لهم .. أنتم اللي غلط .. !!

نعم يا سيادة الشيخ .. كلام الله ورسوله حق .. ولكن الناس تسأل سؤال مهم .. لماذا لا ينفعل معي عطاء القران ؟ ولم يقولوا لك أيها الشيخ هل كلام الله ورسوله حق أم لا ؟

وبعض المشايخ .. ربنا يكرمهم .. يقولوا للناس أن ده بسبب المعاصي .. فكيف ينفعل معكم القرآن ..

وهذا كلام صواب وصحيح ولكنه ناقص .. " ستعرف السبب بعد قليل "

وبالتالي الناس تذهب إلى الشيخ (حنكوش) الراجل البركة .. اللى مخاوي جن " ده إذا كان مخاوي أصلا " .. ويقولوا ده بيخلصنا بسرعة .. 

ويقولوا .. طالما أن الدين مش بيعمل معانا حاجة .. يبقى نروح للي بيعمل حاجة .. !! 

وطالما نحن عصاه ولم نرتقي لدرجة الصفوة الذين ينفعل معهم القران والدعاء النبوي  .. يبقى لا داعي نتعب نفسنا ونقرأ الدعوات ولا القران .. 

( للأمانة معهم هؤلاء الناس حق فى كلامهم .. على قدر فكرهم )

ومن أجل ذلك كثر الدجالين والسحرة .. وتعددت طرق النصب .. وضاع الحق فى غيابات الباطل .. وعز من تجده على الحق .. 

نعود فنقول :

من الأسئلة التى سُئِلت عنها وسألتها لنفسي وقت أن كنت معتزلا للناس فى الماضي  .. لماذا أقرأ القرآن أو أذكر الله ولا أشعر بالطمأنينة ؟ والله يقول ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

ولماذا لا أجد بركة السور والآيات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الإجابة باختصار وببساطة .. 
تتلخص بين نقطتين .. وضرب مثال .

النقطة الاولى : معصية وطاعة الإنسان .. وبالفعل معصية الإنسان عامل رئيسي فى حجب الدعوات بل وردها على العبد .. بل وهي سبب رئيسي فى حرمان الرزق كما جاء فى الحديث ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) .

وحقيقة ان الطاعة تسمح لدعوة العبد أن تصل إلى عنان السماء وتكون مستجابة ..

ولكن هل الطاعة والمعصية .. هما المقياس فقط فى قبول الدعاء ورفضه ؟ لا.. وستفهم ذلك فى النقطة الثانية

 النقطة الثانية : رحمة وقبول الرحمن .. فيجب ان تعلم انه هناك فرق بين عدل الله ورحمة الله .. فعدل الله يستوجب ان يكافأ كل عبد بقدر طاعته ومعصيته .. ولكن رحمة الله قد تزيد فى الطاعة القليلة وتمحو المعصية الكثيرة .. ولا راد لفضله .. ولا يظلم ربك احدا .. 

ولذلك .. دعوة المظلوم .. ليس بينها وبين الله حجاب .. حتى ولو كان عاصيا .. والذى يقتل ويسرق ويزني ويفعل الأفاعيل فى حق الله .. ثم يدعو الله بالتوبة والستغفار يجد الله توابا رحيما .. وقد ذكرنا فى مواضيع سابقة احاديث كثيرة على ذلك .. منها المراة الزانية التى دخلت الجنة فى كلب اشربته  .. ومنها قصة الرجل الذى قتل 99 رجلا واتممهم مائة .. ومع ذلك أدخله الله فى رحمته .. وكثيرا من ذلك .. وكانوا جميعهم عصاه .. ولكن استجاب لهم الله وادخلهم فى رحمته .. لماذا ؟

لأنهم أخلصوا لله فى عملهم .. وأخلصوا لله فى توجههم إليه .. وأخلصوا لله فى توبتهم .. وأخلصوا لله مع الناس .. 

ولذلك كان لهم خلاصا عند الله

ولذلك دائما أقول فى مقالاتي .. بقدر إخلاصك بقدر خلاصك .. لأنه هو محل القبول عند الله

.. وتذكر هذه القاعدة .. 
إن قلت بإخلاص ويقين ( يارب ) .. نلت الخلاص والتمكين .. ولن يحجبك عن الله ذنب .
ولا تيأس من غفلتك مع ( أثناء ) الذكر .. فالغفلة مع الذكر خير من الغفلة عن ( تاركا ) الذكر 

( كلام من القلب ) : هل تريد مقياسا فى نفسك فى علاقتك مع الله .. بس ده بيني وبينكم فقط ..

أنه طالما تجد قلبك يقول ( يارب ) فاعلم أنك موصول بالله .. فاغتنم الفرصة بالدعاء الى الله بقلبك بأن يتوب عليك ويجعلك من المقبولين ..

ولنضرب لذلك مثالا نوضح به كل ما سبق

تخيل معي ان هناك مصباح كهربائي .. يضاء بالبطارية .. أو بسلك كهرباء ..

وتخيل معي ان البطارية هي قلبك مع الله .. وأن اللمبة التي فى المصباح هى الآيات والأذكار النبوية .. وأن الاضاءة التي ستظهر هى خصائص هذه الآيات والأذكار  ..

* والآن .. لو كانت بطارية المصباح بقدر 20% من طاقتها .. فستكون الإضاءة ضعيفة 

* ولو كانت البطارية بقدر 50% من طاقتها .. فستكون الاضاءة متوسطة

* ولو كانت البطارية بقدر 90% من طاقتها .. فستكون الإضاءة قوية

وهكذا .....

فإن قلبك يكون مثل بطارية المصباح الكهربائي .. وحتى تضيئ ولك لمبة خصائص الآيات القرانية فتحتاج لبطارية مشحونة بقوة .. وكلما كانت بطارية القلب مشحونة بقوة .. كلما ظهرت أنوار وخصائص الآيات والدعوات القرانية والنبوية ..

ولكن

قد تكون البطارية 1% فقط من طاقتها .. يعنى لا تصدر شيئا .. فعليك أن تقوم بتوصيلها  الى مصدر كهرباء مباشر بالسلك .. 

كذلك الحال مع من فقد طاقته (طاعته) مع الله .. فليصل سلك الاخلاص واليقين ببطارية قلبه .. وسيجد الانوار .. والله رؤوف بالعباد

وبقدر همتك واخلاصك يكوك مددك وخلاصك ..
وبقدر اليقين يكون التمكين

يا سادة .. عطاء الله للجميع .. ولكن أين الموقنين والمخلصين ؟

يا سادة يا مشايخ : 

لا تيأسوا الناس من رحمة الله .. وعلموهم كيف تسير الأمور ..  وافتحوا لهم الطرق التى تدفع بهم إلى الله .. وعلموهم ان المعصية قد تكون حجاب ولكن قولوا لهم أيضا أن فى لحظة إخلاص .. يرزقكم الله الخلاص 

فادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة .. ومخلصون له فى الاعمال .. ستجدوه قريب مجيب الدعاء .. مهما كنت عصيت من قبل .. ومهما كنت بعيدا عن الطاعة .. فقط قل ( يارب ) بقلبك وبيقين واخلاص .. 

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .