روحانيات الإنسان هى أعماله الصالحة .. وإليك الدليل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

روحانيات الإنسان هى أعماله الصالحة .. وإليك الدليل .. 

حتى نقضى تماما على مزاعم المنتسبين الى الروحانيات .. ونقطع أوصالهم فى الكذب على عموم الناس .. 

فنضيف الى مواضيعنا عن الروحانيات .. ما ينجلى القلب معه بالطمانينة والراحة .. والحكم على من يزعمون أنه روحانيون بأنهم كذابون ..

.. قلنا قبل ذلك ان روحانيات الانسان هى المعانى الكامنة فى القلب والتى يسعى الانسان لكمال الترقى فيها (مثل الاخلاص والرضا وحب الله ..) .. حتى يصل الى القلب السليم .. فيكون محل نظر الله تعالى ..

فالمعانى القلبية هى الانوار الربانية .. ولكن الاعمال الصالحة هى الوسيلة للارتقاء بالمعانى القلبية .. 

فالاعمال الصالحة هى روحانيات تظهر مع الانسان ومدد من الله يساعده فى كل لحظات حياته .. وذلك بوجود العبد فى معية الله 

اليوم نضيف معنى جديد للروحانيات .. وهى الاعمال الصالحة التى تؤدى الى المعانى القلبية والانوار الربانية

فكلما زادت اعمالك الصالحة .. كلما قويت روحانيتك القلبية 

فما  الدليل على أن روحانيات الانسان هى اعماله الصالحة ؟

الدليل الأول : الذنوب والطاعات

قال صلى الله عليه وسلم ( إنَّ المؤمنَ إذا أذنب ذنبًا كانت نكتةً سوداءَ في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقلتْ قلبَه ، فإن زاد زادت حتى تُغلقَ قلبَه ، فذلك الرانُ الذي قال اللهُ جل ثناؤه : ?كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوِبِهْم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ? )

مما سبق نفهم ..

الذنوب والتوبة .. لا تكون إلا نتيجة اعمال .. فالذنوب تسود القلب ، والعمل الصالح يصقل القلب

والنكات السوداء هى منافذ الشياطين للانسان .. وجلاء القلب هو منافذ الانورا الى القلب .. فافهم 

الدليل الثاني : الوصول للنور والجنات والانهار والرزق الحسن

قال تعالى  {رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق11

مما سبق نفهم ..

الايمان + العمل الصالح = طهارة القلب من الظلمات الى النور

وجنات وانهار ورزق حسن

الدليل الثالث : الاستقامة على الاعمال الصالحة ..

* {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } فصلت30

مما سبق ماذا نفهم ..

ان القول الصالح"قالوا ربنا الله " + الفعل الصالح "استقاموا" = تنزيل الملائكة على العبد عند حضور الاجل وحمايتهم ونصرتهم للعبد فى الدنيا والاخرة  

* {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }الأحقاف13

مما سبق ماذا نفهم ..

ان القول الصالح"قالوا ربنا الله " + الفعل الصالح "استقاموا" = عدم الخوف او الفزع لحصول الطمأنينة فى القلب للإيمان بالقاء والقدر . وفى الاخرة لا فزع من اهوال القيامة ، ولا حزن على فوات حظوظ الدنيا .

الدليل الرابع : صنع الخير والمعروف  ..

قال صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقى مصارع السوء "

مما سبق نفهم ..

العمل الصالح"صنائع المعروف" = وقاية من السوء

الدليل الخامس : من احوال الصحابة .. التفويض لله

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }آل عمران174

مما سبق نفهم ..

الايمان "العمل الصالح" + "التفويض"القول الصالح = نعمة من الله وفضل ودفع أذى

الدليل السادس : الصبر والتقوى سبب فى حضور الملائكة ..

قال تعالى {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ }آل عمران125

والصبر والتقوى من المعانى النورانية القلبية .. وهما يأتيان نتيجة العمل الصالح ..

الدليل السابع : احوال الأولياء .. الايمان والتقوى

قال تعالى ({أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }يونس63

مما سبق نفهم ..

الاولياء طريقهم كان الايمان والتقوى = لا خوف عليهم ولا حزن

الدليل الثامن : احوال العباد .. عمل صالح وتقوى و ورع ونية صادقه

* الذين أغلقت عليهم الصخرة فى الجبل .. فلم ينفتح الصخرة الا بعد أن توسلوا الى الله بأعمالهم 

* من قتل 100 نفس .. ولأن نيته كانت الوصول الى الله .. فقد نال رحمته ( والنية من الاعمال الصالحة )

* عن أنس ابن مالك قال: "كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغرماء يدعى أبا معلق وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك وورع، فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح، فقال: ضع متاعك فإني قاتلك، قال: شأنك بالمال. قال: لست أريد إلا دمك. قال: فذرني أصلي. قال: صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى، فكان من دعائه: (ياودود، ياذا العرش المجيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني) قالها ثلاثاً، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذنى فرسه، فطعن اللص فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني الله بك. قال: إني ملك من أهل السماء الرابعة، لما دعوت سُمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانياً، فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت ثالثاً فقيل: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله، ثم قال: أبشر، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب"

.. انظر الى روحانيات قلب هذا الرجل .. وانظر الى اعماله الصالحه ..

الدليل التاسع : احوال المخلصين .. العمل الصالح والعبادة الصالحة ..

قال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5

وظاهر جدا أن جميع ما فى الاية أعمال صالحة مصحوبة بالاخلاص

*******************************

ختاما .. ما سبق من ادلة .. هو جزء قليل من كثير .. ولكن حتى يتبين لك أن الروحانيات فى الدين الاسلامى .. هى الاعمال الصالحة وطهارة القلب من الذنوب ، والارتقاء بالصفات الايمانية وقهر سلطان النفس ..

والله اعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم