الروحانيات فى الإسلام: هل أنت إنسان مهان أم عزيز ؟

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

هل أنت إنسان مهان أم عزيز ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل أنت تعتقد فى نفسك إنك إنسان عزيز أم مهان ؟

(مشكلة أسرية نعيشها دائما)

كثيرون سيجيبون عن هذا السؤال .. ويقول بأنه إنسان عزيز .. ولكن هل هذا هو الواقع .. سنرى ..

نجد فى أى أسرة خلافات وأكثرها تنشأ نتيجة مفهوم خطأ لموقف .. ولكنه يترجم الى كلمة تكون هى الأساس فى توسيع فجوة الخلاف .. ألا وهى ( الإهانة )

فتجد الانسان يجعل من هذه الكلمة وسواس فى صدره ويجعلها تعلو فى عقله .. ويحكيها للناس على أنه تمت إهانته .. و لكن ..


إذا سألته وهل أنت مهان ؟ 

سيقول : لا .. أنا إنسان عزيز .. ولا يوجد إنسان يقدر يهيننى .!!!!

طيب ليه بتقول فلان أهاننى .. ؟


 أفلا تعقلون !

********************************

نعود فنقول ..

ما مفهوم الإهانة ؟
 سنجد أغلب الناس لا يستطيعون أن يحددوا معنى الاهانة فى ذهنهم .. وهذا دليل على عدم فهمهم للإهانة أصلا .. 

والإهانة هي : التحقير من شأن الآخر وتسفيهه .. بإظهاره ضعيف الرأي ولا تمييز له .

* ولكن هل كل من تم وصفه بذلك .. يكون كذلك ؟
تعالوا نرى أمثلة من الواقع :

* جميع المصلحين والاولياء والصالحين الذين تم تعذيبهم وقتلوا وسجنوا .. 
هل ما حدث لهم انتقص من قدرهم شيئا .. بل ازدادوا عِزَّا فى أعيننا ..

* جميع رسل الله ضُربوا وشتموا وطردوا .. ولكن هل قال أحد عنهم أنهم تمت إهانتهم .. طبعا لا .. لماذا ؟ .. 
أليس مثل هذه الأمور هى التى تحدث بيننا .. ونسميها إهانة ؟

ولكن يا سادة .. الإهانة مستحيل أن تكون فى الرسل .. لان كل رسول .. هو إنسان عزيز .. فى نفسه .. شديد الاتصال بربه .. 

إذن فاتصال الانسان بربه .. يكسبه عزة .. لا يستطيع الوجود والكون أن يسلبها منه .. 

ولكن انتبه : قلت ان الرسول كأنسان عزيز فى نفسه .. لانه لو لم يكن عزيز فى نفسه .. فمستحيل ان يكون رسول .. فانتبه !

ولكن النبوة والرسالة أضافوا إلى أنفسهم عزة ربانية .. تمنع قلوبهم من أن تتعلق بأى حال من الأحوال بغيره تعالى  .. 

*******************************

إذن فالإنسان له عزة فى نفسه ..
 وله عزة يستمدها من ربه ..

* إذا كنت تقول أنك إنسان عزيز .. فلماذا تقول أن فلان أهانك ؟
 فأنت بين أحد أمرين : أما أن تكون مهان أو عزيز ؟
 فلو عزيز .. فلماذا تقول أن فلان أهانك ؟ ألست عزيزا ؟
ولو كنت مهان .. فلماذا تتضايق وتحزن ؟ أليست هذه حقيقتك ؟

*************************

عموما بعد كل ما سبق .. لا تقل : فلان أهاننى .. ولكن قل فلان أخطأ فى حقى .. فستجد المشكلة فى نفسك بسيطة .. 

فكلمة " أهان " .. ، غير كلمة " أخطأ " .. فكل من الكلمتين لها واقع فى النفس وبالتأكيد الاهانة شديدة جدا فى النفس .. فكن عاقلا ولا تقبل بكلمة الاهانة .. ولكن اجعل عقلك يقبل بكلمة ( الخطأ ) .. وفوض الامر لله والاجر عند الله لا يضيع .. وحاول تسامح .. 

واذا ذهبت لعلاج مشكلة أسرية بين طرفين ورأيت أحدهم يقول : أهانوا كرامتى .. فأَفْهِم له معنى الاهانة حتى يتأكد أن لا أحد أهانه  .. وتسأله بعد ذلك هل أنت مهان أم عزيز ؟ .. فسيكون حل المشلكة سهل ان شاء الله .. خصوصا بأنه سيقبل بكلمة الخطأ ..

**************************


ولكن يتبقى أن أقول لك : أن المهانة الحقيقة فعلا أن تعيش بعيد عن الله .. وأنت في وحل المعصية غافلا عن مولاك .. فهذه هي الإهانة الحقيقية للإنسان ..

***************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف6/11/15 2:11 م

    اللهم صلي على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكروبات نور القلوب وسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم في السطر ماقبل الاخير كلمة اهانوا كرامتي حرف الالف قبل الواو امين الدونة

    ردحذف
  2. 💠 صدقت ..
    💠 جزاك الله الف خير وزادك الله نورا على نور ...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف