الروحانيات فى الإسلام: هل الموسيقى غذاء للروح ؟

بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 12 نوفمبر 2011

هل الموسيقى غذاء للروح ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هل الموسيقى غذاء الروح ؟

لا طبعا .. ولنناقش هذه المقولة بهدوء
جملة الموسيقى غذاء .. هى تعبير مجازى عن إشباع رغبة فى النفس .. يعود على النفس بالهدوء ..
ولكن هل هى حقا تشبع وتعود بفائدة مرجوة على النفس .. أم هى عامل مساعد فى ثبات نسبى وهو ما يسمى بالاسترخاء ..
ولنسأل أنفسنا سؤال : هل إذا كنت غاضبا .. فى عملى مثلا .. من الممكن ان اسمع موسيقى وقتها و يذهب الغضب .. !!

بالقطع لا .. وإلا لذهب الغضب من الوجود لمجرد سماع الموسيقى .. ولكن ..

ولكن إذا كنت هادئا .. تسير يسيارتك ذاهبا الى المنزل ، أو ليست لديك مشكلة تشغل بالك ، هنا يمكنك سماع الموسيقى لانها تناسب حالتك وقتئذ ..
وهذه الحالة ممكن ان تمنحها لك قراءة الكتب .. أو برنامج ثقافى تليفزيونى ، او برنامج ترفيهى .. أو ما شابه .. ، وطبعا لن نقول على هؤلاء غذاء للروح ..

الموسيقى وعلاقتها بالنفس ؟

الموسيقى هى مجموعة من الأصوات أو النغمات .. كل نغمة تمثل إنفعال داخلى للإنسان .. فتجد أصحاب الموسيقى العالمية يغلب عليهم الهدوء والرومانسية فى نغماتهم .. وذلك لوجود سلام داخلى فى أنفسهم يساعدهم الى تحويل ذلك الى نغمات فى الواقع المحسوس .. وبما ان الانسان يسعى بطبعه الى السلام الداخلى .. فانه وجد من يعبر عنه .. فتتلاقى حواسهم مع ما يسمعونه .. لانه فى حقيقة الامر هو فى داخلهم إلا أنهم ليس لديهم الملكة فى التعبير عنها .. ولذلك اشتهروا باعمالهم لتوافقها مع الطبيعة البشرية ...

وعلى النقيض نجد الموسيقى المؤذية للسماع وهى لا تكون الا فى الغالب مع كلمات مؤذية للطبع .. وتجد هيئة هؤلاء قائمة على الابتذال وكذلك كلماتهم و موسيقاهم .. فتجدهم على قدر من انحراف الطبع عن الفطرة السليمة والسوية والتى يأباها الطبع الانسانى السوى بصورة عامة ..

عموما الموسيقى الراقية .. هى التى يألفها عموم الناس لاتفاقها مع طبيعة النفس .. فهي وإن كانت تؤنِس النفس وقد تمنحها هدوء نسبي .. مثلها مثل الكتب والروايات والبرامج العلمية .. وما شابه .. إلا أنها هى تضيف للروح شيئا .. لأن الروح لها ارتباط بالملأ الاعلى وليس بالملأ الأدنى .!!
فقولنا الموسيقى غذاء للروح .. هو قول خطأ .. ولكن يقال هي غذاء للنفس سلبا أو إيجابا .. بقدر ما تستمع إليه .
ولكن ذكر الله هو غذاء للروح .. وهذا هو الحق .. 

نقول ذلك حتى لا تختلط الأوراق على بعضها ويصبح ما هو دنيوي مساويا لما هو علوي .. لسبب ما في نفوس البعض .. الذين يريدون الإنحراف عن كل ما هو ديني .. فانتبه لما سبق .


السؤال : وما هو غذاء الروح ؟

إننا نتحدث عن ذكر الله . الذى به تطمئن القلوب . وذكر الله ليس إحساس لحظي يشعر به الإنسان وينصرف عنه متى توقف عن سماعه .. مثل الموسيقى .. 

لأن الذكر مدد يَمنح الانسان القوة والعزيمة على مواجهة الحياة بكل ما فيها من آلام وأفراح .. وتقدم ورقى .. لما له من آثار مرضية في النفس وهي الطمأنينة .. 
وحتى لو غفل الانسان في الحياة .. فإنه يرجع لاستعادة المدد من مولاه .. وذلك لوجود سلطان الربوبية فى قلب كل انسان ..

فنجد مثلا كل انسان تحدث له محنة .. لا يذهب لسماع الموسيقى ولكنه يذهب للصلاة سواء فى بيته او المسجد أو يجلس يذكر أو يصمت ويذكر الله في داخله .. لأنه يسمع دائما نداء النجاة والرحمة من سلطة نفسية داخلية مسيطرة عليه .. لأنه يعلم انه لا ملجا ولا منجا إلا إلى الله لأنه الفاعل في الوجود والذي ياذن بوجود الأفعال في الوجود وبالتالي هو القادر على رفعها .

حتى الملحد الذى لا يعترف بوجود الله اذا رايته فى محنة وكأنه يغرق .. فإنه يطلب المساعدة حتى لو كان فى عرض البحر وهو يعلم انه لا يوجد انسان فى هذا المكان .. فمن أين أتت له هذه الفكرة وهى ان يطلب النجدة والغوث .. وهو يعلم أنه لا يوجد بشر فى هذا المكان ..

إنه الحس الربانى الموجود داخله .. والذى ينكره لانه لا يريد ان يكون خاضعا لسلطان وشريعة الله .. لانها ستصطدم برغباته وشهواته .. لذلك هو ينكرها .. هو يريد أن يعيش فى تحقيق شهواته وان يطلب من يحكم عليه هو من يحقق هذه الشهوات .. والتى لا تتفق مع الطبيعة البشرية السوية .. مثل طلبه شرب الخمر والاتصال الجنسى بلا زواج .. وهكذا ..

* وهذا لا يمنع من أن نقول أن الموسيقى لها تأثير نفسي على الإنسان وهذا أمر أكيد يساعده على الهدوء نسبيا .. ولكن ليس لها تأثير روحي على الإنسان .. فالفارق كبير بين التأثير النفسي والتأثير الروحي ..

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هناك 7 تعليقات:

  1. غير معرف15/12/14 11:21 م

    اخى الكريم ..هل من الممكن للرجل ان يسمع موسيقى ؟؟وهل لا تعيشه ف عالم ثانى بمعنى اصح ويتذكر فلانه وفلانه ويتخيل ..ويتمنى ؟؟!! اتمنى ال انا عايز اقوله يكو ن وصلك وارجو التوضيح

    ردحذف
    الردود
    1. اخي الكريم :
      أن تستمع للموسيق من باب الترويح عن النفس .. فلا ارى فيه مانع ..
      ولكن الغناء والموسيقى التى تحرك بداخلك عواطف وخيالات .. فكلما ازددت خيالا ..ازددت حجابا .. فهي تزيد بداخلك قوة الخيال الروحاني الفاسد .. لأنها من مهيجات النفس الامارة بالسوء .... ويصبح عندك القدرة على الاستجابة لسماع القران أقل بل ومنعدمة فى غالب الاوقات .. وتجعلك الموسيقى والغناء .. فى حالة نشوة دائمة مثل المخدرات لا تريد أن تنقطع عنها لأنها تمنحك الخيال الذى لا تستطيع الحصول عليه فى عالم الواقع ..
      فيصبح هذا الامر حجاب على القلب فى استقبال انوار المعرفة والحضور مع الله ..
      فهذه هى مخاطرها ..
      وانت كنت ذو عزيمة ولا تحركك الاهواء .. فاستمع بقدر يمنحك هدوءا .. أو خروجا من عالم المشاكل .. فلا مانع ..
      فأنا استمع للموسيقى الكلاسيكة الهادئة ..
      أرجو أن أكون أفدتك
      تحياتي لك

      حذف
    2. غير معرف15/3/15 3:53 م

      اخي لا تنصت الى الموسيقى لا من باب الترويح عن النفس ولا من اي باب اخر , الذنب ذنب حتى وان قل فعله ..
      الموسيقى مزمار الشيطان في هذه الارض وهي صوته الذي يغوي به بني ادم .
      ونحن جميعا نعلم ان القران والموسيقى لايجتمعان في قلب مسلم اي كان
      وان اجتمعت في قلبه فاعلم ان ايمانك به مشكله
      هدانا الله واياكم الى الصراط المستقيم .....

      حذف
  2. أستاذي الأكرم خالد،
    لو تسمحون لديّ سؤالين:
    1- لقد تحدّث خطيب الجمعة اليوم عن تأثير زرع قلب شخص ملحد مات بالإنتحار بطلقات ناريّة في رأسه على الذّي نُقل إليه هذا القلب، حيث أصبح يحب زوجة الرّجل المنتحر، ثم بعدها ألحد، وأخيرا مات بنفس طريقة المنتحر صاحب القلب. وحيث أنّي على علم بحالات نُقِل لها قلب ولم تتبدّل معتقداتها، بل بعضها زاد إقباله على الله، وحيث أنّي ايضا أعلم أنّ هذه المعلومات - الخاطئة في إعتقادي من إنتقال خاصيات القلب المزروع - وحيث أنّي أعلم أنّ اغلبها متداول عند المهتمّين بالإعجاز العلمي من غير المختصّين، وهو ايضا ما قاله لي الخطيب عن مصادره العلميّة، وحيث زاد الخطيب بأن قال أنّ المختص في الإعجاز قد ذكر بعض المراجع العلميّة، عدث وتثبتّ بنفسي من صحّة هذه المصادر لبعض الأطبّاء الباحثين الأمريكيين، فزادت حيرتي وأنا الذّي كنت أؤمن أنّ القلب، كما هو عند العارفين مثل الإمام الغزالي في الإحياء في باب القلب، أنّ القلب ليس هو هذه القطعة اللّحميّة ولكن هو هذه اللّطيفة الغيبيّة التّي تستنير فترى الحقائق وتُطمَسُ فتنتكس عن الفطرة السويّة. فماهو مفهوم القلب عندكم سيّدي الأكرم خالد؟ وما هو رأيكم في مسائل إنتقال الصّفات الإيمانيّة للمُتَبَرّعِ له؟
    2- لقد تعلّمت أنّ الخيال يتسبّب في إستجلاب الشّياطين للإنسان، وزيادة الخيال - كما هو عند النّساء والأطفال دون الرّجال عامّة -هو ما يفسّر اللّبس عندهم، وحيث أنّ الغناء يجعل الواحد يسرح بخياله، فهل الشّعر أيضا، بمعانيه ومواضيعه كما عند الجاهلييّين والمخضرمين منهم الذّين أسلموا مثل عمر بن أبي ربيعة المتغزّل بالنّساء، فهل الشّعر بهذا المعنى عند قائله وعند المهتمّ بدراسته - حيث قد يسرح الشّاعر في معاني قد لا توجد حقيقة أو القارئ له أيضا- يسبّب أيضا هذا التسلّط أم أنّه إن كانت المواضيع الشعريّة حقيقة واقعا فلا نتحدّث عن الخيال حينها وبالتّالي نتحدث عن عدم وجود إستجلاب للشّياطين؟ ثمّ كيف افهم الخيال عموما في ضرب الأمثال في القرآن من حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هذا الخيال الذّي قد يأخذ عقل المؤمن أحيانا، كيف أفهم علاقته بعدم التّسليط فيه - من حيث أنّه وحي مندوبٌ التفكّر فيه وباتّالي مدده ربّاني شريف - ووجود التسليط ف غيره؟ أم أنّ مدد الخيال يختلف حسب النيّة؟
    تقبّلوا منّي فائق الإمتنان و دوام العرفان

    ردحذف
    الردود
    1. 1- القلب العضوي له اتصال باللطيفة النورانية القلبية الروحية .. وذلك تجد له اثر في حال الفرح والحب والكره والاستشعار ..
      ولكن ليس القلب الضوي هو محل الفقه والإيمان .. وإلا سنقول أن القلب العضوي لو مرض فإن إيمانه يمرض معه ..!! ولو أصبح سليما فهذا معنا صحيح الإيمان .. وهذا كلام غير صحيح .. فضلا عن كونها عضلة مثل اي عضلة في الجسم .. ولكن ..
      لا تنسى أن القلب العضوي محل الدورة الدموية في الجسد .. والدم هو الوسيط للتأثير الروحاني على الإنسان ومن خلال يستغل الشيطان إلقاء الوسوسة في النفس ..
      فقد يكون قلب المنتقل فيه شيئ من هذا الدم فيؤثر على اللطيفة النورانية في الإنسان ويفسدها ..
      وقد يكون نقل العضو يسبب تحميل روحاني ماعف على الإنسان بسبب أنه أصبح وسيلة جذب لقرين الشخص المتوفى .. فيلازم الشخص المنتقل إليه العضو الجديد .. وبالتالي يحرك وسوسته في ها القلب كما كان يحركها لصاحبه المتوفى .. وهذا يتطلب قهر لقرين الإنسان الذي على قيد الحياة من قرين الإنسان المتوفى .. حتى يبث أفكاره في هذا الإنسان ..!!

      * لكن بالتأكيد القلب العضوي ليس السبب من ذاته في فعل شيء .. وإنما بحكم ما يصل فيه من دماء تحمل شفرات شيطانية (وسوسة) .. وبالتالي يتأثر اللطيفة النورانية الغيبية ..
      وقد شرحت لك كيفية التسليط تتم ..!!

      * فالموضوع كله يتعلق بالقوى الروحانية المتسلطة بسبب تعلقها بالعضو الذي تم اخذه من صاحبها المتوفي .. (وهذا أمر نادر الحدوث لكن ممكن أن يحدث) ..!!

      2- اخيال الذي يسبب مس روحاني مقصدنا منه .. هو العاطفة السلبية التي تحرك في النفس مشاعر الغضب فيحدث جذب للشيطان لتحريض الفكرة في نفس الإنسان الغاضب أو الحزين أو الباكي .. وهذا سهل الحدوث مع المراة لقوة العاطفة وانسياقها ورائها ..!!

      ولا علاقة لخيال الشاعر ولا الفنان .. إلا لو سيطرت عليه فكرة سلبية وخضع لها وقد العزم عليها .. فهذا يكون اسهل من غيره في تسليط الوسواس عليه .. وكما قلنا ان الوسواس هو نوع من المس ..!!

      ففكرة الخيال العاطفي للشيطان هي أسهل لتوصيل أفكاره ووساوسه ..
      ويندرج تحت الخيال العاطفي جماعة الشهوانيين المستبيحين للحرام .. حيث أن هؤلاء توسعوا في خيالات في كيفية اشباع الحرام بأي طريقة .. فساعدهم الشيطان بمس أفكارهم للوصول إلى ما يريدون ..!!!

      * فليس بالضرورة يحدث مس صرع ..!! فهذا أمر نادر الحدوث .. ولا يستفيد الشيطان من وراءه شيئا إلا تيئيس الشخص في إيمانه هو ومن حوله .. لأنه رأى فيهم استجابة نفسية لذلك .. ولو كان الشيطان رأى الإيمان في نفوسهم ما كان يستطيع أن يستحوذ عليهم .. لأن الإيمان حجاب بينك وبين الشيطان .. إلا في حالة التسليط بالسحر فهذا لا علاقة للشيطان به على وجه الحقيقة لأن الفاعل هو نفس إنسان (الساحر) .. والشيطان مجرد وسيط .. !!
      وذلك في العلاجات لا اتعامل مع الشيطان الروحاني .. لأنه لا شيء .. وإنما يتم التعامل مع قهر القوى الروحانية للساحر ..!! والموضوع يطول شرحه ..

      * اما عن التفكر في خيال الغيب (ما لاعين رات وأذن سمعت .... ) .. فهذا أمر لم يأذن لك به الله .. لأنك لا تملك الادوات الخاصة بذلك .. لأنها حقائق محجوبة إلا لمن خصه الله بلك للتبشير والتنذير وهم الانبياء والرسل .. وقد يدرك شيئا منها الاولياء في مجال الرؤيا .. وليس الخيال ..
      فالتفكر بها نوع من الوهم المحض الذي لا يؤدي إلا إلى الوسوسة .. لنك لا تملك قوى تؤهلك لمعرفة ذلك .. فكيف تتفكر فيما لا مجال للفكر فيه ؟!!

      هذا والله اعلم .

      تحياتي لك

      حذف
    2. ممنون جدّا لكلّ هذا التّوضيح القيّم المفيد سيّدي وأستاذي الأكرم خالد،
      حقيقة أتمتّع دائما بردودكم التّي تشفي سؤلي؛ جزاكم الله عنّي وعن المستفيدين منكم خير الجزاء وبارك لكم وفيكم وعليكم، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
  3. بارك الله فى السائل والمجيب

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف