الروحانيات فى الإسلام: إمدادات النفس الروحانى نورا و ظلمة

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 13 نوفمبر 2011

Textual description of firstImageUrl

إمدادات النفس الروحانى نورا و ظلمة

 * الجزء الثالث *
* إمدادات النفس الروحانى نورا و ظلمة *

يقول تعالى (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة257

ويقول تعالى):  إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ  ( فصلت30

ويقول تعالى (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) الشعراء 221-222

قال تعالى: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً . وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً . كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً ) الاسراء 18-20

.. والإمداد  الروحانى إما ان يكون ملائكى أو شيطانى ...

 نجده من حديثه صلى الله عليه وسلم حيث يقول " إن للشيطان لمة بابن آدم ، وللملك لمة : فأما لمة الشيطان ، فإيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك ، فإيعاد بالخير ، وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك ، فليعلم أنه من الله ، فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى ، فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء " الآية

قال الشيخ القاري رحمه الله في شرح الحديث :
" إن للشيطان أي إبليس أو بعض جنده لمة ، واللمة بالفتح من الإلمام ومعناه النزول والقرب والإصابة والمراد بها ما يقع في القلب بواسطة الشيطان أو الملك بابن آدم أي بهذا الجنس فالمراد به الإنسان وللملك لمة فلمة الشيطان تسمى وسوسة ولمة الملك إلهاما فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر كالكفر والفسق والظلم وتكذيب بالحق أي في حق الله أو حق الخلق أو بالأمر الثابت كالتوحيد والنبوة والبعث والقيامة والنار والجنة وأما لمة الملك فإيعاد بالخير كالصلاة والصوم وتصديق بالحق ككتب الله ورسوله والإيعاد في اللمتين من باب الأفعال ... " مختصرا
شرح الحديث : من كتاب مرقاة المفاتيح .. للشيخ ملا على القارى ج1\ص333


وفى المعجم الوسيط :
" اللَّمّة :هى الشدة او الدهر يقال : أعيذه من حادثات اللمه ..، واللَّمّة : هى الطائف من الجن .. يقال اصابته من الجن لّمّة : اى مس او شئ قليل ، ويقال للشيطان لّمّة : أى هَمَّة و خَطْرَةٌ في القلب .. "
أقول : وهذه اللمَّة لا تكون إلا بصلاح القلب وصدق التوجه إلى الله و لا ينال صلاح القلب إلا بالعمل الصالح .. ولا ينال العمل الصالح إلا بالنية الخالصة لله ...... فإن صدقت النوايا منحت العطايا ..

.. وصلاح القلب هو المراد من رب العباد .. 

قال تعالى  : (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ .  إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الشعراء88-89

وقال تعالى):  وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ . هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ{33} ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ . لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ( ق 31-35

واقرأ قوله صلى الله عليه وسلم حيث يقول " إن في ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح سائر جسده ، و إذا فسدت فسد سائر جسده ، ألا و هي القلب "

وفى رواية أخرى "  .. إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب "

فالقلب محل نظر الله .. فطهر محل نظر الله حتى ينعم عليك بالرضا والقبول .. جعلنا الله جميعا من اهل الطهر والصفا .. وأنعم علينا بالرضا والإخلاص واليقين مع التمكين .

 آمين

 والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هناك 7 تعليقات:

  1. ---- اخوكم الوليد ----
    شكرا لك استاذ خالد على هذه المقالة الرائعة
    استغرب عدم وجود تعليقات على هذه النفيسة فرغم قصرها الا انها عظيمة النفع .. فان يدرك الانسان انه في اغلب اوقاته او جلها محاط بشيطان (القرين) و في المقابل معه ايضا ملك فما عليه الا التميز بين وسوسة الشيطان و الهام الملك و طريقة التميز موجودة في الحديث النبوي " فلمة الشيطان ايعاد بالشر و تكذيب بالحق و لمة الملك ايعاد بالخير و تصديق بالحق .."
    هناك معلومة ايضا اريد الاستفسار حولها وهي ان لمة الملك ارشاد بدون الحاح فاما ان تستجيب او ينصرف عنك اما لمة الشيطان فبالحاح حتى يوقعك في الزلل
    فهل هذا الكلام صحيح و مالحكمة من عدم الحاح الملك علينا ؟؟

    كما يستفاد من مقالتكم الكريمة قولكم " ان محل نظر الله في الانسان هو القلب " و هذا قول عظيم علمه من علمه و جهله من جهله .. فمالنا نسعى لتزين البيوت و لبس افضل الثياب وووو و نغفل عن تزين محل نظر الله و احسب ان زينته سهلة و بسيطة و هي الذكر و سلامة القلب من الاحقاد .

    شكر الله لك استاذ خالد و زادك علما و نور

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل الوليد :
      إلحاح الملك يأتي فقط من قوة العمل الصالح .. فستجد لمة الملك تزيد معك بصورة قوية ومستمرة أيضا ..
      ولكن نظرا لأن ذنوبنا كثيرة .. فإن لمة الشيطان تظل مصاحبة لنا أكثر ..
      فأي الاعمال غلب على الانسان .. سيجد لمة هذه الاعمال هي المصاحبة له ..

      تحياتي لك

      حذف
    2. غير معرف3/12/17 1:06 م

      جزاك الله خير استاذي الفاضل / خالد

      هذا الموضوع مهم جدا وهذا الرد حل لى اشكالية كانت تدور في نفسي منذ فترة

      بورك سعيك وتقبله الله قبولا حسن اللهم آمين

      حذف
    3. صلاح القلب هو المراد من رب العباد...
      ولا ينال صلاح القلب إلا بالعمل الصالح...
      ولا ينال العمل الصالح إلا بالنية الخالصة لله...
      فإن صدقت النوايا منحت العطايا....

      حذف
  2. جزاك الله خيرا ..احسنت واحسن الله اليك ..لكن تذكروا ان الله عز وجل جعل كيد الشيطان ضعيفا فبمجرد ان يوسوس الشيطان لنا بالسؤ فنستعذ بالله فيهرب مذموما مدحورا اذا زادت الوسوسة فأقرا ايه الكرسى وانفث على يسارك واستعن بالله.وهذا من فضل الله علينا ان ..لكن المشكله فى الانفس الامارة بالسوء فهى من يجب علينا محاربتها وقهرها بالأستعانة بالله عز وجل اولا واخير نسأل الله العظيم ان يؤتى نفوسنا تقوها وان يزكها فهو خير من زكاها اللهم انت وليها ومولاها ..

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله ..

    بارك الله فيك اخى خالد .. هذا اول تعليق لى ولن يكون الاخير ان شاء المولى ..

    بختصار انا اتصفح مدونتك منذ حوالى عشرة ايام .. اخرج من درس الى اخر، افكار واشياء كثيرة تصححت بفضل الله، صادفت نقاط عليها استفاهامات، احيانا تضح بالدروس الاخرى واحيانا لا، بل واجابات لأسألة غير مباشرة تدور بداخلى وكأنها رسائل لى وحدى، وهذا والله عظيم بالنسبة لشخصية متشككة مثلى لها مالها من افكار متضاربة :)) اللهم اهدنى

    واليوم هو اليوم الثانى بعد ان قررت ان ابدأ من البداية .. ربنا يصلح لى حالى ولا يصيبنى الفتور والملل الذى به افسدت نِعم كثيرة واضعت به الكثير من الفرص.

    جزاك الله خيرا .. اللهم آنر بصيرتنا وارزقنا حبك وحب من يحبك.
    وللحديث بقية ان شاء الله.

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..

      أهلا و مرحبا بك أخي الفاضل أحمد

      سعدنا بمشاركتك لنا التعليقات ..
      و ننتظر بقية الحديث إن شاء الله تعالى
      شاركنا بالتعليقات عسى أن نعينك على أفكارك المتضاربة و نستفيد مما لديك من معلومات ..

      أسأل الله تعالى أن ينفعك بما تقرأ ، و أن ينفعنا بك .. آمين

      تحياتي لك

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف