الروحانيات فى الإسلام: عزيمة الانسان بين الملاك والشيطان

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 6 فبراير 2012

عزيمة الانسان بين الملاك والشيطان

بسم الله الرحمن الرحيم

من أين يستمد الانسان عزيمته النورانية او الظلمانية ؟
من النور الملائكى او الظلام الشيطانى المحيط به

كيف يستمد هذه العزيمة ؟
بأعماله واخلاصه

وإليك الشرح بالتفصيل

أرواح بنى آدم جميعا شاهدة على ربوبية الله ... ولكن لما ركبت في الجسد .. تغير حالها واصابها النسيان والركون الى المسكنة و ركبت فيها الشهوات و الرغبات .

واصبح للنفس سلطانا على الروح .. وبقدر العمل الصالح يكون استيلاء الروح على النفس .. فانظر من أين تستمد روحك مددها وعزها ..!!

- في الحديث: (إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ ..، وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ الآيةَ) صحيح الترمذي .

- تامل قوله صلى الله عليه وسلم السابق من وجود ارتباط ملائكى وشيطانى حول النفس الانسانى .. وكلاهما أرواح كما نعلم ..

- وتأمل  ..حيث قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)  فصلت30

وقال تعالى (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) الشعراء221

.. إذن النفس الانسانية .. ملهمة بالفجور  و التقوى من الله ... وبقدر صلاح القلب و فساده .. يكون إمداده من جانب الملك او الشيطان .
فإن الله اعطى للانسان ملكة التمييز بين الخير و الشر .. وبقدر اختياره بقدر إمداده .

ونفهم من الحديث :  أنك بعملك الصالح يقوى الاتصال الملائكي بك  .. فينور قلبك وتشرق على روحك انوار معرفته تعالى . وبعملك الطالح " الفاسد " يقوى الاتصال الشيطاني بك .. فيظلم قلبك وتحجب روحك عن نور معرفته تعالى ..
فبقدر إخلاصك يكون خلاصك .. وطهر قلبك تنل أملك ..
فالنفس الانسانى بين مؤثرين من الارواح .. ملائكى و شيطانى .. فاطلب مددها الذى تريد .. فأنت موصول بهما .. والعاقبة للمتقين .

- واعلم رحمك الله أن النفس في أصلها الدنيوى تميل بطبعها لتكون أمارة بالسوء إلا ما رحم ربى .. وذلك بعد تلبس الروح بالجسد .. واسترشد بهذا الكلام لفهم الكلام القادم في تفسير التاويلات النجمية .. فهو يتحدث عن الروح بعد تلبسها بالجسد .. وليس مجرد الروح .. حتى لا يختلط عليك الأمر .

 *فجاء في تفسير روح البيان : نقلا عن تفسير التاويلات النجمية عند تفسير آية  ) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ  ( 

* قال فى التأويلات النجمية :
خلقت النفس على الجبلة الأمارة بالسوء طبعا حين خليت الى طبعها لا يأتى منها الا الشر ولا تأمر إلا بالسوء  .. ولكن اذا رحمها ربها ونظر اليها بنظر العناية يقلبها من طبعها ويبدل صفاتها ، ويجعل أماريتها مبدلة بالمأمورية ، وشريرتها بالخيرية .. 

* فاذا تنفس صبح الهداية فى ليلة البشرية ، واضاء أفق سماء القلب صارت النفس لوامة تلوم نفسها على سوء فعلتها وندمت على ما صدر عنها من الامارية بالسوء فيتوب الله عليها فان الندم توبة .. 

* واذا طلعت شمس العناية من افق الهداية صارت النفس ملهمة اذ هى تنورت بانوار شمس العناية فألهمها نورها الذى هو "فجورها و تقواها" ، واذا بلغت شمس العناية وسط سماء الهداية واشرقت الارض بنور ربها صارت النفس مطمئنة مستعدة لخطاب ربها بجذبة ..ارجعى الى ربك راضية مرضية .. انتهى "

* يقول الفقير " الشيخ حقى " .. 
سلوك الانبياء عليهم السلام و ان كان من النفس المطمئنة الى الراضية والمرضية والصافية الا ان طبع النفوس مطلقا اى سواء كانت نفوس الانبياء او غيرهم على الامارية .. 

* وكون طبعها عليها لا يوجب ظهور آثار الامارة بالنسبة الى الانبياء ولذا لم يقل يوسف عليه السلام ان نفسى لامارة بالسوء بعد ما قال وما ابرئ نفسى بل اطلق القول فى الامارية .. واستثنى النفوس المعصومة .. فلولا العصمة لوقع من النفس ما وقع .. ولذا قال عليه السلام « رب لا تكلنى الى نفسى طرفة عين ولا اقل من ذلك » فالدليل على أمارية مطلق النفوس هذه الآية ... " 
ج6\ص120 بتصرف واختصار

والله اعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم


هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 5 تعليقات:

  1. كلام يبدو صائبا جدا وواضح

    ردحذف
  2. من أين يستمد الانسان عزيمته النورانية او الظلمانية ؟
    من النور الملائكى او الظلام الشيطانى المحيط به

    كيف يستمد هذه العزيمة ؟
    بأعماله واخلاصه

    أرواح بنى آدم جميعا = شاهدة على ربوبية الله
    لكن لما ركبت في الجسد = تغير حالها وأصابها النسيان والركون الى المسكنة وركبت فيها الشهوات و الرغبات

    واصبح للنفس سلطانا على الروح، وبقدر العمل الصالح يكون استيلاء الروح على النفس .. فانظر من أين تستمد روحك طاقتها ..

    قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } فصلت30
    وقال تعالى {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } الشعراء
    قالوا ربنا الله + استقاموا = تحيط بهم الملائكة + لاخوف + لاحزن + بُشارة بالفوز
    أفاك أثيم = تحيط به الشياطين



    إذن النفس الانسانية = ملهمة بالفجور والتقوى من الله
    وبقدر صلاح القلب و فساده = يكون إمداده من جانب الملك او الشيطان .
    فإن الله اعطى للانسان ملكة التمييز بين الخير والشر .. وبقدر اختياره = بقدر إمداده

    =
    بعملك "الصالح" = يقوى الاتصال الملائكي بك = فينور قلبك وتشرق على روحك انوار معرفته تعالى
    وبعملك " الفاسد " = يقوى الاتصال الشيطاني بك = فيظلم قلبك وتحجب روحك عن نور معرفته تعالى

    فالنفس الانسانى = بين مؤثرين من الارواح = ملائكي و شيطاني
    فاطلب مددها الذى تريد .. فأنت موصول بهما .. والعاقبة للمتقين

    فبقدر إخلاصك يكون خلاصك

    ردحذف
    الردود
    1. مخلص رائع .. يا عبد المجيد الرائع

      حذف
  3. جزاك الله خيرا من يرد الله به خيرا يفقه فى الدين ...زادك الله نوراوعلما وهداك الى ما يحب ويرضى
    كيف نفرق بين وساوس الشيطان وبين النفس الامارة بالسوء؟
    النفس الاماره بالسوء تتجه نحو المعصيه التي تعتقد انها مهمه جدا في حياتها وخصوصآ تلك المتعلقة بالشهوات وان فعلتها انتهى الامر وان لم تفعلها تشبثت بها وتريدها فقط وكما قالت زليخة امرأة العزيز(وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف53 ..
    اما وساوس الشيطان تذهب للمعصيه ان فعلها اراد ان يعمل غيرها وان لم يفعلها بحثت عن معصيه اخرى فالشيطان يريدها معصيه اي معصيه دون تحديد .و كما حدث مع سيدنا موسى حيث قال تعالى (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) القصص 15 فأتاه الشيطان بوقت ليس ببعيد ليعيد نفس الاثم {فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس} فالشيطان اذا تمكن من ابن ادم في باب من ابواب الشر .. فانة يلازم ذلك الباب المفتوح حتى يتم اغلاقة وخاصة اذا كان بابآ من ابواب الكبائر .
    ما الاسلحة التي يخاف منها الشيطان وما هي نقاط ضعفة؟
    معلوم ان الشيطان مخلوق من نار وضد النار الماء وقد قال صلى الله علية وسلم
    إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ .. و ان الشيطان يفرح ويتعاظم اذا اصاب من ابن ادم ذرة من ذنب بل حتى اذا اصابة ذرة مكروة يفرح بة ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم : لا يقولن أحدكم تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يكون مثل البيت فيقول : بقوتي صرعتة ولكن ليقل : بسم الله فإنه يتصاغر حتى يكون مثل الذباب . رواه أبو داود

    ردحذف
  4. جزاك الله خيرا

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف